تدبر القرآن رسائل تدبر فوائد من جوال تدبر وغيره من كتاب الله

إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

معية ربانية

يقول الحق سبحانه: {فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63].

فكيف تحوَّل الماء إلى جبال يفصل بينها سراديب وطرقٍ يسير فيها موسى -عليه السلام- وقومه؟
كيف يسير موسى وقومه مطمئنين؟
لا بد أنها معية الله -سبحانه- التي تحميه، وهي تفسير لقول الحق سبحانه: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62].
ورغم ذلك يتبعهم فرعون وجنوده لعله يدركهم، وأراد سيدنا موسى -عليه السلام- بمجرد نجاحه في العبور هو وقومه أن يضرب البحر بعصاه؛ ليعود إلى قانون السيولة، ولو فعل ذلك لما سمح لفرعون وجنوده أن يسيروا في الممرات التي بين المياه التي تحولت إلى جبال، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يريد غير ذلك، فقد أراد الحق سبحانه أن ينجي ويهلك بالشيء الواحد، فأوحى لموسى -عليه السلام-: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ}[الدخان:24].
أي: اترك البحر على حاله؛ فينخدع فرعون وجنوده، وما أن ينزل آخر جندي منهم إلى الممر بين جبال الماء؛ سيعود البحر إلى حالة السيولة فيغرق فرعون وجنوده، وينجو موسى وقومه.
[المصدر: تفسير الشعراوي - محمد متولي الشعراوي / ص 1441]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

براءة واجبة


من الأمور المحكمة التي دلت عليها النصوص الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة: وجوب البراءة من الشرك وأهله.

قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: 4].
قال ابن كثير -رحمه الله-:"{إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}؛ أي: بدينكم وطريقتكم، {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا}؛ يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتم على كفركم، فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم: {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}؛ أي إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد"[تفسير ابن كثير(4/ 349)].
وقد كرَّستْ شعائر الحج المتعددة هذا المعنى، فخالف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشركين في الموقف بعرفة والدفع منها، وكذلك الخروج من المزدلفة، وعلَّل ذلك بقوله: (هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك)[مسند الشافعي(1/369)].
فعن المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف هديهم. وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف لهديهم)[أخرجه البيهقي في السنن(5/125)].
هذا درس عظيم في بغض المشركين، والبراءة منهم ومن أفعالهم وعباداتهم وسلوكهم وأخلاقهم، وما فقه هذا الدرس مَنْ يتشبه بالمشركين في العبادات، أو الأخلاق والسلوك، أو المظهر أو الزي واللباس؛ لأن من البراءة ترك التشبه بهم، والقصد إلى مخالفتهم.
[المصدر: مقالة الحج مدرسة لمحمد بن شاكر الشريف]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

إن اللسان السائب حبل مرخي في يد الشيطان، يصرف صاحبه كيف يشاء!

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}.

[محمد الغزالي]​
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

مع ابن القيم [2] :

{ و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ... ، أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني و هم لكم عدو }
؟
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب ! وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي ، فكانت معاداته لأجلكم ، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم و بينه عقد المصالحة ؟


 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

روح تسرِي في القلوب

"من أهمِّ الأوصافِ التي وصفَ بها القرآنُ أنه روح {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52]، فأهميةُ وجودِه في القلبِ وتأثيرِه عليه، كأهميةِ الروحِ بالنسبةِ للجسدِ.. بل يزيدُ باعتبارِ أنَّ الأجسادَ إلى زوالٍ، وأنَّ القلبَ هو محلُّ نظرِ الله -عز وجل-، وعلى قَدْرِ سلامتِه وصِحَّتِه تكونُ الاستقامةُ في الدنيا، والنجاةُ يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:88-89].
لذلك لا يخطئُ مَن يقولُ بأنَّ مَن يقرأُ القرآنَ ويُحْسِنُ التعرُّضَ لتأثيرِ آياته يجدُ نفسَه ينتقلُ بين سورِ القرآن فتتحرّكُ بها مشاعره.. هذه سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الثقةِ والاعتزازِ، وتلك سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الغيرةِ، وأخرى تثيرُ فيه مشاعرَ الغضبِ لله، وتلك سورةٌ تثيرُ فيه مشاعرَ الأحزان، وهكذا..."[التعبير القرآني والدلالة النفسية
22 بتصرف
]

