ضوى العيون
New member
- إنضم
- 7 أغسطس 2006
- المشاركات
- 5,999
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
أوصلها والدها متأففا ً منتقدا ً كعادته إلى الاستراحة، حيث كانت بضعة سيارات فخمة متوقفة هناك والسائقين الشرق آسيويين يتبادلون الأحاديث، انتظر والدها حتى ولجت الاستراحة قبل أن يمضي.
استقبلتها صديقتها ( مي) عند الباب، تعانقتا وهما تتكلمان وترحبان في نفس الوقت، كانت الفتيات الأخريات يحطن بحوض السباحة الذي تلألأ بالأنوار وقد اصطفت حوله أرائك وكراسي مريحة، وتناثرت طاولات صغيرة بديعة الشكل رصت فوقها تشكيلة من العصيرات ومن الكعك المغطى بالزبيب أو بقطع الفراولة والمشمش، وطاولات أخرى تحمل أواني خزفية ممتلئة بالشاي وأنواع القهوة.
جذبتها مي إلى المجموعة وتداخلت أصوات الترحيب والكثير من الـ ( يووووه) والـ ( مو معقوووووووول) والـ ( ياااااا الله) والـ ( ما ني مصدقة)، طبعا ً استأثرت ( جوري) التي كانت حامل ببعض الصراخ، وحظيت ( شجون) المخطوبة بجزء آخر، ولـ ( أحلام) التي فقدت بعضا ً من وزنها جزء.
عندما هدأت الأوضاع كفت الفتيات عن الصراخ الهستيري وبدأ الحديث بينهن والضحك، ومضت الليلة جميلة رائقة محملة بالذكريات والحكايات التي لا تنقضي، وبعد العشاء رحلت أكثر المدعوات وتبقت مي المضيفة وفاطمة وهند فجعلن يقطعن وقت الانتظار بالحديث الذي تباطأ الآن، قادهم الحديث إلى الانترنت وأشهر المواقع والكتاب وما يدور فيه وكان لدى هند حكاية مثيرة.
أخبرتهم هند عن حكاية زميلتها في العمل والتي كانت على علاقة مع شاب في الانترنت، كان يوهمها بأنه يحبها وكانت كلماته لها أرق وأنعم ما سمعت في حياتها، والعلاقة بينهما تتطور يوما ً بعد يوم، حتى اكتشفت في يوم من الأيام بأنه أخترق جهازها وسحب منه صورها وصور صديقاتها والكثير من أسرارها ومتعلقاتها، ثم هددها بواسطتها، أخبرتهم هند بصوت خفيض عن طلبه لقاءها وخوفها من الفضيحة، رفضت ولكنه هددها وصار يطاردها حتى أنه كان يتصل بها في العمل، أخبرتهم كيف أن الله هداها ولم تستجب لطلبه وإنما لجأت إلى إحدى زميلاتهم في العمل، امرأة كبيرة في السن ذات تخصص اجتماعي ولها تعاون مع دور الرعاية الاجتماعية، وكيف نسقت تلك المرأة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتم التوصل إلى الشاب والقبض عليه والتحفظ على جهازه، وإحالته إلى القضاء بسرية تامة حفاظا ً على الفتاة، كانت حكاية قطع خاتمتها اتصال والد فاطمة الذي وصل وينتظرها في الخارج.
خرجت فاطمة متعثرة وبانقباض خفي في معدتها، كانت حكاية تلك الفتاة قد جعلت صرحها الذي ثبت دهرا ً على الرمال يهوي في لحظات، حركت تلك الحكاية أشياء كثيرة وأثارت مشاعر كانت مدفونة فصارت الآن ترى نفسها بعين الخيال مكان تلك الفتاة.
عادت إلى البيت، أغلقت جوالها حتى لا تستقبل اتصال ما قبل النوم من حمد، وبدأت تفكر لأول مرة كيف يمكنها أن تنهي هذا العبث؟ لقد ظنت لأيام خلت أنها لا تستطيع التخلي عن حمد، ولكنها الآن لا تحس إلا برغبة شديدة بالفرار منه، أذهلها هذا الانقلاب المفاجئ في مشاعرها، وتساءلت هل كان لديها مشاعر أصلا ً؟
قضت تلك الليلة في التفكير بوسيلة جيدة لإنهاء تلك العلاقة المتشعبة، هل تتجاهل مكالماته؟ ولكنه يعرف كل شيء عنها، يعرف حتى أين تعمل، " يا لغبائي... لم كنت ثرثارة هكذا؟ لم أخبرته بكل شيء؟"، ألا يمكنها الطلب منه بكل بساطة إنهاء العلاقة؟ " ماذا لو رفض وهددها؟"، ولكن يهددها بماذا؟ " بأي شيء... إنه يعرف عنها وعن صاحباتها ما يكفي لإفساد علاقتها بنصف من تعرفهم".
