حزام المعدة أم التحوير..
Gastric banding or gastric bypass
يردنا الكثير من الأسئلة في الموقع والمنتدى عن الخيار الأمثل لإجراء عمليات البدانة هل هو حزام المعدة أم التحوير؟؟
والإجابة على هذا السؤال تبدو سهلة وواضحة للبعض إلا أنها ليست كذلك !!
فالطبيب في هذه الحالة مؤتمن وتقع على كاهله مسئولية عظيمة أمام الله ثم أمام المريض فهو مطالب (أي الطبيب ) بتقديم كل ما يملك من معلومات وخبرات عن هاتين العمليتين وبأمانة وشفافية لكي تساعد المريض على اتخاذ القرار المناسب, المريض هو أكثر شخص يعرف قدراته, ويعلم مدى التزامه في المتابعة واختيار الأطعمة الملائمة وذلك بسبب وجود فرق بين العمليتين من هذه الناحية .
لذا فإن السؤال عندما يوجه لجراح خبرته تقتصر على نوع واحد فقط من هذه العمليات , لا ينتظر منه تقديم المعلومات الكافية عن أفضل عملية يمكن أن يخضع لها المريض!!
وهذا ربما يقود إلى الكثير من عدم الوضوح والإرباك والتردد لدى العديد من المرضى !!
فهم يستمعون إلى آراء مختلفة بعض الأحيان.
أما عندما يوجه السؤال للطبيب الجراح الذي يجري هذه العمليات وبصورة منتظمة وبخبرة ملحوظة , بشرط أن يبتعد الطبيب عن الاهتمام بالمكتسبات المادية , فإنه وبسهولة يستطيع مساعدة المريض على اتخاذ القرار المناسب بين هاتين العمليتين من اللقاء الأول .
أردد دائما وفي نهاية الاستشارة أنه يوجد قراران وليس واحداً يجب عليك أن تتخذه :
القرار الأول: هو هل ستخضع للخيار الجراحي أم لا ؟؟
عندها نستعرض معاً مسيرتك مع البدانة بدأ من مؤشر البدانة الذي يجب أن يكون أكثر من 40 أو أكثر من 35 عند وجود حاله مرضيه مصاحبة مثل السكر , ضغط الدم . الآم المفاصل ( الظهر أو الركبتين) .
ينتقل الحديث بعد ذلك إلى محاولات فقد الوزن هل استفدت تماماً أم أنك لم تخضع أصلاً لآي نظام غذائي فهنالك شريحة من المرضى تستطيع تغيير نمط غذائها (السيئ) والامتثال لحمية متوازية لفترة طويلة تحصل معها على فقد للوزن الزائد إلا أنهم وللأمانه يواجهون صعوبة في الحفاظ على أوزانهم الجديدة لفترات طويلة .
عندما يتخذ المريض قراره بإجراء العملية عندها يأتي السؤال الشهير حزام المعدة أم التحوير؟؟
قبل الإجابة على السؤال يتم حساب مؤشر كتلة البدانة فإذا كان أكثر من 50 الإجابة واضحة هو التحوير ولا ينصح بالحزام على الإطلاق لذوي الأوزان العالية, الحالة الثانية تتعلق بنوع الأطعمة فالمريض الذي يكثر من أكل السكريات مثل الايس كريم والشوكلاته والكعك هو الآخر لا يستفيد على الإطلاق من عملية الحزام بغض النظر عن مؤشر كثلة البدانة إذا القرار في هاتين الحالتين واضح جداً ونملك الكثير من الدراسات التي تثبت صحة ذلك .
ماعدا هاتين الحالتين فإن أي من هاتين العمليتين ممكن إجراءها رغم وجود بعض الاختلافات بينهما .
حزام المعدة عملية بسيطة يخرج المريض في اليوم التالي وهي تقريبا بلا أي مضاعفات تذكر على المدى القصير وتبدأ مضاعفاتها تقريبا بعد سنة من العملية فالحزام جسم غريب معرض للانزلاق وخنق للمعدة وانفصال الأنبوب والتهاب الأنبوب أو الحزام أو الخزان هذه المضاعفات محتمل حدوثها بنسبة 10% في كل عام يعني 40% إلى 50 % بعد 4 سنوات يفقد المريض تقريبا من 40 إلى 50% من الوزن الزائد بعد عام من العملية. وجدنا 5% من المرضى يفقد كامل الوزن الزائد على النقيض من ذلك 5% لا يفقد أي وزن بعد السنة الأولى وهذا يدل على أن للمريض دور فعال في نجاح العملية حيث يتطلب منه الانتظام الجيد بالأطعمة الملائمة والابتعاد نهائيا عن السكريات ومتابعة الطبيب كل شهرين في السنة الأولى ثم كل 6 أشهر بعد ذلك من أجل حقن الخزان وبالتالي تضييق الحزام.
أما عملية التحوير فهي على العكس من الحزام واحتمال المضاعفات لا سمح الله هي في فترة الأيام الأولى بعد العملية أما بعد خروج المريض من المستشفى والاطمئنان عليه فلا يوجد بإذن الله مضاعفات جراحية تذكر, كل ما يحتاجه المريض هو قرص واحد يومياً من الفيتامينات التي تحتوي على الحديد والكالسيوم فقد أثبتت الدراسات أنه يحدث نقص في هذه الفيتامينات لدى 50% من المرضى بعد عملية التحوير في حالة عدم تناولهم للفيتامينات بعد سنه من تاريخ العملية , لذلك ننصح الجميع بتناولها وكما يعلم الجميع زيادة الفيتامينات لا يضر وإنما الضرر يأتي في حالة نقصها.
يفقد مرضى التحوير في المتوسط من 70 إلى 80% من الوزن الزائد ويحافظ عليها لسنوات عديدة أطول من الحزام وهي معروفة منذ 50 عاماً ولكنها كانت تجرى بالجراحة التقليدية أما الآن فإنها تجرى عن طريق جراحة المنظار .
بالنسبة للأكل فيما بعد العملية , فمرضى التحوير أفضل حالاً فهم بعد الشهر الأول أو الثاني يستطيعون تناول كمية أكثر وبدون مشاكل القيئ ( الترجيع ) التي عادة ما تصاحب مرضى الحزام عند تناول بعض الأطعمة الصلبة. المضاعفات المحتملة لا سمح الله للتحوير أثناء إجراء العملية هي التسريب بين التوصيلات وهي لا تتعدى 5% أي أن 95%هي نسبة النجاح , وحتى في حال حدوث التسريب من المهم التعرف عليه ذلك عن طريق العلامات الاكلينكية ومن خلال إجراء الأشعة الملونة في اليوم الثاني من العملية وحتى لو حدث التسريب وتم التعرف عليه فالعلاج التحفظي ( وهو الاستمرار بعدم تناول الطعام لمدة 4 إلى 5 أيام أخرى ينجح بإذن الله في أربعة من الخمسة التي ذكرتها بينما يحتاج واحد فقط إلى عملية طارئة عن طريق المنظار لإصلاح التسريب أما المضاعفات الأخرى فهي مثل أي عملية أخرى .
في المقال القادم سنحاول الإجابة على الكثير من الأسئلة التي يتم تكرارها فنحن حريصون على إمدادكم بجميع المعلومات المتاحة من أجل أن تتخذ القرار عن قناعة وإدراك تساعد كثيراً في المرحلة التالية للعملية .
د.سلطان التمياط
سبتمبر 2006 دبي