تدبر القرآن رسائل تدبر فوائد من جوال تدبر وغيره من كتاب الله

إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

تصور فاسد


هناك من يتصور أن من لوازم حسن الخلق المداهنة والمصانعة.

بل تعجب إذا سمعت من يرى أن ذلك من أسس الدعوة وأساليبها.
وهذا خلل في الفهم، وقصور في التصور، وذلك أنه في السورة التي أثنى الله فيها على رسوله -صلى الله عليه وسلم- لأخلاقه الرفيعة العظيمة، نفى عنه المداهنة والمصانعة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}[القلم:9-10] مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين المداهنة المحرمة، والمداراة المشروعة فليعلم ذلك[القول البين الأظهر للراجحي ص(115)].
[المصدر: كتاب الوسطية في ضوء القرآن للأستاذ الدكتور ناصر العمر / ص180-181]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

يا أبت افعل ما تؤمر


{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات:102].

ولفظ (أبت) فيه قرب مُلئ بالحنان، ويشيع الدفء، وهذا اللفظ: كفيل بأن يهز قلب الأب تجاه ابنه، ولكن أمر الله أكبر، وهذا درس للآباء.
فلا يقوى القلب إلا بالمحن والابتلاءات؛ كلما عظم قدر المرء كلما عظم بلاؤه، وهذا القلب لا يحيى إلا بالابتلاء، ولهذا شدد الله الابتلاءات على أنبيائه.
وهذا إبراهيم -عليه السلام- الذي ابتلاه الله بذبح ابنه فلذة كبده، ومما يضاعف الابتلاء أنه هو الذي يذبح ابنه بيديه، ومما يضاعفه أكثر أن الولد حليم مطيع لوالده، وليس ولد عاص، وإذا نظرت إلى رد الولد لأبيه: والدي الحبيب! أنا أعلم أن الأمر ليس بيديك، ولو عليك ما فعلت ذلك، ولكن أعلم أنك مأمور من الله سبحانه وتعالى، وأنا مثلك أفعل ما أمرت به.
[المصدر: من مقالة عبر من قصة الذبيح - ملخص محاضرة غراس الإنسان - لورشة عمل الداعيات إلى الخير]

 

Vous jamais

*مساعدة مشرفات اسلاميات*
إنضم
13 مايو 2011
المشاركات
2,304
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

موضوع رائع

جزاك الله خيرا

متابعة بشغف ..
 
إنضم
20 أكتوبر 2011
المشاركات
406
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

جزاك الله خيراً جعلها الله في ميزان حسناتك
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

يوسف ... وكمال براءته

لما راودت امرأة العزيز يوسف -عليه السلام- ودخل عليها سيدها صاح يوسف قائلا: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}[يوسف:26-28].
ثم انتشر الخبر في المدينة حتى: {قَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}[يوسف:30-32]، ثم لما شهد النسوة ببراءته -عليه السلام- وهو في السجن قالت امرأة العزيز: {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}[يوسف:51].
قال القرطبي: "وهذا القولُ منها -وإن لم يكن سأل عنه- إظهارٌ لتوبتها وتحقيقٌ لصدقِ يوسف وكرامتِه؛ لأنّ إقرارَ المُقرِّ على نفسِه أقوى من الشهادة عليه، فجَمَعَ الله تعالى ليوسفَ لإظهارِ صدقِه الشهادةَ والإقرارَ، حتى لا يخامرَ نفساً ظنٌ، ولا يخالطَها شكٌّ."
[المصدر: مستفاد من الجامع لأحكام القرآن 359/11]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

تسعدني متابعتكم
وجزاكم ربي كل خير
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}.[آل عمران:37].

هذا من فضائل مريم
، ومن جملة ما يزيد فضلها؛ لأن المتربي يكتسب خلقه وصلاحه ممن يربيه.

[ابن عاشور].
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله


يقف المؤمن خاضعا، والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجو : برودة ودفئا، وصحوا وغيما، وصفاء وقترة، كل ذلك في فترات قصيرة!

يغشاه ذلك وهو يتدبر قول ربه :
{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}.[النور:44].
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

معية ربانية

يقول الحق سبحانه: {فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63].

فكيف تحوَّل الماء إلى جبال يفصل بينها سراديب وطرقٍ يسير فيها موسى -عليه السلام- وقومه؟
كيف يسير موسى وقومه مطمئنين؟
لا بد أنها معية الله -سبحانه- التي تحميه، وهي تفسير لقول الحق سبحانه: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62].
ورغم ذلك يتبعهم فرعون وجنوده لعله يدركهم، وأراد سيدنا موسى -عليه السلام- بمجرد نجاحه في العبور هو وقومه أن يضرب البحر بعصاه؛ ليعود إلى قانون السيولة، ولو فعل ذلك لما سمح لفرعون وجنوده أن يسيروا في الممرات التي بين المياه التي تحولت إلى جبال، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يريد غير ذلك، فقد أراد الحق سبحانه أن ينجي ويهلك بالشيء الواحد، فأوحى لموسى -عليه السلام-: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ}[الدخان:24].
أي: اترك البحر على حاله؛ فينخدع فرعون وجنوده، وما أن ينزل آخر جندي منهم إلى الممر بين جبال الماء؛ سيعود البحر إلى حالة السيولة فيغرق فرعون وجنوده، وينجو موسى وقومه.
[المصدر: تفسير الشعراوي - محمد متولي الشعراوي / ص 1441]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

براءة واجبة


من الأمور المحكمة التي دلت عليها النصوص الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة: وجوب البراءة من الشرك وأهله.

قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: 4].
قال ابن كثير -رحمه الله-:"{إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}؛ أي: بدينكم وطريقتكم، {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا}؛ يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتم على كفركم، فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم: {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}؛ أي إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد"[تفسير ابن كثير(4/ 349)].
وقد كرَّستْ شعائر الحج المتعددة هذا المعنى، فخالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشركين في الموقف بعرفة والدفع منها، وكذلك الخروج من المزدلفة، وعلَّل ذلك بقوله: (هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك)[مسند الشافعي(1/369)].
فعن المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف هديهم. وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف لهديهم)[أخرجه البيهقي في السنن(5/125)].
هذا درس عظيم في بغض المشركين، والبراءة منهم ومن أفعالهم وعباداتهم وسلوكهم وأخلاقهم، وما فقه هذا الدرس مَنْ يتشبه بالمشركين في العبادات، أو الأخلاق والسلوك، أو المظهر أو الزي واللباس؛ لأن من البراءة ترك التشبه بهم، والقصد إلى مخالفتهم.
[المصدر: مقالة الحج مدرسة لمحمد بن شاكر الشريف]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

مع ابن القيم [2] :

{ و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ... ، أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني و هم لكم عدو }
؟
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب ! وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي ، فكانت معاداته لأجلكم ، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم و بينه عقد المصالحة ؟


 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

روح تسرِي في القلوب

"من أهمِّ الأوصافِ التي وصفَ بها القرآنُ أنه روح {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52]، فأهميةُ وجودِه في القلبِ وتأثيرِه عليه، كأهميةِ الروحِ بالنسبةِ للجسدِ.. بل يزيدُ باعتبارِ أنَّ الأجسادَ إلى زوالٍ، وأنَّ القلبَ هو محلُّ نظرِ الله -عز وجل-، وعلى قَدْرِ سلامتِه وصِحَّتِه تكونُ الاستقامةُ في الدنيا، والنجاةُ يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:88-89].
لذلك لا يخطئُ مَن يقولُ بأنَّ مَن يقرأُ القرآنَ ويُحْسِنُ التعرُّضَ لتأثيرِ آياته يجدُ نفسَه ينتقلُ بين سورِ القرآن فتتحرّكُ بها مشاعره.. هذه سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الثقةِ والاعتزازِ، وتلك سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الغيرةِ، وأخرى تثيرُ فيه مشاعرَ الغضبِ لله، وتلك سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الأحزان، وهكذا..."[التعبير القرآني والدلالة النفسية
22 بتصرف
]

إنّه ليس كتابًا فحسب، وليس دواءً فحسب، إنه شيءٌ متفرّدٌ لا يمكنُ إدراكُ كُنْهِه وقدرتِه الفذّةِ على العملِ في ذاتِ الإنسان.
إنّه -كما يقول سيد قطب-: "يزيلُ الغشاوةَ، ويفتحُ النوافذَ، ويسكبُ النورَ، ويحرّكُ المشاعرَ، ويَسْتَجِيشُ القلوبَ، ويُخَلِّصُ الضميرَ، وينشئ حياةً للروحِ تنبضُ بها وتشرق وتستنير"[في ظلال القرآن 6/ 3297].
[المصدر: تحقيق الوصال
5 - د/ مجدي الهلالي
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:69]
قال ابن القيم:علّق الله -سبحانه- الهدايةَ بالجهادِ، فأكملُ الناس هدايةً أعظمهم جهاداً.
وأفرضُ الجهاد: جهادُ النفس، وجهادُ الهوى، وجهادُ الشيطان، وجهادُ الدنيا، فمن جاهدَ هذه الأربعةَ في الله هَدَاه اللهُ سبلَ رضاه الموصّلةَ إلى جنَّتِه، ومن تَرَكَ الجهادَ فَاتَه من الهُدَى بحسب ما عطّل من الجهادِ.
قال الجنيد:والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبةِ لنهدينَّهم سبلَ الإخلاصِ، ولا يتمكّنُ من جهادِ عدوِّه في الظاهرِ إلا مَن جاهدَ هذه الأعداءَ باطناً، فمن نُصِرَ عليها نُصِرَ على عدوِّه، ومن نُصِرتْ عليه نُصِرَ عليه عدوُّه.
[المصدر: الفوائد لابن القيم ص 91]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات) البقرة: ١٢٦ تأمل التلازم الوثيق بين الأمن والرزق، وبين الخوف والجوع, تجده مطردا في القرآن كله، مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن؛ لما يترتب على ذلك من آثار كبرى في حياة الناس وعباداتهم, واستقرارهم البدني والنفسي، وأي طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف؟ بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا، وتدبر سورة قريش تجد ذلك جلياً.
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

وسطية الرزق


قال تعالى: {ولَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}[الشورى:

27].

