آسيااا
New member
- إنضم
- 22 أبريل 2007
- المشاركات
- 1,690
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..
سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..
***
صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .
قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..
وصلوا للمدرسة في وقت قياسي
وشهد كل بيت يمرون فيه تعلمها باسم صاحبته او صاحبه لحد ماوقفوا على باب المدرسة
قالت وهي تأشر على المدرسه : وهذا اصلاً بيت ابو غزلان اللي تدرس في صف رابع تعرفينها ..؟ اعطاه نوف وابلا نوير والمدرسات ... ضحكت شادن من شهد وثقتها في معلوماتها ..
هزت راسها قالت : يالله حبيبتي ادخلي وروحي عند زميلاتك ..!
توجهت شادن لغرفة الإدارة ووقعت على حضورها وراحت لغرفة المدرسات تنزل عبايتها وتزبط شكلها على بال مايجي موعد الطابور ..
اليوم تحس بنشاط وحيوية ومتفاءلة عكس الايام اللي راحت محبطه وكسلانه وفيها نوم ..
سألتها نوير اللي سبقتها للمدرسة عن الوضع في بيت جدتها وراحت تقول لها عن جدتها وعمتها فوزية وحياتها عندهم ..
وان جدتها اصرت انها تسكن عندهم ..
: شفتي ماقلت لك ناس طيبين وراح يحطونك على كفوف الراحه .
: صادقه والله .. الله يخليهم لي ..
دخلوا البنات زميلاتهن اللي تعنوا وقطعوا مسافه طويلة من نص الليل .. وبعدها بدقايق سمعوا صوت الصفارة البديله للجرس تعلن الطابور .. وقامت مع نوير وسهام المناوبة اليوم هي وجواهر ..
اليوم نشيطه على غير عادتها ..
ساعدت سهام وقدرت تضبط البنات وتنظم الطابور ..
والبسمه اللي ارتسمت على محياها دلالة واضحه انها مرتاحه ..
اقل شي تطمنت على نفسها وعلى مستقبلها بعد ماكان مظلم بنظرها ..
وقف بجنب غرفتها دقايق ..
انصدم وتسمرت رجوله وهو يسمعها تبرر له وشكلها متضايقه ..
مايحب يتصنت على احد ..
بس هذي سارة ..
غلاها بغلا روحه ..
يدري ان حظها تعيس وخالد مستمر في خداعها وسحبها لتيار الوهم ..
عوره قلبه لمن سمعها تقول : (الله يخليك لاتزعل والله مو قصدي انا ادري انهم يصدقون الناس والحساد كثير ..
طيب اعتبرني ماقلت شي .... خالد حبيبي لاتعصب .. خلاص والله خلاص ..
وعد اكلمك بكرة بس انت لاتدق عليّ حتى مايخاصموني اذا عرفوا اني لسه اكلمك ..
طيب ماراح اداوم عشانك .. خلهم يخصمون من الراتب وخلهم يرفعون غيابي عادي المهم انت لاتزعل . )
ومشاري على وضعه وكل كلمه تنغرس بقلبه وتألمه ..
ماعاد يقدر يستحمل ويخليها تتمادى ..
فتح الباب عليها بقوة ودخل ..
كانت آخر شي تتمناه دخول مشاري عليها ..
تخربطت وارتبكت قالت : طيب شادن اكلمك بعدين .
التفتت على مشاري اللي من شكل وجهه وعيونه اقل مايوصف به هايج وثاير من الغضب قالت : هلا مشاري فيه شي ..؟
قرب منها وهي تقوقعت على نفسها وحطت يدها اليسار على راسها تحاول تغطي اذنها حتى ماتسمع أي كلمة يقولها وهو بهالحال ..
: من كنتي تكلمين ..؟
: ها ..؟ ك ك كنت اكلم شادن .. فيها شي هذي كمان .
: لاوالله ..؟ وشادن متى رجعت من ديرة اهلها ؟.