إنّه ليس كتابًا فحسب، وليس دواءً فحسب، إنه شيءٌ متفرّدٌ لا يمكنُ إدراكُ كُنْهِه وقدرتِه الفذّةِ على العملِ في ذاتِ الإنسان.
إنّه -كما يقول سيد قطب-: "يزيلُ الغشاوةَ، ويفتحُ النوافذَ، ويسكبُ النورَ، ويحرّكُ المشاعرَ، ويَسْتَجِيشُ القلوبَ، ويُخَلِّصُ الضميرَ، وينشئ حياةً للروحِ تنبضُ بها وتشرق وتستنير"[في ظلال القرآن 6/ 3297].
[المصدر: تحقيق الوصال
5 - د/ مجدي الهلالي]




 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

كمال الدين وتمام النعمة

يوم حج النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أمته نزل قوله -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا}[المائدة: 3]، في هذا اليوم يوم عرفة من العام العاشر من هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليهم النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً، وهذه منة عظيمة من الله على عباده، وكلما وقف المسلم على عرفة تذكر هذا الفضل، وشكر الله على جزيل فضله وإنعامه، وعاهد الله على أن لا يُؤتى الإسلام من قِبَله، فإن الله لم يحوجه بعد إكمال الدين إلى غيره.
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآية المتقدمة: "هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم -صلوات الله وسلامه عليه-، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل ما أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف"[تفسير ابن كثير (2/113)].
فهل كمل الدين عند مَنْ رنا ببصره إلى شرق أو غرب أو إلى شمال أو جنوب، وهو يستورد الآراء والأفكار والعقائد؟! وهل فقه هذا الدرس وانتفع به مَنْ راح يبتدع في العبادات، أو يغلو فيما شرع الله له، أو حكم بغير ما أنزل الله في الأعراض والدماء والأموال.

[المصدر: من مقالة الحج مدرسة لمحمد بن شاكر ا
لشريف]
[/size][/color]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، يختلف من حال إلى حال، ومن مقام إلى مقام، فليس كل من تصوّر أنّه قام به قد وافق الصّواب في ذلك، فكم من داعية يأمر وينهى -استجابة للآيات الداعية لذلك على وجه العموم- ضلّ في هذا الأمر، ولم يوفّق للمنهج الوسط، وهو المنهج الحق، فقد يتكلّم في مقام يجب فيه السّكوت، وقد يغلظ في حال تجب فيها اللين والرفق، وقد يلين القول فيما لا يجدي فيه إلا الغلظة والشدة، وهكذا.
ولذلك جاءت الآيات تبيّن المنهج القويم في مثل هذا الأمر، وترسم الطريق المستقيم الذي قد يخفى على الكثيرين.
ولصعوبة التفصيل في هذا الأمر، فسأذكر بعض الآيات التي تبيّن هذا المنهج وتدل عليه.
قال تعالى:{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام:108].
قال ابن عباس:"قالت قريش: يا محمد: لتنتهين عن سبّك آلهتنا، أو لنهجونّ ربك، فنهاهم الله أن يسبّوا أوثانهم. وقال قتادة: كان المسلمون يسبُّون أصنام الكفّار، فيسبّ الكفار الله –عز وجل- عدوًا بغير علم، فأنزل الله هذه الآية"[القولين في تفسير ابن كثير(2/164)].
وانظر -رحمك الله- إلى ما قاله القرطبي: قال العلماء: "حكمها باق في هذه الأمَّة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يُسَبَّ الإسلامُ أو النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- أو الله -عز وجل- فلا يحلّ لمسلم أن يسبّ صلبانهم، ولا دينهم، ولا كنائسهم، ولا يتعرّض إلى ما يُؤدي إلى ذلك، لأنه بمنـزلة البعث على المعصية"[تفسير القرطبي(7/61)].
وقال ابن الغرس: "إنه متى خيف من سبّ الكفّار وأصنامهم أن يسبّوا الله أو رسوله أو القرآن، لم يجز أن يسبوا ولا دينهم، وهي أصل في قاعدة سدّ الذرائع"[تفسير القاسمي(6/2463)].
وبعد هذا التأصيل لمدلول هذه الآية، أذكر بعض ما قيل حولها فيما يتعلّق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال السيوطي: "وقد يستدلّ بها على سقوط وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، إذا خيف من ذلك مفسدة أقوى، وكذا كل فعل مطلوب ترتّب على فعله مفسدة أقوى من مفسدة تركه"[تفسير القاسمي(6/2463)].
وفصّل بعض العلماء في المسألة، ومن هؤلاء الحاكم،حيث قال: "والذي يجب علينا بيان بغضها، وأنه لا تجوز عبادتها، وأنها لا تضرّ ولا تنفع، وأنّها لا تستحقّ العبادة، وهذا ليس بسبّ، ولهذا قال أمير المؤمنين يوم صفين: لا تسبُّوهم، ولكن اذكروا قبيح أفعالهم"[تفسير القاسمي(6/2463)].
وقال الرازي: "وفي الآية تأديب لمن يدعو إلى الدّين، لئلا يتشاغل بما لا فائدة له في المطلوب، لأن وصف الجمادات بأنها لا تضرّ ولا تنفع، يكفي في القدح في إلاهيتها، فلا حاجة مع ذلك إلى شتمها"[تفسير الرازي،وتفسير القاسمي(6/2463)].
وأختم هذا الكلام النفيس حول الآية،بما قاله الزمخشري: قال: "فإن قلتَ: سبّ الآلهة حق وطاعة، فكيف صحّ النّهي عنه؟ وإنما يصحّ النّهي عن المعاصي؟
قلت: رُبَّ طاعة علم أنها تكون مفسدة، فتخرج عن أن تكون طاعة، فيجب النهي عنها؛ لأنها معصية، لا لأنها طاعة كالنهي عن المنكر، وهو من أجلّ الطّاعات، فإذا علم أنّه يؤدي إلى زيادة الشرّ انقلب معصية، ووجب النّهي عن ذلك، كما يجب النّهي عن المنكر"[الكشاف،وتفسير القاسمي (6/2463)].
[المصدر: كتاب الوسطية في ضوء القرآن (ص158-ص159) - للأستاذ الدكتور/ ناصر العمر]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