قال الطبري: ولو بسط الله الرزق لعباده، فوسّعه وكثّره عندهم لبغوا، فتجاوزوا الحدّ الذي حدّه الله لهم إلى غير ذلك الذي حدّه لهم في بلاده بركوبهم في الأرض ما حظره عليهم، ولكنه ينـزّل رزقهم بقدر لكفايتهم الذي يشاء منه[تفسير الطبري(


25/30)].


وقال ابن كثير: أي لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان، من بعضهم على بعض أشرًا وبطرًا.


وقال قتادة: كان يقال: خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك[تفسير ابن كثير(4/115)].
ودلالة هذه الآية: أن وسطيَّة الرزق تؤدي إلى وسطية العمل والعبادة، والإفراط يؤدي إلى الإفراط والتفريط، فأصبحت وسطيَّة الرزق مانعة من الطغيان والبغي.
[المصدر: كتاب الوسطية في ضوء القرآن للأستاذ الدكتور ناصر العمر /
12]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

علام تدل لفظة جاوزنا؟

الذي نجى موسى وقومه من فرعون وجنوده هو الله-سبحانه-، ولم يتدخل أحد غيره في ذلك، فإن الأسباب حينها قد قُطعت وخبرات البشر وقتها قد توقفت ولذلك قال -سبحانه-: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ}[يونس:90]؛ لأن الاجتياز لم يكن بأسباب بشرية، بل بفعل يخرج من أسباب البشر، فلو أن موسى -عليه السلام- قد حفر نفقاً تحت الماء، أو لو كان قد ركب سفناً هو وقومه لكان لهم مشاركة في اجتياز البحر، لكن المجاوزة كانت بأسباب غير ملحوظة بالنسبة للبشر، فالحق سبحانه هو الذي أوحى لموسى: {أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ}[الشعراء:63].

[المصدر: تفسير الشعراوي – محمد متولي الشعراوي / ص 1441
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

تصور فاسد


هناك من يتصور أن من لوازم حسن الخلق المداهنة والمصانعة.
بل تعجب إذا سمعت من يرى أن ذلك من أسس الدعوة وأساليبها.
وهذا خلل في الفهم، وقصور في التصور، وذلك أنه في السورة التي أثنى الله فيها على رسوله -صلى الله عليه وسلم- لأخلاقه الرفيعة العظيمة، نفى عنه المداهنة والمصانعة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}[القلم:9-10] مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين المداهنة المحرمة، والمداراة المشروعة فليعلم ذلك[القول البين الأظهر للراجحي ص(115)].
[المصدر: كتاب الوسطية في ضوء القرآن للأستاذ الدكتور ناصر العمر / ص180-181]


 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

يا أبت افعل ما تؤمر


{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات:102].

ولفظ (أبت) فيه قرب مُلئ بالحنان، ويشيع الدفء، وهذا اللفظ: كفيل بأن يهز قلب الأب تجاه ابنه، ولكن أمر الله أكبر، وهذا درس للآباء.
فلا يقوى القلب إلا بالمحن والابتلاءات؛ كلما عظم قدر المرء كلما عظم بلاؤه، وهذا القلب لا يحيى إلا بالابتلاء، ولهذا شدد الله الابتلاءات على أنبيائه.
وهذا إبراهيم -عليه السلام- الذي ابتلاه الله بذبح ابنه فلذة كبده، ومما يضاعف الابتلاء أنه هو الذي يذبح ابنه بيديه، ومما يضاعفه أكثر أن الولد حليم مطيع لوالده، وليس ولد عاص، وإذا نظرت إلى رد الولد لأبيه: والدي الحبيب! أنا أعلم أن الأمر ليس بيديك، ولو عليك ما فعلت ذلك، ولكن أعلم أنك مأمور من الله سبحانه وتعالى، وأنا مثلك أفعل ما أمرت به.
[المصدر: من مقالة عبر من قصة الذبيح - ملخص محاضرة غراس الإنسان - لورشة عمل الداعيات إلى الخير]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

يوسف ... وكمال براءته

لما راودت امرأة العزيز يوسف -عليه السلام- ودخل عليها سيدها صاح يوسف قائلا: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}[يوسف:26-28].
ثم انتشر الخبر في المدينة حتى: {قَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}[يوسف:30-32]، ثم لما شهد النسوة ببراءته -عليه السلام- وهو في السجن قالت امرأة العزيز: {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}[يوسف:51].
قال القرطبي: "وهذا القولُ منها -وإن لم يكن سأل عنه- إظهارٌ لتوبتها وتحقيقٌ لصدقِ يوسف وكرامتِه؛ لأنّ إقرارَ المُقرِّ على نفسِه أقوى من الشهادة عليه، فجَمَعَ الله تعالى ليوسفَ لإظهارِ صدقِه الشهادةَ والإقرارَ، حتى لا يخامرَ نفساً ظنٌ، ولا يخالطَها شكٌّ."
[المصدر: مستفاد من الجامع لأحكام القرآن 359/11]