رد : بأي ذنب قتلت قصة
البارت السادس
خضعت تحت إلحاحها ودموعها وفكرت كيف ألبي لها طلبها فقررت العودة إلى طريق الظلمات في الحقيقة كنت لا ارغب بحرمانها من أي شيء ولا أريد أن تشعر بأنها اقل من صاحباتها.
بعد مرور عدة أيام ذهبت إلى المرقص ورأيت بعض الشباب الذين دعوني لجلوس معهم ،بعد انتهاء السهرة اتفقت مع احدهم على المبلغ وذهبت معه إلى إحدى الشقق.
وأثناء تواجدي معه في غرفة النوم أحسست بان قلبي كاد أن يتوقف وأنا أرى رجلاً يدخل وبيده الكاميرا ليصورني
خفت كثيرا وانعقد لساني ولم استوعب أي شيء حتى دخلت الشرطة النسائية وتم تقيدي، بكيت وأنا اكتشف انه كمين عضضت شفتي ندماً وكانت ألف فكره وفكره تراودني وتم اقتيادي إلى الفحص الطبي.
في غرفة التحقيق صدمتَ عندما رأيت واحده من زميلات الدراسة، كانت هي المحققة في قضيتي....... وكان تصرفها تجاهي أنها تجاهلتني تماما كأنها لا تعرف من أنا ومن أكون.
تم جري إلى التوقيف، جلست بزنزانتي ابكي، لماذا يا رب لماذا؟؟؟
أنت تعلم بحالي وغيرك لا يعلم أنت تعلم بخفايا النفوس وغيرك يحكم على ظواهرها، دمرت حياتي بأكملها بعد سجني فقد طالب طليقي بحضانة
ابني بحجه إنني لا أصلح لتربيته ،وقام صاحب الشقة برفع شكوى على بسبب عدم دفعي للإيجار.
خسرت طفلي...... وخسرت سكني ...........وتم وضعي بالقائمة السوداء ......وأصبحت مراقبه من قبل الأمن.
يا ترى ما الذي يتوقعونه مني بعد خروجي من السجن، أن اعمل ومن سيقوم بتوظيفي؟؟ وكيف سوف أعيش؟؟ أنا على يقين إنني سوف أعود إلى درب الظلام
لم يستمع أحد إلى قصتي، وما الذي أتى بي إلى السجن، لم يراعي احد ظروفي ، تعرضت للظلم كثيرا فأهلي لم يتفهموني عندما أحببت بل أجبروني على الحمل من حبيبي ووضعهم أمام الأمر الواقع.
لم يناقشوا معي موضوعي ومشكلتي ،لم أكن بالنسبة لهم مجرد مراهقة أذنبت وارتكبت أول أخطائها بالحياة، بل تعاملوا معي كمجرمة ، ضربوني ورموني في الشارع لأتزوج من هذا الزوج الخائن الذي لم تمض سنه على زواجي منه لأكتشف علاقاته النسائية.
لم يرغب بي احد حتى أهلي رفضوا عودتي إلى المنزل وأجبروني على تحمل ثمن غلطتي ، فوالدي مشغول مع زوجته الشابة يدللها و يتناسى إنني ابنته ومن صلبه
و أمي مشغولة بحب اخوي الكبيرين ،من يراها يعتقد بأنها تعبدهم ولا يهمها أحد بالدنيا غيرهما.
أما مجتمعنا الذي لا يرحم المطلقات ،وينظر إليهم نظرة سيئة كان المرأة هي المجرمة والرجل هو المجني عليه حتى ابني سوف يكرهني ولم يفهم كيف كانت الحياة صعبه ، فطليقي سوف يسعى إلى تشويه صورتي ويملأ عقله الصغير بالأفكار السيئة عني ويجعله يمقتني ولا يرغب بمشاهدتي.
حكم علي بالحبس لمدة ستة أشهر و بعد خروجي اتصلت بإحدى الفتيات التي تعرفت عليها بالسجن وكانت قد خرجت قبلي ، سكنت لديها وعدت إلى مصيري إلا وهو المرقص ودرب الحرام.
ماذا يفكر الرجال عندما يدعوننا بالعاهرات، إلا يعلمون بأننا ضحايا في مجتمع لا يرحم ،بأننا بعنا أجسادنا لهم بسبب قسوة الحياة وظروفها..... كي نعيش........ كي نجد سقفاً يلمنا........ كي نجد اللقمه عندما نجوع .......كي نضوي عطشنا .....كل هذا فقط كي نعيش.
هل سوف يتكرم رجل بدفع مبلغ من المال لامرأة محتاجة من دون أن يطمع بها وبجسدها........ أنه يمقت المرأة الشريفة حتى لو قال أنه يحترمها ....... أنه يتجاهل دموعها وتوسلاتها ويكتم غيضه منها ويراودها على نفسها حتى تزل وبعدها يصفها بأبشع الصفات....... و دائما يبحث عن الفتيات الرخيصات كي يزهو بنفسه ويتفاخر بعمله ويردد أمام الجميع لقد اشتريتها بمالي.
أن الرجال هم السبب في كل مصائب المرأة ،الدنيا ليست بقذرة بل البشر الذين فيها هم من جعلوها قذرة هم القذرون.
أحيانا نذهب إلى بعض الزبائن فيقومون برفضنا أو محاولة تخفيض السعر
باساً لهم هل يضنون أن أجسادنا سلعا حتى يتفاوضوا معنا على السعر.
ومن أسوء المواقف التي صادفتها عندما قام احد الزبائن بضربي ضربا مبرحا وسرق هاتفي ومحفظتي وضحك علي وقال باستهزاء اذهبي إلى الشرطة وتقدمي بشكوه ،وعندما رفعت يدي للسماء أدعو عليه زاد استهزائه وقال لي هل تظنين أن الله سوف يسمع شكوى عاهرة مثلك.
حتى لو كنت مجرد عاهرة بنظره فانا مازلت إنسانة وفوق هذا أنا مظلومة،
من يسمع شكواي إذا زادت أللامي، من مسح دموعي إذا سالت على خدي، ومن يهون علي أذا زادت همومي، من لا احد صدقوني لا احد.
يتبع