التعبير بالحجارة

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة:23-24].

يقول سيد قطب: "وهذا التحدي ظَلَّ قائماً في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعدها، وما يزال قائماً إلى يومنا هذا، وهو حجة لا سبيل للمماحكة فيها. والتحدي هنا عجيب، والجزم بعدم إمكانه أعجب، ولو كان في الطاقة تكذيبه ما توانوا عنه لحظة. ومن ثَمَّ كان هذا التهديد المخيف لمن يعجزون عن هذا التحدي ثم لا يؤمنون بالحق الواضح.
والذين يتحدّاهم القرآن هنا فيعجزون ثم لا يستجيبون هم إذن حجارة من الحجارة، وإن تبدو في صورة آدمية من الوجهة الشكلية، فهذا الجمع بين الحجارة من الحجر والحجارة من الناس هو الأمر المنتظر, على أن ذكر الحجارة هنا يوحي إلى النفس بِسِمة أخرى في المشهد المفزع مشهد النار التي تأكل الأحجار، ومشهد الناس الذين تزحمهم هذه الأحجار في النار"[في ظلال القرآن-(1/21)].
[المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن (ص 52-53) - الدكتور/ حسين علي الجبوري]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

ويحك يا ابن آدم

قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف:185].
فعلى العاقلِ أن ينظرَ إلى نفسه ويتفكّرَ في خلقِه من حينِ كونِه ماءً دافقاً إلى كونه خلقاً سويًّا، يُعانُ بالأغذيةِ ويُربّى بالرفقِ، ويحفظُ باللينِ حتى يكتسبَ القُوَى، ويبلغَ الأشُدَّ.
وإذا هو قد قال: "أنا، وأنا"، ونسي حين أتى عليه حينٌ من الدهرِ لم يكن شيئاً مذكوراً، وسيعودُ مقبوراً، فيا وَيحَه إنْ كان مَحْسُوراً.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}[المؤمنون:12-16]
فينظر أنه عبدٌ مربوبٌ مكلّفٌ، مخوّفُ بالعذابِ إن قَصَّرَ، مرتجياً بالثوابِ إن ائْتَمَرَ، فيُقْبِلُ على عبادةِ مولاه، فَإِنَّه -وإنْ كان لا يَرَاه- يَرَاه، ولا يخشى الناسَ، واللهُ أحقُّ أنْ يخشاه، ولا يتكبَّر على أحدٍ من عبادِ الله، فإنَّه مؤلّفٌ من أقْذَارٍ، مشحونٌ من أوضَارٍ، صائرٌ إلى جنةٍ إنْ أطاعَ أو إلى نَارٍ.
[المصدر: الجامع لأحكام القرآن 9/ 403]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