هكذا ذهبت إلى العمل من الغد وهي نصف نائمة، والخدر يسري والتعب يغطي مساحات جسدها، وضعت جوالها المغلق أمام ناظريها، وفكرت هل تفتحه؟ كم رسالة يا ترى ستأتيها؟ كم اتصالا ً اتصل بها البارحة؟
فكرت عندها لم لا تتجاهله ببساطة، كما دخلت حياته ببطء، تنسل منها ببطء، ترد على مكالماته وتتجاهل بعضها، تحاول الانسحاب بشكل لا يثيره ولا يغضبه، ما الاحتمالات الممكنة لهذا الحل؟ إن كان من نوع الشباب الذين لديهم كرامة سيتجاهلها ويرحل من حياتها فورا ً، أما إن كان من طينة الشباب اللحوحين المزعجين فيمكنها التذرع عندها ببعض الانشغال ومحاولة البحث عن حل آخر.
وهذا ما كان، بدأ حمد يحس ببرودة تزحف لتغلف المسافات بينهما والتي تضاءلت كثيرا ً، صارت مكالماته ترن بلا معنى أو مجيب أكثر وأكثر، بدأت رسائله وعواطفه تتراكم بلا رد أو يكون الرد إن وصله بارد متقلص.
فكر أولا ً أنه ربما أغضبها أو ضايقها في شيء ما، حاول أن يتذكر أي شيء بينهما ولكنه لم يجد، ففكر عندئذ أنها ربما تمر بمرحلة من الكآبة والضيق التي تطوف بالفتيات في هذا العمر، حاول التخفيف عنها وبث شيء من عواطفه في رسائله أو مكالماته ولكنه لاحظ تهربها من الرد أو تشاغلها.
طالت المدة فتجرأ على سؤالها عما يضايقها؟ فأنكرت أن يكون هناك شيء، ربما هي مشاغل الحياة وضغوطات العمل، لم تقنع هذه الحجة التقليدية حمد، ولكنه تلقفها مرغما ً حتى لا يفتح جدلا ً هو في غنى عنه.
بدأت الكلمات والتعابير تضمر بينهما، وتساءل حمد أكثر وأكثر ما الذي حدث؟ وكيف حدث؟ ثم برق خاطر في ذهنه، " هل كانت تخدعه؟ هل هي تعبث به؟ هل كانت مشاعره وقلبه مجرد عبث ملت منه الآن وتفتش عن تسلية أخرى؟ أم هل هناك آخر؟".
آلمته الأسئلة فطلب الحقيقة وإن كانت مرة، قرر مراقبتها انترنتيا ً، واستطاع بكل بساطة اكتشاف أنها تتواجد على الشبكة كثيرا ً ولكنها تبقيه بعيدا ً عنها، هل صارت تضع حضرا ً عليه كما فعلت مع سعد؟ مع الأيام صارت الإجابة واضحة.
استقبلتها صديقتها ( مي) عند الباب، تعانقتا وهما تتكلمان وترحبان في نفس الوقت، كانت الفتيات الأخريات يحطن بحوض السباحة الذي تلألأ بالأنوار وقد اصطفت حوله أرائك وكراسي مريحة، وتناثرت طاولات صغيرة بديعة الشكل رصت فوقها تشكيلة من العصيرات ومن الكعك المغطى بالزبيب أو بقطع الفراولة والمشمش، وطاولات أخرى تحمل أواني خزفية ممتلئة بالشاي وأنواع القهوة.
جذبتها مي إلى المجموعة وتداخلت أصوات الترحيب والكثير من الـ ( يووووه) والـ ( مو معقوووووووول) والـ ( ياااااا الله) والـ ( ما ني مصدقة)، طبعا ً استأثرت ( جوري) التي كانت حامل ببعض الصراخ، وحظيت ( شجون) المخطوبة بجزء آخر، ولـ ( أحلام) التي فقدت بعضا ً من وزنها جزء.
عندما هدأت الأوضاع كفت الفتيات عن الصراخ الهستيري وبدأ الحديث بينهن والضحك، ومضت الليلة جميلة رائقة محملة بالذكريات والحكايات التي لا تنقضي، وبعد العشاء رحلت أكثر المدعوات وتبقت مي المضيفة وفاطمة وهند فجعلن يقطعن وقت الانتظار بالحديث الذي تباطأ الآن، قادهم الحديث إلى الانترنت وأشهر المواقع والكتاب وما يدور فيه وكان لدى هند حكاية مثيرة.
أخبرتهم هند عن حكاية زميلتها في العمل والتي كانت على علاقة مع شاب في الانترنت، كان يوهمها بأنه يحبها وكانت كلماته لها أرق وأنعم ما سمعت في حياتها، والعلاقة بينهما تتطور يوما ً بعد يوم، حتى اكتشفت في يوم من الأيام بأنه أخترق جهازها وسحب منه صورها وصور صديقاتها والكثير من أسرارها ومتعلقاتها، ثم هددها بواسطتها، أخبرتهم هند بصوت خفيض عن طلبه لقاءها وخوفها من الفضيحة، رفضت ولكنه هددها وصار يطاردها حتى أنه كان يتصل بها في العمل، أخبرتهم كيف أن الله هداها ولم تستجب لطلبه وإنما لجأت إلى إحدى زميلاتهم في العمل، امرأة كبيرة في السن ذات تخصص اجتماعي ولها تعاون مع دور الرعاية الاجتماعية، وكيف نسقت تلك المرأة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتم التوصل إلى الشاب والقبض عليه والتحفظ على جهازه، وإحالته إلى القضاء بسرية تامة حفاظا ً على الفتاة، كانت حكاية قطع خاتمتها اتصال والد فاطمة الذي وصل وينتظرها في الخارج.