تذكرت ان شادن مو في جده و ماعندها جوال وهي بنفسها اللي قالت هالكلام لمشاري قالت : ها مشاري .. جات .. وبترجع ااا .
سحب الجوال من يدها اللي ترتجف وفتح الجهاز بعصبيه .. وطلع الشريحه وكسرها بأسنانه ورماها عليها
قال : انتي اللي وصلتيني لكذا ..
قاطعته بانفعال وتحدي : مشاري خالد زوجي وغصب عنك زوجي وانا ماراح اتطلق منه .. ياخي احبه ليه ماتبغى تفهم .
: صاحية انتي ولامجنونة .. تحبين انسان مريض .. لادين و لا خلق ولاخوف من الله ..
: هذا شي يخصني ...!
: ياسارة وانا اخوك .
: مشاري لوسمحت لاتتدخل بحياتي ..
: مو بكيفك ياسارة .. انتي مو في وعيك ولايمكن اخليك تروحين برجولك لخالد الفاسد احنا مو عايفينك انتي بنتنا ونخاف عليك وعلى سمعتنا ..
: ياسلام .. وانت ترمي بلاويك على خالد تحسبني مو دارية عنك يامشاري ولاخايف ان خالد يفضحك عني وتبغى تفرق بيني وبينه .
مارد عليها الا بصفعه كادت انها تخلع فكها من مكانه ..
ويده اللي غرزها بقاع شعرها وشده من مكانه بغيض وقهر
قال وهو عاض على اسنانه : مو انا ياسارة اللي مايخاف ربه .. مو انا اللي اجري ورى اطفال ابرياء اشبع غريزيتي المريضه .. مو انا اللي اهز عرش ربي ليل ونهار .. مو انا اللي يضحك على بنات الناس ويمارس الفحش مع عيال خلق ربي ..
كان صراخها وبكاها واصل لغرفة امها وابوها اللي وصلوا على صوت مشاري وهو في اشد حالات انفعاله ..
وقف ابوه وتكلم بصوت آمر وعالي : مشاري اترك اختك .
نفضها مشاري من يده ورماها على سريرها وهي في بكاء مرير ..
جات امها عندها بتحاول تواسيها وتخفف عنها بس ابومشاري مااعطاها فرصة .. سحبها بيدها وأشر لها تقوم وتتركها ..
انسحبوا من الغرفة وتركوها ..
يمكن اذا جلست مع نفسها تصحى ..
ويمكن اذا شافتهم مو معترضين على فعل مشاري تتأكد انهم صح وهي لوحدها غلط ..
بكت حظها وحالها وقلبها وحلمها ..
بكت خالد المتهم مابين الشك والبراءة ..
تصدق مشاري ولا تصدق كلام خالد اللي قدر يدخل الشك لقلبها بكلمتين عن اخوها المصلي ليل ونهار في بيت الله ..
مرت عليها ثلاث ساعات متواصلة مابين بكا وخيبة امل بأبوها وامها اللي حتى اعتراض مااعترضوا وهم اللي دللوها طول عمرها وماسمحوا لاحد يمسها بكلمه مو يضربها مشاري وهم راضين وكأنهم يقولون هذا حقها وجزاها ..
تعبانه والبكا اضناها وانهكها ..
تبي من يواسيها في خيبتها ..
تفتقد شادن وتتمنى وجودها وقربها ..
تفتقد خالد وتخاف فراقه ..
تنهدت من عمق اعماقها وهي تتذكر ان مالها ملجأ الا الله ..
شهقت وهي تتذكر انها ماصلت العشا والساعه اوشكت على 12 ووقتها راح يعدي ..
قامت دخلت الحمام وتوضأت وصلت العشا وجلست على سجادتها ووجهت يدينها للسما واللي في السما ..
ابتهلت لربها تطلب عونه ومساعدته بـ (ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) ...
كررتها من قلب ومرات عدة .. بصدق واحتياج وحاجة .. لعل وعسى ان ربي يرحم حالها ويرسيها على طريق الصواب .
