ملامح الخزن العتيق....قصه من نوع جديد ورومنسيه

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..

سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..




***


صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .

قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..

وصلوا للمدرسة في وقت قياسي
وشهد كل بيت يمرون فيه تعلمها باسم صاحبته او صاحبه لحد ماوقفوا على باب المدرسة
قالت وهي تأشر على المدرسه : وهذا اصلاً بيت ابو غزلان اللي تدرس في صف رابع تعرفينها ..؟ اعطاه نوف وابلا نوير والمدرسات ... ضحكت شادن من شهد وثقتها في معلوماتها ..
هزت راسها قالت : يالله حبيبتي ادخلي وروحي عند زميلاتك ..!
توجهت شادن لغرفة الإدارة ووقعت على حضورها وراحت لغرفة المدرسات تنزل عبايتها وتزبط شكلها على بال مايجي موعد الطابور ..
اليوم تحس بنشاط وحيوية ومتفاءلة عكس الايام اللي راحت محبطه وكسلانه وفيها نوم ..
سألتها نوير اللي سبقتها للمدرسة عن الوضع في بيت جدتها وراحت تقول لها عن جدتها وعمتها فوزية وحياتها عندهم ..
وان جدتها اصرت انها تسكن عندهم ..
: شفتي ماقلت لك ناس طيبين وراح يحطونك على كفوف الراحه .
: صادقه والله .. الله يخليهم لي ..
دخلوا البنات زميلاتهن اللي تعنوا وقطعوا مسافه طويلة من نص الليل .. وبعدها بدقايق سمعوا صوت الصفارة البديله للجرس تعلن الطابور .. وقامت مع نوير وسهام المناوبة اليوم هي وجواهر ..
اليوم نشيطه على غير عادتها ..
ساعدت سهام وقدرت تضبط البنات وتنظم الطابور ..
والبسمه اللي ارتسمت على محياها دلالة واضحه انها مرتاحه ..
اقل شي تطمنت على نفسها وعلى مستقبلها بعد ماكان مظلم بنظرها ..





وقف بجنب غرفتها دقايق ..
انصدم وتسمرت رجوله وهو يسمعها تبرر له وشكلها متضايقه ..
مايحب يتصنت على احد ..
بس هذي سارة ..
غلاها بغلا روحه ..
يدري ان حظها تعيس وخالد مستمر في خداعها وسحبها لتيار الوهم ..
عوره قلبه لمن سمعها تقول : (الله يخليك لاتزعل والله مو قصدي انا ادري انهم يصدقون الناس والحساد كثير ..
طيب اعتبرني ماقلت شي .... خالد حبيبي لاتعصب .. خلاص والله خلاص ..
وعد اكلمك بكرة بس انت لاتدق عليّ حتى مايخاصموني اذا عرفوا اني لسه اكلمك ..
طيب ماراح اداوم عشانك .. خلهم يخصمون من الراتب وخلهم يرفعون غيابي عادي المهم انت لاتزعل . )
ومشاري على وضعه وكل كلمه تنغرس بقلبه وتألمه ..
ماعاد يقدر يستحمل ويخليها تتمادى ..
فتح الباب عليها بقوة ودخل ..
كانت آخر شي تتمناه دخول مشاري عليها ..
تخربطت وارتبكت قالت : طيب شادن اكلمك بعدين .
التفتت على مشاري اللي من شكل وجهه وعيونه اقل مايوصف به هايج وثاير من الغضب قالت : هلا مشاري فيه شي ..؟
قرب منها وهي تقوقعت على نفسها وحطت يدها اليسار على راسها تحاول تغطي اذنها حتى ماتسمع أي كلمة يقولها وهو بهالحال ..
: من كنتي تكلمين ..؟
: ها ..؟ ك ك كنت اكلم شادن .. فيها شي هذي كمان .
: لاوالله ..؟ وشادن متى رجعت من ديرة اهلها ؟.
تذكرت ان شادن مو في جده و ماعندها جوال وهي بنفسها اللي قالت هالكلام لمشاري قالت : ها مشاري .. جات .. وبترجع ااا .
سحب الجوال من يدها اللي ترتجف وفتح الجهاز بعصبيه .. وطلع الشريحه وكسرها بأسنانه ورماها عليها
قال : انتي اللي وصلتيني لكذا ..
قاطعته بانفعال وتحدي : مشاري خالد زوجي وغصب عنك زوجي وانا ماراح اتطلق منه .. ياخي احبه ليه ماتبغى تفهم .
: صاحية انتي ولامجنونة .. تحبين انسان مريض .. لادين و لا خلق ولاخوف من الله ..
: هذا شي يخصني ...!
: ياسارة وانا اخوك .
: مشاري لوسمحت لاتتدخل بحياتي ..
: مو بكيفك ياسارة .. انتي مو في وعيك ولايمكن اخليك تروحين برجولك لخالد الفاسد احنا مو عايفينك انتي بنتنا ونخاف عليك وعلى سمعتنا ..
: ياسلام .. وانت ترمي بلاويك على خالد تحسبني مو دارية عنك يامشاري ولاخايف ان خالد يفضحك عني وتبغى تفرق بيني وبينه .
مارد عليها الا بصفعه كادت انها تخلع فكها من مكانه ..
ويده اللي غرزها بقاع شعرها وشده من مكانه بغيض وقهر
قال وهو عاض على اسنانه : مو انا ياسارة اللي مايخاف ربه .. مو انا اللي اجري ورى اطفال ابرياء اشبع غريزيتي المريضه .. مو انا اللي اهز عرش ربي ليل ونهار .. مو انا اللي يضحك على بنات الناس ويمارس الفحش مع عيال خلق ربي ..
كان صراخها وبكاها واصل لغرفة امها وابوها اللي وصلوا على صوت مشاري وهو في اشد حالات انفعاله ..
وقف ابوه وتكلم بصوت آمر وعالي : مشاري اترك اختك .
نفضها مشاري من يده ورماها على سريرها وهي في بكاء مرير ..
جات امها عندها بتحاول تواسيها وتخفف عنها بس ابومشاري مااعطاها فرصة .. سحبها بيدها وأشر لها تقوم وتتركها ..
انسحبوا من الغرفة وتركوها ..
يمكن اذا جلست مع نفسها تصحى ..
ويمكن اذا شافتهم مو معترضين على فعل مشاري تتأكد انهم صح وهي لوحدها غلط ..
بكت حظها وحالها وقلبها وحلمها ..
بكت خالد المتهم مابين الشك والبراءة ..
تصدق مشاري ولا تصدق كلام خالد اللي قدر يدخل الشك لقلبها بكلمتين عن اخوها المصلي ليل ونهار في بيت الله ..
مرت عليها ثلاث ساعات متواصلة مابين بكا وخيبة امل بأبوها وامها اللي حتى اعتراض مااعترضوا وهم اللي دللوها طول عمرها وماسمحوا لاحد يمسها بكلمه مو يضربها مشاري وهم راضين وكأنهم يقولون هذا حقها وجزاها ..
تعبانه والبكا اضناها وانهكها ..
تبي من يواسيها في خيبتها ..
تفتقد شادن وتتمنى وجودها وقربها ..
تفتقد خالد وتخاف فراقه ..
تنهدت من عمق اعماقها وهي تتذكر ان مالها ملجأ الا الله ..
شهقت وهي تتذكر انها ماصلت العشا والساعه اوشكت على 12 ووقتها راح يعدي ..
قامت دخلت الحمام وتوضأت وصلت العشا وجلست على سجادتها ووجهت يدينها للسما واللي في السما ..
ابتهلت لربها تطلب عونه ومساعدته بـ (ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) ...
كررتها من قلب ومرات عدة .. بصدق واحتياج وحاجة .. لعل وعسى ان ربي يرحم حالها ويرسيها على طريق الصواب .

***


مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..

سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..




***


صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .

قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

وصلوا للمدرسة في وقت قياسي
وشهد كل بيت يمرون فيه تعلمها باسم صاحبته او صاحبه لحد ماوقفوا على باب المدرسة
قالت وهي تأشر على المدرسه : وهذا اصلاً بيت ابو غزلان اللي تدرس في صف رابع تعرفينها ..؟ اعطاه نوف وابلا نوير والمدرسات ... ضحكت شادن من شهد وثقتها في معلوماتها ..
هزت راسها قالت : يالله حبيبتي ادخلي وروحي عند زميلاتك ..!
توجهت شادن لغرفة الإدارة ووقعت على حضورها وراحت لغرفة المدرسات تنزل عبايتها وتزبط شكلها على بال مايجي موعد الطابور ..
اليوم تحس بنشاط وحيوية ومتفاءلة عكس الايام اللي راحت محبطه وكسلانه وفيها نوم ..
سألتها نوير اللي سبقتها للمدرسة عن الوضع في بيت جدتها وراحت تقول لها عن جدتها وعمتها فوزية وحياتها عندهم ..
وان جدتها اصرت انها تسكن عندهم ..
: شفتي ماقلت لك ناس طيبين وراح يحطونك على كفوف الراحه .
: صادقه والله .. الله يخليهم لي ..
دخلوا البنات زميلاتهن اللي تعنوا وقطعوا مسافه طويلة من نص الليل .. وبعدها بدقايق سمعوا صوت الصفارة البديله للجرس تعلن الطابور .. وقامت مع نوير وسهام المناوبة اليوم هي وجواهر ..
اليوم نشيطه على غير عادتها ..
ساعدت سهام وقدرت تضبط البنات وتنظم الطابور ..
والبسمه اللي ارتسمت على محياها دلالة واضحه انها مرتاحه ..
اقل شي تطمنت على نفسها وعلى مستقبلها بعد ماكان مظلم بنظرها ..
في جده وتحديداً في المقر الرئيسي لمجموعة شركات العماد ..!
دخل الشركه وتوجه على طول لمكاتب الموظفين قبل لايروح لمكتبه ..
شاف عبدالعزيز طالع من دورة المياة ولمن شافه وقف وسلم عليه وهو متخربط ..
هالرجال له هيبه تجمد الموية وتجمد قلوب الرجال ...
: هلا عبدالعزيز كيفك ..؟ وكيف الشغل ؟
: بخير طال عمرك وكل شي زي ماتحب !!
اشر له بيده قال : اصبر لاتدخل الا بعدي ..!!!
دخل على الموظفين ورمزي يسولف في الجوال وفي يده ملف اول ماشافه رماه وقفل الجوال ووقف على طول .
قال عماد : السلام عليكم .
فز راشد اللي كان منغمس يكتب وهو اكثر واحد مخلص في عمله بشهادة اتمامه لشغله على اكمل وجه وزملاؤه ومدير شؤون الموظفين .
: هلا هلا طال عمرك الله يحييك والحمد لله على السلامه
: هلا بك ياراشد الله يبقيك ويسلمك ها كيف الشغل ؟
: تمام ابشرك و
قاطعه قال : هات لي جميع الملفات والحقني ياراشد
طلع برا وراشد جمع الملفات حقت الموظفين ولحقه لمكتبه والحركه بدت غير هالمرة كلٍ خايف على نفسه من عماد اللي لو يشوف زلة على احد مارحمه ولا عذره .
استقبله إياد السكرتير اللبناني باسلوب راقي ..
وفتح له مكتبه بسرعه ودخل عماد ..
دخل عليه مدير مكتبه الاستاذ فايز ورحب فيه وعماد استقبله باهتمام لأنه هو اللي شايل الشركه ومتفاني في عمله ويثق فيه بلاحدود .
ولولا الله ثم فايز كان يمدي عماد يداوم يومياً ولاسكن في جده وترك جدته عشان يقابل شغله ..
طلب قهوة له ولفايز عشان يبدون جلسة عمل طويلة وإياد يزودهم بالأوراق والملفات المهمه ..
وصلت القهوة وكملوا حديثهم اللي ماطلع من اطار الشغل الين اذن الظهر ..
قاموا صلوا جماعه في المسجد التابع للشركه ..
وطلع عماد متوجه للمكان الأهم بالنسبه له ولجدته ..
.. الا وجع جدته ، وهم جدته ..
الا كسرها وحسرتها وقهرها على عيال خالد الغالي اللي مات ونار شوقه تلظى بقلبها ..
الحمد لله انه شخص له وزنه في المجتمع وله معارف من الشخصيات الكبيرة والأهم انه معطيه الله المال والمال بحد ذاته سلطه يقدر يستخدمها بأي مكان وبأي زمان . . . ..
قدم له العسكري فنجال القهوة ..
قال الضابط المسؤول عن قضية نايف : سم ياابو مشعل تقهو الله يحييك ..
: سم الله عدوك ياابو محمد والله يبقيك ويسلمك ..
: آمرني ترى ابو ثامر موصيني عليك ..
: مايامر عليك عدو ... كلمك ابوثامر بالموضوع ..
: اي نعم كلمني وشرح لي قضية ولد خالك .. وبصراحه انا استغربت ان محد جا من اهله خاصة ان المدعي زوج امه وان المخطي بحسب ادعاءات نايف انه هو المعتدي ونايف يدافع عن امه واخته ..
: فعلاً ياطويل العمر هذا هو اللي صار ..
: المشكلة ان المدعي رافض يتنازل ..
: انا اجيبه لك واخليه يتنازل ولايهمك ..!
: تبي تشوف نايف ..؟
: ياليت والله .. وابيه اليوم يطلع معي .
: ابشر باللي تبي بس طلوعه فيها اجراءات تاخذ لها يومين .
: يجيك ياابو محمد متى مابغيت وتكمل الاجراءات .. خلني افرح قلب امه فيه .
: تم على امرك ياابو مشعل .. تراك غالي من غلا ابو ثامر .
: الله يسلمك ويبارك فيك .
مرت عشر دقايق ووصل نايف من السجن مع العسكري ..
وقف عماد وسلم عليه ونايف مستغرب من هالشخص اللي طلب مقابلته وهو مايعرفه ..
وقف الضابط يعرف بعماد قال : اخ نايف هذا عماد مشعل ال.....
رجل اعمال .. جاي يساعدك وابشرك تبي تطلع اليوم ان تنازل المدعي عليك ..
طلع الضابط حتى ياخذون راحتهم وجلس نايف على الكرسي المقابل لعماد وهو رافع جاحبه بغرابه ..!!
: وش اخبارك يانايف ..؟
رد وهو رافع حاجبه دلالة على الاستغراب : مثل ماتشوف .
: ادري انك ماتعرفني ..
: من اللي مرسلك علي ..؟
: جدتك ام ابوك الله يرحمه ..؟
فتح عيونه بقووة وتأمله بملامح باهته وبارده بنفس الوقت ..
: انا عماد بن مشعل .. ولد عمتك شريفه الله يرحمها اذا سمعت عنها ..
فز نايف من مكانه وكأنه الابرة اللي يدور عليها من سنين بوسط القش اخيراً لقاها..
لقى احد من اهله واللي بيدله عليهم قال بفرح
: اوووه ياهلا والله ومسهلا .. الله يحييك .. هذي والله الساعه المباركه اللي شفت منكم احد .. اخيراً قدرت اعرف طريقكم .. جدتي وش دراها عني ..؟
ابتسم له عماد على فرحة نايف اللي خلته يردد كم جملة ورى بعض بدون تركيز وتروي
قال : اصبر اصبر .. لاحق تعرف كل شي .. الحين خلني احل لك موضوعك ثم اعلمك باللي تبيه .. !!
: موضوعي بيد العله هذا وادري ماهو متنازل ... بس عطني اخبارك واخبار جدتي وعماني ..!
قاطعه عماد : بيتنازل غصب عنه واذا امك تبي الطلاق بيطلقها غصب ..
زادت اتساع عيون نايف قال : من جدك تقدر عليه ..؟ لنا سنين واحنا نحاول فيه بس يبي البيت بدل الطلاق وبيت ابوي مستحيل نفرط فيه .
: انت بس لاتشيل هم .. الرجال بيجيك بعد شوي ويتنازل ..!
: اش دراك ..؟
: ارسلت له واحد من الموظفين عندي وبيجيبه لك ويتنازل على طول ..
عرف نايف ان عماد بيقنع صالح بالفلوس لأن مثل هذا جشع وطماع لايمكن يتنازل الا اذا سد فمه بكم ريال ...
: الله يقدرني وارد لك جمايلك ياابو مشعل ..
: افا يانايف هذا كلام وانت معتبرك اخوي من قبل لااشوفك ..!
: الله يسلمك ياابو مشعل من طيب اصلك والله .
: عاد العجوز مشغلتني تبي تشوفك ..
كملوا كلامهم وسوالفهم واللي انتهت بجية صالح وتنازله وسط ذهول نايف واستغرابه
اما عماد فكان واثق انه راح يصير اللي خطط له من الساعه تسعه الصباح باتفاق مع واحد من موظفينه اللي يتميز بالاقناع والحيلة واختاره عماد لهالموضوع بالتحديد والذات ..!
اخيراً خرج نايف على مسؤولية عماد وكفالته لحد ماتنهتي الاجراءات اللي تاخذ من يومين لثلاثه ايام ..!



***


في الفصل وتحديداً الحصة السادسه ..
تشرح عن الملك عبدالعزيز وكيف اسس البلاد ووحد اطرافها المترامية ... طالعت في هيا اشطر طالبه في الفصل وهي مو معاهم سرحانه وبعالم ثاني .. وحالها مو على بعضه اليوم
قالت بنبرة صارمه : هيا خليك معانا اش فيك اليوم .؟
: ها ..؟ طيب ابله ..
تكلمت غزيل لصديقتها عذبة بهمس : هيا مهيب معنا .. تفكر في رويشد عقب البارح ..
سمعتهم شادن وجات عندهم قالت لهم بصوت واطي وهي تحاول جاهده انها ماتضحك من طريقة غزيل الغريبه
: لاتعيدونها وتتكلمون على صاحبتكم واذا عندكم كلام خلوه لبعد الحصة .
ويالله قومي ياغزيل اشرحي لنا عن دخول الملك عبدالعزيز للرياض ..
: ها .؟ ممم ابله مافهمت .
: قومي ياعذبة ..!
: ممم دخل الملك عبدالعزيز للرياض وهو جاي من الكويت ووو .... نزلت راسها تحت وتركتهم شادن واقفين بعد ماناظرتهم نظرة تدل على اللوم والزعل ...
اعادت الشرح لحد مااستوعبوا ..
قالت لعذبة تعيده واعادته وبعدها غزيل حفظته واعادته .
خلتهم يجلسون بعد مانبهتهم انها هالمرة تهديد والمرة الجاية راح تطلعهم برا اذا ماركزوا في الدرس وتركوا الأحاديث الجانبية ..
انتهت الحصة وطلعت شادن بعد مااخذت كتبها واغراضها وراحت لغرفة المدرسات شافت فيه نقاش حاد وخلود ثايرة وزعلانه ونوير تضحك عليها قالت شادن وهي تأشر لمريم : اش فيه ليه خلود معصبة .
: فيه وحده من البنات عمرها 11 سنه ملكت امس
فتحت شادن عيونها منهبله قالت : لااااااا معقوله ..؟ البنت هنا في المدرسة ؟
تكلمت نوير اللي مرة متعودة على الوضع : تعرفين هيا محسن .؟؟
قالت شادن وهي تضرب على راسها وتتذكر كلمة غزيل : اوووه وانا اقول البنت اليوم مو في طبيعتها ..
: تراها ماتبي احد يكلمها في الموضوع لأن امها البارحه عندي تقول اقنعيها تروح لمدرستها .. بنات لاحد يتكلم معاها .
: ياحراااام والله صغيرة بس اكيد زواجها بعد كم سنه ..!
ردت نوير وهي تضحك : ههههههههههههههههههههه ياحليلك ياشادن بالك طويل البنت زواجها في العيد .
: لااااا حرام مرة صغيرة اش هالظلم ؟
: عادي هنا الوضع طبيعي فيه وحده عمرها 13 سنه معاها ولدين .
قالت خلود بعصبيه : ناس متخلفين مافيه وعي المفروض ...
قاطعتها نوير : خلود هدي اعصابك صحيح فيه جهل بس لاتقولين متخلفين ..!
قالت جواهر اللي تلبس عبايتها ومعصبه بصمت : فعلاً مافيه وعي انا اول يوم داومت فيه لقيت طالبه تقول ابوي متزوج اربع ويبي يطلق وحده عشان يتزوج من جديد وحده عمرها 16 سنه ...!
قالت مريم وهي بدورها تلف طرحتها على راسها : اهل القرى ماعندهم ثقافه ولا تطور ..
ردت سهام : بنات لاتشملون اختي في قرية قريبه من الاجواد ناسها متطورين وفاهمين ومايختلفون عنا الا بأشياء بسيطه ..
نوير بدفاع المستميت : حبيبتي زي مااهل القرى عندهم عادات وتقاليد متأخرة ترى عندهم تقاليد وتراث محافظين عليها احسن من اهل المدن بكثير ..
قامت شادن وفضلت انها تنسحب من النقاش اللي احتد ولبست عبايتها .. وطلعت لشهد حتى ترجع معاها ..!


***


الوحشة قاتله ..
والوحدة عذاب ..
والصمت احياناً يمل من نفسه ..
في بيتها وقفت قدام المراية تطالع بشكلها ...
اليوم الحمد لله اشوا علامة الكف الجديد اختفت تقريباً من وجهها ..
تذكرت البيت بدون شادن ..
اثريها هي روح البيت ونايف هو الحياة اللي تدب في البيت وتحس فيها
دق الجرس .. واحتارت من يجيها بهالوقت ..
لو شادن لايمكن تجي قبل اذان العصر ..
ولو الجيران ماقد سووها وجو قبل المغرب ..
" يالله عساه خير "
راحت بتفتح .. بس انفتح الباب ورجعت بخيبة امل لأن صالح هو الوحيد اللي يملك المفتاح وشادن بعيد ونايف مقيد ومسجون ..!
دخلت المطبخ ..
ماتبي تشوف وجهه ولاتحتك معاه .. ولا لها خلق تكلمه او تسمعه ..
: ياام نايف .
سمعت الصوت .. اللي تغلغل لعمق قلبها ..
سرى مع دمها بشرايينها وأوردتها وخلاياها اللي ماتت فأحياها بقدرة الله ..!
طالعت في باب المطبخ ببتأكد هي واهمه ولا صدق اللي سمعته ..
: ياام نايف وينك ..؟ يالغاليه وينك ..؟ ياامي العزيزة .. ترى نايف رجع ..
سبقت دموعها صوتها وردها عليه ..
اول ماحطت رجلها خارج باب المطبخ كان في وجهها ..
حضنته بقوة .. وهو استسلم لها .. برجولته وسنين عمره العشرين .. رجع نايف الطفل اللي اجمل لحظات عمره لمن تحضنه ويشم ريحتها ..
: هلا وغلا بحبيب قلبي .. ياربي تحييه .. الحمد لله على سلامتك ..
متى خرجت ..؟
رفع جسمه الطويل من على صدرها وباس راسها ويدها .. قال وهو يضحك : ههههههههههههههههههههههه اصبري علي اجاوب سؤال سؤال ..
: اش هالمفاجأة الحلوة ..؟
: البركه بأهل ابوي الله يرحمه ..
فتحت عزيزة عيونها على وسع وبلحظات طويله فهمت كل شي ..
اخذته بيده قالت : تعال ارتاح وقول لي بالتفصيل كيف خرجت ..
: اول قولي لي .. اش اللي بوجهك ..؟
ابتسمت بوجع قالت : عادي قبل البارحه دخل علي سكران وقفلت دونه باب غرفتي ونام بالصاله .. بس مافوتها لي .. المهم ..
قاطعها : بكرة بيروح للمحكمه ويطلقك ..!
: تتكلم جد ..؟
: ايوه يمه وراح اقول لك الحين على كل شي ..!
سرد على امه تفاصيل اليوم وقال لها عن عماد وموقف صالح .. وتهديد عماد لصالح اللي خلاه يخاف برعب ويوافق على التنازل والطلاق بسرعه ..!
وكملت امه معاه الجلسة بالأحداث اللي صارت في غيابه
نقل شادن خطبتها .. رفضها لنادر .. تهديد خالهم ..!!
المهم انها قرت عينها وتطمن قلبها وبشرها نايف بفراق صالح .. وتأملت من الله الخير في المستقبل ..!


***
الساعه 2 تماماً قبل الفجر ../
حياتها منتهى الملل والوجع والكآبة ..!
حياتها فارغه بدون انتظار خالد ولهفتها على مكالمته ..
رغم برودته الا انها اشتاقت له ..
ورغم انه قاسي وجاف معاها الا انها اعتادت على اسلوبه وتحبه .
تخيلت لو انه يعاملها بحنان ورقة ..
يقول لها حبيبتي وعمري ويدلعها بسارونة الاسم اللي تحبه ..
ضمت مخدتها وهي تطالع بجهاز جوالها المرمي على الكومودينو بجنبها وهو بلا حياة ..
سمعت تلفون البيت يدق .. مرة ومرتين وثلاث ..
محد صاحي غيرها لأن وراها دوام وبتمشي الحين .
رفعت وردت بـ ألو .
وصلها صوته ثقيل وتعبان قالت : مين ..؟
: سارة .. ماعرفتيني ..؟
: لا من معاي ..؟
: خااااالد وش فيك .
: شكت انه سكران ولا مو في وعيه قالت بصوت حاد : خالد اش فيك .
: تعبان ياسارة .. تعبااااان . حرموني منك وتعبااااان .
فز قلبها من مكانه وهي تتخيله مريض ولا تعبان لبعدها ..
كلا الحالتين تؤلمها .
قالت : خالد حبيبي اش فيك .. سلامتك .
: سارة بقول لك كلمتين .. انتي زوجتي ولا لا ..؟
: ز ز زوجتك اكيد .
: طيب اطلعي لي برا .. انا انتظرك . ابي اشوفك تكفين سارة .
: خااااالد .. اش قاعد تقول ..؟
: اطلعي لي برا . انا قدام بيتكم بسرعه .
: انت صاحي ولا .
: سارة ابي اشوفك . بس ابي اشوفك خايف ان مشاري يفرق بيني وبينك .
تخربطت وخافت من صوته وكلامه قالت : م م محححد مفرق بيننا .. بس ارجع لايشوووفك مشاري ويقتلك .
: بتطلعين ولا لا .
: لا خالد مستحييل .
قفلت وهي تسمع صوت سيارة ابو سعد وطلعت وهي ترتجف ..
فتحت البوابه وتفاجأت بجيمس ابو سعد يتحرك ويمشي وخالد يرجع لسيارته .. اول ماشافها جا يمشي ناحيتها بسرعه ..
رجعت سارة بخطوات سريعه لحد مادخلت البيت ..
قفلت البوابة الثقيلة والقوية بينها وبينه ..
وتسندت عليها وهي تسمعه يسب ويسخط ويحلف انه لينتقم من مشاري ..
نزلت دموعها وهي يداخلها شعور واهم بأن خالد ماوصل لهالطريقة الا لأنه اشتاق لها ..
ومايبي بعدها والاسلوب المناسب للتعبير يجهله مثل مااعتادت عليه ..
رجعت لغرفتها تجر الخطى وقلبها بين نارين ..
نار الاهل وغيرتهم وخوفهم عليها اللي اسبابها واهية في نظرها ..
ونار شوق خالد وعذابه ووقوفه قدام بيتهم بمنتصف الليل حتى يكلمها او يشوفها ..
دخلت في غمرة حزن جديدة ..
وعبرت باستنزاف دموع وآهات غير مجدية في حل الموضوع الا انها ممكن تخفف همها ولو جزء يسير .



***


مساء الاحد ..
: يارجال .. ادخل امي مسوية لك عشا ومتكلفه ..!
رد عماد بتعب : اعذرني يانايف .. يكفي عشاي عندك البارحه .. الله يهديك رحت وتكلفت لو دريت ماجيتك ..
: ماتكلفت ولا شي .. بعدين امي مصرة انك تجي تتعشى عندنا بعد سواياك معانا ..
: الله يسلمك ماسويت معاك شي ينذكر وانا اخوك .. الحمد لله انه طلق امك وارتحتوا من هالفاسد .. وترى باقي له حساب معي .
: اللهم لك الحمد .. ياشيخ ابعد عنه هذا نجس وانسان رديء خلاص ماعاد نبغى منه شي . .
: يصير خير .
: بتمشي للديرة انت ..؟
: ان شاء الله توصون بشي ..؟
: امي بترسل لشادن اغراض .. دقيقه اجيبها لك ..
: يالله انتظرك ..!
دخل نايف للبيت وركب عماد سيارته .. وبعد دقيقتين طويلة على عماد رجع بكيس وشنطة فيها اغراض لشادن ..
فتح له عماد شنطة سيارته ودخلها نايف فيها قال : ترى جدتي محرصتني اجيبك معي .. ماتبي تخاويني ..؟
: امي مااقدر اتركها لوحدها اصبر علي ايام واجيها بإذن الله .
: زين يالله في امان الله ..
: الله معاك ..
مسك الطريق الطويل اللي يؤدي لقرية الاجواد ..
متوكل على ربه ومردد كعادته ( بسم الله ، الحمد لله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون .. اللهم أنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هـذا واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل )

كمل طريقه بسرعه حتى يلحق ويرتاح لأن التعب اخذ منه مأخذ ونال منه لدرجة انه يفكر في السرير ويتخيله ويتمناه ..!!
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
واقفه على الشباك حق غرفتها في بيتهم الشعبي اللي نصه متغطي ونصه مكشوف من فوق ..
قالت وهي تناظر في بيته المقابل لبيت ابوها : متى يحن قلبك علي.. ؟
متى تدري اني وهبتك قلبي من سنين .؟
وكل ليلة انام على صورتك اللي حفرتها في قلبي وعقلي ..
متى اجتمع وياك ياعماد ومن بيجمعنا ؟
جدتك اللي عمرها مالمحت لي انها تفكر فيني لك ؟
ولا انت اللي حتى ماقد التفت لبيتنا ..؟
ولا ابوي الفقير اللي مايملك الا هالبيت والغنم اللي مايتجاوز عددها 20راس ..؟
ولا بيجمعنا المستوى الثقافي وانت شهادتك ماجستير وانا معهد معلمات مثل الثانوية .. ؟
سكرت نوف شباكها وراحت للمراية طالعت فيها قالت بصوت مسموع : ليه مانجتمع ياعماد وانا ماينقصني شي ..
ابتسمت لنفسها وكملت : موظفه ومثقفه واحسن من غيري ..
وكل حريم الديرة يحسبن لي الف حساب ..
والفقر عمره ماكان عيب .
فتحت شعرها الاسود الطويل والمجعد من كثر ماتلفه كعكه ودخلت اصابعها معاه قالت : انا متأكدة انك لو شفت هالوجه انك بتحبني .. نفضت شعرها وانتفش اكثر ..
اخذت المشط ومشطته بسرعه وحطت عليه من الكريم اللي قدام المرايه ..
قالت بحزن وحسرة على حظها وحالها وحبها : عمااد اللي درس برا وشاف اشكال والوان تعجبه بنت قروية وعلى قد حالها ..
حتى يوم سمعت شادن بنت خاله هي وسهام يسولفون في الماركات والمكياج ماقدرت احفظ أياسم .. حدي سوق الخميس اللي عندنا اشتري منه اغراضي واذا زودتها رحت مع خالتي عالية لجده واشتريت لي كم غرض من سوق الامير متعب ولا الصواريخ اللي كلهم شعبيه وماتفرق الاشياء اللي فيه عن سوق الخميس عندنا ... ومع هذا ارجع من يومي ومااروح الا من سنه لسنه ..
رمت المشط من يدها ووقفت .. انام اصرف لي من الاحلام والتخيل اللي يبي يضيعني .
دخلت في بطانيتها قالت وهي تبتسم بحب : ياناس احبه .. احبه غصبن علي مهوب بيدي ... ويكفيني حبه حتى لو مادرى عنه ولا درى عني ومابغاه .. المهم اني اعيش بحبه واحيا باسمه وشوفه لو من بعيد ..!
غمضت عيونها وهي تحلم .. وتتخيل .. تسولف عليه وتتوهم انه يرد عليها بالمثل .. وداهمها النوم في عز احلامها وخيالاتها ..!!



***

دخل البيت تعبان ..
يدور السرير والراحة الجسدية ..!
مر على جدته غصب ..
شاف نور غرفتها طافي وعدى لغرفته ..
نسى ان عندهم ضيفه والمفروض ياخذ حذره كل مادخل وطلع ..
الساعه 11 ونص .. ومحد صاحي .. مر على غرفة فوزية ودق بابها لقاها متمدده على ظهرها وعندها كتاب تقرا فيه ..
اول ماشافته رمت الكتاب وفزت تسلم عليه قالت : بسم الله وجهك ليه اصفر كذا .. تعبان ..؟
رفع لها حواجبه وغمض عيونه بدون مايرد ..
ونزل يسلم على شهد اللي يعتبرها بنته هو ..
طلع برا بيروح لغرفته قالت فوزية : عماد الله يهديك كيف تدخل وشادن ..
قاطعها : اوووووه .. نسيت ان هذي موجوده .. صدق ذكريني بكرة انزل اغراضها ارسلتها امها عليها ..
: مريت اهلها تكفى تعال علمني وش سويت ..
رفع لها يده وتكلم بتعب : بكرة بكرة ..!
عرفت فوزية ان مافيه امل طالما انه تعبان ..
هذا هو عماد تعبان معناتها لااحد يتكلم معاي او يحاول يحتك فيني ..
دخل غرفته وقفل على نفسه ورمى جسمه على سريره بدون ماينزل حتى ثوبه ..
بكرة وراه مية شغله في المزرعه الجديدة اللي اشتراها لجدته وحقق لها حلمها بمزرعه كبيرة وتحط فيها الاشجار اللي تبيها وتختارها .!
طغى النوم على افكاره وداهمها وغيب عماد عن التفكير والتخطيط لبكرة ..!



***


فتحت عينها على صوت شهد وهي تبكي بصوت عالي ..
وباين ان فيه شي ..
.. مدت يدها على جوالها بتشوف الساعه كم ..
اوف بدري عن المدرسة وش مصحي شهد الحين ...
الساعه اربع الفجر الله يستر ..
قامت بكسل وراحت بتشوف وش صاير عسى بس ماتكون تعبانه ولا فيها شي ...
فتحت الباب وشافت فوزية ضامتها وتقول : لاتخافين ياشهد الحين ربي يجيب لنا الزرع زي هذيك المرة .. انتي ماتبين الورده تفتح وتصير كبيرة ونقطفها لجده نهديها عليها ؟
: الا ابي بس انا خايفه .. تهاني تقول اذا المطر جا تجي الصواعق وتهدم البيت وتقتلنا ونموووت .
: لا ياعمري انتي قد شفتي صواعق
: لا
: طيب هذا الرعد ربي يعلم الناس ان فيه مطر عشان يقومون وينبسطون في المطر .
فهمت شادن ان فيه مطر وشهد خايفه منه قالت وهي ترجع شعرها ورى وتطالع في فوزية : صباح الخير عمتي اش فيها شهد . ؟
: شهودتي خايفه من الرعد شفتي ياشادن فيه احد يخاف من المطر ؟
قالت شادن وهي تقرب من شهد : اش هالكلام فيه مطر وماصحيتوني .. ماتبغوني افرح فيه معاكم ..
بكت شهد قالت : فيه صواعق .
: ياعمري الصواعق ماتجي عندنا تجي عند الناس اللي ماتصلي وربي يزعل منهم .. احنا هنا في البيت كلنااااا نصلي . وانتي اذا كبرتي وصليتي ربي مايزعل منك
: طيب انا ابي اصلي الحين ؟
قالت فوزية : يالله كلنا نصلي ونجلس الحين ننبسط بالمطر وش رايك ياشادن ...؟
قالت شادن وهي تحس بنشاط وريحة المطر ومنظر البرق مع شباك الصاله اللي ماخذ مساحه كبيرة من الجدار يحسسهم بجو حلو وغريب : يالله نصلي ركعتين شكر لله انه رزقنا المطر ونجلس مع بعض اوكي شهد .
ابتسمت شهد وهي تمسح دموعها قالت : طيب
راحت فوزية تتوضا واخذت بنتها عشان تتوضا معاها وطلعوا صلوا مع بعض وشادن راحت لغرفتها بعد ماتوضت وصلت لها ركعتين بدلت ملابسها وطلعت لهم ..
قالت شهد : ماما انا جوعانه ابي آكل ..!
فزت ووقفت شادن قالت : حتى انا احس شهيتي مفتوحه بالرغم ان عشاي دسم وثقيل الا اني احسني جيعانه زي شهوده القمر ..
ضحكت شهد وقامت لشادن اللي مدت لها يدها يعني قومي معاي
قالت فوزية باستغراب : وين بتروحين .؟
: بنروح نسوي لنا شي ناكله ..!
: هالوقت ؟.. طيب استنوا لين يأذن الفجر ..!
: والله اذا فيها شي نجلس واذا مافيها خلونا ننزل ناكل شي .. !!
: اجل انتي لا تروحين .. اجلسوا هنا وانا اروح اجيب لكم شي خفيف .
توجهت شادن للباب قالت : الله يهديك ياعمتي تحسسيني اني غريبه بعدين انتي عمتي عيب تقومين وانا جالسه ..!
: هههههههههههههههههه تعالي تعالي لاحقه على الكرف انتي الحين ضيفه .
: ماني ضيفه عند اهلي اذا بتنزلين معانا الله يحييك ماتبين اقعدي عند ولدك الين يصحى واحنا نطلع لك .
: طيب بصحى فصولي واجيبه معي تحت .
نزلت شادن ومرت غرفة جدتها
شافت نورها شغال وفتحت الباب بهدوء ..
معانقة سجادتها كعادتها .. وكأن بينها وبين السجادة حالة عشق ابدية ..
والثانية تلثم جبينها وتسمع همسها لربها عليها كل وقت وكل حين ..!
الاحساس بالاطمئنان والطمأنينة يزداد ..
خالجتها راحة نفسية من سنين عنها ...
غمضت عيونها بارتياح ورددت بقلبها ولسانها بـ "اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . " عرفاناً لله واعترافاً بنعمته وفضله ..!!
دخلت المطبخ وجا في راسها مليون شي بتسويه بس اخيراً استقرت بعد مشاروات مع شهد على فطاير بالبيض والحليب جزء منها مدهون بزبدة وجزء جبنه وجزء عسل . ومعاها براد حليب يحسسهم بالدفا خاصة ان الجو مع المطر بدا يبرد .
خلصت شغلها بسرعه بعد ماسوت كميه كبيرة من الفطاير وحطتها بصينيه كبيره اللي بالجبنه مع بعض واللي بزبدة مع بعضها واللي بالعسل مع بعض ...
اخذتها للصاله وشهد تشيل معاها السفرة وسبقتها للصاله ..
شافت فيها فوزية توها وصلت من فوق وهي تشيل ولدها فيصل اللي عمره ثلاث سنوات ومتكدر مزاجه ويبكي ..!
نزلت شادن الصينيه وراحت تنادي جدتها اللي تسبح وتهلل وتردد ( سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته )
قالت شادن بدلع وفرح ومحبه : صباح الخير لأحلى وأغلى جده بالدنيا .
: هلا وغلا بالغالية بنت الغالي ياصباح الرضا والعافية .
: يالله جدتي تجين معنا للصاله ولا نجي عندك ..؟
: يابنيتي وش مصحيتس من بدري وانتي وراتس دوام
: احد ينام في الجو هذا ؟
: الجو زين .. بس المطر احرمتنا منه البيوت المغطاه اول يهطل علينا ويبلل جلودنا ونحس بالراحه والعافيه وهالحين ماندري عنه غير اذا فتحنا الباب الله يقطع هالمكيفات .
: ههههههههههههههههههههه ياعمري ياجدتي وش احلى من بيتكم هذا ماشاء الله عليه ..!
: الريحه الزينه هذي وش ؟
: هذي الله يسلمك مممممممم تعالي معاي تشوفينها ..
قامت ام ناصر بمساعدة شادن واعطتها عصاها ومسكت يدها عشان تساعدها على المشي لحد ماتوصل للصاله ..
جلست بجنب جدتها وصبت لها كاسة حليب واعطتها فطيرة بالجبنه .. وأول مااكلت منها ام ناصر قعدت تشكر في بنت ولدها قالت : هذي هي المرة السنعه اللي تعرف تشتغل في المطبخ موب مثل بنات هالجيل ..
تنحنحت فوزية قالت : تراني طباخه
قالت ام ناصر بصوت عالي : طباخة اول يوم كنتي على يدي وتحت نظري ومن يوم تزوجتي وانتي هاجرتن المطبخ ، خدامه تروح وخدامه تجي .
: الله يخلي لي ابو فيصل عازني ورازني .
: اجل حنا ماعزيناتس ولا رزيناتس يوم تشتغلين ؟ .
: لاوالله يايمه كارفتني بالمطبخ .
ضحكت شادن قالت وهي تمد على جدتها فطيرة بالعسل : لاتشرهين ياجده هذولي جاحدات الجميل ويكفرن العشير ..
ضحكت جدتها قالت : عز الله صدقتي جحدتنا فوزية
قالت فوزية وهي تضحك : افا والله ياايمه انا لايمكن اجحدكم انتم اهلي وعزي عسى الله لايخليني منكم .
شربت ام ناصر من كاسة الحليب قالت : ايه هذا الكلام السنع .

سمعوا عماد يتنحنح بعد مانزل وسمع اصواتهم قالت شهد : عماد تعال عندنا ... شوف شادن وش سوت ؟
كانت شادن جالسه ومنزويه ورى جدتها حتى مايشوفها ..
ماتدري وش تسوي بس فوزية وقفت وراحت لولد اختها بتنقذ شادن من الاحراج ..
قالت : عماد بالله وخر شوي خل شادن تدخل المجلس .
عطاها ظهره متوجه للباب قال : زين اجل ابي اجي بعد شوي اسلم على جدتي .. خلي بنت اخوك تدخل وعلميها ماني مطول .
: طيب .
نادت ام ناصر بصوت عالي : ياعماد تعال وانا امك لاتروح في هالامطار والبرود ..
: زين زين يالغاليه منيب طالع .. ابشوف المطر وارجع لتس .
: عجل علي لاتبطي .
: ابشري ابشري .
رجعت فوزية بعد ماطلع عماد مع الباب قالت : شادن ادخلي المجلس يبي يجي يكلم امي ويطلع مو مطول .
: اوكي
بسرعه راحت تجري لحد مادخلت غرفة الحريم وسكرت الباب وجلست تنتظر عماد يكلم جدتها ويطلع عشان ترجع تكمل جلستها الحلوة .

***

رجع بعد وقت قصير .. لجلسة جدته وخالته وعيالها ..!
سلم على راس جدته وجلس بجنبها قال : ماشاء الله مو عوايدكم تصحون هالحزة وش الطاري ؟
تكلمت جدته : مصحيتنا هابة الريح ، البنت السنعه ، هاك هاك اشرب من حليبها واكل من هاللي مسويته ازين من اللي تاكله في المطاعم .
اخذ كاسة الحليب اللي صبتها له فوزية ومد يده على حبة فطيرة بالعسل قال : هذا لايكون فيه زبده ولا زيت ..؟
قالت فوزية : فيه بالعسل وفيه بالجبن كل منها اللي بالزبده اتركه لاتاكله اذا ماتحبه .
حط في فمه قطعة فطيرة قال : اووه عز الله شغلن سنع ياام ناصر .. خليها تعلم بنتك اللي متكلتن على هالشغالات حتى حليب عيالها يسوونه لهم .
ابتسمت ام ناصر قالت : وانا اشهد انها سنعه ومامثلها وانا امك .
قاطعها وهو يبتسم قال : لاتحاولين يالغاليه هالباب صاكه لاتقربين منه .
تكلمت ام ناصر والعبرة خانقتها : ليه ياعماد تحرمني اشوف عيالك وافرح بك .. ليه ماتكمل فرحتي وتعرس وتخلي بالي يهنا ويرتاح .
آلمه منظر جدته بالضعف الا دمعتها ماتنزل ..
هالموضوع بالذات هو اللي غالباً يحزنها ..
كل جلسه معاه لازم تقول له تزوج وهو يغير الموضوع ..
حب يلطف الجو ويغير الموضوع اللي فيه توتر بالنسبه له وقلق بالنسبه لجدته
قال : الا ماقلت لتس انا ..؟
: عن وشو ..؟
: ابشري ان الرجال اللي انتي خابرته طلع ..
: والله ..؟
: اي والله ..؟
: الله يبشرك بالرضا والسرور والذريه الصالحه ..
طالع في فوزية وابتسم ..
قال وهو يهز راسه على اليأس : الا تلف وتدور حول هالموضوع .
طالع بجدته وكمل خايف انها ترجع للموضوع وتفتحه من جديد
: وابشرتس انهم افتكوا من الرجال الثاني .
رفعت يدينها للسما بشكر وامتنان لولدها ودعت له من قلبها
: الا ياربي انك تخليه لي .. وتبارك لي فيه وتفرح قلبي بشوفته وهو معرس ثم عياله يملون علي بيتي .
كمل كاسته وهو يبتسم قال : خلوا الشغاله تطلع لي تاخذ اغراض شادن . .. يالله انا ماشي .. ابي امرعلى هالخبل اشوف اذا رجع ابيه يروح معاي خابره يفهم في الصقور والطيور .
تكلمت ام ناصر بخوف : وين تبي تروح ..؟
: ابي امشي للطايف مواعد لي رجال ابي اشتري لي من عنده صقر .
ردت فوزية : وانا اقول وش تبي في فهد . اثري السالفه فيها صقور وصيد .
: الله يعين عليه ... هالرجال ماادري وش اسوي به .
تكلمت ام ناصر : البارح ناصر مرني يقول انه جا من البر هو وربعه ونام على طوله يمديه شبع نوم . روح اخذه معك وخله هو اللي يسوق عنك .
سمعوا صوت المطر اكثر والرعد زاد قالت فوزية : عماد الله يهديك وين تروح في هالامطار .
وقف وحط يده على جيبه يتفقد مفاتيحه ومحفظته قال : الله يستر توكلت عليه .
اخذت ام ناصر عصاها واشرت له : والله ماتخطي في هالسيول .. عايفتك انا اخليك تخاطر بعمرك .. اللي خلاك تصبر عن الطيور شهر يخليك تصبر هاليومين ..
: وش يومين يالغالية .. خليني اروح الله يرضى عليك اليوم قبل لايروح الطير عليّ . ابي اهديه على رجال غالي وله عليّ جمايل .
: اذا انت تبي رضاي اطع شوري ولاتروح في المطر ..
: وانا وش ابي من الدنيا الا رضاتس يالغاليه .
: لو انك تبي رضاي تسان ( كان ) ريحت قلبي وماعاندتني ؟ .
سوى عماد انه مافهم وش تقصده بالضبط ولف الموضوع قال : اجل شورك وهداية الله وبدال مااروح اليوم اروح بكرة ولا بعده .. اهم شي رضا الغالية عسى الله يخليها لي .
هزت راسها يائسة قالت : الله يرضى عليك دنيا وآخره ويهديك وانا جدتك .
قالت شهد : ماما نروح للمدرسة انا وشادن ولا نغيب ؟
ردت عليها فوزية وهي تمد على عماد فطيرة قالت : والله ماادري بس اعتقد ان شادن لازم تروح اقل شي توقع واذا ماجا طالبات ترجع .
: يوه ماما الحين كل الطريق طين تتوسخ جزماتي انا وشادن ؟
: ايووه صح ..! عماد وش رايك تودي شهد وشادن ؟
قال وهو يعطيهم ظهره بعد مااكل فطيرته وشرب بعدها كاسة حليب وهو واقف : يالله متى ماخلصوا ارسلي شهد علي انا بشوف الوضع فيه سيول برا ولا لا .
جا بيمشي قالت جدته : قبل تروح تعال قومني ابي اروح اصلي .. اذن الفجر ..
قومها لين وقفت واعطاها عصاها ومشى معاها وهو ماسكها بيدها لين دخلت غرفتها ..
قالت : ادخل معي علمني اول بالعلوم كلها ..
دخل على امرها وسرد لها كل تفاصيل الاحداث اللي صارت له مع نايف وصالح .. واللي انتهت على خير ..
وقام بعدها وتوجه للبوابة .. طلع برا وسكر وراه ..
راحت فوزية تنادي شادن اللي صلت وقعدت طفشانه " اجل هذا اللي يقول بمر واطلع اشوفه جلس ساعه ." .
قالت بصوت عالي : اخيراً احد تذكرني .!
: هههههههههههه عماد وامي تقابلوا من يفرقهم .
: الله لايفرقهم .. صحيح بسألك ياعمه .. عماد ماعنده عمل ..؟
: الا واليومين اللي راحت فين ..؟
: فين يشتغل ..؟
: ياماما عماد عنده مجموعة شركات.. لها فروع في جده والمدينة .. وقبل شهر فتح فرع في مكه بس مسكه فهد ايام وسحب عليه .
: فهد مين ..؟
: ولد ناصر اخوي اللي هو عمك ..!
: اها .. وليه سحب عليه .
: فهد هذا راعي بر ، صيد ، بحر بالاسابيع .. ولو عماد عنده اخو من امه وابوه كان مااعتمد على فهد لكن المضطر ..
اووه عاد فهد سالفة طويلة يبي له قعده طويله عريضة ..
.. الحين خليني اصلي ..
: ماله اخوان عماد ..؟
: اخوانه صغار اكبرهم 11 سنه والباقي بنات ..!
: ياحرام وحيد .
: مو وحيد اخواني كلهم معتبرينه اخوهم وولدهم . وامه تعتبره ولدها اللي جاي من عمرها مو ولد بنتها .
قالت وهي واقفه بتطلع عن فوزية اللي لبست شرشف الصلاة : الحمد لله ربي عوضه بأم ولا احن واطيب .. الله يطول بعمرها . .
: آمين يارب .. الله اكبر ..
صلت فوزية وشادن راحت للصاله واخذت الصينيه والسفرة ودتها للمطبخ ورجعت باقي الفطاير في الثلاجة بعد ماغلفتها وحطت ابريق الحليب على الفرن للي تجي من الشغالات تشرب منه .
طلعت للصاله وشافت شهد اللي قالت لها : شادن النور بيطلع متى نمشي للمدرسة .
وقفت شادن قالت : اووه صحيح والله ياشهودة ذكرتيني الله يذكرك الشهاده .
جات فوزية تمشي بعد ماخلصت صلاتها قالت : ترى عماد هو اللي بيوديكم ..!
تجمدت شادن وناظرتها قالت : يودي من ؟
: بسم الله وش فيك ..؟ يوديك انتي وشهد ولا كيف بتمشون في هالطين والحفر المليانه موية .
بلعت ريقها قالت : مممممممممم عادي وش نسوي امرنا لله .. واذا وصلنا المدرسة يعني المدرسة مافيها طين ؟ الطين بكل مكان خلينا نروح نمشي بهالجو الحلو .
: بنت ترى عماد ماياكل احد .
: وانا قلت ياكل ..؟ يالله يالله بروح البس على رواق الوقت راح علي .
: اصبري شوي ترى باقي وقت طويل .
: طيب اطلعي معاي سولفي علي لين اخلص لبس وجيبي شهد تلبس عندي
: زين يالله .

طلعوا كلهم ودخلت شادن تلبس في الحمام على بال ماتلبس شهد .. طلعت ومشطت شعرها .. وسوت مكياج خفيف وهي تسولف لهم عن معاناتها في الطريق ومتى تصحى وكيف ترجع وانها ماكانت تشوف امها الا لمحه اول ماتدخل وهي خارجه .. حست انها اشتاقت لامها بس يالله ربي بيفرجها بعد يومين وتشوفها وتشبع منها ..
ولو انها بترجع لنفس المعاناة بس المهم تصير قريبة من امها .
قالت فوزية : يووه صحيح نسيت اقول لك .. ترى عماد مر اهلك وجاب لك اغراض من عند امك ويقول انهم بخير .
: والله ..؟
: ايه والله من البارحه قايل لي .!
: الله عليك ياعمتي من كم ساعه وانا معاك دوبك تقولين لي ..؟
اش قال عن امي تدرين ..؟
: لاوالله مااخذت منه التفاصيل .. كل اللي عرفته انه مر عليهم وجاب لك اغراض .
: الله يخليك ياعمه تروحين تسألينه قبل امشي ابي اعرف اخبارهم ..!
: زين الحين انزل معاكم واسأله .
خلصت لبس ولبست عبايتها وتغطت واخذت شنطتها بيدها .. وبقلبها امنيات واحلام ا ن امها بخير .. ومخالطها خوف ان عماد يجيب لها شي مايسر ..!
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
***
واقف برا وثاني ثوبه ورابطه على وسطه ورافع اسفل بنطلونه الابيض لحد نص الساق .. ومشمر عن سواعده وفي يده حديدة كبيرة يسوي بها مجرى للموية اللي تجمعت عند بوابة البيت ومعاه العامل حق غنم جدته ..
وقف عماد وقال للعامل : احفر من هنا وروح جيب تراب ورمل من ورى البيت حطه قدام الباب مباشر عشان يمنع الموية ماتدخل للبيت اذا زاد المطر ..
طالع بالسما وكمل : السحاب والرعد والبرق يدلون ان فيه مطر قوي بينزل . اللهم حوالينا ولا علينا .
جات شهد تجري قبل ماتطلع شادن قالت : عماد خلصنا يالله شغل السيارة .
قال : ارجعوا محد جاي للمدرسة !
رجعت شهد لشادن اللي وقفت في الحوش لمن لمحت العامل اللي يحفر عند الباب قالت : شادن عماد يقول ارجعوا لحد يروح .
قالت بهمس : اش لحد يروح ..؟ انا لازم اروح اقل شي اوقع وارجع .
رجعت للبيت بتشوف فوزية عشان تجي تكلمهم يبعدون عن البوابه بتطلع ..
وراحت شهد لعماد قالت : عماد شادن تقول بروح اوقع .
طالع في شهد ورجع يكمل حفر مع العامل اللي متفاني بشغله ..
قال : روحي بدلي ملابسك لاتتعدم من الطين وشوفي امك وينها .
رجعت شهد لامها اللي تكلمها شادن
: ياعمتي المديرة متشددة وتدور الزلة علي .. وانا هنا مالي عذر لو كنت بجده ممكن بس انا موجوده هنا .
بعدين اش اللي يمنعني مااروح ..
: نوف تدور عليك الزلة ليه ان شاء الله ؟
: ماادري عنها المدرسة تعاملها بشكل وانا بشكل ..!
: والله .؟
: اسألي نوير حتى هي ملاحظة بس ابغى اعرف اش فيها عليّ لاتكون سامعه عني شي بس .
: تخسي ماتسمع عنك شي .. بس خليها شغلها عندي .
اخذت جلالها وطلعت في الحوش نادت عماد اللي دخل بسرعه وهو كل شوي يلتفت للعامل اللي برا ويقول من هنا ، حط هنا بعد ، اصبر لا يدخل الطين داخل انتبه ..
: ها يافوزية هذي وش فيها ماتسمع الكلام وتبي تداوم والجو بهالشكل .
: عماد الله يهديك لاتتدخل في شادن وتمنعها .!
كشر ورفع صوته : وشو ؟
: مااقصد يابن الحلال البنت تقول ضروري تروح لأن نوف طلعت حاقدة على بنت خالك وتدور عليها الزله .
طالعها والتفت لبرا كأنه مو مهتم بس رجع وقال : ماعليها من نوف اذا همها نوف لاتشيل هم انا اخليها تعدل معاملتها لها وقولي لها ان ماتغيرت بنت لافي تعلمك على طول وسنعها عندي .
: طيب وشادن وش تسوي الحين ؟
: قلت لك يافوزية الجو محد يقدر يطلع فيه والسماء بتمطر من جديد ..خليها تجلس وتعتبر نفسها داومت ووقعت وماراح يضرها شي على مسؤوليتي .
قالت بضحكه ومزح : قدها ياتربية ام ناصر .
ماتغير شي في ملامحه الجادة قال : ادخلي العامل لايشوفك وخلي وحدة من الشغالات تجي تاخذ الحليب واغراض بنت خالك .
رجعت فوزية لشادن قالت لها الكلام اللي صار وطمنتها بس شادن ماتطمنت وانقهرت ..
شو هاليوم ياربي ..؟
كنت مبسوطه في بدايته . !
كشرت بوجهها واضطرت انها تسكت وتصبر طبعا ساكنه في بيت عماد وتاكل من خيره الحين لازم تذعن لأوامره الصارمه .
ارسلت فوزية الشغاله تجيب الاغراض وحليب الغنم اللي جابه العامل من بدري ..
وطلعت لشادن اللي سبقتها لغرفتها فوق باغراضها ..!
بدلت ملابسها ولبست بيجامه بنطلون وردي وبلوزة وردي عليها قلوب حمرا على الصدر ..
وجلست بعد مافتحت الشباك اللي يطل على مزرعة جدتها ...!
دخلت فوزية عليها بشنطة صغيرة وكيس كبير قالت : خذي هذا من عند امك ..!
اخذت شادن الاغراض بلهفة ودمعتها بعينها ..
فتحت الشنطة ولقت فوق ورقة بيضا مكتوب فيها بخط امها ( ابشرك نايف وطلع .. وصالح وافتكينا منه للأبد .. وكله بفضل الله ثم عماد ولد عمتك )
قفلت الورقه وجرت دموع الفرح .. قلبها ينبض بقوة والشوق زاد ..
اخيراً انفكت العقده .. وانحلت المشاكل .. وجاها الفرج ..
صالح فارقهم ونايف طلع ..!
قالت فوزية اللي كانت لاهيه بتبديل ملابس بنتها وماشافتها وهي تقرا .. : ها وش ارسلت عليك امتس ..؟
: ها .. تأملت الشنطة قالت .. ملابس اغراضي .. ههههههه شكلها تبغاني اجلس هنا اكثر بس بُعدها ..!
كررت فوزية آخر كلمة مستغربة : بُعدها ...؟
: ايوه لأني عزمت ارجع من يوم بكرة ولا السبت ..
: ياويلك لو امي تسمعك ..
وقفت شادن وفي بالها انها راح تقنع جدتها بسهولة ..
لأن فرحها اكبر من كل الهموم والدنيا مو واسعتها ..
طالعت بعماد اللي لف ورى البيت ورجع للبوابه ..
وشكرته من كل قلبها بصمت ..
تأملته وهو متفاني بشغله اللي ممكن أي عامل يقوم بع عنه ..
وقفت فوزية بجنبها قالت : هذي المزرعه لامي اشتراها لها عماد قبل سنه ونص من جارنا ابو سلطان بعد مامرض وراح عند ولده في جده ..
لأنها تبي رعاية واهتمام وهم مايجون للقريه الا عشان ابوهم وابوهم عندهم الحين مو محتاجين يجون للقرية ويتركون مصالحهم . . عاد عماد ماقصر زرعها من جديد ويقول باقي لها كثيير .. هييييييي شادن وين رحتي ..؟
ابتسمت براحة قالت : ها معاك ياعمتي .. ايوه وعماد مايداوم كل يوم ..!
: لاااااا البنت مو هنا .. غمزت لها قالت : وش سالفة الأسئلة الزايدة عن عماد ..؟
: ههههههههههههه ولا شي بس حب استطلاع .. انسان عايشة في بيته ومااعرف عنه شي . .
: لاياستي مايداوم كل يوم .
: طيب هو كم عمره ..؟ احسه كبير .
: عمره فوق الثلاثين لوتشوفين جدتي كيف مشتغلة له بالزواج وسن الثلاثين حجتها .
ماشالت نظرها من عليه وهي تتأمله قالت : طيب ليه ماتزوج .؟
: يقول انه مايبي الحرمة والمسؤولية والربطة . قطعت فوزية كلامها وأشرت على السما قالت : طالعي البرق .. ياربي رحمتك ..
: قولي سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .
: ذكرتيني بامي .. طالعي لااله الا الله . سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .
الجو مظلم والشمس مختفيه ومحتجبة خلف الغيوم الكثيفه .. وصوت الرعد يهز الدنيا كلها والبرق ينور السما ويحول لونها للأحمر وكأن يلمع فيه شهب ملتهبه ..
قالت لشهد اللي قعدت ترتجف وتسوي نفسها انها شجاعه وماهمها : تعالي ياشهد شوفي البرق كيف ربي ينور على الناس .. واسمعي الرعد كيف ربي ينبه الناس يقول ترى فيه مطر ادعوني عشان ينزل ويسقي الأرض وتطلع الأشجار ..!
ابتسمت شهد وحست ان المطر يقرب بينها وبين فاطر السماوات والأرض وصار حكاية جميلة بدال الخوف والرعب ..
قالت ببراءة : يارب جيب لنا مطر بس مافيه صواعق .
ضحكوا فوزية وشادن منها ومن عفويتها وأمنوا لها ..
وجلسوا يسولفون بعد ماسكروا الشباك لأن المطر بدا يهطل بقوة ..

دخل عماد ونادى وهو يطلع مع الدرج ودخلت شادن غرفة فوزية الأقرب لها ...
وبعد ماسمعت باب غرفته قفل وقفت بتروح لغرفتها قالت : ناموا عشان اصحيكم على الغدا بنتغدى مع جدتي اذا عماد سمح .
قالت فوزية اللي تتثاوب من ساعه : ياليت والله ننام .. اقل شي نصحى والمطر قد خف عشان العصر نروح نتمشى .
واذا على عماد لايمكن ياكل الا مع امي الا بحالة وحده اذا حن عليك وحس انك محتاجة تجلسين مع امي .. اوانشغل غصب عنه وماقدر ياكل معاها .
: الله يحنن قلبه ولا يشغله الا بطاعته وذكره وشي سهل وبسيط يخلينا نتغدى مع جدتي

فصلٌ سادس




فتحت عينها على الساعه اربع العصر
تذكرت انها ماصلت الظهر شو هالنوم الثقيل ..
قامت بكسل قالت : هذا وانا نايمه بدري امس .
دخلت توضت وطلعت تصلي الظهر والعصر مع بعض ..
قبل ماتسلم شكرت ربها على امتنانه عليها بفك سجن اخوها وراحة امها وفراقها لصالح ..
ودعت ان الله يستر عليها وعلى امها ويفرح قلب امها بلمتهم وجمعتهم قريب .
سلمت على يمينها وعلى شمالها بكل خشوع وتأني ..
سبحت واستغفرت ثم قامت تطبق شرشف صلاتها وسجادتها وترجعها بمكانها ..
راحت لغرفة فوزية القريبة من غرفتها وجلست عندها تسولف معاها بعد ما صحتها وصلت الثانية .
شافت شهد جاية من برا قالت : شهد روحي شوفي جدتي عندها احد ولا ننزل عندها .
: جدتي برا عند الغنم مع عماد .
التفتت على فوزية قالت : الحين كيف نجلس معاها ؟
قالت فوزية : اذا راح لشغله ..؟
: متى ..؟ بكرة يعني ..؟
: لا مااعتقد .. هو يروح يومين ويرجع يجلس ثلاثه ، اربعه ، واحياناً اسبوع كامل ..
: وشغله ؟ مو تقولين عنده مجموعة شركات ..؟
: الا بس مسلمها ناس على قولته ثقة وكفؤ ..
: طيب هو ليه مايسكن في جده ويرتاح ..
: يابنتي عماد مايقدر يبعد عن امي وبالذات السنتين الأخيرة مايحب يطول عليها .. بعدين الديرة تناسبه ويرتاح فيها نفسياً اكثر من المدن ..
رفعت شادن حواجبها ..
قالت : غريبة فيه احد يسلم حلاله للناس ويجلس عشان جدته ولا عشان الديرة تناسبه .
خبطتها عمتها قالت : لاتقولين شي على عماد .. عماد هذا اللي مو عاجبك يخوف بلد يعني مايخاف ان احد ياكل حقه ومتابع شغله كله ويعرف ادق اموره .
: صحيح هو كيف فتح هالشركات ابوه غني ولا كيف ؟
وقفت فوزية قالت : بتفتحين تحقيق عن عماد وتنسينا الغدا تراني ميته جوع خلينا ننزل .
نزلت شادن معاها بعد مامرت غرفتها واخذت عبايتها وراحت للمطبخ
حضرت لهم الشغاله الغدا ..
صبت لها كاسة لبن من لبن من غنم جدتها اللي يسوونه في البيت . ..!..
تذوقته بحذر ..
اول مرة تذوق لبن الغنم ..
استغربت طعمه وريحته بس بسرعه تعودت عليه ..
وحست انه الذ من البان الأبقار اللي تشربها من صغرها .
بعد الغدا ..
قامت غسلت ورجعت للصالة وكانت بتجلس الا سمعت صوت عماد ..!
صوته جهوري وحاد وهو يسولف مع جدته
يعلمها عن الأودية اللي سالت والقرى اللي ربي مَّن عليها برضاه واسقاهم واسقى زرعهم واراضيهم .
والجدة ترد عليه وتنثني على الله بـ : ماشاء الله تبارك الرحمن .. يالله لك الحمد ولك الشكر .
دخلت شادن للمجلس بسرعه وهي تحس برهبة في صوته ..
كلامه من النوع الكبير وكأن عمره فوق الستين سنه .
مافيه فرق بين لهجته ولهجة جدته وطريقة الكلام والاسلوب اللهم ان صوت عماد رجولي وفيه هيبة اكثر من جدتها .
اصغت لحوارهم الواضح ..
وفجأة حست ان صوتهم خفت ..
بعدها بثواني ..
نادتها جدتها من برا قالت بصوت عالي : ياشادن البسي عباتس وتعالي مافيه غير عماد مهوب غريب تراه ولد عمتس .
فزت شادن من مكانها وحطت يدها على صدرها قالت في نفسها " ياويلي من جدتي الحين لاتلح علي اني اطلع .. الله يستر لاتحرجني "
دخلت فوزية وهي تضحك قالت : ههههههههههههههه اطلعي تعالي عندنا .
: لاوالله مااطلع لو ماادري اش يصير روحي اقنعي جدتي تكفين ياعمه فكيني منها .
: هههههههههههه اصلاً عماد اخذ بعضه وقام انحاش .
: ماقصر والله فكني من الاحراج مع جدتي .
طلعت مع عمتها وكملت جلستها مع جدتها ..
الوقت عليهم وناسه مع ام ناصر اللي علمتهم بالسيول اللي تصب في مزارع القرية .
وكيف البير اللي يعبون منها اهالي القرية خزاناتهم امتلت على آخرها ...
الفرح بالغيث والرزق عم البيوت والنفوس ..
رضا الله والدلالة الخير اللي ارسلهم ..
اسقى الأوادم والحيوانات والزرع ..
بدون أي كوارث او مشاكل ..


***




صحت سارة من النوم وهي تحس بارتياح تجهل سببه ..
ماقدرت تنام بعد مناحة امس الا بعد ماصلت الاستخارة ..
بعد المكالمة الغريبة وحلفه انه لينتقم من مشاري ولا يقتله ..
وبنهاية المكالمة عرفت انه مو في وعيه ..
وشكله شارب شي من ثقل لسانه وغياب عقله ..
بكت لحد ماانهكها البكا واضناها ..
تبي من يشير عليها بدون تحيز او ظلم ..
ومافيه اعدل من ربي واعلم منه ..
اختارته وريحها بالنوم وراحة النفسية والهدوء اللي تحس فيه الآن رغم همها الكبير ..
بدلت ملابسها ولبست بنطلون تنورة واسعه بلون بني .. وبلوزة طويلة وواسعه بكم طويل وواسع ونزلت تحت عند ابوها وامها اللي افتقدوا جلستها من زمان ..
والجلسة مثل ماهي ماكأن غيابها عنهم اثر فيهم .
امها تقرا في كتاب رياض الصالحين في محاولة منها ا نها تلم بالأحاديث الصحيحة ..
وابوها يتصفح الجريدة بنظاراته السميكه اللي تغطي عيونه .
شبكت يدينها في بعض زي الطفل المحتار كيف يواجه الاكبر منه وهم زعلانين منه ويفكر كيف يعتذر .
انتبه لها ابوها ونزل نظارته وفتح لها يده قال : هلاااااا بسارونه الغالية .
تعالي عند ابوك .. هنا هنا .
اشر للمكان اللي بجنبه وجات سلمت على راسه ورجعت سلمت على راس امها اللي ابتسمت لها وقفلت الكتاب ..
جلست بجنب ابوها بحيا .. قال ابوها : تغديتي ولا كالعاده .
: لا يبه ماتغديت بس مالي نفس والله .
اخذ التلفون قال : نشوف لك نفس ولا لا اذا طلبنا من بيتزا هت .
لف يده عليها وحضنها بحركته المعهودة واللي اعتادتها سارة .
طلب بيتزا وانهى المكالمة وسلم على راس بنته وهو يمسد شعرها ويحضنها له اكثر ..
قال بلهجة فيها دلال واضح لها : مشكله اذا كبرت البنت الدلوعه .. يكبر دلعها معاها والمشكلة الاكبر ان الاهل يدلعونها اكثر .
ابتسمت لابوها بحب و خجل قال : يبه آسفه .. بس والله ...
قاطعها ابوها وهو يحط راسها على صدره : لاتعتذرين عن شي احنا اللي آسفين المفروض مانسلم سارة الغالية الا للي يستاهلها .
امتلت عيونها دموع قالت : يبه خلاص قفلوا على الموضوع هذا .. وان شاء ربي يكتب لي اللي فيه خير .
تنفس ابوها بارتياح وهو يشوف تسلك طريق غير العناد وانها بدت تخطو خطوة صحيحه وتفكر بمصلحتها بدون مايضغطون عليها اكثر ..
دخل مشاري ووقف بمكانه ..
يحس نفسه من زمان عنها لدرجة انه تقريباً نسى شكل ملامحها .
ابتسمت له وقامت تسلم عليه .
قال : مابغينا نشوفك يالزعلانه .
ابتسمت وهي تحاول تبعد عن جو العتب واللوم قالت : اجرب غلاي ومعزتي عندكم .
: عز الله غاليه والدليل العشا الليلة عليّ .
وقفت امه قالت : بما ان النفوس متصافيه نبي نطلع لمخطط مانبي مطاعم خلونا ننبسط خاصة ان الجو الليلة براد وحلو .
رد ابو مشاري وهو يشوف تعابير وجه سارة تهللت قال : اجل نروح للبحر والعشا على مشاري .
قال مشاري وهو يشيل الملف اللي جايبه معاه : اجل يالله جهزوا على بال ماابدل دقايق بس وانزل لكم .
قضت سارة ليلة لابأس فيها بمعية اهلها وبعيد تماماً عن خالد وسيرته وذكراه الموجعه ..!



***



بعد مضي اسبوع كامل وهي عند جدتها ..!
ماداومت هالاسبوع..
لأن المديرة قالت لهم لايجون لأن فيه قرار من الوزارة منع الدراسة الى نهاية الاسبوع خايفين من الغرق ولا تعرض المدرسات اللي يداومون من مناطق بعيده للمخاطر ..
واذا على الدروس يعوضونها الايام الجاية .
كانت جالسه مع فوزية وجلالها على اكتافها ..
جات ام ناصر والشغاله ماسكتها بيدها ..
وجلست معاهن بمكانها المعتاد في صدر الجلسة والتكاية على يمينها ..
قالت الجده بلهفه : احد يدري عن عماد جا من الطايف ولا لا ..؟
ردت فوزية وهي تاكل حلا وترشف عليه قهوة : يمه عماد وصل قبل شوي .. بس طلع لغرفته يقول انه تعبان ويبي يرتاح .
: الله يهديه .. اهلكته هالمشاوير . كل شوي وهو في ديره .
: اشوا من فهد اللي شوي في ليبيا ولا السودان ولا الجزاير ..!
: هو راح ..؟
: ايه ..!
: من قاله لتس ..؟
: ناصر جانا وانتي نايمه قال انه مشى ..
طالعت ام ناصر بشادن اللي ساكته وباين انها سرحانه قالت : علامتس ياشادن ..؟
ابتسمت لجدتها بحب قالت : مافيني شي ياجدتي بس افكر باهلي .
: وحنا وش حنا ..؟
اتسعت ابتسامتها اكثر قالت : انتم اهلي اكيد .. انا اقصد امي ونايف اخوي .
: اهلتس طيبين ونايف عند امتس وابشرتس ان صالح طلق امتس وافتكت منه .
سوت نفسها متفاجئة ومبسوطه حتى ماتخرب على جدتها المفاجأة والبشرى اللي سوتها لها ..
قالت : صدق ياجدتي ..؟ الله يبشرك بالخير .. من قال لك ..؟
: علمني عماد الله لايخليني منه .
: الله يسامحك ياجدتي .. ليه ماقلتي لي على طول ..؟
: مابغيت اعلمتس ثم تفرحين وتشتهين الروحه لامتس .
: يعني تسمحين لي بكرة اروح ..؟
: يابنيتي انا ماودي امنعتس من امتس .. بس الطريق خطر عليتس وانتي اهلتس بجنب مدرستس .. روحي لامتس كل ربوع مع سواق المدرسات وليا جا السبت تجين وتقعدين عندي .
مافيه مفر من اذعانها لاوامر جدتها الحانية ..
قالت باذعان وطاعه : خلاص ولا يهمك ياجدتي .. اللي تبغينه يصير .
: الله يرضى عليتس ولايخليني منتس ويقر عيني بشوفة اخوتس .
ماكملت كلمتها الجدة الا ودق الجرس وكأنها على موعد مع القدر ..
راحت الشغاله تفتح ..!
ورجعت بسرعه قالت : ماما فيه رجال عند بوابه ..
ردت فوزية : منهو ماعرفتيه ..؟
ردت الشغاله اللي اعتادت على اهل القرية وتقريباً حفظتهم كلهم : لامدام مااعرف ..!
قالت فوزية وهي توقف : بروح انادي له عماد .
ردت ام ناصر بسرعه : خلي عماد يرقد تلقينه تعبان .. انا اللي اروح اشوفه .!
وقفت بمساعدة فوزية ولبست جلالها الضافي على جسمها وراحت تمشي وهي تتكيء على عصاها ..
والشغاله تساعدها على المشي وتساندها ..!
شافت شاب واقف عند الباب ..
ملابسه وهيئته تدل على انه مو من الديرة ..
اضفت غطاها على عيونها الباينه من ورى برقعها
قالت : هلا حيا الله الضيف . حيا الله من جانا ..!
عطاها نايف جنبه وصد بوجهه عنها
قال : هذا بيت عماد بن مشعل .
: وصلت ياولدي ..!
: هو موجود ..؟
: موجود .. ادخل للمجلس اللي على يمينك .. وهو يجيك بعد شوي .
طالعها نايف بدقه اكيد حرمه كبيرة وحازمه مافيه غير جدته اللي كان ابوه يوصفها له ..
قال : انتي ام ناصر ..؟
: وصلت ياولدي .. انا ام ناصر ..
شال نظارته السوداء من على عيونه ودخلها جيبه وتقدم بخطواته ناحيتها ..
الملامح مو غريبه عليها ..
الا تعرفها زين ..
شباب خالد ..
وعمر خالد ..
ملامح وجهه .. !
العين والحاجب والهيئة ..
قالت ودمعه منها انحدرت غصب وسالت على رقبتها المجعده بفعل الزمن وقسوة الدموع اللي ياما مرت عليها ..
: حيا الله ولد خالد ..
اقبل عليها وسلم عليها بحرارة ..
وهي تعلقت فيه اكثر ..
حضنته وكأنها تحضن خالد ..
خالد اللي ضيعته بعناده وعناد ابوه وتجبره ..
خالد الصغير ..
رجع لها مثل ماراح ..
الملامح هي هي ..!
والصورة بالكربون ..!
سلم على يدها وحط راسها على صدره ..
قال بحنان : لودريت ان هالدموع بتنزل ماجيتك ..!
قالت بلهجة عاتبة وحاده : انت وش اللي تقوله .. الا المفروض انك جايني مع عماد ..! وش وخرك ( اخرك ) عليّ .
حط يده في يدها ومشى معاها لداخل البيت قال : المعذره ياجدتي .. انشغلت بالكلية اخلص اوراقي قبل لايروح الترم علي .. انتي بشريني عن صحتك عساك بخير ..!
: بخير بشوفتك انت واختك .. الله يرحم ابوكم ..
تهدج صوتها وقطعت كلامها الذكرى ..
وهلت دموعها من جديد ..
وصلت للبيت ونايف يلومها على البكا وهي تمسحها بطرف جلالها قالت : ادخل ماهنا احد مافيه الا اختك وعمتك فوزية ..
دخل معاها وفزوا البنات ..
فوزية راحت وتخبت عنه لأنها ماتعرفه ..
وشادن وقفت ..!!
تجمدت كل اللحظات والثواني ..
وقف الدم والنبض والهواء ..
نايف .. !
نايف ولايشبه نايف ..؟
ضحك لها وفتح يدينه ..
ياكثر شوقها له ..
وياكثر مااحتاجته يساندها ويوقف معاه ..
وياكثر ماهو قريب منها لدرجة انها كانت تقول له على كل شي ،
عمرها ماحست انه اصغر منها ..
رغم انها اكبر منه بثلاث سنوات الا انه دايما يحسسها انه الكبير .. !
لأنه كبير بالقدر والفعل والتصرفات ..
جاته تجري وهي في سباق مع الدموع ..!
ضمته ساعه وهو حاضنها على صدره ..
شادن بالنسبة له بنته واخته وصديقته ..
هو المسؤول عنها وولي امرها ..
ضحك وهي تشهق على صدره قال : ههههههههههههههههههه الحين انا اسكت جدتي برا وارجع اسكتك هنا ..!
دخل اصابعه مع شعرها قال بحنان : وش سالفة الدموع اليوم ؟ والحنفية هذي ماتخلص دايماً .
ضحكت شادن من بين دموعها اللي بللت وجهها قالت : اشتقت لك كثيير ..!
جلست ام ناصر والموقف مأثر عليها قالت : حيا الله ولد خالد .. تعال اجلس عندي . علمني وشلونك ووش علومك .
مسك يد اخته وجلس بجنبها وجدته على طرفه الثاني ..
قال : انا بخير ومشتاق لكم والله .. اجل وين عمتي فوزية .
سحبت شادن منديل وقعدت تمسح دموعها قالت : بروح اناديها ماتدري انه انت .
وقفت ونادت فوزية المستمرة عند باب مجلس الحريم وهي مستغربة ان شادن مالحقتها ..
: عمتي تعالي سلمي على نايف اخوي .!
جات فوزية تمشي وسلمت عليه برسميه ..
ان الوحده تسلم على رجال لأول مرة تشوفه شعور صعب جداً ..!
هذا كان احساس شادن مع عمانها ..
بس مايستمر الا لحظات ويروح ..!
قهوة وسوالف ودفة الحديث كانت اغلبها بين نايف وام ناصر ..
احدهم يسأل والثاني يجيب ويسترسل في الاجابة ..
سمعوا صوت عماد ينادي على شهد وياولد .. ويافوزية ..
اخذت شان جلالها المرمي وراها وحطته عليها
قال نايف بسرعه : روحي ادخلي داخل بسرعه .
هذا هو نايف اللي تعرفه .. غيور .. رجل موقف .. حنون .. كريم ..
وقفت ودخلت لمجلس الحريم وبقلبها " مو وقتك ياعماد "
نزل عماد وتفاجأ بنايف اللي جالس مع جدته وسلم عليه بحراره .. ورحب وهلاّ ونادى بقهوة جديده تجيهم في مجلس الرجال ..
اخذه غصب رغم اعتراضات نايف بحكم انه من اهل البيت ومافيه احد غريب ...
بس عماد اصر ووداه مجلس الرجال ولحقتهم ام ناصر ..
بعد ساعتين كان البيت يعج بالناس مجتمعين على عشا ام ناصر وعماد لعيال خالد ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

في غرفتها المظلمه ..
قامت فتحت الشباك بعد مانامت اختها العنود اللي بسنه ثالث ابتدائي ..
طالعت في بيته ..
سيارته اللي موقفها قدام البيت ومادخلها ..
اثاره وخياله ..
هناك امس واقف ..!
ومرة نزل هناك ومشى على رجوله ..!
هناك كلم العمال ..
وهناك وقف يتأمل البيت من برا ووش سوا المطر فيه ..!
وهنا صد عنها ..! وهنا وهنا وهنا ..!
دمعت عينها ..!
ياترى بتحس فيني ياعماد ولا لا ..
اللي كانت خايفه منه بدت تشوف بوادره ..
تذكرت لمن مر على ابوها وقال لها لاتغيِّب شادن ..
وانه هو اللي ردها لاتداوم ..
مسكت حافة شباكها الحديد وتثنت على الارض ..
" خايفة منها ياربي ..
هي ازين .. ومتدينه بحكم بدليل صلاتها في المدرسة وسنتها ..
وعنده في البيت يعني قدام نظره
ويمكن .. مو يمكن الا اكيد انها بتحبه .."
ابتسمت بوجع ..
" اجل فيه بنت بعقلها تشوف عماد وماتحبه ..
وشلون اذا قربت منه وعرفته .. "
رجعت ملامح الحزن ترتسم على وجهها ونزلت دمعه حارة على خدها قالت بقهر " حبك خلاني احقد على شادن وهي مالها ذنب .. بس يمكن مع الوقت يصير لها ذنب ويصير لي عذر "
تعوذت من ابليس وجات ردة فعلها سريعه لمن قالت " اعوذ بالله عسى مايصير لها ذنب وتاخذ عماد وعسى مايصير لي عذر واحقد عليها باسبابه "
ممكن تكون الاحلام على كيفنا وهوانا لكن تحقيقها مو بيدينا ومالنا فيها أي تدخل اوسلطه ..
كلها بيدين القادر القوي .. اللي يحكم بكيفه ويوزع القسمه والنصيب بمراده وارادته جل وعلا ..
سمعت صوت ابوها يدخل البيت وفزت دخلت في بطانيتها وغمضت عيونها حتى لايذبحها ان درى انها صاحيه وشباك غرفتها مفتوح ..