خرجت فاطمة متعثرة وبانقباض خفي في معدتها، كانت حكاية تلك الفتاة قد جعلت صرحها الذي ثبت دهرا ً على الرمال يهوي في لحظات، حركت تلك الحكاية أشياء كثيرة وأثارت مشاعر كانت مدفونة فصارت الآن ترى نفسها بعين الخيال مكان تلك الفتاة.
عادت إلى البيت، أغلقت جوالها حتى لا تستقبل اتصال ما قبل النوم من حمد، وبدأت تفكر لأول مرة كيف يمكنها أن تنهي هذا العبث؟ لقد ظنت لأيام خلت أنها لا تستطيع التخلي عن حمد، ولكنها الآن لا تحس إلا برغبة شديدة بالفرار منه، أذهلها هذا الانقلاب المفاجئ في مشاعرها، وتساءلت هل كان لديها مشاعر أصلا ً؟
قضت تلك الليلة في التفكير بوسيلة جيدة لإنهاء تلك العلاقة المتشعبة، هل تتجاهل مكالماته؟ ولكنه يعرف كل شيء عنها، يعرف حتى أين تعمل، " يا لغبائي... لم كنت ثرثارة هكذا؟ لم أخبرته بكل شيء؟"، ألا يمكنها الطلب منه بكل بساطة إنهاء العلاقة؟ " ماذا لو رفض وهددها؟"، ولكن يهددها بماذا؟ " بأي شيء... إنه يعرف عنها وعن صاحباتها ما يكفي لإفساد علاقتها بنصف من تعرفهم".
هكذا ذهبت إلى العمل من الغد وهي نصف نائمة، والخدر يسري والتعب يغطي مساحات جسدها، وضعت جوالها المغلق أمام ناظريها، وفكرت هل تفتحه؟ كم رسالة يا ترى ستأتيها؟ كم اتصالا ً اتصل بها البارحة؟
فكرت عندها لم لا تتجاهله ببساطة، كما دخلت حياته ببطء، تنسل منها ببطء، ترد على مكالماته وتتجاهل بعضها، تحاول الانسحاب بشكل لا يثيره ولا يغضبه، ما الاحتمالات الممكنة لهذا الحل؟ إن كان من نوع الشباب الذين لديهم كرامة سيتجاهلها ويرحل من حياتها فورا ً، أما إن كان من طينة الشباب اللحوحين المزعجين فيمكنها التذرع عندها ببعض الانشغال ومحاولة البحث عن حل آخر.
وهذا ما كان، بدأ حمد يحس ببرودة تزحف لتغلف المسافات بينهما والتي تضاءلت كثيرا ً، صارت مكالماته ترن بلا معنى أو مجيب أكثر وأكثر، بدأت رسائله وعواطفه تتراكم بلا رد أو يكون الرد إن وصله بارد متقلص.
فكر أولا ً أنه ربما أغضبها أو ضايقها في شيء ما، حاول أن يتذكر أي شيء بينهما ولكنه لم يجد، ففكر عندئذ أنها ربما تمر بمرحلة من الكآبة والضيق التي تطوف بالفتيات في هذا العمر، حاول التخفيف عنها وبث شيء من عواطفه في رسائله أو مكالماته ولكنه لاحظ تهربها من الرد أو تشاغلها.
طالت المدة فتجرأ على سؤالها عما يضايقها؟ فأنكرت أن يكون هناك شيء، ربما هي مشاغل الحياة وضغوطات العمل، لم تقنع هذه الحجة التقليدية حمد، ولكنه تلقفها مرغما ً حتى لا يفتح جدلا ً هو في غنى عنه.
بدأت الكلمات والتعابير تضمر بينهما، وتساءل حمد أكثر وأكثر ما الذي حدث؟ وكيف حدث؟ ثم برق خاطر في ذهنه، " هل كانت تخدعه؟ هل هي تعبث به؟ هل كانت مشاعره وقلبه مجرد عبث ملت منه الآن وتفتش عن تسلية أخرى؟ أم هل هناك آخر؟".
آلمته الأسئلة فطلب الحقيقة وإن كانت مرة، قرر مراقبتها انترنتيا ً، واستطاع بكل بساطة اكتشاف أنها تتواجد على الشبكة كثيرا ً ولكنها تبقيه بعيدا ً عنها، هل صارت تضع حضرا ً عليه كما فعلت مع سعد؟ مع الأيام صارت الإجابة واضحة.