***
مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..
سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..
***
صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .
قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..
سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..
***
صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .
قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..
وصلوا للمدرسة في وقت قياسي
وشهد كل بيت يمرون فيه تعلمها باسم صاحبته او صاحبه لحد ماوقفوا على باب المدرسة
قالت وهي تأشر على المدرسه : وهذا اصلاً بيت ابو غزلان اللي تدرس في صف رابع تعرفينها ..؟ اعطاه نوف وابلا نوير والمدرسات ... ضحكت شادن من شهد وثقتها في معلوماتها ..
هزت راسها قالت : يالله حبيبتي ادخلي وروحي عند زميلاتك ..!
توجهت شادن لغرفة الإدارة ووقعت على حضورها وراحت لغرفة المدرسات تنزل عبايتها وتزبط شكلها على بال مايجي موعد الطابور ..
اليوم تحس بنشاط وحيوية ومتفاءلة عكس الايام اللي راحت محبطه وكسلانه وفيها نوم ..
سألتها نوير اللي سبقتها للمدرسة عن الوضع في بيت جدتها وراحت تقول لها عن جدتها وعمتها فوزية وحياتها عندهم ..
وان جدتها اصرت انها تسكن عندهم ..
: شفتي ماقلت لك ناس طيبين وراح يحطونك على كفوف الراحه .
: صادقه والله .. الله يخليهم لي ..
دخلوا البنات زميلاتهن اللي تعنوا وقطعوا مسافه طويلة من نص الليل .. وبعدها بدقايق سمعوا صوت الصفارة البديله للجرس تعلن الطابور .. وقامت مع نوير وسهام المناوبة اليوم هي وجواهر ..
اليوم نشيطه على غير عادتها ..
ساعدت سهام وقدرت تضبط البنات وتنظم الطابور ..
والبسمه اللي ارتسمت على محياها دلالة واضحه انها مرتاحه ..
اقل شي تطمنت على نفسها وعلى مستقبلها بعد ماكان مظلم بنظرها ..
وقف بجنب غرفتها دقايق ..
انصدم وتسمرت رجوله وهو يسمعها تبرر له وشكلها متضايقه ..
مايحب يتصنت على احد ..
بس هذي سارة ..
غلاها بغلا روحه ..
يدري ان حظها تعيس وخالد مستمر في خداعها وسحبها لتيار الوهم ..
عوره قلبه لمن سمعها تقول : (الله يخليك لاتزعل والله مو قصدي انا ادري انهم يصدقون الناس والحساد كثير ..
طيب اعتبرني ماقلت شي .... خالد حبيبي لاتعصب .. خلاص والله خلاص ..
وعد اكلمك بكرة بس انت لاتدق عليّ حتى مايخاصموني اذا عرفوا اني لسه اكلمك ..
طيب ماراح اداوم عشانك .. خلهم يخصمون من الراتب وخلهم يرفعون غيابي عادي المهم انت لاتزعل . )
ومشاري على وضعه وكل كلمه تنغرس بقلبه وتألمه ..
ماعاد يقدر يستحمل ويخليها تتمادى ..
فتح الباب عليها بقوة ودخل ..
كانت آخر شي تتمناه دخول مشاري عليها ..
تخربطت وارتبكت قالت : طيب شادن اكلمك بعدين .
التفتت على مشاري اللي من شكل وجهه وعيونه اقل مايوصف به هايج وثاير من الغضب قالت : هلا مشاري فيه شي ..؟
قرب منها وهي تقوقعت على نفسها وحطت يدها اليسار على راسها تحاول تغطي اذنها حتى ماتسمع أي كلمة يقولها وهو بهالحال ..
: من كنتي تكلمين ..؟
: ها ..؟ ك ك كنت اكلم شادن .. فيها شي هذي كمان .
: لاوالله ..؟ وشادن متى رجعت من ديرة اهلها ؟.
تذكرت ان شادن مو في جده و ماعندها جوال وهي بنفسها اللي قالت هالكلام لمشاري قالت : ها مشاري .. جات .. وبترجع ااا .