***

اليوم الثاني ..
صحت الساعه خمسه الفجر ..
لبست تنورة جينز كحلي وبلوزة قطنية لونها وردي بكم طويل ..
مشطت شعرها الاسود وفتحته .. وحطت ميك اب خفيف وناعم يناسب مدرِّسة وتعلم اجيال ..
لبست جزمة ( اعزكم الله ) بدون كعب لونها كحلي على رمادي ..!
القت على شكلها نظرة اخيرة ..
شكلها مرتب وانيق وهي اصلاً حلوة ..
بخت من عطرها المفضل مس ديور بخات قليله حتى ماتطلع ريحته القوية ويشمونها الناس اللي راح تمر بجنب بيوتهم ..!
اخذت عبايتها وطرحتها وغطاها الساتر وبيدها الثانية شنطتها ..
طلعت من الغرفه ونادت شهد اللي سبقتها تجري تحت ..
اليوم نفسيتها غير ومزاجها غير ..
مرتاحه بوجود نايف وانها اليوم بترجع لامها وبتشوفها اذا الله اشاء واراد ..
نزلت مع الدرج خطوة خطوة وهي تطالع بساعتها اللي بمعصمها ..
سته ونص ..
يمديها تجلس مع جدتها قبل يصحى عماد اللي اعتادت عليه في اليومين اللي راحت مايصحى الا من بعد سبعه او ثمانية الا ..
حطت رجلها اليمين على ارض الصاله السيراميك ..
انتبهت للي واقف قدامها ..
لااا وين تروح وين تشرد ؟
حطت عبايتها المطبقه على وجهها ..
كانت ردة فعل عماد اسرع ..
اعطاها ظهره ورجع طلع مع الباب ..
مايدري وين يروح ..
المهم انه يبعد عنها ويفكها من الاحراج اكثر ..
مكشر ومعترض وبقلبه وشلون تمشي في بيت رجال مو محرم لها وهي متكشفه ..
وليه اقل شي ماحطت شي على راسها ..
رجع دخل مع قسم الرجال من برا بيشوف نايف اللي نايم في المجلس صحى ولا لا ..؟
شافه غاط بنومه وجلس قريب منه مايدري وين يروح ..!
اخيراً تمدد واسترخى جسمه استعداد للنوم حتى لو كان غفوة ..!
..
اما شادن فلبست عبايتها وهي ميته خجل وتوبخ نفسها وتلومها على الموقف المحرج " استاهل انا .. اصلاً ليه انزل بدون عبايه .. الحين اش بيقول عني .. "
هدت نفسها وهي تحاول تهرب من الموقف وذكراه بـ " اشوا اني اليوم برجع لامي وافتك من الجلسه هنا "
راحت لجدتها صبحتها بالخير وردت الثانية قالت : تعالي ابيتس ياشادن .
: هلا ياجدتي .
: اجلسي عندي وانا جدتس .
جلست بجنب جدتها وفي راسها ان جدتها بتوصيها بسلام لامها وبتأكد عليها للرجعه ..
: ها ياجدتي .. آمريني .
: مايامر عليتس عدو .. اسمعيني وانا جدتتس .
اصغت شادن لجدتها باهتمام لأن الكلام باين انه مهم من لهجتها وتأكيدها ..
: انتي بنتي وهالكلام مافيه شك ابد ..
وعمااد ولدي وقطعة من قلبي ربيته مثل ماربيت ناصر واخوانه ..!
كلن ظهر من عندي والتهى ببيته ، اللي سافر ، واللي تهاوش مع ابوه وانحاش وفرقت بيني وبينه السنين ، واللي التهى بشغله وعياله ..!
مابقى لي غير عماد ...
تنهدت وكملت بحب واحساس بالجميل والعرفان ..
هو اللي مريحني ويدور رضاي وراحتي ..
وانا مامنغص علي غير اني مااشوف حرمته وعياله .. واني اشوفه مستقر في بيته ومرتاح ..
وانتي بنت خالد الغالي اللي اخذته الدنيا مني وابعدتس كل هالسنين عني ..!
كبرتي وانا ماشفتس غير وانتي حرمه ..
سكتت ام ناصر لحظات واخذت نفس عميق ..
الكلام هذا يرهقها يهزها من الداخل ..
بعد خالد وعياله كانت اكبر مصايبها والكلام فيها مؤرق ومرهق .. قالت الجمله الأهم والكلام المفيد والمختصر ..
: ابيتس تاخذين عماد .. وانا ادري انتس عاقلة منتيب رادة واحد مثل عماد . وادري انتس تبين ترضيني واعيش باقي عمري وانا مرتاحه ..
..
كان الكلام يخترقها زي السهوم ..
قنابل فجرتها جدتها على راسها ..
مفاجأة لاكانت على البال ولا الخاطر ..!
اللي حفظته من فوزية ان عماد مايبي الزواج .. اجل كيف تبيها تتزوجه ..؟
طالعت بجدتها وبعيونها "ليه بتغصبونه عليّ "
تكلمت بصوت محرج ومنصدم : جدتي ..! بس انا اعرف ان عماد مايبغى يتزوج ..!
ردت باندفاع : مايعرف مصلحته ..
: جدتي عماد مو صغير والله يخليك لاتحطيني بموقف مثل هذا .. انا ادري انه مغصوب ..
:عماد خليه عليه .. بكره ليا غصبناه واعرس طاح اللي في راسه .
: بس ياجدتي ..
قاطعتها بشدده : مافيها بس يابنيتي .. اخوتس وافق وماباقي غيرامتس وهقوتي انها ماتخيبني وترفض ..
: طيب وانا ماتبين تعرفين رايي .؟
: يابنيتي لو عماد مايصلح لتس ولا مهوب رجال يناسب بنت ولدي ماخطبتس له .. وانا بنفسي اللي اقول لا ماايخذ بنت خالد .. لكن عماد ينحط على اليمنى رجالن كفو .. يسد في اللوازم وشهم .. ان نخيتيه لقيته العتيد قوي الباس .. وان احتجتيه لقيته الاخو والسند .. متعلم وعنده خير ومستخسرته في بنات خلق الله وانتي قدام عيوني بنت ولدي سنعه وعاقلة وتستاهلينه .
حطت راسها بين يدينها وضغطت عليه بقوة " ياربي اش هاليوم .. واش هالايام اللي الصدمات فيه متعاقبه .. بعد صالح والخوف والرعب والوحده الاقي الاهل والسند والعزة والامان .. ثم يطلع اخوي من سجنه ونفتك من صالح اللي كاتم على حياتنا ومخليها اضيق من ثقب ابرة وبيوم يفرج لنا ربي منه .. وانخطب ويمكن اصير زوجه بأي وقت والمصيبه لواحد رافضني ويمكن يكرهني ويعتبرني نكبة حياته .."

ماتقدر تركز ولا تفكر بشي ..
وقفت وشافت شهد داخله عليهم وبيدها بقية ساندوتشها اللي اكلته في المطبخ قالت : شادن يالله ..! شاادن ..! يووووووووه ابلا شااااادن انا انادييييك .
: ها .. هلا ياشهد .. يالله .. يالله مشينا ..
التفتت على جدتها اللي تراقب تصرفاتها وحركاتها وتدري انها فاجأتها او بمعنى اصح فجعتها بالطلب هذا ..
مافيه بنت ترضى تصير بمكانها ..
عماد رافض الزواج نقاشاً وعرضاً وفرضاً ..
كيف يحطونه امام الامر الواقع بمساعدتها ..!
اخذت شنطتها وتوكلت على ربها وفوضته امرها كعادتها اللي مؤمنة فيها ولايمكن تتركها مهما ضعفت وخافت من العواقب ..
ومشت مع شهد متوجهه للمدرسة ..!


***

في مدرسة السبيل ..
جالسه في الفصل .. وتراقب البنات اللي يجاوبون على اسئلة الاختبار الدوري ..
تذكرت هذيك الليلة اللي مافارقتها ولا ثانيه ..
تذكرت اتصالاته الكثيرة واللي مطنشتها للحين ..
مابين قلبها وحبه وعقلها واهلها ..
تتبع العقل وتلغي الحب ..
ولا تتبع القلب وتلغي مسؤولية الاهل ناحيتها .
رغم انها مهمومه الا ان صار عندها لامبالاة باللي راح توصل له ..
النتيجة امرين احلاهما مر . وهي عليها الاختيار .
: ابله خلصت .. ابله سارة .. ابله ..!
رفعت راسها قالت : هلا يامريم .. هاتي ورقتك .. انتبهت للبنتين اللي ينقلون من بعض .. وصرخت بصوت عالي فجع كل الطالبات : بنااااااات ..!. فاطمة وحصة قوموا .. هاتوا اوراقكم .
تكلمت حصة بخوف : ابله ماكملت ..
عصبت سارة ورفعت صوتها اكثر : هاتي ورقتك ..!
اخذت ورقتها وورقة فاطمة وقارنت بين اجاباتهن لقتها نفسها وكأنها منسوخة بالكربون لولا اختلاف الخط .
اخذت نفس عميق لأنها هي الغلطانه وماراقبت بأمانه ..
: كل وحده تجلس بزاوية وتحل الأسئلة هذي .
احتجت فاطمه : ابله بسسس
: اذا ماتبغوني اعطيكم اسئلة جديدة خلاص درجاتكم صفر وراح اكتب على ورقة كل وحده غشاشة .. واوديكم للاداره .
قالت حصة برجاء : لا لا نبي اسئلة جديدة ..
غمضت عيونها وعضت على اسنانها قالت : كل وحدة بزاوية بسرعه ..
انصاعوا لأمرها وملت عليهم اسئلة جديده .. وحاولت على قد ماتقدر تركز مع البنات وتدقق عليهم بأمانه ..
خلص الوقت وجمعت اوراق البنات وطلعت ..
قابلتها نورة اللي باقي لها اسبوعين وتبدا اجازتها لحد ماتولد وتكمل
قالت : سارة اش فيك ياعمري ليه وجهك كذا ..؟
ابتسمت سارة قالت : مافيني شي !
: يابنت مو علينا .. وجهك يقول ان فيك اشياء مو شي ..!
: تعالي بس لاتفاولين علي .. هذا من السهر والعنا على قولة شادن .
: صحيح اش اخبارها ..؟
: لسه عند عمانها .
: الله يسعدها هذيك البنت تستاهل كل خير .
هزت سارة وأمنت على كلام نورة بدون نفس ودخلت الغرفة ..
فاطمة تقرأ قرآن وعلياء اللي انضمت لهم جديد تصحح لطالباتها بملل .. ونورة تمددت على الفراش اللي جايبته معاها من بيتها ..
اخذت نفسها وقامت ..
الجو يفتح النفس هالايام في السبيل والقرى اللي حولها ..
لوشادن معاها كان اقتسمت معاها مشكلتها وهمها ..
بس هذي اولى التجارب انها تعيش بدون شادن .
افكارها متخربطه ..
مابين احداث وذكرى آخر ليلة كلمت فيها خالد بعد انقطاع ايام ..
ومابين كلام مشاري وابوها وامها ..!
يارب نور لي بصيرتي ووجهني الوجهه الصحيحه ودلني على اختيار الطريق الصح ..



***

رجعت من المدرسة وهي متذمرة من الطريق المليان حفر وموية ..
جزمتها واسفل عبايتها معدومه من الطين ..
بس هي الرحمه وتهون مع شهد اللي مريولها وشنطتها وجزمتها متسخه بالطين .. حتى شعرها ماسلم ..!
دخلت على طول ومرت جدتها ..
سلمت عليها وهي مقبوضة من موضوع اليوم ..
وطلعت لغرفتها ..
وخطواتها ثقيله وكأنها تقاد على امر كارهته ورافضته ..
قابلتها فوزية وهي تخاصم شهد وماعبرتها ولا كلمتها ..!
دخلت غرفتها ورمت نفسها على سريرها ..
الله يعينك ياعماد عليّ ..
تخيلت لو تتزوجه ..
صدق انه وسامه وجاذبيه وشباب ..
وغير كذا رجل موقف ومهاب ..
فتحت الشباصة من شعرها وانسدل على اكتافها بنعومه ..
يفرضوني على حياته ..!
معادلة صعبة ..
اذا كل الطرفين مجبورين على الزواج ..
معناتها النتيجه زواج بالغصب ..
وزواج الغصب نادراً ماينجح ..!
اخذتها الافكار والهواجس وهي تتخيل ردة فعل عماد ..
بس عماد رجل ومحد يقدر يغصبه ..
هي اللي موقفها محرج اكثر منه .
مافيه الا انها ترفضه وترجع لوضعها الطبيعي في السبيل ..
مشوار يبدا من نص الليل .. وترجع آخر النهار ..
واذا على جدتها تقدر تمرها كل اسبوع تسلم عليها ولا تجلس عندها يوم وتمشي بكرامتها ..!


***


بعد اذان فجر الاحد ..! وبانتظار اقامة الصلاة ..!
سلمت على يسارها وسبحت واستغفرت والتفتت على صوت عماد اللي يتنحنح وينادي فوزية ..
نادته بصوت جهوري وعالي : عمااااد تعال يمه ابيك .
دخل عليها على طول لأن طريقه كان لها قبل مايخرج
: السلام عليكم .
: عليكم السلام ورحمة الله .
سلم على راسها وجلس بجنبها وهي على سجادتها قال : صبحك الله بالخير ..
: الله يصبحك بالرضا والسرور تبي تروح تصلي ؟
: ايه ابي الحق صلاة الجماعه في المسجد .
: زين ليا صليت ارجع لي ابيك بسالفه .
: وش سالفته علميني وراي مشوار هالحين بعد مااصلي .
قالت بلهجة امر وشدة : لا ماتروح لين تمرني سمعت ولا لا .؟
وقف وتحسس مفاتيحه بجيبه قال : ابشري يالله ابي الحق الصلاه .
: الله يتقبل وانا امك .
طلع من عندها والأفكار تاخذه وتجيبه " وش بتكلمني فيه ..موضوع العرس ولا مشكلة جديدة لعيال خالد ولا وش بعد الله يستر من يوم جات هالشادن وهو ماارتاح بس لجل رضا جدته كل شي يهون ياعماد ..!
كل شي يهون ..؟
لاوالله الا فكرة العرس والزواج مايهون لو فيها مدري وشو ..!
" وجدته كل يوم تلمح له بأنها هي الزوجة المناسبه وشوي وتقول خطبتها لك ..!
آخرها البارحه قبل ينام نادته وقالت له تبيني اخطبها تراني ابيها في بيتي وحولي ..
واضطر انه يغير الموضوع كالعاده ويتملص منه ..
دخل المسجد ومافيه غير الامام وكم رجال قبله اخذ له مصحف بعد ماصلى ركعتين وجلس يقرأ لحد مااقام المؤذن الصلاة والمسجد بدا يكتظ بأهالي القريه شياب وشباب وصغار ..
انهى صلاته مع الإمام اللي صوته وهو يتلو كلام الله يتغلغل لخلايا الجسم بكل خشوع وخضوع .
بعد الصلاة ..!
رجع للبيت بيشوف وش عند جدته
وش هالموضوع اللي ماينتظر لليل ...
دخل بصمت ..
وتوجه لغرفة جدته اللي للحين على سجادتها تسبح وتهلل وتستغفر وتدعي ..
: السلام عليكم .. تصلين ولا خلصتي . ؟
: عليكم السلام .. لا خلصت صلاتي وقاعدتن اسبح .
: هذاني جيت يالغالية آمريني ..!
: مايامر عليك عدو .. البارح سريت بدري يمديك فكرت بالموضوع ..!
طالعها وسوى نفسه مافهم قال : أي موضوع .؟
: أي موضوع بعد ..؟ الموضوع اللي ماذبحني غيره .. طلبتك ياوليدي لاتردني هالمرة .. وحقق لي رغبتي قبل لااموت .
قرب منها قال : لاعاد اسمع منتس هالكلام الله يرضى لي عليتس .
: اجل انت عليك مني . ؟
غمض بعوينه وفتحها قال بوجع : بديتي تغلين وانتي تدرين انتس غالية .؟
: لو انك تغليني ماتقهرني وانت تمنَّع عن العرس .. اللي يشوفك يقول ان فيك عله ..!
: مافيني عله ياجدة بس الزواج ماابيه لاتفرضينه عليّ .. اقل شي هالسنين ماابي الحرمه والعيال .. وترى وراي دراسة الدكتوراه ولانسيتيها ..؟
: متى تبي تفضي وعمرك راح .. تبي ليا جا ولدك وانت شايب مادون قبرك شي .. اعرس خلني اشوف عيالك ياعمااد لاتردني وانا امك .
زفر بآهه موجعه قال : طيب طيب بعدين نتكلم بالموضوع هذا .. الحين وراي مشوار لجده لازم اقضيه ..!
: هالمرة ماتقدر تنحاش .. ماابي العطلة تجي الا ومرتك في بيتك .
: لااله الا الله .. أي عطله .؟
: أي عطله بعد .. عطلة الصيف يالله في العافية .
: بعدين نتفاهم .. الحين خليني امشي قبل لاتظهر الشمس .
: الله وانا امك يهديك ويرزقك ويكتب الخير وين ماوجهت .
: ايه هذا الكلام اللي ابيه الله يطول لي بعمرتس ويخليتس لي . يالله اشوفتس على خير .
: بامان الله يالغالي الله يردك علي سالم غانم .
ص

طلع وسكر الباب وشغل سيارته قبل مايحرك طالع فوق بشباك شادن قال بعد ماتنهد : من وين طلعتي لي يابنت خالد ..؟ هذا اللي انا جنيته على نفسي يوم نقلتك عند جدتي وقربتك منها .. الله يعينك عليّ ويعيني عليك .. !.
حرك سيارته وتوجه لعمله .. وهاجسه ماارتاح من التفكير بالحاح جدته اللي هالمرة باصرار و عزيمه ..


***








دخل البيت وهو يغني بصوت عالي تجاوز جدته اللي قاعده في الصاله ووصل لفوزية فوق بغرفتها ..:

ياطير وضبتك بتدريب ... ابغي اصاوع بك هدادي
لي طارن الربد المهاريب ... لي ذايرات من العوادي ..
القف لهن عساك ماتخيب ... ..واقصد لقايدهن عنادي ..
خمه براسه خمت الذيب .... ....وعليك ماظنيه بادي
وخل الهبوب تروح وتييب ... ريش شعيع عقب المصادي
واللي سبق طيره بلاطيب ... بيتم في حزنه ينادي
عند اخويانا والاصاحيب .... كلن بخبره بايسادي ..
وان ماضوى ودوله الجيب .. تزهاب والطبخه عنادي

وبصوت مجلجل هز اركان البيت نادى : ياهووووو .. ياهل البيت ..!
ردت عليه جدته ..: هلا حي هالصوت ..
دخل فهد ولد ناصر عند جدته ..
شعره الكثيف مغطي رقبته ونازل لكتفه باهمال
.. جسمه الرياضي معطيه هيبه وصوته العالي والثقيل يزيده رجوله وثقه ..
: هلا بام ناصر ..
نزل وسلم على راسها وجلس بجنبها قالت : ها من طول الغيبات .. وين غنايمك ..؟
حط يده على يدها قال : ابشرتس ياطويلة العمر .. غنايم يحبها قلبتس .
نزلت فوزية على صوته قالت : هالقصيدة وشلون حفظت كلماتها ماقدرت افهم منها الا كم كلمة .. وبعدين جايب لنا غنايم من السودان الحمد لله والشكر .
وقف وسلم على عمته اللي يعتبرها اخته ومايحط بينه وبينها أي رسميات
قال : ايه غنايم .. غزلان وحبارى وطيور يحبها قلبتس .
دخل عماد جاي من جده وهو يهلي : هلا هلا براعي السودان .. اجل جبت غزلان . بيض الله وجهك .
وقف فهد ولد ناصر وسلم عليه قال : ايه غزلان يحبها قليبك وجايبها مخصوصة لك . خابرك ماتحب المفاطيح .
: عساك كثرت بس مهوب مثل غزلان ليبيا .
: اترك ليبيا عنك .. السودان لولا الخوف فيه من الحروب ولا كان جلست فيها سنه .
ضحك عماد منه قال : لااله الا الله .. انت متى تعقل وتتوب .
تمدد فهد على ظهره وحط راسه على فخذ جدته قال : اما اتوب من الصيد ...
ردت فوزية وهي تحط فنجال القهوة بجنبه على الارض
: ياشيخ بكرة تتزوج وتنسى الصيد والبر كله .
جات ردة فعله سريعه : الله لايقوله خلينا الزواج لتس انتي وعزيزتس .
قالت ام ناصر : انتم وش بلاكم كل ماقلنا اعرسوا عييتوا ( رفضتوا )
قطعتوا ذريتكم وحرمتونا متعة الدنيا .
قال فهد باستهبال وهو يرفع راسه لوجهها : ماشبعتي .. ؟ جاتس عيال وفرحتي بهم وش تبين بعيال غيرتس .
: غيري تراهم عيالي .. ثم انت سنعك عندي وانا ام ناصر . ان ماالحقتك بعماد لاتنادوني حصة .
فز فهد وجلس قال : لااااه لاتقولون ان الطير الحر يبي يعرس .
رد عماد وهو يشرب فنجاله كله : ياابن الحلال هذي جدتي تخبر علومها . لوابي اطاوعها يمدي عندي سته عيال .
طالعته فوزية قالت بصوت واطي : ياويلك تراها اتفقت من وراك مع ناصر وفواز وخطبوا لك شادن .
كشر فهد قال : خخخخخخخخ شادن عاد ياابو مشعل هذا عوض عذبه ومنيرة ..؟
طالعه عماد بنظرات جامده وكمل فهد باستهبال وهو يرشف قهوته ويطالع في فوزية وعلى شفته ابتسامه يحاول يردها : ايه وهذي منين جبتوها ؟ .
اخذت ام ناصر عصاها اللي تتركى عليها وخبطته بشويش في فخذه قالت : لاتهرج على بنت عمك .
تكلم بجديه : بنت عمي ..؟
: ايه بنت عمك خالد الله يرحمه .
: لاوالله ..
تكلم عماد : تبيها يافهد ..؟
: لا ياخوك فكني من الزواج وطاريه .. خخخخخخخخخخ والله اخيراً بتطب القفص يالطير الحر .
ابتسم عماد قال : لا لاتصدق العلوم اللي تجيك .
طالع بفوزية قال : صدق اللي قلتيه .
ردت فوزية بجديه : والله كلموه . حتى امي كلمت شادن ..
طالع بجدته قال : وش هالكلام ياام ناصر .. تتكلمين من غير ماتاخذين شوري .. ماتخافين اني افشلتس ..؟
: منتب مفشلني ان شاء الله .. بعدين اخوها معترض انها تسكن عندي وفي بيتك وانت منت محرم لها .
: هو صادق ماله لزوم تسكن عندنا . تروح لامها الله لايهينها وتداوم مثل زميلاتها . حالها حالهن .
ردت ام ناصر باعتراض : بس انا بنت ولدي ابيها قدام عيني واخاف عليها من الطريق .
سوى فهد جلسته قال : عماد الناس كلموا ولد خالك خلاص مافيها رجعة بعدين ياخي يمكن خيرة لك .. الا علموني وش صار بعدي ...
قاطعه عماد بعصبيه : أي خيرة واي زفت .. قايل لكم انا رجال ماابي العرس . اذا انت تبيها تراني ماابيها .
الارض تلف فيه ..
نبضه من قوة توتره زاد ..
وقلبه من الغضب كأنه بيطلع لحلقه ..
مخنوووق ..
وش هالمصيبه ..؟
لايمكن يتم الموضوع هذا .
مستحيل يصير هالكلام لو على قص رقبته ..
رمى الفنجال على فوزية ووقف طلع فوق ..
يدري انها بغرفتها ..
الكلام معاها هو اللي بيحط النقط فوق الحروف .
ودق بابها شرٌ لابد منه حتى لو فيه تجاوز ومحظور بس لازم يوقف هالموضوع ويبتر الكلام فيه ..
خطى بخطواته المتسارعه وتوجه لغرفتها بدون أي تردد وبعزيمة والحاح ..!
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يتبع الفصل السادس ..

والغلبةُ للنصيب ../
***


جالسة تحضر دروس بكرة ..
وتحاول تبتكر وسائل تعليميه لأن مافيه مكتبة تعينها وتساعدها ..
سوت وسيلة جيبية .. وحطت فيها مجموعة اسئلة في قصاصات ورقية على الدرس ..
وهي في منغمسه بشغلها ..
سمعت دقات غريبه على باب غرفتها وفزت من مكانها ..
سرت بجسمها رجفة وتملكها خوف ذكرها بصالح ..
وصلها صوته وهي متجمده ولهجته الحادة : افتحي .!!
قربت من الباب قالت بضعف وخوف : من ..؟ نعم اش تبغى ..؟
تنهد بألم وقهر وحاول يكبت عصبيته قال : انتي افتحي واسمعيني بقولك كلمتين وامشي بعدين مو انا اللي تخافين منه على نفسك .
سرت بجسمها قشعريرة .. وفي قلبها " هذا صوت عماد .. اش يبغى مني الله يستر "
دق بقوة اكثر و: افتحي يابنت الحلال . لاتخليني اطلع من طوري .
حطت جلالها على شعرها وجسمها وفتحت الباب بشويش وبيدين ترتجف وقلبها يدق بقوة وكأنه بيطلع من صدرها .
صدت بوجهها عنه وهي متشددة بالباب بكل حيلها وقوتها بعد ماشافته يكلمها وهو معطيها ظهره .. بس قربه من الباب يخوف ..
قالت بارتباك : ب ب بعد عن الباب لو سمحت وقول اللي عندك بسرعه هذاني اسمعك .
صوتها اللي يرتعش اثر فيه لدرجة انه اخذ نفس عميييق و سكت لثواني طويلة .. اللي يسويه تهور وجنون لكن لو سكت ساعتها راح يكون هذا الجنون بعينه وعلمه .
حاول انه يهديها ويوصل لها اللي يبيه بتفهم قال بصوت واطي : الحين انتي ليه خايفه يابنت الحلال ؟ ماني ماكلك بعدين انتي متغطيه وانا ماني داخل .. كلها كلمتين ابي اقولها لك واذلف .
ردت بانفعال وخوف باين من صوتها ولهجتها : مابيني وبينك كلام ..
قاطعها بسرعه وكأنه بيمتص خوفها وانفعالها : هدي هدي الناس تحت لاتفضحينا .. بيني وبينك كلام لازم اقوله ولازم تعرفين وش عندي .
صرخت بصوت اعلى مرتجف : طيب بسرعه قول اللي عندك وخلصني .
ضرب بقبضته على الباب قال وهو عاض على اسنانه حتى يملك نفسه
: اول شي صوتك لاترفعينه عليّ .. ثاني شي موب انا اللي تخافين منه فاهمه ولا لا لأني احرص منك على نفسك ؟ .
رجع خطوتين على ورى قال : جدتي مبلشتني وعرفت انها كلمتك .
ردت وهي ترتجف وبطنها يعورها بقوة : بس انا مارديت عليها للحين ولا ابغى الموضوع هذا .
اخذ نفس عميق قال : شوفي .. انا بعد مثلك ماابي الموضوع هذا .. انا رجال مابي اتزوج وشايل هالفكرة من راسي .. بنفس الوقت ماابي جدتي تزعل مني .
تكلمت بصوت حاولت انه يطلع عادي على قد ماتقدر : طيب والمطلوب ..؟
: اتوقع انك ذكيه وفهمتي وش ابي .
سكتت شويه بعدين قالت بصوت واطي : فهمت ..! يعني ارفض واقول ماابي اتزوج عماد .
: ايييييه هذا اللي ابيه منك .
: بسس .
فتح عيونه بقوة قال بسرعه : بس وشو ؟
: انا خايفه جدتي تضغط عليّ .
: لا ماراح تضغط وزعل جدتي منك ماهو مثل زعلها مني انا عندها غير عن كل الناس واكيد تعرفين . وانتي اذا زعلت منك كلها كم يوم وترضى .
هزت راسها بمعنى فهمت واستوعبت . وكأنه يشوفها ويدري عن حركتها .
عطا الباب ظهره بينزل قال : انا ابي اقول لجدتي اني وافقت لكن اقسم بجلال الله لوتوافقين ماتشوفين معاي الطيب لين تموتين . هذاني نبهتك ومن الحين اقول لك ماابي اظلمك معاي .
حست انه جرحها في الصميم ..
كلامه ماله معنى غير اني ماابيك ولاابي وجودك بحياتي ..
بردة فعل سريعه حاولت تستجمع اللي تبقى من قوتها المنهكة من سنين وترد عليه ..
قالت : انا كمان ماابغي اظلمك معاي . لأني ماابيك ولاافكر فيك .
لف وطالع في باب غرفتها المردود قال : متأكدة انك ماتبيني حتى لو خطبتك برغبتي .
لهجته الحاده وطريقته في اصراره على معرفة الاجابة اربكتها قالت
: انا اصلاً مااعرفك عشان ارفضك ولا اوافق عليك بس بعد كلامك هذا ماراح اوافق عليك لو على قص رقبتي .
كأنه ملك الدنيا بكلمتها ..
تنفس بارتياح وهو يرفع راسه للسما قال : زييين زييين الله يرزقك ويوفقك والله الله بجدتي فكيني من زنها على راسي واقنعيها برفضك لي .. يعني لاضرر ولا ضرار يابنت الناس ..
نزل بسرعه من دون ماترد او يلتفت لها ..
ركب سيارته ولحقه فهد يجري ..
: هييييييه انتظرني لاتروح .
سكر باب سيارته وقبل مايشغلها ركب فهد معاه وهو يلهث قال عماد : وش تبي انت بعد ..؟
اخذ فهد نفس عميق قال : ابي اعرف وش سالفتك .. ياخي رجال تبي تطق الاربعين وماتبي العرس .. والله حتى الحريم ماسون سواتك .
: انزل ..
طالعه فهد باستغراب قال : وشو ..؟
: فهد انزل زال النفس عليك طيبة لااخلي لك السيارة كلها .
: تعوذ من ابليس ياابو مشعل .. علامك قاب ماتحمل شي .. ياخي اللي يسمعك يقول ان فيك شي وماتبي الزواج .
: مافيني شي يافهد .. بس الزواج ماابيه ياخي اقل شي لين اكمل دراستي .
: ودراستك ماتكمل وعندك مرة وعيال .
فتح باب السيارة ومسك فهد يده قال : اصبر اصبر ياعماد .. تعوذ من ابليس ياابن الحلال .
تنهد عماد قال : اعوذ بالله منك ياابليس .
قال فهد باستهبال كالعادة : يارجال وسع صدرك واذا على العجوز هذي تزعل من خلق ربي كلهم ولاتزعل منك انت .. ماعليك منها ماتبي العرس خلاص قل لا ..
طالعه عماد قال : صاحي انت .. ماعندك كرامه ماعندك نخوة .. يلعن ابليسك هذي اللي تبيني ارفضها بعد ماخطبوها خوالي لي تراها بنت عمك اقرب لك مني ..
: طيب الموضوع بين نايف وابوي وعمي والعجوز تقدر تدخل بنفسها وتقول لنايف ولا للبنت انك ماتبي العرس ..
قاطعه عماد : ماعندك كلمة ازين من كلمة العجوز .. ماتعرف تحشم احد انت .. حسن ملافظك اول وسنع هرجك ثم تعال علمني بافكارك .
حك فهد راسه قال : عجوز وغصب عليك .. لكن خلنا نرجع لموضوعنا .
شغل عماد السيارة بملل قال : ماعاد فيه موضوع خلاص جدتي قررت وانا ماعلي الا ا ني اوافق .
: انت صاحي ولا مجنون .. قبل شوي ماابي العرس والحين موافق . وش سالفتك ..؟
: اقول تبي تنزل ولاتمشي معي لمكه ..؟
: مكه ..؟
: ايه ياخي طقت في راسي ابروح لمكة . هناك في الحرم ارتاح نفسياً وافكر زين .
: اجل الله يستر عليك ويسهل لك توكل على الله .. انا بروح لعجوزك .
نزل فهد وهو يضحك لمن سمع عماد وهو يقول : عز الله ماالعجوز الا انت ووجهك .


***


جالسة بغرفتها ..
وتتصفح مجلة الحياة ..
تدور على مقال غيداء صاحبتها بالجامعه .. اتصلت فيها وقالت لها تقراه وتقول لها رايها فيه ..
ابتسمت سارة على فكرة صاحبتها لمن قرأتها .. وهي لو ان وزارة التربية والتعليم سمحت لطالبة الثانوي تحط كحل وروج وتلبس اكسسوار ناعم ويفكون الحصار عنها كان ماشفنا مكياج سوق ولبس عاري بالجامعه وكأنه تمرد خارج اطار المدرسة .. لأن باختصار كبت المدارس ولد الانفجار في الجامعات والاسواق والزواجات بطرق مبتذله ..
دق التلفون وقطع عليها استرسالها بمقال غيداء اللي توضحه بمنتهى الحرص والوعي ..
رفعت السماعه وماتفاجأت لمن سمعت صوت جارتهم ام اسعد اللي اعتادت تتصل بهالوقت اذا فيه محاضرة دينيه في دار الحافظات وتبي ام مشاري ترافقها للدار ..
راحت سارة تنادي امها ورجعت لغرفتها ..
ام اسعد فتحت عليها الجرح اللي مااندمل من بعد ما سمعت كلام عدنان ولدها .
كان مرعوب من مشاري لأنه ضرب خالد بجنون ..
واذا شافه عندهم في البيت شرد لأنه خايف منه ..
حاولت سارة تعرف وش سبب الخوف بعد ماداهمها الشك بصدق كلام خالد باتهامه لمشاري ..
لكن عدنان قلب الطاولة ووضح ا لحقائق ..
قال لها على الحكاية بالتفصيل الممل .
ظهرت براءة مشاري وبانت حقيقة خالد ..والشهود عيان ..
خالد اللي حبته عمره ماكان له علاقه بخالد هذا ..
خالد اللي حبته هو خالد الطفل اللي كلن يلعب معاها ويعجبها كلامه واعتزازه بنفسه واهتمامه فيها .
كبرته بأحلامها ونمى وكبر بقلبها واستقل تماماً عن واقع خالد اللي عرفته ..
دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها ومتغطيه قالت : يالله ياسارة تبغين شي انا ماشية .
وقفت بسرعه قالت : يمه انتظري بروح احضر المحاضرة معاك .
استغربت امها منها وهي اللي آخر شي تفكر فيه انها تحضر محاضرة دينيه بحكم انها مثقفة ومو محتاجة وعي ديني ..!
لبست سارة عبايتها وتغطت واخذت شنطتها الصغيرة وطلعت مع امها ..
هناك حيث ملائكة الرحمة تحف المتواجدين راح ترتاح ..
وهناك بتبعد عن خالد وذكره وذكراه ..
وهناك يمكن تصحى اكثر وربي يشرح لها صدرها اكثر وينسيها ويساعدها ..
والأهم انها راح تزيد ثقافتها بعد ماغيرت رايها وادركت ان ايمانها ضعيف وينقصها ثقافه دينية هائلة ..
توكلت على الله وعزمت المسير مع امها بخطى المؤمن اللي يدور رضا ربه ومغفرته وعونه ومساعدته ..!



***




يوم ثاني ...!!!
رغم اللي صار مارجعت لامها ..
لأن عمتها فوزية فاجأتها بطلبها انها تجلس مع عيالها وهي تبي تروح لجده تختار الوان التعتيق وألوان السيراميك حقت بيتها ..
وبعد هطول خفيف للمطر ..
تبللت الارض وصار الجو خيالي ..!
استغلت الفرصة وراحت تلعب مع شهد وفيصل في حوش البيت ..
سوت لشهد بيت كبير بالطين وخلت فيصل ياخذ راحته في الطين يبني ويحفر ويهدم وهو منسجم على الآخر ..
نظراتها بعيد وخيالها ابعد ..
اللي صار مافيه بنت تقدر تتقبله او ترضى فيه .
وهي اثبتت لنفسها انها من النوع القوي اللي يتحمل .
اكيد تتحمل ولاماطاوعت عمتها وجلست لليوم الثاني بعد كلام عماد لها .
اكيد تتحمل ولا ماضحكت ولعبت مع شهد وفيصل وهي اقرب للانهيار من الفرح والتسلية ..
وكيف ماتتحمل وهي اللي صبرت على صالح وخالها وبعد نايف ووفاة ندى ..
مرت ساعه وشهد وفيصل يلعبون وهي في كرسي المرجيحه تهز نفسها وتهز أفكارها لعل وعسى انها توصل لفكره تساعدها على خروجها من المحنة الجديدة ..
حست شهد انها كلـّت وتعبت قالت : شادن انا ابي ادخل .
: ليه شهودة تعبتي ولا طفشتي ؟ .
: لا بس جيعانه ابي آكل ساندوتش ولا شيبس .
اخذت شادن فيصل اللي قعد يبكي يقول ابغى العب قالت شادن : تعال ندخل عشان تاكل كيكه .
رضخ فيصل ووافق قدام الجوع واغراء الكيكة بالذات ..
وعلى طول نادت شغالة فوزية تاخذهم تحممهم على بال ماتجهز الكيكة اللي قررت تكون بالكريم كاراميل ..
منها الصغار ياكلون ، ومنها تخليها حلى للقهوة اذا جات جدتها ورجعت عمتها بدري ..
بعد ماخلصتها حطتها بالثلاجه عشان تبرد ..
راحت لغرفتها اخذت لها شور هي كمان ولبست جلابية واسعه من جلابيات فوزية ونزلت تحت بعد ماجففت شعرها واخذت معاها جلالها تحسباً لعماد اذا دخل ..
فتحت التلفزيون وقعدت تدور على قناة تغير من خلالها الجو وتبعد الطفش عنها ..
الايام اللي راحت تعودت على عمتها وجدتها وماتعودت تجلس هنا لوحدها ..
اليوم جدتها طلعت لجارتها ام راكان تبي تزورها لأنها سمعت انها اليوم تعبانه وعندها انفلونزا من تغييرات الجو والامطار واخذت شغالتها معاها تساعدها على المشي . . ..
جلستها لوحدها اليوم مثقلتها ..
غير الهم الجاثم على قلبها وصدرها ..
نزلت لها شهد تجري قالت : خلاص تروشنا يالله ابغى شي آكله .
قفلت التلفزيون ووقفت قالت : شااطرة .. يالله الحين احضر لكم الكيكه والعصير .
اول مادخلت المطبخ سمعت باب البيت ينفتح ويتسكر بقوة وصوت عماد ينادي جدته وفوزية وشهد ..
راحت شهد تجري عنده قالت : عماد ماما راحت مع بابا لجدة وانا وفيصل جلسنا عند شادن .
وقف بمكانه وطالعها باستغراب قال : شادن فيه ؟.
هزت راسها شهد بحماس قالت : ايوووه فيه ولعبت معانا بالطين وسوينا بيت كبيييير انا وفيصل وهي لعبت في المرجيحه .
رفع حاجبه وطالع فوق ناحية غرفتها وكأنه بيتأكد من الكلام اللي صار بينهم اذا تأكد من وجود الغرفه ..
رجع سأل شهد : جدتي وين ؟.
: راحت عند ام راكان .
: والله ..؟ فتح يدينه لشهد قال : طيب انا زعلان منك ليه ماسلمتي عليّ .
جلس على ركبه وباسته شهد على خدوده وباسها على راسها وخدودها
لف يدينها على بعض وهي تضحك بقوة .
قال كلمته المعهودة لها : يالله علميني من ازين بنت بالديرة .
كان يتوقع ردها الاعتيادي واللي تعود عليه كل ماقال لها هالكلمة وهي شهد بنت عبدالعزيز ..
ردت شهد : ازين بنت اممممم ابلا شادن بنت خالي خالد .
كشر بوجهه قال : افاااااا اجل غيرتي رايتس ..؟
مدت شفتها اللي تحت ببراءة علامة اليأس قالت : خلاص ابلا شادن احلا مني شعرها حلو وعيونها حلوة . كملت باستسلام : خلاص ياعماد هي صارت ازين بنت بالديرة .
ابتسم من كلام شهد قال : لاوالله ازين بنت بالديرة هي انتي .. بس روحي للشغالة خليها تسوي لي قهوة وتجيبها للمكتب .
طلع لغرفته وحذف شماغه وعقاله وطاقيته على السرير ونزل ثوبه علقه على الشماعه ومدد جسمه على السرير ..
المشوار يهد الحيل ..
وهو ماعاد يتحمل المشاوير الطويله ..
بس لعيون جدته كل شي يهون ..
واذا على الصحة ولا العمر فهي بيد اللي عطاها ...!
تذكر حال هالمدرسات اللي كل يوم رايحات جايات قال
" صدق انها معاناة والله يعينك ياشادن بترجعين تعانين نفس الحالة بس ماراح تطولين كلها ايام وادبر لك نقل يردك لاهلك ."
دخل الحمام بياخذ له شور ينعشه وينشطه بعد التعب حتى اذا جات جدته قابلها بارتياح وانهى مهمته على اكمل واحسن و جه ..

؛*؛*

كانت شادن مشغوله في المطبخ بقهوته والحلا اللي تجهزه له وللصغار .
حضرت لشهد الكيكه وحطت لها عصير على الطاولة .
قالت : تعالي اجلسي هنا كلي من دون ماتتحركين الين تخلصين صحنك وعصيرك ..
وحظرت لفصولي كيكته وعصيره ونادت الشغالة تأكله ورجعت تكمل القهوة ..
حطت عليها زعفران وهيل وحضرتها بالصينية مع اربعه فناجيل قهوة وحطت معاها صحن تمر وصحن ثاني فيه قطعة كيكة كبيرة وشوكة..
ارسلت الشغالة توديها للمكتب وهي حطت جلالها عليها وطلعت مع الدرج متجهه فوق ..

طالعت بغرفة عماد ..
تذكرت كلامه لها ..
عصبيته والحاحه عليها انها ترفضه وماتوافق عليه ..
وووو لاااا ..
طالعت بنفسها مقابله للرجال اللي فتح باب غرفته ..
طويل واسمر ملامحه رجوليه بقوووة ..
شنب كثيف نوعاً ما..
وعيون واسعه وشعر اسود قصير ومرجعه على ورى وهو مبلل باين انه متحمم ..
كانت بترجع بس وين ترجع الدرج طويل وهو واقف بمكانه ..
حطت جلالها على وجهها بسرعه وهوتحرك من مكانه ورجع لغرفته ..
وقف بمكانه شويه ..
سمع باب غرفتها يقفل ..
وطلع من غرفته ..!
نزل ونفس الصورة والذكرى تنعاد له ..
جُرْحَهَا يوجعه ..
ودمعتها اكيد بتجرحه ..
مهما كان هي دمه ولحمه ولايرضى عليها بالمهانه او الضيم حتى لو منه هو .
حاول يقنع نفسه انه مو لازم يحس بتأنيب الضمير لأن اللي سواه عشانها ...
وفي مصلحتها ومن اجل تعيش عمرها بدل ماتدفنه معاه ..!
..

دخلت غرفتها ..
ولامت نفسها وأنبتها ..
ليه تهمل سترها في بيت الرجال ..؟
صحيح ان جلالها عليها بس كان وجهها باين وهذا كارثه ..
اووف لو يدري نايف كان ذبحها ولا مات من القهر ..!
ولو امها تدري كان وبختها وسمعتها كلام مايعجبها ..
تذكرت الموقف وشكله ..
جبل صامد وساكن ..!
مو اول مرة يشوفها وتشوفه ..
لكن هالمرة وضحت لها صورته اكثر ..
واتقنت ملامحه ويمكن حفظتها اكثر ..
جاذبيته ساحره ..
غصب عنها رغم انه جامد ..
وملامحه ماتعبر عن شي ابداً الا انها تحرك فيها اشياء تجهلها ..!
حطت ظهرها على الباب وهي تعيد المشهد القاسي الموجع .. .
رجعت ورى وهي تتذكره خطوة خطوة ..
.. عاشت الموقف بكل تفاصيه
غمضت بقوة وتنهدت بوجع ..
صدق النحس يطاردها من وين ماتروح ..
ماصدقت ان مشاكلي تنتهي الا وابدا بمشكلة جديدة ..
" ليه ياجدتي تحطيني بموقف زي هذا معاك "
راحت تمشي بغرفتها ودموعها متجمعه في محاجرها مو راضية تنزل ..
بس هي مخنوقه وفيه شي كاتم على نفسها ..
وقفت قدام المراية وطالعت بشكلها ..
وجهها احمر وخشمها احمر وجفونها حمرا وعيونها مليانه دموع تقاوم النزول والضعف ..
قالت " انا مو ضعيفه ..
انا قوية واقدر اواجه مشاكلي من دون ماابكي ..
انا شادن بنت خالد لازم اكون قد أي موقف يواجهني ،
واجهت صالح وقدرت انقذ نفسي منه مية مرة ..
واجهت خالي اكثر من مرة ومرات كثيرة غلبته ..
ورغم عيشتي بخوف ورعب طوال السنين اللي راحت الا انه صار عندي مناعه ضد الاستسلام للهم والظلم .
صالح وخالي علموني ان القوة مصدرها الموقف الضعيف ..
وفراق ابوي خلاني اتسلح بالصبر والعزيمه .
ايوه العزيمة ..
اعزم معناتها اصير قوية ..
واكون قوية معناتها اقدر اواجه .
واواجه معناتها اوقف بوجه جدتي وعماد وارجع لامي ونايف ..
راحت تمشي في غرفتها وهي تشيل جلالها من على كتفها وترميه على السرير ..
بائسة ويائسة ..
وتحاول تتظاهر بقوة مزيفه ..
طالعت بصورتها بالمرايه قالت " وش بتسوين ياشادن ..؟ "
اخذت منديل ومسحت عيونها اللي بدت تذرف الدمع ..
وهي تمني نفسها بالراحه وعدم المشاكل " اصلاً ماعاد للوظيفه لازمه حتى ابقى هنا ..
خلاص نايف طلع من السجن وافتكينا من صالح وراتب ابوي رجع لنا اكيد فـ اريح لي ارجع عند امي وارتاح في بيتنا واقعد بكرامتي ..! "
نزل لمكتبه وهو يحاول على قد مايقدر انه يشيلها من راسه ويمسح صورتها من ذهنه ..!
رمى نفسه على الكنبه بعد الشاور الدافي والمنعش ..
زفر بآهة من عمق تعبه ..
قطعها لمن لفت نظره شكل الحلا اللي مع القهوة اللي على الطاولة قدامه ..
تكى على يده وصب له فنجال واخذ قطعة كيكه اكلها ..
قال : والله هذي الفايده الوحيده منك ياشادن من يوم جيتي اكلنا شي سنع .. ذبحنَّا هالشغالات بعيشتهن ولا الحلى مالقن من يعلمهن حتى فوزية مدلعها رجالها مايجي من جده الا هو محمل لها حلى وخرابيط .
سمع صوت جدته تسبح وتهلل داخل البيت ووقف راح لها بعد مانادى بصوت عالي ..
طلع لها ووجهه يتهلل بالسعاده لشوفتها وهي بخير ومتعافيه ..
وان اللي في راسه بيمشي على خير مايرام ..
: هلا والله بالغاليه الله يمسيتس بالخير .
: يالله حي وليدي مساك الله بالرضا والسرور متى جيت يمه ..
: توني مالي ساعه .
اخذ يدها من يد الشغاله قال : روحي جيبي القهوة من المكتب وحطيها بالصالة هنا .
راحت الشغالة تجيب صينية القهوة وهو مشى مع جدته اللي في قلبها شي واحد تبي تعرف نهايته ..
خايفه وقلبها يقول ان وجه عماد فيه شي ٍ يسرها .
: تعال اقعد عندي .
جلسها وجلس بجنبها وحط التكاية بينه وبينها وهو يبتسم قال : هذاني جلست آمري يالغالية .
: مايامر عليك عدو .. علمني وش سويت .
نزلت الشغالة القهوة واخذ صحنه قال للشغاله : هاتي لجدتي صحن حلا وكمل : ابشرتس على ماتحبين ..
: الله يبشرك بالخير .. ويرزقك بالذرية الصالحه .
جابت الشغاله صحن الحلا والشوكه قالت : ماشاء الله وش هالزين هذا جايبه معك . ؟
: لاوالله هذا الظاهر مسويته شادن .
قالت بلهجة حانية تستجدي فيها رضاه عنها وتكبيرها في عينه : ها شفت ياوليدي انها بنتٍ سنعه .. اشهد انها كامله مكملة زين وعقل وسنع وراعية بيت الله يستر عليها .
كملت وهي تطالع في وجهه باهتمام : ها علمني وش تتسوي معها .
: منهي ؟
: شادن بنت خالك ..!
عض على شفته السفلى وابتسم قال : انتي وش تبيني اسوي .؟
حدقت ام ناصر في وجهه تبي تشوف اثر للمزح ولا فعلاً صادق
قالت : تقوله صادز ( صادق ) ولا تلعب عليّ . ؟
: هههههههههه لاوالله صادق علميني بس وش تبين .؟
: ابيك تخطبها الليلة قبل بكرة !
قال باطمئنان وهو ياكل من الكيكة : ومالتس الا اللي يرضيتس بس على شرط ..!
: اشرط مثل ماتبي المهم انك توافق واشوف عيالك قبل لا تجي منيتي .
قاطعها : الله يطول بعمرتس ويخليتس لي لاعاد اسمع هالكلام ثم اهون .
: منتب مهون بعد كلمتك لي ..
قصرت صوتها وكملت : هاانا ابروح اعلم شادن .. وانت من بكرة كلم نايف ولا اقولك اعزمه هو وامه و..
قاطعها مرة ثانية : ياجدتي الله يخليك لي لاتستعجلين الحين بنات اليوم مو مثل اول .. ترى يمكن اعجبها وتوافق ويمكن مااعجبها وترفض الموضوع فيه يمكن لا ويمكن ايه .. اصبري لين تاخذين رايها .
هزت راسها مأكدة على احساسها وميقنه ان شادن ماراح ترفض عماد مهما كان لأنه بالعقل من اللي بترفضه وهو عماد تربيتها وصنعها ..
قالت : خل شادن علي خابرتها موافقه ومهيب رادتني ..
هز اكتافه بابتسامة الواثق قال : نشوف راي البنت ويصير خير بعدها ان شاء الله .
: ماعلمتني وش شرطك . ؟
عدل جلسته وتكى على التكاية بجنبه قال : اييييييه شرطي ياطويلة العمر .. انكم ماتغصبونها اذا ماتبيني .. ولاتزعلين منها ان رفضتني .
قاطعته بثقه : محدن بغاصبها ومهيب رافضتك .. شادن بنتٍ عاقلة وتبي الستر من الرجال السنع .. ثم ان اخذتك يبي يفكها ربي من عنا الطريق وهمه اللي هدها ومن خالها وولده الخايس .
ابتسم عماد وبقلبه " والله لو تدرين وش بترد عليك شادن ياجدتي ماقلتي عنها كل هالكلام ..! "
نادت الشغاله وارسلتها تنادي لها شادن ..
وهو سلم على راسها قال : يالله المغرب بيأذن وانا بروح للمسجد ..
: الله يتقبل منك ..
: منا ومنتس يالغاليه .
طلع من البيت متوجه بنيته وخطوته لبيت الله يدور رضاه وعفوه ومغفرته .. ويحاول انه يغسل ذنوبه في بيته الطاهر ان كان اللي سواه مع جدته وبنت خاله ذنب .

***


تأملته من راسه لساسه ..!
شماغه وعقاله ..
وجهه اللي حفظت ادق تقاسيمه من كثر ماراقبته وتأملته ..
جسمه المتناسق بطوله وعرضه ..
النحافه تغلب على وصفه اكثر من الرياضي والطول يغلب على الاعتدال .. والأناقه فاق بها كل رجال شافته بحياتها ..
قابل مسعود جارهم الشايب واللي يتركى على عصاه متوجه للمسجد يدور الحسنات بصلاة الجماعه رغم ضعفه وهزيمة الزمن له ..!
شافت ابتسامته لمسعود ..
نادراً مايبتسم ..
واذا ابتسم رسمها مجامله فقط وكأنه يدور من وراها حسنة او صدقه .. لأن تعابيره حزينه ..!
والهدوء والثقل يغلب عليها ..
عماد رجالٍ عاقل ..
هذا كلام ابوها عنه دايماً ..
ابتسمت وهي تتأمله باعجاب ..
تحبه .. !
تحب حركاته .. !
يدينه .. !
نظراته ..
خطوات رجوله .. !
اذا التفت لبيتهم ..
واذا صد عنها لمن تفتعل حركة ولا تنادي بصوت عالي على اختها العنود حتى ينتبه لها .
تحب كل شي فيه بدءاً باسمه وانتهاءً بخياله وطاريه وسيرته وآثاره ..!
راقبته لحد مادخل المسجد مع مسعود ..
ورجعت للمرايه المعلقه بجدار غرفتها ..
رغم ان نصها مكسور وامها قاسمتها بين غرفتها وغرفة نورة اختها الا انها تفي بالغرض ..!
فتحت شعرها ونفشته اكثر ..
اليوم حطت عليه (حنا) وتوها غسلته عنه ..
ومفعول الحنا معطيه كثافه ولون ابهى ..!
كحلت عيونها ولونت شفايفها بروج احمر غامق ..
تحب اللون الاحمر لأنه لون الحب ..
وتعشق اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش ..
حفظت اغلبها من كثر ماتسمعها في الراديو آخر الليل بعد ماينام ابوها..!
دخلت عليها العنود اختها قالت بصدمة : بسم الله عليّ الرحمن الرحيم .. روعتيني .. وش مسوية بعمرتس يانويف .
ردت نوف وهي تراقب تعابير وجهها وحركة شفايفها الملونه في المراية وعقدة حواجبها وهي مكشرة
قالت : عنود انقلعي اطلعي برا ..
: قومي قومي سوي العشا بدال البلاوي اللي انتي ملونة بها وجهتس.. تحسبين انتس مثل ابلا شادن . ولا ابلا خلود .
غمضت نوف بعيونها في محاولة منها انها تمسك اعصابها وتهدي نفسها قالت وهي عاضة على اسنانها : عنود برا .
تأفف العنود قالت : طيب قومي سوي العشا نورة عيت تسوي العشا تقول عندها بكرة اختبار . وانا جوعانه ابي اتعشى وارقد .
رمت نوف الروج من يدها قالت : الله ياخذ عدوتس يانورة .. ماصارت ثالث معهد ذي اللي ماتخليتس تلمسين شي من الشغل معنا .. وانا مكروفة كرف حماار في هالبيت .
ردت العنود وهي تحك شعرها بكسل وتعب : تراني مثلتس يانويف امي كارفتني بالغنم موب انتي لحالتس المكروف ..؟
اخذت المشط وهاشت به على العنود قالت بتهديد : انتي للحين عندي .. انقلعي برا يالله ..!
طلعت العنود وهي تتأفف قالت لامها اللي دخلت وطاسة الحليب الكبيرة اللي حلبت الغنم فيها على راسها : يمه تعالي شوفي بناتس كل وحده تتكل عشانا على الثانية ..!
ردت ام نوف بتعب : علمي نوف تروح تسوي العشا .. يوم هي في المعهد خدمناها وماخليناها تسوي شي .. جا دورها تخدم اختها .
طلعت نورة من غرفتها الصغيرة .. اللي اخذتها وطلعت فيها لوحدها عشان تفتك من سخافة نوف وحركاتها اللي ترفع الضغط .. على حد قولها ..!
قالت : يمه خلي نوف تقوم تسوي العشا قبل لايجي ابوي .. ترى ماني في حال احد اليوم .. عندي اختبار فيزيا صعب موووت ..
ردت امها بتعب : ادخلي ذاكري وانا امتس ماعليتس من العشا .. عسى الله يوفقتس ويهونه عليتس ..
: الله يسلمتس يمه ولايخليني منتس .
رجعت لغرفتها وقفلت بابها عليها ..
لازم تجيب نسبه عالية عشان تتعين وتعين ابوها اذا توظفت وتساعده على الحياة مع اختها ..!



***


دقت عليها الشغالة الباب وقامت فتحت لها
قالت : مس شادن ماما كبيرة تقول انزل تحت .
: طيب جاية .
اخذت جلالها ولفته عليها ونزلت تتسحب وهي عارفه جدتها وش تبي منها ..
للحين مخنوقه وماقدرت تعبر بطريقتها المعهودة ..
سيل الدمع اللي يريحها نوعاً ما بمجرد ماينفجر ..!
من الصباح وهي مو قادرة تتنفس ..
وهم هالسالفه اثقلها لدرجة انها مو قادرة تمشي .
اليوم هو موعد ردها على جدتها ..
البارحه لمحت لها ووعدتها بكرة ترد عليها ..!وحانت الساعه ..
لفت جلالها على وجهها وهي تشوف عماد يعطيها ظهره ورايح للباب ..
وكأنه يمهد لها الطريق على اصوله ..!
ويحملها المسؤولية لوحدها ..
فتح الباب وشافت السما منورة والبرق مايوقف ..
طلع وسكر وراه ..
وتركها تتخبط في المشكلة وتحملها على عاتقها بدون شريك يساندها ولا يشيل منها جزء ..
حست ان الجو هذا مو مناسب ان جدتها تكلمها في موضوع حساس مثل هذا ..
الجو يخوف برق قوي وصوت الرعد مايوقف دقيقه وحده ..
خافت انها تُغضب جدتها ويغضب ربي عليها ..!
سترك يارب ..!
سمعت صوت جدتها ينساب بروحانيه لأعماقها وهي تدعي وتسبح
: يالله رزقٍ منك .. ياعزيز الوحي .. سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. اللهم حوالينا ولا علينا .. يالله رزقٍ منك .
تردد صوتها بأنحاء البيت الكبير اللي مافيه الا هي وشادن والشغالات وعيال فوزية .. وعماد اللي طلع برا ..
وكأنها تنفث ذكر الله في كل اركانه ..
وتحيي كل زواياه وحجراته بصوتها الصامد مثل قلبها ..!
سحبت خطوتها واجبرتها تتقدم ..
قالت بتوتر : السلام عليكم .. مسا الخير ياجدتي .
ردت الجده بفرح وتفاؤل : علييييكم السلاااااام .. هلا وغلا بالغالية بنت الغالي .. تعالي عندي وانا جدتتس .
قربت شادن منها وقلبها بدال النبضة الوحده ينبض عشر نبضات وبسرعه لامتناهية ..
تحس انها في اصعب موقف مر عليها بحياتها ..
"الله يسامحك ياعمااااد وين حطيتني بهالموقف "
قالته بقلبها وجلست بجنب الجدة الحنونه والصارمه بنفس الوقت ..
: هلا ياجدتي كيفك اليوم ..؟
: انا بخير دام انتي وعمااد بخير ..!
حست بألم فظيع لأن جدتها تجمعهم وهم مالهم جمعه ..
بتذبح الفرح بقلب جدتها ..
وبتطفي لمعة السعادة الواضحة بعيونها ..!
وبتقتل الأحلام في عز مخضها وولادتها ..
حانت ساعة القتل ..
تكلمت ام ناصر بثقة وفرح ..
: عماد توه قام من عندي يقول شاوري شادن وتوكلنا على الله .. ماعلمتس انه يبي يقتنع ويطيح اللي في راسه ..!
شبكت يدينها في بعض وطالعت بالارض ..
وشلون تقول لها بس ..
ليت امها فيه وتتكفل بالرد عنها ..
ولا ليت نايف هنا ثم تقول لجدتها الخبر وتشرد معاه ..
: السكوت علامة الرضا ..عسى الله يتمم لكم على خير .
ردت بسرعه .. قبل لاتستمر الفرحة وتنكسر في عزها ..
قالت وهي تحس برعشة جسد وقلب وصوت : جدتي ... ! عمااد مافيه عيب ومن احسن الناس والله يرزقه باللي تستاهله .. انا ...
فتحت ام ناصر عيونها على وسع ..
صدق ولا كذب اللي سمعته ..؟
قالت : وش هالكلام يابنت خالد ..؟ ماهقيته منتس ..!
سكتت شادن لأن الكلام ضاااع ..
وماعندها عذر ولاتبرير مقنع اكثر من اللي قالته ..
عرفت ردها ورفضها ..
وخلاص انكسرت الفرحة وانهار الحلم ..
نادت شغالتها على طول : يالسلي تعالي وديني حجرتي ابي اصلي ..
جات شادن بتساعدها بس صدت عنها وقالت : خليني خليني الله لايحدني على احد .
وصلت الشغاله وساعدتها على الوقوف لحد ماوقفت ..
البيت يدور والارض تلف والدنيا بعينها سوداء ومالها لون ..
حاولت تتماسك وتوزن خطوتها وتثبتها على الارض ..
انتبهت شادن المنكسة راسها للأرض وهي تتمنى تنشق وتبلعها لصرخة الشغالة اللي باين انها مفجوعه
فزت من مكانها بتشوف وش فيه قالت : لسلي ايش اللي صار ؟
: انا خوف ماما يطيح . مايمشي كويس ..!
الصداع اللي مسك راسها مو مخليها تركز بشي ..
قالت بصوت شبه مسموع : استغفر الله العظيم لااله الا الله .. اشهد الا لااله الله .. اللهم احسن خواتيمنا واجعل آخر قولنا لااله الا الله .
فز قلب شادن من مكانه ..
صوت جدتها مو طبيعي ..
وكأنها مريضة اوتحس بشي قالت : جدتي فيك شي تحسين بشي . ؟
رفعت ام ناصر راسها بشموخ مكسور وقالت بقوة تحمل : ابد مافيني الا العافية .. روحي فكري باللي قلته لتس زين ولا تخربين بيتس بيدتس يابنت خالد .
: افكر ابشري ... بس قولي لي وش فيك ..؟ تحسين بشي صوتك متغير .
: مافيني غير العافية .
رجعت شادن لما شافت ان جدتها مو متقبلتها وهي بهالوضع وبعد كل اللي سمعته منها ..
ضاقت الدنيا بعين شادن اكثر ..
مخنوقه وماتقدر تبكي ..
تظاهرت بالقوة ..
حست ان الشي الوحيد اللي تشبه جدتها به هو اخفاء الضعف تحت القوة المصطنعه .. واظهار الشموخ تحت الانكسار .
والتظاهر بالقوة المزيفه والحقيقه ان الثنتين مكسورات ومهزومات من الداخل ..
والضعف مستشري بقلوبهن من سنين ..!
راحت للمطبخ تبغى تبل ريقها اللي نشف من الحسرة والقهر ..
اخذت لها كاس وعبته مويه ..
وجلست على الكرسي وهي قابضة على الكاس بقوة ..
لو قبضتها بقوة الألم اللي بداخلها كان يمدي الكاس تكسر لمليون قطعه ..
انتبهت للشغاله وهي تناديها بفزع : مس شادن ماما كبيرة تعبان تعالي شوفي .
رمت الكاس من يدها وتحول لشظايا قزاز منثورة على الأرض ..
وراحت تجري ..
خطوة تضبطها وخطوة تختل بها ...
كل عظامها ترتجف وقلبها بيتوقف ...
الا جدتي لااجني عليها بيدي ..
دخلت عليها وهي مسجاة على سجادتها وحاطة يدها على راسها وصوت خافت ..
عرفت شادن انه انين ..
قربت منها بعد ماثنت رجولها وجلست بجنبها
قالت بقهر : جدتي وش تحسين ..؟ جدتي تسمعيني ..؟
ماوصلها الا الأنين دليل انها ماعادت تسمعهم ..
فزت شادن تتخبط وين تروح ..؟ ومن تنادي يسعفهم ..؟
الشغالات ..؟ ولا الجيران ؟..
حتى عماد ماتدري وينه ..!
ليت فيه جوالات ولا تلفون ثابت ..
ياربي وش هالتفكير ؟
خطفت شرشف صلاة جدتها حطته على شعرها وجسمها
ووصلت لباب الفيللا وفتحته وهي ماتدري عن نفسها ..
شافته في وجهها قاعد في سيارته اللي دخلها لداخل الحوش ..
قاعد يقرا في بعض الاوراق اللي بيده وباب السيارة مفتوح ومطلع رجله اليسار برا ..
قالت بدون وعي وبدون تركيز وبدون شعور وهي تحاول تغطي وجهها وتبين عيونها حتى تشوفه من ورى دموعها .
: جدتي بتموت وانا وانت السبب خليتني اموت جدتي . خليتني اذبحها بكلامي .
وقف وطاحت كل الأوراق من يده وعيونه على وسعها
وش تقول هذي ..
مجنونه ..؟
ولا تستهبل عليّ ..؟
ولا مريضه وعندها حالة نفسيه ..
صرخت بصوت عالي : لاتقعد تطالعني كذا تعال ناخذ جدتي لمستشفى ..!
جا يمشي بسرعه وهو ساكت كأنه جبل متحرك ..
ماتكلم ولا كلمة وراح لغرفتها وهو يدف نفسه اللي ابت الكلام هذا ورفضته ..
ويغصب رجوله انها تتقدم حتى تلحق جنته وسعادته في دنياه ..
روحه اللي يعيش بها وعشانها ولأجلها .. !
دخل الغرفه ووقف دمه لثواني حس انه اختنق لدرجة انه حس ان روحه تغرغر وبتطلع ..
سمع صرخة شادن اللي وعته : جدتي جدتي ردي عليّ تكفين ..!
طالعها وكأنها خبطته على راسه ووعته من جديد ورجعته لحياة تشبه الموت ..
قرب منها واخذ ذراعها جس نبضها وتسلل الدم لعروقه ..
حط يده من تحت اكتافها وراسها ويده الثانيه من تحت رجولها وشالها بين يدينه قال للشغاله : افتحي لي الباب ..
اخذت شادن وحده من عبايات جدتها المعلقه على الشماعه واخذت لها جلال اسود كبير تحسبه طرحه ولفته على راسها قالت لشغالة فوزية : انتبهي لفيصل وشهد فوق .
لحقت عماد اللي وصل السيارة وفتحت له الباب
التفتت على الشغاله حقت جدتها وقالت لها تفتح البوابه
بسرعه ركبت وساعدته وهو يحط جدتهم في المرتبه اللي ورى ..
مددها كلها في المرتبه وراسها على فخذ شادن ..
قال : انزلي مالك لزوم تروحين .
شهقت وهي غرقانه في شلال الدموع : الا بروح مو وقتك الحين .. شغل السيارة وامش .
ركب السيارة وطلع من البيت زي البرق .. وصل للمستوصف القريب من بيتهم تابع لقرية الأجواد ..
نزل ونادى الممرض قال بصوت اسرع من الأنفاس والبرق .. وأقوى من الرعد اللي يدوي في السما من ساعات ماضية ..
: طواريء ..!
جا الممرض على طول وحط السرير ورفعوها عليه بمهارة وسرعه ودخلوها غرفة الطواريء ..
نزلت شادن وسكرت الباب ولحقت جدتها وهي تتعرقل في خطوتها .. الخوف بدا ينزع قلبها ويشل تفكيرها ..
تذكرت ابوها ونفس الحال نوبة قلبيه واسعاف و طواريء والنهاية خبر مفجع .. !
وقفت بجنب الجدار ووجهت بوجهها ناحيته ..
ماتبغى تسمع خبر سيء عن جدتها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها بهالسرعه قبل ماتفرح بعماد وعياله ..
قبل تعيش عمرها وهم متجمعين حولها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها على يدها هي ..
تجيها من آخر الدنيا وتذبحها ..!
مر من الوقت نص ساعه وهي غرقانه في طوفان دموع ..
الكهرباء طفت مرتين بسبب الامطار اللتي تهطل من اسبوع على القرية ..
واستعانوا بالكهرباء البديله اللي موفرتها وزارة الصحه في المستشفيات والمراكز الصحية لمثل هالظروف ..
سمعت صوت وراها وينادي باسمها ..
التفتت عليه وقلبها يهتز من مكانه من الخوف ..
" لا ماابي اسمع شي خلوني .. لاتقولون فيها شي ولا ماتت .. لااا "
رحمها لمن قال : شادن اجلسي على الكرسي هذا وترى جدتي ماعندها الا ارتفاع في ضغط الدم والحمد لله لحقناها بسرعه قبل لاتجيها جلطة ..!
طالعت فيه وصدت عنه من دون ماتتكلم ..
كذاب ..!
غيرك سوا هالحركه معاي وماعادت تمشي علي الحين ..
تذكرت ابو مشاري جارهم لمن جاها هي وامها قال ان ابو نايف طيب بس ارجعوا للبيت ..!
ورجعوا ولحقهم بالخبر الصاعقه . ..!
طالعته من تحت جلالها السميك اللي حاطته على وجهها وهو مبلل بالدموع ..
قالت وهي تشهق : ب ب بشووفها .
رد عليها وهو معطيها جنبه : محد يقدر يدخل لها الحين بس انتي ارتاحي واذا سمح لنا الدكتور بندخل لها كلنا ..
ثنت رجولها على الكرسي وهي تحس انها جامده ودمها جف ورعشة جسمها كل مرة تزيد ..
شافت الدكتور المصري اللي يسب في الممرضات ويخاصم : هاتي المحلول التاني بسرعه .
جات الممرضة بقارورة محلول مغذي ودخلت للغرفه وبعد شوي طلع الدكتور وهو يتجه لهم ..
حطت يدها على اذانيها ماتبي تسمع وين تشرد وين تروح ..
قال : الحمد لله هي دالوأت نايمه .
تئدروا تيقوا بعد ساعتين تاخدوها للبيت لأن الضغط ابتدا ينزل وحالتها كويسه ازا عاوز تتطمن عليها اكتر هاكتب لك تحويل توديها أي مستشفى حكومي في الطايف ..!
قاطعه عماد : لا لا تكتب تحويل .. اكتب لي بس تقرير عن حالتها اذا سمحت .
: ومالوا حاضر هاكتب لك التئرير .. ممكن تتفضل معايه .
لحقه عماد لغرفته الصغيرة واللي فيها مكتبه ومكتب الممرضه اللي تفحص المرضى قبل يكشف عليهم .
: تفضل حضرتك هوا دا التئرير .. ماكتبتش الا ان حالتها ارتفاع عالي في ضغط الدم ..
: يعطيك العافيه يادكتور .
: العفو حضرتك .. دا واقبنا .
طلع عماد برا وماشاف شادن ...
فتح عيونه ..
وين راحت هذي ..
حالتها قبل شوي تدل على انها حاسة بالذنب والله يستر لاتسوي بنفسها شي ..
لف المستشفى ووقف على الباب اللي يودي للشارع ..
مالها اثر ..!


***
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
استغلت روحة عماد وخروج الدكتور من غرفة جدتها ..
وراحت تتأكد بنفسها ان كلامه مو كذب ..
دخلت الغرفه اللي فيها ممرضه ملتهية بشغلها تشيل القطن والإبر وعلبة محلول مغذي تحطها على الطاولة ..
انتبهت لوجود شادن قالت بسرعه : ممنوع زياره هنا .
اشرت لها شادن بمعنى لااا ماني خارجة .. وشالت الغطا عن وجهها وهي تتأمل جدتها المسجاة على السرير وجفونها مغمضة ماتدري هل هو بفعل المسكن والمنوم . ولا نومها طبيعي ولا من التعب اللي جاها ..

اول ماشافتها الممرضه رق قلبها وحنت عليها قالت : بسرعه عشان دكتور يقول ممنوع بعدين فيه مشكلة .
اخذت يد جدتها وباستها ..
بكت وهي تردد : سامحيني يالغالية مو بيدي ازعلك ..
سامحيني تكفين ومالك الا من يرضيك لو تطلبين روحي عطيتك اياها .. بس تعافيي و
قطع كلامها صوته : انتي هنا.. اخذ نفس قال : ماتدرين انه ممنوع ..؟
غطت وجهها بسرعه بعد مافكت يد جدتها بهدوء ..
مارد عليه الا شهقاتها المتواصلة ..
رجع من عندها وجلس على الكرسي اللي برا الغرفة ..
هذا اللي كان خايف منه ..!
كيف ماحسب حساب اللي صار وهو اصلاً امر وارد ومتوقع ..
خاصة بعد الفرح والسعاده الواضح عليها ..!
انتبه لكلام الدكتور على راسه ..
: ياأستاز الست اللي معاك مش عاوزة تخرج .. مايصحش كده .. لوسمحت احنا مش عايزين مشاكل وهي مابتبطلش عياط ومش عايزة تسمع الكلام .
: ماعليه دكتور متأثرة بتعب الوالده .. انا راح اكلمها .
وقف عماد ودخل الغرفه قال : اطلعي الدكتور يقول مو زين انك تجلسين عند جدتي .
رفعت راسها له وغطاها على وجهها وهزت راسها ..
قالت بصوت مختفي من البكا : طيب .
رجع جلس على الكرسي برا وحط رجل على رجل ويده تحت ذقنه ..
يفكر بهالورطة اللي طب فيها وبغت تجني على جدته ..!
وشلون الخلاص منها بدون أي اضرار خاصة على الغالية ..!
طالعت فيه وتقدمت قالت بهمس : اللي تبغاه جدتي لازم يصير .. فاهم ولا لا ..؟
رفع لها راسه ماتكلم .. " وش تهبب هذي ..؟ "
كملت : اصلاً انا ماابغى اتزوجك ولا اتزوج غيرك ..
شهقت وكملت : خلنا نرضي جدتي ..!
: وش تقولين انتي ..؟ التفت يمين ويسار .. يمكن احد جا من اهل القرية ولا فيه ممرضة قريبة وتنقل الكلام لحريم القرية اللي محتكات فيهم كثير ..
كمل : اصصص لاتتكلمين هنا الكلام هذا مكانه موب هنا .
: هنا ولا مو هنا .. بتوافق غصباً عنك .. اجل تبغى جدتي يصير لها شي .. فكرت في نفسك ومافكرت فيها ..
: تعوذي من ابليس وامشي معي برجعك للبيت .
: انا بقول لها اني موافقه .. وانت خلاص وافقت ..!
قرب منها قال بهمس خايف ان صوته يوصل لاحد غيرها والقرية صغيرة والاخبار تنتشر فيها بسهولة وسرعه
: لاتتهورين ترى بالنهاية انتي الخسرانه ..
شهقت واخذت نفس قالت بتحدي لكل شي حولها : اذا شفت فرحة جدتي وحققت لها اهم جزء من احلامها معناتها مافيه خسارة بالنسبة لي .. !
: امشي للبيت وبعدين نتكلم بهالموضوع وانا احله .
صدت عنه وسألت الممرضه عن دورة المياة بتغسل
قالت لها تروح قدام وعلى يمينها فيه دورة مياه ..
راحت على نفس الوصف وسمعت صوت فوزية وهي تبكي تقول حصة ال..
راحت لها بسرعه ونادتها : عمتي ..!
التفتت فوزية وشافتها جات تجري قالت : وش فيها امي ياشادن .؟
ردت عليها وهي تشهق : مافيها الا العافية الضغط مرتفع عندها .
: الضغط وانتي تبكين كذا علميني وش صار لها بالضبط .
طالعت بزوج عمتها عبدالعزيز اللي وقف بعيد وهو يحاول يسمع وش يقولون عنها
قالت شادن بصوت واطي : عمتي والله ماعندها الا ضغط بس انا خفت عليها .. الحين طمّنا الدكتور وروحي شوفيها في الغرفه اللي هناك على يسارك بس لاتتكلمين لأنها نايمه .. وترى عماد قدامك ..
راحت فوزية بسرعه ولحقها عبدالعزيز من دون مايلتفت لشادن ..
وهي راحت تغسل وتجلس مع نفسها شويه ..

