لطيفة قرأنية من كلمات الشيخ السعدى رحمه الله
(1) قال تعالى في سورة البقرة :
(( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 174 أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ 175 ))
تأمل معي رحمك الله أنواع العذاب في هاتين الآيتين !
أكل النار في البطون , وعدم التكليم , وعدم التزكية , والعذاب المرتب على الكتمان !
ثم تدبر قول الله سبحانه (( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ )) ففيه موعظة بليغة لو تفكر فيها من يجتريء على الذنوب والمعاصي لكفته عن المواعظ التي تردعه وتزجره عن الفبائح !
وفي الآية أربعة أقوال كما في تفسير الماوردي ( 1/224 ) :
1- ما أجرأهم على النار ؟!
2- فما أصبرهم على عمل يؤدي بهم إلى النار ؟!
3- فما أبقاهم على النار ؟! من قولهم ماأصبر فلانا على الحبس , أي ماأبقاه فيه .
4- بمعنى أي شيء صبرهم على النار ؟!
وكل معنى من هذه المعاني تحته وعيد شديد يغني عن مئات المجلدات من الترهيب !
أي ما أشد صبرهم ؟!
تعجيب للمؤمنين ممن يرتكب موجبات النار من غير مبالاة !