قال الله تعالى:{إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}[مريم:84].
رُوِي:أنَّ المأمونَ قرأ هذه السورةَ فمرَّ بهذه الآيةِ، وعنده جماعةٌ من الفقهاء، فأشارَ برأسِه إلى ابن السماك أنْ يعظَه فقال: "إذا كانت الأنفاسُ بالعددِ، ولم يكن لها مددٌ، فما أسرعَ ما تنفد!".

[المصدر: الجامع لأحكام القرآن 13/ 512]
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

العبادة سبيل السعادة


المهمة التي خلق الله البشر من أجلها هي عبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56].
لكن الله -جل وعلا- مستغن عن الخلق كلهم، ولا حاجة له -تبارك وتعالى- لعبادتهم كما جاء في الحديث القدسي:(لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً)[أخرجه البخاري]، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}[الحج:37]. لكن نفع العبادة حاصل لنا أولاً وأخيراً، ولهذاقال العلماء: إن مبنى الشريعة على تحصيل مصالح العباد في الدنيا والآخرة.
فعبادة الله -جل وعلا- هي المنهج الذي يحفظ لهذا الكون انتظامه وسيره دونما تخبط في أي ناحية من نواحي الحياة، وعلى أي مستوى من المستويات، وإن اختلال هذه العبادة اختلال لنظام هذا الكون، وبالتالي دخوله في دهاليز الضلال والانحطاط والفساد على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[الرعد:41].
فأداء العبادة كما أمر الله بها هو سبيل سعادة هذه البشرية بأكملها. فالعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

حسرات مفلس

قال تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}[الزمر:56].

قال إبراهيم التيمي: من الحسراتِ يوم القيامة أنْ يَرَى الرجلُ مالَه الذي آتاه الله في الدنيا يومَ القيامةِ في ميزانِ غيرِه، قد وَرِثَه وعَمِلَ فيه بالحقِّ، كان له أجرُه وعلى الآخرِ وزرُه.
ومن الحسراتِ أنْ يَرَى الرجلُ عبدَه الذي خوّله اللهُ إياه في الدنيا أقربَ منزلةً من الله -عز وجل- أو يَرَى رجلاً يَعْرِفُه أعمى في الدنيا قد أَبْصَرَ يوم القيامة وعَمِيَ هو.اهـ
[المصدر: الجامع لأحكام القرآن (18/300)]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

إنها الثقة


أمر الله -عز وجل- إبراهيم -عليه السلام- أن يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام: {قَالَ يَا بُنَيَّ إنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات:102].
فتدبر أيضاً هذه المبادرة إلى الطاعة بمجرد أن يأمر الوالد ولده، وذلك في كلا الموقفين العصيبين، وما كانت هذه الطاعة لولد إلا في أجواء الثقة العميقة.
ونستزيد من سيرة القيادة العظيمة في مجال آخر، من مواقف الحبيب -صلى الله عليه وسلم- والجنود من حوله، ونستشعر مدى الثقة العظيمة المتبادلة التي كانت تظلل العلاقة بينهم، وما تؤدي إليه من حب للبذل، واستشرافٍ للعطاء، وقوةٍ في البناء.
لأنه "على قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة، وإحكام خططها، ونجاحها في الوصول إلى غايتها، وتغلبها على ما يعترضها من عقبات وصعاب،{فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ}[محمد:20-21]، والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات"[ مجموعة الرسائل - الإمام حسن البنا-364 بتصرف].
ولنا أعظم مثال في ثقة الجندي في قيادته ما كان من موقف أبي بكر -رضوان الله عليه- عندما سعى إليه رجال يسألونه عن حادث الإسراء والمعراج، فقال قولته الخالدة:"إن كان قال ذلك فقد صدق، قالوا: أتصدقه على ذلك؟ قال: إني لأصدقه على أبعد من ذلك. فسُمي من ذلك اليوم صديقاً"[نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، الخضري].
وتدبر ثقة القيادة المتبادلة، في جنودها وأنصارها، فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(بينا راعٍ في غنمه عدا عليه الذئب -أي هجم عليه- فأخذ منه شاة، فطلبه الراعي-أي أراد إنقاذ الشاة منه- حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال له: من لها يوم السبع -أي عند الفتن حين يتركها الناس نهبة للسباع-، يوم ليس لها راع غيري؟!) فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإني أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر)[رواه مسلم-كتاب فضائل الصحابة].
[المصدر: من مقالة مع قصة إبراهيم عليه السلام للدكتور حمدي شعيب]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