بعد ساعه تقريباً من الوقت اللي يمر ببطء وملل وطفش رجع عبدالعزيز وطلع من المستشفى وطلع عماد وراه ..
وهي قامت راحت لجدتها وفوزية ..
اول مافتحت الباب ودخلت قالت : شفتي ياعمتي مافيها شي .
: ايه الحمد لله صحت وكلمت عماد .
: والله ؟
: ايه تعالي شوفيها .
قربت شادن منها وباست راسها ويدها قالت : لاتزعلين مني وخلاص اللي تبينه يصير . لو تبغين بكرة ولا الحين اذا يرضيك ..
هزت ام ناصر راسها وهي تشد على يد شادن وماتكلمت .
طالعتها فوزية وابتسمت قالت : لا شكلنا بنفرح فيكم قريب ؟
ابتسمت شادن ببرود وفتور قالت : أي شي يسعد جدتي تسويه . واللي تبيه يصير .
: عاد من قدك ياعماد بتاخذ بنت اخوي ..!
حبت تضفي على الجو نوع من المرح قالت : الحين يابخته هو .. مو تقولين لي مااسعدها اللي بتاخذه .
: ههههههههههههه واذا قلت مااسعدها اللي بتاخذ عماد مااقول من قد اللي بياخذ شادن .
قالت ام ناصر بصوت ضعيف وباين عليه اثر التعب : شادن يمه عطيني كاسة ماء .
فزت وهي تقول : ابشري ياجدتي .
طلعت ولقت عماد واقف عند باب المستشفى ويطالع المطر اللي يهطل بقوة وصوته مزعج وهو ينزل على الحديد اللي يغطي سطح المستوصف عشان ماتنزل الموية من خلال سقفه لداخل الغرف .
وقفت الممرضه اللي مرت من عندها قالت : لو سمحتي من فين اجيب مويه ..؟
: مويه هنا بس غسيل ...!
: مافيه مويه للشرب ..؟
هزت الممرضه الهندية راسها قالت : لا مافيه .

رجعت بتدخل وسمعته يناديها : شادن ..!
التفتت وجا يمشي لين وصلها قال : وش فيه ؟
ناظرت بالارض وهمست : جدتي تبغى مويه وهنا ماعندهم مويه للشرب .
رجع من عندها
طلع برا المستشفى وبعد دقيقه رجع لها وشكله كان يجري ..
يده اليسار مسك بها طرف ثوبه .. وفي يده اليمين قارورة موية وهو متبلل من المطر ..
قال وهو يلهث : خذي لقيتها في سيارتي .
مدت يدها بتاخذ القارورة ومسك يدها بيده الثانيه قال : لاتقولين لجدتي شي .. اصبري لين نتفاهم ..!
: خلاص ياعماد .. كلمت جدتي وانتهى الموضوع ..
رفعت له راسها قالت : انت مو خسران شي صدقني .. لاتعتبرني موجودة بحياتك .. اعتبره زواج على الورق ..! وماراح احسسك انك زوجي الا قدام جدتي . عشان تفرح .
حط يده على شعره ورجعه ورى قال : زين ودي المويه الحين .. وبعدين لنا كلام .

رجعت لجدتها المتمدده على سريرها وتكلم فوزية ..
شربتها المويه بنفسها ..
وكأنها تستجدي الموية انها تعافيها وترد لها صحتها ..!
قالت ام ناصر بعد ماشربت : قومي يافوزية نادي عماد نبي نمشي لبيتنا .
ردت شادن : جدتي استني لين المحلول يخلص .
: ماعاد ابيه مابي غير العافيه بس ردوني لبيتي ابي اكمل صلاتي .
راحت فوزية ونادت عماد اللي دخل وراها على طول ..
قال بصوت باهت وبارد خالي من أي تعبير : اصبروا شوي .. المطر برا قوي !!
جلست ام ناصر وعدلت طرحتها وبرقعها زين قالت : المطر مهوب ذابحنا متعودين عليه .. من يوم ربي خلقنا وحنا نمشي فيه .
قرب منها ومسك يدها قال : يالله اجل .. هاتي يدك .
سمت بالرحمن ومدت يدها عليه ..
ركبوا السيارة ام ناصر بجنب عماد وفوزية وشادن ركبوا ورى
كل واحد منهم في عالمه ويفكر..
قد يكون تفكيرهم يرتكز حول نقطة وحده ، وموضوع واحد ..
لكن الأكيد ان كل شخص له طريقته ، واسلوبه ، وتعبيره ، ومدى فرحه او حزنه ...!!
رجعوا للبيت ..!
ام ناصر دخلت غرفتها تكمل صلاتها وترتاح ..
وفوزية راحت تشوف عيالها والشوق يسبقها .. !
اما شادن طلعت لغرفتها تبدل ملابسها اللي تبللت وتغير من شكلها بشور وملابس جافة .. وميك اب خفيف حتى ماتكدر الجو بشكلها اللي معالمه مختفيه ومطموسه من البكا والمناحه اللي سوتها قبل ساعه .
لو جلست بغرفتها راح تتضايق وتفكر بأمور هي في غنى عنها ولاحقه عليها .
نزلت لجدتها تحت ..
كالعادة المكان يوحي بالطمأنينة والسكون ..
وهي ساجدة لربها ..
جلست على سريرها لحد ماسلمت ام ناصر علي يسارها وسبحت واستغفرت كثير ..
قربت منها وسلمت على راسها ومسكت يدها وباستها
قالت بهمس : لاتزعلين مني ..!
مسحت ام ناصر على راس بنت ولدها الحنونة ..
صفة تضيفها لصفات شادن اللي اعجبتها من اول يوم شافتها فيه ..
: مانيب زعلانة يابنيتي .. بس ماابيتس ترفضين عماد .. ثم تقطعين رزقتس . .
: خلاص ياجدتي ماعادني رافضته ..! بعدين انا كنت خايفه ان عماد مايبي الزواج ويبي يرضيك .
: الله يوفق بينكم ويجمعكم على خير ..! بكرة ارجعي لامتس ..! علميها ان عماد وخواله بيجونكم الخميس .
نزلت راسها للأرض ..
يعني حُكم عليّ انا وياه ..؟
وقفت من غير ماتعلق على كلامها هذا او ترد عليه ..
قالت : جدتي انا الليلة اللي بسوي العشا . مشتهية شي معين ولا اسوي على ذوقي ..؟
: سوي اللي تبين يابنيتي .. واردفت : ترى عماد ماياكل الدسم ولايحبه ..!
فهمت غرض جدتها اللي بدت تحسسها ان الأهم عماد والمهم عماد بدءاً من هاليوم وهاللحظة تحديداً ..
قالت وهي تتجنب سيرة عماد : بس ترى ياجدتي عشاك مافيه ملح عشان الضغط .
: الله يعين يابنيتي مهوب من كثر حبي للملح .!
راحت للمطبخ ..
المكان هذا طالما كان ملاذها ..
واكثر مكان تلتقي امها فيه ..
يمكن اذا ركزت في الطبخ تنسى الأفكار اللي راح تاخذ من وقتها وتفكيرها كثير ..!
قررت تسوي لهم صينية خضار باللحمة .. وتخصص لجدتها منها جزء بدون ملح ..!!
وتفانت فيها حتى تطلع بشي يجملها قدام جدتها وعمتها .. وعماد اللي ربطتها فيها غصب عنها مو بيدها ..!
***

بعد مارجعت شادن من المدرسه ودخلت غرفتها تبي تختلي بنفسها ..!
تطمن عماد ان فوزية وعيالها تحت ..
وطلع فوق وهو متأكد ان فوزية ماراح تطلع فوق الا بعد ربع ساعة على الاقل لأنه كلفها تسوي له قهوة وتحطها برا في الحوش في الجلسه العصرية اللي يجتمع فيها مع جدته وخواله وعيال خاله ناصر اذا زاروه .!
مر من عند غرفتها .. وثبتت خطواته ..!
نفسه يغمض ويفتح مايلاقي لها غرفة ، ولا اسم في البيت ،
وان وجودها مجرد حلم مر عليه وراح يفوق منه ..
مو كرهاً فيها ولا يكن لها أي مشاعر بشعه بس شادن في حياته عقبة .
شادن هي الشخص الوحيد اللي بتقتحم حياته غصباً عنه بضغط من جدته ..
وهي من اول يوم تفرض نفسها على الكل حتى عليه ..
غير مسار واتجاه خطواته ..
وبقوة قلبه المعتاده وعزيمته اللي مايردها شي الا الله ..!
وبقدرته على تجاوز أي محظور مهما كان اذا مايغضب الله ..
توجه لغرفتها ..!
ضروري تكون على بينه اكثر ..
وعلى هدى اوضح ..
لازم تعرف كيف بتصير حياتها معاه ..
طالما هي اللي قررت وحطت النقط فوق الحروف .
وحسمت الأمر بتهورها وجنونها وتضحيتها في سبيل فرح جدتها ..
وهي متغاضية عن طبيعة الحياة اللي راح تعيشها .
لابد تغامر طالما انها تدور رضى جدتها مثل ماغامر هو وارضى جدته ..!
دق عليها الباب بثبات وثقة من ان اللي يسويه هو الصح مهما كان الاقدام على هالخطوة خطأ ...
سمع صوتها وهي بعيد تقول : مين ..؟
رد بلهجة آمرة تخللت لعظم شادن بعد سمعها وقلبها : اسمعيني دقيقه .. ضروري اكلمك .
سمعت صوته وحست بالأرض تلف فيها هذا صاحي ولا مجنون ..
ماصرت زوجته للحين حتى يجي ويكلمني بدون خوف او حيا ..!
ولاتعود الأخ بعد هذيك الليلة وصار يشوفه عادي ..
تذكرت جدتها وخافت يكون صاير لها شي ..
وقامت بسرعه لبست عبايتها وغطت وجهها بطرحتها ...
فتحت جزء من باب غرفتها ووقفت ورى الباب قالت بقلق : خير ..؟ صاير شي ..؟
: ايه صاير اشياء اسمعيني زين ..!
: قول بسرعه ..!
قال : علامك ..؟ وش خايفتن منه ..؟
: مو خايفه بس انت عارف ان الوضع هذا مايجوز ..
: انا ماجيت ابي اتجاوز المسموح .. جيت بس ابي اعلمك اني من بكرة بروح اكلم اهلك وعارف انك موافقه ...
قاطعته : ان وافقت فهو عشان جدتي مايصير لها شي بعد هذيك الليلة ..! مو عشانك انت .
: ادري .. وانتي تدرين اني مثلك مغصوب على الزواج وعليك انتي بالذات .. من الحين اقول لك ..!
سكتت وماردت عليه ..
هي تدري مثل غيرها ان عماد رافض فكرة الزواج وتدري انها مفروضه عليه زي ماهو مفروض عليها .
بس ليه يقول لها هالكلام ويعذبها ويحطم حلمها اللي أي بنت في الدنيا تحلمه وهي انها تكون زوجة مختارة برغبه وقناعه .. طالما الموضوع تم وصار .
كمل وهو يحس ان سكاكين سكوتها تنغرز بقلبه ..
عمره ماظلم احد ..
ولا قد تمنى انه ينحط في موقف زي هذا
بس هو ظالمها ظالمها
ان ماهو بكلامه الحين ولا بتعامله معاها بعدين وحياتها معاه ..
الأفضل ان حياتهم مع بعض تكون في الصورة من الحين ..!
: انا ادري اني اظلمك بكلامي هذا .. بس صدقيني ماهو بيدي انا رجال لو بيدي ماتزوجت للأبد .. وتدرين ان موافقتي عشاني ابي ارضي جدتي وانتي شهدتي كل شي بنفسك وحكمتي علي وعلى نفسك .
قاطعته بجرأة وتحدي : حتى انا ماابيك وماابي منك شي ..
قاطعها وهو يدري انها مكلومه وموجوعه وتقول هالكلام رد اعتبار وحفاظ على كرامتها : ماراح يطول هالوضع ... وسكت .
حست ان سكوته طال ..!
فكرة انها بتتزوج بالشكل هذا مميته ..!
قاتله ..!
ساحقه لكل المشاعر والأحاسيس ..
واي شعور بالتفاؤل والفرح ..!
خاصة في هاللحظة العصيبة ..
قالت بصوت واطي ومخنوق : طبعا ماراح يطول .. مجرد ماانقل من هنا راح ينتهي كل شي .
صوتها المخنوق حاز في نفسه بس للأسف مابيده شي ولايقدر يغير الوضع ..
وماعليه يقسى عليها الحين ويوضح لها وضعها احسن من انها تعيش اوهام وتبني احلامها معاه وفي النهاية تنصدم وتتعذب ..
رد بفتور وهدوء : زيييين زييييين ... ان شاء الله اول ماتنقلين لجده ان اعطانا ربي عمر ينتهي كل شي ... ! ولتس عليّ اني راح اسعى في نقلتس بسرعه .
انسحب من عندها ورجع لغرفته
..
داوى جروح صالح ..
وغياب نايف ..
وكأنه يهيأ المكان لجرحه الأقوى والأقسى ..!
مايبيني ياعالم ..!
انا مرفوضه ومفروضة ..!
احساس بخدش الأنوثه ..!
وجرح الاحساس ..!
وقتل لكل الاحلام والأماني ..
يعني بتصير زوجة ومو زوجة ..
ومطلقة من قبل ماتشيل اسم زوجة ..
أي حظ هذا اللي رماها لعماد وحياته وغموضه وجموده ..
واي نصيب هذا اللي جمعها بشخص رافضها ومن الحين يخطط على بعدها وفراقها ..
" يانحس حظك ياشادن ..! "
قالته وهي تقفل بابها وتسند بظهرها عليه فترة طويلة ..
ماانتبهت لنفسها الا وهي تتثنى على الأرض من التعب ..
ماتدري ساعه ولا ساعتين اللي مر من الوقت عليها ..
فتحت عينها على صوت فوزية اللي كانت عند راسها ..
: شادن بسم الله علينا وش فيك ..؟
: ها ..؟ عمتي من متى وانتي هنا ..؟
: توني دخلت .. وش فيك ؟ وليه نايمه كذا بعبايتك وعند الباب وعلى الأرض ..؟
: ماادري جلست هنا على الأرض ونمت .
: انا اللي والله مدري عنك .!
قومي البسي وانزلي حليمه زوجة فواز تحت وتبي تشوفك .
:اوكي خلاص البس وانزل لكم .
طلعت فوزية من عندها
وهي قامت نفضت راسها
تبي تطلع الحوار اللي دار بينها وبين عماد اليوم منه .
بس ويييين وكيييف وهي للحين تسمعه ولازق في راسها وتفكيرها وأذانيها ..
لبست تنورة جينز وبلوزة قطنية لونها تفاحي بكم طويل وماسكه عليها ..
وحطت لمسات ميك اب خفيفه وناعمه ..!
نزلت لجدتها وزوجة عمها اللي ماشافتها الا مرة وحده وماكلمتها الا لمن سلمت عليها ليلة عشا جدتها لها هي ونايف ..


***



الأحلام اللي داهمته مارحمته
وصورة جدته وشادن مافارقته ..
جدته تخاصمه وتلومه ، وشادن تبكي وتصد عنه ..
قام من النوم بتعب ..
صلى العصر ولبس ثوبه ونزل ..
قالت فوزية اللي لمحته وهو نازل مع الدرج : عماد وين رايح ..؟
ماطالع فيها ولا كلف على نفسه يوقف
قال : بروح للمزرعه عندي شغل .!
: ماتبي قهوة وحلا .؟
وقف بمكانه والتفت قال : الا والله راسي بينفجر .. عطيني فنجال هنا .
جلس في الصالة القريبه من الباب وشغل التلفزيون على بال ماتجيب فوزية القهوة وحط على قناة الجزيرة سبورت .
المبارة حماسية وهو فيه فتور غير طبيعي ..
الهم اللي جاثم على صدره محبطه ومطفي أي ذرة احساس سواء بكورة ولا بحياة ولا بهالعالم اللي حوله .
كل اللي يحس به ضيق وملل واللي صار اليوم زاد همه هم ..
وصلت فوزية بقهوتها وصبت له فنجال وهو ماكأنه بالأرض
قالت : امسك الفنجال احرق يدي .
انتبه لها واخذ الفنجال منها قالت : خذ الحلا هذا مسويته زوجة المستقبل .
رفع نظره لها ونزله للفنجال قال : شيليه معتس ماابيه .
: عماد ذوقه والله طعمه روعه ..!
: انتي ماتفهمين قلت لتس ماابيه ..!
: عماد وش فيك كل هذا كاره الزواج . ولا ماتبي شادن ..؟
نزل فنجاله من يده قال بحده : انتي وش تبين عندي ليه ماتروحين للحريم ؟ .
: عماد ..
: توكلي على الله وروحي ماابي اغلط عليتس .
قامت فوزية من عنده زعلانه وراحت للحريم ..
شافت شادن ساكته واذا كلمتها جدتها ولا حليمه ترد عليهم بكلمه كلمتين وتسكت ..
مالها خلق تتكلم ..
ومو هي البنت اللي تسولف عليهم وماتحب تسكت ..
قالت فوزية بهدوء : شادن الله يعينك على هالرجال .. مدري كيف بتتحملينه .. بس نصيحه قبل لاتاخذينه خذي لك حبوب للضغط احتياط لاتموتين عنده مادرى عنك ..
كان الحديث جانبي وبصوت هادي بين فوزية وشادن اللي ابتسمت من كلام عمتها ..
وهي في الحقيقة سكاكين الوجع والمرار انغرزت بقلبها والجمت فمها عن الكلام .
قالت ام ناصر اللي انتبهت لكلامهن الجانبي من دون ماتفهمه
: وش عندتسن توشوشن مع بعض ترى اللي عندنا حليمة مهيب غريبة اقربن سولفن معنا .
ضحكت فوزية قالت : ابد يمه اعلمها بالاماكن اللي رحت لها في جده ..
قالت حليمه اللي عمرها تقريباً 28 وعندها ناصر 10 سنوات وياسر 8 سنوات وريم عمرها 6 سنوات ..
: فوزية مااخذتي عيالتس معتس ؟
قالت فوزية وهي ترجع خصله من شعرها اللي لامته بشباصة ورى اذنها : لا والله خليتهم عند شادن الله يعطيها العافيه جلست الاسبوع هذا عشاني ..
قالت شادن بمزح تحاول تضيفه على الجلسة حتى محد يلاحظ همها
: شفتي ياام ناصر عمتي مشغلتني مربية عشان تنبسط مع رجالها .
قالت فوزية وهي معقدة حواجبها : وين انبسطت ياحسرة الطريق اربع ساعات ونص ولمن وصلنا نزلنا للسوق على طول ورحنا لهالمحلات الرخام والسيراميك .. اللي تحْوَل عيون الواحد منها .. والكتالوجات احس انها دوختني من كثر الأشكال والألوان .
ردت حليمه : حطيتوا البنا في راس فواز بعد ماشاف بيتكم .
: ايه اول يقول مااقدر اسوي مثل بيت عماد بس يوم شاف بيتنا مو كبيرولا تكلفنا فيه واجد مثل عماد قال ابسوي مثله .. عاد ياشين التقليد ..!
: هههههههههههههههههه مانبي نقلدكم نبي نسوي احسن منكم .
قالت ام ناصر : بيتكم وش فيه توه جديد الله يهدي فواز وشوله يتكلف ويبني .؟
ردت حليمه باحترام لام زوجها : والله ياخالتي قلت له اصبر اقل شي تجمع فلوسه كلها ولا تحتد على الدين وبيتنا جديد بس يقول ابي ابني لعيالي بيتٍ زين . وعماد الله يجزاه خير ماقصر مع فواز .
قالت ام ناصر بفخر وهي تحاول تسمع شادن وترفع من قدره عندها :
عماد الله يخليه لي خيره على كل اللي حوله .. .
التفتت حليمه على شادن قالت : صحيح ياخالتي اللي سمعناه عن عماد .؟
قالت ام ناصر وهي تحاول انها ماتحرج شادن : لهالحين ماصار شي لكن الله يكتب اللي فيه خير .
ردت حليمه بحرج وادب : اللهم آمين ..
كانت شادن ساكته ماتكلمت ومنزلة راسها وتحرك ملعقتها بصحن الحلا اللي ماقدرت تاكل منه الا قطعه صغيرة ..
وكأنها تشغل تفكيرها وعيونها عن السالفه ونظرات الناس لها لأنها تخصها وشريكة عماد في الموضوع ....
طالعت فوزية بامها اللي حاولت تتكتم على التفاصيل وماتقولها لأحد الين يتم الموضوع ومااستغربت ..
هذا طبع ام ناصر ماتحب تفصح عن أي سالفه الا وهي ضامنتها ولا تحب تخوض بالحديث في أي موضوع ماتم للحين حتى مع اقرب الناس لها ..
ولولا خطبة فواز وناصر من نايف ماوصل الخبر لحليمة ..


***


في المدرسة ..
خلصت الحصة الرابعه وراحت لنوير في فصل ثالث ابتدائي ..
دقت الباب وجاتها الثانية لأنها بتطلع تغير جو ..
: هلا شادن ..!
: هلا بك يانوير ..
: عندك شي صح ..؟
: هههههههههههههههه ياكاشفتني انتي .. بصراحه ابغاك تروحين معاي لهذي لاتتكلم عليّ .
: اش حكايتها هذي ماعادت تكلمك زي الناس .
: ماادري عنها بس تعالي بقول لها اني بكرة مو جاية ..
: ليه خير ان شاء الله ..!
: بروح لجده .. بكرة خطوبتي ولازم اجلس هناك انتظر الضيوف ..
: ماشاء الله تبارك الله .. عساه مبروك ان شاء الله .
: الله يبارك فيك .. عاد بصير جارتك ..
: لاوالله .. من جدك تتكلمين ..؟
: ايوه بإذن الله واذا ربي كتب لي .
: ومين سعيد الحظ ..؟
: ولد عمتي ..
: عماد ؟ .
: ايوه ..!
: معقوله عماد يتزوج بعد رفضه لعذبة ..؟
: عذبة ..؟
: كانت جدته بتخطبها له وبعدين رفض هو ..! سالفه قديمه انسيها ..
المهم ياحلوة الله يعينك على نوف ..!
طنشت شادن سالفة عذبة وفكرها مشغول بنوف وردة فعلها : انا جايتك عشان تساعديني ويعينني ربي عليها .
: زين يالله بنروح نقول لها ..
دخلوا عليها في الإداره .وسلموا وجلسوا ..
قالت نوف اللي ماتوجه لشادن أي كلمه الا اذا كانت امر : نوير لوسمحتي اهتمي بتنسيق فصلتس وترتيبه يمكن يجي موجهات الاسبوع الجاي ..!
: طيب ولايهمك يانوف ..
تكلمت شادن باحترام : لوسمحتي ياابلا نوف ..
حاولت تخفي نظرة الحقد بعيونها وتهدي اللهجه الحاده اللي اعتادت انها تخاطبها فيها .. : هلا وش بغيتي ..؟
: بكرة ترى ماني جاية .
وبردة فعل سريعه ماقدرت تتحكم فيها رمت القلم من يدها على الطاولة قالت بصوت عالي : ياسلاااام .
طالعت شادن بنوير اللي ارسلت لنوف نظرات لوم قالت : اش فيك كأني مسوية جريمة ..
: تبين تغيبين غيبي بكيفتس .. لكن اداري عليتس واعدي لا آآسفه ..!
: براحتك .. بس بكرة مو جاية ..
قالت نوير : نوف الله يهديك البنت بكرة عندها مناسبه خليها تغيب .
صرت عيونها بخوف .. بدت نبضات قلبها تزيد قالت : وش مناسبته ..؟
: بكرة خطوبتها ..!
وقفت شادن وطلعت .. راحت لغرفة المدرسات ..
اما نوف فبلعت ريقها خايفه ومتوترة ..
ياربي مايكون اللي في بالي ومخوفني من قبل مااشوفها ..
ارتجفت شفايفها وعليها طيف ابتسامه باهته قالت : ماشاء الله بتتزوج .
: ايه الله يسعدها وعقبالك يانوف .. بس ..
قاطعتها : واللي خطبها من جماعة امها ولا ابوها ..!
: عاد لو اقول لك من خطبها ماتصدقين .
خلاااااااص ..!
جمد الدم بعروقها .
حاولت تبلع ريقها تبل حلقها بس مافيه ريق وحلقها جاف ..!
يدينها ترتجف وقلبها يصعد لفوق وكأنه بيطلع ..
الهواء انعدم بالغرفة .. والأوكسجين انتهى ..!
همست بضيق وكأنها واثقه من الاجابة بس لعل وعسى يكون فيه لو ذرة امل : من .؟
: عماد بن مشعل جاركم ..!
ماغاب عن نوير لون نوف وبرودها وجمودها ..
والدموع اللي تحجرت بعيونها ..!
هزت راسها ووقفت على حيلها ..
الحلم اللي بنته حبة حبة .. من سنين ..
انهار بلحظة ..!
مقتولة وفي الصميم ..
لازم تهرب حتى ماتفضح نفسها عند نوير ..
اخذت ورقه من على مكتبها وقعدت تهف على نفسها
تبي هوا ..
تبي تبعد الدموع لاتنزل ..
تبي شي يبرد على قلبها اللي يغلي ..!
ويرجعه بمكانه ..!
قالت نوير : نوف اقول للبنت تغيب بكرة .؟
طالعت ماردت عليها ..
وكيف ترد وهي مذبوحه ومن الوريد للوريد ..
هزت راسها ..
فهمت نوير اللغز اللي كانت شاكه بحله ومو متأكدة منه ..!
وقامت لحقت بشادن المتذمرة وطفشانه من نوف وتعاملها اللي كره لها بالمدرسة ..!



***


في غرفة شادن بجده ..!
اللي طالما احتضنتهن ..
بصخبهم وفرحهم ورقصهم المجنون في غياب صالح .
وهمساتهن وخوفهن وقلقهن بوجوده .
واللي شهدت على التقاء ارواحهن ..
وأسرار صداقتهن ..
واشتراكهن الهم والفرح والدمعه وقبلها مشواااار العمر ...!!!
بدءاً من سنين الطفولة لمرحلة النضح بكل تفاصيل حكايات العمر .!
صبت لها فنجال قهوة قالت : سارة ياعمري تفاءلي بالخير ..!
ارتسمت على وجهها لمحة حزن قالت بوجع : اتفاءل ياشادن وانا على كف عفريت يااضيع يااضيع مافيه خيار ثاني ..!
تجمعت الدموع بعيون شادن : تصدقين حسبتك اقوى من كذا .. ليه ماتقولين يااضيع ان اخذت خالد يااسلم اذا تطلقت منه .
نزلت دموع سارة اللي تحاول تمسكها في محاجر عيونها من وقت : اسلم اذا تطلقت ؟
قالت شادن بانفعال وهي تحاول على قد ماتقدر تتماسك : سارة ...! ليه احسك بديتي تفقدين عقلك . وافرضي انك تطلقتي .؟ ترى انتي اللي سعيتي لطلاقك .. واذا فيه عيب فالعيب فيه هو وانتي اللي عايفته .
سندت بظهرها على الكنبة قالت : عايفته ولا عايفني النتيجة مطلقه والناس ماترحم ..
قربت شادن منها وجلست بجنبها قالت : انتي تحبينه ..؟
: لا مو هذا خالد اللي حبيته .. هذاك واحد ثاني ياشادن .. كبرته وكبرت معاه .. حبيته لدرجة العشق .. خالد هذا صدمني طلع مو نفس الانسان اللي حبيته .. واحد يخوف .. ..
كملت وشفايفها ترتجف وعيونها تزيد دموع وصوتها يتهدج : خايفه على مشاري منه ..
آخر شي تتمناه بحياتها انها تشوف توأم روحها ورفيقة عمرها بهالضعف وهالخوف ..
حضنتها على صدرها مثل ماتسوي امها معاها اذا حست بخوف وقهر وضعف .
قالت : سارة حبيبي اش قال لك هالحقيير ..؟ تكلمي ياعمري قولي لي لاتخبين بقلبك شي .
شهقت سارة وسمحت لنفسها بالتعبير بنوبة بكاء حادة وبدون قيود ..
ربتت شادن على كتفها وهي تشاركها البكا والقهر ..
وسردت لها سارة كل همومها والثانية تتلقفها بيد الحاني والخايف عليها منها ..
وحده تشكي والثانية تهون وتذكرها بربها وابتلاءه لعبده اذا احبه ..
وان هذا اختبار لها من ربي يشوفها تختار طريقه ولا تتبع قلبها وتختار طريق خالد الفاسق .
ساعتين مكتظة بالهم والشكوى والتربيت ..
انتهت بابتسامه على شفاه شادن وهي تغير الموضوع وتخرج صاحبتها من الهم وسيرة خالد ..
: ماقلت لك .. بكرة خطوبتي على ولد عمتي ..!
فتحت سارة عيونها متفاجأة ومفجوعه ومصدومه قالت : نعم نعم نعم ..؟
مسحت بقايا الدموع من عيونها .. من جدك ولا تمزحين ..؟
: من جدي والله . خلينا نغسل ونرجع لقهوتنا واقول لك على كل شي .
دخلوا الحمام وغسلوا الثنتين وسارة تحكي لها عن اخبار مدرستها ..
فصل نادية بعد سالفة الامطار والسيول اللي رعبتها اكثر من الحشرات والعقارب .. والحوادث . . وحالتها النفسيه اللي استفحلت واضطرت انها تروح لطبيب نفسي وتبدا معاه جلسات علاجية .. نورة وولادتها المبكرة اللي تفجأوا كل الناس فيها وارجع الدكتور السبب لكثرة جلوسها في السيارة والمشوار الطويل ..
رجعوا للغرفه وهم منسجمات ومندمجات بالسوالف ..
هذي جلستهم المعتاده ..
فيها فرح مثل مافيها حزن ..
فيها انسجام مثل مافيها هيجان اعصاب وثورة مشاعر .
فيها لهفة ومودة ومحبة مثل مافيها عتاب وبرود ولامبالاة احياناً ..
جلست سارة على السجادة الصغيرة اللي على الارض قالت : خلينا نجلس تحت احسن .. ياعيني عليك ياشدون اش هالحظ تروحين لاهل ابوك وكم يوم الا وانتي مخطوبه ..
ابتسمت شادن وهي تحاول تخفي مرارتها ووجعها عن صاحبتها المهمومه حتى ماتزيد همها هم جديد ..
قالت وهي تحط صينية القهوة على الارض : عاد القسمه والنصيب .
لوت سارة فمها قالت : بس والله قهر انك بتاخذين قروي ياشادن .
رفعت شادن حاجبها مستنكرة ومستغربه : اش فيه القروي ..؟
: ماادري احسهم متخلفين عن اهل المدن .. المهم كلميني عنه ..!
: اكلمك ياستي ... ممممم اسمه عماد ..!
: اووووه لا لا لا قروي وعماد مااصدق قولي غيرها ..!
: ترى عماد اسم قديم لاتحسبينه جديد بعدين محتكرة الاسماء اللي تعجبك على اهل المدن ..!
: مو قصدي بس شفتي انتي اسماؤهم .. ولا اذكرك بدعجه مناحي مريزيق ..
: ههههههههههههههه الله يقطع ابليسك ياسارة كيف حفظتي اسمها .. ذكرتيني بالسبيل والبنات هناك ..!
: اقول ارجعي بس للموضوع .. كلميني عن القروي سعيد الحظ .
: رجال وكريم ومتعلم وماينقصه شي .
: بس مهما كان مااتخيل انك تعيشين في قرية ومع واحد مايدري عن الدنيا ..
ردت شادن بحكمة : من قال لك انه مايدري عن الدنيا .. وكمان من قال لك ان اهل القرى على نفس شاكلة البنات اللي تدرسينهم وتفكيرهم .. صحيح البنات عندنا بالمدرسة لسه متخلفات عن اهل المدن سواء باللبس ولا التطور ولا حتى الكلام بس مو كل القرى زي السبيل والاجواد هذا اولاً ..
ثانياً ياحلوة فيه ناس هناك متعلمه مثل نوف ونوير ومتطورين اكثر من غيرهم ..
ثالثاً وهذا الأهم .. عماد هذا دارس برا جامعه وماجستير وكل يومين ثلاثه وهو في جده بس ماعنده استعداد يترك اهله وجدتي عشان التطور والتحضر والتمدن ..
ردت سارة باستهبال : ياربي على شادن اذا اشتغلت محاميه .. هي انتي بما انك تزوجتي قروي معناتها خلاص .. بتدفنين عقلك وعيونك عن الدنيا وتعيشين في قرية نائية بين عشرة بيوت .. الا اذا بتسكنين هنا ومع هذا الله يعينك على تفكير زوجك ...
: عاد تصدقين اني ماشفت فرق بين تفكير عماني وعماد ونايف اخوي .. على نفس الطينه . بعدين يكفي انهم ناس بسطاء على الفطرة وفيهم روح التواصل والترابط اللي مانلاقيها في جده وباقي المدن ..!
شربت سارة من فنجالها وتكلمت وهي تبتسم لصاحبتها: حبيتيه ..؟
ردت شادن بفتور وألم عاصف بداخلها : ايوه حبيته ..!!! ليه انا شفته ولا عرفته عشان احبه ..!! كلها لمحتين ومن بعيد .
: وشكله .. اهم شي شكله كيف .
: ياحبك للمظاهر مصيرك بتشوفين صوره ولا تشوفينه اذا جا عندنا ...
قاطعتها : انتي شفتيه حلو ولا لا .
: بصراحه وسيم وشكله يخوف .. ملامحه جامده بس كل هذا مايهمني .
: اجل اش يهمك ..؟
تنفست شادن ومدت يدها على فنجالها رشفت منه قالت ببرود : مايهمني شي ... الستر ورضى امي وجدتي عني هي غايتي ومناي .
ضحكت سارة قالت : حلوه غايتي ومناي هذي اول مرة اسمعها منك من فين جبتيها ..؟
ردت عليها شادن بابتسامه وواسعه و: سبحان المغير بس من يصدق ان هذي سوسو اللي قبل شوي .
رجعت سارة لجديتها : ياشيخه لاتذكريني .. اسمعي نصيحه مني ياشادن ارجعي عيشي عندهم .. خذوا فرصتكم واعرفيه قبل زواجكم اخاف تتدبسين وتندمين ..! واختك في الله قدامك اكبر مثال ..
نادى نايف بصوت عالي : شاااادن .. اطلعي لي بسرعه .
فزت وطلعت لنايف اللي واقف برا غرفتها قالت : هلا نايف اش فيه ..؟
: هلا بك ..! ترى عماد الحين كلمني يقول قول لها لاتسوي فحص لأني بجيبه معاي .
: لا اسوي فحص ..؟ !!
: ايوه يقول انه يعرف طبيب بيدبرها له من دون مانتعب .
غمضت عيونها بقوة وفتحتها وبقلبها " اصلاً كل الموضوع ورق في ورق ليه نتعب حالنا ونكلف على انفسنا مشوار ماله داعي ..؟ "
ردت على نايف : طيب اش دخل الفحص الحين ؟ .. مو يستنى لحد مانقرر موعد الملكه ..!
: عمي ناصر يقول ماله داعي المشاوير اذا انتو موافقين خلونا نملك من يومنا .. بس اذا ماتقدرين تجهزين الليلة عادي نأجلها لبعدين انا اكلم عمي ..
: لا لا يانايف اصلاً الملكه عندهم مافيها أي تكلفه الا العشا ..!
: مافيه نظرة مافيه حفلة اقل شي يلبسك الشبكه ..
: لا طبعاً ياحلو .. اللي عرفته من عمتي فوزية ان الطقوس هذي مو عندهم .. يجون ويكتبون العقد ويتعشون ومع السلامه لحين موعد الزواج ..!
استغرب نايف من عادات عمانه اللي المفروض يتبعها معاهم وتكون عادته وتقليده ..
قال بغرابه : فين عايشين هذولا ..؟
ابتسمت وردت ببرود : عمانك وتقاليدهم ولازم مانغيرها ..!
: اذا انتي مقتنعه بلاش حفله بس اذا تبين حفله وتصوير وخرابيطكم تسوينها وماعليك من احد .. اهم شي تفرحين وتنبسطين مع صاحباتك اذا بتعزمينهم ..!
: لا لا عادي ماتفرق معاي وماني عازمة احد ....
قاطعها جوال نايف اللي دق ورد عليه ووطلع بسرعه من دون مايلتفت لها ..
اخذت نفس عميق ..
حاولت تعيش اللحظة اللي كل بنت تعيشها بس من الظاهر ..
اما خافيها فما يحمل الا نقيض الفرح والسعادة ..
يحمل الوجع والقهر ..
رددت بداخلها " استني ياشادن لسه ماجا وقت الحزن ..
اصبري وانتظري الموعد ..
حتى تحزنين وتبكين وتتوجعين على الاصول "
رجعت لسارة وهي بغصة في حلقها ...
نفسها تكلمها وتفتح لها قلبها بس ماتقدر ..!
تخاف انها تفشي سرها وسر عماد قدام امها ولا ام شادن وشادن تعرف امها ان درت مستحيل توافق على حياة بنتها بالطريقه هذي ..!
كملت جلستها مع صاحبتها وكل وحده تحاول تبعد عن همها اللي اثقلها وتخلي الجلسة ممتعه وخاليه من الوجع والهموم ..


***

يوم الخميس العصر وصل شقته وعمانه معاه وابوه وعده انه يجي اذا ماانشغل .
ما حرص على جية ابوه لأنه عارف انه ماراح يجي بس معذار من الله ثم منه قال له على خبر ملكته ولزم عليه يجي معاه عشان يحسسه انه مهم في حياته وقراراته .
طلع للصالون مع اذان المغرب اللي يتعامل معاه وحلق ورتب شكله حتى يظهر للناس بصورة المرحب بالخطبة والسعيد بالخطوة والنقله الجديدة بحياته ..
رجع بعد ساعه ونص تقريباً ..
اول ماشافه فهد اللي وصل بعد ماطلع عماد صفر وقال : ممكن نتعرف بالأخ ..؟
ابتسم عماد قال : اقول اخلص علي ترى تأخرنا على الناس .
: ياشين الغرور بس .. الا اقول يالاخو تبي تشوف الحرمة ولا لا .. ترى عندهم عادي تشوفها وتسولف معها .
قال عماد وهو يغسل يدينه من المغسله القريبة من الصاله : هذا اللي ناقص بعد ..!!
التفت فهد على عمه فواز قال : ابو ناصر بالله مافكرت تشوف ام ناصر ليلة ملكتك ..
وصلهم فواز اللي يعتبرهم اخوانه لأن الفارق بينهم حوالي 10 سنوات قال : والله لو اطريت الشوفه ذيك الليلة ليشغل ابوها الرشاش في راسي .
ضحك فهد بصوت عالي وعماد جامد مااهتزت ملامحه
قال فهد اللي حس انه ضحكته جايه غلط ..
: احم احم . ياابو الشباب .. تبي الحرمة تشوفك وانت .. تكلم بالفصحى حتى يضفي على الجو شي من المرح .. عابس الوجه عاقد الحاجبين .
رد عماد : من قال انها تبي تشوفني ولا اشوفها ..!
تكلم فواز بلهجة حادة : ياخي تنازل شوي ترى هنا عاداتهم يسوون حفله ولازم تشوف البنت وتلبسها الشبكة .
قال وهو يزبط شماغه ويحط عقاله عليه بتوازن : اذا بيسوون حفله بكيفهم بس شوفه وماشوفه ماله داعي ولاتحرجوني عشان مااحرجكم واحرج بنتكم .
نسف فواز شماغه قال : انت منت صاحي وبيني وبينك شادن حرام فيك .
: والله عاد حظها وحكم امك عليها .
: اقول امش امش الله يعينها عليك بس .
اشر فهد لفواز يعني اتركه بحاله خاصة وهو يدري ان عماد ضغطت عليه جدته وارغمته على الزيجه اللي رافضها سنين .
طلع لهم ناصر( ابو فهد ) وهو جاهز .. قال : خلصتوا ..؟
رد فواز : ايه خلصنا يالله مشينا .
دخل عماد غرفته بياخذ جوالاته وبقلبه " الله يسامحك ياجدتي حديتيني على شي مايرضي الله ولايرضيني ..!"
ماغاب عن ناصر الهم اللي كاسي ولد اخته ..
ناصر بالنسبة لعماد اب روحي ..
رباه احسن من عياله ..
واهتم فيه من اهتمام امه ومحبتها له ..
وحبه لأنه رجال وطلع مثل مايبي عكس فهد اللي يقضي حياته مابين البر والصيد والنوم .
حال عماد مااعجبه لأنه يفهم عليه من نظرة ومن كلمة ..
وياما كشفه اذا هو متضايق ولا مستانس حتى لو حاول يخفي ويداري ..!
: عماد علامك وانا خالك عسى ماشر ..؟
: ماشر ياخالي .. وش فيك رجعت ..؟
: جيت اشوفك وانا خالك .. وجهك يقول انك منت براضي ..!
: وش هالكلام ياخال ..؟ امش امش الله يخليك لي بس ..
مسكه خاله من معصمه ..
: علمني وانا خالك باللي في قلبك ..!
تنهد عماد وكأن خاله يلمس جرحه بيده وهو ينزف
قال : انت تدري ياخالي اني مابي الزواج بس ارضي جدتي .. وانا ماذابحني غير خوفي اني اظلم هالبنت معي ..!
: ياولدي اللي صار صار وجدتك تبي راحتك وسعادتك وتبي تشوف عيالك .. ترى العمر وانا خالك يروح وابن آدم مايدري عنه ساعتها ماالندم بنافعك .. وانت رجال ندري انك منت بظالمها ولا مااعطيناك بنتنا ..
هز راسه لخاله باستسلام ..
مذعن للقدر وقراره ..
وللنصيب وقسمته .. !!

فصلٌ سابع ... !

وانكتب في العمر كذبة ..


في مجلس نايف ..
يهز رجله بطريقه غريبة ..
الكل يسولف وهو في عالمه ..
خواله فواز وناصر مندمجين بالسوالف مع ابومشاري اللي اعجبته الجلسه معاهم وراقت له ..
التفت لفهد وتأمله وهو يسولف ويضحك مع نايف ومشاري كأنه يعرفهم من سنين ويوصف لهم مغامراته البريه ورحلاته ويعددها وهم منسجمين وكأن اللي قدامهم رجل من عالم غريب ..
رشف فهد من فنجاله وهو يعدل جلسته ويقول : انا لو على كيفي ولو الشايب مايزعل مني كان ماعشت الا بالبر . حياة ثانية بعيد عن الازعاج والرجة .. وازين شي اذا جا الليل شبيت النار وقابلتها وغنيت بعالي صوتك . .
سأله نايف باهتمام : اقول فهد كيف دخلتوا صيدكم اللي جبتوه من السودان للسعودية ..؟
: يارجال الواسطه اذا اشتغلت مش حالك ..
تأمله عماد بصمت وجمود ..
مرحه وضحكه وسوالفه ..
حياته بر وطيور وغزلان وحباري ..
ومصطلحاته مختلفه تماماً عن كلامهم واسلوبهم ..
وصوته يلجلج في المجلس بقوة ..
يناسبها اكثر ..
رجال وشجاع وفيه نخوة وكريم ..
مو ناقصه الا انه يتعدل في وظيفته ويصير يليق ببنت عمه ..
اكيد بيسعدها ..
هي جميلة وعاقلة ومتعلمه ... وراح يحبها ويهنيها ..
ليت في يده شي ويقلب الموازين رأساً على عقب ويصير فهد مكانه ..
تأمل مشاري ونايف وهم مبهورين من معرفته باسماء الطيور والحبارى والارانب وحرفنته في صيد الضبان والجرابيع والارانب .
انتبه له فهد وهو شارد وبذهنه افكار مجنونة لو تتحقق كان يرتاح ويفتك ..
بس اذا خطرت جدته عليه هون وتراجع عنها .
قال فهد وهو يحاول ينبه عماد ويطلعه من افكاره اللي مايعرف منها أي شي الا انه مو راضي عن الزواج ..
: ترى ابو مشعل محد ينافسه في الصيد . وانا معه ولا شي . ومتعتي اذا شفته والبندق ( البندقيه ) في يده . عاد ابو مشعل مايخطي ابد اذا نشن صاب الهدف .
فهم عماد قصد فهد وحاول يبتسم قال وهو يعدل جلسته : تسلم ياابوناصر ماعليك زود .
استأذن نايف لمن دق جواله ورجع لهم بعد دقايق قليلة مع المأذون ..
وابتدأت اجراءت الزواج الغريب ..
العريس رافض ومجبر ..
والعروس خاضعه ..
رافضة وراضيه في آن واحد ..
متحديه كل رغباتها واحلامها ..
وقدامها هدف وحيد هو رضا الجدة المكسورة .. وفرحها ..!
تكلم الشيخ الجالس بين عماد وناصر : نبي توقيع البنت .
قال ناصر اللي تولى ولاية الزوجة .. : نايف وانا عمك روح ود الدفتر لاختك خلها توقع .
لبى نايف طلب عمه واخذ الدفتر وتوجه لداخل البيت ..!
جات تمشي ببرود ..
وعلى شفتها ابتسامة سخرية من القدر اللي مو راضي يتصافى معاها ..
قال نايف بدون ماينتبه لرجفة اخته او ارتباكها
: وقعي هنا .. بسرعه شادن الرجال بيمشي ..
حاولت تشد على القلم وتمسكه بين اصابعها بقوة ..
بس خانتها قوتها وفلت من يدها وطاح ..
اخذه بسرعه ومده عليها ..
قالت بارتباك : فين .. هنا ..؟
كانت تحاول تاخذ كميات كبيرة من الاوكسجين وهي تتكلم .
: ايووووه هنا ..
ضحك نايف وهو يشوف توقيعها قال : الحمد لله هذا توقيع .. شخابيط .
رفعت نظرها لنايف وهي تحاول تخفي الدمعه ..
سلم نايف على راسها قال بفرح باين بلهجته وعيونه وصوته .
: مبرووووك مبرووووك ياشادن الله يسعدك ان شاء الله والله ان عماد رجال يستاهلك .. صحيح اكبر منك بعشر سنين بس احسن هذا الفرق المناسب بين الزوجين .
عشر ولاعشرين يانايف ماتفرق لأن اللي قدامك توثقه بالاوراق مو زواج ولا هو ارتباط حقيقي
الدعوة كلها عقد مؤقت وراح ينتهي ..!
هزت راسها وانسحب ماانتبه لكم الوجع اللي باعماقها وانعكس على وجهها الشاحب ..
وقعت على موتها بيدها ،
على عذابها ،
على مشيها برجولها لحياة عماد اللي راح يسكر بابها في وجهها ..
جات امها من وراها ..
حضنتها وهي تبكي
مشاعرها نقيض مشاعر بنتها
كانت تبكي فرح ..
نشوة انتصار ..
تحقيق حلم وسعادة ..
وفرج من عند ربي .
خلاص انتهى صالح
ومحمد ماعاد له سلطة عليها
بوجود نايف وعمانه واهله ...
وشادن بتصير زوجة وام ..
بتشوفها في بيتها وبتشوف عيالها
الحلم اللي تقاسمته هي وخالد الله يرحمه بدا يتحقق ..
قالت من بين دموع السعاده : مبروح ياحبيبة امها .. مبروك ياعمري .. الله يسعدك ويوفقك ويرزقك . ياربي اشكثر انا فرحانه الليلة .
ابتسمت لها من خلف ثورة الحزن اللي بداخلها وهمست شفايفها
: الله يبارك فيك ليه هالدموع يمه ؟
: دموع الفرح والفرج .
حطت راسها على صدر امها والثانية ضمتها لها اكثر ومسدت شعرها بدلال ..
محتارة تفرح مع امها ولاتندب حظها ..
متخبطة ماتدري اللي قررته عين الصواب ولا هو صلب الخطأ ..
هي واهمه ولا عايشة واقع ..!
بتتزوج واحد مايبيها ..
ومو مقتنع فيها ..
وهي اللي اجبرته على الزواج منها ..!
حست بقبضة قلبها وغصة بحلقها وغمضت عيونها بقوة ..
وين تهرب من واقعها اللي هي صنعته بقرار جدتها وخوفها عليها ..!
لها الله ..
هو اللي يقدر المكتوب وهو اللي يقرر المصير ، ويهون الصعاب ..
بيده الفرج وعليه الاتكال ..!
باست راس امها ويدها قالت : قولي الحمد لله على فضله . يمه لاتبكين ترى خلاص احسني راح ابكي . ونقلبها الليلة دموع ونكد .
مسحت امها دموعها بقفا يدها قالت : لا ان شاء الله ماعاد فيه نكد .. تعالي لسارة تنتظرك .
هزت راسها وطلعت تجر خطاها بثقل ..
احساس غريب وشعور اغرب ..
الحين ارتبطت بعماد رسمي وصار زوجها وهي زوجته وغصباً عنهم ..!
وقفها صوت نايف ..
: شادن لحظة انتظري .
: هلا فيه شي كمان ..
: تعالي للمقلط عماد بيشوفك .
: شو ؟
: اللي سمعتيه . لاتتأخرين انا استناك بعد عشر دقايق ناديني ولا انا اجيك .
قاطعته قالت : لا يانايف انا آسفه مستحيييل اخليه يشوفني .
استغربت امها طريقتها ورفضها الغير مبرر خاصة انهم متعودين على النظرة وهذا تقليد من تقاليدهم وتقريباً كل صاحباتها وجارتها لهم نفس الطقوس ..
قالت : شادن اش هالكلام .؟
طالعت في نايف بخوف : تكفى نايف لاتضغط علي ماابغى يعني ماابغى .
: زين اش اقول للرجال .
: قول ماتبغى .. ماتجهزت .. قول ماتوقعت انك تطلب تشوفها .. قول نامت قول أي شي ..!
: اوووووف بتورطيني مع الرجال انتي .
هزت شادن اكتافها قالت : يعني انت اللي طلبت انه يشوفني .
: انا عرضت عليه قال اللي تشوفه .
: اها . طيب قول له ماجهزت وماتقدر تجي صدقني يانايف مو من طبعهم ولايحبون واكيد انك احرجته .
مشى من عندها قال : خلاص خلاص انا اتصرف .
رجعت وهي تضحك على سخافة الموقف ..
وتتخيل نفسها انها مكملة التمثيليه وداخله على عماد عشان يشوفها ..!

رجعت لغرفتها .. وسارة اللي تنتظرها وهي تسترجع طقوس ملكتها المختلفه جذرياً عن ملكة شادن الليلة .
هناك الفرح باين على كل شي حتى على التحف والورود اللي تزين بيتهم ..
وهنا لمحة حزن شادن طاغيه على كل الاشياء ..
هناك مكياج وفساتين سهرة وبخور وزغاريد وطرب ورقص ونظرة شرعيه وقلبها ينبض بقوة وخوف وفرح وشوق ..
وهنا النقيض .. سكوت .. وهدوء .. كآبة تحوم حول شادن مجهولة السبب ..
وكأن الوضع مجرد تأدية مهمه بعقود رسمية وينتهي الموضوع ..!
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
***

دخل نايف المجلس وجلس بجنب عمه فواز اللي صار كأنه واحد من اصحابه يمونون على بعض ،
يسولفون بكل شي ،
بدون حواجز او قيود او رسميات ..
قال فواز : وش فيك ..؟ اختك ماجات .!
: مارضت ياعمي .
: ازين .
استغرب نايف ردة فعل عمه قال : ليه ؟
: ياخي عماد متحجر في موضوع العادات والتقاليد وانت احرجته يوم قلت اذا بتشوف شادن وماقدر يقول لك لا ويحرجك .. بس ازين انها جات من شادن .
: المشكله ايش اقول لعماد وانا رايح من عنده اقول بخليها تجي ؟
: لاتقول له شي خله انا اقول له اصلاً هو ماكان حاط في راسه انه يبي يشوفها .
راح فواز عند الباب والتفت لعماد وهو يسولف مع ابو مشاري اللي تعرف عليه وعرف انه مثله رجل اعمال وله باع واسع في السوق والاقتصاد ..
يسولف معاه عن الشغل والثاني يسأله وهو يرد على اسئلته بثقة ووعي لكل اللي يقوله ابو مشاري .
نادى فواز بصوت يسمعه كل اللي في المجلس : ابو مشعل تعال شوي الله لايهينك .
طلع مع باب المجلس للصاله حقت الرجال ولحقه عماد قال : وش فيه ؟
: مافيه شي بس البنت عيت تجي .
: الله يهداك .. هذا اللي قومتني من عند الرجال عشانه ..؟
: مايهمك ..؟
: لاوالله مايهمني !! اخوها هو الح علي اشوفها ولا انت عارف رايي زين .
: المهم نايف منحرج منك يقول وش اقول له .
: لايقول شي وماصار شي ابرك من ساعه يوم عيت تجي .
: الحين انت وش سالفتك اذا ماتبي البنت وشو له تخطبها ؟ .
: ماقلت ماابيها بس بعض الامور ماتجوز لي وانت خابر ..!
: وش سالفة المؤخر اللي انت نشبت لهم فيه .
: حق من حقوقها مايكفي انهم ماشرطوا علينا شي .
: هذا كرم منهم ومحبه وثقة فيك .
: وعشان كذا زدت المؤخر على خمسين المهر .
: وتحط مية الف .
ابتسم عماد قال : ازين عشان ليا مليت وبغيت اطلق اتذكر ان فيها فلوس تعرف تفكيري مادي ... ادخل ادخل عند الرجال ينتظرونا .
هز فواز راسه مو عاجبه الوضع ولا تصرفات عماد ولا كلامه .. ولحقه ..
دخلوا للمجلس ومر عماد من عند نايف قال : ماصار شي يابو خالد .
: والله ياعماد اني بغيتها تجي بس هي ماجهزت ولا ...
قاطعه : عادي يابن الحلال تعال بس وسع صدرك ولاتشيل هم .. المهم انا بطلع عندي شغله ضرورية اذا وصل العشا دق علي ..!
كشر نايف قال : ماتنتظر الشغله لبكرة ..!
: لاوالله مستعجل ومضطر اروح اكملها الحين وماني متأخر ان شاء الله ..!
طلع وهو مخنووق
يبي يبعد عن هالمكان ..
طالع في بيتهم وغمض بقوة ..
كيف تجرأ ووقع على تعاسة بنت بكامل جمالها وانوثتها وهدم احلامها وأمانيها .
ياليته قدر يتكلم ..
ياليته صرح لجدته وقال لها على كل شي ..
حتى ماتجبره على سالفة الزواج والعرس ..!
بس لو قال لها يمكن يخسر جدته ويفقدها بلحظة ..
او يعيشها هي الثانية بأسى وقهر .. !
ركب سيارته وحركها ..
يبي يبعد من هنا ..
يروح لأبعد مكان ..
ينسى ولا يهونها عليه حتى يقدر يكمل باقي المسرحيه اذا رجع وسمع مبروك ولا خطوبة وزواج
زواج ..!
هذا آخر شي يفكر فيه ..
وأول شي استبعده من حياته من ست سنوات ..!
ترك عذبه بنت بنت خالة امه اللي مسمينها له من صغره ..
وطلب من اهلها يزوجونها اللي يناسبها ..
مثل ماترك امها خاله خالد ..
وزعل ابوه بسببها وطرده من الديرة وحرمه شوفة اهله وامه واخوانه ..
سبحان الله يالدنيا ..!
ابو شادن جنى على ام عذبه .. وقهرها باول عمرها ..
وشادن جنت على عذبه يوم وافقت عليه .!
نفس السيناريو تنعاد ..
مشي بسيارته ولف شوارع جده .
اخيراً وصل البحر ..
هذا المكان تحديداً هو اكثر مكان يحتوي همه ووجعه ..
عمره ماشكا همه غير لربه ..
لكن اذا شاف البحر يضعف ويحس انه يبي يتكلم ويفضفض ..
هنا بس يتكلم بحرية وصدق ..
مايهمه يتكلم مع البحر ولا مع نفسه ..
المهم انه يفضفض هنا ويتكلم بصوت عالي بدون رقيب من بني البشر ..
ساعه كانت جديره بأنها تخفف بعض التوتر اللي فيه ..
وتهون قضيته اللي حاول يقنع نفسه فيها وعذره الوحيد انه نبه شادن وحذرها من العيشه معه وهي اختارت تعيش معه من اجل سعادة جدتها ورضاها حتى لو على حساب كرامتها وسعادتها هي ..!
دق تلفونه وهو واقف متكي بيده على ركبته .. ورجله على صخرة كبيرة ..
وفكره لبعيد وهو يسترد كل الاحداث الماضية ..
طلعه وشاف على الشاشه اسم فهد وفتح الخط على طول
رد بدون نفس : هلا يافهد .
: هلابك يالمعرس .... ياخي ودي اطير لعجوزك ثم ابشرها وآخذ البشارة لولا اني اخاف انها تطق من الفرحة وتموت ثم من يفكني منك والله لتذبحني ذبح الشاة ..
تكلم عماد بجدية والهم دلاله على لهجته : الله يصلحك بس متى تبي تعقل ..؟
ضحك فهد باستهبال قال : ياخي وش فيك ..؟ وش هالمزاج حتى والليلة ملكتك ماتحمل شي .. المهم ياطويل العمر العشا خلص .. عجل علينا .
زفر عماد بآهه وصلت لفهد واضطر فهد انه يقفل احتراما لعماد اللي يمثل له الأخ الأكبر ويدري انه مجبر على امر كارهه ..
رجع لبيت نايف وهو عابس ومكشر ..
قرب من البيت ووقف واخذ له قارورة مويه ونزل غسل وجهه وشرب منها لعلها تغير من ملامحه المتجهمه شي .. وتبل له عروقه اللي جفت ونشفت ..!
دخل سيارته ورتب شكله من جديد ..
لبس شماغه اللي نزله اول ماطلع من عندهم بسبب الخنقة وضيقة الخاطر اللي صابته بعد الملكه ...
ودخل للبيت بعد مااستقبله نايف واعتذر منه ..!


***


مروا عليها الخميس والجمعه زي الكابوس الفظيع وتتمنى بلحظة انها تصحى منه ..
واحد يقول لها ان اللي سمعته كذب .
جات عندها اختها نورة ..
قالت بحنان : نوف قومي اذا انتي مريضة روحي مع ابوي للمستوصف خليهم يعطونتس علاج .
مارد عليها الا شهقاتها من تحت البطانية ونشيجها المستمر من يومين .
وقفت نورة بيأس وخوف على اختها وراحت لامها اللي قاعدة في الحوش مستمتعه بالجو البارد والهوا النظيف ..
جلست نورة بجنبها قالت : يمه نوف حالتها ماتسر شكلها مريضة وماتبي تعلمنا .
ردت العنود اللي تلعب في التراب والحصى الصغير وتشكل منه اشكال هندسية قالت : من يوم الربوع وهي تبكي واذا قلت علامتس ياتضربني ولا تهاوشني .
ارتسمت ملامح القلق على وجه الام اللي ماطلعت من الدنيا الا بثلاث بنات ..
قالت : ياويلي على بنيتي لايكون تحس بشي ولاتبي تعلمنا .
اتجهت لها وقلبها يبتهل لله انها مافيها الا العافية ولا شي عابر ويروح ..
: نوف يمه .. علامتس تحسين بشي ..؟ علميني يابنيتي .
ردت نوف وهي تضم البطانية على وجهها : خلوني يمه خلوووني .. ماابي اتكلم مع احد .. ولااحد يكلمني .
جات العنود طايرة مثل البرق وداهمت الغرفة بالخبر المفجع لنوف
قالت والفرح غامرها : يمه يمه ابوي يقول عماد جارنا اعرس .
تهلل وجه ام نوف للخبر السار
عماد الرجل اللي عمره تجاوز الثلاثين يعتبر اكبر عازب في القرية اخيراً تزوج ..!
هذا بحد ذاته خبر يخليها تنسى حالة بنتها لثواني
لكن نوف ماسمحت
انهارت وهي تبكي بصوت عالي وتصرخ .. وتتأوه .
ضمتها امها على صدرها ومسكت يدينها وهي تقول : نوف تعوذي من ابليس .. اذكري ربتس ..
نادت بصوت عالي : يانورة يانورة ... روحي ياعنود نادي اختس .
راحت العنود في وسط دهشتها ونادت نورة اللي عرفت سر اختها بمجرد ماسمعت الخبر ..
قالت : هلا يمه وش فيها نوف .
: مدري الظاهر ان عندها نفسيه .. اعوذ بالله من ابليس .
بكت نوف الحلم اللي تحول لكابوس ..
بكت الأمل اللي انهار بلحظة ..
خلاص اخذته ..
اخذت عمري ..
اخذت الهواء اللي اتنفسه ..
اخذت الروح اللي تدب بين اضلاعي ..
اخذت نوف من هالدنيا ..
وتركتها اسم
جسد بلا روح ..
رمت نفسها على فراشها وتغطت ببطانيتها ..
وقفت الام المفجوعه قالت : بروح انادي ابوها يجي يوديها للشيخ مسفر . اقري على اختتس يانورة .. اقري المعوذات واية لكرسي وانا ابي ادور ابوها .
مسكتها نورة بيدها قالت : يمه انتظري انا عرفت وش في نوف خليها بس .
: وش فيها .. علميني ..؟
: الموجهات جوها الاسبوع اللي راح وهاوشوها ويمكن تنقل وهي خايفة على ابوي ينصدم .
صفقت امها بيدينها قالت : ياويلي على بنيتي وليش يهاوشونها ..
ردت نورة وهي تحاول تحبك الكذبة حتى تنقذ اختها من براثن يدين مسفر اللي ماتجيه حرمه ويقرا عليها الا ويلقنها ضرب مبرح بالسوط مدعي ان فيها مس من الجن وماراح يطلع الا بالضرب ..
قالت : يمه نوف مقصرة بشغلها والموجهات مايبون وحدة تلعب يبون وحده تجتهد وتقدر المسؤولية .
: طيب وراها تصيح .
ردت العنود ببراءة طفولة ولؤم خلقته فيها نوف بقسوة معاملتها لها
: انا اعلمتس يايمه انقهرت يوم عرفت ان عماد اخذ ابلا شادن خافت انها تصير المديرة وهي تقعد .. بنتس حسوووود . وتحسسسد ابلا شادن .
سحبتها نورة مع يدها وهي تشوفها تحط يدها على جرح اختها الموجوعه قالت : اطلعي برا انتي ولسانتس هذا اللي يبي له قص .
فرت العنود تجري وهي تقول : والله لاعلم ابوي خلوه يوديها مسفر عشان يسنعها ويظهر جنونتها عني .
طلعت الام بعد ماوصت نورة انها تنتبه لاختها وتهديها وأكدت عليها مايوصل الخبر لابوها اللي ماصدق انها تتعين قريب منه وتفكه من مشاوير المدارس البعيده ..!!!


اسبوعين مرت على الملكه ..
وآخر عهد له بنايف واهله من ليلة الملكة ..
ماحاول يكلم احد ولايدق على احد ..
نزل عماد من فوق مستعجل ..
ومر من عند جدته اللي تستمع لفتاوى اذاعة القرآن الكريم بانصات وإصغاء مهتم ..
سلم على راسها وشماغه في يده
قالت : وين تبي وراك مستعجل ؟
رد بسرعه وهو ياخذ له حبة تمرة ويصب له فنجال قهوة رشفه وهو واقف
: مستعجل وراي شغل نسيت احط المنبه ونمت عنه .
: شغل وين .؟
: وين يعني ؟ في جده .. يالله يالغالية مع السلامه وادعي ان ربي يوفقني في هالصفقه .
: الله يوفقك من وين ماتلقي بوجهك والله يسهل دروبك وييسرها ويستر عليك .
ركب سيارته ..
العصر على وشك يأذن وهو يعتبر متأخر ..
الليلة عنده اجتماع بوفد ياباني حتى يوقع معاه عقود ..
شد من همة سيارته وزاد سرعتها لأقصى حد بعد ماتوكل على الله وردد دعاء السفر ..
وفي الطريق الاسود الطويل ..
ماشي بأقصى سرعه ..
لابد يوصل قبل الموعد بساعتين على الأقل ..
انتبه للرجال اللي يأشر للمارة يبي المساعده ..
هالسيارة مو غريبة عليه ..
كل يوم يشوفها في القرية ..
وقف بجنبها مضطر ومن باب النخوة والشهامه ..
سلم على ابو بدر سواق مدرسات الاجواد ..
رجع وجاب له مويه عبا السيارة ...
وعمل له اشتراك .. واشتغلت السيارة ..
وقبل مايمشي ابو بدر .. قال : بالله ياابو بدر ازهم لي شادن اذا هي معك شوفها تحتاج شي ..؟ تبي ترجع لجدتها ولا تبي تكمل معك .
طالعه ابو بدر بنظرات فيها غرابه وشك ..
واستدرك عماد كلامه قال : هي خطيبتي وبنت خالي .
ابتسم ابو بدر وهز راسه وهو واثق من كلام الرجال اللي يدل على انه محل ثقة ..
رجع للسيارة ووقف عند الباب
قال : ابلا شادن هذا خطيبك يقول تحتاجين شي ؟ .
همست شادن اللي تعودت انها تكلم ابو بدر باحترام وحياء اذا جا ياخذها او اعتذرت منه اذا بغت تغيب قالت : لا مشكوور .
رجع له وبلغه كلامها ..
وشكره ابو بدر واثنى عليه ..
ركب عماد سيارته ومشى بعد ماقال له اذا احتاج شي يدق عليه لأن المناطق اللي قدامه فيها شبكه جوال ..
كمل طريقه وهو يحاول انه يحصر تفكيره في لقاءه بالوفد باسترجاعه للشروط والبنود اللي متفق عليها .. ولايحيد عنها يمين او شمال ..



***

وصلت للبيت ..
محتاره من هالانسان
تناقض غريب وعجيب ..
معقوله اللي يحمل كل هالصفات يكون بهالقسوة ..
اكيد الرجال يعاني وعنده مشكله .
ولا مارفض الزواج بإلحاح وقال لها هالكلام والمعروف عنه الطيبه والحنية ..!
نزلت عبايتها وهي تتذكر كلام خلود عن عماد واعجابها فيه
وانبهارها بشكله
" يابختك ياشادن ماشاء الله ماشاء الله لايجيك مني عين ولاحسد "..
"عن جد وااااو جنتل مان "
" ياعيني ياعيني كل هذا عشان الحبايب "
غمزاتها المتكررة لها وهي تقول " تبغى شي ناقصها شي تكمل ولا ترجع .. كل هذا حب "
" خلاص قررت اتزوج واحد من الاجواد اذا هم زي عماد "
" شوفي شوفي ياسهام كيف مايطالع ناحيتنا يبغى يثبت لها انو مايطالع في الحريم ولا يهمه غيرها "
بدلت ملابسها ولبست بيجامه قطنية وراحت تصلي العشا لأنهم وصلوا متأخرين على غير عادتهم بسبب تعطل السيارة ..
كملت صلاتها وسمعت صوت تعرفه زين بدا يلجلج في البيت ..
يهدد ويتوعد مثل عادته ..
: نايف هذا مو رجال ..
وشغلكم كلكم عندي انتي وولدك وبنتك ..
اجل يخلي صالح يطلقك وبدون ماتعطونه حتى ريال واحد ..
ويزوج اخته لمدري من .
اخذت نفس عميق وهي محتاره وش تسوي ..
تطلع وتواجهه وتوقف بوجهه ..
ولا تجلس بمكانها لحد مايهدى ويرجع ..
سمعت امها تقول نايف مو هنا الحين اذا جا تفاهم معاه .
آخر شي وصلها كلام خالها اللي هز امها وبكت بخوف وهلع منه : اوريكم انا اذا ماخليت بنتك تتطلق وولدك يدخل السجن ماني محمد وشغلك عندي ياعزيزة تعرفين تتحديني هاه .!
كانت بتطلع لخالها تقول أي شي ..
المهم ماتترك امها تواجهه لوحدها ..
بس قبل اخذت جوالها ودقت على نايف ..
: نايف تعال خالك عندنا ويهدد ويتوعد وامي منهارة خايفة علينا منه وتترجاه انه يهدي حاله تحسب انه بيسوي لنا شي .
تأفف نايف قال : وانا اقول ليه ادق على جوالها ماترد ..اسمعي ..! انا في ابحر الحين واذا رجعت ماراح اوصل قبل ساعه ساعه ونص على الاقل ..
: طيب والحل .. ترى صوته وصل جيرانا وامي مافيها تتحمل . من خوفها علينا مصدقة تهديده ووعيده .
تنهد نايف بملل من تصرفات خاله اللي ماتنتهي قال : خلاص خلاص .. انا اتصرف .
قفل منها بسرعه ورجع يدق عليها قال : عماد بيجيكم ويتصرف معاه هو قريب من حينا .. قولي لامي لاتخاف ولاتفكر بكلامه .
قالت بخوف : عماد اش دخله لا يانايف لاتدخله بمشاكلنا .
: عماد صار واحد منا .. بعدين موخالك يهدد ويتوعد خليه يلاقي اللي يوقف بوجهه وخليه يعرف انتي متزوجه من . يالله يالله مع السلامه عماد يدق عليّ .
وصلها خالها وهو يمشي بسرعه قال : اسمعي يابنت خالد انتي لنادر ونادر لك رضيتي ولا مارضيتي .. والزفت هذا اللي مدري من فين جبتوه بيطلقك من بكرة وغصباً عنه .
حطت رجل على رجل قالت : على العموم هو جاي الحين اذا فيك خير ياخالي كلمه بنفسك والحين وقدامنا .
طالعتها امها اللي جات تجري وراه وهي تحاول تهديه ..
هو يعرف نقطة ضعفها وهي ماتقدر تصير قوية قدام تهديداته لها بعيالها ..
تخاف عليهم حتى من الفال الشين ..
قالت : شادن اش تقولي انتي .. عماد جاي . يافشيلتنا منه .
وقفت قالت : يافشيلتنا منه عشان عندنا خال مثل هذا ..؟ خليه يايمه يأدب اخوك مثل ماأدب الزفت اللي قبله .
تكلم محمد وهدد ووتوعد وحلف يمين انه ماراح يسكت لو على قطع رقبته عن هالمهزلة اللي صارت بقفاه وفي غيابه ..
وقف كلامه لمن سمع الجرس قالت امها : روحي افتحي لخطيبك .
جمدت بمكانها وارتجفت اوصالها تمنت لو انها ماقالت لنايف شي وتحملت خالها لحد ماينتهي كلامه ويطلع مثل عادته ..
قالت : يمه افتحي له انتي .
تحرك محمد من مكانه وراح يفتح الباب وهو في اوج غضبه ..
فتح بقوة وشاف عماد واقف في وجهه ..
شتان مابين شكله وشكل نادر ..
سلم عماد ورد محمد بعصبيه وهو يتأفف وينفث قال : انت خطيب شادن .
تكلم عماد بثقة وهدوء : زوجها وانت الصادق .
تجاهل محمد الكلمه قال : زين انك جيت .. تعال ا بيك بكلمة .
رد عماد : لحظة لحظة . . البيت بيتك يوم تعزم فيه وتامر وتنهى ..؟
: اجل بيتك انت .
: والله بيت خالي وعياله وبيت حرمتي .. ويالله لوسمحت .
كان الصوت واصل لشادن وامها ..
حاول محمد يثور بس وقفه عماد لمن قال : تراني ساكت عنك ماابي اجيب لخال حرمتي الفضايح ولاابي ادخله السجن ..
واذا انت ناسي المية الف حقت صالح وش مصدرها وانك متستر عليها تراني مانسيتها وغيرها وغيرها ياابو نادر ..
وقف محمد بمكانه وضاع منه الكلام في هول الصدمة ..
وش دراه عن مصدر الفلوس ..
ووش دراه اني ادري بمصدرها ..
ووش دراه عن صالح وتستري عليه ..
كمل عماد : امسك الباب وتوكل على الله ولوسمعت انك قربت من البيت هذا لاتلوم الا نفسك وولدك بدال ماتبلا به بنات خلق الله وتزوجه روح عالجه عن الادمان ازين له .
ماعاد له وجه يرد ولا يتكلم حاول يقول كذاب بس خاف من تهديده والسجن ..
السجن كابوس يلاحقه من يوم عرف صالح واخذ منه الفلوس اللي للحين يسحب رقبته فيها صالح وين ماحب وبغى ..
فتح الباب وطلع بصمت ورجع عماد وطلع بيلحق على الموعد اللي جا من الديرة عشانه ..
الحكاية انتهت ..
وفصل من فصول حياة ام نايف اسدل عليها الستار مثل فصل صالح اللي انتهى ..
ومثل فصل سجن نايف اللي طوي قيده ..
ومثل فصل خوفها على مستقبل شادن اللي تبدد ..
حضنت بنتها في غمرة فرح ..
هذولا اهلك ياشادن طلعوا احسن من اهلي ..
اهلك اللي حفظوكم وحافظوا عليكم ..
ضمت بنتها على صدرها وهي تقول : يستاهل انك تحطينه في عيونك ياشادن .. اسعديه مثل مااسعدني ياعمري .. فاهمه ياشادن حاولي تسعدينه وتسمعين كلامه وترضينه . الله يوفقك معه ويخليه لك يابنتي .
هزت شادن راسها وهي مقتنعه بكلام امها ..
صح يمه يستاهل اني اسعده
اليوم انقذنا بمساعدته لابو بدر ..
والحين فكنا من كابوس خالي ..
بس يايمه اذا مايبغاني اسعده وش العمل ..
قطع عليهم صوت التلفون اللي رن افكارهم ..
وراحت شادن ترد عليه : الو ..
: ها ياشادن وشلون امي .
كان نايف وشكله خايف عليها قالت : خلاص مبسوطه وفرحانه ماقصر عماد اعطى خالك درس بينسيه طريق بيتنا .
: والله ههههههههههههههههه اوكي انا جاي بالطريق دقايق واكون عندكم عشان تعطوني التفاصيل . عماد مارضى يقول لي على اللي صار بينهم .
: طيب لاتسرع ..
: ان شاء الله .. يالله سلام .
: سلام .
قفلت من اخوها وهي مستغربه من هالانسان ..
للحين ماعرفته زين ..
بس كل اللي عرفته انه رجل بمعنى الكلمه ..
صدقت جدتها يوم قالت انه قد الصعاب ولايهاب ..
وان احتاجته ماخيبها ..
هزت راسها ونفضته تبي تصحى من افكارها اللي سرقتها له
ليه تفكر فيه ..
اصلاً هذا رجل غريب عنها ..
ومالها أي علاقه فيه الا ورقة عقد ولمدة معينه ..
حاولت تشيل صوته وصورته من راسها ..
وهي تقنع نفسها من الآن انه انسان غريب ومالها علاقة فيه حتى لو ان اسمه زوجها ..
لأن زوجها عند الناس فقط .
واللي سواه اليوم معاها لأن نايف ولد خاله ..
وممكن جداً يسويه مع أي شخص مكان نايف .. !
او يسويه لهم حتى لو ماارتبط فيها ..
يعني هي مالها أي علاقة بموقفه .



***


دخل على جدته وعمته في الصالة .. وهو ينادي بصوته العالي
: ياولد ياهييييه يااهل البيت ..
رحبت فيه جدته وفوزية كالعادة لامته على صوته العالي : يااخي انت ماتعرف تدخل على الناس بهدوء .. الحين فصولي بيصحى من صوتك .
سلم على راس جدته وسلم على عمته قال : خليه يتعود على اصوات الرجال ويتمرجل موب يتعود على اصوات الحريم .
شاف كورة شهد بجنب الباب وتوجه لفوزية قال : استعدي فوزية ابي اشوت عليتس .
حطت فوزية يدينها على وجهها قالت بصوت عالي : يامجنون فكني منك .. الكورة هذي قوية لاتشوت عليّ .
ضحك فهد على شكلها قال : احلفي انتس لتقنعين منالوه تفكني من السوق وتروح مع بندر .. يالله عجلي ولا على وجهتس .
: خلاص يامجنون والله لاقنعها واقول اتركي فهد مهبول محد يروح معه .
شات الكورة وراه قال : ايه اشوا خليتس سنعه موب تقولين لهم اتركوا بندر واكرفوا فهد تحسبين علومتس ماتجيني .
بعد ماتطمنت فوزية انه شات الكورة برا قالت : وليه ان شاء الله ماتودي خواتك .. تبي كل شي على بندر ..؟
رد فهد بسرعه قال : انا مااطيق شيل الحرمة معي مهب الفّ بها الاسواق خمس ست ساعات .. عاد ياويل من راحت معه منال للسوق .
استغلت ام ناصر الفرصه وبدت معاه لوم وعتاب واستنكار ورجاء انه يعين ابوه ولايقهره ويمسك وظيفته ويعتمد على نفسه ..
مناها فهد بأبشري ومالتس الا من يرضيتس وخلاص انا بديت اعقل وامل من البر ..
وهو ابعد مايكون عن الوفاء بكلامه ولا الحقيقه ..
مجرد كلام حتى يخفف من حدة كلام جدته وزعلها ..!
اخذ شماغه في يده قال : انا بصراحه ابي انحاش من جدتي ادري انها في النهاية تبي تقول اعرس واخاف تسوي بي سواة عماد مير يالله مع السلامه ..
ضحكت فوزية منه ومن حركاته وكلامه وهو يعطيهم ظهره متوجه للباب ..
: طيب اقعد تقهو معنا .
: ماابي قهوة العيال ينتظروني نبي نروح نكشت .
هزت ام ناصر راسها قالت بيأس : لاحول ولاقوة الا بالله . مافيه فايده هالولد .
قالت فوزية : يايمه شوي شوي على فهد ماتشوفينه الا وتعطينه ذيك المحاضرة .. تراه موفاسد ولامدخن .. عيبه انه انسان يحب البر والتمشيات بحدود الحلال .
امها بحده : حدود ا لحلال بطاعة ابوه ورضا امه واعتماده على عمره مهوب اذا احتاج فلوس جا يطلب ابوه واخوه .. حتى اخوه اللي اصغر منه ماسكـ (ن) وظيفته ومعتمد(ن) على نفسه .!
عرفت فوزية انها ماراح تغلب امها فاضطرت انها تنهي الحوار وتنادي الشغاله تشيل القهوة والشاهي من الصاله ..!
وهي قامت ترتب اغراضها حتى ترجع لبيتها اللي بدت تأثثه بمعية زوجها ..

