رجعوني الزنزانة وما كانت موجودة كنت اسمع صوت صراخها بس ما كنت ادري وينها كانت طول الليل تبكي وتصرخ ، رجعوها اليوم الثاني وكانت تخرع من الدم اللي غطـى وجهها بكيت لما لقيتها بهالحالـه ، قالت لي: أمانه مآبي أدخلج بالسالفة أنت] صغيره تكفيـن ترى أنا قلت لهم انج مالج دخل بالموضوع ولاتقولين أي شئ ، خذوني من عندها وودوني غرفه مادري شلون صايره قعدوني بكرسي سألوني بعلاقتي بعبدالله وحسين وإيمان ومنو معانا بالمقاومة ، قلتلهم مااعرف شئ حطولي ماي على وجهي وجابو كهربـا وحطوها على مادري ليـش تذكرت وليـد حبيبي بهاللحظه ، يمكن لأني أبي قوة تمدني فصـار على بالي ، ماحسيت إلا إنـي فقدت الوعي وردوني الزنزانة مرة ثانـيه وفتحت عيوني على وحده تصحيني وتقولي قومـي قومي وعطتني ماي طبعا ماي وسخ المهم إن اسمه ماي ، وسألتها منو أنتي قالت لي أنا (مريم) وأنا معاكم بالزنزانة، وكـل قصتي أني حاطه صورة الأمير بالسيارة واحسبوني مع المقاومة ، وسألتها عن إيمان قالت لما ردوني خذوها وما تدري عنها شئ إلا إن إيمان وصتها تبلغني أن أصر على موقفي وإن دم الكويت برقبتي ، ومر علينا يوم من غير ما أشوف إيمان أو أعرف عنها شئ ، دخل علينـا الضابط ونادى على اسم وحده اسمها(ليلى)
وقالها أنتي الظاهر داعيلج أهلج ياللـه روحي بيتكم ، قلت له انزين وأنا متـى اطلع ؟ ووين إيمان ؟ رد علي وقال الظاهر إيمان راح تلحق حسين وعبدالله ، خفت من كلامه وما كنت اعرف شنو يقصد ... بس مريم قالت لي إن عبدالله وحسين استشهدوا من قوة التعذيب والحلو أنهم مافتنوا على ربعهم ، والله كفو ياشبابنا ..
قلت بنفسي ألحين اهم ماتوا وما قالوا اسمي وبيصير علي الدور ولازم أصير قوية مثلهم ,
استقويت ومر الليل الثقيل فتح باب الزنزانة ورموا علينـا أحد ، وطلعت إيمان الغالية أللي جسمها مابان فيـه مكان فاضي من التعذيب ، استصعبت الكلام وحكت لي أللي صار معاها بالتعذيب وآخر شئ أتوقعه طرق التعذيب إللي سووها معاها ، مابقى تعذيب انساني ولا حيواني ما اتبعوه ، المهم بلغتني إنها ماقالت عني ولاشـئ ولاراح تقول وإنها تبيني أرد بيتنا ، وطلبت منـي بمجرد ما أرد الديره أعطي أمها وصيتها وإنها تطلب أن يتعمل باسمها ماي سبيل ، مرت الأيام والأسابيع وإحنا نترحل من زنزانة إلى زنزانة وما كان في أمل أطلع أبدا ، وصار يوم طلبوا إيمان ومريم وخلوني مع الباقين ننتظر مصيرنا وردوا لما مريم وإيمان بس ردوهم جسد بلا روح,,, كانت مريم وإيمان مستشهدين استشهاد الكل يتمناه ومنظرهم أبد مايغيب عن عيني ...
حاولت أنسى شكل إيمان البشع من الموت وحاولت أستجمع قواي عشان أرد ديرتي وأهلي و وليد ، وعرفت إنـي أنا موجودة ألحين بسجن البصرة وإن ماكو فايده من رجعتي الديره باشروا معانا جميع التعذيبات النفسية والجسدية ويوم ورا يوم كنـت أستجمع قواي من هالتعذيب لأنهم ضانين إنـا راح نضعف ، وبعد هذا كلـه رحلونـا على سجن تحت الأنفاق اسمه السجن الأسود من الظلام إللي كنا فيـه سموه أسود ، صرت أكثر قوة مـع الأيام وصرت أعرف إشلون أداوي المرضى إللي بالزنزانة معاي وعرفت بعض الرموز اللي يتداولونها الحرس بينهم، كنـا مجموعه كبيره من الكويتيين وبعض الجنسيات الأخرى إللي كنـا نخاف نتكلم جدامهم بآي شئ لأنا خايفين لايكونون جواسيس للعراقيين ، كان في وحده ساحبينها من ليلة عرسها بالفندق واعدموا زوجها قدامها وموجودة بالزنزانة بفستانها مال العرس بعد ماصار لونه أسود ، كنـا نخيط لنـا ملابـس من الخيش ، وكنا نتلحف بالحصير ، وكنا نأكل فضلات العراقيين وبكـل هذا كنت أتذكر طباخ أمي وقعدات أهلي وأتخيل شنو يسوون ألحين ..