منارة لا تنطفئ


يقول الله: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[إبراهيم:37].
عندما مضى الخليل -عليه السلام- قافلاً إلى الشام بعد أن ترك هاجر لوليدها، (فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟! فقالت ذلك مراراً، وهو لا يلتفت إليها!!، فقالت: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذاً لا يضيعنا. ثم رجعت)[رواه البخاري-ح3364].
تدبر هذا الموقف العصيب، وتلك التجربة المريرة في حياة تلك الأسرة المؤمنة المباركة، وتدبر هذه الزوجة البارة الصالحة الممتحنة، وهي تتعقب زوجها، وتصف له الوادي.
وتدبر مغزى هذا الوصف لحالها: فقالت ذلك مراراً، وهو لا يلتفت إليها!!
ولعل وصف الحديث لعظمة هذا الموقف، ليس فقط في استجابة وامتثال الخليل -عليه السلام- لوحيه -سبحانه-؛ بل في بلوغه هذه القمة الشامخة في الثبات على الحق، رغم رجاء زوجته، مراراً. حقاً {إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل:120].
وهذا الثبات هو المعلم الدعوي البارز، والمنارة التي لا تنطفئ، تلك المنارة التي يشعلها السابقون للاحقين على طريق الدعوة، وهو الإرث العظيم الذي يفخر به الأبناء السائرون على طريق الآباء والأجداد الهادين المهتدين، أولئك الرجال الصادقون الثابتون، الذين لم يبدلوا، إذ: {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}[الأحزاب:23].
[المصدر: من مقالة مع قصة إبراهيم عليه السلام للدكتور حمدي شعيب]

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

-"لم ترد آية في الربا إلا جاء قبلها أو بعدها ذكر الصدقة أو الزكاة، وفي هذا إشارة لطيفة بأن
الربح الحقيقي في الصدقة والزكاة، لا بالربا، كما يتوهم المرابون، وآية الروم كشفت المكنون:
(وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)". [أ.د.ناصر العمر] ج.تدبر 81800
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

قام نبيك صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح، وهي: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) لذا قال ابن القيم: "فإذا مر بآية - وهو محتاج
إليها في شفاء قلبه - كررها ولو مائة مرة، ولو ليلة! فقراءة آية بتفكر وتفهم، خير من قراءة ختمة
بغير
تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوق حلاوة القرآن". ج.تدبر 81800
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

-"أتحب أن يعفو الله عنك، ويغفر لك؟ إنه عمل سهل؛ لكنه عند الله عظيم! وهذا يتحقق لك بأن
تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك، أو أساء إليك، أو ظلمك، فإن استثقلت نفسك هذا،
فذكرها قول ربها: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)".
[د.محمد العواجي] ج.تدبر 81800
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

{ فقالوا على الله توكلنا ، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * و نجنا برحمتك من القوم الكافرين } وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا ً لتجاب دعوته .

[ البيضاوي ] ج.تدبر
 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

من تدبر القرآن علم أن الصالحين لا يخافون من

شيء أعظم من خوفهم من أمرين:
الخوف من أعمالهم الصالحه ألا تقبل
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}
و الخوف من زيغ القلب بعد هدايته
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَاْ}

لـ الشيخ صالح المغامسي

 
إنضم
15 يوليو 2010
المشاركات
204
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد: تدبر لكتاب الله متجدد باذن الله

‏​‏​قال تعالى :
( قال ربُك هوَ علَي هيّن )
*سورة مريم (9)

زكريا / اشتعل رأسه شيباً ¸
وترقق عظم جسده ¸ وبلغ من العمر عتياً
لكنه نادى بصدق في الخفآء
فـ بشره الرحمن بـ / يحيى '♡

عارٌ علينا أن يُحبطنا اليأس
ۆ لنا ربٌ يقول : ( هو علَي هيّن ) ♥'