***



: قومي روحي معاي للسوق مافيه وقت ياشادن ..!
: يايمه تكفين والله مااقدر خليها ليوم الخميس .
: ياشادن ياعمري ماباقي وقت الخميس تروحين تجيبين شوية اغراض والخميس اللي بعده زواجك ..
قامت عشان امها وجلست على السرير فترة مو طويلة ..
كيف تروح تتسوق وهي مالها نفس ..
مافيه دافع او حماس ..
تذكرت الفرح بعيون امها وجدتها واخوها وعمانها ومططت يدينها بقوة ووقفت ..!
توضأت وصلت المغرب ولبست وطلعت مع امها ونايف للسوق ..
ساعه ، ساعتين ، ثلاث ، اربع ..
اخيراً طلعوا بأكثر من عشرة اكياس وهذا يعتبر ولا شي مع الاغراض الباقيه ولسه مااشترتها ..
نزلت اليوم الثاني والثالث وماترجع للبيت الا وهي منهكه ..
تحط راسها وتنام وتصحى زي المفجوعه على صوت المنبه .. تلبس بسرعه وتروح مع ابو بدر اللي يخاصم لأنها تتأخر عن وقتها اللي تطلع فيه ..
دخلت المدرسة اللي نوف محولتها لجحيم بالنسبة لشادن تحاسبها على الرايحه والجاية ..
وتدقق على كل تحاضيرها وحاطه راسها براسها وتعاملها غير عن كل المعلمات ..
بعد الحصة الرابعه جات نوف لغرفة المدرسات قالت : لو سمحتي ياشادن تعالي للادارة .
قفلت دفتر خلود حق التحضير اللي كانت تتصفحه وقالت ببرود : حاضر .. اجي وراك الحين .
راحت نوف بعد ماارسلت عليها نظرة حاقدة وواعدة باللي مايسر ..
التفتت شادن على خلود اللي عدلت نظارتها على عيونها وقالت : الله يعينك عليها هذي اش حكايتها معاك .
هزت شادن اكتافها بمعنى مو فاهمه شي .. وقامت لحقتها ..
جلست نوف على كرسيها قالت : اقعدي .
جلست شادن مقابل لها قالت : خير ان شاء الله .
: خير .. اليوم مريت على فصلتس وجمعت دفاترالبنات بصراحه عليتس ملاحظات ياشادن .
: ملاحظات شو . ؟
: ماصححتي الدفاتر من زمان .
: كلهم درسين اللي ماصححتها .!
: لا لا موب درسين ..! والدليل شوفي ..
طلعت دفتر وفيه اكثر من سته دروس ماتصححت قالت : وش هذا .؟
حطت شادن رجل على رجل وصدت بوجهها عن نوف قالت بثقه : هذا دفتر هيا اللي متزوجه لها اسبوعين ماداومت الا اليوم ومادخلت عندهم لسه .
تلون وجه نوف بالوان مختلفه قالت : والبنات الباقيات فيه دروس ماتصححت .
: درسين يانوف .. واعتقد هذا مو شي تحاسبيني عليه وتعامليني بالطريقه هذي عشانه .
: انا هنا انفذ القانون وو
: لو سمحتي لاتحاولين تدورين علي شي ترى هذا مو في صالحك وترى اللي نقلني للمدرسة هذي يقدر ينقل غيري وله سلطه يقدر ينقل ويشيل من منصب لمنصب على كيفه .
وقفت وقالت وهي تحط يدها على الطاولة وتميل ناحية نوف : انا هنا نقلت بكيفي عشان اجي عند اهلي واقدر انقل لمدرستي القديمه واقدر اصير مكانك اليوم قبل بكرة واعتقد انتي فاهمه هالشي زين ..
طلعت وتركتها في حاله من الاستغراب والذهول والصدمه وخيبة الامل والاحباط المرير الموجع ..
اجل عماد هو اللي نقلها عشان تجي عنده ..
وهو اللي يبي يصير زوجها بعد كم يوم ..
نزلت راسها على مكتبها ووجهها ماتدري أي لون كساه ..
ماتبي تبكي .. تخاف احد يشوفها ويفضحها ..
يكفي ان نوير بدت تشك فيها ويمكن عرفت سبب حقدها على شادن ..
تذكرت يوم جات يوم السبت والكل يبارك لشادن وهي تقول الله يبارك فيكم ..
جاتها نوير تمشي وهي توزع الشكولاته قالت : تفضلي يانوف بمناسبة ملكة شادن وعماد .
وقفت زي المنهبله ..
رغم ان كان عندها علم الا ان الخبر حتى لو تكرر .. يمثل لها صاعقه ، زلزال ، بركان وانفجر في وجهها ..
اختنقت لدرجة انها مادرت بنفسها الا ونوير تعطيها مويه وتسمي عليها وترش على وجهها شوية موية .
: بسم الله عليك يانوف وش صار لك ؟
فتحت عيونها وجمدت بمكانها ..
قالت : مدري من الصبح تعبانه والبارح مانمت زين ..
اخذت شنطتها ولبست عبايتها وكلفت نوير تقوم بمهامها في الادارة وطلعت للبيت ..
قفلت على نفسها واطلقت العنان لقلبها وعيونها وصراخها تكتمه وهي داخل بطانيتها لحد ماتعبت من البكا وتعب منها ..
رفعت راسها من على مكتبها على صوت سهام : ابلا نوف لو سمحتي .
: هلا سهام .
: انا وشادن بكرة مو جايين .
قالت بصوت مخنوق : ليه ؟
: انا خطوبتي بكرة وتعرفين شادن تجهز وزواجها ماباقي عليه شي .
قاطعتها بلهجة حادة : سهام لوسمحتي تكلمي عن نفسك ومالك دخل بغيرك .
: طيب بس حبيت اقول لك ان مناوبتي انا وشادن بيوم واحد بعد ماغيرتيها ..
: انتي اذنك معاك ولاتجين الا السبت . خلاص تفضلي .
: مشكوورة .
طلعت سهام وعلى راسها مية علامة تعجب وعلامات استفهام كبيرة .. ياترى ليه يانوف كارهه شادن من اول مادخلت هل لأنها حلوة ولا لأنها المفروض تصير مثلك وماتزود عليك بشي خاصة ان اهلها ينتمون للقرية هذي ولا ايش السر بالضبط . ؟
دخلت غرفة المدرسات قالت : شادن نوف هذي ماادري اش فيها عليك مارضت تخليني اتكلم عنك تقول مالك دخل بغيرك وعطتني اجازة ليوم السبت .
: باخذ اجازة غصب عنها ولا ماراح تشوفونها في المدرسة .
: الله الله الله .. اجل عندك سلطه وتاركتنا نتشحطط بالطريق من جده للاجواد ولا المسكينات اللي يجون من الطايف ومكه .. اش رايك تنقلينا مرة وحده .. .
: لا الا انتوا ماراح انقلكم .. ماابغاكم تفارقوني ..!
قالت سهام باحباط : مالت علينا ..!
: ههههههههههههههههه
: عاد من جد شدون بتاخذين اجازة غصب عن هالعصبيه ..!
: عندي خطيبي ياماما يقدر ينقل المدرسه كلها مو نوف .
قالت خلود : تكفين اسكتي لاتذكريني .. كل ماتذكرته حسدتك عليه .. بجد ياشادن انتي محظوظة ..
قالت كلمتها ونوف واقفه على الباب واكيد سمعتها ..
وقفت خلود قالت باحراج : تعالي يانوف تقهوي معانا .
: لا لا مابي اذا تبين تاخذين اجازة ياشادن لاتجين بكرة .
قالت شادن : لا ماابي بكرة ابي الاسبوع الجاي كله .. والاسبوع اللي بعده زواجي الله يحييك عليه تراه هنا في الديرة مو في جده .
طالعتها بنظرة حاقدة وحاسدة في نفس الوقت قالت : مبروك مقدما ومدري احضر ولا لا ..
طلعت والبنات مستغربين من قوة شادن وكيف تجرأت لأول مرة ووقفت في وجه نوف ..
قالت شادن وهي تتذكر كلام عمتها فوزية عن عماد انه مايرضى احد يتكلم على احد من اهله اواقاربه مهما كان ..
وان هذاك اليوم هدد ان تعرضت نوف لشادن لينقلها من المدرسه كلها
: عرفت نقطة ضعفها .. واناكنت اقول ماابغى اجرحها ولا اتكلم عليها بس مانفع . وهذي هي الطريقه الوحيده اللي توقفها عند حدها .
ضحكت نوير اللي دخلت وشادن تتكلم قالت : يابنت ياقوية ليه ماطلعتي هالعضلات من زمان .
: هههههههههههههههههههههههه خلاص كل يوم تعالي وراي اذا انتي خايفه وادافع عنك بعضلاتي .
: الحين اجي وراك بعد نوير تعالي معاي لنوف مااقدر اروح لها لوحدي .
ضحكت شادن من نوير وطريقتها وكيف تقلد صوتها وحركاتها
نوير بالنسبة لها فاكهة المدرسة وضحكتها ..
وهي البرد والسلام بنار نوف ومضايقتها لها ..!
جلسوا بوسط ضحكاتهم وتعليقهم بعيد عن نظرات نوف اللي تمزج الحقد بالانكسار ..!
وشادن تحاول جاهدة انها تأجل التفكير لوقته .. والضيق والزعل لحينه ..!



***

قبل موعد الزواج بيومين
سهرانه هي وسارة ..
قالت سارة : ياربي اليوم بغى يصير علينا حادث .. يااختي ابوسعد صاير ينام الايام هذي .
قالت شادن بفزع : الله يستر سارة لاتسكتون كلموه اذا مايقدر يوصلكم خلاص دوروا غيره .
ردت سارة : اميرة كلمته تقول اذا ماوراك عيال ترانا عندنا اهل وعيال يبونا .
: الله يستر ذكرتيني بهذاك اليوم لمن وقفت سياراتنا لولا الله ارسل علينا عماد كان ماادري اش كان حيصير لنا .
: صحيح هو اش يبغى من نايف .
ردت شادن بلا مبالاة : يقول كنت ابغى اتطمن على شادن وصلت ولا لا .
: الله الله الله .. هذا اللي تقولي عنه مجبور على الزواج .. اشوف الاخ بدا يهتم .
: والله ماادري عنه .. بس هو الأكيد انه مغصوب لأنه كان شايل فكرة الزواج من راسه .. ياشيخه خذي رتبي اغراضي معاي بدال ماتسولفين بدون فايده .
حاولت انها تقطع السيرة وتنهي الحوار عن عماد خوفاً انها تفتح باب وتكشف المستور لسارة وهي قد اخذت عهد على نفسها محد يعرف بالموضوع اللي بينها وبين عماد من ناحيتها ..
بدت سارة ترتب الملابس وتطبق معاها احياناً تمتدح واحيانا تذم ..
قالت : الحين ابغى اعرف فيه وحده تشتري جلابيات بهالكمية خذي ثنتين ثلاث معقول لكن كل هذولا الحمد لله بس .
ردت شادن باقتناع : الناس هناك يحبون الملابس هذي خاصة جدتي .
بعدين الجلابيات ياماما تصلح بأي مكان وأي زمان وهذي كلها موديلات جديده .
قلبتها سارة بين يدينها قالت : فين البناطيل فين الاطقم فين القمصان اهم شي .
فتحت شادن شباصتها ونزل شعرها الاسود على اكتافها قالت : عندك كم بنطلون وكم طقم الكيس الثاني وانا اصلاً باقي لي اشياء بسيطه بروح اشتريها انا وامي نايف مره يحرجني .
اخذت سارة شنطة المكياج وقعدت تتفحصها بحكم خبرتها ومعرفتها بأدق ادواته وألوانه لأنه هوايتها المفضلة واللي تمارسها يومياً بإتقان وخبرة ..!
مرت عليهم الليلة وانكتبت في ذاكرة تاريخهم ..
مثل باقي سهراتهن المميزة يتخللها المرح والود والضحك والذكريات الجميلة بحياتهن ..!




***


صباح يوم الزواج ..!
دخل مع العمال اللي وصلوا الأثاث ..
اليوم زواجه والأثاث توه وصل ..
شال مع العامل المرتبة وسلمها لعامل ثاني ..
جا يمشي لخالته فوزية اللي طلعت من غرفة امها وبتروح مع زوجها لجده لازم تروح لمشغل لأن هذا مو أي زواج ..
هذا زواج عماد اللي تنتظره من سنين ..
قالت : اخيراً وصلت الغرفة .
راح يغسل يدينه عن الغبار ..
قال : وصلت .
: تبي مساعده قبل اروح .
: لا مشكورة تسهلي انتي .. مافيه شي تساعديني عليه . بعدين انتي ماكأن عندتس بيت وتو ساكنته من اسبوع ليه كل شوي اشوفتس ترززين هنا .
: ياربي من هالالخلاق .. انا مريت اشوف امي تبي شي ولا لا .. والشرهه مو عليك علي انا اللي عرضت خدماتي .. يالله مع السلامه ..
اخذت فيصل وشهد تبي تطلع .. واستوقفها
قال : تعالي تعالي .
وقفت بزعل وهي تضرب برجلها على الارض قالت : نعم باقي شي ماقلته ..
ابتسم واخذ شهد حضنها وباسها على راسها قال : والله اعصابتس ماعاد تحمل شي .. يابنت الحلال لاتزعلين تعبان وقرفان ووراي مية شغله .
قالت فوزية بضحكة : الله يعينك ياشادن ... ياسيدي عاذرتك اصلاً انا اقدر ازعل منك ..؟ بعدين اليوم عريس لازم نتحملك .
قالت شهد بفرح : عماد فستاني لونه ابيض زي فستان العروس .
رد على شهد : والله .. عاد الليلة انتي العروس ابيتس ترقصين لين تشبعين ..
: طيب تخلي شادن ترقص ولا عيب ..
التفت على فوزية قال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : يالله تسهلي رجلتس ينتظرتس برا ..
طلعت فوزية وهي تضحك من احراج شهد له .. وتقول :الله يبيض وجهها اللي خلتك تضحك على الصبح .
توجه لغرفة جدته اللي ماتوسعها الدنيا من الفرحه وهي كل شوي تدعي ان الله يتمم على خير ويسهل امور ولدها ويرزقه التوفيق وراحة البال والضنا الصالح .
دخل غرفتها وسلم على راسها وجلس بجنبها وريحة البخور تفوح في غرفتها والفرح يتهلل في وجهها..
قالت : ياجعله مبارك وانا امك . عز الله اني اتحرى لليوم هذا من سنين وماقطع قلبي غير اني ماشفت عيالك بس ربك كريم وماخيبني .
: الله لايكدر عليتس يالغاليه .. رمى نفسه على الأرض وتمدد وحط شماغه على وجهه قال : آآآآه يالتعب والله ياظهري يافيه وجع وتعب .
: علامك ياوليدي عسى ماشر .
: ماشر ياجده بس التعب اللي هد حيلي وكسر عظامي من صلاة الفجر وانا صاحي والبارح مانمت الا الساعه ثلاث .
: ها قوم روح ارقد لك ساعتين وريح عمرك ياوليدي .
: وين انا وين النوم وراي مية شغله .
: ابوك يبي يجي ولا لا .
قام جلس ومسك شماغه وقال من دون مايطالع بوجه جدته
: مدري عنه .
: انت علمته ؟
: ايه وقبل يومين مريته أأكد عليه وقال انه يبي يجي .
: الله يكتب اللي فيه خير . ان جا ولا ماجا مثله مثله انت رجال الله لايحدك على احد وخوالك صافين معك وهم اهلك واخوانك .
: عارف ياجدتي الله يهديه بس مايعترف بي غير اذا بغى فلوس ولا انا ماعلي منه ادور رضاه عشان رضا ربي .
: الله يكملك بعقله ويستر عليك وانا امك .
: اوووه نسيت اقول لعبدالعزيز يستقبل خالتي نورة ويفكني من مشوار جده .
: انا علمت فوزية وقالت انها بتكلمها ويجيبونها .
تنهد بارتياح قال : اشوا الله يجزاتس خير .
وقف وراح يشوف الشغالات وش سون في الغرفة الجديدة بعد ماقال لهم ينظفونها ويرتبونها ويحطون مفارشها …
المفروض انه بهاليوم يكون اسعد رجل لأنه يوم العمر ونقلة كبيرة في حياته من العزوبية والتشتت لحياة الاستقرار والزوجية ..
بس هو عكس الناس ..
انسان غريب وطبعه مختلف جداً ومزاجه غييير عن الناس يعتبر ان الزواج محطه ينطلق منها لعالم ثاني ويدينه مقيده بسلاسل .. رجوله محدده بخطوات عدة .. مسؤولية الزوجة والاطفال عامل مهم في عرقلة اموره سواء اللي تخص شغله ولا هواياته ورغباته في الانطلاق في الحياة والأهم السفر والشهادة اللي يحلم يجيبها من امريكا ...
هذا كان تفكيره وفكرته عن الزواج امام الناس فقط والعذر منهم اذا جابوا له سيرة الزواج ..
اما الحقيقه فهي توقد بصدر عماد ..
منغصة حياته وميقظة نومه ومزعزعه استقراره النفسي ..
ومايعلمها غير الله وعماد ..
دخل الغرفه وشافها انيقه ومرتبه وماينقصها شي .
هز راسه قال " تستاهلها راعيتها وتليق بها "
طلع بسرعه وراح لغرفته .
فتح دولاب ملابسه وطلع له ثياب جديدة ودخل ياخذ له شور ..
بعد نص ساعه كان في سيارته متوجه لخاله ناصر ..
وقف قدام البيت ونزل من سيارته ودق باب بيته
طلع له فهد وسلم عليه قال : هلا والله بالمعرس وشلونك اليوم عساك طيب ؟
: بخير الله يعافيك .. انت وش اخبارك .؟
: الحمد لله على ماتحب .. تفضل اقلط .
: لا لا مشغول بس ابي خالي الله يعافيك خله يطلع لي . انت مارحت عند خالي فواز للحين . .
: خلها على الله بس جايك من البر مواصل وعلى طول رحت لعمي فواز
توني جاي من عنده ارسلني اجيب له قهوة وفطور .
طالعه عماد بنظرات متجهمه ..
: تروح للبر وانت عارف ان ورانا شغل من بدري .
: وش اسوي ياخوك البارحة عيني جفاها النوم ومالقيت نفسي الا بوسط البر وبندقي في يدي وشاب النار واغني ..
ابتسم عماد على سخافته واستهتاره قال : اشهد انك مريض .
: اقول بس لاتنسى وقفتي معك تراني موااااصل وتعبان ومع هذا اكرف معك .
رد عماد بامتنان : الله يقدرني وارد لك وقفتك معي يافهد .
: ودي اقول آمين واحطك بمكاني اليوم لين تصهرك الشمس . بس اخاف ليا قلته اعرس ..
: ووراك ماتعرس انت وش يردك .
: ياخي فكني بالله من هالطاري ..
: اجل ناد لي خالي بسرعه .
رجع فهد ينادي ابوه وركب عماد سيارته ينتظر خاله اللي طلع له بعد خمس دقايق لابس ثوبه وشماغه وعقاله ونزل له عماد سلم على راسه
قال ناصر : هلا والله بولدي عماد خير وانا خالك .
: خير ياخال ابيك تجي معي لمحل الرجال تشرف عليه وتشوف وش ناقصه مالي غناة عنك طال عمرك .
: ابشر وانا خالك ان ماخدمتك ووقفت معك اخدم من واقف مع من ؟ ..
حط يده على كتفه وكمل : انت وفهد مابينكم فرق عندي عسى الله يبارك لك ويوفقك ويرزقك بالضنا الصالح .
: الله يسلمك ياخالي يالله اركب خلنا نخلص امورنا من بدري .
ركب ناصر مع عماد وراحوا للمكان اللي قرروا يحطون الرجال فيه وهو عبارة عن ساحة كبيرة وبانين عليها مخيم ومسوين لها اضاءات عاليه وكثيرة .
وصلوا المكان المحدد وشافه ناصر قال : خل هنا محل الطباخين .. وهنا تسوى القهوة .
هز عماد راسه باقتناع قال : شورك وهداية الله .
: وش باقي لك من شغل .
: باقي لي اشغال مهب شغل .. وانا والله ماعاد اشوف من التعب من صلاة الفجر وانا على عظمين .
: الله يعينك وانا خالك هذا العرس وهمه بكرة ترتاح وتجني تعبك بزوجة صالحه وعيالٍ بارين ان الله اشاء .
: الله يعين .. الا صحيح ياخالي فيه تجار عازمهم وخوياي جايين عشاني ابي لهم مكان مخصص وزين .
: ضيوفك هذولا لاتحطهم هنا.. حطهم بمجلسك بيذبحهم الحر ياولدي .
: ومن يقابل الناس اللي هنا ؟
: اللي هنا حنا معهم انا وفواز وابوك وعمانك وضيوفك قابلهم انت وفهد هناك .
: لاياخالي ابيك تستقبل ضيوفي معي .. خل فهد وخالي فواز ..
: ابشر وانا خالك .. اجل ناد بندر خله يروح للمجلس يشوف وش يحتاج .
وبنظرة امتنان ارسلها له عماد قال : زيييين زين .. توكلنا على الله

مر العصر كله ووصلت فوزية مع اختها نورة اللي استقبلتها في المطار هي وبناتها التوأم ريماس وايناس 17 سنه .. وعبدالله 13 سنه ..
قابلتهم ام ناصر ورحبت فيهم وهي اسعد الناس بهاليوم ..
لمة حبايب ،
وشوفة غالين ،
والأهم ان هاليوم اهم يوم بحياتها لأنه زواج الغالي . ...!
دخلت نورة بغرفتها اللي تحت بجنب غرفة امها والبنات جلسوا عند جدتهم اللي يموتون عليها وعلى تعليقها عليهم وعلى قصات شعورهم الكاريه .. ولبسهم اللي دايماً طقم مو كافي اشكالهم نسختين من بعض ..!
بعد شوي جات نورة تسولف عند امها وهي مسوية مكياجها مع فوزية في مشغل بجده ومو راضيه عنه ..
قالت امها : الحين اللي انتي حاطته على عيونتس ورى ماتغسلينه وتحطين شوية كحل وش زين سواده في عينتس ابرك لتس من هالبلاوي اللي ملطختن وجهتس .
: يايمه الله يخليك لي الحين كل الناس تحط المكياج هذا .
: والله ماشفت احد يحطه غير انتي واختس مير الله يهديتسن .
التفتت نورة لبنتها قالت : ريماس قومي هاتي شنطة المكياج .
: حاضر ماما .
قالت ايناس : جدتي كيف مكياجي حلو ولا لا .؟
: لاوالله وانا جدتس شين ومحدن يعرفتس .
: عاد نبي نشوف العروس حلوة زي عماد ولا لا ؟
قالت ام ناصر وهي تبتسم لمن تذكرت بنت ولدها : شادن الله يستر عليها مكملها الرحمن . زين وعقل وسنع .
قالت ريماس اللي دخلت والشنطه في يدها قالت : طبعا طبعاً هذي زوجة عماد مو احنا اللي كل ماتشوفينا تهاوشينا .
قالت امها بصوت عالي : بنت تأدبي وكلمي جدتك بأدب .
ردت ام ناصر : يحييتس الله وتشوفين شادن يابنت نوره .
قالت فوزية اللي جالسه تأكل فيصل وهي مرتاحه نفسيا وراضيه عن لبسها ومكياجها : ماشاء الله عليها شادن قمر واخلاق وادب ..
قالت نورة وهي تعدل رسمة عينها : الله يحميها .. حمستوني اكثر لشوفتها ..
ردت ام ناصر : اذكرن الله وادعوا لهم ان ربي يجمع بينهم بخير
ذكرن الله البنات وهن يشوفن لهفة امهن وفرحتها اللي تتمنى مايكدرها شي .


***

***

قبل موعد الزواج بيومين
سهرانه هي وسارة ..
قالت سارة : ياربي اليوم بغى يصير علينا حادث .. يااختي ابوسعد صاير ينام الايام هذي .
قالت شادن بفزع : الله يستر سارة لاتسكتون كلموه اذا مايقدر يوصلكم خلاص دوروا غيره .
ردت سارة : اميرة كلمته تقول اذا ماوراك عيال ترانا عندنا اهل وعيال يبونا .
: الله يستر ذكرتيني بهذاك اليوم لمن وقفت سياراتنا لولا الله ارسل علينا عماد كان ماادري اش كان حيصير لنا .
: صحيح هو اش يبغى من نايف .
ردت شادن بلا مبالاة : يقول كنت ابغى اتطمن على شادن وصلت ولا لا .
: الله الله الله .. هذا اللي تقولي عنه مجبور على الزواج .. اشوف الاخ بدا يهتم .
: والله ماادري عنه .. بس هو الأكيد انه مغصوب لأنه كان شايل فكرة الزواج من راسه .. ياشيخه خذي رتبي اغراضي معاي بدال ماتسولفين بدون فايده .
حاولت انها تقطع السيرة وتنهي الحوار عن عماد خوفاً انها تفتح باب وتكشف المستور لسارة وهي قد اخذت عهد على نفسها محد يعرف بالموضوع اللي بينها وبين عماد من ناحيتها ..
بدت سارة ترتب الملابس وتطبق معاها احياناً تمتدح واحيانا تذم ..
قالت : الحين ابغى اعرف فيه وحده تشتري جلابيات بهالكمية خذي ثنتين ثلاث معقول لكن كل هذولا الحمد لله بس .
ردت شادن باقتناع : الناس هناك يحبون الملابس هذي خاصة جدتي .
بعدين الجلابيات ياماما تصلح بأي مكان وأي زمان وهذي كلها موديلات جديده .
قلبتها سارة بين يدينها قالت : فين البناطيل فين الاطقم فين القمصان اهم شي .
فتحت شادن شباصتها ونزل شعرها الاسود على اكتافها قالت : عندك كم بنطلون وكم طقم الكيس الثاني وانا اصلاً باقي لي اشياء بسيطه بروح اشتريها انا وامي نايف مره يحرجني .
اخذت سارة شنطة المكياج وقعدت تتفحصها بحكم خبرتها ومعرفتها بأدق ادواته وألوانه لأنه هوايتها المفضلة واللي تمارسها يومياً بإتقان وخبرة ..!
مرت عليهم الليلة وانكتبت في ذاكرة تاريخهم ..
مثل باقي سهراتهن المميزة يتخللها المرح والود والضحك والذكريات الجميلة بحياتهن ..!




***


صباح يوم الزواج ..!
دخل مع العمال اللي وصلوا الأثاث ..
اليوم زواجه والأثاث توه وصل ..
شال مع العامل المرتبة وسلمها لعامل ثاني ..
جا يمشي لخالته فوزية اللي طلعت من غرفة امها وبتروح مع زوجها لجده لازم تروح لمشغل لأن هذا مو أي زواج ..
هذا زواج عماد اللي تنتظره من سنين ..
قالت : اخيراً وصلت الغرفة .
راح يغسل يدينه عن الغبار ..
قال : وصلت .
: تبي مساعده قبل اروح .
: لا مشكورة تسهلي انتي .. مافيه شي تساعديني عليه . بعدين انتي ماكأن عندتس بيت وتو ساكنته من اسبوع ليه كل شوي اشوفتس ترززين هنا .
: ياربي من هالالخلاق .. انا مريت اشوف امي تبي شي ولا لا .. والشرهه مو عليك علي انا اللي عرضت خدماتي .. يالله مع السلامه ..
اخذت فيصل وشهد تبي تطلع .. واستوقفها
قال : تعالي تعالي .
وقفت بزعل وهي تضرب برجلها على الارض قالت : نعم باقي شي ماقلته ..
ابتسم واخذ شهد حضنها وباسها على راسها قال : والله اعصابتس ماعاد تحمل شي .. يابنت الحلال لاتزعلين تعبان وقرفان ووراي مية شغله .
قالت فوزية بضحكة : الله يعينك ياشادن ... ياسيدي عاذرتك اصلاً انا اقدر ازعل منك ..؟ بعدين اليوم عريس لازم نتحملك .
قالت شهد بفرح : عماد فستاني لونه ابيض زي فستان العروس .
رد على شهد : والله .. عاد الليلة انتي العروس ابيتس ترقصين لين تشبعين ..
: طيب تخلي شادن ترقص ولا عيب ..
التفت على فوزية قال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : يالله تسهلي رجلتس ينتظرتس برا ..
طلعت فوزية وهي تضحك من احراج شهد له .. وتقول :الله يبيض وجهها اللي خلتك تضحك على الصبح .
توجه لغرفة جدته اللي ماتوسعها الدنيا من الفرحه وهي كل شوي تدعي ان الله يتمم على خير ويسهل امور ولدها ويرزقه التوفيق وراحة البال والضنا الصالح .
دخل غرفتها وسلم على راسها وجلس بجنبها وريحة البخور تفوح في غرفتها والفرح يتهلل في وجهها..
قالت : ياجعله مبارك وانا امك . عز الله اني اتحرى لليوم هذا من سنين وماقطع قلبي غير اني ماشفت عيالك بس ربك كريم وماخيبني .
: الله لايكدر عليتس يالغاليه .. رمى نفسه على الأرض وتمدد وحط شماغه على وجهه قال : آآآآه يالتعب والله ياظهري يافيه وجع وتعب .
: علامك ياوليدي عسى ماشر .
: ماشر ياجده بس التعب اللي هد حيلي وكسر عظامي من صلاة الفجر وانا صاحي والبارح مانمت الا الساعه ثلاث .
: ها قوم روح ارقد لك ساعتين وريح عمرك ياوليدي .
: وين انا وين النوم وراي مية شغله .
: ابوك يبي يجي ولا لا .
قام جلس ومسك شماغه وقال من دون مايطالع بوجه جدته
: مدري عنه .
: انت علمته ؟
: ايه وقبل يومين مريته أأكد عليه وقال انه يبي يجي .
: الله يكتب اللي فيه خير . ان جا ولا ماجا مثله مثله انت رجال الله لايحدك على احد وخوالك صافين معك وهم اهلك واخوانك .
: عارف ياجدتي الله يهديه بس مايعترف بي غير اذا بغى فلوس ولا انا ماعلي منه ادور رضاه عشان رضا ربي .
: الله يكملك بعقله ويستر عليك وانا امك .
: اوووه نسيت اقول لعبدالعزيز يستقبل خالتي نورة ويفكني من مشوار جده .
: انا علمت فوزية وقالت انها بتكلمها ويجيبونها .
تنهد بارتياح قال : اشوا الله يجزاتس خير .
وقف وراح يشوف الشغالات وش سون في الغرفة الجديدة بعد ماقال لهم ينظفونها ويرتبونها ويحطون مفارشها …
المفروض انه بهاليوم يكون اسعد رجل لأنه يوم العمر ونقلة كبيرة في حياته من العزوبية والتشتت لحياة الاستقرار والزوجية ..
بس هو عكس الناس ..
انسان غريب وطبعه مختلف جداً ومزاجه غييير عن الناس يعتبر ان الزواج محطه ينطلق منها لعالم ثاني ويدينه مقيده بسلاسل .. رجوله محدده بخطوات عدة .. مسؤولية الزوجة والاطفال عامل مهم في عرقلة اموره سواء اللي تخص شغله ولا هواياته ورغباته في الانطلاق في الحياة والأهم السفر والشهادة اللي يحلم يجيبها من امريكا ...
هذا كان تفكيره وفكرته عن الزواج امام الناس فقط والعذر منهم اذا جابوا له سيرة الزواج ..
اما الحقيقه فهي توقد بصدر عماد ..
منغصة حياته وميقظة نومه ومزعزعه استقراره النفسي ..
ومايعلمها غير الله وعماد ..
دخل الغرفه وشافها انيقه ومرتبه وماينقصها شي .
هز راسه قال " تستاهلها راعيتها وتليق بها "
طلع بسرعه وراح لغرفته .
فتح دولاب ملابسه وطلع له ثياب جديدة ودخل ياخذ له شور ..
بعد نص ساعه كان في سيارته متوجه لخاله ناصر ..
وقف قدام البيت ونزل من سيارته ودق باب بيته
طلع له فهد وسلم عليه قال : هلا والله بالمعرس وشلونك اليوم عساك طيب ؟
: بخير الله يعافيك .. انت وش اخبارك .؟
: الحمد لله على ماتحب .. تفضل اقلط .
: لا لا مشغول بس ابي خالي الله يعافيك خله يطلع لي . انت مارحت عند خالي فواز للحين . .
: خلها على الله بس جايك من البر مواصل وعلى طول رحت لعمي فواز
توني جاي من عنده ارسلني اجيب له قهوة وفطور .
طالعه عماد بنظرات متجهمه ..
: تروح للبر وانت عارف ان ورانا شغل من بدري .
: وش اسوي ياخوك البارحة عيني جفاها النوم ومالقيت نفسي الا بوسط البر وبندقي في يدي وشاب النار واغني ..
ابتسم عماد على سخافته واستهتاره قال : اشهد انك مريض .
: اقول بس لاتنسى وقفتي معك تراني موااااصل وتعبان ومع هذا اكرف معك .
رد عماد بامتنان : الله يقدرني وارد لك وقفتك معي يافهد .
: ودي اقول آمين واحطك بمكاني اليوم لين تصهرك الشمس . بس اخاف ليا قلته اعرس ..
: ووراك ماتعرس انت وش يردك .
: ياخي فكني بالله من هالطاري ..
: اجل ناد لي خالي بسرعه .
رجع فهد ينادي ابوه وركب عماد سيارته ينتظر خاله اللي طلع له بعد خمس دقايق لابس ثوبه وشماغه وعقاله ونزل له عماد سلم على راسه
قال ناصر : هلا والله بولدي عماد خير وانا خالك .
: خير ياخال ابيك تجي معي لمحل الرجال تشرف عليه وتشوف وش ناقصه مالي غناة عنك طال عمرك .
: ابشر وانا خالك ان ماخدمتك ووقفت معك اخدم من واقف مع من ؟ ..
حط يده على كتفه وكمل : انت وفهد مابينكم فرق عندي عسى الله يبارك لك ويوفقك ويرزقك بالضنا الصالح .
: الله يسلمك ياخالي يالله اركب خلنا نخلص امورنا من بدري .
ركب ناصر مع عماد وراحوا للمكان اللي قرروا يحطون الرجال فيه وهو عبارة عن ساحة كبيرة وبانين عليها مخيم ومسوين لها اضاءات عاليه وكثيرة .
وصلوا المكان المحدد وشافه ناصر قال : خل هنا محل الطباخين .. وهنا تسوى القهوة .
هز عماد راسه باقتناع قال : شورك وهداية الله .
: وش باقي لك من شغل .
: باقي لي اشغال مهب شغل .. وانا والله ماعاد اشوف من التعب من صلاة الفجر وانا على عظمين .
: الله يعينك وانا خالك هذا العرس وهمه بكرة ترتاح وتجني تعبك بزوجة صالحه وعيالٍ بارين ان الله اشاء .
: الله يعين .. الا صحيح ياخالي فيه تجار عازمهم وخوياي جايين عشاني ابي لهم مكان مخصص وزين .
: ضيوفك هذولا لاتحطهم هنا.. حطهم بمجلسك بيذبحهم الحر ياولدي .
: ومن يقابل الناس اللي هنا ؟
: اللي هنا حنا معهم انا وفواز وابوك وعمانك وضيوفك قابلهم انت وفهد هناك .
: لاياخالي ابيك تستقبل ضيوفي معي .. خل فهد وخالي فواز ..
: ابشر وانا خالك .. اجل ناد بندر خله يروح للمجلس يشوف وش يحتاج .
وبنظرة امتنان ارسلها له عماد قال : زيييين زين .. توكلنا على الله

مر العصر كله ووصلت فوزية مع اختها نورة اللي استقبلتها في المطار هي وبناتها التوأم ريماس وايناس 17 سنه .. وعبدالله 13 سنه ..
قابلتهم ام ناصر ورحبت فيهم وهي اسعد الناس بهاليوم ..
لمة حبايب ،
وشوفة غالين ،
والأهم ان هاليوم اهم يوم بحياتها لأنه زواج الغالي . ...!
دخلت نورة بغرفتها اللي تحت بجنب غرفة امها والبنات جلسوا عند جدتهم اللي يموتون عليها وعلى تعليقها عليهم وعلى قصات شعورهم الكاريه .. ولبسهم اللي دايماً طقم مو كافي اشكالهم نسختين من بعض ..!
بعد شوي جات نورة تسولف عند امها وهي مسوية مكياجها مع فوزية في مشغل بجده ومو راضيه عنه ..
قالت امها : الحين اللي انتي حاطته على عيونتس ورى ماتغسلينه وتحطين شوية كحل وش زين سواده في عينتس ابرك لتس من هالبلاوي اللي ملطختن وجهتس .
: يايمه الله يخليك لي الحين كل الناس تحط المكياج هذا .
: والله ماشفت احد يحطه غير انتي واختس مير الله يهديتسن .
التفتت نورة لبنتها قالت : ريماس قومي هاتي شنطة المكياج .
: حاضر ماما .
قالت ايناس : جدتي كيف مكياجي حلو ولا لا .؟
: لاوالله وانا جدتس شين ومحدن يعرفتس .
: عاد نبي نشوف العروس حلوة زي عماد ولا لا ؟
قالت ام ناصر وهي تبتسم لمن تذكرت بنت ولدها : شادن الله يستر عليها مكملها الرحمن . زين وعقل وسنع .
قالت ريماس اللي دخلت والشنطه في يدها قالت : طبعا طبعاً هذي زوجة عماد مو احنا اللي كل ماتشوفينا تهاوشينا .
قالت امها بصوت عالي : بنت تأدبي وكلمي جدتك بأدب .
ردت ام ناصر : يحييتس الله وتشوفين شادن يابنت نوره .
قالت فوزية اللي جالسه تأكل فيصل وهي مرتاحه نفسيا وراضيه عن لبسها ومكياجها : ماشاء الله عليها شادن قمر واخلاق وادب ..
قالت نورة وهي تعدل رسمة عينها : الله يحميها .. حمستوني اكثر لشوفتها ..
ردت ام ناصر : اذكرن الله وادعوا لهم ان ربي يجمع بينهم بخير
ذكرن الله البنات وهن يشوفن لهفة امهن وفرحتها اللي تتمنى مايكدرها شي .
***







(((((((((((((((((
تبكي وجع ..
من حقها تبكيه ..
حلمها وأملها ..
وفرحة قلبها ..
اليوم عرسه .. وبيزفونه لها .. ويزفونها له ..
حست بحركه في غرفتها وغمضت عيونها وهي تغطي وجهها بالبطانيه اللي صارت تشاركها اغلب يومها وتحاول ماتحسس اللي دخل عليها انها صاحيه او انها تبكي ..!
تخيلته وهو يكلمها ويضحك لها ويمسك يدها ويغازلها ..
شهقت لاارادياً وغصباً عنها ..
: نوف قومي ادري انتس صاحية ..
نورة اختها هي اللي فاهمتها بس ماتقدر جرحها وحزنها ..
ردت بوجع : وش تبين مني .. اطلعي فكيني منتس ومن نصايحتس ولومتس لي .
: قومي معي مانيب ناصحتتس ولا لايمتتس ..
انا ابروح اسوي شاهي والحقيني .
دخلت العنود قالت : الله لو شفتوا الحاجات اللي جابها عماد في بيته ..
اشرت نورة للعنود انها تسكت لاتزيد وجع اختها وجع ..
وسكتت العنود تنفيذ لرغبة اختها وامرها وهي ماتدري وش السبب ..
رجعت لنفس المكان اللي جات منه ..
تبي تتفرج على بيت جيرانهم والاحداث اللي تصير عندهم ..
قالت نورة لنوف اللي تشهق بقوة وتبكي بانهيار
: يوووه يانوف .. اللي يشوفتس يقول هذا قد عطاها وجه ولا قد تأملت منه خير . احرمتيني من الروحة للعرس كله عشان اقعد معتس .
: كنت احلم وليتني قعدت احلم طول عمري . ياويلي يانورة اخذها وتركني .
: قومي قومي مالتس الا حمود ولد عمتس غازي .. حتى لو عماد ماتزوج يبي ياخذتس حمود غصبن عنتس ولا نسيتي كلام ابوي .
جلست نوف واخذت منديل مسحت به وجهها قالت : اناماابي اتزوج وسيرة حمود العله لااحد يجيبها لي .
: انتي الحين قومي تعوذي من ابليس وخلينا نتقهوى تراني ميته على الشاهي ماذقته لي يومين . بعدين لو امي جات وشافت حالتس والله ماتخليتس لين تعرف وش بلاتس . ولا والله لتوديتس مسفر ويسوي بتس سواة جارتنا ام فارس ..
خافت نوف من طاري مسفر وضربه وصراخه ومن فكرة ان الناس تقول عنها مجنونة ولا ممسوسه ..
قامت راحت للحمام اللي يشتركون فيه اهل البيت كلهم ويبعد عن غرفتها ..
غسلت ورجعت لنورة اللي حطت الشاهي في الصالة اللي تطل على الحوش ومعاه مضير ( لبن مجفف يسمى الاقط والمضير عند البدو واهل القرى )
حاولت انها تتماسك وتتقبل الواقع حتى لو مارضته ولا اعجبها ..
وجلست تستمع لسوالف اختها نورة اللي تحاول تنسيها وتغير لها مودها بأحداث المدرسة والطالبات واختباراتها ..!


***

في مكان ثاني بعيد عن الصخب والشغل والتعب والناس اللي بدت تدخل وتتجمع في مكان الحفلة . . .
كانت جالسه في غرفتها ..
جهزت وزبطت مكياجها وتسريحتها في المشغل ..
وصورتها المصورة في البيت اكثر من خمسين صورة ..
بعدها قعدت سارة معاها تحط لها رتوش خفيفه
لمعه على شفايفها ..
اضاءة اكثر تحت الحواجب ..
مسكرة اكثف ..
بلاشر على خدودها
: خلاص ياسارة بتطلعيني مهرج بعد شوي .
: استني عشان اذا وصلتي مايكون مكياجك ساح ولا انعدم . خليني احط لك مثبت .
: انا ابي اعرف ليه امي اصرت ان اسوي كل هالمكياج .
: اقل شي اذا مو عشان زوجك يشوفك بهالشكل عشان الناس لمن تجي تشوف انك عروس ولا أي عروس بسم الله عليك قممممر ..
دق جوالها وشافت على الشاشة اسم نايف ..
قالت : هذا نايف اكيد بيقول مشينا ..
تجمعت الدموع في عيون سارة وهي تحاول تخبيها بابتسامه باهته قالت : بفقدك يابنت .
حضنتها والثانية حبست دموعها حتى ماتنزل وتعدم المكياج ..
شهقت سارة وهي تبتسم وتحاول تغير الجو : الاسابيع اللي غبتي فيها عني حسيتها سنة .. ماقدرت اصبر .. كملت وهي تمسح دموعها وخشمها وشهقت وقالت : الحين يادوب اشوفك كل كم شهر وزيارة .
ضحكت شادن وهي تقاوم البكا ودموعها بدت تخونها وتنزل غصباً عنها قالت : يادبه ماني مقاطعتك كل شوي تلاقيني هنا بعدين انا مصيري راح استقر في جده بإذن الله .
ابتسمت سارة وهي تحاول تتماسك قدام شادن حتى ماتنهار قالت
: يالله روحي خربتي مكياجك وان شاء الله نتقابل قريب وعلى خير .
سلمت عليها وضمتها قالت : بشتاق لك ياسارونه .. انتبهي على نفسك ولاتفكرين بخالد والله مايستاهلك .
هزت سارة راسها بوجع وابتسمت من بين دموعها قالت : مبروك ياعمري والله يوفقك ويسخر لك عماد ويحببه فيك .
: مع السلامه .
لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها ووجها وطلعت من غرفتها لامها اللي واقفه مع نايف برا وتعطيه بقية اغراض شادن ..
طلعت سارة قبلهم وهي منهارة من تحت الغطا وركبت مع سواقهم ورجعت لبيتهم ..
ركبت شادن مع امها واخوها ..
العصر اذن من زمان ونايف لازم يوصل قبل الساعه سبعه حتى يوقف مع عمانه في زواج اخته .
بعد اربع ساعات بالضبط وصل نايف وفي سرعه خياليه ..
نزلت من السيارة اللي وقفت عند بيتها واستقبلتها عمتها فوزية ..
هالمرة دخلت البيت غير عن كل مرة ..
قلبها يدق ومن داخلها رفض وعدم تقبل لكل اللي يصير ..
بس من الظاهر مقنعه كل اللي حولها ان وضعها طبيعي وانها عرووس وبمعنى الكلمه ..
جات نورة تمشي وزغاريدها تسبقها : ياهلا والله حيا الله شادن وام شادن .
سلمت ام نايف على نورة .. بعد ماعرفت عليها فوزية .
وسلمت على شادن بتودد وهي تبارك وتهني بالزواج ..!
: يابعد قلبي مو مصدقه اني شفتك ياشدون .. باقي نايف مشى ولا للحين .
: نزل اغراضي ومشى .
: بكرة اشوفه ان شاء الله . يالله ياعمري ادخلي هذي غرفتك زبطي شكلك قبل يدخل عريسك .
حست بألم في معدتها وراسها وجسمها كله .. وشو ..؟ عريسي ..؟ ياحليييييلكم بس .
نزلت راسها بالأرض وراحت تمشي لغرفتها اللي تفاجأت فيها وسمعت امها تذكر الله وتقول : ماشاء الله تبارك الله صدق اللي اختارها عنده ذوق وباين انه متكلف فيها .
ماردت شادن عليها ووقفت عند المراية تزبط مكياجها وشكلها اللي ماتدري عنه من حوالي اربع ساعات حتى في السيارة طول الطريق مافيه نور .. اشوا ان المكياج ثابت ولا تأثر بالمسافه وطول الطريق وجو السيارة .
جابت لها فوزية القهوة والشاهي ومعاها الحلا والمعجنات واستأذنت عشان شادن تاخذ راحتها مع امها ..
بس شادن اصرت على امها انها تروح للزواج وتنبسط ولاتفكر فيها .
جلست لوحدها وكل شوي تطل عليها نورة ولا فوزية ..
جاتها زميلتها نوير وسلمت عليها وباركت لها وراحت من عندها حتى ماتحرجها اذا جاها احد من اهلها .
وقفت على المراية مرة ثانيه وهي لوحدها بالغرفه ..
طالعت بفستانها الابيض الفخم وطرحتها اللي تكلفت فيها عشان امها وعشااان الصور اللي اخذتها للذكرى ..!
طلعت البودرة المضغوطة وزادت مكياجها شويه ..
وجلست على الكنبة اللي في بداية الغرفة تحسباً لأي حرمة تدخل عليها ..
دق الباب عليها دقتين ودخلوا بنتين شبه بعض عرفت شادن انهم ريماس وايناس من كلام عمتها فوزية عنهم ..
قالت ايناس : وااااو اثري جدتي صادقه تهبلييييين .
: ههههههههه ياقلبي انتوا اللي تهبلون .. شو هالجمال والشياكه . ؟
قالت ريماس : لاتسمعك جدتي تقول ماعندها ذوق ..
: صحيح جدتي فين ؟
: هناك بالزواج .. ماتقدر تطلع مع الدرج ..
: لا لازم اشوفها واسلم عليها حتى لو انزل لها .
تدخلت ايناس : عادي تطلع لك مع المصعد بلاش الدرج . اجل عماد مسويه ليه مو عشانها .
قالت شادن بحماس : صحيح والله .. ياليت تقولون لها تجيني لازم اشوفها .
هزت راسها ايناس قالت : ياشادن احسن لك ماتشوفك بعد كلامها عن المكياج اليوم .
ضحكت شادن بتوتر من كلام ايناس قالت : ههههههه اجل ماراح يعجبها شكلي .
خبطت ريماس كتف ايناس قالت : خليها تشوفها ياهبله والله لتعجبها حتى لو كانت قردة طالما هي زوجة عمااد الغاالي .
التفتت لشادن قالت : بس بصراحه انتي قمر مو قردة ومكياجك يجنن .. بس بيعجب جدتي عشانك زوجة عماد ولا هي اصلاً المكياج الثقيل مايعجبها اعطتنا موشح نصايح وهواش عشان نغسله .
شبكت اصابعها اللي ترتعش من الارتباك وضحكت مجامله : هههههههه الله يخليها لنا بس .. تعرفون حرمه كبيرة ماتعجبها الا العادات القديمه .
سمعوا صوت ام شادن اللي دخلت وابتسمت لهم وهم ردوا لها الابتسامه لأنهم سلموا عليها عند الحريم وطلعوا بعد ماباركوا لشادن واستأذنوا .
قالت ام شادن : سمعت ان العريس بيدخل وجيت اشوفك اذا تبيني اجيب لك عشا .
: لا لا مالي نفس آكل بس جدتي ماشفتها ؟
: هو ارسل فوزية يقول خلوها تطلع معاي .
تذكرت شادن ان عماد يسوي كل شي عشان جدته وان كل هالعمايل والهيلمه عشان يرضي جدته فقط ..
قالت : اهم شي اشوف جدتي واسلم عليها .. حتى لو انزل لها تحت .
: لا لا تقول فوزية انها راح تطلع بالمصعد .. شدون هدي حالك ليه متنرفزة ياقلبي .. ؟
: ها ..؟ لا يمه لامتنرفزة ولا شي .. بس تعرفين احسني متوترة شوي .
: ياعمر امك انتي .. عادي خذي نفس وتعوذي من الشيطان واقري المعوذات وآية الكرسي تهدي نفسك .
هزت راسها بمعنى حاضر .
ومسكت يدها امها بقوة وضمت عليها ...
لعل وعسى انها تبثها الطمأنينة وراحة البال والهدوء ...
حضنتها امها على صدرها ..
بداخلها براكين نفسها تفجرها هنا على هالمكان بالذات لأنه الأأمن والأسلم لها وحتى ماتصير لها اضرار وعواقب وخيمه ..
حاولت تتماسك لكن خانتها دمعه مسحتها بيدها بسرعه وهي تبعد عن صدر امها ..
قالت امها وهي تمسح دمعتها بطرف اصبعها : مايصير نقلبها بكا !
كل وحده نزلت دمعتها لسبب مختلف ..
اللي نزلت فرح واللي نزلت شقا ..
يمه لو تدرين اني ضايعه ..
الليلة ودعت اجمل احلامي ..
واستقبلت كابوس عمري ..
حزينه بنتك بليلة الفرحة ..!
ابتسمت وهي تحاول تمسح اثار الدموع قالت لامها اللي تدقق بعيونها ووجهها وهي تحاول تبعد الخوف عنها وتطمنها
: احسني توترت .
ابتسمت امها براحة وطمأنينة وحضنتها قالت : عادي ياعمري كل بنت في ليلة مثل هذي تتوتر وترتبك . بس انتي اعتبري الموضوع طبيعي وترى عماد مو غريب عنك ولد خالتك وقريب منك بيكون حريص عليك اكثر من غيره .


***

عند الرجال ..
لابس البشت الاسود والغترة البيضا وكأنه من الشخصيات الهامه ..
كل شي فيه يوحي بالفخامه والرقي ..
اسلوبه وتعامله مع الناس والضيوف راقي ويحسس الناس بهيبته وقوة شخصيته ...
شكله انيق لأبعد الحدود ،
شنبه الكثيف شوي واللي مرتبه بعناية ..
عيونه الواسعه وحواجبه المرسومه وهي طويله تدل على ان صاحبها قوي باس وحجته قوية وواثق من نفسه مثل مايقولون علماء الفراسة وعلم النفس ...
طوله وجسمه المتناسق معطيه طله غير عن كل الحاضرين ..
وعريس وكل العيون عليه ..
كان جالس بصدر المجلس وحوله اصحابه وبعض التجار اللي جو من جده ومكة والطايف مخصوص عشانه ..
باركوا له بعد العشا وطلعوا وكلاً سرى لبيته ..
بعد ماودع ضيوفه رجع لمكان الرجال من اهل الحي والديرة ..
وسلم عليهم ورحب فيهم وقال للطباخين يحطون العشا ..
توافدوا عليه الناس يباركون له وهنوه بالليلة السعيدة وتمنوا ان زواجه مبارك وان ربي يرزقه بالذرية الصالحه ..
جلس نص ساعه ثم قام وقف واعتذر من الحضور ومشى على الساعه 11 تقريباً ..
ركب مع نايف اللي اصر انه يوصله بنفسه لبيته اللي مايبعد عن مكان الحفل الا ثلاث دقايق او اربع بالكثير ..
وقبل ماينزل من السيارة استوقفه نايف : اقول ياابو مشعل .
: سم .
: سم الله عدوك .. بغيت اقول لك شادن امانتك لاتجرحها تراها حساسه .. ولاتقهرها ولاتخليها تطول عن امي . اختي من النوع اللي يكبت ولا يبوح باللي في قلبه . .
: افا عليك ياابو خالد اختك تراها بنت خالي ولاتوصيني وانا اخوك ما راح يجيها غير اللي يسرها ويسرك .
: هذا العشم وانا اخوك بس هي كلمتين وحبيتها اقولها لك .
: الله يسلمك يانايف وتأكد ان اختك في الحفظ والصون .
: اجل الف مبروك وبالرفاة والبنين .
ابتسم عماد لنايف وتمتم بالله يبارك فيك وعقبالك .. ونزل ..
مهمة اثقلت كاهله من شهر ومن يوم الملكه تحديداً ..
اخيراً راح ينجزها على خير مايرام ويدخل الفرح لقلب الغالية ويسعدها .. ولو لمجرد فترة معينه ..


***


الحريم في بيت عبدالعزيز لأن الحوش حق بيته كبير ..
حطوا فيه مخيم كبير وفرش وسماعات كبيرة للطقاقات اللي حجزتهن ام فهد زوجة ناصر وجابتهن من الطايف كهدية من عندها في زواج عماد ..
اما القهوجيات اللي يضيفون الضيوف جابتهن فوزية وتكفلت بالضيافه كلها من قهوة وشاهي وبيتفور ومعجنات للمويه والعصير والملبس ..
دق عبدالله ولد نورة الباب ونادى خالته فوزية اللي جاته بسرعه ..
قال : عماد يقول خلوا جدتي تجي ماني داخل الا وهي معي .
رجعت فوزية بسرعه قالت لامها في اذنها : عماد يقول تجي ماني داخل الا وهي معي .
فزت ام ناصر وهي تحاول تقوم وساعدتها بنتها لحد ماوقفت
قالت بهمه : لبسيني عباتي وعطيني عصاي .
: لاتروحين مشي اصبري ارسل لفواز يوصلتس .
: مانيب منتظرةٍ فواز خليني امشي .
جات نورة اللي عرفت السالفه وسمعت كلام امها قالت : يمه الله يهديك عماد للحين ماوصل اصبري لين ازهم فواز ولا عبدالعزيز يجي يوديك ..
نادى عبدالله امه قال : بندرعند الباب يبي جدتي تمشي معه .
مشت ام ناصر والتفتت على بناتها قالت : امشوا معي .
اخذت كل وحده عبايتها وطلعن معاها بعد ما رجعوا ريماس وايناس مايروحون معاهم ..
دقيقه وحده وهم في بيتهم لأن المسافه بين بيت فوزية وبيت عماد قصيرة جداً ..
زغردن نورة وفوزية اول ماشافن ولد اختهن واقف بالبشت وسلمن عليه وهو يقول : قصرن اصواتكن وشوله كل هذا .
قالت نورة وهي تسلم عليه : خلنا نفرح بك ياقلبي .
: افرحن ماقلت شي بس من دون هالصوت اللي وصل للرجال .
سلم على جدته اللي توها وصلت وهي ترد العبرة وتحاول تضحك ..
قالت : ياالله لك الحمد ولك الشكر انك مديت بعمري وشفته معرس .. نزلت من عيونها دمعتين غصب ماقدرت تردها وتمنعها ..
حط يده على اكتافها وسحبها لصدره قال : الله يخليتس لي هذا بدل ماتفرحين لي وترقصين تقومين تصيحين .
: لو في شدة وانا امك رقصت بس العَجَز شين .
: الله يطول بعمرتس منتيب عجوز .. العجايز شوفيهن وراتس اللي كل وحدة خابصتن وجهها بالاحمر والاخضر .
خبطته نورة قالت : بتغير رايك اذا شفت شادن ومكياجها .
طالعها من دون مايتكلم وسوى بشته زين .. وبقلبه " متى بتخلص هالتمثيليه وارتاح "
ضحكت ام ناصر قالت : يالله ياوليدي ادخل على مرتك الله يوفقك ..
:عطيني يدتس نبي نطلع بالمصعد اريح لتس .
مشت معاه ودخلت المصعد اللي مايفتحه الا في حال رغبة جدته في الطلوع فوق .. وهي تهلل وتكبر ..
وبناتها معاها يضحكن من عماد اللي حتى ليلة زواجه مايعرف يضحك اوحتى يبتسم..
فتح المصعد وام ناصر لازالت تهلل وتكبر وتستغفر ..
زغردن نورة وفوزية وعماد ماسك يد جدته ..
وقف ونادى فوزية قال : فوزية خذي جدتي خليها تسلم على شادن قبل ادخل . .
دخلت ام ناصر مع فوزية ووقفت نورة مع عماد وهو بان عليه الارتباك ...
طالع بنورة قال : خالتي الدور اللي فوق لاحد يقربه و.....
قاطعته خالته : افا عليك ياعماد خذ راحتك بس ومحد مقرب منكم تطمن ياحبيب خالته .
: الله مير يسلمتس ويخليتس لي .



***


طلعت امها من عندها لمن عرفت انهم وصلوا ونزلت مع الدرج ..
حتى تخليهم على راحتهم مع بنتهم ..
وبنفس الوقت استحت من عماد اللي للحين ماعرفته ولاكلمته ..
دخلت عليها جدتها ..
وفزت شادن من مكانها وسلمت عليها وباست راسها ويدها وهي مستحيه وراسها بالارض ..
انهالت جدتها بالمديح بعد ماباركت لها وهنتها وتمنت لها السعاده والذريه الصالحه ..
قالت فوزية : الحين وش رايك بمكياج شادن .
قالت الجده وهي تحاول ترفع من معنويات شادن المستحيه : ابد هذا المكياج السنع وهذا الزين اللي مسويه ربي ماشاء الله تبارك الرحمن .
ضحكت فوزية من جدتها قالت : ههههههههههههههه من يشهد للعروس .؟
طالعتها امها بنظره امر يعني يالله واشرت لها ..
اخذت يد امها اللي قد جلست بجنب شادن ووقفتها وطلعت ..
قالت ام ناصر لعماد اللي يناظر بساعته
: ادخل على مرتك وانا امك الله يجمع بينكم في خير ويكتب لكم التوفيق من عنده ويرزقكم الذرية الصالحة .
التفتت لبناتها بلهجة آمرة : يالله يابنات مشينا لضيوفنا .
نزلوا مع المصعد وراحوا مع بندر ولد ناصر اللي جابهم وينتظرهم برا عشان يرجعهم
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فصلٌ ثامن

نكهة وجع ..

دخل الغرفة وريحة عطره تسبقه ..
رجولته طاغية بمشيته وحركته وشكله وصوته ..
قال بثبات وركود وثقه : السلام عليكم .
ردت بصوت واطي اقرب للهمس : عليكم السلام ..
تأملها بفستانها الابيض الناعم ..
مكياجها اللي مبرز جمالها اكثر ..
يدينها اللي مشبكتها ببعض ونقشة الحنا الهادية اللي تمتد على كفها محولتها لفتنه تسر الناظرين ..
كل هالآية له هو ..
كل هالأنوثه والجمال والسحر اللي قدامه اسمها زوجته وحلاله .
حاول يغض الطرف بس عجز ..
استغل الفرصة انها ماتدري عن نظرته وحركته وزاد تأمله لها ..
كل هالجمال بيندفن بيده في عالمه الكئيب ..
حظك ياشادن وهذا اللي سعيتي له ..
حس انه طول وهوساكت واستدرك نفسه قال : وشلونتس ياشادن ؟
ماطالعته وكانت موجهه نظرها للأرض مستحيه لوجودها مع رجال غريب وفي نفس الوقت متضايقه من تمثيليته السخيفه اللي جارته فيها ..
قالت : بخير .
نزل بشته وحطه على السرير وجلس على طرف السرير وقابل لها وهي جالسه على الكنبة ...
طول وهو يطالعها من غير مايتكلم ومن غير ماتتحرك او حتى ترفع نظرها ..
وكأنه يستغل الفرصة في ليلة خجلها وحياها ويملا عينه منها ويشبع نظره ..!
مايدري كيف يبدا الكلام بس ضروري يبدا ..
اخيراً تكلم : ليش كل هالتكلفه ..؟
رفعت نظرها له ..
وعرفت انه يقصد فستانها ومكياجها ..
كانت عيونها اكثر شي تهزه ..
شافها قبل كذا وحس انها تجذبه غصب
لدرجة انه مايتذكر في وجهها غير عيونها ..
لكن الليلة غير ..
الليلة مثل البحر الهايج اللي يجرف كل شي قدامه ..!
وهو اللي في الواجهه ..!
بس مع هذا ماله الا الشوف والنظر ... وان تأمل يعتبر واجد عليه .!!!
قالت وهي ترفع حاجبها وتبتسم بسخريه : اجاريك في التمثيليه . ومثل مالبست انت البشت لبست انا الفستان .
حط يدينه ورى وتكى عليها وقعد يمس ظهره ..
قال : زين انك عارفة الوضع .. مايحتاج اتعب نفسي بالاعتذار والشرح .
قالت بسرعه قبل لايقوم ويطلع ويقهرها وحبت انها هي اللي تبدا
: ممكن تطلع ..؟
ناظرها وكشر قال بلهجة حادة : وشو ؟
بلعت ريقها لأن صوته خوفها قالت : ببدل واتحمم وانام ..
تحرك بسرعه ووقف وهز راسه ..
فهم قصدها وغرضها من كلامها ..
هذي نقطه تحسب لشادن .. بنت حريصة وذكيه وقوية ..
قال وهويفتح زراير ثوبه ويعطيها ظهره : هذي تراها غرفتك وانا غرفتي زي ماهي .. تبين شي قبل اطلع بروح انام حيلي منهد .
هزت راسها بلا وهي مخنوقه ..
لأنها لوتكلمت راح تنفجر من البكا ..!!
طلع من عندها وسكر الباب وراه ..
وقامت وقفت ومشت بالغرفه وهي تتأفف ..
هالمرة ماقدرت تتحكم في دموعها ..
تركت لها المجال انا تسيل براحتها بدون ماتردها او تمنعها
بكت من قلب ..
بكت اول ليلة بزواجها ..
بكت زواجها وطريقته اللي مافرقت عن طريقة زواج امها وجدتها الا بالمكياج الثقيل والفستان الابيض الفخم ..
بكت ابوها لو كان حي يمدي عماد فكر يحطها بالموقف هذا ولا كان حسب له الف حساب وشالها على كفوف الراحه ...
رمت نفسها على سريرها وغطت ووجهها على المخده ..
طلعت اللي كانت مخبيته عن امها ونايف وسارة واللي كانت موفرته ليله فيها يمكن ويمكن ..
بس للأسف طلعت اسوأ مما توقعت ..
بكت حياتها ..
وبكت ماضيها ومستقبلها وصدقها اللي شوهته بيد عماد ..
بعد تنهيدات كانت كاتمتها داخل اعماق قلبها مع شلالات الدموع اللي سكبتها شمت ريحة العود اللي هاجمت انفها توها انتبهت لها ..
طالعت للبشت المرمي على السرير اخذته ورمته على الأرض وهي تتذكر المسرحيه السخيفه اللي مثلها بإتقان وأجبرها انها تجاريه بهالفستان الاسود بنظرها والابيض بنظر اللي شافوه ..
رمت الطرحه بعد مافكتها بقوة وهي تحس انها خانقتها وكاتمه على نفسها رغم انها على شعرها وبعيده عن فمها وأنفها و صدرها ..
" آآآآهـ " اطلقتها من عمق اعماقها وحطت يدينها الصغيره على وجهها وانخرطت في نوبه معبرة ...
بكت ليلة فرحها ..
بكت اهلها ..
بكت الفرح والسعادة ورثتها بمناحتها ودموعها ..
بكت الحياة الزوجية واسم زوجة ..
بكت الحظ .. والقدر والقسمة والنصيب اللي خابوا معاها وماصابوا ابداً ..
انتبهت للباب اللي انفتح عليها ..
ورفعت راسها وشافته
بطوله الفارع كان لابس قميص مغربي لونه بني واسع بقبعه طويلة من ورى وكم طويل وزراير كثير قدام ..
وقف بمكانه منصدم بالرغم انه مو متفاجيء ..
لأن المفروض ليلتها اسمها فرح ..
وهو احالها لتعاسة ونكد ..
بس الصدمه ان هذا شكلها وهذا حالها ..
حالتها الجمته وجمدته ..
فزت بسرعه وصدت عنه واعطته ظهرها وهي تجلس على طرف السرير البعيد عن الباب ..
حتى مايشوف شكلها اللي اكيد يخرع بفعل الكحل والمكياج السايحين على بعض ..
ويلاحظ عيونها الحمرا ووجهها المتورم ..
وحتى ماينتبه لحالها ويشفق عليها لأن آخر شي تبيه من عماد الشفقه ولا الرحمه ..
جا قدامها ويدينها على عيونها وهي تنتحب ..
قرب منها وجلس على ركبه على الارض ومسك يدها قال : ليه كذا ؟
شهقت وهي تحاول تتماسك قالت من دون ماتطالعه وبصوت يرتجف
: لوسمحت بعدين تدق الباب علي اذا فكرت تدخل .
: الحين جاوبيني ليه حالك كذا ؟
: مالك شغل فيني .
اخذت منديل من اللي على الكومدينو بجنبها ومسحت وجهها بس وش تمسح ووش تخلي ..
تنهد بوجع قال : على راحتك .. بس لاتنسين اني نبهتك من البداية وحذرتك وانتي اللي اصريتي وركبتي راسك .. ولا ماكنتي مصدقتني وماتوقعتي اني جاد بكلامي لك .؟
: اصلاً ماابكي عشانك ولا فكرت فيك .. اللي مزعلني شي ثاني بعيد عنك .
: اللي هو ..؟
: مالك شغل فيه .. ورجاءً لاتتدخل فيني . ولاتسألني عن شي يخصني ..
ترك يدها بعد ماحاولت تسحبها كذا مرة ..
وقف واخذ بشته المرمي على الأرض ..
قال : زين انا هنا بغرفتي اللي بجنبك .. اذا بغيتي شي دقي عليّ باب غرفتي .. ولاتنزلين الا اذا قلت لك . فاهمه ..؟
ماانتظر منها جواب وطلع وسكر الباب وراه ..
قامت بسرعه وقفلت بالمفتاح بعصبيه ..
ورجعت تكمل نوبتها وهي تبدل فستانها وتدخل الحمام تتحمم ..
فتحت الموية عليها واختلطت بدموعها ..
حست بالبرودة في جسمها وتمنت لو توصل لقلبها وتطفي شي من ناره وحرقته ...
طلعت بعد ساعه بالضبط وهي تشهق وتمسح سيل الدموع اللي ماتوقف ولا له نيه يتوقف .
راحت حطت راسها على السرير بعد ماجففت شعرها ولبست بيجامه قطنيه وناعمه ..
وبعد كلل وجهاد مع النوم قدرت تغلب النوم وتغفو لها كم دقيقه من كل ساعه ...
المهم اسم انها نامت ..


**


في غرفته
علق بشته في دولابه وتمدد على سريره وحط يدينه ورى راسه ..
" هذا اول الغيث ياعمااد "
الليلة لمن شاف دموعها انكسر بداخله شي ..!
حس بظلمها صدق ..
حس انه قسى على بنت خاله وحبيبة جدته ..
بس وش يسوي .. هو ماسعى لها وهي اللي سعت لحالها هذا .
نصيبها حطها في هالوضع وهالموضع ..
" يالله ارحمني برحمتك "
قالها بصوت عالي وغمض عيونه وهو في دوامه وش يسوي ووش الحل ..
لايمكن يقدر يعيش زوج ويمارس حياته بشكل طبيعي .
الظروف تجبره ياعالم وماهو بيده ..
احتار يجبر نفسه ويتورط ولا يعودها الايام الأولى تتعب فيها وبعدين تتعود بدل مايعيشها بسعاده اول ايامهم ثم يجني عليها بعد كذا ..
التعب نال منه اليوم كثير ..
جسمه كأنه متكسر ..
وراسه ماعاد قادر على التفكير والتخيل
حس برعشة في سائر جسمه ووقف وراح يتخبط بمشيته للحمام
وقف على المغسلة دقايق ورجع كل اللي في جوفه ,,
غسل وجهه ومسح على شعره ورجع لسريره ..
محتاج يرتاح اسبوع كامل على الاقل بعد تعب اليوم ..
رحمه النوم لمن داهمه وعقله بعز التفكير والأفكار والتعب المنهك..!


***


بعد ماقرأت رسالته اللي وصلتها على رقمها الجديد وهي مو في طبيعتها ..
بدأ العد التنازلي لحسم امرها
اما ان تكون لخالد واما الا تكون
وكلا الأمرين للحين يمثلون لها غصة ..
صحيح ان خالد ماعاد يعنيها مثل اول
بس كلمة مطلقه وبعدها عن خالد اللي رسمت كل احلامها معاه شي صعب ..
ضمت على الجوال بيدها بقوة وهي محتارة في تناقضات خوفها من خالد ..
تبيه ولاتبيه .. !!
تخاف قربه وتخاف بعده .. !!
هو بالنسبة لها صدمة وبنفس الوقت فراقه يعتبر صدمة .. !!
ماانتبهت لابوها اللي وقف على راسها وناداها اكثر من مرة وهي ولا هي حوله ..
لاحظ ابوها وجهها الشاحب وملامح الحزن ترتسم عليه ..
قرب منها قال : اش فيها سارونة زعلانه .. اكيد تفكر بشي مزعلها ..!!
فزت بمكانها وحطت يدها على صدرها وشهقت بخوف وفجعه قالت : يبه انت هنا ماشفتك ..!!
: من زمان اناديك وانتي بعالم ثاني .. خير وش مضايقك . ؟
فرقعت اصابعها بتوتر قالت وهي تناظر بالسقف والجدران وكأنها تبي تهرب من نظرات ابوها : يبه مو مو مووووضووعي اش صار عليه .
جلس على يسارها وضم على يد بنته بيده اليسار ولف يده اليمين على اكتافها
قال بحنية ومودة وهو يطمنها : لاتحسبيني غافل عن موضوعك .. خالد راح يطلق وغصب عن عينه لأنه عفن وريحته طلعت ..
عقدت حواجبها قالت باستغراب : عفن ..؟ ريحته طلعت ..؟
: الوسخ دايم يعفن يابنتي وخالد وسخ عفن وريحته طلعت ..!
حست ان الجملة وافيه وكافيه انها تصور لها خالد ..
ابتسمت لابوها بتودد قالت وهي متردده : يبه ابغى ارتاح انا خلاص صليت الاستخارة واحسني ابغى اتطلق منه ...
وجهت نظراتها للأرض قالت بخجل : تراه من كم يوم يدق على جوالي ماادري من فين جاب رقمي الجديد . واليوم ارسل لي رساله .. شوفها يبه .
دخل مشاري على جملتها الأخيرة وهي تمد الجوال على ابوها قال : الوسخ اكيد جابه من الاتصالات لكن اتركيه كلها ايام وماراح تسمعين صوته بالمرة .
اشر له ابوه يعني اسكت وسكت مشاري وهو يوقف ورى ابوه ويقرا الرساله ..
قال : يخسي ماعنده فلوس لالمهر ولا لبيت ولا لزواج هذا يبي يستفزك عشان تردين عليه ويحاول يقنعك ماتسمعين كلامنا .. لكن هانت وانا اخوك ماباقي الا كم يوم وماتسمعين سيرته .
طالعه ابوه بنظرة لوم قال مشاري وهو يغير الموضوع : الا وش اخبارك ياسويرة من بعد شويدن .. من بعد ماتركتك .
طالعته سارة وسكتت .. ماردت عليه زي كل مرة اذا قال سويرة ولا شويدن ..
لأن بالها مشغول برسالة خالد اللي مضمونها " انه راح يرسل لها المهر في ايام قليلة ويبي رقم حسابها .. " .
حس مشاري ان اخته مهمومه ولاهي رايقه .. وان وجهها يقول كلام ماله أي تفسير غير الخوف
قال وهو مصر على انه يغير جوها ومودها ويروقها بطريقته
: بالله طالعوا في كرشي تستاهل انا نأجل الزواج عشانها .. ريهام مطفشتني كل يوم تضيف لي شرط جديد .
ضحك ابوه بمحاولة انه يراوغ ويبعد سارة عن التفكير بخالد قال : هذا شرط جديد غير شرط الدخان ؟.
عقد مشاري حواجبه وهو يمسح على كرشه اللي بارزة شي قليل من تحت التي شيرت قال : تقول كرشك تنزلها ولا مافيه زواج .. شكلها بتسوي فيني مثل ابو علي بطاش ماطاش ..
غصب عن سارة ضحكت وهي تدري ان مشاري وابوها يحاولون جاهدين انهم يغيرون لها جوها ..
مافيه حل الا انها تسايرهم تجاريهم في محاولاتهم حتى ماتشيلهم همها الكبير ..
قالت : اسعدها ياربي هالريهام محد ماخذ لي حقي منك غيرها .. يالله يالله من بكرة على النادي الصحي .
وقف مشاري وطالع في ابوه قال : يالظالمة تتشمتين فيني كله عشان قلت سويرة .
ردت بمرح وهي تتصنع الزعل : وشويدن كمان ..!
: اووه صح نسينا شويدن والله الظاهر لو تدري اني اقول لها شويدن لتقتلني ..
: طيب يااخ مشمش متى بتسجل في النادي ..
: هههههههههههههههههههههههههههه مشمش عاد . . اسكتي لاتسمعك ريهام ثم تقول .. كمل مشاري وهو يقلد صوت ريهام الهادي وطريقتها البطيئة بالكلام : مانتزوج لين تتخلص من الكنية هذي للأبد وتمر بتجربة سنة كاملة من غير ماتسمعها ...
كان الضحك هو الرد الطبيعي لكلام مشاري وقدرته على تقليد ريهام اللي صارت تمثل له المستقبل المشرق والمبشر بالسعادة ..!
قدر انه يقلب جو سارة لمرح وهو يتكلم عن ريهام ونصايحها له وطلباتها اللي ماتخلص . لاتدخن .. لاتسهر .. لاتسرع .. لاتاكل كبسة حتى ماتطلع لك كرش .. لاتجلس كثير حتى ماتتخن .. اعمل رياضه .. ابغى جسمك رياضي واهم شي ماعندك كرش ..
ارتاح ابوها انه يشوفها نست او تناست وتغيرت لمحة الحزن اللي على جبينها لابتسامه واسعه مايدري وش كثر اللي وراها من الهم ..
وحمد ربه بصمت انه ستر ولاخلى مشاري يفصح عن الكمين اللي مخططينه لخالد حتى يطيح في شر اعماله بعد مارفض انه يطلق سارة ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
في ليلة تاريخيه في عمر ام ناصر ..
لأول مرة تسهر من سنين لهالوقت ...
ماباقي عن الفجر الا ساعتين وهي جالسة مع ام نايف تحت ..
وفي غرفتها تحديداً ..
يسولفون في الجديد والقديم ..
وفتحت ام ناصر ملفات قديمه تجهلها ام نايف ..
تطرقوا تقريباً لكل شي الا لسيرة صالح اللي تكرهها ام نايف وتعتبرها نقطه سوداء في حياتها ..
كلمتها عن خالد وكلامه عنها وحبه وشوقه لها وانه كان في آخر عمره ينوي يرجع لها بس المرض حال بينه وبينها ..
وكأنها تقول سامحيه واعذريه ..
تلذذت ام نا صر بسيرة الحبيب المفقود ..!
رغم ان حزنها عليه يوغل بصدرها مثل الخناجر الا ان سيرته مثل البلسم ..!
رغم ان الكلام عنه يقرح الجفون ويقطع الوتين الا انها بحاجه لمن يشفي روحها بطاريه واسمه ..!
كلمتها عن عيالها ...
شادن ونايف ..
طفولتهم ،
مراهقتهم ،
كيف ربتهم على القوة والتحمل والصبر والنضج من بدري ..!
وكيف زرعت فيهم الصبر والمواجهه التي تفتقدها هي ..!
الحديث ذو شجون وذو شجن ..!
ماكانت تبي تغلق الحوار وتنهيه ...
ورغم انها تعبانه في زواج الغالي .. الاانها تحس بنشاط بتحقيق الأمنية اللي من سنين تنتظرها ..
لولا ان عزيزة تعبانه ولا كان جلست معاها لين تطلع الشمس
لكن الرحمة واجبه ..!
حست انها تعبانه وجالسة معاها مجامله وضاغطة على نفسها يوم تشوفها مستانسه ..
حلفت ام ناصر عليها لتقوم تنام وتريح جسدها لأنها تدري ان هم ام العروس اكبر من هم العروس ..
وانها تعبت اليوم ولازم ترتاح ..
استاذنت ام نايف منها وقامت ودخلت تنام مع نورة وبناتها اللي سبقوها لأنهم هلكانين سفر وتعب في جدة ثم في الزواج ونفدت طاقتهم ...
صلت ام ناصر ركعتين لله ثم تمددت وهي شاكرة ربها على فضله عليها وعلى عيالها ..
هي اكثر شخص مبسوط اليوم وتنتظر بكرة على جمر وهي تشوفهم مجتمعين مع بعض وحال عماد مستقر وبنت خالد عندها في بيتها وقدام نظرها ..
غفت عينها وقلبها يلهج بذكر الله ولسانها يهلل ويستغفر ويسبح ..


