كيف سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد ثبت في الحديث الصحيح أن هذا السحر وقع في المدينة ، عندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وبعد أن قامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يَزَل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيما يحدث به الناس ، واستمر يكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثَّر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها :" إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه " وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جُرح يوم أحد ، وكُسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم . والحمد لله رب العالمين .
عمرة عن عائشة قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه
يقال له : لبيد بن أعصم ، و كانت تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي
صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه وسلم يذوب و لا يدري ما وجعه ، فبينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند
رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما وجعه ؟ قال
: مطبوب . فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه ؟ قال : بمشط و
مشاطة و جف طلعة ذكر بـ ( ذي أروى ) ، و هي تحت راعوفة البئر . فاستيقظ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عائشة فقال : يا عائشة ! أشعرت أن الله قد
أفتاني بوجعي ، فلما أصبح غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و غدا أصحابه معه
إلى البئر ، و إذا ماؤها كأنه نقيع الحناء ، و إذا نخلها الذي يشرب من مائها قد
التوى سيفه كأنه رؤوس الشياطين ، قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت
الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم و من مشاطة رأسه ، و
إذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و إذا فيها إبر مغروزة
، و إذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فأتاه جبريل بـ ( المعوذتين ) فقال : يا محمد
*( قل أعوذ برب الفلق )* و حل عقدة ، *( من شر ما خلق )* و حل عقدة حتى فرغ
منها ، و حل العقد كلها ، و جعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك
راحة . فقيل : يا رسول الله ! لو قتلت اليهودي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : قد عافاني الله عز وجل ، و ما وراءه من عذاب الله أشد ، قال : فأخرجه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد ثبت في الحديث الصحيح أن هذا السحر وقع في المدينة ، عندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وبعد أن قامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يَزَل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيما يحدث به الناس ، واستمر يكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثَّر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها :" إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه " وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جُرح يوم أحد ، وكُسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم . والحمد لله رب العالمين .
انظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 8/ 149 ).
وكذلك حديث
عمرة عن عائشة قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه
يقال له : لبيد بن أعصم ، و كانت تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي
صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه وسلم يذوب و لا يدري ما وجعه ، فبينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند
رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما وجعه ؟ قال
: مطبوب . فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه ؟ قال : بمشط و
مشاطة و جف طلعة ذكر بـ ( ذي أروى ) ، و هي تحت راعوفة البئر . فاستيقظ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عائشة فقال : يا عائشة ! أشعرت أن الله قد
أفتاني بوجعي ، فلما أصبح غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و غدا أصحابه معه
إلى البئر ، و إذا ماؤها كأنه نقيع الحناء ، و إذا نخلها الذي يشرب من مائها قد
التوى سيفه كأنه رؤوس الشياطين ، قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت
الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم و من مشاطة رأسه ، و
إذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و إذا فيها إبر مغروزة
، و إذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فأتاه جبريل بـ ( المعوذتين ) فقال : يا محمد
*( قل أعوذ برب الفلق )* و حل عقدة ، *( من شر ما خلق )* و حل عقدة حتى فرغ
منها ، و حل العقد كلها ، و جعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك
راحة . فقيل : يا رسول الله ! لو قتلت اليهودي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : قد عافاني الله عز وجل ، و ما وراءه من عذاب الله أشد ، قال : فأخرجه .