سحب الجوال من يدها اللي ترتجف وفتح الجهاز بعصبيه .. وطلع الشريحه وكسرها بأسنانه ورماها عليها
قال : انتي اللي وصلتيني لكذا ..
قاطعته بانفعال وتحدي : مشاري خالد زوجي وغصب عنك زوجي وانا ماراح اتطلق منه .. ياخي احبه ليه ماتبغى تفهم .
: صاحية انتي ولامجنونة .. تحبين انسان مريض .. لادين و لا خلق ولاخوف من الله ..
: هذا شي يخصني ...!
: ياسارة وانا اخوك .
: مشاري لوسمحت لاتتدخل بحياتي ..
: مو بكيفك ياسارة .. انتي مو في وعيك ولايمكن اخليك تروحين برجولك لخالد الفاسد احنا مو عايفينك انتي بنتنا ونخاف عليك وعلى سمعتنا ..
: ياسلام .. وانت ترمي بلاويك على خالد تحسبني مو دارية عنك يامشاري ولاخايف ان خالد يفضحك عني وتبغى تفرق بيني وبينه .
مارد عليها الا بصفعه كادت انها تخلع فكها من مكانه ..
ويده اللي غرزها بقاع شعرها وشده من مكانه بغيض وقهر
قال وهو عاض على اسنانه : مو انا ياسارة اللي مايخاف ربه .. مو انا اللي اجري ورى اطفال ابرياء اشبع غريزيتي المريضه .. مو انا اللي اهز عرش ربي ليل ونهار .. مو انا اللي يضحك على بنات الناس ويمارس الفحش مع عيال خلق ربي ..
كان صراخها وبكاها واصل لغرفة امها وابوها اللي وصلوا على صوت مشاري وهو في اشد حالات انفعاله ..
وقف ابوه وتكلم بصوت آمر وعالي : مشاري اترك اختك .
نفضها مشاري من يده ورماها على سريرها وهي في بكاء مرير ..
جات امها عندها بتحاول تواسيها وتخفف عنها بس ابومشاري مااعطاها فرصة .. سحبها بيدها وأشر لها تقوم وتتركها ..
انسحبوا من الغرفة وتركوها ..
يمكن اذا جلست مع نفسها تصحى ..
ويمكن اذا شافتهم مو معترضين على فعل مشاري تتأكد انهم صح وهي لوحدها غلط ..
بكت حظها وحالها وقلبها وحلمها ..
بكت خالد المتهم مابين الشك والبراءة ..
تصدق مشاري ولا تصدق كلام خالد اللي قدر يدخل الشك لقلبها بكلمتين عن اخوها المصلي ليل ونهار في بيت الله ..
مرت عليها ثلاث ساعات متواصلة مابين بكا وخيبة امل بأبوها وامها اللي حتى اعتراض مااعترضوا وهم اللي دللوها طول عمرها وماسمحوا لاحد يمسها بكلمه مو يضربها مشاري وهم راضين وكأنهم يقولون هذا حقها وجزاها ..
تعبانه والبكا اضناها وانهكها ..
تبي من يواسيها في خيبتها ..
تفتقد شادن وتتمنى وجودها وقربها ..
تفتقد خالد وتخاف فراقه ..
تنهدت من عمق اعماقها وهي تتذكر ان مالها ملجأ الا الله ..
شهقت وهي تتذكر انها ماصلت العشا والساعه اوشكت على 12 ووقتها راح يعدي ..
قامت دخلت الحمام وتوضأت وصلت العشا وجلست على سجادتها ووجهت يدينها للسما واللي في السما ..
ابتهلت لربها تطلب عونه ومساعدته بـ (ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) ...
كررتها من قلب ومرات عدة .. بصدق واحتياج وحاجة .. لعل وعسى ان ربي يرحم حالها ويرسيها على طريق الصواب .
***
مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..
سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..
***
صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .
قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..