***


صباحية العرسان ..!!
صحى لصلاة الفجر اللي وقت المنبه على موعدها ..
صلى في المسجد ورجع للبيت ..
النوم اللي نامه كفاية انه يريح جسده نوعاً ما ..
اما الفكر والقلب فما يريحه نوم سنين ..
مر على جدته وهي تسبح وتهلل وجالسة على سجادتها وعدى من عندها وطلع فوق ..
مايبي يشغل راسه بأسئلة جدته ونصايحها اللي ماتخلص ..
المهم انه تطمن عليها وهذا يكفي ..
دخل غرفته وتململ .. والنوم ماهو حوله ..
مايدري وش يسوي ..
اليوم بدأت القيود حوله ..
كل يوم متعود اذا حس ب الملل يطلع للمزرعه ..
يركب سيارته ويمشي لشغله ..
ينزل تحت لجدته ويقضي وقت الصباح معاها على صوت راديوها ومع القهوة والتمر ..
بس اليوم كل شي محسوب عليه خاصة وهو عريس ووسط اهله .
فكر لو اخذها معاه وطلعوا عن الناس حتى يسلم من شر الانتقادات ..
بس وش يقول لها ولا وين يروح فيها ..!
اخذ القرآن وجلس يقرأ لعل الله يهدي انفعالاته المكبوته بداخله وخوفه انه يتهور ولا ينفضح امره ..!
مر عليه من الوقت اكثر من ساعه مادرى عنها وهو في غمرة الخشوع بذكر الله ..
انتبه لصوت الدق الخفيف على باب الغرفة اللي بجنبه وفز من مكانه ..
زفر بأوووف معبرة اعتراضاً على هالغثيث اللي دق الباب وهو محرص وموصي محد يقرب من الدور اللي فوق ..
يحس نفسه بالمكان الخطأ ووضعه ابداً مايصير ..!
حط يده على راسه وهو يفكر ..
اخيراً قرر انه يحسم الموضوع درءاً للاحراج واتقاءً للاستفهامات والتعجب والاستغراب والملاحظات اللي راح تواجهه ان اكتشف امره ..!


***


صحت من شبه نوم ممل على دقات خفيفة على الباب اختفت بسرعه ..
مدت يدها على الساعه المحطوطة بجنبها على الكومودينو ..
شافتها الساعه 8 صباحاً واكيد هذا عماد يبغاها تنزل تحت ..!
فزت بسرعه وهي تلوم نفسها كيف نامت لهالوقت وماصلت الفجر ..
توضأت وصلت وحاولت جاهده انها تحصر تفكيرها مابين الفاتحه والتسبيح والتشهد لكن الشيطان احيانا يغلب المؤمن ..
سلمت على يمينها ويسارها وهي تستغفر ربها انها ماقدرت تركز في صلاتها وعذرها هالحال اللي هي فيه ..
هي حسبت حساب أي شي ممكن ..
بس ماتوقعت انها تنقهر بالشكل هذا ..
اسوأ شي على المرأة انها تخدش في انوثتها ..
وانها تصير عروس بدون فرحة ..!
تأففت وهي تغسل وتبدل ملابسها بسرعه ماتبي تفكر اكثر من كذا ..
خلاص اللي كانت متوقعته حصل ..
وهذا قدرها الى اجلٍ مسمى ... لأن هالوضع ماراح يطول .
عزمت امرها وقررت انها تواجه اللي خططت له مع عماد ..
زوجة قدام الناس وعلى الورق ..
لبست تنورة لونها بيج وسكري وقماشها من الدانتيل الناعم والمطرز ..
وعليها بدي بيج ومشكوك ومطرز بذهبي ..
وعليه شال مثلث وعريض من الصوف المشغول باليد وبتفنن ..
لونه سكري بشك وتطريز ذهبي وشكله بسيط وناعم ..
لفته علي صدرها ويدينها ومسكته ببروش ذهبي وكبير ..!
سوت ميك اب يليق بعروس وكحلت عيونها الواسعه وختمت بروج زهري لامع بين شفايفها الناعمه وأبرز جمالها ..
فتحت شعرها الأسود اللي مايتجاوز اكتافها ومقصوص بشكل مدرج ..!
اخيراً بخت عليها من عطرها الثقيل واخذت جلالها بيدها وطلعت من غرفتها ..
الجو هادي ..
احتارت تنزل وتكسر اوامره ولاتنتظره ..
فكرت انها تمرعليه تشوفه بغرفته ولا لا ..
بس ماعندها الجرأة انها تقرب من باب غرفته ..
اضطرت انها ترجع وتجلس في الصالة ..
لأنها ماتبي تلفت الانظار لها وتبدأ الملاحظات عليها من بدري ..!
وأكثر شي خوفها ان احد يسأله وينه وماتدري وش تجاوب لأنها ماتدري .. !
جلست على الكنبة وسندت براسها عليها ..
عمرها مااستصغرت نفسها مثل الايام هذي ..
تحس انها انسانه مو طبيعيه وهي تحاول تعيش وهم وخيال ..
تتظاهر بالسعاده والفرح وانها عروس وهي مجرد بنت تعيسه تشيل من الهم الكثير .. وتنتظر من الشقا الكثير ..
متخبطه مابين الوهم والحقيقة ..
احيانا تحس انها ملكت الدنيا وزوجها عماد اللي كل بنت تحلم بمواصفاته ..
واحيانا تحس ان الدنيا جنت عليها يوم رمتها في طريق عماد اللي قسى عليها ..!
غاصت بأفكارها اللي اعتادتها وتعودت عليها ..
ونست نفسها للحظات ماانتبهت الا على وقع خطواته وهو جاي يمشي عندها ..!


**


عايش واقعه ومقدر حجم الورطة اللي هو فيها بس لأنه تعود على المواجهه وحل أي قضية تقابله تقبل الوضع وقرر يكمل الطريق اللي ابتداه ..
الخطوة اللي يستصعبها ويحسب لها حساب من زمان هو كيف يقابلها ولا يجلس معاها عند اهله ولا كيف يتعامل معاها ..
يتجاهلها ولا يكلمها كأي زوج يكلم زوجته .
لبس ثوبه وبسرعه ووهو يتمنى لأول مرة ان خالته نورة مو فيه وانها رجعت للرياض ..
وان فوزية للحين نايمه في بيتها ولايشوفها اقل شي الاسبوع هذا ..
طلع من غرفته وهو مدخل يده في عقاله اللي لف عليه الشماغ وبراسه ملايين الافكار المتزاحمه ايهم افضل ويناسب ..
آخر شي تمنى يشوفه في هالصباح هو وجهها الفاتن بنظره والأنوثة الطاغية قدامه ..
وقف بمكانه ودقق النظر فيها قبل لاتنتبه له ..
كانت مغمضه عيونها ومرجعه راسها لورى وضامه على الخدادية بيدنها لصدرها ..
التهى بقفل زراير ثوبه ومشى ناحيتها وهو يتلاشى انه يناظر فيها ..
اصطدمت نظراته بكل مكان في الصاله الا وجهها ..
قال : السلام عليكم .
ارتبكت بمكانها قالت وهي منزلة نظرها للأرض : عليكم السلام .
: من متى وانتي هنا ؟.
امتقع وجهها بحمرة خجل بالرغم ان سؤاله عادي قالت : مالي الا دقايق .
كانت عيونه تدور ملاذ غيرها وبعيد عنها ..
مايبي يشوفها ولايعرف شكلها اكثر ..
صد وهو يلبس شماغه ويثبت اطرافه تحت فكه ويحط العقال عليه بتوازي وبخبرة ..
قال : ترانا بنمشي انا وياك بعد شوي بنطلع لجده او لمكة لأي مكان بعيد عن الناس .
وقفت واخذت نفس عميق وهي تتخيل نفسها معاه لوحدها ..
هنا بالرغم انها راح تنحرج من الناس الا انه ارحم لها من الجلسة لوحدها معاه ومشاعره متجمده واحساسه معدوم ناحيتها وهو رافضها ورافض وجودها بحياته ..
قالت : لا مو لازم نروح مكان .
التفت عليها ورفع حاجبه قال : انا مااخذت رايك بس حبيت ابلغك .
رفعت له نظرها قالت : وانا مو على كيفك . وماابغى اروح معاك .
فتح عيونه بقوة وعقد حواجبه وهو يناظرها تكلمه بالاسلوب هذا ..
نظرته كانت حاده وتخوف لدرجة انا تراجعت عن هجومها وسلبيتها قالت : انا هنا مرتاحه مع الناس لو نروح مع بعض ماراح نرتاح صدقني .
هز راسه باقتناع بصحة كلامه وكأنها ذكرته شي غايب عنه ..
اذا كانت هنا مع جدته وفوزية راح تغير جو وتنشغل فيهم وماتحس بالملل ..
لكن لو راحت معاه راح تمل وتتعب نفسيتها ويتحمل مسؤوليتها ويحتك فيها اكثر ..!
لو بس خالاته مو فيه كان زانت اموره وهانت ..
وافتك من وجع الراس ...
نزل مع الدرج من دون مايتكلم ..
وهي لحقته ببرود وخيبة واحباط ..
حاولت جاهدة انها ماتبكي او تضعف وانها تتسلح بالقوة في المواجهة ..
سمعت صوته وهو ينادي عشان بنات نورة ياخذون حذرهم ..
شافته يروح لغرفة جدته وتوجهت على طول لغرفة امها والشوق يسبقها وحضنها غايتها ..
شافتها جالسة ترتب اغراضها وهي لابسه عبايتها .
سلمت عليها والثانية اخذتها بالاحضان وباركت لها .
: هابشريني كيف عماد معاك .
ابتسمت لامها وهي مسنده براسها على صدرها قالت : الحمد لله يمه .
ابتسمت امها قالت : البارحه في الزواج الكل يمدحه .. والله اني ارتحت كثير لمن سمعت كلام الناس عنه .. الله يوفقكم ياعمري . يالله اطلعي سلمي على جدتك هي اللي تنتظرك على جمر .
قالت بخجل : يمه مستحيه تعالي معاي .
: لاياقلبي انا خلاص الحين ماشية .
فتحت عيونها قالت : يمه الحين .؟ لاالله يخليك لاتروحون اليوم .
قالت امها بجدية : ضروري نشمي ياعمري وبناخذ عمتك نورة فهد ولد عمك مارضى يوديها وقلنا ناخذها طالما الطريق واحد .
: يمه اجلسي بس اليوم .
ردت امها باعتراض : لاوالله مستحيه من الرجال اجلس في بيته وهو عريس كيف بياخذ راحته .. بعدين اذا ربي اعطانا عمر بتشوفيني كثير واشوفك ان شاء الله . وانا الحمد لله برجع لبيتي وانا متطمنة عليك .
زفرت بآهة محبطة قالت : الله يعين .
راحت لغرفة جدتها وهي واثقة ان عماد لسه فيها ..
مشت وهي تعد خطواتها وتحسبها زي ماراح تحسب لكل كلمه وكل عذر تقدمه بعدين لأي ملاحظة منهم ..
لأن التدقيق راح يبدأ والملاحظات بتشتغل بدءاً من الجدة وانتهاءً بشهد ..
دخلت مع امها لغرفة جدتها وشافته جالس بجنبها وعلى وجهه ابتسامه ساحرة ..
تفاجأ اول ماشاف امها وانتبهت جدته اللي قالت على طول : هذي ام نايف مهيب غريبه .
فز من مكانه وقف وسلم عليها بحرارة ..
سألها عن صحتها ورحب فيها وهلاّ بوسط ذهول شادن واستغرابها ..
شكلها وهي فاتحه عيونها ورافعه حاجبها وهي تطالع فيه ومتسمرة بمكانها .. خلاه يلتفت عليها ويصد بسرعه كأنه خايف احد يكتشف جريمته ..
قال لها وهو يبتسم : شادن سلمي على جدتي بدال ماتبحقلين فينا .. تراها ابلشتني وهي تسألني عنتس ..!
تحركت شادن من مكانها وراحت تسلم على جدتها اللي تبارك وتهني بصوت يتخلله الفرح وباينة عليها السعاده بلمتهم وقربهم ..
قالت ام ناصر بتودد : تعالي اجلسي عندي ..
جلست بجنب جدتها .. وعماد رجع جلس بجنب جدته من الجهه الثانية ..
كانت متوقعة ان الموقف محرج بس مو عارفة انه لهذي الدرجه ..!
قال عماد بصوته الواثق والجهوري : اجلسي ياعمتي القهوة بتجي الحين .
ردت ام نايف بخجل وحيا : بروح اصحي نايف بنمشي من بدري قبل الظهر .
طلعت ام نايف وشادن لازالت بذهولها ..
عمتي ..؟
ليه خير ان شاء الله ..
لايكون صدَّق المسرحية واني زوجته وامي عمته ..!
انتبهت لجدتها اللي تبارك لهم واعتلت خدودها حمرة خجل ممزوجة بقهر من عماد وهو يرد باسلوب ممثل ومحترف وكأن الوضع طبيعي جداً ..
اما هي سكتت واكتفت بنظرة للأرض دلالة على احراجها وخجلها وحيرتها وقهرها ..!
اصغت سمعها لعماد وكلامه مع جدته ..!
اسئلته لها تبعث في قلبها الاطمئنان للحياة معاه ..
لأن مافيه انسان بهالحنان ممكن يقسى او يظلم ..
: ها بشريني عنتس اليوم ..
عسى ماتحسين بشي ..؟
علميني امس تعبتي .. ؟
متى نمتي ..؟
حط يده على ركبتها وهو يقول : رجولتس وشلونها عسى ماوقفتي عليها واجد ..؟
وريني عيونتس .. شكلتس سهرانه .
اخذتي حبوب الضغط ولانسيتيها ..؟
كان يسأل بلهفه وهي تجاوبه بإجابات مطمئنة وتكررها ..!
مافيني غير العافية من ربي ..
نمت وعينت من الله خير .
انت لاتشغل عمرك بي ..
انا بخير وعافية ليا شفتك مرتاح مع مرتك ومستانس ..
قرب منها وسلم على راسها وهمس لها وهو يبتسم ابتسامه خبيثة بنظر شادن اللي غاصت في افكارها : ان شاء الله راضية عني ؟ .
هزت ام ناصر راسها قالت بصوت مسموع : الله يرضى عليك دنيا وآخره . وياجعل عيني ماتدمع عليك .
رد بحب وهمس : الله يخليتس لي بس .
دخلت نورة وهي تشيل سلة شكولاته كبيرة قالت : صباحية مباركة ان شاء الله .. قالوا لي ان العرسان صحوا ..!
رد عليها عماد : الله يبارك فيتس وش هذا ..؟ جايبته انتي ..؟
قالت نورة : ايوه جايبتها مخصوص لكم . تراني دقيت عليكم قبل ساعة بشوف اذا انتم صاحين اجيب لكم فطوركم فوق لأن ام نايف تقول شادن ماتعشت وانت ادري عنك ماتاكل الدسم والعشا البارحه اكيد مايصلح لك .
اخذ حبة شكولاته ومدها على شادن من ورى جدته وخلال ثواني ترددت تاخذها اخيراً مدت يدها واخذتها ..
قال عماد وهو ياخذ حبة ثانية ويفتحها : اجل اللي يدق انتي بغيت العن خيّر الشغاله حسبتها طالعه فوق .
ابتسمت خالته قالت : لا لا انا اللي دقيت بس ماطولت ثانيتين ونزلت . شكلكم كنتوا نايمين
: الا انتي متى بتروحين ..؟
ردت خالته وهي ترجع السلة فوق الطاولة : الحين بنمشي مع نايف .. ياخي فهد عجزت معه .
: عاد انتي مالقيتي غير فهد يوديتس ..؟
: وش اسوي مضطرة فواز يقول انه مشغول وبندر مرتبط بموعد في مكة ولا ابشرك فهد جاب لي عذر مسكت يقول ماني رايح مستحي من بناتك وانه اذا شال الحرمة يكتئب ويحس بدوخة ويخاف انه يصدم فينا .
ضحك عماد بصوت مسموع من اساليب فهد الملتوية اذا حب يتملص من أي مشوار ..
قال : بس هو قال لكم مستحي ويكتئب ويدوخ خلاااص اجل .. اغسلي يدتس منه .
انتبهت نورة لامها اللي كانت ماسكة يد شادن وتتأمل نقشة الحنا الخفيفه على كفها الناعم ..
قالت نورة : ماشاء الله عليك ياشادن وش هالزين .
التفت عماد عليها وهي تبتسم وترد على عمتها : تسلمين الزين عندك ماشاء الله عليك .
صد عماد وحاول يلتهي بغلاف حبة الشكولاته وهو يطبقه لطبقات صغيرة وكأنه بعيد عنهم وهو مصغي لكل حرف قالته .
طالعته ام ناصر بفطنه ..
ماغابت عنها نظرته لها وصده السريع ..
قالت بلهجة حادة وهي تهمس له : انت ورى ماتاخذ مرتك وتروحون تمشون ازين لكم من ازعاج الناس .
حس بلهجة جدته ان فيها امر او شي مايعجبها ووقف على طول
قال : والله انا قلت لها وهي عيت هذي هي قولي لها .. يالله نايف في المجلس ابي اروح له .. ارسلوا علينا القهوة والفطور قبل يمشي .
تركهم وطلع من دون ماينتظر ردهم او حتى ردة فعلهم ...!
كانت ساكته ..
مصغية لكل حرف يقوله وكل فعل يفتعله .
تصرفاته عادية بس تثير بداخلها اشياء تجهلها ..
نظرته الخاطفة لها هزتها واربكتها ..
" معقول صدقت انه زوجي واهتم حتى بضحكته وطريقة كلامه
اذا هذا اول يوم وهو يجبرني اسمعه واطالعه اجل وشلون الايام الجاية ..
يارب ساعدني .. "
وقفت بتهرب من الكلام فيه وعنه خاصة وهي تسمع جدتها وعمتها يجمعونهم بالدعوات والمباركه والتهنئة ...
قالت ام ناصر وهي تمسك طرف تنورة شادن .. : وين بتروحين ..؟
ردت شادن بابتسامة خجولة : بقول للشغاله تجهز الفطور والقهوة للعيال .
سحبتها جدتها بشويش قالت : انتي ماتقومين ولاتسوين شي .. ومدام انتس عروس ماتدخلين المطبخ وحالتس حال فوزية اللي ماطبته الا بعد شهرين من عرسها .
ضحكت شادن بحيا وقالت : هههههههه انا راضيه ياجدتي وماعليه اذا دخلت المطبخ مو منقص مني شي . بعدين ماارح اسوي شي بس بقول للشغاله تحضر القهوة والفطور وارجع .
قالت نورة : والله ماتروحين اجلسي بس ولااسمع انتس دخلتي المطبخ قبل شهر .. بعدين ليه ماتبين تروحين تتمشين مع زوجك .. اطلعوا سافروا شهر عسل خليه يغير جو ترى الشغل اهلكه والضغط النفسي قبل زواجه ذبحه .
ارتبكت شادن قالت : ماعليه انا قلت له بنجلس عند جدتي حبيبة قلبي الوقت معاها يسوى كل التمشيات والسفر ..
قالت ام ناصر بحكمه : يابنيتي اطلعوا تمشوا ولاتفكرون غير بانفسكم .. انا قاعدة في بيتي معينة من الله خير وانتم روحوا استانسوا .
سكت وماحبت تعلق على هالموضوع ..
واضطرت انها تجلس بمكانها وتكمل سوالفها مع جدتها اللي ماكفت عن مدحها والدعوات لهم ..
اما نورة تكفلت بتبليغ الشغاله وجابت فطور لشادن اللي فتك الجوع بمعدتها لأن آخر عهد لها بالأكل امس قبل ماتروح للصالون ..!


***

في بيت ناصر ( ابوفهد )
جالس مع ابوه من بدري وحاط التكاية تحت كتفه ومغطي وجهه بشماغه ..
قال ابوه بعصبيه : انت هذي شغلتك .. نوم وبر لاشغل ولامشغله ولامرجلة .
زفر بآهه تدل على الطفش قال : يالله صباح خير .. الحين مقومني من عز نومي عشان هالكلمتين .. الله يطول لي بعمرك كان خليتها لين اشبع نوم وش يبي يضرك .
: لاحول ولا قوة الا بالله . الله يصلحك ويهديك . رجال اللي في سنك عيالهم في المدرسة وانت حتى الرد على اللي اكبر منك ماتعرفه .
دخل فواز وهو يسمع صوت اخوه واصل برا المجلس قال : يالله صبحهم بالخير ..
شاف فهد بوضعيته اللي تدل على لامبالاته قال : اها قولوا لي ان فهد موجود وعذرك معك ياابو فهد .
رد ناصر بقلة صبر : حي الله ابوناصر .. الله يصبحك بالرضا . تعال شوف لي صرفه بالرجال هذا ماذابحني غيره .
رفع فهد شماغه وقام سلم على راس ابوه قال : الله يطول لي بعمرك .. ماصار مشوار ذا اللي يخليك تقول هالكلام .. مالك الا من يرضيك ومن يودي اختك بس والله يالبستين المتشابهه اللي معها يروعون .
ضحك فواز من فهد وهو يدري انه يقصد بناتها التوأم قال محد قالك تشوفهن ولاتكلمهن ودهم وانت ساكت ..
دخل عليهم بندر وهو يشيل القهوة قال : خلاص لاتودي احد لا بستين ولا ارنبين هذا نايف بياخذهم في طريقه .
تنهد فهد براحه قال : جزاه الله خير . وينه عني من صلاة الفجر .
يالله يبه هذا ولد اخوك تزهل لهم .. انا برجع انام وراي مشوار ضروري .
رد ناصر بعصبيه وصوت عالي : وش مشواره ..؟
: اعلمكم ليا قمت .
رد ابوه بعصبيه : لاتروح لأي مكان اليوم انا بسوي لعماد عشا وبيجينا ناس .
مسك فهد راسه قال : تكفى يايبه طلبتك مهب اليوم .
: وش عندك علمني ..؟
: متفق مع خوياي نطلع اليوم وبناخذ اسبوع كامل .. وسعود مبلشني له كم يوم ووعدته .
رد ابوه بعصبيه : سعود هذا ماتمل منه ولايمل منك لاصقين في بعض من عشرين سنه وليا تقابلتوا كنكم اول مرة تشوفون بعض من سنين . اتركه يوم واحد عشان عشانا وضيوفنا ..
: والله مااقدر يايبه .. انا وعدته وحلفت له اني لاطلع عشانه .
قاطعه فواز : اصلاً انت من متى تحضر عزايمنا ولاتدري عنا . ماضيعك الا الدوجه في البران .
زفر بأوووف مكبووته وطلع من المجلس ...
راح لغرفته ورمى نفسه على فراشه وكمل نومه وبراسه لايمكن يأجل روحة البر ووعده لاصحابه لو يجتمعون العالم كلهم في بيت ابوه ..
مو يكفي انه جلس الخميس عشان عرس عماد .!!!
هذا هو فهد لامبالاته في كل شي ..
استهتاره صار طبع وعاده ..
حياته فكاهه مزح .. خفة دم .. وبمعنى اصح وناسة ..
وشعاره في الحياة عيش يومك سعيد وابعد عن الهم .


***



كانت تمسح دموعها وهي تسلم على امها ونايف وعمتها نورة ..
قالت : ياليتني دريت انكم بتمشون اليوم وصاحين من بدري كان نزلت لكم وجلست معاكم .
قالت امها بلهجة حادة وهادية بنفس الوقت اقرب للهمس : لاتنزلين الا مع زوجك او تقولين له انك بتنزلين .
بلعت شادن غصتها وسكتت ..
واكتسى وجهها حمرة حست بحرارتها ..
خايفه من امها تكشفها ..
ولا تغلط وتجيب الطامة وينكشف امرها ..
هزت راسها قالت لنايف : نايف ياقلبي انتبه على الطريق لاتسرع .. وانتبه على امي .. وزوروني مو تقطعون .. تعرفون دوامات مو على كيفي اقدر اجي .
رد نايف بحنان : ابشري يالغاليه ماطلبتي شي بس انتبهي لنفسك وحاولي تجين مع عماد لونص يوم .. منها تغيرين جو ومنها نشوفك .
ابتسمت له قالت : ان شاء الله .
ودعوها وطلعوا
تركوها في همها تصارعه ويصارعه ..
تواجهه لوحدها وتداري وتخاف ويمكن تضعف
وهذا اللي يخوفها ..
الضعف اللي كرهته في امها ..
وخلاها تستسلم لاخوها وصالح اللي ماجنت من وراهم الا المآسي ..
رجعت جلست مع جدتها والثانية تسولف لها عن العرس ومن جا ومن ماجا ..
التفتوا على فوزية اللي دخلت ومعاها ترمس قهوة ودته للمطبخ ورجعت لهم في الصالة قالت : صباح الخير .
قالت امها بلوم : يابنيتي سلمي ترانا مسلمين .
ردت فوزية بعصبيه تحاول تخفيها : لاحووول ياام ناصر انتي مايعجبتس فيني شي ..ولا يهمتس .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ردوا : عليكم السلام ورحمة الله .
باست راس امها وسلمت على شادن .
قالت بهمس : مبروك ياعروس وصباحية مباركه .
: الله يبارك فيك .. شو..؟ صاحيه بدري مو من عوايدك !
: والله قمت غصب .. بالرغم اني البارح سهرانه لكن حبيت اجي ابارك لك واعلمك ان ناصر مسوي لكم عزيمة كبيرة يعني شدي حيلك اغلب الحريم اللي بيجون عشان يشوفونك .
دخلت شهد تجري وفيصل يمشي وراها مع الشغاله .
قالت شهد بفرح : هييييي شادن هنا ماراحت ..
جات تسلم على شادن وحضنتها شادن وجلستها بحضنها ..
قالت : خلاص بكرة تروحين معاي للمدرسه ؟ .
: مممممم استني علي كم يوم بعدين نروح مع بعض كل يوم .
: كل يوم كل يوم ولا بس اسبوع وترجعين لامك .
قالت فوزية : شهودة ماما روحي عند لسلي خليها تسوي لك فطور ..
طنشتها شهد وهي تسمع صوت عماد يناديها وتجري له ..
: ياهلا ياهلا .. حيا الله شهد بنت عبدالعزيز ..
: عماد انت زي امس ماتغيرت .
: هههههههههههه تبيني اتغير اجل .
: شوف شادن تغيرت صارت تحط حنا وشكلها مررررررة حلو .
وكملت بحماس .. البارح شفتها كانت احلى احلى احلى وحده في العالم مو بس الديرة ..
لوت فمها قالت باحباط : وفستانها طلع احلى من فستاني .
ضحك عماد من حركتها قال : انتي مرة ماعاد عندتس ثقة بنفستس .
: يعني ايش ثقة بنفسي .
: يعني تبين تصيرين عروس اذا كبرتي ؟.
: ايوه وابغى اصير حلوة زي شادن .
شالها عماد وهو يبتسم قال : طيب علميني انتي رقصتي ولا لا ..
قعدت شهد تسولف عليه وتشتكي له من بنات نورة وخالها ناصر اللي ماسمحوا للصغار يرقصون الا على آخر شي وهو يتحسب الله على ابليسهم ليش يزعلون شهد الغاليه ..
قربت فوزية من شادن اللي منزلة راسها للارض وتسمع كل الحوار بين عماد وشهد
قالت : شادن قولي لي كيف امورك مع عماد .
ابتسمت شادن وهزت راسها : الحمد لله تمام .
: الله يعينك الآدمي هذا فمه مايعرف الابتسامه الا مع شهد ودايماً جدي .
: ههههههههههه اول مرة تسبين فيه .
: لا والله مو قصدي اسب بس البارحه تكلم علي انا ونورة يقول عجايز ومصبغات وجيههن .. كأنه هو خالنا مو احنا خالاته .
: هههههههههههه لايكون زعلكم .
: لا عاد هذا عماد الغالي محد يزعل منه .
انتبهوا لعماد اللي نزل شهد وطلع فوق ..
قالت ام ناصر لشادن بحنية : يابنيتي قومي لرجلتس طلع فوق الحقيه .
طالعت في الدرج قالت : ها ..؟ يمكن بياخذ شي ويطلع .
قالت فوزية : ياربي على الحيا اللي ماله داعي .. غمزت لها وكملت : قومي الحقيه تلاقينك مشتاقة له .
وقفت شادن وطالعت بفوزية اللي ضحكت لها بخبث واضطرت انها تنصاع لأمر جدتها وطلعت فوق ..

مرت من عند غرفته وهو فاتح بابها لمحته وهو حاط راسه بين يدينه ويفكر ..
حست بقلبها يعورها ..
ليه متناقض معاها ..
وليه بداخلها تناقضات تجاهه ..
ثقلت خطوتها ..
وحست انها تدفها غصب ناحية غرفتها لحد ماوصلتها
تدفع نص عمرها وتعرف وش سالفته بس ..
بدلت ملابسها .. لبست بيجامه قطنية بعد ماقفلت باب غرفتها ونظفت مكياجها ..
وحطت راسها بانتظار النوم حتى تصحى وهي مستعده نفسياً وجسدياً للعزيمة في بيت عمها ناصر .
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
صحى فهد العصر ومر المطبخ واخذ معاه لوازم الكشتة الليلة ..
ملح ، سكر ، شاهي بن وهيل وموية ورز وبصل وطماطم وسكين وملاعق وكل مستلزمات الطبخ لأن اللي في شنطة البر حقته نفدت على آخر طلعة ..!!!
نادته امه : فهد يمه لاتروح وابوك موب راضي .
رد عليها وهو يشتغل بسرعه ويطالع بساعته : يمه تعرفين ابوي مهوب راضي عني دايم .. خليني اروح الحين وليا رجعت يحلها ربي ومالتس الا من يراضيه ويطيب خاطره .
عصبت امه وعلا صوتها عن قبل : ابوك مايبيك تراضيه بالكلام .. يبي يشوف منك فعايل رجال .
قاطعها : ابشري ابشري باللي تبين بس مهوب اليوم .. الاسبوع الجاي ليا جيت ان شاء الله .
: الاسبوع الجاااي ..؟
: ايه يمه يالله سعود مبلشني له اسبوع كل يوم يبيني اخاويه يقول خرمان ( مدمن ) على البر ..
: وسعود هذا مانوى يتعدل ..
: هههههههههههه سعود مثلي مايتعدل لين اتعدل انا .
: الله يصلحك انت وياه .
: آمين .. يالله مع السلامه وادعي لولدتس البكر لاتنسينه تراه يحتاج دعواتس الطيبه .
عطاها ظهره وراح بسرعه للسيارة اللي تدق له بوري برا ..
حط الاغراض في سيارة خوية صلاح ورجع يجري ياخذ البندق ( البندقيه ) وركب بسرعه ..
قال صلاح : ابوك وش قال ..؟
: مهب قايل شي متعود عليّ .
مشى صلاح ومر على سعود وعبدالرحمن اصحابهم ..
كان سعود هو اساس الوناسه بمعية فهد ..
متفقين على روح النكته والمرح ..
واللامبالاة والعيش على هامش الواقع .
ماياخذون من الواقع الا اللي يعجبهم
ولا يتقيدون الا باللي يريحهم ويسعدهم
وباقي قوانين الحياة تاركينها لاصحابها الأكثر جدية ..
مر عليهم ساعه ونص في المشوار ووصلوا اخيراً لمكان اختاروه بمعرفتهم وخبرتهم في البر واماكن الصيد ..
نزل فهد وسحب سعود بيده قال : قوم امش معي وخل النوم لاهله .
رد سعود بكسل وهو قد غفت عينه : ياخي والله مانمت زين البارح .. اختي الصغيرة سخنت ووديتها للمستوصف ومانمت الا الفجر .
رد صلاح : لاوالله فيك الخير ياسعود غريبه منك نفعه ..!!
قال سعود وهو واقف خارج السيارة ويتمطط بكسل
: عاد هذي ريوم ملح بيتنا وحبيبة قلب سعود لازم اهتم فيها . الله يخليها لي بس .
اخذ فهد البندق قال : خلنا ندور لنا عشا من بدري .. تراني على فطوري ماتغديت .
كل واحد اخذ سلاحه وطلع يدور على صيد كالعاده ..
اللي مشى لوحده ..!
واللي مشى بمعية صاحبه ..
آخر شي رجعوا بأرانب وضبان وبحرفنة متخصصين طبخوا العشا من بدري حتى يتفرغون للسهر ..
هذا هو جو فهد وربعه !!!
فضاء واسع ..
ونار ..
ورفقة خيّرين ..
واهم شيء الهدوء والسوالف اللي مايتخللها الا المرح والنكته والاخبار اللي تسر ..
تكى صلاح على التكاية ورفع رجله على الثانية
قال : سعود بالله تشوف البندق حقتي ياخي ماتصيب زين .. مدري وش سالفتها شكل يبي لها وزن .
قال سعود : اصبر لين اصلي العشا ثم اسوي لك اللي تبي .
قام وتوضأ وصلى قدامهم بروية لأنه آخر واحد وصل بصيده ..
وفاتته صلاة الجماعه مع اصحابه .
بعد ماكمل صلاته اخذ البندق وهو المحترف بالأسلحة من بين اصحابة وعاينها وتفحصها اخيراً قال : يااخي هذي مصدية يبي لها تنظيف وتزييت بعدين اوزنها لك .
رد فهد : سعود انتبه لايكون فيها رصاصة .
: لامااعتقد .
بدا سعود ينظفها بخبرة وفهد يغني بصوته العالي ..
البارحة يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا سر مكنون ..
ساد الصمت عليهم صلاح وعبدالرحمن انسجموا مع فهد ،،
وسعود انشغل بمهنته المحببه واللي اعتاد عليها من صغره وصار فيها خبير ومحد ينافسه ..
دوى الانفجار بينهم وأخرس هدوء الصحراء اللي كان صوت فهد يتخلله ..
ايقظ كائناتها الشرسة والأليفة ..
ووقف كل القلوب ..
اللي خايف على نفسه ..
واللي مستغرب . .
واللي منفجع ..
الطيور طارت من اعشاشها وهامت في السماء المظلمة ..
والحيوانات اللي يزأر واللي يعوي واللي يدور خويه ويتفقده ..
مو غريب عليهم الصوت بقدر ماهو بغيض وكريه على الحيوانات بالذات ..
اما البشر اللي جالسين حول الصوت ..
رغم انهم اعتادوا هالصوت الا انه الآن كله هلع وخوف ..
مرت لحظات طويلة وكل واحد يتفحص نفسه وجسمه هو بخير ولا صابه شي ..
في غمرة الخوف على انفسهم وسلامة ارواحهم نسوا للحظات قليلة من الضحية ..!
طالعوا في بعض برعب ..
تجمدت النظرات
واهتزت القلوب ..
فز فهد من مكانه ..
وهو يصرخ بعالي صوته ..
: شغل السيارة ياصلاح .. شغلها بسرعه ... ساعدني ياعبدالرحمن خلنا نشيله ..
رد عبدالرحمن وعظامه ماتشيله من هول الصدمة : شوف الرجال حي ولاميت .
صرخ فهد اقوى : حي ان شاء الله بس انت شيله معي ..
مد عبدالرحمن يدينه على رجول سعود وهو مسجى في حضن فهد اللي يحاول يرفعه بهدوء حتى مايتعور وينزف اكثر ..
قال فهد بصوت يرتجف وصدره يعلو ويهبط من الخوف والصدمه : انتبه لاتعوره ياعبدالرحمن .. شوف الرصاصه بصدره شيله زين تكفى .
تراخت يدين عبدالرحمن ودموعه بدت تنزل ..
: مات يافهد .
دمعت عيون فهد وهو يحاول يكذب اللي يشوفه وصرخ في خويه
: اقول لك مامات .. سعود انت حي .. سعود تماسك وانا اخوك بنوديك للمستشفى ..
سعود انت تسمعني صح . صرخ بصوته كله .. : عجل ياصلااااااااااح .
دخل يده اليمين من تحت راسه والثانية من تحت رجوله ورفعه من على الارض بعد مايأس من عبدالرحمن اللي اطلق العنان لحزنه ودموعه .
رفعه في السيارة وحط يده على صدر سعود قال : يالله ياصلاح على اقرب ديرة فيها مستشفى ..
رفع عبدالرحمن الاسلحة بسرعه ورماها في الشنظة ومشوا بأقصى سرعه .
كان صلاح يرتجف والصدمه جمدت كل شي فيه الا رجله اللي يدوس بها اكثر على البنزين ويدينه اللي يلف بها الطارة عند أي منحنى او وجهة للطريق المؤدي للمستشفى ..!!
مسح فهد على وجه سعود وعلى عيونه المقفلة .
ماقدر يحط يده على وريده ويجس نبضه حتى ماينصدم وحتى يعيش على الأمل ..
همس له : سعود .. ترى ماباقي شي ونوصل .. تشجع وانا اخوك . .قو قلبك وتحمل ..
بكى عبدالرحمن بصوت عالي وهو يسمع فهد يكلم خويه وصاحبه ورفيق عمره واقرب الناس له . والثاني قد سلم الروح من بدري وبقى في حضنه جثة هامدة ..
ماقدر يتخيل ان فيه شي اسمه فهد بن ناصر بدون سعود .
رفع فهد راسه بوجه شاحب وعيون فيها دموع جامده قال : انت وش فيك ياعبدالرحمن الرجال حي .. لاتفاول عليه .
هز عبدالرحمن راسه ونزلت دمعه حارة على خد صلاح اللي كانت براكين الندم والقهر على رفيقه موقده بصدره ..
هو السبب ..
لو ماقال له يوزن السلاح ماكان صار اللي صار
لوتأكد ان في البندق رصاصه كان يمديه جالس معاهم ..
وصل المستشفى وراح صلاح يجري وهو يصرخ طواريء طواريء
جلس فهد خالي اليدين ..
وخالي التفكير ..
بعد دقايق قليلة ماارهقت الدكاترة ولاتعبتهم ..
تهاوى على الأرض وصلاح يجهش بالبكا ..
: عظم الله اجرك يافهد .. راح سعود .. انا اللي ذبحته يافهد .. انا اللي ذبحته .
طلع عبدالرحمن يجري وركب السيارة ..
مسك صلاح يد فهد اللي من قوة الصدمة ماقدر حتى يرفع نظره من على الارض .
سحبه لحد ماوقف قال : خلنا نروح لبيوتنا ونبلغ اهله .. ترى الشرطه تبي تحقق معنا .
مشى مع صلاح اللي سنده لحد ماركب السيارة وهو في ذهول ومصاب مابين يصدق ويستنكر كل اللي يصير ..


***


كانت فوزية عندها من المغرب ..
وهي كل شوي تقول قيسي الفستان الفلاني بشوف احسنه ولا هذا ..
اخيراً رست هي وياها على فستان حرير وناعم لونه تركواز سادة وصدره مشكوك ببساطه ونعومه ..
قالت فوزية : زين اخيراً رسينا على الفستان .. خلاص انا بطلع اخلي عماد يجي يلبس وياخذ راحته .
فتحت فمها بدون تفكير كانت بتتكلم بعدين تراجعت ..
اخذت نفس عميق قالت وهي تحاول تدور على شي تقوله : عمتي استني شوي لو عماد لبس راح يستعجلنا وانا لسه ماسويت مكياجي .
: لا ماعليك اذا استعجلنا بقول له نروح مشي احسن الجو يفتح النفس وبيت ناصر قريب من بيتكم .
: اوكي ..اللي تشوفينه .. بس اش رايك افتح شعري ولا المه بشباصة .
: شادن ابيك الليلة تطلعين عرووس فاهمه ولا لا .. سوي كل شي تشوفينه يطلعك احلى .
ضحكت شادن قالت : ياربي نفسي ادري ليه انتي متحمسه هالقد .
: فيه ناس بتشوفينهم شوي .. وجايين عشان يشوفونك .
قالت كلمتها وطلعت وهي تسمع صوت عماد يسولف مع شهد ويسألها عن امها ..
طالع عماد فيها قال : خلصتوا ولا لا ..؟
قالت فوزية : انا والله مالبست للحين وزوجتك توها بدت .. بس عادي اذا بتروح احنا عادي نروح مشي .
: مشي لا .. ماتروحون .
: عماد الله يهديك والله مالبست شادن .. الا اذا بتنتظر عاد هذا شي ثاني لاتنسى ان عذبة وامها بيجون مانبيهم يشوفون زوجة عماد عادية .
: اقول فكيني بس من سوالف الحريم .. وروحي يالله البسي عجلي عليّ الله يسامح خالي مالها داعي هالعزيمة اللي ابلشنا فيها .
: زين انا بلبس اذا بتاخذ شادن روحوا لاتنتظروني واذا بتخليها تروح مشي مر عليّ وقول لي عشان اروح انا وياها .
نزل شهد وباسها على خدها قال : زين .. يالله ياشهد روحي البسي مع امتس .
نزلت فوزية وشهد معاها ..
وهو توجه لغرفته ..
تحمم ولبس وملابسه ..
اول يوم مر عليه ثقيل وطويل ...
حسب كل الدقايق اللي مرت فيه ببطء ..
لبس ثوبه وشماغه وبخ من عطره الرجالي القوي ..
طلع من غرفته وتوجه لها بخطى ثقيله . .
دق بابها اللي اوصدته بالقفل بعد ماطلعت عمتها
وصله صوتها وهي تقول : مين ..؟
قال : يالله خلصتي ولا امشي .
قربت من الباب قالت بصوت اقرب للهمس : روح لاتنتظرني انا بروح مع عمتي مشي .
قال : زين انا بروح اصلي المغرب ان رجعت ماخلصتي مشيت وتعالي مشي مع فوزية . واذا خلصتي قبل بوديكم .
حست انه راح ماانتظر منها جواب ..
واخذت نفس عميق وهي تردد بنفسها " ارحمني يارب .. "
كملت مكياجها وبيدينها رعشة خفيفه تسري فيها ..
اخيراً انجزته على خير ..
اخذت عبايتها ونزلت تنتظر عمتها ..
..
بعد ماوصلت فوزية وشهد وفيصل لمحت شادن تمشي في الصاله ورجعت لعماد اللي شافته واقف عند البوابه ..
قالت : عماد تعال بالله ادخل ابيك .
رد عليها بشك وقلق : وش تبين ..؟
: ابيك تشوف شي هنا الله يخليك تجي بسرعه .
كانت واقفه عند مكتبة التلفزيون ترجع المجلة اللي كانت تقرا فيها وهي تنتظر عمتها ..
دخل عماد الصالة وكان آخر شي يتمناه ان شادن تكون قدامه في وجود فوزية .
قالت فوزية : وش رايك بالله في فستانها على شعرها الاسود ومكياجها .. ترى اللي نصحها تلبسه انا مو تقول لك اختيارها هي .
امتقع وجه شادن وهو يتأملها .. وطاحت المجله من يدها ..
اخذتها وهي تطالع بالارض ماتدري كم مر عليها من الوقت بس كان طويل ..!
قال عماد وهو يبتسم لفوزية : الله يهديتس يافوزية جايبتني من برا عشان تحرجين البنت .. شوفي وش سويتي فيها .. يالله يالله عجلوا بنمشي . اجل جدتي ماخلصت للحين .
انحرف من مكانه وتوجه لغرفة جدته بصمت ..!
ضحكت فوزية وهي تشوف شادن تحط يدها اليمين على خصرها وفاتحها عيونها وعاضة على شفتها السفلى كأنها تقول ليه كذا وهي ماتقدر تتكلم من الاحراج ..؟
اخيراً قالت فوزية : حتى هو والله انحرج .. محد يلومكم مالكم الا يوم واحد متزوجين ماعليك بكرة تتعودون .. بس عاد الرجال هذا اعتقد مافيه امل يصير رومنسي .. طول وقته جاد .. الحمد لله ان عزيز مو كذا .
لبست شادن عبايتها قالت : يالله يالله امشي بس الله يسامحك وترتيني واربكتيني .. شوفي يدي كيف ترتجف .
ضحكت فوزية اكثر وهي تمشي رايحه للبوابة وامها تمشي قبلهم مع عماد اللي ماسكها بيدها ويسندها ..!

***

وقفت في غرفتها وهي متوترة ..
وجوالها على اذنها قالت : مشاري اقول لك عند الشباك انا خايفه يسوي زي هذاك اليوم لمن حاول فيني اروح معاه ..
قال مشاري وهو يحاول يطمنها : والله مايقدر يسوي لك شي ياسارة .. وياليته يفكر يسوي شي عشان تجي على راسه هالمرة .
زفرت بأوووف دلاله على مللها من اخوها المتجمد قالت : مشاري انت اش فيك اش غيرك ماكنت كذا .
قلب مشاري الملف اللي قدامه قال : لأني واثق ان هالجبان مايقدر يسوي لك شي ولاماتثقين في كلام اخوك .
: يامشاري ...
قاطعها : سارة والله اني مشغول الين راسي بعدين انا اكلمك .. المهم انتي لاتطلعين ولاتروحين أي مكان لين اجيك .
: من عقلك اخرج وهذا متسمر لي عند الباب . ترى ماراح اداوم بكرة اذا بيجلس كذا .
: اوووه سارة تراك مدلعه .. اشغلتيني قلت لك مايقدر يسوي لك شي لأنه مراقب .
شهقت قالت : مراااااقب ..؟
: ايه مراقب من الهيئة .. ابوي قال له يطلقك وعند قال اطلق وتعطوني مية الف ريال . واضطر انه يبلغ الهيئة يراقبونه حتى ينال جزاه ويطلقك بسهوله .
وصلها كلام مشاري زي السكاكين اللي تنزع قلبها من مكانه بشراسة وقسوة ..!!
ياااكبر خيبتها فيه ..
هذا آخر شي توقعته وآخر شي ظنته من خالد ..
غير اللي سمعته يصير طماع وجشع ..!
يبيعها بمية الف ..!
رمت الجوال بعد ماقفلته من دون ماترد على مشاري اللي توقع ردة فعلها واعتبرها جداً طبيعيه ..!
حست ان الدم يمشي بعروقها بسرعه قصوى ..
يمكن هذا ردة فعل طبيعيه لمشاعرها ..
واحاسيسها اللي انصدمت فيه مثلها بالضبط ..
شدت شعرها بقوة وهي ترجعه ورى ..
" يعني ابوي كان مخبي عليّ ان الهيئة تراقبه ..
خايف اني اقول له ويخرب مخططه ..
ياالله ياابوي لهالدرجة تحسبني سخيفه
ماتدري ان خالد لقني درس عمري ..!
وان سارة هذيك المسكينه اللي تجري ورى مشاعرها انتهت للأبد
وبدت سارة اللي تفكر بعقلها وتقرر بعقلها وتحس بعقلها قبل قلبها ..!
داهمتها الذكريات والاحلام القديمه ونفضتها من راسها بقوة وتجلد ومقاومه ..
توضات وصلت لها ركعتين شكر لله انه اطلعهم على حقيقة خالد قبل ماتتورط فيه ..
وانها تقدر تواجه القادم بقوة ومن غير ندم عليه او دمعه عشانه ..!


***


في بيت ناصر ..
كانت جالسه في مجلس الحريم اللي اكتظ بحريم القرية ..!
تحس نفسها غريبة بينهم ..
ماتعرف الا جدتها وعمتها وحريم عمانها ..!
قالت لمنال اللي جات وجلست بجنبها : منال طالعي في اللي وراك ولابسه جلابيه خضرا اش فيها عليّ بتاكلني بعيونها .
قربت منال اللي تدرس بثالث ثانوي قالت وهي تلم شعرها الطويل وتحاول تجمعه بيدينها الصغيره على كثافة شعرها الغجري الكثير ..
: هذي عذبة بنت عم عماد .
فتحت فمها شادن وهي تتذكر كلمة نوير عن عذبة .
قالت : شكلها كانت حاطه عينها على عماد .
ضحكت منال قالت : لا مسمينها له من صغره بس يوم كبر قال زوجوها انا ماابيها ولاابي غيرها .. بس خذلها واخذ القمر .
ضحكت شادن لمنال قال : ياعمري تسلمين انتي والله القمر ماشاء الله عليك .. اثري جدتي محد يلومها وهي تقول لاتقصين شعرك .
سكتتها منال وهي تكشر وتقول : لاوالله ياشادن الا قصيه وارتاحي ماتدرين وش كثر اعاني من شعري اذا جيت امشطه والمه ..
قطعت عليهم فوزية كلامهم وهي تجلس بجنب شادن قالت : شفتي عذبة ..؟
: ايوه شفتها ليه ماقلتي لي عنها .
: ماله داعي خاصه انها مالها علاقة في عماد الا انها بنت عمه .. ترى امها سبب مشاكل ابوي وابوك الله يرحمه .
فتحت شادن فمها مستغربه قالت فوزية وهي تكمل : ابوي كان يبيه ياخذ امها بس خالد عند قال ماابيها .. وزعل ابوي عليه وطرده من الديرة وسمعنا انه تزوج امتس .. اشرت فوزية على الحريم اللي دخلوا وحددت وحده وهي تأشر عليها .. قالت : اصبري اصبري هذي منيرة اللي امي بغت تزوجها عماد وبالقوة اقنعها انه مايبيها .
طالعت شادن في البنت اللي دخلت لابسه تنورة سوداء وبلوزة لونها رمادي واسود ومطرزة ..
باين عليها عاقلة وهادية وملامحها دقيقه وناعمه كانت تدور بين الوجوه بعيونها لحد مااستقرت على شادن وابتسمت لها من بعيد وكأنها تعرفها ..
قالت منال : منيرة ملكتها قبل شهرين على ولد خالها مدرس في السبيل .. شوفيها جات تراها مررررة عسل .
وصلتهم منيرة وابتسامتها ماتغيرت ..
قامت شادن وسلمت عليها ورحبت فيها وجلست معاهم ..
قضت ليله جميلة مع الحريم بصحبة منال بنت عمها وعمتها فوزية ومنيرة اللي جلست معاهم دقايق وقامت خلت لهم الجو حتى ماتحرجهم .!



***


بعد العشا في قسم الرجال ..
وقف صلاح على باب بيت ابوناصر ..
ودق الباب ..
طلع له بندر اول ماشافه تفاجأ من وجهه الشاحب وعيونه الحمرا وآثار البكا باينه ليه . .
سلم عليه وسأله عن فهد على طول .
اشر صلاح على السيارة ونزلت من عينه دمعه اثارت رعب بندر على اخوه وراح يشوفه ..
كان المنظر مؤلم للغاية
فهد مسند راسه على المرتبه وحاط شماغه على وجهه وثوبه مليان دم ..
ومايتكلم .
وقف بندر في مكانه متجمد ..
هذا شكل فهد اخوه .. واكيد انه هو بس وش اللي صاير ..
قرب منه وهزه .. : فهد وش صاير لكم .
اول ماسمعه فهد اهتز وبدت دموعه تخونه . ماقدر يقول لهم ان سعود راح .
رفيق طفولته وعمره .
سعود اللي كبر هو وياه واقتسموا الايام بأغلب ساعاتها ..
اقتسموا الضحكه والفرح والحزن والبر والسهر والكشتات والأماني والأحلام والقرارات ..
سعود اللي بصم على كل لحظات فهد ببصمة يوثقها تاريخ عمر فهد الماضي ..
المااااضي قبل ساعات قليله ..!
سعود اللي اشترك العمر معاه راح ..
انتهى وتركه ..
مات وخلاه ..!
طالع بندر في صلاح قال : علمني وش صاير ياصلاح ذابحين احد انتم ..؟
رد صلاح ودموعه تسيل على وجهه : سعود يطلبك الحل .
صُعق بندر لهول الخبر ..
سعود .. وفهد من يعزيه ..
وشلون نعزيه في سعود
ياكبر مصيبتك وانا اخوك ..
رجع وهو يجري لأن المصاب على اخوه جلل ومايقدر يواسيه فيه لوحده .
وفقد سعود العزيز عليهم يهون مع فقد فهد لسعود وحياته بدونه .
وقف في المجلس وطاحت عينه على عماد اللي يسولف مع فواز راح له يمشي بوجه مليان تعابير خوف وحزن وقلق على اخوه اللي ينتحب ..
قال : ابومشعل تعال ابيك برا ضروري .
عرف عماد من وجه بندر ان فيه شي خطير وكايد ..
وقف معاه ولحقه برا المجلس .
مسكه بندر بيده قال : فهد في سيارة صلاح برا .. ووو
: وش فيه فهد .؟
: سعود خويه مات ..
: لااله الا الله .. لاحول ولاقوة الا بالله .. وشلون مات .
: ماادري عن شي بس تعال خلنا ندخل فهد حاله مايسر .
: زين امش امش .
طلع عماد وسلم على صلاح اللي حزنه اكبر واعظم ومصابه مصابين ..
فقد الخوي والصاحب واحساسه بالذنب اللي راح يرافقه طول عمره .
سلم عماد عليه وعزاه وانحرف لفهد اللي مارفع شماغه عن وجهه .
فتح عماد باب السيارة وناداه . : فهد انزل معي ادخل للبيت .
مارد عليهم وكأنه مايبغى يسمع او يشوف اويصحى على الحقيقه المرة .
اخذه عماد بيده وسحبه لحد ماطلع .. قال لبندر ..: ادخل من قسم الحريم نبي ندخله للبيت مانبي خالي يشوفه بهالحال .
وقف صلاح قال : ياابومشعل . فهد لازم يبدل ملابسه ويمشي معي للشرطة الشغله فيها تحقيق ويمكن تطول .
هز عماد راسه قال : زين بخليه يبدل ملابسه واجيبه انا بنفسي اسبقنا ياصلاح وحنا وراك . الا وشلون مات المرحوم .
تجمع الدمع بعيون صلاح قال وهويحاول يتجلد ويطلع صوته
: قعد ينظف البندق وكان فيها رصاصة مادرينا عنها .
فهم عماد السالفه قال : انا لله وانا اليه راجعون .
دخل مع فهد وبندر سبقهم يشوف الطريق حتى يدخلون الحريم وهم يعدون لغرفة فهد .
توجهوا لدورة المياه ا للي بجنب غرفة فهد وبندر ..
غسل فهد وجهه وعيونه حمرا وعماد يردد عليه الكلام اللي يقال عند المصايب والشدايد ..
الصبر وانا اخوك
هذا اجله
مكتوب له ومقدر
اذكر الله بدال ماتحزن
ادع له بدال الدموع
تجلد بالصبر في المحن ..
وبندر يردد : قول لاحول ولاقوة الا بالله تراها تهون المصيبه وتخفف الحزن . هو كان طيب وخير ويصلي .. ماعليه خوف وهذا اجله .
كانت الكلمات تمره وكأنها ترتطم في جدار وترجع من دون ماتأثر فيه .
فقد سعود مصيبة . وشلون يعيش من دونه ..
هذا اللي كان يدور في خلده وذهنه ..!
رجع عماد مع بندر اللي سوى له طريق وقال لاخته تنادي له فوزية . عماد يبي يكلمها .
جات فوزية قال عماد : بندر بيوصلكم انتي وجدتي وشادن للبيت . انا عندي مشوار ضروري مايحتمل التأجيل ولا دقيقه .
وخذي .. مد عليها مفتاح غرفته قال : هذا اعطيه شادن خليها ترسل علي الحبوب حقتي مع بندر تلاقيها قارورة بيضا كبيرة في الدرج .
قالت فوزية : وش حبوبه ..؟
حط يده على اعلى بطنه من الجهه اليمنى وهو مكشر بوجهه وشكله يتألم
قال : علاج القولون اكلت من العشا وشكله تعبني .. بالله لاتطولون علي ماني ناقص التعب بهالوقت .
رجعت فوزية تبلغ امها وشادن كلام عماد وبعد دقايق قليله كانوا في بيتهم .
دخلت شادن الغرفه حقته وهي تحس بامتعاض وخوف وقلق ..
كون انه يكلفها بمهمه مثل هذي تخربطها وتقلب لها كيانها وتفكيرها .. !
حاولت تحصر تفكيرها في دوا القولون ..
دورت عليها وطلعت اكياس ادوية كثيرة ..
دورت على ادوية القولون اللي امها تعاني منه
وهي من اكثر الناس اللي يستهلكون ادويته ..!
ولاعلبه من العلب الغريبة تشبه أي علبة كانت عند امها ..
اخذت القارورة البيضاء الكبيرة اللي وصفتها لها فوزية ونزلت تجري ..
اعطتها لشهد توديها لبندر اللي يدق بوري بسرعه وكأنه يبغاها تطير مو تمشي ..!
اخيراً اخذها ورجع لعماد اللي اخذ فهد لقسم الشرطة حتى يستوفون التحقيق ويبلغون اهل سعود في مصابهم ..!
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فصلٌ تاسع

غربة مشاعر


في قسم الشرطه في الطايف ..
تحقيق واسئلة وتقارير طبية ..
كان جالس قدام الضابط اللي جزم انه حزين ولايمكن يكون له يد بوفاة سعود .
لأن الحزن عمره ماكان اصطناع ..
الحزن احساس ووجع ..
وصورة تجسدها الملامح والعيون ..!
وفهد كله على بعضه كتلة حزن
نظراته البائسة واليائسة شاردة
الذكرى مارحمته والواقع قسى عليه ..
رفع نظره للضابط قال وهو مخنوق : الله يرحم ابوك عجلوا بدفنه لايطول .
اخذ نفس عميق ورفع وجهه لفوق يدور الاوكسجين ويحاول يمنع الدمعه لاتنزل قدام الرجال وكمل : اكرام الميت دفنه .
هز راسه الضابط اللي صار عنده خبره بمعرفة الجاني من المجني عليه مثل فهد وضعفه وكسره يوم القدر اخذ منه رفيق دربه .
اشر للعسكري يستدعي عبدالرحمن حتى يقفل المحضر ويبت في الامر ..!
دخل عبدالرحمن وكمل التحقيق وأقواله مااختلفت عن اقوال صلاح وفهد ..
وقع الضابط على خروجهم وبراءتهم وان وفاة سعود ليست جنائية وليست محاولة انتحار انما خطأ في استخدام السلاح ..
الجو كان كئيب ..
والحياة اضيق من ثقب ابرة ..
مايبي يرجع للديرة ..
كانت عيونه تدور عبدالرحمن وماشافه مع صلاح اللي يكلم عماد وبندر عن الحادثة بالتفصيل .. .
قرب منه بندر وهو يشوفه كأنه يبي شي وموقادر يتكلم قال : خلنا نرجع للديرة يافهد اكيد اليوم بيصلون على سعود . لازم تصلي عليه وانا اخوك وتوقف مع اهله في عزاه .
انتفض بقوة وصار صدره يعلو ويهبط بسرعه ..
الموقف صعب ..
صعب جداً لدرجة انه مايقدر يتخيله .
اصلاً كيف يقدر يروح لأي مشوار ولايقضي أي لزوم بدون سعود .
كيف يحضر عزا ولايروح يعزي ناس بدونه ..!
ولايشوف ابوه واخوانه وهو مو معاهم ..
بلع ريقه بصعوبه واوداجه تنتفخ من الحزن العارم ..
ومن الوجع اللي بداخله واللي مايقدر يعبر عنه قدام الناس .
قال وعيونه حمرا وهو يرمش بسرعه ويحاول انه يضم على دمعته .
: ابي مفتاح ونيت عبدالرحمن وخلوه يرجع مع صلاح .
مسكه بندر بيده قال : وين بتروح .
مايقدر يقاوم او حتى انه يرد ويجادل .
كمل بندر : وين تبي يافهد انا اوصلك المكان اللي تبيه حالتك وانا اخوك ماتسمح لك تسوق السيارة .
التفت فهد لعبدالرحمن اللي جا يمشي قال بصوت تعبان ومكلوم وموجوع .
: طلبتك ياعبدالرحمن ابي مفتاح سيارتك ولاحد يجي معي .
فز عماد وتحرك وهو يشوف حزن فهد ..
صورته وهو مكسور تؤلم عماد بشدة ..
فهد من النوع اللي يداري ومايسمح انه يبين ضعفه لاحد مهما كان ومن من كان ..
دايماً يطلع بصورة الرجل القوي واللي مايهاب المواقف ولايبين انه يتأثر بها بسهوله ..
طلع عماد مفتاحين من مجموعة مفاتيحه وحطهم في يد فهد وضم عليها قال : انا واثق انك رجال وقد الصعاب .. تحمل وانا اخوك ولاتخلي الحزن يقضي عليك .. هذا مفتاح سيارتي والثاني مفتاح شقتي .. اجلس فيها على كيفك .
رجع مفاتيح عماد ليده قال : سيارتك ماتفيدني ياابو مشعل .. ابي سيارة عبدالرحمن الونيت .
مد عبدالرحمن مجموعة مفاتيحه لفهد والثاني سحب مفتاح الونيت قال وهو يداري الدمعه وبصوت مخنوق وموجوع : سامحني اذا تأخرت عليك وان ماجيت حقكم اخذوه من ابو مشعل .
طالعوا كلهم في بعض وقبل لايعترضون ولايتكلمون اعطاهم ظهره وتوجه لبوابة المركز من غير مايسمع او يتكلم .
يبي يختلي بنفسه .
يبي يروح لوحده يستوعب ان سعود انتهى وماعاد له وجود من غير محد يقنعه او يأثر عليه ..
قال صلاح اللي يحس بحزن فهد وغلاه لسعود وانه لايمكن يقدر يكمل حياته بدونه
: لاتخلونه يروح يمكن يسوي بعمره شي .
رد عماد لأنه واثق ان محد يقدر يثني فهد عن دروبه اذا اصر عليها
قال : فهد رجال ماعليه خوف .. امشوا بس خلونا نرجع لاهلنا اقلقناهم علينا . التفت على صلاح وكمل .. استعجلوا عشان نصلي على الرجال وندفنه مع اهله .
انسحبوا صلاح وعبدالرحمن وراحوا مع بعض ..
وتوجه بندر مع عماد لسيارته
قال بندر بلهجة اعتذار من عماد : اعذرني ياابو مشعل المفروض آخذ ابوي ولا عمي فواز انت توك معرس و..
قاطعه عماد : امش بس يارجال خل عنك سوالف الاعتذارات هذي . الا زين يوم قلت ولا قلت لغيري .. المهم انت البارح قلت لهم نبي نتأخر ولايقلقون مثل ماوصيتك ولا لا .
: ايه علمت عمتي فوزية .
: اجل يالله توكلنا على الله ...




***

وبمكان ثاني ..
بوسط الحر والعرق ..
كانت نايمه بملل وقرف ..
خاصة انها مانامت الا الفجر والكهرباء في القرية تنطفي من الساعه سبعه الين اذان العصر .
وهي متعوده على صوت المكيف وبرودته ..
فتحت عيونها بطفش ومدت يدها على الساعه اللي بجنبها ..
شافتها اربع وربع العصر .
جلست وهي تتأمل الساعه ..
الوقت يمر عليها هنا ببطء فظيع ..
صعب على الانسان يعيش وحيد بعالمه ..
وهي من يوم عرفت عماد وهي وحيده ..
ماتقدر تتكلم لاحد عن اللي بداخلها ويصارعها وتصارعه من شهرين .
محد يدري عن همها . ..
ولاحد يدري عن افكارها..
ولااحد يعرف مخططاتها اللي هي ناوية عليها ..
نفضت غطاها الخفيف من عليها وتمططت وهي تفكر بجدولها في الساعات الجاية ..
صعب تجلس مع عماد لوحده ..
وصعب تطلع بصورتها الطبيعيه لحياتهم قدام جدتها او عمتها اذا جات ..
لابد انها ترتدي ثوب السعادة وشكل العروس والزوووجه قبل كل شي ..
دخلت للحمام واخذت لها شور بارد انعشها وجدد نشاطها ..
وطلعت صلت العصر ولبست جلابية ناعمه وانيقه ..
لونها اصفر ومشكوكه بالبنفسجي على ياقاتها العريضه وأكمامها الفرنسية الواسعه ومن عند الصدر الين الأسفل بخطوط طويلة ومتعرجه ..
لمت بعض من خصل شعرها بشباصة وتركت الباقي منسدل بطريقه مهمله ..
وتركت وجهها بدون أي رتوش للمكياج ..
اصوات الناس وحركتهم ودبهم في الحياة والأطفال اللي يلعبون وقت العصريه خارج بيوتهم واصلتها في غرفتها ..
مرت الشباك وهي تتخيل عماد لو دخل غرفته وش بتكون ردة فعله بعد اللي سوته.
متحمسه تعرفها حتى لو كانت ماتعجبها ..
المهم بتعرف كيف يفكر ووشلون يتصرف .
اوبالأحرى كأنها تبحث عن شخصيته الحقيقية من بين ردات افعاله لأي تصرف منها .
فتحت الستارة الثقيله والمطرزة وقعدت تطل على اهل القرية ..
بيت نوف في وجهها وقبالها .
وبيت ثاني شكله مهجور او مافيه سكان وعوامل التعرية والزمن واضحة عليه ..
اطرافه مهدومه وألوانه العادية باليه ..
وشبابيكه وأبوابه الحديد اكل عليها الدهر وشرب بالصدأ والألوان القاتمه .
بعض البيوت الصغيرة والشعبية الحركة فيها بدت من بدري وبعضها ابوابها مغلقه على اهلها ولااحد يدري عنهم .
شافت وحده شكلها حرمة كبيرة طالعه بجلالها من بيتها ومتوجهه لبيت جارتها ..
ووحده ثانية لابسه عبايتها ومحتشمه وفي يدها سلة قهوة وكيس شفاف باين ان فيه حافظة اكل ..
اجمل شي بالقرية الناس على سجيتهم
والتواصل عندهم امر مفروض وواجب ..
مافيه مؤثرات تقنية تغير منهم
ولافيه عيون تغرز بلحوم النساء مثل ماتشوف في المدن ..
ومافيه انتقادات لاذعه لام فلان وام فلان واخت فلان .
كانت منغمسه في المناظر الطبيعيه اللي جذبتها .
بعض الاطفال اللي يلاحقون وايت الموية اللي جاي يعبي احد الخزانات لاحد البيوت .
ياااه يافرحة الطفل ياسرع ماتجي بأتفه الأشياء
الحياة في القرية ممتعه ..
رغم هدوءها الا ان الحركة فيها مستمرة
الفجر الناس تسعى لارزاقها
والظهر فيه حياة والعصر تبدأ الزيارات والمغرب كلن يروح يشوف حلاله ( مواشيه )
والليل سكون وهدوء وراحة
حياتهم على الفطرة .. النهار معاشاً والليل سباتا ..!!
تحركت من مكانها وفزت وهي تسمع طرقات خفيفه على بابها .
قفلت الستارة وراحت تفتح .



***

دخل البيت وسلم على جدته وطلع لأنه مجهد بما فيه الكفاية
من امس ماارتاح من فهد اللي تعبهم في الليل والصباح .
بعدين الصلاة على سعود الله يرحمه ثم وقفته مع اهله بالعزا ..
رجع بعد صلاة العصر بفترة يدور السرير والراحة .
هو مايتحمل الاجهاد ، ولا يحب الكسل .
نشيط من يوم يومه وعملي جداً ..
وصحته آخر مايفكر فيها اذا فيه لزوم ويحتاج وقفة رجال مثل حدث امس واليوم .
دخل غرفته وتسمر بمكانه دقايق طويلة .
المفاجأة كانت جديرة بأنه يجمد بمكانه ..
الغرفة غرفته بدلالة طريقها وبابها ومفتاحها .
بس داخلها غير ومختلفه كلية وجذرياً .
التسريحه والكومدينو والدولاب يعجون بالنظافه وفيها لمعة ماشافها من بعد مااشتراها جديدة ..!
السرير انيق لابعد الحدود
مفرشه السماوي الثقيل والنظيف مغير من شكله ويحمسه انه يرمي جسده عليه من غير تفكير .
توجه ناحية الدولاب بسرعه وفتحه وشافه مرتب واغلب ملابسه خارجه ..
والملابس النظيفه هي المرتبه ومصفوفة بعناية وشطارة ..
معناتها فتحت الدولاب ..
التفت على الدرج اللي يحمل الكثير من الأسرار ..
الدرج اللي لو احد اطلع عليه وشاف مكنونه كان انفضح امره وسره اللي يداريه من سنين .
قرب منه بقلب خايف ويد مرتبك وكل خلاياه وجوارحه ينطقون يارب استر .. يارب استر .
حاول يسحب الدرج ولقاه مثل ماتركه ..
مقفول ومحد فتحه .
تهاوت يده واخذ نفس عميق بعد انقطاعه للحظات كانت جداً حرجة بنظره .
طلع مفتاحه الصغير اللي مايفارق مدالية مفاتيحه وفتحه بهدوء وتوتر ..
تهلل وجهه وهو يشوفه مثل ماهو ماتغير فيه أي شي .
قفله وباطمئنان ..
وفتح ازارير ثوبه اللي فوق وكأنه يبي يوسع على نفسه ..
هالبنت بدت تقتحمه .
بدت تحط رجولها بثقة وتحدي في حياته .
بدت تغير من حياته ابتداءً بغرفته وانتهاءً باللي الله يستر منه ..
طلع من غرفته وتوجه لغرفتها ..
مايدري كيف يواجهها
يشكرها ولايوبخها
يوقفها عند حدودها ويحذرها من تجاوزها
ولا يخليها على راحتها وتكفيها معاملته لها .
دق عليها دقتين خفيفه بتردد واصرار بنفس الوقت ..
وانفتح له الباب بهدوء ونظراتها الباردة والخاليه من أي تعبير وراه .
شافته واقف في وجهها بثوبه الابيض وبدون شماغ وعطره تهاجمها بقوة .
رجعت خطوتها لورا رغم عنها لأنه سادّ المكان بيدنه اللي فاردها على اطراف الباب وبهيبته ونظراته فيها .
قالت وهي تبلع ريقها وتحاول تسيطر على نفسها وتبين انها عادية وباردة ولاتتأثر بوجوده ..!
: عليكم السلام .. فيه شي ..؟
كان يطالعها بنظرات غريبة
لوم .. عتاب .. قهر .. اعجاب .. ندم على وجودها .
اخذ نفس عميق وهو يتلاشى عن عيونها والنظر فيها قال : السلام عليكم .
وبنفس البرود ردت عليه : عليكم السلام .
: انتي اللي رتبتي غرفتي ..؟
هزت راسها وهي تحاول ترفع نظرها وتشوف ردة فعله وتعبيرات وجهه قالت : ايوه .
مااهتز منه شي لأنه كان واثق انها هي ..
يعرف ترتيب الشغاله اللي اعتاد عليه .. أي كلام .
..
قال وهو يحاول يطلع بصورة هادية عكس البراكين اللي ثايرة بداخله
: ليه تتعبين نفسك ..
دخل اصابعه في شعره وهو يرفع نظره فوقها وحواليها ويبعده عنها وكمل : بعدين غرفتي مالك فيها لزوم اهتمي بامورك انتي وكثر الله خيرك .
بلعت ريقها قالت : كنت فاضية البارحه وطفشانه قلت ادور لي شغله وشفت غرفتك مو نظيفه ...
قاطعها : زيييييين الله يجزاتس خير وماقصرتي .. بس رجاءً ياشادن لاتدخلينها مرة ثانية ولاتقربين من خصوصياتي الا اذا قلت لتس انا .. اعتقد كلامي مفهوم و مايحتاج أأكد عليه واعيده .
ماردت عليه ..
ولارفعت نظرها عنه ..
تحس انها راح تنفجر مابين ثانية وثانية لو تأخر اكثر من كذا ..
شاف وجهها وهو يتغير للون الاحمر وجفونها بدت تحمّر .
وهي مسلطه عليه اقوى سلاح واجهه بحياته .
نظراتها وفيها مليون سؤال وعتب واستغراب ..
ومع هذا جامده ومتجمده بسكاناتها وحركاتها وكلامها .
مانبست ببنت شفة بس عيونها قالت اشياء كثيرة قدر يفهم منها العتب واللوم ..
اضطر انه ينسحب بهدوء من قبل لايشوف تبعات الزلزال اللي هز به قلبها من جديد .
رجع لغرفته ودخل الحمام
اخذ له شور دافي يحسسه بالدفء في صقيع حياته وبرودتها وخلوها من أي احساس ..
جفف شعره ، ولبس ملابسه ورمى نفسه على السرير .
غطى وجهه باللحاف وهو يجاهد التعب والتعب يجاهده .
وفي غمرة كل هذا هاجمه النوم واخذه لعالمه بعيد عن الصراعات الجسدية والنفسية اللي يواجهها في صحوته ..!!!


وفي غرفتها
وقفت دقايق متجمده
ماتبي تبكي لااااا
واصلاً ليه تبكي
هو ماقال شي يبكي
او حتى يزعل
هو قال اللي يبيه منها
بس جرحها ..!
اضاف لجروحه اللي قبل جرح جديد ..
خصوصياته ممنوع الاقتراب منها ..
يعني مالك دخل فيني ..
ولاتتجاوزين حدودك ..
ولاتنسين وش انتي في حياتي ..
مسدت وجهها اللي اندفاع الدم له سبب له حراره جستها بأصابعها البارده ..
وقفت على المراية وشافت الحمرة اللي تكتسيه وبطرف جفنها دمعه محبوسه ...
اخذت لها منديل ودخلت طرفه في عينها وغمضت ليه
ماتبي تشوف الدمعه حتى لو كانت وهم ..
غمضت عيونها وفتحتها بقوة ..
" ياربي منك ياشادن ليه كل هالتعقيد ولا التفكير اللي ماله داعي
لساتك في اول المشوار وباقي مواجهات كثيرة
استعدي لها نفسياً وفكرياً وجهزي الكلام المناسب لأي موقف تتوقعينه "
قالته في نفسها بمحاولة منها انها تقنع نفسها بأن اللي يصير شي طبيعي وكانت حاسبة حسابه .
اخذت نفس عميق ورفعت راسها فوق
قالت " وين كلامي البارحه وقرارات التحدي والمواجهه .. خليك قوية ياشادن خلييك قوية لاتضعفين من اول المشوار "
نزلت لجدتها بتجلس معاها قبل لايأذن المغرب لأنه مجرد مايأذن خلاص مافيه امل تجلس معاها..
هي تبدأ صلاتها فرض وسنن وتسبيح وتهليل لين يأذن العشا وتبدأ صلاته مثل المغرب ثم تروح لفراشها تدور النوم والراحة .




***


يوم الاحد في مدرسة الاجواد
واقفه في الطابور قالت : نوير هذي وش سالفتها مافكرت تجيب الاجازة حقتها .
: اكيد بتجيبها .. بعدين هي ماعليها شي حتى لو جابتها بعد ماترجع ..!
: لا لا حبيبتي .. تجيبها اليوم ولا بكرة لاتنسين انها ساكنه بجنب المدرسة ..! بعدين المفروض ماتاخذ اجازة لين اوافق واشوف اذا فيه احد يمسك مكانها ولا لا .
: الله عليك يانوف .. الحين تبينها تداوم وهي عروس ..
قاطعتها بعصبيه وعلا صوتها على نوير بضيقة خلق : انا الحين مايهمني عروس ولا موب عروس تجيب اجازتها وفي اللي مايحفظها ولو تموت ماتاخذ اكثر من اسبوع ..!
قصرت نوير صوتها وهي تطالع في البنات اللي سمعوها قالت : يانوف لاتحطين راسك براس زوجة عماد تراه هو اللي نقل شادن عنده يقدر ينقلك من المدرسة وبكرة ترجعين مدرِّسة وفي مدرسة بعيد .. نصيحه مني بعدي عن شادن .. بعدين وش عليها منك اذا راحت للديوان ووافقوا انتي مالك شغل .
كشرت ورفعت راسها فوق قالت وهي تحاول تسكت نوير : طيب .. خلاص انا مالي شغل .. بس انتي وصلي لها كلامي هذا ان ماجابت اجازتها رفعت انها غايبة بدون عذر او استئذان .
وصلت خلود من غرفة المدرسات وفي يدها ورقة قالت : صباح الخير يانوف .
معصبة ومالها خلق احد بس لازم ترد : صباح النور .
قالت خلود بصوت نايم وهي ترجع خصلة من شعرها ورى اذنها : ترى اجازة شادن معاي امس اخوها اعطاها اخوي عشان اوصلها لك .
ردت باستنكار وهجوم وصوت عالي وصل للطالبات : ياسلاااااااام .. وحضرتها ليه ماتجيبه بنفسها ولا على راسها ريشه .
طالعوا خلود ونوير في بعض باستغراب قالت خلود : ولو يانوف احنا صاحبات وزميلات ونخدم بعضنا . والبنت عروس كيف تبغينها تيجي .
: هالكلام مو عندي قوليه لأي مديرة غيري . انا قلت لنوير كلامي وانتهيت .
مشت من عندهم ونوير تضحك من ردة الفعل اللي اقل مايقال عنها عنيفه .
قالت لها خلود باستغراب : تضحكين ؟
: شر البلية مايضحك .
: شادن هنا ولا سافرت .
: مااعتقد انها سافرت لأن سامر امس يقول انه شاف عماد داخل لبيته ولا طلع منه .
: ههههههههههههههههههههه ولدك هذا رادار يراقب كل اللي في الحي .
: هههههههههههههههه حرام عليك من كبر الحي كله عشرين بيت وبجنب بعض .
حكت خلود ذقنها بطرف اصبعها وبحيرة قالت : طيب تعالي .. كيف اشوف شادن ولا اكلمها ؟.
: خليك انتي ... انا ارسل سامر عليهم يقول لها كلام نوف خلي زوجها يدري ويربي نوف بطريقته هذي لازم احد يوقفها عند حدها . اعوذ بالله عدائية مو طبيعيه .
خلص الطابور والمدرسات راحن لغرفتهن اللي عندها حصة اولى جهزت كتبها وأدواتها وطلعت والباقيات قلبوها سوالف وقهوة مع الصباح ..
مر اليوم روتيني على الجميع ماعدا دلال وسهام ونوير اللي توزعوا حصص شادن وانضغط جدولهم اكثر من اول ..!



