· الاستفهام : طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل , ومنن أدواته حرفان هما : الهمزة وهل. · يطلب بالهمزة أحد أمرين : أ- التصور : وهو إدراك المفرد , وفي هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسؤول عنه ويذكر له في الغالب معادل بعد " أم " . - أخالد فاز بالجائزة أم أسامة ؟
ب- التصديق :وهو إدراك النسبة , وفي هذه يمتنع ذكر المعادل . - أتصهر النار الأحجار ؟ * يطلب بهل التصديق و يمتنع معها ذكر المعادل . - هل تنام الطيور في الليل ؟ * للاستفهام أدوات أخرى غير الهمزة وهل وهي : (( من – ما – متى – أيان – كيف – أنّى – كم – أي ))
وهذه الأدوات جميعها أسماء , ويطلب بها التصور , ولذلك يكون الجواب معها بتعيين المسؤول عنه .
· خروج الاستفهام عن حقيقته : - يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي الى معاني أخرى تفهم من السياق وهي : 1- النفي : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض النفي . قال تعالى " فمن يهدي من أضل الله " أي لا أحد يهدي من يضل الله .
2- التعجب : يخرج الاستفهام عن حقيقته الى غرض التعجب . قال تعالى " مالِ هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق " أي يتعجبون من كونه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق .
3- التمني : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التمني . قال البارودي : هل من طبيب لداء الحب أو راقي يشفي عليلا أخا حزن و إيراق ؟ أي يتمنى البارودي أن يكون له طبيب من حبه ولكن الحب ليس له من شافي أو طبيب .
4- التقرير : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التقرير . قال الله تعالى على لسان فرعون مخاطبا موسى عليه السلام " ألم نربك فينا وليدا " فهو يعرف جواب هذا السؤال وموسى يعلم ولكن هو يريد من موسى أن يقر بذلك .
5- التعظيم: يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التعظيم . قال أبو فراس الحمداني مفتخرا : أضاعوني و أي فتى أضاعوا ليـــوم كريـهة وســـداد ثــغر فهو هنا لا يسأل عن نفسها فهو يعرفها ولكن قصده هنا تعظيم نفسه والإعلاء من شانها.
6- التصغير والتحقير : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التحقير . يقول الله تعالى على لسان المشركين " أهذا الذي بعث الله رسولا " فالمشركين لا يتسآلون عن الرسول الكريم ولكن يريدون من سؤالهم هذا تصغير النبي وتحقيره .
7- الاستبطاء : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض الاستبطاء . طال بي الشوق ولكن ما التقينا فمتى ألقاك في الدنيا ؟ وأينا ؟ الشاعر هنا استبطأ لقيا من ينتظره فسأل تذكيرا له واستبطاء له .
8- الاستبعاد : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض الاستبعاد . يقول جرير راثيا ولده : قالوا: نصيبك من أجر فقلت لهم : كيف العزاء وقد فارقت أشبالي أي : بعيد العزاء عني وقد فارقت ولدي .
9-الإنكار : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض الإنكار . أ أترك إن قلت دراهم خالد زيارته ؟ إني إذن للئيم ينكر الشاعر على نفسه أن تترك زيارة خالد إذا قلت دراهمه فالاستفهام للإنكار .
10- التهكم : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التهكم . قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام " فراغ الى آلهتهم فقال ألا تأكلون " فهو هنا لا يسأل حقيقة لأنه يعرف أنهم لا يأكلون ولكنه يسأل على سبيل التهكم .
11- التسوية : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التسوية . قال المتنبي : ولست أبالي بعد إدراكي العلا أكان تراثا ما تناولت أم كسبا همزة الاستفهام هنا جاءت للمساواة بين ما كسبه المتنبي في حياته وما ورثه ممن قبله .
12- التشويق : يخرج الاستفهام من حقيقته الى غرض التشويق . قال تعالى "قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " فإبليس اللعين لا ينتظر جواب آدم لكي يدله على الشجرة ولكنه جاء بالسؤال بغرض التشويق ولكي يشد انتباه آدم الى الجواب .
· وكل هذه الأغراض نستدل عليها عن طريق القرائن السياقية في الكلام .
أسلوب التمني
· التمني : طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله , إما لكونه مستحيلا , وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله . - ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب الشاعر هنا يطلب شيء مستحيل الرجوع وهو الشباب وهو لا يطلبه ليجاب طلبه بل ليظهر شدة حاجته الى المُتمنى , وتمناه بلفظ " ليت " . - " يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون " قوم موسى يتمنون أن يعطيهم الله مثل ما آتى الله قارون , وهو أمر ممكن الحصول ولكنه صعب بعيد المنال . · اللفظ الموضوع للتمني ( ليت ) , وقد يتمنى بهل , ولو , ولعل . لغرض بلاغي . · إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا , ويعبر فيه بلعل أو عسى , وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغي .
- عل الليالي التي أودت بفرقتنا جسمي ستجمعني يوما وتجمعه
فالشاعر يرجو أن تجمعه الليالي بمن أضناه فراقه , وهذا أمر لا يمتنع حدوثه وهو ليس مستحيلا .
- " فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده " المؤمنين يرجون من الله الفرج وهو أمر ممكن الحدوث فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء . فالأسلوب إنشائي نوعه التمني وغرضه الرجاء .
· الغرض البلاغي في ( هل ) و ( لعل ) هو إبراز المتمنى في صورة المتمنى في صورة الممكن لكمال العناية به والتشوق إليه . والغرض في " لو " هو الإشعار بعزة المتمنى وندرته إذْ أن " لو " تدل بأصل وضعها على امتناع الجواب لامتناع الشرط .
- ولى الشباب حميدة أيامه لو كان ذلك يشترى أو يرجع جاءت " لو " للتمني بعودة التمني , وهذا مما يعز على الإنسان ومما لا يمكن عودته أبدا ولكن تمنيه بـ " لو " يجعله وكأنه مكن الحدوث .
- " لو أن لنا كرّة فنكون من المؤمنين " العودة بعد الحساب غير ممكن أبدا ولكن لأهميته يجعله المشركون كأنه ممكن الحدوث وذلك بتمنيه بـ " لو " .
· الغرض في استعمال ( ليت ) للترجي هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله . ليت الملوك على الأقدار معطية فلم يكن لدنيء عندها طمع استعملت " ليت " للترجي على عكس استعمالها الأصلي وذلك للإشارة على كون المتمنى عزيزا بعيد المنال مع انه غير ذلك فهو ممكن الحصول . فالمتنبي هنا أشار الى أن العطايا يجب أن تكون على قدر الناس المعطى لهم , وهو أمر ممكن الحدوث , ولكن المتنبي بتمنيه بـ" ليت " أنزله منزله الممتنع الحدوث .