الأيام تمر والتعذيب الجسدي والنفسي مستمر ويانا،أتذكر أهلي ويطيب لي ذكراهم ، ولكن ويـن أنا وويـن أهما ، إصراري وعزيمتي على ديرتي وصلتني للي أنا فيـه ، وماهو بمعروف حقنا متى نطلع ومتى نشوف النور وإحنا محبوسين بهذا المكان..
صـار شهـر فبراير ولي ألحين ماندري شنو نسوي بأعمارنـا نشوف بعض الوجوه والشخصيات المعروفه بين المأسورين بس مانقدر نتكلم نخاف يتعرفون عليهم ، عرفت أمور وايد بالحبس وتعلمت التمريض واشلون أسوي من أي شـئ شغله نافعه ، ألحين باقـي يومين على العيد الوطني وكلنا شوق على ان تتحرر ديرتنا قبلها ، ولكن مافي فايده .
صار 25 / فبراير 1990 وكل الكويتيين بالزنزانات يكبرون ويهللون وهذا الشئ خلا الحرس والجنود يصبون جام غضبهم علينا ومو عاجبهم الحال ، فرشوا علينـا مادة منومه ومالقينا روحنـا إلا صاحيين على صوت الرشاشات ومدافع وكان هذا فجر 26/فبراير1990 عرفنا إن الكويت تحررت وما صدقنا من فرحتنا وكانوا العراقيين يصرخون بوجيهنا استهزاءاً وإن الكويت لهم مهما يصير وراح يجي يوم يأخذونها لهم أكيد ، قعدنا نغني الأغاني الوطنية والنشيد الوطني ولكن ماكو فايده الحقد معمي عيونهم ، خذونا كلنا ورحلونا مكان ثاني بعيد عشان لمـا الأمريكان يفتشون مايلقونا ولا يلقون أسرى..
خذونا دفعات كبيره بسيارات ضخمه وكنا نصفق ونغني من فرحة التحرير وهذا إللي خلا الجنود يضربونا كل شوي عشان نسكت ، وصلنا لمكان وأتوقع انه الحدود السورية العراقية لأنه وايد بعيد عن المكان إللي احنا فيه ودخلنا بين الجبال والدروب الوعرة وأجبرونا أنا ننزل تحت خندق درجه طويل ، وكان محفور تحت الأرض بعمق كبير ، جرونا واحد ورا الثاني ، وطبعا كانت غرف التعذيب أكثر من الغرف اللي ننام فيها حطونا كل 7 * 3 نساء بزنزانة قياسها 4 وكنا نتناوب على النومه عشان نتمدد على الأرض ، وكان معانا بنات أصغر مني وحريم عجائز وأذكر وحده منهم كان اسمها بيبي صباح وكنا شاكين أنها بنت الصباح وخذوها ومو راضيين يفهمون أن اسم أبوها صباح مو عايلتها ، بس وين اللي يفهم ؟ يجرون القوي والضعيف ، حتى نسمع صوت حرمة بالزنزانة أللي يمنا قاعدة تولد يااحرام ولافي احد معبرها ،، تصرخ وتصرخ ويقول لها الضابط إذا ما سكتي راح أعرف اشلون أسكتك ...
وكانت فقيرة تحاول تكتم صرختها ، ترجيت الضابط ينقلني زنزانتها وما بقى آية ماقريتها عشان يوافق علي وبالأخير يالله يالله رضى ،، ورحت لها وكانت يااحرام شكلها يعور القلب وقعدت أساعدها وتعلمت من الدكتورة اللي كانت أسيرة معانا اشلون أولد كانت الدكتورة تدور شئ نظيف تحط فيه الياهل بس ماكان فيه ،، وكان شكله يهبل ، وكانت بنت وسمتها (تحرير ) ...
تاابعووني ...