***


في مدرسة ثانية ..
في حي السبيل تحديداً
جالسة على الكرسي اللي مقربته من باب الفصل المفتوح حتى يدخل عليها الهوا وتحس بالانتعاش بدال الحر اللي يضيق الخلق داخل الفصل .
لافة رجل على رجل وحاطه الدفتر على فخذها وتدقق في اجابة الطالبة على اسئلة الواجب ..
قفلت الدفتر وهي تسترجع الأحداث الأخيرة ..
آخر شي تتوقعه ان خالد لمن كان ينتظرها ويكلمها ويطلب مقابلتها هدفه الحقد والانتقام .
نفسها تدري وش سوى مشاري بعد ماكلمته وبثته خوفها وقلقها من خالد .
من بعد ماكلمت مشاري ماعادت شافته عند بيتهم . .
وكل اللي قاله لها انها خلاص ماراح تشوفه ..
اكيد اجازته انتهت ورجع للرياض .
سبحان الله بعد ماكان خالد هو سعادتها اصبح اساس خوفها ومصدره ..
تحس انه دنيء اذا تذكرت عدنان .
وتحس انه جشع اذا تذكرت شرطه في طلاقها
وتحس انه حقود اذا تذكرت كلامه عن مشاري وهو يقول ابي اقهره اذا طلعتي معاي ولا كلمتك وهو عندك .
رصت الدفاتر على بعض قالت : غزيل تعالي وزعي الدفاتر على زميلاتك .
فزت البنت بفرح وهي تتباهى قدام الطالبات بأن المدرسة خصتها من بين زميلاتها بتوزيع الدفاتر ..
وقفت ونبهت عليهم محد يطلع او يتحرك لحد ماتنتهي الحصة وراحت لفاطمه ..
من بعد نقل شادن صارت فاطمه قريبه منها
تبثها القوة بقوة ايمانها
وتبثها العزيمة بصبرها
وتبثها القناعه والرضا باحتسابها للأجر .
وقفت على باب صف سادس وسمعت صوت فاطمه ينساب بروحانية لعمقها والطالبات في حالة انسجام وهي توصف لهم المرأة المسلمة كيف يجب ان تكون .
حجابها ، تقواها ، هدوءها ، حشمتها ، احلامها واللي المفروض ماتشطح لبعيد وانها تكون واقعيه وماتتجاوز مجتمعها والاطار الاسلامي مهما تطورت الحياة ومهما طلعنا او سمعنا او شفنا .
كانت تتكلم للبنات باسلوب سلس مراعية فيه تفكير بنات القرية .. ومعيشتهن وواقعهن .
ومراعية سن بعض البنات اللي تجاوز 14 و15 ..
التفتت على فاطمة على سارة واشرت لها سارة بأصبعها يعني تابعي .
كملت فاطمة وهي تبتسم بمحبة لصاحبتها وزميلتها لحد ماسمعت صوت الصفارة يعلن نهاية حصتها ..
اخذت دفترها ووسائلها وخرجت من الفصل .
سلمت على سارة قالت : ليه وجهك اصفر ياسارونه عسى ماشر .
ابتسمت لها سارة وهي ممتنة لسؤال فاطمة اللي صارت تكرره شبه يومي قالت : كل يوم تقولين وجهي اصفر اش اللي تغير ..؟
ردت لها فاطمة الابتسامه قالت : بس اليوم بزياادة وكأنك ليمونه معصورة .
حاولت سارة تضحك من ورى افكارها وهمومها ..
قالت : انتي تدرين بكل اللي يصير لي .
: ادري ياقلبي وانا قلت لك .. لاتخافين منه ..
النوعيه هذولا جبناء وشرهم يرجع لهم .. وربي دايماً مع الأتقياء ينصرهم اذا نصروا دينه .. اما اللي يهينون قوانينه واحكامه فما لهم نصرة وجزاؤهم شر في الدنيا والآخرة ..!!
رجعت سارة شعرها اللي بدت الصبغه الشقرا تنجلي عن نصه وتحيله لأسود .
قالت : مدري يافاطمة احسني خايفه على مشاري اخوي .
: يابنت الحلال وسعي صدرك ماصاير له الا العافيه وتشوفين اذا ماذكرتك بعدين ان كتب لنا ربي عمر .
هزت سارة راسها قالت : ماقلتي لي اليوم بتروحين للدار .
دخلوا الغرفة واتجهت فاطمه لمكتبها تحط اغراضها فيه قالت : ايوه ان شاء الله . اش رايك ترافقيني صدقيني ياسارة بتعيشين احساس بحياتك ماعشتيه .
نزلت سارة اغراضها على مكتبها وهي واقفه قالت بحيرة : نفسي والله اروح بس المشكله يافطوم اني مانمت للحين واعرف نفسي اذا رجعت للبيت بحط راسي وانام وانتي تعرفين نومي مايحتاج اقول لك عليه .
ضحكت فاطمه اللي حرمها ربي من الأمومه ومااهملتها بداخلها ..
كرستها ومارستها مع اطفال دار الأيتام ..
صارت الأم لبعض الأطفال وتبنت لها طفلين بنت وولد ..
ولولا ان زوجها منعها ماتجيبهم للبيت ولا يمديها اخذتهم وعاشت امهم وعاشوا عيالها .
دايماً سارة تنسجم مع فاطمه اللي حولت حياتها من اليأس لأمل وقناعه وصبر
ومن الحزن لبحث عن منافذ السعاده والفرح بشتى الطرق في حدود الحلال وكل مايرضي ربها ..
كل ماجلست معاها حست ان ماعندها مشاكل ..
وان الحياة قدامها والا مايفرجها ربي عليها لأن المصاعب ماتنفرج الا بالصبر والتوكل على الله .


***





صحى على صوت المنبه اللي اقلق نومه . ومد يده طفاه
وارتعب لمن تذكر انه نايم من العصر ..
تعوذ من ابليس وقام يتوضأ ويصلي الفروض اللي فاتته .
مغرب وعشا .
لبس ثوبه وشماغه وطلع من غرفته على نية انه يروح للمسجد ..
التفت لغرفتها
مفتوحه ونورها شغال ..
مر من عندها بس كانت الغرفه فارغه الا من ريحة عطوراتها المجنونة وآثارها الأنثوية ..
طلع بسرعه وفي توقعه انها في الحمام او المطبخ ونزل تحت .
وبعد الصلاة رجع وتوجه لغرفة جدته كالعاده ..
شافها قاعده قدام جدتها بقميص ابيض قطني واكمامه قصيره ومنقط بأحمر ..
وعلى صدره رسمه ميكي . وتسولف عليها وتضحك .
اول ماشافته فزت من مكانها وسحبت جلالها حطته على اكتافها وصدرها وكأنها بتغطي جسمها عنه اكثر او ان لبس قميص حتى وان كان ساتر محرم قدامه ..
ام ناصر مااستغربت لأن هذي عادتها وعادة حريم جيلها اللي يستحون من رجالهم وبركة ان طلعوا وجيههم ..
بس هو طالعها باستغراب ومتفاجيء ..
صدق انها خبله ..
لايكون تبي تستحي مني .
سلم عليهم وجلس بجنب جدته اللي بادلته اسئلته بأسئلة عن حاله واذا نام زين ولا لا وتبي قهوة ولا فطور .
حست ان جلستها بينهم غلط وفكرت تبدأ لعبتها وخطتها المجنونه ..
قالت وهي توقف : عماد تحب الزنجبيل احطه على الحليب .
رفع حاجبه وهو يطالعها بذهول
قال : ها ..؟ لا لا .. لاتسوين شي انتي اقعدي فيه شغاله تخدمتس .
طالعت في جدتها قالت : لا عادي بسوي لكم فطور .. ترى الزنجبيل كويس للقولون . حتى الحلبة كويسة بس ريحتها مو حلوة .
كانت تحاول تتكلم بشجاعه وإقدام على الخطوة اللي كانت تحسب لها الف حساب .
اما هو كان عاقد حواجبه بحيرة وذهول واستغراب ..
معقول هذي اللي تركها امس كتلة قهر وحزن .
ابتسم وهو يفهم قصدها وغرضها ..
وللمرة الثانية يقر ويعترف انها ذكية وقوية ..
جازت له تصرفاتها ومد يده بسرعه ومسك يدها بخبث .
قال : تعالي تعالي اجلسي اتركي عنتس التطبب فيني بلا زنجبيل بلا حلبة .
آخر شي توقعته منه هالحركه ..
حاولت تسحب يدها منه بس خذلتها قوتها اللي فقدتها ..
قالت بصوت مختلف عن صوتها تماماً : خلاص بجيب الفطور .
ضحك بصوت واطي على شكلها اللي صار كتلة الوان ..
وقعد يحرك اصبع يده الثانية على كف يدها وعلى نقشة الحنا اللي بدت تمسح بحركه اثارت انفعالاتها وغضبها وهي تحاول تتماسك على قد ماتقدر .
قال لجدته اللي نسبت ارتباك شادن واختلاف لهجتها ولونها لحيا العروس وخجلها
: يكفي نومتي اللي نمتها البارح لي سنين مانمت مثلها لااله الا الله من صلاة العصر للفجر .. وكل هذا بسببها الله يجزاها خير . ضحك وقرب من جدته ويد شادن في يده ..
قال بخبث وهو يسمعها : انتي ليش ماغصبتيني على العرس من زمان يوم تشوفيني مااعرف مصلحتي .
اخذت ام ناصر عصاها وخطبته على كتفه وهي تقول : انت بغيت تقطع تسبدي وانا اجاهدك على العرس خل ماغصبتيني .. احمد ربك يوم جاب شادن في طريقك .
باءت كل محاولات سحب يدها منه بالفشل ..
اخيراً قالت بخبث وهي تعدل جلالها على كتوفها وتلمه ..
: عماد الله يخليك بروح اسوي لك الفطور حتى تدعي لي كمان .
فك يدها وعلى وجهه ابتسامه ..
هالبنت تفهمه ويفهمها بسهوله ..
يحس انه يلعب معاها وتلعب معاه ..
قال يقلدها : كمان .. اجل روحي عشان ادعي لتس كمان .
وقفت وطلعت من عندهم بسرعه ..
وبقلبها تتحسب الله على ابليسه .. ليش يحطها في الموقف هذا .
مرت من عند المرايه وهالها شكلها ..
وجهها صاير قطعة حمرا ..
كل هذا منك ياعماد حسبي الله على ابليسك . صدق انقلب السحر على الساحر .. كنت بصير معاه نذلة وطلع انذل مني .
فتحت الموية وغسلت وجهها اكثر من مرة وراحت للمطبخ
سوت لهم فطور وبراد حليب وحطته في الصاله ونادتهم عليه .
طلع عماد وهو ماسك يد جدته ويساندها ويهمس لها ويضحك وهي تبادله الضحك بفرح واطمئنان .
قالت شادن وهي تلم جلالها عليها زين : يالله عن اذنكم بطلع انام .. انا للحين مواصلة مانمت .
رفع راسه لها وسكت ماعلق ..
اما ام ناصر فكان ردها بحكمه وتأنيب ولوم
: لااله الا الله .. انتم وراكم تعاقبون ليا قام واحد دخل الثاني ورقد . اقعدي افطري مع رجلتس ثم روحي ارقدي .
ردت شادن وهي معقده حواجبها قالت : جدتي انا اكلت قبل الفجر مرة مومشتهية شي .. وحاسة فيني نوم .. اذا تبغيني اجلس جلست عشانك .
قال عماد بهدوء : لا اذا ماتبين تاكلين روحي نامي .
التفت على جدته قال : خليها على راحتها لاتغصبينها على شي .
سكتت ام ناصر والوضع مو عاجبها والشك بدا يساورها ..
وانسحبت شادن بسرعه وطلعت لغرفتها قبل لاتنطق جدتها بشي ماتحب سماعه ..
نزلت جلالها وطبقته وهي تطالع بيدها ومكان مسكته لها وتحس بحرارة تسري فيها من جديد لمجرد تذكرها الحركه .
رمت نفسها على سريرها
ياترى لمتى بتستمر اللعبة اللي توها ابتدت ..
وياترى بتقدر تكملها ولا بتخذلها قوتها وعزيمتها ..
دخلت تحت اللحاف بتستغل الوقت وتنام قبل ماتنطفي الكهرباء ثم تسوي زي امس ولا تنام الا بعد جهد ..!



***

بعد العصر ..!
دخلت شهد تجري
وجهها عليه علامات الفرح وعيونها تنضخ سعاده
قالت بسرعه وهي تلف ورقة صغيره في يدها وتحاول تحميها وتتمسك فيها : شادن فين عماد بسرعه بسرعه قولي لي فين .
قالت شادن وهي تنزل مع الدرج : وش تبغين فيه .
: اكتشفت حاجه مهمه . بس خليه يجي واقوله عليها .
قالت شادن : مايصير انا اعرفها ..؟
: اذا جا عماد اقول لكم مع بعض . خلاص هو صار زوجك يعني لازم اقول لكم مع بعض .
هزت شادن راسها وهي تضحك على حركاتها قالت : تعالي اول شي سلمي علي وعلى جدتي بعدين اذا عماد جا تقولين لنا اللي عندك .
جات شهد تمشي وسلمت على شادن ومسكتها بيدها راحت عند جدتها الجالسة لوحدها في الصاله ..
: وين امك ..؟
: بتروح ليت جدي بعد شوي .
: تعالي سلمي على جدتي ليه ماتجونا ..؟
: ماما تقول عيب مستحين من عماد وشادن .
راحت شهد وسلمت على جدتها وجلست عندها .
قالت ام ناصر لشادن : ماشفتي عماد .. طلع من عندي ماادري وين راح ..؟
: ماادري والله توني صاحيه ماشفته .
كملت كلمتها وهو ينزل من فوق ..
اول ماشافته فتحت عيونها و مسكت بطنها ..
هذا كان في غرفته وانا اللي قلت لجدتي ماادري وينه .
طالعت ام ناصر في الدرج وفيها قالت : هذا عماد فوق اللي ماتدرين وينه فيه .
ارسلت له نظرات استنجاد وطلب اغاثه ..
قال وهو يحط شماغه بجنبه على التكاية ويفتح يدينه لشهد اللي جات تجري تضمه .
: انا كنت في غرفتي ادور لي على اوراق واكمل شغلي ماحبيت ازعجها وهي نايمه .
الوضع ا بداً مو عاجبها ..
وطريقتهم مع بعض تشككها بأن فيهم شي بس ماحبت تتدخل لأن اول شي مالهم الاثلاثه ايام وثانياً بتخليهم على كيفهم ولاتحشر عمرها معهم .
قالت شهد : عماد شوف الورقه .
اخذ عماد الورقه وفتحها وطالع في شهد وضحك منها .. وطبق الورقه وحطها في جيبه .
قالت : هاتها بوريها شادن .
رد عليها وهو يحرك جبينه على جبينها قال : لا لا لا خلاص هذي صارت لي انا .
رفعت راسها وطالعت فيه وأشرت باصبعها السبابه قالت : عماد هذا سر بيني وبينك .. ماتعلم فيه الا .. بدت تعد على اصابعها . : شادن وجدتي وامي وفصولي اذا كبر وفهم الكلام .. بسسسسس
قال وهو يضحك : لا السر سر اذا علمت فيه معناتها موب سر .
زمت شفايفها بخيبة وهي تطالع بشادن اللي تبتسم من حركاتها البريئة والجذابه قالت : خلاص ياشادن للأسسف . وشدت عليها .. مانقدر نعلمك لأنك لوعرفتي مايصير سر وتدري فيه نوف .. قلبت عيونها وكلمت بملل .. وتبهذلني وتطفشني في المدرسة .
قالت شادن بدون تفكير : ليه تطفشك وتبهذلك .
ردت شهد ببراءة وشكلها متضايقه قالت : اووه شافت الورقه في يدي وانا اوريها العنود اختها وبغت تشققها بس انا بكيت بعدين رمتها عليّ .
قال عماد وهو يلمها لصدره : افا وانتي تبكين عشان ورقة ماتقدرين تكتبين غيرها .
: لا ياعماد مااقدر لأني قعدت افكر وافكر وافكر لين سويتها واكتشفت ال...
قاطعها قال : أ أ أ أ اسكتي لاحد يدري عنها .
حطت اصبعها على فمها وهي ترد الضحكة قالت : يوه يوه بغيت اقول السر .
اجمل شي في حياة عماد هي شهد ..
هي اللي توسع صدره وتضحكه وتعيشه عالم ثاني
هي اللي يمارس معاها الأبوة ويقدر يستغني عن الأطفال والأسرة اذا شهد بحياته .
قالت ام ناصر بجديه لشادن : على طاري نوف ياشادن ماتدرين علامها ماجات للعرس .
هزت شادن اكتافها قالت : اكيد ماراح تجي لأنها ماتحبني .
شرب عماد من فنجاله قال : قولي لها ترى حولنا كم قرية يبون مدرسات ابتدائي ان كان ودها بالنقل تتعرض لك .
بلعت شادن ريقها واخذت فنجالها بتشرب منه بس طلع فاضي مافيه شي ..
مثلت ان فيه شي وحطته عند شفايفها وسوت انها تشرب منه وهي في قمة ارتباكها منه ..
نزلته وحركته بيدها ماتدري وش تقول ولا وش ترد عليه وفضلت السكوت اللي خيم على المكان .
مر عليهم الوقت طويل ..
الصمت اللي تتخله همسات ام ناصر اللي اعتادت على صمت عماد وسكوته والتمست العذر لسكوت شادن بالحيا والخجل ..
قالت لعماد : عماد ياوليدي ازهم لي الخدامه خلها توديني غرفتي ابي اسبح واستغفر لين يحين وقت الصلاه .
وقف وهو يقول : وشو له ازهم لتس الشغاله وانا موجود . عطيني يدتس بس .
مشى معاها لين دخلت غرفتها ..
طلع من عندها ونادى شهد بيوصلها لامها وخرج مع الباب من دون مايكلم شادن ..
اخذت صينية القهوة حطتها عند التلفزيون وقعدت تنتقل من قناة لقناة بكل برود ولامبالاة .
وكأنها تعود نفسها على روتين الحياة الجاية في هالبيت .
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بعد المغرب
كانت جالسة في الصالة تتابع مسلسل على الام بس سي ..
وعماد لسه مارجع من المسجد ..
دق الجرس وراحت الشغالة تشوف ..
وبعد دقيقه تقريباً رجعت لها
قالت : مدام فيه ولد برا اسمه سامر يبغى يكلم انتي .
: سامر ..؟ اوووه سامر ولد نوير ..
راحت عند الباب وقابلت سامر سلمت عليه قالت : ها ياسامر بغيتني ؟
: امي تسلم عليك تقول نوف زعلانه ومارضت تاخذ العذر تقول لازم انتي تجين للمدرسة ولا تعتبرك غايبه .
: سلم لي على امك قول خلاص بكرة تمركم بالمدرسة .
دخل عماد على كلمة شادن قال : هذا من ؟
: هذا ولد زميلتي في المدرسة .
: وش يبي ؟
: المديرة مارضت تاخذ العذر وتقول انها بتغيبني .
: وانتي وش بتسوين .؟
: بروح بكرة اوديها العذر .
: لا لاتروحين والعذر ماراح يتقدم لها الا بعد اجازتك .. خليها عليّ .
طلع من عندها واخذت شادن يد سامر ودخلته للبيت اعطته شكولاته وحطت لنوير صحن من البيتيفور اللي معبي الثلاجه ..
قالت : قول لامك شادن تقول عماد بيحل الموضوع ولاتشيل همي .
طلع سامر من عندها ورجعت جلست على التلفزيون تقلب في قنواته .. البيت ممل لولا وجود جدتها ولا عماد وجوده زي قلته بالنسبه لها .
راحت لجدتها بغرفتها قالت جدتها : رجلك مارجع من المسجد ؟.
: الا رجع بس سمع ولد زميلتي وهو يقول ان نوف مو راضية تاخذ اجازتي ورجع ماادري فين راح .
: نوف بنت لافي ؟
قالت : ايوه هي .. ياجدتي من يوم ماجيت للمدرسة وهي ماتطيقني . . حتى اول يوم استقبلتنا بوجه مكشر وخلقها شين بالمرة .
: حسبي الله على الظالم .. وانا اللي احسبها بنت حلال وعاقله وتقدر الجيرة .
: هي بصراحه اخلاقها عادية مع كل المدرسات بس انا ماتطيقني .
دخل عماد قال : هذاك اول ماتطيقك لكن من بكرة بتجي تبوس يدينك .
عدلت شادن جلستها من دون ماتتكلم ..
قالت جدتها اللي انقذتها : وش سويت لها ؟
"ايه صح وش سويت لها ياعماد " قالته بقلبها ومن غير صوتها .
قال : ابد رحت لابوها وعلمته بالعلم اللي ماغيره وانا واثق انها بتغير تعاملها مع شادن ميه وثمانين درجه .
ابتسمت شادن بداخلها ..
وحمدت ربها ان عماد حنون وصار لها سند وعلى قولة نايف رجال وينشد الظهر فيه ..
كبَّرت ام ناصر تصلي السنه وطلع عماد للصاله ولحقته شادن ..
فتح التلفزيون على برنامج عن الأسهم في قناة اوروبيه ..
ركز معاه وقعد يسجل بعض الأرقام على طرف الجريدة ..
خلص البرنامج وحط على قناة ثانيه وطالع بالساعه ونزل الريموت ..
جابت صينية شاهي وحطتها على الطاولة ..
صبت له كاسة نزلتها على الطاولة الصغيرة اللي قدامه..
عدت لعشرة واخذت نفس عميق وهي تأهب نفسها لردة فعله وللي بتقوله ..
قالت بهدوء من دون ماتطالعه: عماد مشكور على اللي تسويه عشاني ..!
اخذ الريموت وقصر قال : ايش ؟
حست ان صوتها خانها ومارضى يطلع زي ماهو قالت بصوت واطي : مشكووور على كل اللي سويته معاي .
: ماسويت معاك شي الا اذا قصدك تستهزئين هذا ..
قاطعته : لا مااقصد استهزء .. بجد مشكور على كل اللي سويته معانا نايف وطلاق امي وانا ونوف ..
رفع حواجبه قال : اها .. العفو ماسويت الا الواجب اللي تحتمه علي علاقتي فيكم ولانسيتي انكم عيال خالي .
ردت بخيبة امل وبرود : مانسيت .
اخذ الريموت وفتح الصوت وقعد يتابع وهي اخذت لها مجله من فوق الطاوله اللي قدامها وقعدت تقرا فيها لعلها تنشغل عنه وعن مراقبته او التفكير فيه .


***


في وحشة الصحراء الواااسعه
بوحوشها واشجارها العارية
وحشراتها وزواحفها السامه ..
في ظلمة منتصف الليل ..
وقدام خيمته الصغيرة اللي لقاها في سيارة عبدالرحمن من ضمن مستلزمات البر اللي ماتفارق سيارة خويه .
لابس فروته
( الفروة لبس شتوي يشبه البالطو او الجاكيت الطويل لكنها اوسع ومن داخل فرو ومن الخارج قماش قطني او صوف ناعم )
قاعد قدام النار اللي شبها عشان يدفى
ومتلثم بشماغه بدون عقال ..
الزاد ماذاقه من يوم اللي صار ..
وآخر عهد له بالأكل كان مع سعود ..
مايقطع سكون الصحراء الا اصوات بعض الحيوانات ا للي تسعى في الليل وتدور على ارزاقها ..
وصوت طقطقة الجمر والنار تنهش في الحطب بشراسه وتحرقه .
مرة كان هو وسعود بذات المكان
وقدام منظر مثل هذا
بس ماكانت اجواءهم صامته مثل الليلة ..
اما واحد يغني والثاني يصفق ولا يطبل على أي صحن او قدر او أي شي يحدث صوت وجلجله وتمسه يده ..
ولا واحد يسولف والثاني يسمع بإصغاء واهتمام حتى لو كان الحديث تافه ولايحتاج كل هالتركيز ..
المهم ان اللي يقوله فهد واللي يسمع له سعود او العكس .
نزلت من عينه دمعه حارة على خده اللي يلطمه هوا الصحراء البارد .
وش الطريقه اللي بتوصلني لك يالغالي
وشلون الحقك واجلس معك
لو اذبح نفسي رحت للنار وانت طريقك الجنان
ادري انك في الجنه لأني اعرف كل دروبك
صالح ودروبك صالحة وماتعرف طريق الرذيلة ..
وش اسوي عشان اجيك علمني .
..
.
عمر الولاء والحب والاخلاص ماكان بهالشكل الا اذا الطرف الثاني يستحق ..
وفهد مااخلص لسعود الا لأن لسعود مع فهد تشهد له مواقفه ومحبته ووفاه .
كان يخلص له في حضوره وفي غيابه .
كان سعود بالنسبة لفهد اغلى من الاهل ..
يلبيه اكثر مما يلبي امه وابوه
ويحاول يرضيه على قد مايقدر والثاني بالمثل .
فك شماغه وهو يشوف خيط الفجر بدا يظهر ..
وقام اخذ له قارورة موية من القوارير اللي جابها معه وهو جاي للبر احتياط لايموت من العطش ...
فتحها وتوضأ وصلى
صلى ودعى لسعود
صلى السنه ثم الفرض
صلى استغفار عن حزنه اللي مايقدر يتحكم فيه
وصلى يرجو من ربي رحمته
وصلى لأنه مايرتاح الا اذا لجأ لله وكأنه يبتعد عن الواقع بقرب الله حتى يرتاح ويحس بالطمأنينة .
يبي يلوذ بالله عن التفكير والحزن والذكرى ..
طلعت الشمس وهو يركع ويسجد ويبتهل ويدعي ويغرق في دموعه رجاء وحزن ..
ندب وندم
وجع وراحة ..
حس ان عظامه ماعادت تشيله من التعب وسلم على يمينه ويساره وتمدد على جنبه فوق التراب الناعم والبارد جداً ..
ماعاد يحس بالوقت ولايدري عن شي حوله
الا انه ينام ويصلي ويجلس قدام النار ويتذكر وتوجد ويتوجع ..
..!




***



مر عليهم اسبوع والوضع زي ماهو ...
صحت من النوم على صوت فوزية وهي تدق الباب بطريقه غريبة ..
قامت من سريرها وتوجهت للباب بتفتح لها بعد ماقفلت روبها عليها زين ..
شافت فوزية ورجعت لداخل الغرفه قالت : اووه عمتي فجعتيني فيه شي ؟
: ابغى اعرف انتم عرسان ولا وشو .؟
مسكت بطنها شادن ..
خلاص يعني انفضح امرهم ..؟
وحاولت تدور على اعذار سريعه ..
بس وين العذر وهو اصلاً مافيه عذر ..
هذي اكيد شافت عماد بغرفته وجات بتحقق
قالت شادن بحذر وتوجس وخوف : اش فيه ؟
: زوجك ياحلوة راح يداوم وانتي عادي ماكأنك عروس وانكم المفروض مسافرين ولا اقل شي طالعين لجده ولا قاعدين مع بعض اربع وعشرين ساعه .
جلست شادن على السرير متهالكة وعظامها باردة ..
: عمتي الله يهديك فجعتيني .
: شادن ياعمري انتي تحسبيني بكلامي هذا ماابي مصلحتك ..؟
: الا ياعمتي ادري باللي في قلبك .
: عماد من النوع اللي مايتغير بسهولة لازم تحاولين تغيرينه .. هو يحسب الناس مثله ماتفكر الا بالعمل والمستقبل وكيف يبني نفسه ومايحتاج لاحد وان الدنيا شغل وسعي ورى الرزق وبس ... حسسيه انك مسؤولة منه وعنه وانه مو مثل اول يروح ويجي على كيفه . وحسسيه بعد انك عروس لازم تعيشين شهر العسل زي مايعيشونه باقي البنات
: عمتي لوسمحتي انا وولد اختك متفاهمين على كل شي .. انتي بس لاتكلمينه ولا تتدخلين تكفين .. عماد انسان مشغول وعنده اشياء اهم مني ومن شهر العسل اللي تقولين عليه .
عقدت حواجبها فوزية قالت : ضاحك عليك بهالكم كلمه .؟
ابتسمت شادن وهزت اكتافها بدلع مزيف : انا راضيه ماعليكم مني .!
اخذت المخدة ورمتها عليها قالت : قلعتك بغيت انصحك وانتي ماتبين ..
طالعت بالغرفة قالت : قاهرني عبدالعزيز قلت له ابي مثل هذي يوم شفتها بالسوق بس عيا يقول غاليه .
: ليه كم سعرها .
: اتوقع انها بحدود 30 الف .
فتحت شادن فمها قالت : والله حسبتها ماتتعدى 15 بالكثير .
: عاد عماد مايجيب الا الغالي .. اولهم شادن .
ضحكت شادن بتمثيل مبالغ فيه ونزلت نظرها للأرض قالت : يووه عمتي بلاش احراج .
: طيب يالله انزلي معاناا مسوية لكم حلا تعالي ذوقيه قبل ماتكسر امي مجاديفي .
: ههههههههههههههههه اوووه حلا مرة وحدة لا ماشاء الله تطورات ...
: اقول انزلي بس ..!
دخلت اصابعه مع شعرها ونثرتها على اكتافها قالت وهي تتمطط : اوكي بتحمم والبس وانزل لك .
: يالله استناك .
نزلت فوزية ونزلت شادن الروب اللي لابسته على بيجامتها القطنية .. ودخلت اخذت لها شور سريع ولبست جلابية ناعمه ونزلت تحت ..
كانت جدتها منسدحه على جنبها وعمتها فوزية جالسه عند راسها وتسولف عليها
قالت فوزية : لوسمعتيه يايمه وهو يقول الوح عماد .. ويأشر على بيتكم وكأنه يعرف مكانه .
ردت ام ناصر على فوزية وهي تضحك : الله يخليه لك ويستر عليه وعساني اشوفه مثل ولدي عماد .
ضحكت فوزية وهي تقول : ياربي عساني اشوف فيصل ولدي مثل عماد عاد حلمي ان فيصل يطلع نسخه من ولد خالته .. شكلي ابي اجيبه عندك يمه تربينه . ولا اخليه يكبر على يد عماد .
قالت ام ناصر : اذكري الله على ولد اختس قولي الله لايضره .
: بسم الله عليه وماشاء الله تبارك الرحمن وعسى الله لايضره ويستر عليه .. تعالي تعالي ياشادن امي اذا فتحت معها سيرة عماد ماخلصنا ..
ضحكت شادن وهي تجلس بجنب جدتها وتميل عليها تسلم على راسها قالت : وشلونك اليوم ياجدتي نزلت الظهر ولقيتك نايمه ... مو من عوايدك عسى ماشر .
: ابد يابنيتي راسي صكني واخذت من حبوبي وهي الله يقطعها تهمد عظامي وتخمدني حين آكل منها .
: سلامتك ياجدتي .. ليه ماخليتي عماد يوديك المستشفى ؟
خبطتها فوزية قالت : بسم الله عليك عماد طالع الفجر وين يوديها .
تداركت نفسها وهي خايفه من فوزية انها تكشف المستور او حتى يداخلها الشك .
قالت : يووووه نسيت .. جدتي قومي بنوديك تقيسين الضغط الله يخليك .
رفعت نظرها وطالعت فيها قالت : يابنيتي مابي الا العافيه فكيني من المستشفيات والدكاترة ..
طالعت شادن بعيون جدتها شافت في عينها اليمين نقطه حمرا وشهقت بشويش .. هي تدري ان الضغط اذا ارتفع ممكن يسبب جلطة او عمى ..
بخوف حاولت تخفيه حتى مايثير شكوك فوزية وجدتها ويقلقهم
قالت: جدتي اذا لي خاطر عندك تخلينا نروح للمستشفى منها نتطمن ومنها نغير جو .
طالعت فوزية في شادن باهتمام قالت : شادن امي مافيها شي صداع بسيط وبيروح .
: طيب الحين تحسين بصداع .
: خف ماعاد احس بشي .
قامت شادن راحت لغرفة جدتها ورجعت وفي يدها قارورة حبوب صغيرة قالت : هذي اللي اخذتي منها .؟
: ايه هذي اخذت ثنتين واشوا خف عني .
قربت شادن وجلست قريب منها ومدت يدها لراسها ودلكته لها بحركه خفيفه قالت بحنان تغلغل لعمق الجده ..
: ابغى اشوف غلاتي عندك اذا لي خاطر ومعزة تروحين للمستوصف عشان اتطمن ويهدا قلبي واذا ماتحبيني ولا لي خاطر عندك لاتطمنيني عليك ولا تفكرين فيني .
: يابنت الحلال لاتغصبيني وانا مابي الا العافيه .
قالت فوزية : شادن لاتصيرين لحوحه خلاص امي ماتبي ولاتحب احد يغصبها .
: عمتي لوسمحتي لاتتدخلين بيني وبين جدتي .
: لاحوووول قبل شوي لااتدخل بينك وبين عماد والحين لااتدخل بينك وبين امي شكل ماعاد لي لازمة بحياتك ...؟
: ههههههههههههه لاتزعلين ياعمتي بس انا قلقانه على جدتي وابي اتطمن عليها . وانتي المفروض تحاولين فيها معاي تقومين تقولين خليها براحتها .
قالت ام ناصر : وانتي وش مدخلتس بينها وبين رجلها انا ماقلت لتس لاتكلمين لها ... جلست ام ناصر وكملت : ها بقوم عشانتس ياشادن .. قومي يافوزية عطيني عبايتي .
قالت فوزية : بتروحون مع من ؟
ردت ام ناصر : نبي نمشي على رجولنا ..!
طالعت شادن بفوزية قالت : المستوصف بعيد ولا نقدر نروح له مشي ؟.
قالت فوزية : امي تمشي مسافات طويله ماعليك بس انتي تقدرين تمشين في وسط البيوت كذا .؟
: ماادري ايوه اقدر طالما بنروح مع جدتي .!
: وعماد .؟
قالت ام ناصر : عماد مهب قايلن شي قومي عطيني العباة .
راحت فوزية وجابت عباية امها ولبستها ام ناصر على بال ماتروح شادن تجيب عبايتها وتلبس ..

طلعت مع جدتها وهي ماسكه يدها والشغاله من الجهه الثانية اللي اخذتها شادن احتياط وام ناصر ساكته ماتتكلم ..
قعدت تتفرج على البيوت والناس وتنقل نظرها بينها ..
الوقت على آخر العصر وبعض الناس مسوين قدام بيوتهم جلسات طالعين فيها مع حريمهم وعيالهم وعندهم قهوة وشاهي ..
شافت فيه حرمه في يدها قدر وتمشي رايحه من بيتها لابسه برقع وعليها جلالها
قالت بحب استطلاع ورغبه في معرفة اسرار ا لقرية وطريقة حياتهم
: جدتي هذي وين رايحه .؟
ردت ام ناصر بصوت اضعف من قبل : هذي وضحى ام فالح رايحه لغنمها ..!
: ليه ماتلبس عبايه وهي طالعه ؟
: يابنيتي هذي حرمتن كبيرة من بيطالع فيها .. ثم هي متسترة ثوبها وسيع وضافي وجلالها عليها وبرقعها ساترها .. والناس هنا متعوده .
: صادقه ياجدتي بس هذا انتي حرمه كبيرة وتلبسين عبايه .
: انا شب في عماد يقول لاتطلعين الا بعباية وانا والله ماحب اعصاه ولا اسوي شين مايرضيه .. عماد يابنيتي رجالن حكيم وحازم ومايحب احد يكسر كلمته ولا يعارضه . وانا ادور رضاه عسى الله يرضى عليه ..
..
اول مرة تكلمها جدتها عنه بالشكل هذا .. " ياالله ياكبر الحب اللي تحبه اياه جدتي " ابتسمت لأن صورة عماد في نظر الكل كبيرة والكل يحسب لها الف حساب من فصولي ولد فوزية واخته شهد لخالها ناصر وجدتها ..
اخذت نفس عميق وقالت في نفسها " كبيرة ولا صغيرة ياشادن .. عماد مجرد مرور كرام في حياتك ونقطه ماادري كيف بتكون سودا ولا بيضا في تاريخك .. "
بلعت غصتها يوم سمعت الشغاله تقول : ماما انتي تعبان .؟
: لا لا مانيب تعبانه .
قالت شادن وهي كل شوي تحس ان جدتها يختلف صوتها ويفتر عن اول : جدتي تحسين بشي .؟
: المشي اتعبني بس عجلي خلينا ندخل ونرتاح .
: خلاص قربنا هذا المستوصف ..
اخيراً دخلوا مع باب المستوصف الصغير بحجمه والقليل بعدد الكادر الطبي اللي فيه ..
سحبت لها شادن اول كرسي شافته .. وجلست ام ناصر عليه بدون تردد ..
قالت للشغاله اجلسي معاها وراحت للشباك اللي مخصص للنساء وفيه الملفات لجميع المتابعين في المستوصف .
: حصة ال..
بعد دقيقه جابت المسؤولة الملف واخذته شادن ودخلت على الطبيبة اللي ماعندها احد الا حرمه كبيرة سلمت عليهم وعلى ام ناصر خاصة بحرارة .. وطلعت وتركتهم يدخلون لغرفة الدكتورة ..
توجهت لغرفة الفحص ولمكتب الممرضة اللي تقيس الضغط الحرارة ..
بعد مافحصتها الممرضه اعطت الدكتورة ورقة الفحص اللي دونت فيها معلومات عن ضغط ام ناصر وحرارتها
قالت الدكتورة وهي تتأمل الأرقام في الورقة : فيه حد زعلك ياخالتي ..؟
قالت ام ناصر باندفاع ودفاع : لاااا ابد محدن زعلني ولاضيق خاطري .
زمت الدكتورة شفايفها قالت : هوا الضغط مرتفع شويه .. بس حنديك ابرة وهي حتنزل لك ضغطك وتبئي تنتبهي على صحتك ابعدي عن الملح والدهون خالص وعن أي انفعال ...
هزت ام ناصر راسها وقامت مع الممرضه اللي طلبت منهم يجون للغرفه الثانيه ..
اخذت الابرة ورجعت شادن للدكتورة ..
قالت : دكتورة ايش العلامه اللي بعين جدتي والضغط كيف ..؟ مرتفع شويه فعلاً ولا كثير ..
: هو بصراحه يابنتي الضغط مرتفع عند والدتك كتير وكويس انها قات للمستوصف في الوأت المناسب .. النئطه الحمرا اللي في عين الست الوالده هي دلاله على ان الصداع كان شديد وضغطها مرتفع كتيير ابل ماتاخد الدوا ... انا اديتها ابرة لأنها محتاجتها .. وياليت تنتبهوا لصحتها وضغطها وتبعدوها عن الملح والدهون والانفعال ..
وقفت شادن وبقلبها حسرة على صحة جدتها ..
بنفس الوقت حمدت ربها انها جابتها والحت عليها في الوقت المناسب .
رجعت لجدتها قالت : ارتاحي ياجدتي لاتمشين الحين .. بنجلس شوي ثم نمشي .
: خلينا نمشي قبل لايذن المغرب وتفوتنا الصلاة ..
سمعت شادن صوت عمااد اللي يسأل الممرضة في الغرفه ويقول : حصة ال..
قامت شادن واول ماشافته قالت : عماد كويس انك جيت عشان نرجع معاك ..؟
كانت نظراته تدور على جدته وراها وهو يقول بلهفه : جدتي فيها شي ؟
: لا الحمد لله مافيها الا العافية بس كان ضغطها مرتفع شوي .. تعال شوفها هي هنا .
لف معاها وشافها جالسه على الكرسي قال : عسى ماشر يالغاليه .
: هلا وغلا من اللي روعك وعلمك اني هنا ؟ .
: وش تحسين به علميني ..!
: مابي غير العافيه .. مرتك ابلشتني يوم اونست راسي وغصبتني اجي للدكتورة ..
طالع بشادن اللي واقفه قريب من جدتها قال : وش قالت الدكتورة .
: ارتفاع بضغط الدم واخذت ابره والحين الحمد لله مافيها شي .
وقف قال بصوت هادي وهو مكشر وباين على ملامحه القلق : ابرة ؟
مشى من عندهم وكل خطوة اسرع من الثانية لحد مادخل على الدكتورة
قال : بعد اذنك يادكتورة حبيت اسأل عن حالة جدتي بالتفصيل .. جدتي حصه ال.. دخلت عندك قبل شوي وقلتي ان عندها ضغط ..
شرحت له الدكتورة حالة جدته بالتفصيل وان لولا جيتها في الوقت المناسب ولا كان صار لها مضاعفات ..
وقف عماد وهز راسه قال : طيب مشكورة يادكتورة ..
طلع لجدته اللي تغير حالها وحست بارتياح بعد الابرة المسكنة قال : يالله امشوا للسيارة .
اخذ جدته بيدها ومشاها لحد ماطلعوا برا المستوصف وركبها معاه قدام وركبت شادن ورى مع الشغاله ..
وصلوا بعد دقايق قليله للبيت قال : ها يالغاليه وشلون راستس ..؟
: هجد عني ياربي لك الحمد وماعاد فيني غير العافية .
: زين انه هجد عنتس بكرة ابي آخذتس لجده واسوي لتس فحوصات .
: والله مايقوله الله .. انا مالي ثلاث شهور رايحتن معك وقايلين لي مابي غير العافيه .
: الله يخليتس لي قبل ثلاثه شهور مافيتس ضغط ولا قد عرفتيه والحين مرتين يرتفع عليتس والله اعلم لو انه اكثر انتي ماتعلميني بشي اعرفتس .
: لاوالله وانا جدتك مااونست شي الا تدري به ..
دخلها غرفته لأنها تبغى تصلي وطلعت شادن لغرفتها عشان تنزل عبايتها وتصلي المغرب اللي توه اذن ..
طلعت من الحمام وهي متوضيه وتتذكر حال جدتها والحاحها عليها ولو لاقدر الله انها ماراحت ...
رفعت نظرها وتفاجأت ان عماد واقف على الباب اللي نست تقفله وراها ..
اخذت منديل وجففت وجهها ويدينها وهو ساكت قالت : بغيت شي ؟
دخل وسكر الباب وراه قال : هالمرة انا اللي ابي اشكرك ..!
بدا قلبها يرجف ودمها يجري بسرعه هائلة ..
بلعت ريقها اكثر من ثلاث مرات
قالت وهي تطالع في الباب اللي سكره : ت ت تشكرني على شو ؟
: على اللي سويتيه مع جدتي .
: ماسويت مع جدتي شي يحتاج الشكر بعدين .. انا .. انا ..
: انتي وشو ؟ .
حست انها تتخدر وماعادت تسمع هذا كيف يكلمها صدق هيبته وشخصيته قوية لدرجه انها نست كلامها وخافت منه ...
بلعت ريقها قالت : خلاص خلاص . بتروح تصلي صح ؟
: ايه بروح اصلي بس انزلي عند جدتي .. حاولي ماتخلينها لحالها .
رجع وفتح الباب وطلع لغرفته توضا وبدل ملابسه وطلع للمسجد ..
صلت بهدوء وسكينه محاولة وجاهدة انها تضبط نفسها في صلاتها ولا يشغلها الشيطان بكلام عماد وربكته لها ..
كملت التشهد ودعت ربها بأدعية كثيرة واختتمتها بربي الهمني الصبر والسكينه .. اللهم لاتكلني الى نفسي طرفة عين ..
كررتها ثلاث مرات وهي تتضرع بصدق واخلاص وتقرب من الله لعله يعينها على حياتها ويسهل لها صعابها ..


***

في غرفتها مسكرة باب غرفتها ومطفيه النور ومتغطيه ببطانيتها
دقت عليها امها ونادتها للمرة الرابعه
: نوف قومي العشا بيذن وانتي ماصليتي المغرب ..
ماتقدر تقوم وتخليهم يشوفون وجهها المتورم من البكا ..
اليوم شافته وهو يوقف سيارته عند بيته ونزل لابس ثوب ابيض وشماغ احمر ولابس نظارات شمسية وشكله كل يوم يسحرها اكثر من قبل ..
" ياحظك ياشادن بعماد .. ياحظك وانتي تملين عينك منه وتكلمينه وتاكلين وتشربين معه .. ياحظك يوم ملكتي عماد وصار لك لحااااالك . ياحظك يوم انه يدافع عنك ويخاف عليك .."
" اكرهها يوم عن يوم واحقد عليها اكثر من قبل .. ماعمري خليت الحقد يدخل لقلبي الا يوم دريت ان فيه وحده تقرب لعماد وتبي تجي تسكن عندهم وانه هو اللي نقلها وجابها لمه .. حبي لعماد من سنين من يوم جااول مرة من امريكا .. يوم ابوي عزمه وتقهوى عندنا مع خاله ناصر .. ماانسى ذاك اليوم يوم طلعت للحوش وشفته طالع مع خاله من المجلس انا ماقدرت ارفع نظري عنه وهو صد بسرعه وطلع مع الباب .. يمكن ماحس فيني لكن انا تعلقت به ياربي والله مهوب بيدي غصبن عني حبيته وتعلقت به "..
بكت بصوت عالي لمن تذكرت كلام ابوها لها
(عماد جاي يهدد ان تعرضتي لمرته لينقلتس لمدرستن ثانيه .. انتي وش فيتس على الحرمه ورى ماتعاملينها زين وتفكينا من الشقا ان نقلتس .. تراه رجالن واصل يانوف وكلامه مايكرره اعرفه ومايرحم اللي يخطي على احدن من اهله .. ربي راحمتس يوم تعينتي في مدرستنا اللي بجنب بيتنا وان نقلتي تعنيتي وعنيتينا معتس )
صرخت بصوت واطي مايسمعه غيرها : لمتى يانوف ؟ لمتى بتبكين عليه ..؟ عماد صار لشادن ولا يدري عنتس وشادن ازين منتس افهمي افهمممي .
رمت بطانيتها وقامت من فراشها وراحت تتوضأ وتصلي ..
نادت العنود اختها تجيب لها حبة بندول وكاس مويه ..
راسها بينفجر وماتقدر تتنفس من الصداع ..
جابت لها العنود كاس الموية ورمت عليها علبة البندول وهي اخذت منها حبتين وشربت عليها اكثر من نص الكاس مرة وحده ..
فتحت شعرها الطويل والمعجد ودخلت اصابعها معاه ..
خطرت على بالها فكرة قالت : انا لازم اروح للسوق اما للطايف ولا لمكه ولا حتى لجده .. لازم اغير شكلي واتغير .. شادن موب احسن مني . يعني علشانها صابغتن شعرها اسود وقاصته لرقبتها وتحط مكياج خلاص ازين منا ..؟ ان ماخليت عماد يندم انه ماطالع وفكر فيني مااكون نوف بنت لافي .
...
خلصت صلاتها وجلست على سجادتها .. وفي قلبها لازم ابوها يوديها جده حتى تغير شكلها وتصبغ شعرها وتقصه مثل باقي البنات اللي معاها في المدرسة واولهن شادن ..
بس من يقنع ابوها ..
وكيف بيخليها تحط فلوسها بشين مايسوى في نظره ..
مافيه حل الا انها تخلي العنود تقنعه هو يحبها ويسمع كلامها اكثر منها هي وامها ..
وقفت وراحت للعنود اختها ..
نادتها قالت : العنود قلبي تبين خمسين ريال .
فتحت العنود عيونها وهبدت على صدرها بيدها قالت : اي والله ابيها بس من بيعطيني خمسين ابوي يعيي يقول عشرة واجد عليتس .
: انا اعطيتس .. ولو تبين ميه عطيتس .
صرت العنود عيونها بشك قالت : صدق ولا تلعبين عليّ .
: لاصدق ياقلبي .
طالعتها العنود باستغراب .. وشلون نوف تقول لها قلبي وهي متعطيها ولاكلمه حلوة قالت : تعطيني خمسين ولا مية ريال عشان وشو .؟
: ممممم ابيتس تروحين لابوي تقولين له نروح معه للطايف ولا لجده
: بكرة ابوي يبي يروح للطايف سمعته يعلم حمود ولد عمي غازي ..
: قولي والله .
: والله
: اجل لوطلبتيه وخلانا نروح للطايف معه لتس المية ريال واشتري لتس ملابس واوديتس الكوفيرة تقص لتس شعرتس مثل شهد .
فزت العنود بنت التسع سنوات تجري لابوها وسلمت على خشمه وجبهته قالت : تكفففففى يايبه طلبتك .!
: وش تبين اطلبي وانا ابوتس .
: ابروح معك للطايف انا ونوف .
: وشو ؟ الطايف وش تبين فيه .
: يايبه ابي اشتري لي ملابس جديده وابي ازين شعري مثل شهد .
قاطعها قال :روحي وانا ابوتس لسوق الخميس واشتري منه انتي ونوف اللي تبون وشعرتس تزينه لتس امتس بالحنا والسدر ... الطايف بعيد وانا عندي شغل .
: تكفى يبه طلبتك .. والله لوشفت ثياب شهد كلها من جده وتعايرني بها كل يوم .
: انا ابو نوف تعايرتس بنت عبدالعزيز .
تمسكنت العنود وهي تقول : ايه يايبه حتى نوف كل المدرسات يلبسن ازين منها وهي ماتلبس الا من سوق الخميس وكل لبسها خايس والبنات يقولن لبس المديرة اشين لبس ..
تصنعت العنود البكا بخبث ومثلت انها تبكي قالت : تكفى يايبه نوف مسكينه وانا ابي اسوي مثل شهد واصير ازين منها ..
رد ابوها بحنية لأن راس ماله هالبنات وجرحهن جرحه قال : لاتضيقين خلقتس وانا ابوتس بكرة تروحين معي واشتري لتس اللي تبين .
: لايبه خل نوف تروح معنا تكفى يبه وحطنا بالسوق وارجع اخذنا مثل مبطي يوم نزلتنا انا وامي عند العطار وتقضينا ورجعت اخذتنا .
: يالله علمي نوف تجهز معتس بكرة نروح احطتسن بالسوق واقضي شغلي وارجع اخذتسن .
انطلقت العنود تبشر نوف بموافقة ابوها وطارت الثانية من الفرح ..
من بكرة لازم تصير غير ..
تنافس شادن وسهام وخلود ..
تخيلت التنانير اللي بتشتريها والبلايز ..
وكيف بتقص شعرها وكيف تصبغه ..
تبي تشتري ملابس بيضا وحمرا وخضرا وصفرا وتبي تصبغ شعرها اشقر .. ماتبيه اسود مثل شادن لأن الاشقر ازين ..!
يعني بكرة بتحقق جزء من احلامها ..!
وبتبدا حياة جديدة وأحلام جديدة ومختلفه وان كانت مصبها عماد ولاغير عماد ..



***





بعد يومين من تعب جدتها ..
كملت صلاتها ونزلت للصالة وجلست مع جدتها اللي تسمع برنامج نورٌ على الدرب ..
احترمت جدتها وماتكلمت حتى ماتقطع عليها الفايده من البرنامج وحتى تستفيد هي بدورها من الفتاوي ..
دخل ورمى شماغه على الكنبة قال بصوت عالي وملامحه تدل على انه تعبان او متضايق : لسلي .
جات الشغاله تمشي ومافاته حركة شادن واعتراضها بنظراتها له لمن نادى الشغاله بس تجاهلها ...
: يس مستر ..!
: فيه غدا ..؟ ولا اي شي ينوكل ..؟
قصرت ام ناصر على صوت الراديو قالت : ماتغديت ؟
: لاوالله على فطوري .
وقفت شادن قال وهو يأشر لها تجلس : اقعدي لاتسوين شي خلي الشغاله تجيب لي شي خفيف .
قالت جدته : روحي ياشادن سوي له عيشة سنعه لاتتكلينه على عيشة الشغاله هالحين تجيب له عيش وجبن .
راحت شادن للمطبخ من دون ماتتكلم وفتحت الفريزر امس عماد معبيها .. فيها لحم ودجاج وسمك ..
احتارت وش تسوي .. هالوقت خلاص عشا ..
ولو سوت عشا راح تتأخر عليه ..
احسن شي تسوي له خفايف يسد جوعه وتسوي عشا معتبر ...
طلعت لحمة مفرومه وحطتها بالميكرويف تذوب الثلج وطلعت دقيق وبسرعه عجنت عجينة فطاير وحطتها في المايكرويف لمدة خمس ثواني حتى تخمر بسرعه بعد ماطلعت اللحمه ...
بسرعه حطتها مع البصل والثوم والطماطم اللي جهزته الشغاله .. اضافت البقدونس والشبت على آخر شي وقلبته مع بعض بسرعه وختمت بالملح والبهارات .
بعد ماطلعت جزء قليل عشان تخليه لجدتها قبل تضيف الملح ...
حشت الفطاير باللحمة ولفتها..وحشت جزء ثاني بجبنه ونعناع ..
حشت فطاير لجدتها من اللحمه اللي بدون ملح .. ودخلتها بالفرن وهي تحسب الدقايق وخايفه انها تأخرت كثير ..
طلعت الفطاير من الفرن وهي ساخنه وريحتها تشهي وحطتها بصحن بيضاوي بشكل مرتب وسوت معاها شاهي وراحت للصاله ..
نزلتها عند عماد اللي كان منسدح على الكنبه بعيد شوي عن جلسة جدته ..
قام جلس وهو يطالع بالفطاير اللي شكلها يفتح النفس
قال : رحتي تسوين .. ؟
حطت الشاهي عنده وصبت له كاسه قالت من غير ماتطالعه : ان شاء الله تعجبك .
اخذت صحن جدتها وودته عندها قالت : هذي مخصوصه لك بدون ملح ياجدتي .. حتى الدقيق خففت ملحه عشانك ..
اخذت ام ناصر حبة واكلت منها شويه قالت بصوت عالي يسمعه عماد
: الله يسلم اليدين اللي سوت هالشغل اشهد ان عزيزة ربت وعلمت .
: الله يسلمك ياجدتي الغاليه ويخليك لنا .. يووه ذكرتيني بامي اشتقت لها .
جا عماد يمشي بصحن الفطاير في يد والصينيه حقت الشاهي في يده الثانيه ..
قال : اذا تبين تكلمينها وديتك اليومين الجاية ذكريني لا انسى .
قالت شادن بتردد وهو تشوفه يكشر ويغمض بعيونه قالت : عماد فيك شي ..؟
طالع بجدته قال : انا شبعت من هالفطاير مااظن اقدر آكل بعده شي .
ناظرته ام ناصر وطريقته مع شادن مو عاجبتها بس اللي مريحها ان شادن عاقله وتدور رضاه وراحته ولاتبين انها تتضايق من طبعه .
ترك حبتين من الصحن وقام وقف ..
قال : بكرة عندي قومة من الفجر ووراي شغل مايتأجل ابد .. ادعي لي يالغاليه ان ربي يسهل لي .
: الله يسهل لك دربك ويفرجها عليك كل ماضاقت .. الشغل محد يقوم به عنك وانت معرس ..؟
حط يده على جنبه واخذ نفس عميق قال : ياجدتي شغل بكرة بالذات مايتأجل ولااقدر اثق في احد واسلمه اياه .. المهم ان تأخرت عليكم لاتقلقون مانيب راجع الا بعد مااخلصه .
: الله يوفقك واحرص على عمرك وانا امك ...
طلع قالت ام ناصر لشادن بلهجة آمرة وحادة : الحقي رجلتس ..
وقفت شادن وطلعت فوق لغرفتها ..
مرت من عند غرفته وشافت بابها مفتوح وسمعته يناديها ..
وقفت بمكانها تروح له ولا ماتروح ..
تسوي نفسها ماسمعته ولا تسوي الواجب عليها وتشوف وش يبغى ..
تربيتها واخلاقها ماتسمح لها تطنشه ..
توجهت له بكل ثقه وثبات قالت : نعم .
: اسمعي هذي فلوس خذيها اذا احتجتوا شي . واذا صار لجدتي شي الله لايقدر لاتروحين مشي الا اذا كنتي مضطره .. خلي فوزية توديها مع زوجها انا وصيت عبدالعزيز مايغادر بيته وانا مو فيه .. لااوصيك على جدتي .. وان شاء الله متى ماجيت بجيب واحد من سواقين الشركه يخدمكم في غيابي ..
هزت راسها قالت : طيب متى بترجع .؟
قال بصوت تعبان وهو يحس بدوار وغثيان وجسمه يرتعش : ليش تسألين ؟
ناظرت بوجهه اصفر وعيونه ذبلانه قالت : عماد فيك شي ...؟ تعبان انت ..؟
مد عليها الفلوس واخذتها منه قال : لا بس اطلعيييي ..
رجع بسرعه لدورة المياة ورجع كل اللي في معدته ..
سمعته يرجع بقوة وكأنه يتألم ..
لحقته ووقفت على باب الحمام قالت : عماد ..
قاطعها وهو ينشف وجهه بالمنشفه قال : مافيني شي انا اصلاً احس اني تعبان من الصبح .. ويمكن لأني اكلت ومعدتي فاضيه من الصبح .
اطلعي بس وسكري الباب ..!
تمدد على سريره قال بلهجة جافه : طفي النور لو سمحتي ولاتقولين لاحد ان فيني شي ماابيهم يقلقون عليّ .
: طيب اجيب لك شي .. عسل ، ليمون ..
قاطعها : يووووه انتي ماتسمعين قلت طفي النور واطلعي .
بسرعه طفت النور وسكرت الباب وطلعت . .
ماراح تبكي ولا زعل ولا تتأثر بكلامه ..
هي بكت ليلة زواجها وخلصت كل البكا ..
ماراح تبكي بعد هذاك اليوم ..
وراح تتقبل الوضع وتتحمله وتتعايش معاه مهما كان ...
عماد مرحلة وبتعدي لازم تصير فيها قويه ولا تخليها تهزها وتأثر فيها ..
راحت للصاله اللي فوق وشغلت التلفزيون جلست عليه حوالي ثلاث ساعات متواصله مادرت بنفسها ..
طالعت بالساعه حوالي عشر وربع ..
ونزلت عند جدتها بتشوفها وتطمن عليها ..
لقت جدتها في غرفتها ومتمدده وتهمس بسبحان الله والحمد لله
قالت : جدتي اجيب لك عشاك .
: لايابنيتي اكلت من عشاتس اللي جبتيه لي ماابي شي .. روحي بس تعشي وارقدي . يابنيتي المرة السنعه ترقد ليا رقد رجلها وتقوم ليا قام .
هزت راسها وابتسمت قالت : حاضر ياجدتي بحاول اعدل نومي ولا يهمك .
رجعت فوق ..
ومشت بهدوء لغرفته ..
الواجب يحتم عليها تتطمن عليه ..
مهما كان هذا زوجها وولد عمتها يعني لازم تهتم فيه ..
او حتى تشوف اذا هو محتاج شي .
فتحت الباب بهدوء ..
هالها منظره وهو غاط بنومه ..
نايم على جنبه الأيمن ومايل على وجهه ..
تأملته لثواني قليله ..
تحرك ونام على ظهر وحط المخده على وجهه ..
تسحبت على طول من الغرفه وراحت لغرفتها ..
بدلت ملابسها بقميص قطني عادي بأكمام قصيرة
وتمددت على سريرها
احسن لها تنام في الليل منها تعدل نومها ومنها تنام في الجو البارد والتكييف شغال ..
غمضت عيونها وهي وتنتظر النوم يهاجمها ولا تهاجمه المهم يوصل لها وتوصله وينقذها من التفكير فيه اللي صار ملازمها اغلب وقتها ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

فصلٌ عاشر
صراعُ واقع


اسبوع من البحث المضني والمتعب والمنهك على ابوفهد وفواز وعماد وبندر اخو فهد
والنتيجة بلاجدوى وكلٍ يرجع خالي الوفاض ..
.
دخل لبيته بعد صلاة العشاء ..
كان الهدوء هو اللي يعم المكان ..
مر على غرفة جدته وشافها فارغه الا من آثارها وريحتها ..
طلع فوق ومر على غرفة شادن .
كان متردد يدخل يدور عليها ويشوفها ولا يرجع ..!
له الحين اكثر من اسبوع ماشافها الا مرة وحده بعد ماجا من جده وكانت مجرد لمحه وهي تدخل غرفتها وماانتبهت له .
" لها حق تطلع مع جدتي وتروح للمكان اللي تبي ..
اصلاً وش انا في حياتها اللي انتظر منها استئذان ولا انتظار .. "
زفر وهو يتذكر انه اخذ في جده خمسه ايام ثم ر جع في الليل وصبح اليوم الثاني وهو رايح يدور على فهد في البر مع بندر وخاله فواز ..
ضاقت عليه الدنيا وهذا حاله ووضعه مع هالبنت اللي مالها ذنب الا انها ربطت مصيرها فيه ..
بس سرعان ماتنهد بارتياح يجهل سببه وغمض عيونه باطمئنان وهو يسمع صوت حركة في الغرفه تدل على وجودها فيها ...
ماتردد لحظة وحده انه يمد يده ويفتح الباب اللي بينه وبينها ..
كانت مسنده بظهرها على السرير وممدده رجولها وتقرأ في مجله ..
اول ماشافته فزت من مكانها ووقفت ..
طالعها وهي لابسة جلابية لونها كحلي ناعمه وعادية ..
ولامة شعرها بشباصة ووجهها خالي من أي اضافات للزينه ..
هي كذا مغرية وجذابة بدون رتوش او اضافات ..
والكحلي عليها مبرز لونها الفاتح ومعطيها انوثة اكثر ..
كان نفسه يضمها على صدره بس تذكر العواقب اللي كان يحسب لها الف حساب وهوَّن .
دخل يدينه في جيوبه وكأنه يتفقد شي قال بحيرة : السلام عليكم
صوته الرجولي الحاد والهادي بنفس الوقت اخترق اذانيها ووصل لعمق تفكيرها وعقلها ويمكن شلّه لثواني قليله ..
تجاهلت كل احاسيها المرتبكه ناحيته وردت وهي تتأمل ملامحه التعبانه والمنهكة وتلف المجلة بيدينها بتوتر ..
: عليكم السلام .
فتح فمه من طريقة تدقيقها بوجهه قال : جدتي وينها ..؟
بلعت ريقها وهي جاية تمشي
خوفها عليه يقدمها لناحيته وخجلها منه وتوقعها لردة فعله تعثر خطوتها ..
قالت بارتباك وهي تحاول تستعد لمواجهته لوحده : جدتي عند عمي ناصر .. اش فيك ..؟
طالع في ملابسه المغبره وجسمه قال : ها .. ايه .. يبي لي ادخل اتروش والبس لي شي نظيف .
عطاها ظهره وهو يقول : دخنا في البر ثلاث ايام ورجعنا بدون فايده .
لحقته تمشي وراه قالت بعفويه : لا لا مو عن الملابس .. عماد انت تعبان ..؟ انت مرة تعبان صح ..؟ شوف وجهك .. وجهك يقول انك تعبان ومااكلت شي ..
بلعت ريقها وقطعت كلامها وهو يلف يطالعها
قريب منها كثير ..
عيونه بالرغم انها تعبانه الا ان فيها شي مايقدر يقول وماتدري وش هو بالضبط ...
قالت بصوت مختنق ووجه مخطوف ومختلف كلية عن اللي قبل : حتى عيونك صفرا وو .. تعبانه .
كان يطالع في وجهها المتوهج ويدينها اللي ماتركت المجله وتبرم فيها كأنها تعبر عن اللي في داخلها ويعصرها ..
قالت : بنزل اسوي لك شي تاكله .. صحيح تذكرت .. ملابسك عندي في غرفتي .
عقد حواجبه قال : وش يجيبها في غرفتك ....
قاطعته بسرعه وهي تقول : جبتها من غرفة الشغالة .. انت مقفل غرفتك وماابغاها تبات عند الشغاله .
دخل غرفته بسرعه قال بصوت مرتفع وكأنه يدور على شي يزعله منها ويبني الحاجز اكثر
قال : هاتيها كلها عندي الحين .. ولاتعيدينها ....
قطع كلامه وهو يشوفها ترجع بسرعه من دون ماتنتظر بقية كلامه ..
انطلقت لغرفتها بسرعه وبعصبية طلعت كل ثيابه من الدولاب وملابسه الداخلية وجات لغرفته نزلتها على سريره وطلعت وهي تقول بحزم اقرب للعصبية وعدم الرضا : بسوي لك شي تاكله على بال ماتتحمم وتلبس .
مارد عليها لأن ماعنده كلام يقوله ولا فيه كلام ينقال لها ..
تنهد بقوة وجلس على السرير
ياكثر ماهو مثقل بالهموم
همه هو اللي قد الجبال ومحد يقدر يشيله بصمت غير اعتى الرجال واصلدهم .
وهمها هي اللي يحسسه بالذنب وتأنيب الضمير ليل ونهار ..
وهم فهد اللي مايندرى وين ارضه من سماه .
من وين تلاقيها ياعماد ولا من وين
اخذ منشفته وروبه ودخل للحمام ..
ليت الانسان اذا غسل جسمه غسل همه معه ..
ليت الهموم تنجلي بالما والصابون كان يغسلها ليل ونهار حتى ينام لو ليلة وحده بدون هموم .
طلع واخذ له حبة من حبوبه اللي تركها واشغله موضوع فهد عنها اكثر من اسبوع ..
لبس ملابسه ونزل تحت لأن ريحة الاكل وصلته فوق وهيجت جوع معدته اكثر .
لمحها وهي في المطبخ ويازين شوفتها وياصعبها بنفس الوقت ..
وين يروح منها وهو اذا شافها ولا قرب منها حس انه على هاوية الخطر .
..
وهي في المطبخ ..
قررت تسوي له بيتزا ..
كوجبة خفيفة ومشبعه بوقت واحد ..
خلصتها بوقت قياسي جداً ..
وقطعتها لقطع متوسطة ورصتها في صينية من الصين المزخرف ..
كانت تحس وهي تشتغل بلا مبالاة غريبة ..
تحس تصرفاتها غبية ومع هذا تستمر فيها ببرود ..
وكأنها استسلمت لوضعها وبدت تتخلى عن كل احساسيها وتعيش ..
المهم انها تعيش وبسلام وسلامه .
دخل عليها عماد وهي ترص بيالات الشاهي في الصينية ..
تنحنح قال : ماكان تكلفتي .
رفعت حاجبها وهي ترجع كم جلابيتها الواسع واللي يضايقها اذا بغت تشتغل .. قالت : روح اجلس في الصاله وانا اجيب لك الاكل .
مد يده واخذ قطعة بيتزا ..
قالت : ترى ماحطيت فلفل عشانك .
وكأن ربي يجيب له الفرص حتى يكلمها بجفاء ويبتعد عنها وتبعد عنه اقل شي بالتفكير وعدم الانجذاب ..
عقد حواجبه وهو يطالعها قال : احد قايل لتس اني مااحب الفلفل ..؟
لفت واعطته ظهرها وراحت تغسل يدينها من المغسله وردت : مو لازم احد يقول .. اللي عنده قولون المفروض ماياكل فلفل و لا بهارات .
شال صينية البيتزا في يد وصينية الشاهي بيده الثانية قال : اذا بغيتي تسوين شي مرة ثانية لاتفكرين فيني ..
طلعت من المطبخ بسرعه وهي تتأفف ..
وقطع كلامه وهو يشوفها تشمي بسرعه وصوت الأوووف اللي تحاول كبته وطلعه القهر واصله بوجع واوجعه اكثر ..
توجهت للدرج وطلعت وتفكيرها مشغول ومزحوم بالأفكار ..
ماابغى اسمعه اكثر
ولا ابغاه يقول مالك دخل فيني ..
وصلت غرفتها وسكرت الباب عليها بقوة
ورمت نفسها على سريرها
حطت يدينها على وجهها وهي تتنهد بقوة ..
" خلاص ياربي ماعاد اقدر اتحمل والله ماعاد فيني .. "
اشوا انها بكرة بترجع للدوام وبتنشغل عنه وعن التفكير فيه ومشاكله ..
كشرت وهي تتذكر ان بكرة يوم جديد ومختلف
حياتها دايما فيها ثنائيات للمشاكل
اول خالها وصالح
ثم نوف ومشكلة زواجها
ثم لازالت نوف وحياتها مع عماد ..
يعني تصارع في المدرسة وتصارع في البيت
والضحية احاسيسها ومشاعرها ونفسيتها ويمكن هدر كرامتها جاي في الطريق ..
زفرت بآهه مخنوقة ووراها كم هائل من الآهات المكبوته
مشتهية تبكي حتى ترتاح .
البكا عندها سلاح وعلاج من صغرها ..
والدموع تريحها كثير وتكفيها الشكوى والفضفضة دايماً ..
حطت يدها على جبينها وهي تفكر في بكرة
كيف بتواجه عماد بعد تصرفها معاه .
قلبها وعقلها يقولون حلال فيه ويستاهل وهذا حقه اللي يستحقه بعد كلامه لها وتجاهله وغيابه عن بيته ..
والمنطق والعقل والمفروض يقولون لها لا ..
كان خليتيه يتكلم ولاتجاهلتيه
كان سمعتيه يقول اللي عنده ورديتي برد محترم ولا أي رد المهم ماتطنشين ..
هذا مهما كان زوجك .. ورجل ..
رجل ياشادن ..!
واجب تسمعينه وتقدرينه ..
لأن التطنيش يعتبر اهانه ..
مو كذا كان نايف دايما يقوله لك ..؟
انا رجال وكلمتي تنسمع ..!!
وياويلك لو اعطيتيني قفاك وانا اتكلم . !!
نزلت منها دمعه حارة لمجرد ذكر نايف وسيرته العطرة
ياقلبي يانايف ليت عماد يشيل نص قلبك
ليت كلمة عماد عليّْ مثل كلمتك
كان اتحمله واتقبله واعيش معاه للأبد وانا راضية ..
ضمت مخدتها وهي ترحب بالسيرة اللي هيضت شجونها وبتتكفل بسكب الدموع وهلّها ..
بكت بحرقه ووجع وصوتها يعلو بنحيب ...
كأنها كانت تبحث عن شي غير عماد يفتح المجال لسيل الدموع .
راحت تجيب القديم والجديد
امها ..
اشتاقت لريحتها ودفى حضنها
اشتاقت لنايف وحضنه لها بكل حنان الأبوة والأخوة ..
اشتاقت لغرفتها بكل ذكرياتها ماعدا صالح وسيرته ..
اشتاقت لسارة ..
زاد نحيبها وهي تتذكر سارة
ياكثر ماهي مشتاقة لها ..
مرت عليها ساعه وهي تبكي ..
محتاجه احد يحضنها ويقول ليه تبكين
فضفضي وقولي وافتحي لي قلبك
بس من ..؟
من وين تجيب من يخفف عنها ..؟
سمعت صوت دقات خفيفه عند الباب وصوت شهد تناديها ..
: شادن عماد يقول تعالي تحت جدتي جات .
تغطت شادن بلحافها قبل شهد تدخل وسوت نفسها نايمه .
نادتها شهد وهي تفتح الباب وتقرب من السرير ..
قالت : شادن قووومي انا جيت عندكم عشان ابغى اسألك انتي وعماد سؤال مهم . شااااادن .
: شااادن قومي .. صحيح انتي وعماد اذا جاكم ولد بتسمونه مشعل ..؟
انقلبت شادن على الجهه الثانية قالت بصوت باكي تحاول تطلعه عادي : شهد حبيبتي انا ابغى انام اخرجي واقفلي الباب وراك .
انسحبت شهد بخيبة واحباط وطلعت برا الغرفه وراحت لعماد تحت بوجه بائس وحزين .
جات جلست بجنبه طالعت في عماد قالت : جدتي راحت تنام .
رد عليها وهو مركز على التلفزيون قال : ايه دخلت تنام .. وش قالت لك شادن ..؟
: تقول ابغى انام .
مسح على راسها قال : يالله اجل انتي بعد قومي روحي لبيتكم عشان تنامين بكرة وراك مدرسة .
: امي تقول بكرة شادن بترجع للمدرسه .
: اووووه اشوا انك ذكرتيني يالله يالله امشي بوصلك لبيتكم . حتى انا ابي انام بدري عشان اصحى بدري .
مشى وهي تمشي معاه ويدها الصغيره متمسكه يده .
وهم في الطريق لبيت اهلها قالت : عماد ليش شادن تبكي ..؟
عقد حواجبه قال : تبكي ..؟
: ممممم ايووه انا شفت عيونها حمرا وخشمها احمر عرفت انها تبكي وعندها مناديل كثييييييرة على الكومدينو .. صح هي تبكي .. عماد انت ضربتها ولا خاصمتها .
تنهد بعمق قال : ماضربتها ولا خاصمتها بس يمكن مزكمة ولايمكن اشتاقت لامها .
: طيب ليش ماتوديها لامها مسكينه ماعندها ام .. وماعندها اخو وابوها مات .. صحيح ابوها خالي خالد اللي مات .. زي امك .... امي علمتني .
ابتسم على براءة شهد وتفكيرها الطفولي قال وهو يتذكر شي غاب عنه وكأنه يكلم نفسه بصوت عالي
: صدقتي ياشهد شادن يتيمه . يتيمه وماعندها ام ولا اخو . انتي ذكية ياشهد ماشاء الله عليك . يالله ادخلي لبيتكم واقفلي الباب زين .
دخلت شهد لبيتهم وهي تجري وهو سرح بعقله لبعيد وكمل بصوت مسموع : وماعندها زوج بعد ياشهد . وحيده وماعندها احد .
حس انه مخنوق ..
دخل البيت وطلع فوق لغرفتها ..
دق الباب مرتين مافتحت وحاول يفتحه بس حصله مقفول . .
رجع لغرفته ..
ياليته يقدر يبكي مثلها ..
كان يخفف لو شي بسيط من اللي بداخله
بس دموعه قتلها من سنين ..
من يوم ماعرف بمرضه وهو حاكم عليها بالاعدام .
حتى التوجد على الحياه وعلى الفرح الحقه البكا والتشكي .
دفنهم وحرم حياتهم ونبش قبورهم في حياته ..
الدنيا تبي مواجهه وقوة ..
والحياة رغم صعوبتها الا انه لابد يكون قد الحمل ويعيشها ويتعايش معها .
تمدد على سريره واخذ دفتره الاسود الكبير اللي يكتب فيه متى مااشتهى وقعد يخط بعض الحروف المعبرة ..



***

يوم الجمعه ..
اذن المغرب وهي تمشي في سور البيت ..
كانت تدعي ربها من صلاة العصر لأن فاطمة نصحتها بتكثيف الدعاء من بعد صلاة الجمعه لأذان المغرب ..
قد تصادف ساعة استجابة فلا يرفض لها الله دعوة او طلب ..
كانت موجهه بيدينها وبقلبها للسماء وتلهج بدعوات وأمنيات ورجاء وماحست في الدنيا الا بعد ماصرخ مشاري وهو يدور في البيت ..
: ياسارة .. ياسااارونه ... ياسوسو .. ولما ماردت عليه نادى بصوت اعلى : ياااااااااسويرة ..
وصلت عنده قالت : خير يامشمش اش عندك سمعت الجيران صوتك وانت تنادي عليّ . من زين الاسم اللي تناديني فيه .
جاها يمشي والضحكه تهلل وجه قال : ههههههههههههههههه وش احلى من سويرة . .. المهم عندي لك اخبار حلوة ان شاء الله انها تعجبك .
: خير ان شاء الله ..؟
: ابشرك الله اظهر الحق ياسارة .. خالد ظهر على حقيقته وبالجرم المشهود .. وماباقي الا نرفع عليه قضية طلاق وهذي مضمونه مية بالمية بإذن الله .
كانت ملامحها تعبر عن عدم فهمها وعدم رغبتها في الفهم ..
ماتبي تنصدم فيه اكثر من كذا ..
قالت : مشاري لاتقول لي شي مو لازم اعرف شي عنه .
مسك يدها ولف يده من ورى كتفها قال : الا ياسارة لازم تعرفين وتفهمين كل شي .. لاتكونين سلبيه والسكوت عمره ماكان حل لمشكلتك ... واجهيها وناقشيها وربي بيساعدك ان شاء الله ..
ماشاف منها رد وكمل : تعالي ادخلي وراح اقول لك على كل شي .
بلعت ريقها وسلمت امرها لله واستسلمت لاخوها ومشت معاه من دون ماتتكلم ..
وصلوا للصاله وجلست على اقرب كنبه وابوها قدامها يكلم امها بحديث جانبي وموطي صوته ..
شافها ابوها وفتح لها يدينه قال : وين اختفيتي ساعه ندور عليك .. تعالي هنا في حضن ابوك . ليش حبيبة ابوها تجلس بعيد عنه ..؟
جلست بجنب ابوها وهي تنقل نظرها بين وجه امها المتجهم والمصدوم وبين وجه مشاري اللي يتهلل والدنيا مو سايعته من الفرح .
قال ابوها : الحمد لله ان ربي فرج لنا من اوسع ابوابه من هالابتلاء ياسارة .
طالعت في ابوها بخوف وكأنها في مواجهه لأصعب موقف تمر به في حياتها ..
مست شفايفها تجبرها على الابتسامه قالت : الحمد لله .
قال مشاري : يبه تقول لها وشلون ربي فكنا منه ولا اقول انا .
انسحبت امهم واعطتهم ظهرها وهي تقول بقرف : بالله كرموا مجلسنا من هالسيرة .
لحقت امها بنظراتها وعرفت ان الموضوع فيه يمس الشرف ولا يمت للطهر بصلة .
تكلم ابوها على طول : خالد مسكته الهيئة البارحه في الرياض وهو متلبس .
رد مشاري : اللهم لاشماته .. تدرين اش قضيته ..؟
هزت راسها بلا وهي مابين تبي تعرف وماتبي ..
كمل مشاري بعد ماشاف ابوه مستحي منها او متردد يجيب هالموضوع قدام بنته قال : لواط والعياذ بالله .. وسكر ورقص ومجون وخلوة غير شرعيه في الاستراحه اللي قبضت الهيئة عليه فيها ..
ماتحرك منها ساكن وكأن الله ثبتها بيقينها وقوة ايمانها ..
ردة فعلها على عكس ماتوقعوا ..
يمكن عشرة فاطمة بثتها قوة الايمان والقناعه والصبر
ويمكن الايام اللي راحت تخيلت كل شي عنه ومااستغربت هالكلام ..
وقفت وقالت : الحمد لله اللي فرج لي منه .. الحمد لله ياربي ..
باست راس ابوها وكملت : يبه من بكرة طالبوا بطلاقي واذا تبغوني اسوي لكم توكيل سويت ..
قاطعها مشاري قال : بتروحين معانا للشيخ وهو راح يطلق منه غصب . وبهالمناسبة ..
قاطعه ابوه : اجل مناسباتك لبعدين ولاتفرح على خالد يامشاري ادع له بالهداية والصلاح لاتبتلى .
: الله يهديه ومن هم على شاكلته . انا فرحان يايبه لأن جزء من الوباء المتحرك بين الناس انسجن وافتكوا عيال خلق الله من اذاه .
طلعت لغرفتها فوق وهي تسمع ابوها ينصح مشاري من رفقة السوء ويقول له على اسباب الشذوذ يمكن من البيئة او التربية او انه مريض نفسي او ان الشيطان عرف يدخل له من مدخل لأن ايمانه ضعيف ودينه مختل ..
هي من النوع اللي ماتقدر تعيش بهمومها لوحدها
وبُعْد شادن خلاها تلجأ لفاطمة بلسم جروحها وماخابت يوم خلتها مكان شادن وصارت لها الصاحبه الصالحه والرفيقه اللي تحثها للخير والصلاح ..
دقت عليها وسردت لها اللي صار بالحرف ..
باركت لها فاطمه ظهور الحق قبل ماتتورط معاه وان حبسه ورحم عيال الناس من شره وغثاه ..
ونصحتها بالصبر والصلاة والتفاؤل وحب الحياة لأن فيها اجمل من خالد وذكرياته وهمومه ..


***


صحت من بدري ولبست تنورة جينز وبلوزة لونها سماوي بكم طويل وزارير من قدام وتحتها بدي ابيض يغطي اعلى صدرها ..
نزلت تحت وشافت جدتها وتوجهت لها على طول ..
قالت وهي تبتسم : صباح الخير ياوجه الخير ..
ردت جدتها وهي تقصر على صوت الراديو قالت : صباح النور والسرور يالغاليه .. تعالي افطري معي .
: سامحيني ياجدتي مانزلت بدري افطرك انشغلت بلبسي عشان مايفوتني الوقت .. لكن من بكره ان شاء الله بحط المنبه على سته بالضبط اسوي فطورك وارجع البس ..
: لا وانا جدتتس ماعليتس مني ولاتقومين بدري عشاني .. يسد انتس تسوين فطوري من اسبوعين وانتي توتس عروس .. غيرتس يشيلن نوم للظهر وانتي تقومين من صباح الله علشاني ..
سلمت على راسها قالت : مو اقوم عشان الغاليه ؟ .. مو انا اخدم جدتي الغالية وام ابوي الغالي الله يرحمه ؟ .. قولي بس آمين ان الله يقدرني وارضيك عني .
: الله يرضى عليتس ويسهل امورتس ويستر عليتس ويرحم اللي جابتس .
: طيب جدتي بمشي للمدرسة انا الحين .. وبمر على عمتي فوزية آخذ شهد بطريقي .
: هالحين ورى ماتخلين عماد يوديتس بدال ماتمشين مع هالتربان وانتي مغطيتن وجهتس حتى عيونتس مغطيتها .
لبست عبايتها وهي تقول: حرام اصحيه عشان خمس دقايق .. بعدين انا عادي متعودة على الغطى .. والمشي صحه ياجدتي .. بس الله يستر انا خوافه خاصة بجنب بيت ام جواهر كل مانمر من عند بيتها انا وشهد زمان تفتح شباكها تراقبنا ولا تنادينا والناس تسمع صوتها .
اخذت شنطتها ..
واعطت جدتها ظهرها وهي تقول : دعواتك ياجدتي .
وقفت بمكانها وتسمرت لمن جاها صوت عماد من وراها وهو ينزل الدرج قال : لاتروحين اصبري انا اللي اوصلك .
طالعته وهو لابس ثوبه الابيض ويقفل ازاريره وبدون شماغ وعيونه شبه مغمضه قالت : مايحتاج ..
قاطعها بصوت كله نوم : الحقيني بس .
ركب السيارة وشغلها وسند راسه على المرتبه ينتظرها ..
وهي وقفت على البوابه محتارة ومستحيه ..
تركب معاه ولا تقول له ينزل وهي تروح مشي ..؟
واذا راحت معاه فين تركب .؟
" ياربي شو هالاحراج .. "
تقدمت لمن شافته رفع راسه وطالعها وهي بمكانها وفتحت الباب اللي ورى ..
التفت عليها يحسب انها بتحط شنطتها بس تفاجأ انها ركبت وجلست ورى ..
قال بلهجة امر : انزلي اركبي قدام .
: عادي كذا مرتاحه ...!
: انزلي اركبي قدام لاتفضحينا بخلق الله ..
تذكرت لو احد شافها انها بتصير نكتة الموسم ..
نزلت وركبت قدام وهي تلوذ بالباب من قربه ..
وهو حرك سيارته قال : لاتفكرين تروحين مشي بعد اليوم .
ردت بصوت هادي وهي تطالع بالبيوت اللي تمر السيارة بجنبها
: اليوم انت فيه .. بس بكرة مو اكيد اش اسوي ؟ .. اقعد ؟.
التفت عليها قال : شادن ..
التفتت عليه من دون ماتتكلم قال : انا مسؤول عنك هنا .. سكت ثواني وكمل .. عموماً السواق بيجي اليوم ان شاء الله .
حست انه غير الكلام اللي كان بيقوله ..
وفضلت انها تسكت .رغم انها دايماً تتمنى لو يكلمها حتى تعرفه اكثر ..
هو بالنسبة لها لغز كبير وصعب تحله اذا هو ساكت ومايتجاوب معاها الا لاتسوين لاتتدخلين فيني .
وقف قدام المدرسة واخذت شنطتها ونزلت قال : اليوم راح اجي على 12 ونص آخذك .
: بس انا مااطلع الا وحده اليوم السبت وفيه حصص نشاط .
: اها حسبتك تطلعين مع شهد ... اجل اجيك وحده ان شاء الله .
نزلت وسكرت الباب ودخلت المدرسة اول و حده قابلتها الخاله مزون اللي استقبلتها ووقفت بمشقه وسلمت عليها وباركت لها ..
توجهت للإدارة وهي تاخذ نفس عميق وتهدي نفسها استعداداً لأي تلطيش من نوف ولا كلمة ترفع لها ضغطها خاصة انها مو مستعده تسمع منها او من غيرها أي كلمة تنرفز ..
دخلت الادارة وهي تقرا المعوذات وآية الكرسي علّها تهديها وتسكن نفسها ..
آخر شي توقعته انها تشوف المديرة غير ..
كانت صدمه جمدت شادن في مكانها لثواني وهي فاتحه فمها وعيونها ..
هذي نوف ولا مغيرين المديرة بوحدها تشبه لها
الشعر اللي كانت لامته كعكه ولافته بمنديل ولا ماسكته بربطه عادية ..
الحين مفتوح وقصير لحد الكتف ولونه هاي لايت طالع حلو على ان نوف سمرا ..
وملونة شفايفها بأحمر صارخ ..
حاطه مكياج ثقيل ..
والحواجب مشقرتها ومغيرة من شكلها نهائي .
اما عيونها كانت مكحلتها باسود من داخل وراسمتها من برا ..
وقفت لها نوف وجات تسلم عليها ..
لا لا هذي مو معقوله تكون نوف ..!!
وتقوم تسلم .. ؟
سبحان المغير .. !!
حتى ملابسها غيرتها .. !!
كانت لابسة تنورة لونها زيتي وبلوزة تفاحي ومقلمة بفوشي ..
بعد التنورة السودا والكم بلوزة عادية ..
تكلمت وتأكدت شادن انها نوف بعد ماكانت بتجزم انها وحده ثانيه ..
: هلا ابلا شادن وشلونتس .
ابتسمت شادن ورفعت حاجبها
قالت : الحمد لله بخير . نعيماً .
طالعت بشكل شادن اللي ماتغير عن قبل زواجها
وابتسمت بانتصار قالت : الله ينعم عليتس .. تفضلي .
: ها ..؟ لا لا مشكورة بروح اشوف البنات يمديهم وصلوا .
طلعت لغرفة المدرسات اللي دوبهم وصلوا ..
واستقبلتها خلود بالاحضان ..
وبعد التباريك والسؤال عن الاخبار توجهوا للطابور اللي ابتدا ..
قربت منها خلود قالت : شادن شفتي نوف اش عاملة .
: ايوه ماشاء الله عليها طالعه حلوة بس خلود تكفين لانتكلم فيها مو ناقصة ذنوب على الصباح ..
ردت خلود وهي تضحك : خليني اقول لك عن اسئلتها لنوير عنك .
: لاوالله فكينا من سيرتها مانبي ناكل لحمها .. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك اللهم وأتوب اليك .
كررت خلود نفس الدعاء واصغوا اسماعهم للإذاعة الصباحية ..
وخلود تضحك وتقول : شكلي بتطوع على يدك ياشدون .
ردت شادن وهي تبادلها الضحك : خليني اتطوع انا اول .. الله يهدينا بس .. خلاص اسكتي بدأ القرآن .



***


رجع للبيت وهو ساكت وتفكيره يجيبه ويوديه ..
ماقدر يكلمها ..
موقفه وحياته اصعب من كل الكلام ..
قالت جدته اللي تشرب من قهوتها الشعير : اشوا انك وديتها .
جلس بجنب جدته وصب له فنجال قال : جدتي ماابيها تطلع تمشي بين البيوت نبهي عليها ماودي ازعلها ولا اضغط عليها .. كلها يومين ويجي السواق الجديد .. تروحون وتجون معه ماابي ولا وحده منكم تطلع تمشى بين البيوت .
: انت لو علمتها باللي تبيه ماتخالفه .. حتى يوم راحت معي للدكتورة قالت اخاف ان عماد يزعل ان طلعت امشي .
طالع بجدته شوي ...
وانكسر بداخله شي ..
ليه تفرض نفسها عليه ..
وليه تفرض احترامها على الكل ..
بدءاً به هو وجدته وانتهاءً بحريم الحارة اللي يشكرون فيها وتعلمه فوزية عن كلامهم ...
قال : الشهادة لله هي سنعه وماشفت منها الزلة من يوم جاتني .
: وانا اشهد وانا امك . بس تراك مقصر معها .. مااشوفك تداريها ولاتقعد معها ..
وقف وقاطعها قال : الله يرضى لي عليتس انتي تبين اللي اعيده ازيده .. ماقلت لتس على الظروف اللي صارت لنا بعد سالفة فهد .. ان شاء الله اعوضها الايام الجاية .
هزت راسها بعدم اقتناع قالت : الله يوفقكم ويرزقكم .
كان بيطلع بعدين رجع لها قال : تروحين معي للمزرعه ؟ اليوم نبي ننقل اشجار الحنا من مزرعتنا الاولى تعالي اشيري عليّ بالمكان اللي يصلح لها .
: والجوافه ماتبينا نجيبها ؟
: لا الجوافه بتحشر الاشجار فكينا منها ومن ريحتها .
: هاناد الشغاله خلها تجيب لك فطور وخلنا نمشي قبل ماتحتر الشمس .
: امشي بس ... مابي فطور الحين . بقولها تجهز القهوة ناخذها معنا والتمر قدامنا بالمزرعه .
مر على الشغاله قال لها تجهز له القهوة وتحطها بسله ومعاها فناجيلها ..
وطلع بجدته للمزرعه بعد عشر دقايق ..
في السيارة ..
كانت جدته تسولف وهو يفكر وشلون يتركها لوحدها ويروح للمزرعه الصغيرة اللي في آخر القرية ..
قال لجدته : تراني ابي امر على فوزية وآخذها معنا .
: وشو له تقومها من نومها مايمديها رقدت الا بعد الفجر .
: خليها تقوم مع المسلمين .. ابيها تقعد معتس في المزرعه وانا ابي اروح للمزرعه الثانية اجيب الاشجار ..
: ها سو اللي تبيه ويجوز لك .!
وقف عند بيت فوزية ودق عليها الباب .. وفتحت لهم الشغاله ..
دخل وقال لها تنادي المدام بسرعه ..
وبعد دقايق قليله جات فوزية لابسه روب طويل وعيونها كلها نوم يادوب تفتح قالت : عماد خير امي فيها شي .؟
: لا ابد محد فيه شي بس قومي اغسلي وجهتس والبسي وتعالي مع جدتي للمزرعه .
: لاحوووول وش هالصبح ...
قاطعها : ماعندي وقت عجلي وراي مية شغله .
: زين ..وعبدالعزيز ..؟
: امر عليه الظهر اخليه يجي عندنا . بس عجلي خمس دقايق وانتي جاهزة .
: طيب ..
رجع لسيارته وبعد وقت قصير كانوا كلهم في المزرعه ..
فوزية معصبة وزعلانه من ازعاجهم لها..
وام ناصر تبارك المزرعه اللي انعشها جوها ونشطها ...
نزلت شغالة فوزية فصولي اللي قعد يلعب وجابت لهم القهوة ..
اخذ عماد فنجال وقام للعمال اللي متفق معاهم يجون من بدري يحفرون الأرض للأشجار اللي بينقلها من المزرعه الثانية لهذي ..
مرت ساعتين ماحس فيها غير العمال وعماد اللي رجع لجدته وفوزية ورمى نفسه على الأرض بتعب ووهن ..
قال : يوووه من التعب انكسر ظهري .. انتبه لفيصل ولد فوزية جاي يمشي ناحيته قال : وخري ولدك يافوزية عني لايطيح علي .
قالت فوزية اللي صحصحت وبدت تسولف بنشاط : حلال فيك وش اللي منكد عليك من الصبح ونكدت علينا معك .
رفع لها راسه قال: الحين ابي اعرف شي واحد ليه انتي مو مثل باقي الحريم .. ؟
: قصدك على شادن .
: شادن وغيرها ..!
: يعني عشان الست شادن تصحى بدري تحسب كل الحريم يقومون مثلها .
قالت ام ناصر : شادن الله يستر عليها مامثلها .
جلس عماد قال : يالله بروح للعمال اقف معهم يمديهم خلصوا حفر .
وقف عماد وراح لعماله وكملن فوزية وامها سوالفهن لحد مااذن الظهر . .
بعد صلاة الظهر خلصوا العمال شغلهم وطلعوا ..
دخل عليهم عبدالعزيز قال وهو يتأمل المزرعه الكبيرة باعجاب
: الغدا اليوم في المزرعه ياابو مشعل .
جاه عماد يمشي وهو ماسك اسفل ثوبه .. مسح حبات العرق اللي انتثرت على جبينه قال : تم ياابو فيصل .!
جلسوا يتقهوون ويسولفون والوقت يمشي محد حس فيه ..
طالع عماد بساعته ووقف على طول قال : انا بروح اجيب اهلي من المدرسه واجيب لكم غداكم .
رد عبدالعزيز وهو يشيل فيصل ويحطه بحضنه قال : جيب لنا شهد معك لاتنساها .
: افا عليك انسى بنتي ..؟
عطاه عماد ظهره وقام عبدالعزيز لفوزية وام ناصر كمل جلسته معاهن افضل من الجلسه لوحده .

***
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لابسه عبايتها وواقفه عند الباب تنتظره ..
قالت نوير : من بيوصلك لبيتك ياشادن .؟
: زوجي بيجي ياخذني .
: وشهد ؟
طالعت بشهد اللي ماسكه شنطتها وتدور وتلعب عند البوابه قالت : اكيد شهودة معانا .
: اقول شادن انتم مارحتوا ولا سافرتوا رغم ان زوجك مثل ماسمعت بطران . ؟
: لا لسه تعرفين الوقت مرة ضيق وانا مو مرة حريصه على السفر بعدين جدتي فرحانه ومستانسة واحنا عندها خليها لين تشبع منا بعدين نسافر على كيفنا .
قالت خلود لنوير وهي تضحك : اكيد الرادار حقك قال لك على اخبارهم ويدري انهم ماطلعوا ولا راحوا ولا جو .
ضحكت نوير قالت : هههههههههههههههههههه حرام عليك مو لهالدرجه بس تعرفين عيال الحارة يلعبون وسامر يحب عماد وكل ماشافه قال لي بس له كم يوم مايشوفه قلت يمكن راحت شادن معاه .
جات الخاله مزون ( الفراشه ) قالت لشادن اللي تضحك من نوير وخلوود : ابلا شادن ابوعلي يقول زوجك برا اطلعي له .
: حاضر ياخاله انا خارجه . يلا بنات سلام واشوفكم بكرة ان شاء الله .
ردوا : مع السلامه الله معاك .
طلعت شادن هي وشهد وركبت السيارة وشهد ركبت ورى بعد ماسلمت على عماد .
قالت شادن اول ماسكرت الباب : السلام عليكم .
: عليكم السلام .
ساد الصمت دقايق قليله قال عماد : شهودة تبين تروحين تتغدينفي اللمزرعه ؟
: ايه ايه تكفى عماد تبغى نروح وخل شادن تروح معانا .
: طيب بنزلك في المزرعه يالله .
توجه للمزرعه ونزل شهد قالت : شادن انزلي معاي .
قال عماد : روحي ادخلي امك وفصولي قدامك يالله بسرعه .
وقف لحد مادخلت وشاف ابوها يفتح يدينه لها وهي تجري عشان يحضنها .
رجع بالسيارة للبيت قال : بدلي ملابسك وقولي للشغاله تسوي الغدا بوديه لجدتي وفوزية ورجالها في المزرعه .
: حاضر .
: ترى بتروحين معانا .
قالت بتردد : بس زوج عمتي معاكم . !
حس بترددها وحياها وكأنها بتجبر نفسها على الروحه حتى ماتعارضه
قال : ماراح نجلس عندكم .. تعالي عشان جدتي .
هزت راسها وسكتت ماردت عليه ..
نزلت للبيت ومرت على الشغاله في المطبخ ..
فتحت الفريزر وطلعت لحم يكفيهم ..
وراحت تنزل عبايتها في الصاله
جا عماد يمشي ناحيتها قال : امشي وانا ارجع بعد شوي آخذ الغدا .
: لا انا بسوي الغدا .. وبعد ساعه تعال .
سكت ولا رد عليها ..
وتوجه لاقرب كنبة طويلة وتمدد عليها وحط يده على راسه ..
قال : اذا خلصتي صحيني ..
نزلت عبايتها ورجعت للمطبخ ..
قالت الشغاله المتفانية بشغلها ومتحمسه في تقطيع السلطة : مدام لاتحطي زيت كتيير .. عشان مستر عماد .
طالعتها شادن باستغراب قالت : ليش ..؟
: انا يسوي اكل زيت كتير مستر مافي اكل .. يسوي بدون زيت ياكل .
قالت باقتناع وهي تكلم نفسها : الله يعين اللي عنده قولون .
قطعت اللحم وعزلت الشحم عنه نهائي ..
وسمعت كلام الشغاله وتركت الزيت ..
اضطرت انها تحط البصل مع الطماطم والثوم وتحركها مع بعض ..
طبعاً فادتها خبرة امها في الطبخ لمن كانت تطبخ لابوها مريض القلب قبل وفاته ..
اخيراً خلصت الرز البرياني والشغاله غلفت السلطه وحطت الملح في السله مع الكاسات واللبن والمويه والملاعق .. وحظرت الصحون واطباق السلطه ..
فتحت غطا قدر المرقوق حق جدتها واللي بدون ملح ..
وشافته ماباقي عليه شي وانه جاهز طفت عنه ورفعته على جنب ..
وأخذت معاها سفرتين كبار وطلعت بتقول لعماد ان الغدا خلص ..
شافته نايم وغاط في نومه .
كسر خاطرها وشكله تعبان ونايم بعمق ..
قالت بهمس : عماد .
مارد عليها ..
قالت بنفسها " الحين لايكون نومه ثقيل ويبغى لي ساعه عشان يصحى "
نادته مرة ثانيه وبنفس الهمس : عماد . ونفس الحكاية لارد .
: عماد اصحى الغدا جاهز .
رفع يده عن جبينه وفتح عيونه ببطء من دون مايطالعها كأنه مو داري عن نفسه ..
التعب واضح عليه ..
لدرجة انه مايدري وش قالت ولا وين هو ..
قالت بنفس الهمس : عماد الغدا جاهز .
كأنه بدا يستوعب قال : ها .. همممم .. يالله طيب .. اذا خلصتوا قولي لي .
: خلاص جاهزين .
ماسمعها لأنه غمض عيونه وراح في النوم من جديد .
رفعت صوتها اكثر من قبل قالت : عماد .. عماد ترى الغدا بيبرد وانت نايم .
فتح عيونه وجلس ثواني ماتكلم ..
رفع نظره لها قال وهو يوقف : يالله .. البسي على بال مااحطه بالسيارة وقولي للشغاله تمشي .. فوزية تقول لازم تجي .
: اوكي .. انا حضرته كله ماعليه الا تشيله .
رجعت للشغاله قالت لها : روحي ودي السله للسيارة وارجعي خذي القدر الصغير واللبن .
راحت الشغاله تودي الاغراض وجا عماد اخذ القدر الكبير اللي طبخت الغدا فيه .
لبست شادن عبايتها وتغطت وركبت معاه ..


***


" كثر الله خيرك ياابو مشعل .. سلم الله يدين من طبخ اشهد انها راعية بيت "
قالها عبدالعزيز وهو يشرب كاسة اللبن بعد مارفع يده من الصحن .
قال عماد وهو يبتسم : ياجعله هنا وعافيه .. ذكرتني بكلام جدتي الله يطول بعمرها ..
: ياخي خلوا فوزية عندكم اسبوع تعلمها الطبخ والسنع .
: لا تكفى اخاف انها تخرب حرمتي .
: ههههههههههههههههههههههههههههههه لاتظلمها انا يوم اخذتها وهي مااسنع منها بس خربتها ودلعتها .. والحين ماتعرف تسوي حتى الشاهي .
: اجل البلا منك وانا ظالم خالتي .
: ايه لحد يتكلم لها تراها مسكينه .
: هههههههههههههههه عز الله مامسكين الا انت . اقول تبينا نقعد ولا نمشي .
: لاوالله خلنا نمشي انا بعد هالغدا يبي لي قيلولة .
وقف عماد واخذ الصحن رجعه ونادى الشغاله تجي تاخذ السفرة وباقي الاغراض ..
جا عند جدته وهو يشوف المرقوق عندها قال : افا مسوين لتس مرقوق وحنا لا ؟
قالت ام ناصر : عندك القدر اكل على كيفك منه ..!
فتح عماد القدر وضحكت فوزية عليه وشادن تبتسم بحيا ومنزله راسها للأرض قال وهو مكشر ومتقرف : اخخخخخ هذا بدون ملح .. الله يعينتس ياجدتي على هالعيشه .
طالعت ام ناصر في شادن قالت : عندي الملح اللي ليا لمست عيشتنا تباركت وزينها ربي .
استحت شادن اكثر وتوردت خدودها وهي تناظر بالارض وتعدل طرحتها على راسها زين ..
قال عماد وهو يبتعد عن المواجهه والاحراج وانتقادات فوزية اللي تدقق بكل شي بعفوية : فوزية روحي لعبدالعزيز يبيتس .
وقفت فوزية قالت : يارب عساه يقول بنمشي عشان ارجع انام .
: ايه يبي يمشي .. التفت لشادن قال : اذا انتي بعد تعبانه وتبين ترجعين امشي .
ردت بهدوء وثقل : شوف جدتي اكيد انها تبي ترتاح من الصباح وهي هنا . انا عادي مو تعبانه .
قالت ام ناصر وهي تمد يدها عليه : خل شادن تشوف المزرعه .. من اليوم منحرجة من ابو فيصل ماتقدر تمشي فيها .. قومني انا برجع مع فوزية ورجلها .
حس ان جدته تبي تقربهم من بعض اكثر قال : نبي نجي ان شاء الله مرة ثانية وتشوفها براحتها .
قاطعته : اليوم خلها تشوفها مايصير تطلع منها ماشافت الاشجار اللي غرسناها .
لامفر منها ومن تحكمها وسلطتها .
مد يده عليها وساعدها على الوقوف باستسلام ..
قال لفوزية اللي جات تاخذ بقية اغراضها : ساعدي الشغالات في الاغراض وترى جدتي بتروح معكم .
غمزت له فوزية قالت : ياعيني بتستفردون ببعض في الجو الحلو .
مارد عليها ومشى مع جدته لحد ماوصلت سيارة عبدالعزيز .
جلست شادن مكانها وصرخت بداخلها لا ..
ماتبي تجلس معاه هنا ..!
ياليتها ماتكلمت ولا قالت لجدتها انها نفسها تتمشى في المزرعه .
الحين وشلون تطلع من هالورطه ..
تقول .. "اروح مع عبدالعزيز" وتحرج نفسها
ولا احسن لها تسكت وتستسلم وتسلم امرها لربها ..
قالت فوزية وهي تشوف نظراتها الشاردة : ياعيني على الحب .. قلت لكم روحوا شهر عسل بس انتم تفكيركم ماادري كيف ..
ابتسمت لها شادن قالت : خذي فصولي بس ترى الشمس قربت منه ..
اخذت ولدها النايم ومشت فوزية وهي تتبعها بنظراتها لين اختفت ..
رجع لها عماد بعد ماخلا المكان بدقايق قليلة ..
وهي مثنية ركبها ومحوطتها بيدينها وتتأمل خضرة المكان الأرض المزروعه والأشجار الكبيرة اللي تحوط سور المزرعه ..
وريحة الطين المبلول بفعل الموية اللي تصب في الأحواض وتسقي الأرض ..
وبعض الشتلات وبعض الأشجار المغروسه في انحاء المزرعه ..
تأملها وهي لافه طرحتها على راسها ولابسه عبايتها ومو مبين منها الا وجهها بإشراقته ويدينها الناعمه ..
جا وجلس قريب منها وعدلت جلستها قال : ترى مافيه احد خذي راحتك .
ضمت عبايتها عليها قالت : عادي مرتاحه كذا .
طالع فيها وهي تناظر في الارض وشكلها مو راضي عن وجودها معاه ..
او انها محرجه من جدتها اللي تفرضها عليه اكثر .
حست انه يطالعها وغمضت بعيونها وفتحت قالت : بنطول هنا .؟
قال بصوت واطي وهو يقرب منها ويمسك يدها : انتي تبين تمشين ..؟
سحبت يدها بتوتر قالت : ايوه خلنا نمشي ماله داعي نجلس .
سحبها من يدها ووقفها معاه قال : الا له داعي مو تبين تشوفين المزرعه ..؟
: لا خلاص عادي .. بعدين .. مو لازم اصلاً ..
ابتسم لكلامها ورفضها وردة فعلها الغاضبة
حس انها متوترة من طريقة مشيتها وتعقيدة حواجبها .
ومسكها لعبايتها بيدها اليسار بقوة .
حاول يهديها بالكلام والسوالف وهو يترك يدها .
قال : شوفي .. هذي الأحواض سويناها عشان النخل .. كل نخله لها حوض .
قال وهو يأشر على شجرة كبيرة : تدرين هذي شجرة ايش ..؟
هزت راسها قالت بملل : طبعاً ادري .. عنب .!
ابتسم ابتسامه واسعه قال : اكيد عرفتيها من اوراقها ياحبكم يالبنات لورق العنب ... زيييين وهذي تعرفينها ..؟
هزت راسها بنفس الملل وحواجبها عاقدتها زي ماهي : لا اش هذا ..؟
: هذا ياطويلة العمر السدر اكيد قد سمعتي فيه .. اللي ورد ذكره في القرآن (وأصحاب اليمين ماأصحاب اليمين ، في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود )
بس ترى سدر الجنه بدون شوك مو مثل هذا ..
عاد السدر والحنا هذولا اشجار جدتي المفضلة ..
فكت عقدة حواجبها قالت باهتمام عفوي : الحنا اعرفه بس السدر اول مرة اشوفه .
لف لجهه ثانية من المزرعه وهي تمشي بتعثر
لأن عباية الراس حقتها طويلة خاصة وهي مخليتها على كتفها
قال : نزلي العباية وامشي براحتك . ترى كذا بتطيحين .
رفعت عبايتها من تحت وطالعتها انعدمت بالطين قالت : لا عادي اقدر امشي .
مسك يدها وضم عليها قال : هذي هي السدر .. عاد الخوخ والتين يبي لها وقت عشان تكبر وتثمر توها شتلات . شوفيها هنا . وهذيك زرعنا فيها ريحان وورد .حط يده الثانيه على كفها اللي ماسكها وكمل : لأن مافيه اجمل من الورد .
سحبت يدها منه وهو يضم عليها اكثر وبلعت ريقها قالت : نرجع للبيت .
تجاهل حركتها وماحب يحرجها معاه قال : اصبري خلينا اوريك البير اللي تروي المزرعه .. قرب من البير وفتح باب السور الصغير اللي سواه عليها عشان شهد وفيصل اذا راحوا للمزرعه مايقربون منها ..
قال بدون تفكير : ولا ماودك تشوفين حلالك .
قالت بلهجة بارده خالية من أي تعبير غير الاحباط والخيبة : هذا حلالك انت مو حلالي .
لف عليها وحط وجهه بوجهها قال : حلال زوجك حلالك ياشادن .. وكل اللي املكه راح اكتب لك فيه جزء كبير .
كلامه خنقها ..
خنقها لدرجة ان دموعها تفجرت ..
نزلت نظرها للأرض ورموشها مبلله بالدموع
قالت : انا مالي فيك شي لا حلال ولا املاك . انا مجرد اسم في حياتك وراح ينتهي قريب لاتحاول تربطني بشي لك ..
شبكت يدينها في بعض ورفعت له نظرها وكملت بتوتر : ولا نسيت كلامك ..؟
مسح دموعها بأطراف اصابعه قال : لا مانسيت كلامي .. ؟ بس الدموع ليش ..
غمض عيونه وتنهد وهو يبعد نظره عنها في انحاء المزرعه ..
وكمل : انتي زعلانه من كلامي البارح ...
رفعت يدها كأنها تقول اسكت ونزلت من عينها دمعه حارة قالت : انا فاهمه كل اللي تبغاه مني .. مالي دخل فيك ولاني مسؤوله عنك والمفروض مااسأل فيك لأني بالأساس مالي علاقة فيك .
طالعت فيه وعيونها غرقانه دموع وهو مسمِّر نظراته فيها قالت : ليه تحب تجرحني ياعماد . انا مااهتميت فيك لأنك .. لأنك .. غمضت عيونها بقوة وهي مكشرة وكأنها تبي تطلِّع الكلمة بالغصب كملت بتردد: لأنك زوو زووجي ..
انا هنا انسانه وحتى لو كنت عدوي مو ولد عمتي وحبيب جدتي راح اهتم فيك .
حطت يدينها على عيونها بقهر لأنها تبكي قدامه وتستدر عطفه وحنانه ..
كان يبي يضمها بس صعب ..
صعب يكسر ويجبر ويرجع يكسر ..
صعب يأملها ثم يخيبها .
كان يطالع فيها بدون كلام .
عيونه قالت اشياء واشياء بس كيف تقدر تفهمها وهي ماعندها قدرة على ترجمة كلام العيون ..
مسحت دموعها وهي تطالع بنظرته المكسورة فيها ..
قالت : يالله نمشي ..؟
هز راسه بإيجاب والخيبة والاحباط ماليه وجهه وعيونه .
مشت قدامه وهي تحاول تتوشح القوة وتتظاهر بها من جديد بعد ماانكسرت قدامه ..
رافعه راسها فوق وكأنها تبي توجه انفها للسما وتاخذ اكبر قدر ممكن من الأوكسجين حتى يوسع شعبها الهوائية المكتنزة بالضيق والقهر والملل والمشاعر المتضادة والمتناقضة والمتضاربه .
متلخبطه .. وعايشة في دوامه .
خايفه من قربه ومن بعده .
صابرة وتمني نفسها بقدرتها على التحمل .
بنفس الوقت منهارة من الداخل وماعاد فيها تستمر .
اسبوعين ياعروس ..
لسه بدري .
باقي سنه ويمكن اكثر ..
سبقته للسيارة وهو يقفل بوابة المزرعه زين ومرعلى الحارس برا وكلمه ووصاه .
تأملت ملامحه اللي تحمل معاني غامضة .
تبي تعرف وش ورى هالغموض
وش سر هاالحنان الممزوج بالجفا والقسوة بالطيبة ..
تبي تفهمه بس وشلون وهو باني حصون وجسور منيعه بينه وبينها .
ركبوا السيارة ورجعوا للبيت والصمت كان سيد ومتسيد للجو ..
هو في عالمه وحياته اللي بدت خيوطها تتشابك ..
وهي بمستقبلها اللي يشوحه السواد والكآبة ..
اول ماوصلوا نزلت من غير ما تنتظره ودخلت البيت ..
لازم تبعد عنه اكثر واكثر ..
لأنها اضعف منها انها تكمل التمثيليه بقربه ..
دخلت غرفتها وسكرت عليها ..
رمت عبايتها وطرحتها ودخلت تتوضأ وتصلي العصر ..
ودها تطرد الافكار من راسها وتنشغل عنها بأي شكل ..
اما هو ..!
جلس في سيارته دقايق ..
نزل نظارته الشمسية وحطها في علبتها ودخلها بدرج السيارة ..
وين ينزل ووين يروح ومن يقابل
ان جلس مع جدته قالت شادن
وان طلع فوق لقى شادن
وكل زاوية وكل مكان فيه اثر من شادن ..
نزل وهو يجر الخطى ..
متى بس السايق يجي حتى يروح ويبعد عن هالمكان .
دخل البيت وتوجه لغرفة جدته مثل عادته يبي يتطمن عليها انها بخير خاصة انها اليوم تعبت في المزرعه ..



***



اكثر شي قهرها لمن سمعتها تقول زوجي بيوديني
حست انها ودها تدخل وتمسكها بشعرها وتشوه لها وجهها ..
تذكرت باس عماد وزعله لو سوت لحرمته شي ..
واضطرت انها ترجع لغرفة المدرسات مهمومه وموجوعه ..!
دخلت غرفتها وفتحت الشباك اللي ناحية بيتهم .
تبي تشوفه ..
لو لمحه تشفي بها ولهها عليه وتطفي بها شوقها ..
فتحت عيونها على وسع ..
ماكفى اللي صار اليوم واللي سمعته ..
احترقت واشتعل قلبها واضلاعها ووصلت النار لجسدها وعيونها ...
الا هالمنظر ماتبي شوفه ولا تبي تتخيله ..
شافتها وهي تركب بجنبه وهو يرتب الأغراض بالسيارة وماانتبهت للشغاله اللي ركبت قبل شادن ..
دمعت عيونها وتنفسها يزيد وضربات قلبها تقوى ..
ماتتحمل هالمنظر ابد ..
صكت شباكها الحديدي بقووة وراحت لمرايتها ..
مشطت شعرها وهي تشهق ..
حركته يمين ويسار اليوم سشورته ساعه كامله وفعلاً جاب نتيجه ... وماخسرت ابداً ..
سمعت صوت امها تسأل العنود عنها واخذت لها منديل مسحت به عيونها واخذت نفس عميق حتى ماتفتح لها امها محضر تحقيق واسأله مالها اول ولا تالي عشان البكا ليش ووش سببه ولا تشك ان فيها نفسيه ثم تعيد سيرة الشيخ مسفر ..؟
دخلت امها وطالعت بشعرها اللي نوف تحاول تخفيه عنها مراعاة لمشاعرها وهي اللي تحرم القص وتندم وتتحسف اذا وحده من بناتها جابت سيرة القص ..
قالت بلوم وحسافه : قصيتي شعرتس يانوف اللي تعبت عليه سنين وانا احنيه واحط عليه الزيوت اللي اشتريها بأغلى الاسعار .
: يمه وش رايتس بالله مو ازين الحين .. ؟
: لاوالله يابنيتي ماتذكريني غير بالعجوز الشايبه .
حركت نوف شعرها وهي تحاول تقنع امها فيه
قالت : يمه ازينه ولا شعر العله مرة عماد الأسود القاتم اللي يجيب المرض .
: شعر شادن خلق ربي لها ماصبغته بهالابيض والاصفر اللي انتي حايستن به عمرتس ... لا اله الا الله .. نسيتيني وش ابي اقولتس .
: تذكري يمه .
: ايه ايه ذكرت .. ابوتس يقول حمود واهله بيجون عندنا الليله .
: وش يبون ؟
: تعرفين شوي وش يبون بس الله الله بالشغل السنع .. سوي مثل شادن يوم جيتهم مسويتن كيكة مع القهوة كنها من السوق ..
: يافقع مرارتي من هالشادن وراي وراي في المدرسه قدامي وفي البيت سيرتها وحتى الشباك الشباك افتحه الاقيها تطلع لي .
: لاتتعرضين لها وعامليها زين ولا ترى رجلها مهب ساكت لتس .
: يوووووووه طيب خلااااااص مانيب متكلمة لها ولا متعرضه لها وابخليها على كيفها بس فكوني من سيرتها .
هزت امها راسها بحسرة وقامت طلعت من عندها ..
والثانية رجعت لها ذكرى الموقف اللي قبل شوي ..
والصورة المؤلمة بالنسبة لها ..
وسرحت بخيالها معاهم ..
تتخيل ضحكهم ومزحهم وغزل عماد لها ودلعها عليه ..!
" ياعالم عماد لي انا ..
من حقي انا ..
انا اللي حبيته وتمنيت له الخير ..
وانا اللي فرحت لنجاحه وتميزه ..
وبكيت اذا تأخر وغاب ..
انا اللي اهتميت فيه وانا بعيده ..
وتمنيت اني قريبة منه اداريه واهتم فيه واحرص على راحته .."
لمت شعرها والعبره خانقتها وراحت تشوف اختها نورة وصلت من مدرستها البعيد ولا لا ..!


***



قلبها ناغزها على شادن ..
ومو متطمنه عليها
تحس ان بنتها فيها شي
صحيح ان خلود اليوم اتصلت عليها وطمنتها ..
بس قلب الام ما يكذب ..
ياترى وش فيها بالضبط .
كانت ام نايف واقفه في المطبخ تسوي العشا وهاجسها شادن ..
هالايام صايرة تفكر فيها بعمق وماتروح من بالها ابداً
دخل عليها نايف وسلم على راسها قال بمرح : تطمني شروطي مو صعبة ابي لي وحده مزيونه وبنت ناس وتحبك وتدور رضاك بس ..
ضحكت امه منه وهي تدعي له : ياربي اشوفك عريس قريب واقرّ عيوني في عيالك .
كشر بوجهه قال : المشكلة ماابيك تصيرين عجوز ويقولون لك ياجدتي .
: ههههههههههههههههه لا ماعليك انا راضية . ها كلمت عماد تدري عن فهد ..؟
: دقيت عليه بس شكله في الديرة ماعنده شبكه .
: الله يستر .. بتروح لهم . ؟
: بنتظر لنهاية الاسبوع اذا محد طمني مشيت لهم .
تجمع الدمع في عيون امه قالت : ياليتك تروح عشان تطمني على اختك ....
قاطعها نايف وهو يلف يده على اكتافها قال : بلاش الدموع الله يخليك .. اذا تبين تروحين لها من الحين امشي ولا بكرة الصباح نمشي لها اذا كل هذا قلق على شادن .
مسحت دمعتها اللي نزلت على خدها قالت : انا مو قلقانه بس قلبي ناغزني عليها .
ضحك نايف قال : كيف احل هاللغز ..؟ نغزة القلب معناتها قلق .. يمه مافيها الا العافية تطمني جدتي تحبها وعماد انا اضمنه لك .. يايمه عماد رجال وسمعته عند عماني وعيال عمي ناصر وكل اللي يعرفونه يقولون مايغلط على احد ومحترم والزله ماتطلع منه .
: هذا اللي مطمني .. حتى هو الله يهديه اذا جا لجده مايتصل ولولا انك تتصل عليه مافكر يطمنا عليها .
: تدرين انه يجي عشان موضوع فهد اللي مربكهم غيره توه عريس ويمكن مستحي .
هزت راسها وهي تحاول تقتنع بس قلبها مو راضي قالت : الله يستر عليهم ويوفقهم .
اخذ نايف حبة جزرة من الثلاجه وغسلها وقعد ياكلها وهو يقول : ها يمه نمشي بكرة لبنتك .
: لا وش اللي نمشي بكرة ..؟ مستحية من الناس بنتي ماكملت شهر وانا محضرة عندها . استنى اذا مر عليها شهر ونص على الاقل ان مازارتنا رحنا لها .
طلع من المطبخ وهو يقول : على كيفك بس أي وقت تبينها لايردك شي ماعندي اغلى من عزيزة اوديها للمكان اللي تبغاه وفي الوقت اللي تبغاه .
لهج قلبها ولسانها بدعواتها الصادقه ويارب تخليه لي وتحميه من كل سوء وتكتب له الخير بحياته . غصت بكلامها وهي تقول وتسعد شادن وتطمن قلبي عليها .




***


ثلاثه ايام من الشقاء والتفكير المضني والدموع الغزيرة على حالها وحظها ..
نايمه على جنبها وهي تتخيل ردة فعل الناس عن الخبر ..
وتتخيل وقع الخبر على صديقاتها ..
خالتها وبناتها ..
عمانها اللي يحبونها ويدللونها ..
على فيصل ولد عمها اللي يحبها من صغره ويعتبرها اخته حتى يوم كبرت وصارت تغطي عنه كان يرسل لها كلام مع ابوها ولا مشاري يقول تراني ارفع راسي فيها ..
ضمت الخدادية على معدتها اللي تعصرها خوف ورهبة ..
تبي تنهي الموضوع بسرعه وتفتك منه ..
تبي تعيشه ولاتعيش انتظاره وقلقه .
اليوم ماداومت ..
كله عشان موضوع الطلاق وروحتها للمحكمه ..
ياترى بتاخذ كم يوم ..؟
يوم ..؟
اثنين ..؟
اسبوع ..؟
شهر ..؟
ولا اكثر ؟؟
دخل عليها مشاري وهو يزبط شماغه ويصفر
قال : للحين نايمه ..؟ يالله يالله قومي البسي على بال ماافطر ترى وراي مشوار للطايف .
رفعت راسها له قالت : مشاري اش رايك اروح اعمل لك توكيل وخلاص .
: والله اللي يريحك .. بس الموضوع اسهل مما تتخيلين . كلها مشوار للمحكمه وينتهي .
حست ببطنها يألمها اكثر ونفسها ترجع كل مافي معدتها رغم انها فارغه ..
قامت توضأت وصلت الاستخارة للمرة السادسه
وبطمأنية وصتها عليها فاطمه دعت دعاؤها من اعماق قلبها ( اللهم اني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علاَم الغيوب . اللهم انت كنت تعلم ان ( طلاقي من زوجي خالد ) خيرٌ لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي .. وان كان هذا الامر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفهُ عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به .. )
كررت ثم رضني به اكثر من عشر مرات وهي تبكي ..
قالت الدعاء في ركوعها وسجودها ومابين السجدتين وبعد التحيات ..
اخيراً سلمت على يمينها ويسارها وقامت لبست عبايتها وطلعت لمشاري اللي ماوقف اتصال عليها .
: شوفي كم اتصال بالله .
ردت عليه بصوت باكي .. : شفت 27 مكالمه .
اول ماسمعها سكت وهو مقدر حالها وشعورها بس اللي ماقدر يفهمه انها هي اللي الحت انهم ينهون الموضوع ومع هذا تبكي وتنوح ..
حرك السيارة قال : سارة بسألك سؤال .
ردت بسرعه ماتوقعها واجابة فاجأته ..: ادري وش بتقول .. انا ماني زعلانه عليه .. بس الناس والمجتمع ونظرتهم لي هذا اللي مخوفني .
: وانتي يهمونك الناس اكثر من مصلحتك ياسارة .. والله وانا اخوك محد بداري عنك اذا اخذتي الرجال هذا وشفتي معه المر .. لاتفكرين الا بنفسك وان ربي يحبك ويحبنا لما كشفه على حقيقته قبل نتورط معاه اكثر .
هزت راسها باقتناع وارتياح من كلمة اخوها اللي بثتها القوة بعد كلام فاطمه لها امس في الليل ..
وصلوا المحكمة وانهوا الاجراءات بهدوء وتيسير من الله وطمنها الشيخ بأن الله لايكتب للطيب الا طيبه ولا للخبيث الا خبيثه مثله .. وانها هي بنت ناس وطيبه ولاكتبها ربي لواحد مثل هالخبيث .
دعا لها بالتوفيق ولخالد بالهداية وطمنهم ان قضيتهم كسبانه بإذن الله ..
رجعت وهي تحمد الله انه يسر لها امورها واقنعها ورضاها وماخيبها ..


***


ثلاثه ايام مرت على عماد من بعد غداهم في المزرعه وهو يطلع العصر ومايرجع الا آخر الليل يدور على فهد مع خاله فواز ولا مع بندر ..
تأكدوا انه ماسافر ولا خرج برا السعودية
وبلغتهم الشرطه انه مو موجود لابالمستشفيات الحكومية الكبيرة ولا بأي سجن ..
وماصار قدامهم حل الا انهم يدورونه في البر ..
وهذا حاله له ثلاثه ايام يفرون البر ويدورونه ويرجعون بلاجودى او نتيجه
ومجرد مايدخل بيته يحط راسه وينام ..!
مع صلاة العصر ..
دق الجرس وهو ينزل من الدرج ..
التفت على جلسة جدته وشادن .. والقى السلام وردوه عليه ..
قالت له ام ناصر وهو يتوجه للباب : اليوم تبي تروح مع فواز ؟
رد بصوت عالي : لا ماني رايح .
رغم انها تبيه يروح يدور على حفيدها اللي غيابه همها وهم كل عايلتها الا انها حست بالارتياح انه بيجلس في بيته ..
خاصة ان وضعهم ابداً مو عاجبها والكلام بينهم معدوم الا السلام وسؤال عابر ..!
قالت ام ناصر : قوميني يابنيتي دخليني لغرفتي بصلي العصر .
ساعدت جدتها على الوقوف ودخلتها وطلعت فوق ..
من اول ماجات من المدرسه وهي بجلابيتها الثقيله والواسعه ومحتاجه شور يجدد لها نشاطها ..
اعتادت عدم النوم في النهار ..
وصارت تنام من الساعه 10 وتصحى سته .
دخلت غرفتها واخذت لها شور ولبست لها جلابية عادية ..
لايمكن تلبس شي حلو وعماد موجود ..
ماراح تتزين له ولا تلبس له ..
هذا قرارها من بداية زواجها ..
الجو ممل في البيت ولولا وجود جدتها كان تفجرت من الملل والزهق لوحدها
حتى فوزية ماعاد تقدر تجيهم ايام الاسبوع لأن شهد تنام بدري وصعب تتركها لوحدها ..
وعماد حتى لو كان موجود وجوده مثل عدمه بالنسبه لها ..
تمشت في الغرف اللي فوق
ودخلت غرفتها القديمه قبل ماتتزوج عماد وتاخذ الغرفة الأكبر والأفخم ..
راحت للمرايه وطالعت بشكلها ..
بنت عادية ماكأنها متزوجه ...
ماتختلف كثير عنها قبل ماتتزوج
بس نحفت شوية وصارت تجمع شعرها وتمسكه بشباصه
وماتحط ميك اب ابداً الا اذا جا عندهم احد او راحت للمدرسة ..
عكس زمان لمن كانت باستمرار تهتم بشكلها وأناقتها
وتعتني بشعرها تفتحه ولا ترفعه ولا تحطه على جنب ..
والميك اب ماكان يفارقها الا عند النوم ..
القلوس والروج تحسها جزء من حياة المرأة ..
والكحل غالباً مايفارقها ..
فتحت الستارة حقت غرفتها اللي تطل على البوابه وهي تحاول تبعد عن المراية حتى ماتفكر بالأسباب اللي خلتها بهذا الشكل ..
طالعت بعماد اللي واقف مع الهندي ويملي عليه اوامره ويأشر على السيارة حقته ..
وكأنه متعود على انه يأمر ولا يؤمر ..
نزل نظارته الشمسية اللي اعتادت عيونه عليها اذا طلع في النهار
دور في درج السيارة ورقه طلعها بعد ثواني .
رجع نظارته على عيونه وهي تتأمله ..
هيبته بشكله وجسمه وحركته وكلامه ونظراته .
لفت انتباهها نور اشتغل في وحده من غرف بيت ام نوف وضح لها مع الشباك اللي يطل على بيتهم ..
حمدت ربها وشكرته على النعمه لمن دققت في بيت اهل نوف ..
بيت قديم من برا مافيه أي لون والاسمنت زي ماهو ..
شبابيكه حديد ،
وابوابه حديد ملونه بلون اخضر مبهت من الشمس ..
فتحت عيونها لمن شافت البنت توقف على الشباك بكل جرأة ..
لاااا معقولة ؟ نوف !
حطت يدها على فمها وهي تشهق بقوة وتفتح فمها وعيونها ..
طالعت في نوف وهي تفتح شعرها وعماد معطيها ظهره ويكلم السواق ..
راقبت تصرفات نوف وهي تراقب عماد وماتشيل نظراتها عنه ..
حطت يدها على صدرها وزفرت بـ : ياويلي .. معقووووولة ..؟؟؟
تأملتها اكثر وقالت : الحين بس عرفت ..! اجل عماد السبب يانوف ..؟ عماد هو اللي مخليك ماتطيقني شوفي ولاصوتي ..
طالعت فيها وهي متسمرة على شباكها وعماد ماانتبه لها او بالأحرى مااهتم لها ...
حست بشعور مختلف مو طبيعي ...
حقدت على نوف اكثر واكثر ..
رددت بصوت عالي وبغضب عارم : اللئيمة تبي عماد يشوفها بشكلها الجديد ..؟ تبي تلفت انتباهه حتى وهو متزوج ...
متزوج ؟
هههههههههههههههههههه صدق اني غبيه ..!
اجل عماد متزوج ..!
عماد جايبني ضيفه شرف في بيته توفر على نفسها مشوار جده اللي يهد الحيل وتفكه من سيرة تزوج تزوج ..!
سكرت الستارة ورجعت للصالة وجلست على الكرسي الهزاز اللي قدام التلفزيون في الصاله اللي فوق .. !
تنرفزت وصدعت وتحس دمها يجري بقوة هائله من العصبية الزايده ..
معقولة نوف تاخذ عماد ..
ومعقولة تكون هي سر غموضه ورفضه للزواج .
طيب لو كان يبيها كان خطبها ...وش يرده ..؟
لا لا لو يبيها ولا يفكر فيها ماراح وهددها بالنقل لو تعرضت لي ..
حست بشي مو طبيعي بداخلها ..
فكرها مشوش..
وفكرة ان عماد يتزوج زواج حقيقي بوحده غيرها تحرقها ..
تشعل قلبها ومشاعرها ..
وقفت بسرعه وراحت لغرفتها ..
قالت : مو انا اللي نوف واشكالها تاخذ زوجي مني ومو انا اللي افرط في زوجي واخليه يحب وحده غيري .. اذا عماد اعجب ولا حب بنت ولا سمح لأي وحده تدخل حياته .. فالمفروض تكون انا ..!
وراح اجيبك ياعماد وبطريقتي من غير ماتهيني ولا تمس كرامتي ..!
فتحت دولاب ملابسها وفتشت في ملابسها بارتباك ..
الجلابيات اكثر شي في الدولاب ..
كانت تفتش بسرعه وارتباك وكأنها تبي تلحق الوقت وتسبقه . .
تنانير تنانير ..
بناطيل ..
اطقم ..
فساتين ناعمه سبورت وفساتين سهرة ...
بلايز اشكال وانواع وألوان .. بديهات ..
قررت انها ماتتكلف في لبسها وتوفر الملابس الحلوة لبعدين ..
وتبدا حبه حبه وبالتدريج ..!
طلعت لها برمودا جينز وبلوزة لونها اصفر ناعمه وقصيرة واكمامها قصيرة مرة ...
صحيح انها تغامر بلبسها هذا قدام عماد وجدتها بس مافيه مفر ..
لازم تغامر وتسوي المستحيل حتى تظفر بزوجها وتشغله عن نوف وغير نوف ..
بسرعه لبست وفتحت شعرها الأسود اللي انسدل بنعومه على اكتافها وحطت ميك اب ناعم وختمت بقلوس لحمي ..
لبست صندل ناعم لونه اصفر ..
وحطت من عطرها القوي اللي سارة دايما تقول انها تدوخ عليه ..!
نزلت مع الدرج بنعومه متعمده خاصة بعد ماسمعت صوت عماد وهو ينادي الشغاله تجيب له مويه ..
راحت للمطبخ وحطت في الصينيه اربع كاسات ومعاها المويه وجات تمشي للصاله ..
نزلت المويه على الطاوله ..
ومارفعت نظرها له لأنها ماتبي تواجه ردة فعله ..
مستحيه وخجلانه وخايفه ومرتبكه من داخلها ..
بس تتظاهر بإن وضعها عادي جداً واللي تسويه شي طبيعي ..
كان يطالع بالأرض ويفكر وين يحط السايق مع الحارس حق المزرعه ولا يحطه بالغرفه اللي برا عند البوابه ..
بس كيف يخليه قريب من بيته وهو اغلب ايامه في جده ..
خاصة انه من بكرة بيودي شادن وشهد للمدرسة ..
وراح يصير مكانه في اغلب الأمور بالذات في تلبية طلبات البيت ..
وو.....
انشل تفكيره وهو يشوف الحرمه اللي واقفه قدامه وسيقانها بيضا وأنيقه وصندلها اللي تزينه الاكسسوارات والخيوط الرفيعه والناعمه مغري ..
رفع راسه يحسبها الشغاله وكان ناوي يثور عليها ويوريها اللي عمرها ماشافته ..
بس جمد بمكانه وانشل كله هالمرة ..
هذي شادن ..؟
وش غير حالها ..
لها فترة مايشوفها الا بالجلابيات وشكلها مهمل وعابسة ومكشرة وفجأة تطلع بكل هذا ..
الحين هذي اللي قبل شوي جالسه مع جدتي ومكشرة ..؟
رفع راسه لوجهها وهرب بنظراته عنها ..
حاول يبين انه مو مهتم ولا انتبه قال بصوت مختلف ومرتبك
: مافيه قهوة ؟
ابتسمت بدلع وخجل قالت : الحين اجيبها ..
لاا هذي مو صاحيه تبتسم ..؟
صبت له مويه واخذها من دون مايطالعها وشرب الكاسة كلها دفعه وحده وريحة عطرها تخترقه بجنون وتلزق بخياشيمه وتشبثت في خلايا دماغه ..
نزلها على الطاوله وهو يلعن ابليس وتمنى انه راح مع فواز ولا مشى لجده بدل مايقابلها ..
راحت للمطبخ وجهزت القهوة وطلعت حلا من اللي سوته البارحه ..
رتبته في صحونه بالصينيه وطلعت له تمشي بهدوء ونعومه ..
كل خطوة كان قلبها يرجف بقوة ويعلن زلازله وبراكينه من جرأتها اللي مااعتدتها بس هذي حرب ولابد تنتصر فيها ..
وصلت عنده ونزلت القهوة على الطاولة ورفعت صينية المويه وحطتها على طاوله ثانية ..
صبت له فنجال ونزلته قدامه وهو مو مسوي نفسه مركز بالتلفزيون وكل ماحس انها اعطته ظهرها ولا ماتطالع فيه التفت عليها وصد بسرعه ..
مايدري ليه يطالعها ..
يمكن حب استطلاع ولا اعجاب ..!
شرب من فنجاله ونزله وشافها قامت راحت لغرفة جدتها ..
وضم وجهه بيدينه ..
هذي لوين بتوصله .. ؟
دخلت عند جدتها قالت : جدتي صاحيه ..
ردت جدتها المنسدحه بجنب سجادتها ومتوسده ذراعها .. : ايه يابنيتي صاحيه ومنيب مجنونه .
: ههههههههههههههههههههههههههه ادري انك صاحيه ومو مجنونه انا اقصد انتي نايمه ولا لا .
: منيب نايمه .. منسدحه واسبح واستغفر .
شغلت شادن النور وقربت منها ..
قالت : جدتي تحسين بشي .
: لاوالله مابي غير العافيه ولا احس غير بفضل ربي علي .
تغيرت لهجة الجده من الامتنان والشكر للحده والاستنكار ..
: اعوذ بالله من ابليس .. هذا وشو اللي انتي لابسته .؟
قربت شادن منها قالت بصوت واطي : جدتي تكفين لاتقولين لي شي . هذا لبس البنات هالايام .. وانتي ماترضين اني اقل عنهن بشي خاصه قدام زوجي .
: يابنيتي وش زين الجلابيه عليتس ..
: الجلابية البسها اذا زارونا جاراتنا ولا جونا عماني .. اما زوجي تعرفين ياجدتي انه قد سافر وشاف البنات ماابغاه يقول ليتني اخذت وحده تلبس وتتزين مثل اللي كنت اشوفهن وحارم نفسي منهن .. تكفين جدتي لاتقولين شي قدام عماد ولاتزعلين مني .
هزت ام ناصر راسها قالت : جيلن مدري وش لونه مير الله يهديه .. منيب قايلتن لتس شي والبسي على كيفتس اذا عماد يبي هالخماليق منيب متكلمه .
:هههههههههههههههههههههههههه ياعمري ياجدتي عسى الله يخليك لي ولا يحرمني منك .. يالله اعطيني يدك وقومي معاي ترى القهوة عند عماد في الصالة واذا ماتقدرين بخليه يجي عندك واجيب القهوة .
حست ام ناصر باطمئنان لحال بنت ولدها اللي كانت تشوفها ساكته ومهمومه وشايلة همها ..
قالت : لااله الا الله .. توكلت على الله .. لا تخلين عماد يقوم عشاني خليه يرتاح .
قامت بمساعدة شادن وطلعت معاها للصاله ..
قالت وهي قريبه من عماد بصوت واطي تحاول تخفيه عنه لكنه خذلها وسمعه
: دوري راحته وانا جدتس .. رجلتس رجالن يشقى ويشتغل من يوم يصبح لين يمسي . لاتضغطين عليه ولاتقابلينه بوجهن عابس .
: ابشري ياجدتي اللي تامريني فيه وتبينه يصير .
: الله يرضى عليتس ويرحم والديتس ويرزقتس بالذريه الصالحه .
التفت عماد على جدته وشادن معاها وهذا لبسها صدق شي غريب ..
اجل هذي ام ناصر اللي لو شافت فوزية لابسه تنورة قامت تهاوشها ..
الحين تضحك مع شادن وتسولف وهي لابسة هالملابس .
صدق حريم مالهن امان وكلمة مهيب وحده ..
قال : هلا والله حيا الله ام ناصر مريت عليتس وشفتس نايمه .
: منيب نايمه ياوليدي وشفتك يوم جيت بس مابغيت اقطع تسبيحي ..
الا اللي دق الباب منهو .
: هذا السواق من بكرة بيوديكم ويجيبكم ويخدمكم في غيابي .. جدتي مثل ماقلت لتس لااشوف وحدة منكم طالعه تمشي على رجولها بين البيوت ..
: وين تبي تسكنه ..؟
: والله ياجدة محتار وين احطه اسكنه مع حارس المزرعه ولا في غرفته هنا ..
قالت شادن : شو حنستفيد اذا سكنته عند الحارس .. سكنه هنا ومفتاح البوابه يصير معانا حتى الشغاله ماتمسكه .
طالع بشادن وارتبك قال حتى مايواجهها بأي نقاش ويضطر انه يطالعها اكثر من كذا : خلاص شورك وهداية الله يابنت خالد .
صبت له فنجال قهوة قالت : ماعجبك الحلا ليه مااكلت ..؟
"هذي وش سالفتها اليوم"
قاله بقلبه ورد عليها : الا زين بس انا لو آخذ عندك اسبوع بزيد عشرة كيلو .
قالت ام ناصر : ليتك تسمن .. انت رجالن تشقى وتسافر .. خل مرتك تطبخ لك وتوكلك ابرك لك من هالعيشه اللي تاكلها بالمطاعم .
قالت شادن : مافيه مطاعم هنا ؟
رد عليها بفتور : لا مافيه شي هنا .
فهمت مغزاه من كلمته ومقصده ..
يعني مافيه شي تتأملين منه خير ..
اولهم انا ..
ماعليه ياعماد .. نتحمل وش ورانا ..
حبت تعانده وابتسمت قالت : اصب لك قهوة ولا اجيب لك الشاهي ؟
عقد حواجبه وهو يحسها بدت تلعب لعبة اكبر منها ومنه
قال : لا لا خلاص بيأذن المغرب وابي اقوم اصلي .
صبت شادن لجدتها فنجال وصبت لها ..
واخذت فنجاله صبت له قالت بابتسامه ساحره باطنها ممزوجة بتحدي وعناد وظاهرها عفوي وتلقائي .. : ياشيخ تقهوى .. لسه بدري على الأذان .
دق الجرس ولاشعورياً قال : شادن قومي ادخلي يمكن احد من خوالي لايشوفك وهذي ملابسك .. بسرعه .
فزت شادن وطلعت لغرفتها فوق وراحت الشغاله تفتح ..
معقوله يكون يغار ..
طالعت في شكلها قالت بصوت عالي : مالت .. مافكر فيك ولادرى عنك عشان يغار .. كل الموضوع انه مستحي يقولون هذي ملابس زوجته وهذا شكلها وهم اللي يحرمون ملابسي هذي .
وقفت عند المرايه وزادت مكياجها وكحلها .
وكثفت القلوس اللحمي على شفايفها وبخت من عطرها اكثر ..
سمعته يناديها من تحت بصوت عالي : ياشادن .. انزلي ماعندنا الا شهد .
نزلت وشافت شهد اللي تعلقت فيها على طول وهي تقول : شادن انتي مرة حلوة حتى عماد حلو .
قالت ام ناصر : ياشادن يابنيتي والله مااقدر ارفع نظري عليتس وانتي بهالخماليق ..
ابتسم عماد من كلام جدته ورفع نظره لشادن يبي يشوف ردة فعلها وشافها وهي تكلم جدتها بنظراتها وتلومها قال وهو يعدل جلسته : انا قايل لها ياجدتي بس شكلها تحب العناد وماتسمع الكلام .
ضمتها شهد قالت : عماااد شادن احلى بنت وملابسها احلى من ملابس كل البنات واحلى من ملابسك انت .
رفعت شادن نظرها له قالت وهي تبتسم وتحاول تغير الموضوع : الا صحيح عماد بغيت منك خدمه اذا بتروح لجده قريب .
حط عيونه في الجريده وفتح صفحه ثانيه قال : اكتبي لي كل الاغراض اللي تبينها في ورقة .
لفت رجل على رجل قالت : لا لا ابغاك تمر على اهلي وتعطي نايف فلوس من عندي ابغاه يقدم على شغاله لامي .
قالت ام ناصر بردة فعل سريعه : بيض الله وجهتس يابنيتي .. لاتدفعين ولاريال رجلتس يجيب لامتس شغاله وشغالتين دام ربي منعم عليه وفلوستس احفظيها .
ردت شادن : لا لا محد يدفع فلوس الشغاله غيري .. يكفي انه مو مقصر معاي .
طالعها عماد وقفل الجريده قال بقهر مكبوت : قومي بس جيبي لي شاهي واتركي الكلام الفاضي عنك .
وقفت وهي تحس بنشوة الانتصار وراحت للمطبخ ..
تلعب لعبة اكبر منها هي تدري بس هاللعبة لذيذه وهي تتلاعب باعصابه خاصة بعد سالفة نوف ..
ممتعه لدرجة انها تتأرجح مابين الفرح القهر ..
التناقض بداخلها واللي زاد اليوم عن جده غير لها الجو الممل والكئيب في البيت شوي ..
خلاها تغامر وتعيش تجارب بدال الاكتئاب اللي هي فيه من اسبوعين
التفتت على الباب وهو واقف وراها قال للشغاله : لسلي اطلعي برا .
طالعت في لسلي بنظرات استجداء انها تجلس بس عماد امر وهي تنفذ ..
رد الباب قال : ايييييه ياست شادن وش ناوية عليه . ؟
لمست مقبض الابريق اللي تغلي الموية فيه ورفعتها بسرعه لأنها حارَّة .. وحطت اصبعها عند فمها ونفخت على مكان لمستها للابريق ..
قال وهو يقرب منها : مارديتي عليّ .
امتزج اللون الاحمر بالاصفر في بشرة وجهها قالت : مو ناويه الا على كل خير .
: وشو الخير اللي تقصدينه بالضبط . ؟
ابتسمت له وهي تبلع ريقها بالقوة قالت : تحقيق ياعماد ..؟
: لاوالله مو قصدي احقق بس ابي افهم انتي وش تبين بالضبط . ؟
اخذت الوقاية بيدها وقعدت تحركها وتثنيها قالت بضيق مصطنع ومزجته بدلع : الحين انا سويت لك شي ؟ .. غلطت ..؟ تماديت بشي ..؟ سويت شي يضايقك . ؟
قرب منها ومسك يدها وسحبها كلها لصدره قال وانفاسه الحارة تلفح وجهها : والحركات هذي وش اسميها ..؟
ماعندها رد ولا كلام وهو يضمها اكثر ويدينه تحوط ظهرها بقوة
قالت بصعوبه : لاتسميها شي ولو سمحت بعد عني ..
همس لها : ابعد ها ..؟ انا اللي ابعد ياشادن وانتي ..؟
: خلاص والله خلاص بس بعد عني .
شاف صوتها تغير وخاف انها تبكي .. وهي تحاول تدفه عنها قال : انتي مو فاهمه شي لاتحاولين تغامرين بشي منتي قده .
فكها من يدينه وانهارت على الكرسي وحطت يدينها على وجهها قالت : عماد اطلع من المطبخ ..
تنهد بصوت عالي قال : انا بكرة بروح لجده وراح اقدم لامك على شغاله لكن اقسم بالله لو سمعتك تدقين بالكلام زي قبل شوي لتشوفين شي مايسرك ياشادن .
طلع وتركها تتخبط اكثر من اول ..
هذا اللي جابته لنفسها ..
يالله هذي اولى الخطوات .
وقفت وعدلت بلوزتها وهي تتمتم بـ : ماعليه ياشادن خليك اقوى واصبر وتحملي يابنت .. زوجك يكون لك بأي طريقة ولا يكون لنوف وامثالها .


***

الساعه .. 2 ونص فجراً
دق الجرس وهم نايمين كلٌ في غرفته ..
قعدت ام ناصر على صوت الجرس اللي يرن في كل انحاء البيت .. وخانتها قوتها لاتقوم وتشوف من اللي يدورهم نص الليل .
قامت شادن بسرعه تجري وتتخبط ..
من اللي جايهم ..؟
فوزية وزوجها ..؟ ولا احد من عمانها ..؟ ولا جيران ..؟ ولا من بالضبط ..؟
لبست روبها وهي تجري مع الدرج .
ووصلت الباب ..
قالت وهي تتنفس بسرعه : من ..؟ من عندالباب ..
وصلها صوت غريب لأول مرة تسمعه ..
: هذا بيت عماد بن مشعل .
: ايوه من انت ..؟
: انا من طرف فهد بن ناصر .. خليه يجيني الحين ... الموضوع ضروري .
رجعت شادن وسمعت صوت جدتها ووجهت خطاها لها ..
سألت ام ناصر بلهفة وخوف : من عند الباب ..؟
: واحد من طرف فهد .
: ماسألتيه فهد بخير ولا لا .
: لا ماقدرت اسأله بس يقول خلي عماد يجي .. بروح اصحي له عماد
راحت شادن تجري ودقت الباب على عماد ..
مرة مرتين وفتحت الباب ودخلت ..
شافته رامي نفسه على السرير باهمال وحاط المخده على وجهه واللحاف تحت رجوله وهو نايم بعمق ..
قالت : عماد .. عماد قووم .. فيه رجال يبغاك برا . عماااااد .. عمااااد .
رفع المخده عن وجهه وفتح عيونه بتعب قال : وش تبين ..؟
اخذت نفس عميق وهي تشوفه يصحى ويسهل لها المهمه قالت : فيه واحد يبغاك برا يقول انه من طرف فهد ولد عمي ناصر .
فز بسرعه وهو يقول : كم الساعه الحين ..؟
: 2 ونص تقريباً .
اخذ قميصه ولبسه على فنيلته البيضا وبنطلونه ونزل بسرعه .
خطواته تتسابق وقلبه يلهج بـ : يارب استر يارب عساه خبر خير عن فهد .

جلست شادن مع جدتها تنتظر الخبر اللي يوصل اما خير واما شر
جدتها تذكر الله وتدعي وهي تمشي رايحه جاية في الغرفه .
وقفت وهي تشوف عماد يدخل قال : ابشركم ان فهد بخير بس انا لازم امشي له الحين .
قالت ام ناصر بلهفه : هو وين اراضيه ..؟
: للحين مدري بس بروح مع الرجال اجيبه .. انا بمر على خالي ناصر واطمنه وانتم .
التفت على شادن قال : لااوصيك على جدتي .. مممم الحقيني فوق .
طلع فوق ولحقته ..
شافته يدخل غرفته وتبعته ووقفت على الباب بعد مادخل للحمام ..
خرج وهو متوضي ومبدل ملابسه ..
لبس ثوبه قدامها قال : خذي هذي اللي في محفظتي الحين الفين ريال .. انا مضطر اغيب كم يوم فهد محتاجني وماادري متى ارجع . الله الله بجدتي والسواق هنا اذا بغيتي تروحين لأي مكان تراك مسموحه واذا بغيتي شي ارسليه لا تترددين .
مسك يدها قال : شادن انتي هنا مكاني ماابيكم تحتاجون لاحد ولا لشي .. وعندك عبدالعزيز اذا احتجتي فلوس كلمي فوزية وهو ماراح يقصر و اذا رجعت اتفاهم معه .
طالعت فيه قالت : عماد فهد فيه شي ..؟
: بعدين بتعرفون كل شي ..
اخذ شماغه في يده وفتح درج الكومودينو واخذ كيس الأدوية طلع منه علبتين دواء وفتش في الكيس المليان علب فارغه .. ومده عليها قال : امسكي هذا حطيه في الزباله .. ولا اقولك خليه هنا ..
رماه في سله صغيره بجنب الباب ..
بوسط نظراتها مابين ادويته اللي في يده وشكله اللي يفكر بقلق ومحتار ..
طلع بسرعه وهو يتفقد جوالاته ومفاتيحه ومحفظته ..
وشماغه على كتفه ..
قالت بصوت عالي شوي وصله وهو ينزل مع الدرج : عماد .
وقف مكانه قال : هلا تبين شي ..؟
طالعت فيه قالت : توكل على الله واستعن بالله ان شاء الله مافيه شي يخوف .
هز راسه وتمتم بتوكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .. .
مر على جدته سلم عليها ومشى في طريقه ..
التفتت للغرفه المفتوحه وراها ..
تدخلها ولا ترجع ..
اسرارها تغريها وخوفها من عماد يردها
مابين تغامر وتتراجع ..
اخيراً قررت تدخلها بعد ماسمعت صوت البوابه الخارجية قفلت وسيارة عماد تحركت
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يسلم لي مرورج
محد معبرني الا انتي
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0



فصلٌ حادي عشر

~ ياقدر مااقوى عليك ~



طلع النور بالتدريج وبدا الكون يوضح لهم بعد ساعتين ونص من يوم مامشوا من البيت .
جالسين في سيارتهم ويمشون بهدوء ورى سيارة الرجال اللي جاب لهم خبر فهد ..
زفر بندر بأووف دلاله على ملله ..
قال وهو متكي على الباب وحاط جاكيته الصوف على اكتافه لأن الو صار بارد : ماقال لك متى نوصل .
رد عماد وهو يعلي النور لأنه انحرف بالجيب ورى السيارة لمنعطف يدخل لقرية وضحت لهم بيوتها .
: الظاهر انا وصلنا .
عدل بندر جلسته وهو يتأمل المكان اللي لأول مرة يشوفه قال : ماقالك من متى وهو عنده .
رد عماد عليه بهدوء وملل : كل اللي قاله لي علمتك فيه .
تنهد بندر بأسى أسف وملل قال : مدري لوين بيوصلنا فهد معه .
: قول الله يستر عليه بس .
: الله يستر ويطمنا عليه
وقف الرجال قدام بيت شعبي مايفرق عن بعض بيوت ديرتهم قال : انزلوا حياكم الله .
نزل عماد وهو متلثم بشماغه وبندر يلف الجاكيت عليه بقوة ..
قال عماد : فهد موجود هنا .
هز الرجال راسه قال : اسمع وانا اخوك .. ترى الرجال حاله ابد مايسر وانا والله سويت اللي اقدر عليه وعملت جهدي بس اني ماقدرت اوديه المستشفيات البعيده .
قال عماد : بيض الله وجهك كل علومك غانمه عسى الله يقدرنا ونرد لك جمايلك .
دخلوا مع الرجال للمجلس المنزوي في ركن البيت وشافوا اللي ماسرهم ابد .
كان مسجى على فراش وعليه بطانيتين وفروة .. وهو يئن بصوت واطي .
قال الرجال : هذا حاله من ثلاث ايام وقبلها ماكان يتكلم .. والكحه ماتخليه لاياكل ولا ينام .
انفجع بندر من شكل اخوه .. يشبهه ولا هو ..؟
قرب منه وحط يده على راسه يجس حرارته كانت مرتفعه وكأن تحت جبينه نار مشتعله وحرارتها تعكسها جبهته .
قال عماد بهلع : يالله يابندر خلنا نشيله للسيارة ..
تكلم الرجال : اصبروا يالربع تقهووا وتغدوا وعينوا من الله خير ...
قاطعه عماد : خوينا لازمه مستشفى ان الله اشاء واراد جيناك بوقتٍ ازين من هذا ياابو ..
تكلم الرجال : ابو .. وهمس وهو يطالع في فهد .. : ابو سعود .
انتفض فهد اللي سمعه وصدر منه انين قطعته كحه قوية خلت بندر وعماد يطالعون في بعض بهلع وخوف وقلق ..
حط يده على صدره وهو يتنفس بصعوبه ..
ساعدوه عماد وبندر على الوقوف وساندوه لحد ماركب السيارة ..
قال عماد : بندر اخذ سيارة عبدالرحمن وارجع لاهلك علم خالي اني بودي فهد لجده واذا يبي يجي هاته لشقتي خذ مفتاحها .
مد عليه المفتاح وشغل سيارته ومشى والصمت كان رفيقهم مايقطعه الا كحة فهد الجافه القوية ولا انينه الخافت ..


***


وقفت على الباب اكثر من عشر دقايق وهي تتأمل المكان ..
السرير مقلوب وكأنه متهاوش مع مفرشه ومخداته ولحافه .
التسريحه بأغراضها مكركبة وتحس ان يدها تحثها على الشغل بس لاا
هالمرة لا ..
لايمكن تترك له مجال يهينها زي هذيك المرة ..
تقدمت بحذر وهي تتخيل انه راح يدخل عليها بأي لحظة ..
فتحت ادراج التسريحه ..
خاوية الا من بعض الأدوات كـ مقص اظافر .. مقص صغير عادي ..
شفرات للحلاقه .. ملمع احذية ومحافظ قديمه ومداليات مفاتيح مكسورة ومستهلكه ..
وورقة مطبقة ومرمية باهمال ..
مدت يدها عليها وبجرأة فتحتها وهي تلوم نفسها ليه تتطفل وتدبر العذر بسرعه انه زوجي وحلاله حلالي .
انفرطت ضحك وهي تتأمل الكلمات المكتوبة في الورقه بخط شهد ..
عماد بخط كبير في الوسط ..
وحاطه اسم شادن على اليمين واسم شهد على اليسار واسم شريفه ( امه) فوق .. واسم مشعل تحت ..
ومحوطه حرف الشين من كل اسم وساحبته بسهم لاسم عماد
وكاتبه تحت بخط كبير عماد يحب حرف الشين ..
شافت عماد كاتب على الطرف وكأنه يثبت صحة كلامها ( باقي الشيخه حصة ياشهد )
ضحكت من جديد على ذكاء شهد واحراج عماد وانها لازقه فيه وداخله من ضمن المقربين له غصب لو بتشابه الحروف .
طبقت الورقه مثل ماكانت ورجعت الورقه مكانها .
ووقفت تتأمل الغرفه من جديد ..
كل شي يوحي فيها بالجمود
مثله تماماً
تشبهه في سكوتها وبرودتها وجمودها
راحت للدولاب حق ملابسه .
فتحته بحذر وكل دقه ولا حركه تحس قلبها بينخلع من مكانه
خايفه ان عماد يدخل عليها ثم بأي وجه تقابله
وبأي حجه تعتذر
ريحة عطر العود المعتق اللي هاجمتها رجعت لها حركته في المطبخ وضمته لها
رجعت جلست على السرير لأن ذكراها تهزها وتفقدها توازنها سواء العقلي او الجسدي .
قعدت تتأمل الدولاب من بعيد وشافت الدرج المقفول وفزت له بسرعه ..
بس خيبها واحبط كل محاولاتها انه كان مقفول . .
هالآدمي ليه غامض .. وعنده اسرار كثيرة .. ومتخذ جميع احتياطاته ..
اخذت علب الدوا اللي في السلة وكأنها تبحث عن خيط
يدلها على شي عن عماد
أي شي ..
المهم انها تدخل لعالمه وتفتح شي من مكنوناته .
اخذت تبعثر العلب الفارغه وكلها خاوية من أي ورقة تحوي معلومات طبية للدواء من خواص تركيب ، مفعول الدواء ، لأعراض جانبية وأسباب ..
لفت نظرها ان الاسماء على العلب متشابهه interferon
و Lamuvidine
متكررة .. وتقريباً هم الاسمين اللي على العلب
قلبتها في يدها يمين ويسار ومافهمت من المصطلحات الطبية عليها من برا أي شيء ..
اخذت من كل نوع علبه وقامت لغرفتها يمكن تفك شفرتها ..
ولا احد يساعدها على فكها مع الوقت ..
بعد مايأست من انها تلاقي مدخل تدخل عن طريقه لهالآدمي الجامد والمتمثل في رجل هو زوجها سواء رضى ام ابى ..!


***

في اكثر الأماكن اللي ارتبط فيها بالشقاء والعذاب
اكثر الأمكان اللي زارها يتخبط بين اليأس والأمل
المكان اللي زرع بداخله حقيقه مرة
هي انه شخص مريض
موبوء ..
هالمكان بثه خبر زلزل حياته وغيّر مسار مستقبله ..
وقف قدام الغرفه اللي فهد فيها ..
طلع له الدكتور وسأله على طول : ها بشرني يادكتور .
رد الدكتور السعودي وهو يهز راسه بأسف : الحاله متقدمه لابد ننقله للعناية المشدده ..
كانت نظرات عماد متسمرة في الدكتور من غير مايتكلم وكمل الثاني : وين كنتوا عنه .. الرجال له مده ورئته ملتهبه . هذي نتيجة الاهمال يااخ عماد .
تذكر عماد كلام الرجال اللي جاه يعلمه عنه يبيهم يجون ياخذونه لايموت في بيته ..
ولدكم فهد بن ناصر في محنه تعالوا اخذوه من بيتي
سأله عماد : وينه ..؟ ليه ماجبته معك ؟
: الرجال مايتحمل السفر ولا العنا .. طريح فراش .
: وش اللي صار عليه ومن وين عرفته و
قاطعه الرجال : ولدكم لقيته طايح على وجهه في البر وفاقد الوعي .. اخذته احسبه ميت ويوم شفت تنفسه ضعيف وديته لبيتي لحفته ودفيته وشربته حليب دافي .. واشوا دفى جسده ورجعت الحياه لكن السعله اللي فيه خلت حاله يضعف ويتردى واليوم الرجال مريض ومااضن انه يبي يعيش ..
كانت عيونه تقدح شرر وخوف وهلع على فهد الأخ الولد ..
رد عليه وهو في حالة مايحسد عليها : هو اللي ارسلك لي .
: ايه حاولت اسأله عن اسمه واهله ماقدر يقول الا اسمه واسمك عماد بن مشعل في ديرة الاجواد .. وعيال الخير دلوني عليك . وانا ياخوك مااقدر انتظر للصبح الرجال يبي يدرك ( يموت ) وماودي اتحمل مسؤوليته ..
تفهم عماد وضعه وقدر له معروفه وطلب منه ينتظره لين يبلغ اهله واهل فهد ..
رجع لارض الواقع الحالي وهو يطالع في الممرضين يدفون سريره والكمام على انفه .. والأسلاك الطبية اللي تقيس النبض او توصل المحاليل الطبية لجسده تحيطه ..
لحيته طالعه بشكل عشوائي ..
وشعره نازل على اكتافه
مبعثر ..
متمرد ومتبهذل .
مثل حال فهد ..
جسمه نحل ولونه صار اسمر ..
دق جواله وهو يتبع فهد بقلبه وعيونه ودعواته وأسفه ..
وطالع في الشاشه وشاف اسم بندر ورد على طول ..
: هلا يابندر .
: هلا بك ياابو مشعل ها بشر عسى فهد طيب .
: ان شاء الله انه طيب انت وينك ..؟
: جايك انا والوالد لجده خلاص وصلنا بس دلنا على المستشفى .
: انا في السعودي الالماني اذا وصلته دق عليّ .
: زين يالله .. مع السلامه .
قفل من بندر والهم جاثم على قلبه وكاسي وجهه .
وشلون يقول لخاله اللي ماذاق طعم الكرى من ليلة غياب فهد .
زفر ودق على نايف يبلغه بحكم انه ولد عمه ولابد يعرف كل اللي يصير لهم ..
مامضى الا ساعه وكان نايف واقف مع عماد والقهر باين عليه ..
نايف يحب فهد بجنون رغم انه ماعرفه الا بوقت قصير بس كان كفيل انه يحبه ويوده لأن فهد من النوع اللي شخصيته تفرض وجودها ومحبتها بقلب أي شخص يعرفه ..



***

انتفضت من كلام ابوها
مستحيل يصير اللي يقوله .. او انها توافق على هالكلام
قال ابوها بتودد وضعف الزمن باين في لهجته : يانوف يابنيتي والله انه اليوم اللي انتظره لي سنين .. حمود ولد عمتس وحسبة ولدي وابيه ياخذتس ولاياخذتس غيره . وانتي تعديتي السن اللي يعرسن فيه البنات .. ماعاد فيه خطاب وانا ابوتس .
كانت دموعها سيل على وجهها وهي تصد عن ابوها مو متقبله كلامه
وماعندها ادنى استعداد انها تسمعه ولا تركز فيه
انا آخذ حمود ..
بعد الصقر اللي احلم فيه آخذ الغراب
والله مايصير ولايقوله ربي لو اجلس طول عمري احلم في عماد ..
حطت اصابعها في اذانيها وابوها يترجاها تفهمه وتتفهمه ..
قالت بغصة ورجفه واعتراض واصرار : يبه والله لو تقطعني قطعه قطعه مااخذته .. لاتغصبني ثم اذبح عمري .
غمض ابوها بعيون المقهور
رجلٌ مسن وأب وعيشته بنته بين نارين
نار غصيبتها وتنفيذ اللي تقوله ونار عنوستها وجلوسها في بيته واعاقة خواتها من الزواج ان ماتزوجت ..
عقد حواجبه قال : انا عطيت كلمتي لاخوي .. اذا تبين تكسرين كلمتي ..
قاطعته : يبه تكفى طلبتك انا كبيرة والشور لي .. تكفى لاتغصني طلبتك يبه
انهارت من البكا اكثر ومالت عليه وباست يدينه الثنتين : يبه تكفى طلبتك
يبه الا الغصيبه لاتغصبني .. زوجه نوره .. هي دايم تمدحه يمكن يناسبها .. انا حمود مايناسبني .
مسح على راسها بشفقه ووجع قال : يجيب الله خير يجيب الله خير .
طلع من الغرفه ورمت نفسها على فراشها تنتفض وتبكي بهلع .
ياويلي لو آخذ غيره
ياويلي لو ربي يكتبني لغيره كان انتحر وافتك من الدنيا اللي عماد مهوب فيها .
دخلت عليها امها والشرر يقدح من عيونها .
: نوف ليه ماتوافقين على حمود .. حمود وش يعيبه يوم ماتبينه ..؟
ثنت ركبها ودست وجهها بين يدنها وهي تحط جبينها على ركبتها وتبكي بحرارة : يمه ماابيه وبس ولاتسأليني لأن ماعندي شي اقوله عنه .
: فضحتينا بالناس .. الناس ماعاد لها هرجة غير بنتنا اللي عنست وعيت عن العرس .
: يمممه .. يممه تكفين خليني لحالي .. حمود ان اخذته ذبحت نفسي .
وقفت العنود على الباب قالت : يمه خليها هذي ماتستاهل حمود .. ياليت حمود ولد عمي ياخذ نورة مهيب عصبية وتهاوش مثل العله هذي .
وقفت نوف بسرعه وكأنها تبي احد يعترضها غير امها وابوها وتفش اللي فيها فيه ..
وصلت العنود اللي حاولت تلوذ بامها وكانت نوف اسرع ..
مسكتها بشعرها وسحبتها ..
كانت تضرب فيها بهستيريا وانفعال عصبي ونفسي ..
والام مابين البنتين وتصرخ باعلى صوتها : فكي اختس يالمجنونه .. فكيها ذبحتيها ..
اخيراً فكتها من بين يدين نوف .. والثانية تلهث قهر وتعب واحباط والدنيا في عينها ضيقه وظالمه وقاسيه ومجحفه .
وصلت نورة على اصواتهم وصراخهم قالت : يمه وش فيه .. طالعت في العنود اللي تبكي بصوت عالي ووجها في خدوش بسبب اظافر نوف .. قالت : هذا فعل من .. العنود متهاوشة مع من ..؟
بكت العنود اكثر وامها تحضنها وتحسب الله على ابليس قالت : نوف ضربتني .. الله يجعلها ماتاخذ حمود .. الله ياخذها ويجعل ابوي يوديها لمسفر .. آآآآه .. هذي مجنونة قطعت شعري ووجهي ..
طالعت نورة في نوف اللي تشهق بصمت وتمسح عيونها بمنديل وهي خايفه من العواقب لو ابوها درى عن ضربها للعنود حبيبته ..
رمتها نورة بنظرة لوم وعتب ومغزاها وش نهاية هالرفض يانوف .
قالت نوف بضجر : ها وش عندتس انتي بعد ..؟
زمت نورة شفايفها قالت : ماعندي شي بس حكمي عقلتس قبل يفوتتس الفوت ثم ماعاد ينفع الصوت .
طلعت نورة ولحقتها امها وهي لازالت تتحسب وتلحقها بدعوات لبناتها بالهداية والصلاح والستر ..




***


يوم ثاني وفي مدرسة الاجواد ..
وقفت في الشمس اللي تبثها شيء من الدفء
خاصة ان الجو بارد في الصباح وجو الأجواد يشبه جو الطايف بحكم انها الأقرب ومرتفعه عن سطح الأرض مثل سطح منطقة الطايف .
ضمت جسمها بيدينها وهي تنتظر الحصة تنهتي حتى تطلع من فصلها ..
طالعت في نوف اللي جالسة في غرفة الاداره مقابله لها وملتهية ببعض الأوراق والدفاتر اللي تدقق فيها ..
اليوم تكرهها اكثر من قبل
تحقد عليها وتشوفها انسانه وضيعه
وشلون مدرسة ومربية جيل تصرفاتها رعناء ..
وشلون تنشيء بنات يخافون الله ويحافظون على قيمهم ومبادئهم ويكونون قد ثقة اهلهم وهي ماربت نفسها ولا احترمتها ..
" الله يشفيها ويهديها "
قالتها بقلبها وهي تلتفت للطالبات اللي اصواتهم علت على غير العادة وكأن فيه موضوع اثارهم ..
: خير اش صاير اصواتكم طلعت ..؟
ردت وحده من الطالبات : ابله شنطة مستورة فيها عقرب صغيرة ..
تكلمت ثانية : شكلها جاية(ن) تدور الدفا في الشنطه ..
وثالثه : اشوا انها ماقرصتها فكها ربي .
كانت جامده مابين الطالبات اللي الوضع عندهم عادي الا مزنة الطالبة الخجولة واللي عمرها ماتجاوز 11 سنه قعدت ترتجف بهلع ..
قالت شادن بخوف وهي تحاول تتشجع : مستورة لاتفتحين شنطتك طلعيها برا اذا تقدرين . مزنه ليه خايفه ماراح تنط عليك .
حطت اصابعها اللي ترتجف في فمها وتكلمت سارة بنت عمها واللي قاعده بجنبها : ابلا اخوها الصغير مات من قرصة العقرب وجاتها عقده .
كشرت شادن بخوف ..
ياربي استر ..
الله يلوم من يلومك يامزنه والله يذكرك بالخير ياناديه اثري خوفك منها ماكان من فراغ ..
انتبهت لوحده من البنات وهي تقول : ابلا عادي نطلع الكتب وننفض الشنطه واذا طاحت ذبحناها .
بلعت شادن ريقها وهي تتخيلها تطلع وتهجم عليها ولا على وحده من البنات قالت : لا لا انتم مسؤوليتي وانا خايفه عليكم .. طلعي شنطتك برا يامستوره حطيها عند البوابه .
ضحكت وحده من البنات باستهزاء ورجعت ضحكتها بسرعه وهي تشوف شادن ترفع حاجبها مستنكرة ضحكتها بوضع مثل هذا ..
قالت مستورة : ابلا انا شفتها صغييييرة اقدر اذبحها .
: لا لا انا قلت طلعيها اسمعي الكلام ولاتجادلين يامستورة .
: طيب ودفاتري ..وشلون اكتب فيها ..؟
: بعدين تكتبين الملخص اذا خرجت العقرب من شنطتك ..
اخذت مستورة شنطتها وطلعتها برا الفصل ورجعت جلست وشادن عاضة على اسنانها ليه هي اكثر وحده خايفه ..
ليه ماتقدر تتأقلم على الحياة هنا بسهولة الناس تمر بجنبهم الحشرات عادي وهي ترتجف لين تحسها ابعدت والبنات هنا شوفة العقرب شي طبيعي ومتعود ين عليه وهي كادت تختفي من الخوف بصمت .
انقذها صوت الصفارة واعلن انتهاء الحصة وبداية حصة ثانية ..
طلعت بسرعه وتركت وراها اسئلة كثيرة في افواه الطالبات حول خوفها وقلقها وعدم مواجهتها لعقرب وصغيرة ...



***


بعد ثلاثه ايام كانت حافلة بالقلق والانتظار والترقب
عماد جالس عند الدكتور ويكلمه بالتفصيل الممل عن حالة فهد .
وناصر وبندر ونايف واقفين امام غرفة العناية المركزة ويراقبون حالته وهو يكح ولا يتحرك ..
قال ابو فهد .. : انا بدخل عنده اشوفه صحى .
رد بندر وهو عاقد حواجبه دلاله على الأسى على اخوه : انتظر لين الدكتور يسمح لنا .
دخل الممرض ودخل معه ناصر وعيونه مركزها على ولده البكر اللي يصارع الوجع والحزن ..
قرب منه وحط يده اليمين على جبينه وفتح فهد عيونه ببطء وغمض بارتياح ..
المهم ان ابوه وامه تطمنوا عليه والباقي يهون ,,
نفث ابوه عليه بآية الكرسي والمعوذات ومسح على صدره وهو يكرر (اللهم رب الناس اشفه انت الشافي شفاءٌ لايغادره سقما اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق .. اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عينٍ لامه .. باسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك )
نزلت دمعه من عين ابو فهد امام مرأى بندر ونايف اللي ابعدوا على طول عن الغرفه ومسحها بطرف شماغه وهو يهمس له : سامحني يابوك .. الظاهر ماجنى عليك غير كلامي لك . ارتجف صوته وكمل : الله يشفيك ويردك عليّ .
تحرك فهد من مكانه ..
الا دمعة ابوه ..!
الا ضعفه وانكساره ..!
الا انه يعتذر منه ..!
بغى يتكلم واخذ نفس وكح بصعوبه واضطر انه يسكت قال الممرض السعودي : لوسمحت ياعم تفضل برا ولدك تعبان ومحتاج للراحه ووجودك عنده يتعبه .
هز ناصر راسه وسلم على جبين فهد ..
ونزلت دمعه من عين فهد وصلت لرقبته وهو مغمض كأنه مايبي يواجه الدنيا وهذا واقعه وحاله ..
مسحها ابوه بقهر ..
يحس ان ولده يتألم
صدره منغرس فيه المرض والالتهاب الحاد ..
ووجع فراق سعود ..
طلع من عنده وهو يشوف الممرض يحقن فهد بمنوم ومسكن والثاني يستسلم للنوم بوجع ..
وقف عماد قريب من خاله ومسكه بيده ..
: تطمن ياخالي .. الدكتور يقول حالته تحسنت ..
تنهد ناصر بحسافه على حال فهد قال : ماالظاهر انها تحسنت ياعماد .. الرجال ماقدر يتكلم .
: هذا طبيعي من البرد اللي تعرض له وقلة الأكل والحمى اكيد انه راح يتعب بس الأشعه تقول ان ماعنده الا التهاب وان شاء الله كلها اسبوع ويطلع .
طالع ناصر في ساعته قال : تروح معي لبيت نايف ..؟
فك عماد شماغه ولف جناحه بخبرة قال : لا الله يخليك لي وراي مية شغله .. ودي اكثف الشغل هاليومين قبل الشهر الفضيل ..
: الله يعينك ياولدي .. يالله اجل نتواجه على خير .
: على خير ياخال .. الله معك .

طلعوا من المستشفى ..
عماد راح لشغله وخاله وبندر راحوا مع نايف لبيته ..



***



اسبوع ثاني وفهد يصارع آلام الصدر ..
مابين وجع الدنيا بدون سعود
ووجع رئته اللي يصعب التنفس مع التهابها
خاله وبندر رجعوا بعد ماطمنهم الدكتور ان فهد بدا يتحسن عن اول
كان جالس في شقته يشرب قهوة تركيه ويراجع بعض المعاملات والمستندات المهمه ..
ارضية الصاله مغطيتها الجرايد والكتب والأوراق والملفات ..
دق الجرس فجأة وهو في قمة تركيزه .
رمى القلم من يده ولام الحارس اللي ماعمره دق الا وهو مركز بشي مهم .
فتح وتفاجأ في بندر اللي سلم ودخل وشهق على طول قال : اعوذ بالله انا وين انا داخل ..
رد عماد وهو يرفع بعض الجرايد المنتشرة في المكان قال : ادخل للمجلس على بال ماارتب المكان
رمى بندر شماغه وقعد يرتب معاه بهمّه
قال عماد : مريت فهد ..؟
: لا توني وصلت .. نزلت ابوي عند نايف .
: ليه ماجبته عندي ..؟
: ياخي نسيت نايف انت .. اعوذ بالله انسان لحوح اول مادرى ان ابوي معي ويحلف اني مااتعداه المهم خذ ..
مد على عماد ورقه قال : هذي من اهلك يقولون طلبات رمضان . ابلشني ابوي يقول وصلها له قبل يرجع .
اخذها عماد ودخلها في جيب تي شيرته قال : وشلون جدتي ..؟
: طيبة بس ازعجتني تقول خله يرجع .
: قلت لها اني مااقدر ارجع واترك فهد .
: قلت لها بس تقول دام انه تطمن عليه خله يرجع وحاله حالكم .
: الحين من يفكني من تحقيقها ولومها .. الله بس يعين .
: هههههههههههههههههه امش على هواها وترضى عنك .
رجع بندر للباب قال عماد : وين بتروح اجلس خلنا نتقهوى .
: لا نايف ينتظرني بالقهوة .. متى تبي تمشي انت للديرة .
: ماادري والله ماقررت للحين بس يمكن بكرة .
: زين يالله سلام عليكم
سكر بندر الباب وطلع عماد الورقة وانذهل
47 غرض وكل غرض بجنبه 2 كرتون ولا 3 ..
هذي صاحية .. !!
وين احط هالاغراض ؟
تأمل الورقة المزخرفه والخط الأنيق وابتسم
ورجع يقراها طلب طلب ..
اغلب المواد الغذائية اللي كاتبتها منزوع الدسم ولا قليل الدسم ..
معقول تكون عشاني ولا عشان جدتي .. !
رجع يكمل وهو يشوف اشياء قد سمع فيها وبعضها اول مرة يسمع فيها ..
حس باطمئنان وهو يتذكر انها هناك ..
مكانه ..
والأهم ان جدته ماصار يحاتيها مثل اول ..
متطمن انها في البيت وتراعيها وتجلس معها وتداريها .
قرب الورقه من فمه وانفه وهو يفكر من يجيب له الاغراض خاصه ان ماله خلق يطلع .
ووراه مية شغله ومعاملات لابد يراجعها ويوقع عليها ..
وضروري يرجع للشركه بعد ساعه يقابل فايز ويكمل معاه الشغل ..
اخترقه ريحة عطرها اللي لزق في الورقه من يدينها ولمساتها وآثارها ..
ورجع نظره للورقه الأنيقه ..
ارتعش جسمه وحس بقشعريره وهو يشوف مكتوب في آخر الطلبات بخط صغير وكأنه خجلان ويبي يداري نفسه بين الحروف ..
( تأخرت علينا كثير .. ان شاء الله انك بخير )
قراها اكثر من عشر مرات ..
هذي وش بتسوي فيني
ناوية لها على نية بس الله يستر منها ..!
لبس ملابسه وخرج من الشقه وهو يكلم فايز مدير الشركه ويحمله المسؤوليه في غيابه .


***

له اسبوع ونص غايب
ماهمها غيابه كثر ماهمها زعل جدتها ..
تذكرت الورقه اللي كتبتها له ووش بتكون ردة فعله اذا شاف كثرة الأغراض
ولا الكلمه اللي كتبتها له
عورها بطنها وهي تتخيله يقراها .
وقامت من فوق الكرسي حق التسريحه ..
حاولت تنشغل بأي شي غير التفكير فيه ..
بدلت ملابسها ولبست بيجامه الوانها مابين الموف والزهري ..
بأكمام طويلة وبنطلون واسع وطويل ..
اخذت شباصتها في يدها وطلعت من غرفتها .
تعودت ماتنام الا عندها مويه ..
والمطبخ اللي فوق فارغ حتى ثلاجته وجودها زي عدمه ..
نزلت مع الدرج وسمعت الباب ينفتح
فزت بمكانها خوف ورعب وطاحت الشباصه من يدها واحدثت صوت وهي تتدحرج مع الدرج درجه درجه ..
خاصة ان البيت خالي من الأصوات وجدتها والشغاله نايمين ..
طالع فيها وفي يده اكياس كثيرة وعند الباب كراتين وكأنه جايب بقالة كاملة .
عضت على شفتها السفلى منحرجه من نفسها اكثر مما هي منحرجه منه ..
كل هذي طلبات ..؟
صدق اني هبله ..
تذكرت كلام جدتها عن حياتهم في رمضان وطقوسهم والتمست لنفسها العذر ..
متردد وش يقول وهو يشوفها تطالع بالأغراض وتاكل بشفتها بحرج ..
قال : جبنا لتس طلباتس ياطويلة العمر .. اللي تقدرينه شيليه واللي ماتقدرينه خليه للشغاله ولا بكره اشيله انا .
نزلت بحرج قالت وهي ترسم على ملامحها ابتسامه بالغصب : الحمد لله على سلامتك . وماعليه خلّ الناس اذا افطروا عندنا يقولون احلى فطور فطور عماد اهله .
مد عليها الجريده وشماغه وعقاله في يده قال وهو يتحاشى النظر فيها ويتجاهل جملتها الثانية
: الله يسلمتس .. خذي حطي هذي في الصالة اقراها شوي ولا بكرة .. وسوي لي شاهي وثقليه .
اخذتها من يده ولمست اطراف اصابعها اصابعه ..
وخرت يدها بسرعه وطاحت الجريده من يدها ..
قالت : اووه سوري ... اخذتها بسرعه وكملت بارتباك : أ أ طيب .. تعشيت ..؟
اجمل لحظات يستمتع فيها لمن يشوفها ترتبك خجل اوتعلو جبينها وخدودها حمرة خجل ..
ابتسم نصف ابتسامه قال : لا ماتعشيت .. وش بتعشيني ..؟
بلعت ريقها وحست الدم يعلو لوجهها اكثر قالت : ها ..؟ اللي تبغاه .. بحط لك من عشانا .. مسوين صينية خضار بالدجاج . ولا ماتعجبك ..؟
حس انها مرتبكه وماتدري وش تقول قال بهدوء : زين جهزي لي أي شي وجيبيه لغرفتي فوق . مالي خلق انتظر تحت .
عدت من عنده وراحت للمطبخ ..
وهو دخل غرفة جدته طل عليها وخرج توجه للدرج ومنه لغرفته ..
رمت الجريده على الطاوله وسوت له شاهي وسخنت له العشا
وقعدت تحضر وهي منقهره من طريقته وكلامه لها ..
حتى سلام ماسلم زي الخلق والناس
ولا كيفك ماقالها ولا سأل عن جدتي .
وكل كلامه يامسخرة وياجد في جد .
انسان جامد وماعنده احساس ..
خرجت الصينيه البايروكس من الميكرويف وهي تتمتم بـ ماعليه ياشادن تحملي وش وراك . . وبالصبر بتنالين اللي تبينه .
طلعت فوق وهي تشيل الصينيه الكبيرة اللي رتبت فيها العشا والشاهي
..
كان لابس قميص اسود بكم طويل ويمشط شعره قدام التسريحه ..
شافها في المرايه ورمى الفرشه من يده قال : كان رتبتي غرفتي يوم ماقفلتها .
رمته بنظره وهي تحط الصينيه على الارض قالت : ماابغى اتدخل في خصوصياتك .
ابتسم غصب عنه وهي تعقد حواجبها وتتكلم بضيق ..
قال : زين ياللي ماتبين تتدخلين فيني وش اللي تأخرت عليكم .. ها .
اجلسي تعشي معي تراني مااحب آكل لوحدي ..
انحرجت من كلامه وطريقته
واهتمامه وتجاهله ..
اليوم هذا مو صاحي ..
قالت : لا شكراً تعشيت.. اذا خلصت اكل خرج الصينيه برا وانا اجي ارجعها ..
اعطته ظهرها بتخرج قال : تعالي تعالي ماتبين تعرفين علوم امتس ونايف .
رجعت بسرعه قالت بلهفه : الا والله ابغى اعرف .. مريت امي ..؟ اش اخبارها وكيف نايف ..؟
قال وهو ياكل ويرشف من بيالة الشاهي : قدمت لامتس على شغاله وقلت لنايف ان انتي اللي دفعتي الفلوس ..
عضت على شفتها السفى برقة قالت : كم دفعت ؟.
: مالك شغل .
: الا لي شغل وراح ارجع لك فلوسك ان شاء الله بس اروح جده عشان اسحب راتبي .
رفع نظره لها يبي يشوف ردة فعلها قال : انتي وش دخلتس .. انا رجال ابي اقدم لعمتي خدمه .
وبنطرة مليانه اسئلة تبيه يفسر ويترجم ويوضح قالت : عمتك ؟.
بلع لقمته وهو يطالع في الأكل قدامه ويواري نظره عن نظراتها المستغربه قال : ايه عمتي ولا عندتس شك ..؟
نظراتها ماقدر يفسرها ..
هل هي عتب ..؟
ولا لوم ..؟
ولا ليه تستخف فيني بكلامك هذا ..؟
قالت وهي عاقده حواجبها من تناقضه وحركاته السخيفه بنظرها
: المهم هي كيفها وكيف صحتها ..
: طيبة وتسلم عليك ونايف بعد يسلم عليك .
همست وهي مخنوقه : الله يسلمهم .
نفسها تسأله كيف جاهم ومتى ووش قالت له امها بالتفصيل الممل وكل كلام نايف بس ماتبي تحرج نفسها معاه وتدري انه ماراح يبرد لها قلبها .
فترت ملامحه وهو يشوف لونها بهت والذكريات والحنين خنقتها وقربت العَبْرَة ..
قال بهدوء : اذا بين تروحين لهم بوديك أي وقت ماعندي أي اشكال لوتبين بكرة .
هزت راسها قالت : لا مشكور .. صعب اروح ايام الدراسه وبكرة السبت .
طلعت من عنده ودخلت غرفتها ..
حاولت انها تتماسك وتصبر
بس كانت الدموع اقوى من صبرها
وتفجرت حنين وشوق
سالت أسى وقهر على فراقهم وبعدهم
اشتاقت لامها وتحس انها ماشافتها سنين ..
واشتاقت لضحكة نايف من زمااان عنها .
ضمت مخدتها وهي مغمضة بقوة .. ورموشها مبللة بالدمع ..
فتح عليها الباب ودخل قال : كنت عارف انك تبكين .. والله لودريت ماجبت لك سيرتهم ..!
سحبت لها منديل وابتسمت وهي تمسح عيونها وخشمها قالت : عادي انا اصلاً بكاية ... خلصت عشا ..؟
وقفت وهو يطالعها بدون مايتكلم
الحمرة اللي اكتست جفونها وخدودها وخشمها واذانيها مشكله منها فتنة .
مهما كان هو رجل وعنده احساس
او انها بأنوثتها ووجودها احيت احساسه بعد ماقتله ..
مشاعره اليوم اقوى منه
وشادن سطوتها عليه مو مخليته يتحكم لابكلام ولا بشعور ..
مسك يدها وهي جمدت بمكانها
كانت تحس انه متغير من اول مادخل ..
بس تغييره لحظي او لوقت .. وبسرعه يرجع زي اول
يعني مو مقتنع انه يتغير .
غمضت عيونها وهو يقرب يدها لشفايفه ويطبع عليها قبله لأول مرة .
رجعت خصلة تمردت على جبنها ورى اذنها قالت : بروح اشيل الصينيه وارتب لك غرفتك كلها غبار .
حس عماد بارتعاشة يدها وضم عليها بقوة قال بحنان مايدري ليه سيطر عليه : بكرة الصباح بوديك لاهلك .
اختلف صوتها وهي تشوفه يطالع فيها بتأمل لأول مرة ..
ومن هالقرب ..!
وبكل هالأحاسيس ..
ارتباك وخوف وخجل كلها امتزجت وشكلت منها كتله حمرا ومتجمده ..
ماقدرت تنطق الا : بكرة صعب .
رفع راسها اللي منزلته للأرض وتهمس له قال : ارفعي راسك ياشادن طالعيني وانتي تكلميني ..
رفعت عيونها لوجهه بحرج ..
وذاب كل الجليد ..
..

انا انسان
وقربك ايقض
الوجدان ..
ينام بداخلي
احساس ..
وتصحى بقلبي
الاحزان ..
ولو تدري ..
هنا بصدري ..!
سكاكين الوجع
والآه
وتسكن فيني
المأساة
تعالي وارتمي فيها
عسى قربك يشافيها
المسي
جرحي خفا
واغمري
بردي دفا ..
تعالي
وايقظي فرحي .
وادملي جرحي ..
تعالي
واضحكي فيني
والعبي فيني
واسكني فيني
انا انسان
وقربك ايقظ الوجدان .

(اقدار )



امتدت يده لها وضمها على صدره ..
وهي مابين حلم دافي وحقيقه حالمة ..
تصدق ولا تكذب
رغم الرهبه والخوف
الا ان الاطمئنان كان مخليها تستلم له بكل هواده وهدوء ..
نست خوفها من مصيرها اللي حكم به عماد عليها ..
واطمئنت لبداية نجاح خطواتها بقربه منها ..
مرت دقايق قليله وهو حاضنها
وهي مغمضه وترسم بقية الحلم
ضحكته
كلامه معاها بانطلاق
فرحته بشوفتها ولهفته
قبوله وتقبله لها بكل مكان وبكل وقت .
وكأن الحلم مستكثر عليها ..
لمن وخرها عن صدره وهو يطالع بالارض ويتحاشى وجهها ..
صعب يمني نفسه بالحياه
وهو ميت ..
صعب انه يغير القدر
ولا انه يحلم ويكسر في شادن الآمال بعد سنوات قصيرة ..
رحمه ربي بعلب الأدوية اللي اخذتها من غرفته
وكأنها المنقذ الوحيد بعد الله وتكون وسيله كي يخرج من اللحظات العصيبه بنظره . .
احكم قبضة يده على يدها
قال بصوت باهت وهادي ومعاتب وحاني بنفس الوقت : هذي وش تبين فيها ليه جايبتها لغرفتك ..؟
رفعت وجهها اللي كانت منزلته للأرض بخجل وطاحت عينها على الأدوية ..
من وين تجيب الكلام ..؟
وين العذر ..؟
دخلت غرفتك وفتشتها ..؟
ولا حاولت ادور على خيط يدخلني لأسرارك ويكشف لي غموضك ..؟
ارحمني يارب .
اخذت نفس عميق قال بجرأة انطلقت من شفاهه من دون مايحسب لها او يفكر في عواقبها وكأنه تسوقه على الكلام او بمعنى اصح تجبره على الفضفضه
: تبين تعرفين هذي ليه ..؟
هزت راسها بلا قالت : ها .. ؟ عماد ماقصدي شي بس امي عندها القولون ..
حط وجهه قدام وجها ولفحتها انفاسه وهو يقول بهمس : وانا ماعندي قولون ياشادن .. فهمتي .. ماعندي قولون .
انتفضت بمكانها ..
وعلا صدرها وهبط وكأن قلبها بيخرج من مكانه خشية الصدمة والخوف من اللي بيقوله ..
تهاوت على السرير جالسه وانفلتت يدها من يده ..
قالت بشفايف ترتجف وصوت مخنوق وهي تحط يدها على فمها بأسى
: عمااد .
قاطعها بضحكه خافته لأول مرة تسمعها وهو يشوف الهلع باين على وجهها وتترجمه رعشة يدينها وشفايفها ..
جلس قدامها على ركبه قال : لاتخافين هذي فيتامينات .. انا مافيني الا العافيه .
هزت راسها بلا واصرار انه يكذب .
مسك ذقنها من تحت وشد عليه بسبابته وابهامه زي مايسوي مع شهد دايماً اذا عاتبها ولا زعلت منه وجا يراضيها
قال بهمس : ليه ماتبين تصدقين .
حطت يدينها على وجهها وضمت عليه بقوة وهي مغمضه ..
ماعندها كلام
ولا تقدر عليه ..
الأحاسيس بداخلها كثيرة بس كيف تظهرها وهي بموقف مثل هذا ..
والصوت يخذلها والكلام يخونها ..
وقف وهو يطالع في الباب ..
لابد يبعد عنها ..
يهرب لأقصى مكان
حتى ماتكشفه ويفضح امره قدامها وبين اياديها ..
مسح على راسها وطبع على جبينها قبله اجبرته على فعلها وطلع ..
تركها مابين ندب وقهر
تصدق عيونها والواقع ولا تصدق كلامه ..
مو قولون ..؟
ومستحيل تكون فيتامينات ..
معقول ما فيه شي ..
اجل ليه حياتهم كذا ..؟
بس وشلون تعرف ..؟
هو هرب منها خلاص ..
وماتدري له رجعه ولا راح يحرِّمها للأبد ..!
ابتسمت وهي تتذكر يدينه اللي حوطتها بقوة وهو يضمها .
نفسها تروح له وترمي نفسها في حضنه مرة ثانيه وتعيش نفس الاحساس ..
تلخبطت مشاعرها مابين ارتياح وطمأنينة وخوف من باكر ..
تذكرت الصينيه واكيد انها عنده او برا غرفته ..
وقفت وشافته يشيلها بنفسه قال بلهجة جافه : ارجعي نامي انا اللي ارجعها .
ردت باصرار وهي تتسلح بالقوة واللامبالاة من تغيراته المفاجئة
: اصلاً انا لازم انزل عشان ادخل الاغراض اللي جبتها ..
: خليها بكرة ترجعها الشغاله ..
ردت بابتسامه اغتصبتها من بين افكارها الموجوعه : فيه اشياء مايصير تبقى برا بحطها في الثلاجه ..
: زين اجل خذي مني دام انك رايحه رايحه بغيت اخدمك وانزلها .
بلعت ريقها وقالت : تسلم ماتقصر .
تنهد من العمق بدون كلام ..
واخذت الصينيه منه ورجع لغرفته سكر الباب بينه وبينها ..
وهي راحت في طريقها ..
وطريقها الليلة مابين الحلم والألم واليأس وبوادر امل تشوح لها من بعيد وبكرة يثبت لها ياتستقبلها ياتودعها ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وهل الشهر الفضيل
القرية الصغيرة تحولت الى جماعات
نص بيوتها تخلو من قبل المغرب والنص الثاني تستقبل
مافيه بيت يفطورن اهله لوحدهم
وهذي حلاة رمضان فيها
اذن العصر وشادن في المطبخ تشتغل بهمه مع الشغاله ..
اليوم الفطور عند ام ناصر وعيالها وبناتها مجتمعين عندها ..
ماناقصهم الا نورة اللي عايشه في الرياض وماتجي الا في المناسبات والاجازات ..
واحمد اللي متوظف في السفارة السعودية في عمان ..
دخلت فوزية ومعاها صينيتين حلا وبيتزا قالت شادن وهي تحرك قدر الشوربه الكبير : عمتي دايماً اول يوم تتجمعون عند جدتي .
ردت فوزية وهي تدخل الصواني بالفرن : ايوه بس دايما حريم اخواني وبنات ناصر يتجمعون من بدري ويساعدون الشغاله .. اليوم ماجوا شكلهم معتمدين عليك ولا مستحين منك .
: يارب تساعدني .. ياليت امي عندي هي اللي اتكل عليها بعد الله في مواقف مثل هذي .
قربت فوزية من القدر وشمت الريحه وغمضت قالت : قدها يابنت خالد .. ريحة طبخك لوحدها تشبع ..
ضحكت شادن قالت : بعدي بعدي لاتفطرك الريحه .
: هههههههههههههه شكلي شبعت .
دخلت شهد تجري قالت : شادن عماد يقول خليها تسوي لي عصير مثل اللي سوته على السحور وتبرده .
قالت : عماد فين عند جدتي ..؟
قالت شهد : ايوه بسس ... امممم ... شادن لاتزعلين مني ..
زمت شادن شفايفها قالت : علمتيه ها ..؟
ضحكت شهد ببراءة قالت : وعماد ضحك كثير ..
طالعتهم فوزية مستغربه قالت : وش صاير ..؟ تتكلمون الغاز اليوم .. شهد وش قلتي لعماد .
طالعت شهد في شادن اللي تعض على شفايفها مقهورة قالت : شادن اقول لماما .. ماما ماتضحك زي عماد صح ياماما .
ردت فوزية بضيق : ايه صح بس قولي .
حطت سبابتها قدام امها وفتحت عيونها ورفعت حواجبها قالت : وعد ماتضحكين .
: وعد يالله قولي .
فتحت شادن الثلاجه وطلعت الفاكهه تبي تسوي لعماد عصير وهي ساكته وتتمنى لو تشوفه يضحك كثير .. ماتتخيله يضحك الا ابتسامه وآخر مرة ضحك لمن قال مافيني شي حست ان ضحكته بوجع .
قالت شهد : البنات في المدرسة يقولون شادن خافت من العقرب اللي دخلت في شنطة مستورة وطلعتها برا عند بوابه المدرسة . وخالة مزون طلعت كتب مستورة وضربتها ضربتها ضربتها الييييين ماتت .
قالت فوزية باستغراب : طلعتي شنطة البنت برا وخليتيها .
تكلمت شادن بعصبيه : اجل اخليها تلدغ البنات ولا اش اسوي .. تعالي شهد من اللي قالت لك ان الخالة هي اللي موتتها ..؟
: العنود علمتني تقول الخالة علمت نوف ..
شهقت شادن قالت : الحين بتسوي لي سالفه .. استغفر الله اللهم اني صايمه .
دخل عماد وهو يضحك ويعض على شفته اللي تحت حتى يوقف ضحك قال : ذكريني آخذك للمزرعه واعلمتس وشلون تذبحين العقارب .
وبردة فعل سريعه قالت : بسم الله عليّ مالقيت تعلمني الا ذبح العقارب .
قالت فوزية : ماادري كيف بيطلعون عيالك ياعماد اذا امهم تخاف من الحشرات .. تدري انها تخاف من شي اسمه جراده ..
كانت جملتها الأولى كفيله انها تجمد كل حركاته وضحكته ونظرته ..
بهت لون شادن وطاحت من يدها تفاحه كانت تقشرها ..
دق الجرس وانسحب عماد بدون مايرد او يعلق او حتى ينتظر أي تعقيب ..
بعد دقايق كانت منال وحنان بنات ناصر معاهم في المطبخ ...
وامهم حلفت عليها شادن ماتدخل المطبخ وتروح تجلس مع جدتها لحد مايأذن المغرب ..
وصلت حليمه زوجة فواز وراحت تكمل الجلسه مع ام ناصر وام فهد بأمر من شادن ورجاء ..


***

بعد اسبوع اول من شهر الخير ..
كان جالس في المستشفى مع نايف اللي ماتركه ولا يوم ويفطر معاه الايام اللي راحت كلها ..
قال فهد بصوت هادي ويده على صدره : نايف تراني ماني راجع للديرة الايام هذي وانا كتب لي الدكتور على خروج .
فهم نايف مصقد فهد وتهلل وجهه لأن ولد عمه يطلب منه انه يجي عنده ويحسسه بقربه منه وحاجته له ..
قال : الله يحييك في بيتك وبيت اخوك يافهد ..
حط يده على يد نايف قال : بيض الله وجهك يابو خالد اشهد بالله انك رجال وماقصرت معي .. ويعلم الله ان معزتك من معزة بندر وخالد .
دخل عماد عليهم وهو يبتسم وقطع كلامهم وهو يقول : فاتني فطورعمتي .. عز الله اني جاي مستعجل عشان الحقه .
ضحك نايف وهو يوقف ويسلم على عماد قال : مافاتك الا الشر ياابو مشعل .. فهد مااكل الا شي خفيف وامي الله يخليها لي حاسبة حساب مرضى الجناح كلهم .
ضحك عماد وسلم على فهد وشده بيده قال : يالله قوم خل عنك الدلع .. ترى الدكتور كتب لك خروج .. تبينا نمشي للديرة ولا نجلس الليله في شقتي وبكرة نمشي .
طالعوا فهد ونايف في بعض قال عماد : وش السالفه ..؟
رد نايف : فهد بيطلع عندي كم يوم ..
فهم عماد ان فهد مايقدر يرجع للديرة وجرحه للحين مااندمل والذكريات بتنزفه ويحتاج فترة نقاهه بعيد عنها ..
قال باقتناع : على خير ان شاء الله .. بس امك وخواتك ابلشونا كل شوي بندر جاي يقول باخذهم اوديهم له وانا اقول اصبر فهد يجي بنفسه ويطمنهم .
رد فهد بهدوء : خل بندر يجيبهم يوم واحد ويرجعهم .
فك عماد شماغه ونسفه من جديد قال : زين يالله توكلوا على الله .. انا دفعت الفواتير وماعليك يافهد الا توقع على خروجك وتروح مع ولد عمك .
قال نايف : وانت بتروح معاي للبيت والليلة بتتسحر عندي .
: لا والله اعذرني انا جاي لفهد ووراي اشغال في الديرة لكن مثل ماوصيتك لاتنسى الشغاله تراها توصل بعد اسبوعين ..
رد نايف : ان شاء الله ماانسى .. ترى امي تسلم عليك وتقول اشكره واعطه الفلوس حقتها بس انت الله يهديك ياابو مشعل ..
قاطعه عماد قال : وليش تعطيني انا الفلوس ؟.. اذا بتعطون عطوا بنتكم هي اللي جابتها بفلوسها .. سلم لي بالله على عمتي وانا بإذن الله راح امرها قريب ..
: يوصل ان شاء الله .
قاله نايف وهو يجمع اغراض فهد اللي دخل يبدل ملابس المستشفى بملابس جديده جابها نايف له .
طلع عماد متوجه للشركه قبل يمشي للديرة ..
وخرج فهد مع نايف بعده بمده قصيرة ..
الدنيا جديده عليه ..!
وهو جديد عليها ..!
عمره ماكان ضعيف بالشكل هذا ..!
ووحيد بالشكل هذا ..!
ويائس وحزين بالشكل هذا ..!
تذكر ان آخر عهد له بالضحكه مع سعود ..!
وان الفرح مات مع سعود ..!
وان الطريق كئيب بدون سعود..!
وحزين مثله الليلة .
حط يده على صدره حتى لايفر قلبه من الحزن والوجع ..!
وضم عليه يبي يهدي روعه بفقد سعود اللي كل يوم يثبت له ويتأكد منه .
وكمل طريقه الجديد ..
بثوبه الجديد
وروحه الجديده
وأحاسيسه المبعثرة والغريبة ..



***


نزلت من فوق بعد ماصلت المغرب وبدلت ملابسها ..
وعيونها كلها نوم ..!
الدوام في رمضان متعب ..
والمشوار يهد الحيل ..
صحيح انها تطلع بعد ماتصلي الفجر مو نص الليل زي اول بس برضو كونها ماتقدر تشرب مويه وهي عطشانه اسمه هلاك ..
قال مشاري وهو يشوف عيونها تحيطها هالات سودا : سارة اذا الدوام بيسوي فيك كذا بلاش منه مو محتاجه الوظيفه انتي .
قالت : اسكت بس يامشاري اليوم حسبتني اموت من العطش بس الحمد لله ان المغرب اذن علينا في الطريق وشربت قارورة كاملة قبل ماآكل شي .
تكلمت امها وهي تمد عليها كوب العصير : سارة يمه مهما كان اصبري واتبعي السنه كلي لك لو حبة تمرة بعدين اشربي مويه .
رشفت من عصيرها قالت : يمه اقول لك حسبتني اموت من العطش ...
سكتت وهي تشوف مشاري يأشر لابوه والثاني يتمتم له قالت بعفوية : اش عندكم . ترى مافيه الا انا وامي .. اذا عندكم اسرار لاتقولونها لبعض قدامنا وتقهرونا .
قالت امها : بتروحين تصلين التراويح معاي في المسجد ولا بتصلينها هنا .
تثاوبت وهي تتمطط قالت : يمه مافيني اروح للمسجد .. بصليها هنا وانام .
قال مشاري : هذي سنَّه اذا قدرتي تصلينها بتؤجرين واذا ماقدرتي ماراح يحاسبك ربي .
ردت ام مشاري بعصبيه : وانت ماعندك غير هالكلام .. ماتقدر تقول صليها واستفيدي من الشهر هذا لايضيع عليك بالنوم ..
ضحك مشاري من ردة فعل امه قال : والله اني كنت حاس انك بتقولين هالكلام .. انا مقتنع بكلامك وشوفيني ماقد تركت التراويح من فضل ربي بس اذا هي ماتقدر و تعبانه تروح ترتاح وتنام والدين يسر ..
قالت سارة : لا تقعد تضيع السالفه اش عندك انت وابوي .. طالعت في ابوها اللي مو معاهم قالت : ابوي شكله مو عاجبني .. فيه شي ..؟
رد ابوها : مافيه الا كل خير امور تخص الشغل شاغلتني .. انتي بس روحي نامي لك ساعتين واصحي اسهري معانا .
: لا ان رحت انام بركه اذا صحيت الفجر ..
قال مشاري وهو يقوم يبي يتوضأ لصلاة العشا : بكرة خميس روحي حطي راسك وطلعي نوم الاسبوع كله . عاد نوم سارة اللي اعرفه لو البيت ينفجر ماصحت .
قامت وهي تقول : اذا قدرت اصحى بتسحر معاكم واذا ماقدرت يمه لاتنسين تصحيني اشرب مويه اهم شي .. اخاف اموت من العطش بعد اللي مر عليّ اليوم .
طلعت فوق قال ابوها : الحين وشلون اقول لها على طلاقها .
ردت ام مشاري بهدوء : انا لومكانك قلت لها .. سارة تغيرت وكبرت عن اول ياابو مشاري . وبتفرح بفراق خالد الله يهديه .
: الله يرزقها باللي يسعدها .. اللي مريحني ان ماعليها عدة .
: لاتنسى تروح تلغي طلب نقلها للرياض .
: كلمت عماد رجال شادن بنت خالد والغاه .. ووعدني انه ينقلها عندنا في جده .
: صدق .. الله يبشرك بالخير ويجزاه خير .. ليه ماقلت لها وفرحتها .
: اصبري لين نخلص من موضوعها ثم نبشرها باللي يسرها ..
صبت له كاسة عصير وهي تقول : ترى العشا اذن قوم توضأ على بال ماالبس عشان توديني بطريقك .
شرب ابو مشاري كاسة العصير دفعه وحده ووقف قال : يالله .. انا متوضي بس ابي اغسل فمي عن العصير ازهمي مشاري لا يتأخر ..
رد مشاري : انا ماشي يبه ووراي مشوار لنايف .. ولد عمه عنده ومعشيه .. الحقنا هناك لاتنسى تراه يقول خله يجي معاك ودق عليك جوالك مقفل .
: روح تعشى انت وانا بعدين امر اسلم عليه وسلم لي عليهم واعتذر عني .
طلع مشاري من البيت ونيته وخطوته لبيت الله يطلب رضاه وعفوه ..



***



رمضان في القرية بالذات تواصل واتصال ..
الأهل بيوتهم وحده وجمعاتهم مستمرة ويومية ..
ايامه تجمعهم على طاعة ربي وصلة رحمه ..
بعد اسبوع من ايامه الفضيله
عايشة احلى ايامها من يوم جات للديرة .. او لقرية الاجواد ..
من بدايته وهي منطلقه بين بيوت عمانها وماترجع الا الساعه عشرة
او اذا الفطور عندها يجونها بنات عمها ناصر ومايطلعون الا متأخرين وتدخل تنام على طول .
حتى السحور ماتصحى عليه الا قبل الاذان على طول وتاكل شي خفيف وتصلي وتكمل نومها ..
ماعاد عماد يشغل تفكيرها مثل اول
او انها تعودت على بعده وتحاشيها وصارت هي تتجنب احراجه ..
المهم انه مايشوفها الا بكامل اناقتها وابتسامتها على وجهها ..
وتلبي له كل اللي يامر به وتحاول تظهر قدام عمانها واهلهم انها الزوجة المحبة والمتفانية لارضاء زوجها ..
اما عماد فكان يقضي اغلب وقته مابين المزرعه وخواله .
وجدته يتسحر معاها بدري وينام ..
ماعاد يشوفها الا لمحات وهي داخله ولا طالعه ..
رغم انه مرتاح لبعدها عنه وبعده عنه الا انه يسرق النظره لها ،
والكلمه منها..
اليوم الفطور عند بيت خاله ناصر ..
ومن يوم رجع من المزرعه ماشافها ..
نزل بعد مابدل ملابسه وراح لبيت خاله من بدري حتى يطمنه على فهد ويجلس معاه لين يأذن المغرب ..
.
استقبله خالد ولد خاله ناصر ودخل معاه للمجلس ..
كانت جالسة بضيق وضيقه ومسنده بظهرها على المسنده وراها
هي كانت تشك في وضعهم لكن من يوم دخل رمضان وشافتهم مايكلمون بعض وانه يحاول يتهرب منها ويبعد وهي تبعد وتدور اللي يشغلها ويجمعها بالناس حتى ماتقابله وتضايقه ..
تأكدت شكوكها وصارت تراقب وتشوف ..
قالت ام ناصر بكلمة قصيرة وصوت واطي ماوصل الا لعماد اللي جلس بجنبها : شفت مرتك من يوم جيت ..؟
طالع في جدته قال : لاوالله جيت مالقيت احد في البيت .
: شفتها نايمه ..؟
: ها .. صاير شي ..؟
رددت كلمته بينه وبينها باستهزاء قالت : صاير شي ..؟ مرتك في بيتها مريضه . وماظهرت من حجرتها ..!
عقد حواجبه قال : مريضه ..؟
: قوم روح لها وهرجها وشوفها محتاجة شي .. تبي شي .. خاف ربي في المسيكينه اللي من يوم اخذتها وهي صابرتن عليك وعلى اهمالك وغيابك .
اخذ شماغه وطلع قال ناصر : انتي علامتس عليه الله يخليتس لي .
: خله يروح يشوف مرته ويهتم فيها مثل مايهتم بعيال الناس .
سكت ناصر وهو يشوف خالد ولده يدخل ويقول : يبه بندر يقول بودي امي والبنات لفهد في جده .
رد ناصر وهو يهز راسه : انا قايل له . خل امك تروح تطمن عليه وترتاح مالها جدوى الا دمعتها عليه .
تنهدت ام ناصر الأم الثكلى واللي تعرف فقد الضنى ومجربته : الله يطمن قليبها على ضناها وتقر عينها فيه .





***

دخل البيت وطلع فوق على طول ..
شافها متكومه على نفسها في سريرها ومتغطيه باللحاف مو باين منها شي ..
وبجنبها كوب كبير فيه شاهي او عصير لونه بني فاتح ..
مد يده ولمسه وحسه دافي ومشروب منه النص تقريباً ..
ريحته موغريبه ..
بس ماتذكرها ..
قرب منها وجلس على طرف السرير قال : شادن .
رفعت اللحاف عن وجهها بعد ماحست فيه وسمعت صوته ..
قالت وهي معقده حواجبها : هلا .
سندت بظهرها على مخدتها ورجعت شعرها المتبعثر على وجهها ورى ..
قال : سلامات وش فيك .. ؟
وجهها احمر وعيونها ذبلانه وحمرا وباين عليها التعب قالت : الله يسلمك .
: وش تحسين فيه ..؟
: ها .. ولا شي .. عادي .. بطني .
كانت مرتبكه ومستحيه وخجلانه قال : قومي بوديك للطبيبة تعطيك شي .. هذا وشو اللي هنا .. ؟ افطرتي ..؟ لهالدرجة تعبانه . ؟
نزلت نظرها للأرض قالت بخجل : قرفه .
كشر قال : يالله امشي بوديك للمستوصف يعطونك شي احسن من الخرابيط اللي تشربينها .
: لا مو لازم . خلاص انا الحين احسن .
: احسن وهذا شكلك يالله بس لاتعاندين قومي .
رفعت نظرها قالت : والله مو لازم طبيبة انا اعرف نفسي شويه وراح اصير كويسه .
وبعفويه قال : طيب الألم من وين بالضبط .
فتحت فمها قالت : بطني .. خلاص الحين مافيني شي .. انت روح افطر ترى المغرب حيأذن .
صك اسنانه قال بقلة صبر وخوف : وريني الألم من وين ..؟
ثنت رجولها ولفت يدينها عليها والمغص يزيد عليها قالت : بطني وظهري .. خلاص اخذت بندول وشربت قرفه الحين يخف .
: ومن قال لك ان القرفه والخرابيط تخفف لك الألم ..
غمضت عيونها وهي ماعاد فيها تتحمل الألم ولا سخافته قالت : انا اعرف نفسي .
وقف قال بحزم : انا بطلع اخليك تبدلين ملابسك .. خمس دقايق والاقيك جاهزة .
ردت بسرعه قالت : لااا . ماني رايحه ولوسمحت روح افطر واتركني . انا مو ناقصتك .
رجع لها قال : شادن .. انا ماابي اضغط عليك ولا اجبرك بس كونك تتألمين قدامي وتتعبين لدرجة انك تفطرين هذا مايرضيني ولا راح اسكت ..
حطت يدينها على وجهها قالت : انا معذورة ماعليّ صيام خلاص ارتحت .. عرفت ليه انا تعبانه .
فتح فمه مايدري وش قصدها ..!
وفجأة كأنه انضرب على راسه .
انا وش يدريني عن الحريم واسرارهن ..
لأول مرة يكون بموقف محرج مثل هذا ..
قال بارتباك : وافرضي .. وش هاالألم .
عقدت حواجبها قالت : عادي انا متعودة .
وقف قال باهتمام : طيب وش اللي يصلح لك غير القرفه .
: خلاص شويه وحصير كويسه . انت بس اطفي النور وروح افطر .
: لا ماني رايح برسل الشغاله تجيب لنا فطور هنا .
: لاا انا ماراح افطر بنام الحين ..
هز راسه وخرج وهي حاولت تغفو لين تعدي ساعات الألم اللي تمر عليها كل شهر وتعتبر من اسوأ واصعب الأوقات بحياتها ..
لامت نفسها على كلامها وصراحتها بس ماقدامها حل وهي تعبانه وقرفانه من الألم الا انها تفتك منه وتقول له ..
شدت اللحاف على جسمها وتمنت لو انها راحت وغيرت جو وسمعت كلام جدتها ..
هذا اللي استفادته
احرجته واحرجت نفسها معاه ..


***

طلع لبيت خاله وافطر هناك وسط اسألة جدته وخاله عن شادن وهو رد عليهم بأن معدتها تعبانه وتركها ترتاح ..
بعد صلاة العشا والتراويح ..
مارجع معاهم لبيت ناصر مثل عادته وآثر انه يرجع لبيته ويشوفها ويتطمن عليها ..
دخل عليها وهي على وضعها وشكلها نايمه وغاطه في نومها ..
فتح النور وماتحركت وجلس على طرف سريرها قال : شادن .
فتحت عيونها بهدوء وهي تحس براحه في جسمها بعد عاصفة الألم اللي اجتاحتها اليوم ..
قامت وجلست قالت : عماد ..؟ من متى وانت هنا ..؟
: توني دخلت .. ها وشلونك الحين ..؟
: خلاص ماعاد فيني شي .
رجعت شعرها ورى ولمته بالشباصة اللي بجنبها على الكومودينو قالت : افطرت ..؟
: ايه افطرت وقلت للشغاله تجيب لك فطور .
: مو مشتهية شي الحين بقوم آخذ لي شور .
ابتسم على مصطلحاتها الغريبه عندهم في الديرة وبين اهله ..
هي متمسكه بكلامها ومافكرت تغير منها كلمه وحده او انها تقلدهم ..
وقف وتوجه للباب وهو يقول : قومي اجل اخذي لتس شور وانزلي تحت جدتي بتجي خليها تشوفتس طيبة ترها قلقت عليتس واقلقتني معها .
خرج من دون ماترد وقامت اخذت لها شور ولبست تنورة جينز ازرق وبلوزة قطنية ودافيه بكم طويل لونها بيج ..
فتحت شعرها وتزينت بمكياج خفيف وتعطرت ونزلت لجدتها اللي اول ماوصلت ارسلت لها الشغاله تسألها اذا هي بخير ولا لا ..
انتبه لها وهي تنزل مع الدرج قبل لايدخل لغرفة جدته قال وعلى جبينه ابتسامة رضا واطمئنان : لاااا اشوا الحمد لله .. من يقول ان هذي اللي اليوم تلوى من الوجع .
ابتسمت بخجل قالت : الحمد لله ماعاد فيني شي .
دخل لغرفة جدته وهي جالسه على سجادتها وتصلي قال : خلصتي ياام ناصر ولانطلع ونخليتس تكملين .
طالعتهم ام ناصر وهي تتمتم بسبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ولاحول ولا قوة الا بالله ..
قالت : خلصت عسى الله لايفرقكم ويمد بعمري لين اشوف عيالكم .
قالت شادن بجرأة وهي تبتسم لجدتها : آميين يارب ويخليك لنا وتشوفين عيال عيالنا وانتي طيبه ومتعافيه .
مارفع نظره لها واكتفى بالسمع وبداخله ملايين الأسئله وكلها لها معنى ( لوين بتوصل بس )
قالت ام ناصر وصوتها يتهدج : انا مايفرحني غير اذا شفتكم مع بعض .
وكأن كل الكلام موجه له وهو ساكت ماتكلم ..
اخيراً قال وهو يتعمد يغير الموضوع : قومي ياشادن خلي الشغاله تجيب لك شي تاكلينه .
وقفت قالت : بجيب لنا كلنا ...
قطعت كلامها وهي تشوف شهد وفوزية داخلين الغرفه قالت : هلا والله حياك الله ياام فيصل .
راحت شهد تجري لعماد وسلمت عليه قالت : اشتقت لك كثيييييييييير .
طالعتها شادن وتذكرت الورقه وضحكت قالت : وانا طيب مااشتقتي لي ياشهوده ..
رجعت لشادن وضمتها قالت : الا اشتقت لك بس عماد احبه كثييير واشتاق له كثيير ... عشششششاااااان .. وطالعت فيه وضحكت .
قالت شادن بضحكه : عشان ايش كملي ..
طالعها عماد وهو يبتسم قال : هالبنت موب صاحيه هرجها اكبر منها الله يصلحها .
قالت فوزية بعد ماسلمت على امها : الله يهديك ياعماد دلعتها عليّ الحين حياتها كلها اسرار وتخبي عني اشياء واذا قلت علميني قالت اشوف عماد اول شي يبغاني اعلم ولا لا .
قال عماد : لا البنت الشاطرة تسمع كلام امها وماتخبي عنها شي .
قالت شهد ببراءه : يعني اعلمهم على كلامك .
ضحك عماد بصوت واضح لهم وهادي بنفس الوقت قال : هذي والله البلشة .. الحين انتي ماترتاحين وعندتس سالفه .
قالت شادن اللي كانت واقفه على الباب : ها تبغون تجلسون هنا ولا تروحون للصاله احسن .
قالت فوزية : شادن اليوم فيك شي يقولون انك تعبانه .
رد عماد : لااله الا الله مسرع الخبر ينتشر .
: وش خبره لايكون ...
قاطعتها شادن : لا لا مافيني شي تعب بسيط وراح .
فهمت فوزية عليها قالت : اها .. وبس وفواز جايني يقول تعبانه وعماد ماافطر شايل همها . والله اني حسبت ان فيك شي بس الحمد لله .
جات شهد اللي كانت تفكر بكلام عماد لها وشاغل تفكيرها .. عند شادن قالت وهي تمط كلامها : شااااادن ... شففففتتتتتيييي عمااااااد يقوووووول .. وكملت بسرعه : اذا جا عنده بنت بيسميها شذا واذا ولد مشعل .
قال عماد وهو يرجع لها ويشيلها ويحطها بطنها على راسه ويحركها .. وهي تضحك بهستيريا من الحركه : ابلشتني ياناس .. كل ماتشوف وجهي تقول اذا جالك بنت تسميها باسم فيه حرف شين واذا ولد مشعل ولا مشاري عشان حرف الشين .. وش اسوي بها .. ها ارميتس مع الشباك .. وش رايتس .
كانت تضحك وتحرك اصبعها قدام وجهه بلا ..
قالت ام ناصر : ياعساني اشوف مشعل ومشاري وخواتهم مالين عليّ البيت .
نزل شهد ومر من عند شادن اللي واقفه عند الباب وهي مبسوطه من كلامهم وتضحك قال لها بهمس : هذا اللي استفدناه .
اتسعت ابتسامتها وراحت للمطبخ تحضر له عشا وقهوة لعمتها وجدتها ..





***



في جده ..
وفي بيت نايف تحديداً ..
وصل بندر بأهله ..
الشوق مضني و الوله جبار ..
ولهفة الأم على الضنى تكوي الفؤاد وتنهكه ..
اول ماشافت وجهه الذبلان نزلت من عيونها دموع حارقه .
ضمته وهو سلم عليها وباس راسها ويدينها وهو يقول : الله يخليتس لي مافيني الا العافيه ..
لفت يدها من ورى رقبته وضمته وشمت ريحته وهي تقول : نطف قلبي عليك .. ابطيت علي وانا امك .
باس يدها وتنفس عبقها بقوة لعلها تبريء شي من اللي في صدره ..
قال : ابشرتس انا بخير بس لاتدمع عينتس عساني ماابكيتس . تعالي اجلسي هنا ..
التفت فهد لمنال وحنان اللي دخلوا بحذر وكل وحده متغطيه ومتخذه احتياطاتها تحسباً لدخول نايف وسلم عليهن ..
وجلس في صدر المجلس وبندر وخالد حوله وامه بجنبه ومنال وحنان اخذوا زواية بعيد عنه شوي ..
قال فهد : ترى نايف طلع مهوب جاي لين يدق عليّ .
نزلوا البنات الغطا من عليهم واخذت امه راحتها في جلستها بدون عبايه ..
وبدا سيل الأسئله لفهد عن صحته والكل يتحاشى سيرة الاسباب والفقيد .
وهو يجاوبهم ويطمنهم بهدوء ..
نزلت دمعة منال الحساسه وهي تشوف فهد مو فهد
نحفان كثير
وشعره الطويل قصه وصار مثل عماد وبندر وخالد ..
عيونه ذبلانه وفيها حزن
وصوته متغير من اثر المرض ..
وكلامه جدي والضحكه ماعانقت محياه ولا شفاهه ..
قال لها وهو يرسم على وجهه شبح ابتسامه مخيفه : قومي تعالي عندي وشو له الدموع ..؟
نزلت دموعها اكثر ومسحتها وهي تجلس قريب منه قالت : خفنا عليك .
غمض عيونه وتنحنح بصوت عالي حتى يبعد البحة من صوته
قال : تعالي هنا ياحنان .. وش سويتوا في الدراسه عطلتوا ولا لا ..
قالت منال : لا باقي لنا اسبوع ونعطل .
دق جوال فهد وشافه رقم مشاري اللي صار يقضي اغلب وقته مع فهد ونايف ..
رد على طول بــ : ياهلا والله حيا الله مشاري .
: هلا بك ياابو ناصر .. ها كيفك اليوم .
: بخير عساك بخير .. وين انت ..؟
: قريب من البيت خلاص وقفت سيارتي .
اشر فهد للبنات وامه يقومون وهو يقول : حياك الله ادخل اذا الباب مفتوح ولا افتحه لك .
: لا مفتوح يالله سلام .
: سلام ورحمة الله .
وقفت امه مع البنات ودخلوا لداخل البيت ..
ودخل مشاري اللي عرفه فهد على اخوانه بندر وخالد وجلس يسولف معاهم كأنه يعرفهم من سنين .



***


في مجلس الحريم لبيت ام نايف ..
قالت ام فهد لبناتها : قومن ساعدن خالتسن ام نايف سون معها مثل ماتسوي شادن معي .
قالت حنان اللي سندت بظهرها على الكنبة : يمه انا والله مااقدر السيارة كسرتني ..
ردت امها : هذي نتيجة الصيام بلاسحور .. ماعاد تتحملين شي . قومي يامنال اخدمي خالتس .
وقفت منال وراحت لام نايف في المطبخ وهي تبتسم بخجل قالت : خالتي عطيني عنك انا اسوي القهوة .
ردت ام نايف النشيطه والمعروفه بمهارتها في المطبخ وشغل البيت عموماً : لا حبيبتي روحي ارتاحي انتي جاية من مكان بعيد واكيد تعبانه .. وانا اصلاً ماعندي شغل .
: لاوالله مافيني تعب الحمد لله .. بعدين خليني اتسلى معتس .
توجهت للمجلى وقعدت تغسل البيالات والصواني وهي تسولف لام نايف عن شادن وتكلمها عنها والثانية غمرها الفرح بسيرة فلذة الكبد وقطعة القلب وتطمن قلبها عليها وعلى اخبارها خاصة ان منال معجبة في شادن وطريقة اهتمامها بجدتها وشغلها اللي الكل يمدحه ..
دخل نايف للبيت ونادى ياولد ..
بالرغم ان الكلمة غريبه عليه الا انه اقتبسها من عيال عمه ومن عماد اذا دخلوا بيوتهم وعندهم ضيوف ..
وقفت منال ورى الباب قالت : خالتي اطلعي له لايدخل .
طلعت ام نايف قالت : بنت عمك عندي في المطبخ لاتدخل .
ضحك لامه باستهبال قال بهمس : أي وحده فيهم ..؟
ردت امه بحده : مالك شغل روح للمجلس واذا بغيت شي ناد عليّ .
كمل ضحكه وبنفس الهمس : بالله مزيونه ولا مثل وجه عمي ناصر .
: ولد قليل ادب انت .. البنت لاتسمعك . بعدين وش فيه وجه عمك ..؟
: ابد سمح وطيب وشوفته تجيب العافيه .. بس ثلاثة ارباعه لحية وحواجب .. لكن شوفي اذا هي تشبه فهد اكيد انها مزيونه ..
: يالله يالله على المجلس وبلاش تتكلم عن بنات الناس .
ضحك نايف بصوت اعلى غصبٍ عنه قال : لنا الله ياام نايف .. الحين ماتبيني اسأل عن زوجة المستقبل لكن بكرة تعالي وقولي عساني اشوف عيالك وعيال عيالك .
خبطته على كتفه وهي تضحك قالت : بكرة شغلي معاك .. يالله روح البنت بتموت من الخرعه من صوتك .
راح يمشي ورجع لها قال : والله ..؟ بتموت من الخرعه ..؟ اجل اكيد انها نعومه .. وطالما انها نعومه اكيد انها مزيونه . صح كلامي ولا لا .
هزت امه راسها وهي تضحك من تصرفات الاستهبال اللي احياناً يتصنعها واحياناً تصدر منه بعفوية ..
دخل قسم الرجال والتفتت امه على باب قسم الحريم وهو ينفتح ودخلت منه ام مشاري اللي تعتبر البيت بيتها وبيت اختها ومعاها سارة وشغالتهم ..
استقبلتهم ام نايف وهي ترحب وتهلي ودخلتهم لمجلس الحريم ..
رجعت لمنال في المطبخ قالت : منوله حبيبتي خلاص اتركي الشغل هذي شغالة جيراننا جات تساعدني .. روحي سلمي على جارتنا وبنتها صاحبة شادن ..
اخذت منال منديل ومسحت به يدينها وهي تقول بفرح : سااارة .
طالعتها ام نايف قالت : ايوه سارة اكيد من كثر سوالف شادن عنها صرتوا تعرفونها .
ضحكت منال وقالت : هههههههههههههه صرنا نشتغل ونفطر ونسهر على سيرة سارة وسوالفها هي وشادن .
: اجل روحي شوفيها واجلسي معاها حتى تطمنين شادن عنها .
: زين .
طلعت منال وراحت لمجلس الحريم ..
سلمت عليهم بخجل وشافت حنان اختها تسولف مع سارة ومنطلقه معاها كأنها تعرفها من سنين ..
قالت حنان : سارونه هذي منال اختي اكبر مني بسنتين .
سلمت سارة على منال قالت : ياعمري كلمتني شادن عنكم بس ماكانت تعرفكم كثير .
ابتسمت منال قالت : حتى حنا ماعرفناها الا بعد ماتزوجت وخاصة في رمضان صرنا نشوفها يومياً .
تعشوا وكملوا السهرة بود وسوالف وضحك واستغربوا البنات ان سارة ماتشبه لشادن في شي الا اللهجة والمصطلحات ..
وام فهد حست ان الجو مناسبها بين ام نايف وجارتها اللي تشبهها كثير
تمنت لو تجمعهم الدنيا مرة ثانية بليلة مثل هذي ..
فيها الرضا والاطمئنان والضحكه والكلمة الطيبه والاجتماع على الخير والمحبة .

***

فتحت شباك غرفتها وشافته واقف مع السايق ويكلمه ..
قالت بصوت عالي .. : العنوود .. العنووود ..
التفت السايق الهندي على الشباك اللي صدر منه الصوت كردة فعل طبيعيه قال عماد بلهجة حاده وضيق وهو يسحبه بيده بقوة : لاتطالع وراك .. امش داخل الله يلعن ابليس هالحريم .
وصلت العنود لنوف بملل قالت : ها وش عندتس ..؟ ذبحتيني كل شوي وانتي واقفه على الشباك ويالعنود يالعنود تراني داخل البيت مهب برا .
ردت نوف بعصبيه وهي تشوف عماد يدخل لغرفة الهندي اللي شافها : اقلبي وجهتس ماعاد ابيتس .
: انا قايلتن لابوي لازم نوديتس مسفر عشان يظهر جنونتس عني .
لاحت في راس نوف فكرة مجنونة قالت : عنود تبين تشترين فستان ابيض ونفاش مثل فستان البنت اللي شفتيها في التلفزيون .
قلبت العنود نظرها فوق ولوت فمها قالت : ومن بيشتريه لي ياحظي .. امي بتجيب لي فستان من سوق الخميس .
عضت نوف على اسنانها قالت : وانا وش معقدني غير سوق الخميس واحلامتس انتي ونورة اللي ماتتعداه . انا اشتري لتس لو باربعمية ريال .
فتحت العنود عيونها بفرح قالت : وش تبيني اسوي لتس ..
ابتسمت نوف لاختها اللي فهمتها قالت : انا ابعطيتس ورقة .. تعطينها عماد وقولي له هذي من عند شادن .
قالت العنود ببراءة : وشادن ليش ماتعطيه اياها بنفسها موب رجلها ..؟
: الا يالخبله بس هي كاتبة له كلام وطلبات تقول استحي منه واخاف يهاوشني .. خلوه يشوفوها وهو بعيد عني ازين .
حكت العنود راسها وهي مو متقبله كلام نوف ولا دخل راسها قالت نوف : تدرين ان شادن تحبتس وتموت عليتس وتقول ليت العنود تعطيها عماد لأني احبها .
ضحكت العنود وبفرح وحيا قالت : صدق .. ابلا شادن تحبني .. حتى انا احبها واشوفها ازين وحده بالمدرسه .
غمضت نوف عيونها وفتحتها قالت : زين روحي وبعد ربع ساعه تعالي بدورها مدري وين حطيتها .
: زين دوريها قبل لاارقد تراني نعسانه .
طلعت العنود واخذت نوف ورقة من دفتر العنود وبدت تكتب رسالتها بكل تركيز وحذر



***




بعد اسبوع من رجعة اهله اللي مشوا اليوم الثاني ..
آخر يوم بالدوامات
ويوم الأربعاء تحديداً ..
قرر انه يرجع للديرة ..
يبي يواجه الديرة مثل ماواجه البر
بس هالمرة مع الناس واهله
مو وحيد ولحاله ..
الذكرى تؤرقه لدرجة انه خايف ووجل من المواجهه
اكيد انه راح يشوفه بكل شي ..
وقف نايف عنده وهو يزبط شماغه عند المرايه قال : فهد انا عندي سيارتين .. خذ الجديده وسيارتي القديمه تعبرني .
رجع للمكتبة حقت التلفزيون واخذ محفظته ومسبحته ودخل قميصه اللي يلبسه في البيت في شنطته الصغيره ..
قال : والله يانايف مستحي منك ..
قاطعه نايف : فهد والله اني لازعل منك وش هالكلام . .. امسك يارجال المفتاح احسن لك من الاستئجار ومشاكله .
: اجل قبل العيد ان شاء الله بجي لجده وارجعها لك وارجع مع ابو مشعل ان جا لجده ..
: متى مابغيت تعال ولا تتعنى عشان ترجعها ابداً ..
اخذ فهد المفتاح من نايف وطلع بعد ماصلى الظهر حتى يلحق الفطور مع اهله ويفرح ابوه بجيته وهم مجتمعين ..
ودع نايف وشكره وطلع متوكل على ربه ومسمي بذكره ..




***

اليوم هو آخر ايام الشقا ..
قبل الأجازة والفرح ..
ولأن الوطن اغلى من الضنى
استمروا في الكفاح ..
لأن الوطن اغلى من العمر
لابد من جهاد كل الظروف ..
لجل الوطن
نقدم الروح بلا ثمن
مشوار الشقا ..
وبعد المسافه موجله ..
لآخر الدنيا صبر ..
وشمس ..
وسهر
والنوم جافاه الكرى ..
صوم وظما ..
والكل يحسب كل دقة وثانية .
متى الوصول ..
كل الأماني ضايعه
وكل احلام البنات
والأمهات
والطيبات
تنتحر ..!
على طريق الهاوية ..
وفي اماكن نائية ..
من اجل الوطن ..!
وتعليم ابناء الوطن
وتنشئة جيل مستقر
وبناء مستقبل اسر
وارواحهم تضمها كفوف القدر ..


نايمه في جيمس ابو سعد ..
تعبانه ومنهكه من كثرة التفكير بعد طلاقها اللي وصلها خبره بعد ثلاثه ايام وبعد محاولات جاهده من ابوها وامها ومشاري انهم يهيأونها نفسياً له ..
انسدل الستار على ذكر خالد وسارة .. وسارة وخالد ..
وصار كل واحد مفرد واسمه بعيد عن اسم الثاني مثل ماقدر الله وبعدهم عن بعض ..
مال راسها على الشباك الساخن بفعل شمس الظهر الحارة ..
قالت لها فاطمه بهمس : سارة .. سارة حبيبتي عدلي راسك لايجيك شد عضلي بعدين في رقبتك ..
وماكان من سارة الا .. لاحياة لمن تنادي ..
قالت اميرة وهي تعدل ظهرها وتسنده على المرتبة من جديد .. : الله يذكر شادن بالخير كانت تقول نوم سارة موت ..
تنهدت سامية المدرسة العروس اللي تزوجت قبل رمضان باسبوع .. وتعينت في السبيل وكان التعيين سبب تنغيص شهر عسلها وحياتها ..
قالت : اخيرا بتفرج علينا ونعيش زي الناس واسافر واقضي شهر عسل من جديد .
ضحكت اميرة قالت : الله يهنيك ياقلبي عاد انا مشتاقه لعيالي احسني ماشفتهم في رمضان اخرج وهم نايمين واذا رجعت دخلت المطبخ ثلاث ساعات وهم ينامون بدري .
ماشاركتهم فاطمه الملتهيه بالتسبيح والتهليل كعادتها ..
قالت سامية وهي تطل على سارة من ورى اميرة وفاطمه : فاطمة صحيها ترى البنت بتنكسر رقبتها .
قالت فاطمة : سارة قومي عدلي نومتك ..
مدت يدها وعدلت لها راسها لكن سارة تحركت ورجعته زي اول وهي معقده حواجبها دلالة على انزعاجها وعدم رضاها ..
قالت اميرة وهي تضحك : ياثقل نوم البنت .. كل هذا وماصحت .
ردت ساميه : تذكرني بزوجي اذا ابغى اصحية ساعه عشان يحس فيني والمنبه مايأثر فيه لو يشتغل ساعتين ..
بدت اميرة سالفه جديده عن زوج اختها ومعاناتها معاه اذا تبغى تصحيه وانها دايماً تتأخر على دوامها بسبب ثقل نومه ..
نسوا سارة مع سوالف اميرة وراسها المايل على الشباك بطريقه متعبه ..

العم ابو سعد سارح في طريقه يتأمله متر متر ..
كعادته يوميا سواء هو رايح للقرية ولا راجع منها
لأن الأنفس اللي معاه هو المسؤول الأول عنها ..
اليوم يحاول يضبط تركيزه على قد مايقدر رغم انه البارحه تعبان وسهران طول الليل في المستشفى مع بنته احلام اللي طلقها زوجها في شهرها السادس وحالتها النفسيه السيئة ادت لولادتها مبكرة ..
اليوم تأخر على البنات بس الحمد لله ان مديرة مدرسة السبيل تراعي ظروف البعد وماحاسبتهم رغم انهم مادخلوا المدرسة الا الساعه 10 ونص ..
اخذته الأفكار لبنته وحالتها ومستقبل ولدها اللي محد يدري يكمل حياته ولا يكون شفيع لها ويرحمه ربي من اليتم والشحططه مع زوج ام ولا زوجة اب …
احكم النوم سلطانه ..
وسرقه على حين غفلة منه ..
واستسلم وبدون مقاومه ..
لأن التعب اخذ منه والإرهاق نال منه ..
مالت السيارة على اليسار في الطريق المزدوج الواسع ..
ماانتبه لنفسه الا بعد فوات الاوان ..
حاول يتفادى الونيت اللي محمل شعير وبرسيم ومتجه لقرية السبيل ..
بس القدر كان اسرع والسيارة اقوى والصدمه اكبر واكبر للي في جيمس العم ابو سعد ..
انقلابات عدة
وصراخ وصوت فاطمة يعلو بالشهادة وذكر الله
وساميه تصرخ بهلع
واميرة سكتت من هول الصدمه وكثرة الأرتطامات وهي تنتظر النهاية وش بتكون ..
وسارة اللي فزت من نومها على كابوس مخيف ..
أصواتهم علت ثم علت ثم خفتت ثم سكتت واختفت