راشد الماجد لقى عجوز ضايعه في الشارع
اخذها في سيارته وقامت تدعيله
سألها ماعرفتيني؟
قالت: لأ منو انت؟
قالها انا اللي صوري في كل مجله وجريده وفي كل قناة وراديو وفسلاسل البنات ودفاتر الاطفال
شهقت العجوز وقالت:
وووووووووووووه انت سبونج بوب؟؟
نسعى لأرزاقنا
باذلين قصارى جهدنا لتحصيلها،
غافلين عن أعظم أسباب الرزق وأقواها الصلاة ،
تأمل رزق مريم حين كان يتنزل عليها في المحراب مكان صلاتها ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا )
و زكريا بشر بالولد (و هو قائم يصلي)
وفي كتاب الله ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك)
فـ رزقنا مربوط بـــ مواضع سجودنا ..
شد انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة ..*
فأخذت أقرأها*
سافر أب إلى بلد بعيد تاركاً زوجته وأوﻻده الثﻼثة..*
سافر سعياً وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حباً جماً ويكنون له كل اﻻحترام*
أرسل اﻷب رسالته اﻷولى إﻻ أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى اﻷحباب..*
وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين ﻵخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم*
ومضت السنين*
وعاد اﻷب ليجد أسرته لم يبق منهم إﻻ ابناً واحداً فقط فسأله اﻷب: أين أمك؟؟*
قال اﻻبن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا ماﻻً لننفق على عﻼجها فماتت*
قال اﻷب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة اﻷولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغاً كبيراً من المال*
قال اﻻبن: ﻻ.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟*
قال اﻻبن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم*
تعجب اﻷب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ*
رد اﻻبن قائﻼ: ﻻ.. قال الرجل: ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله... وأين أختك؟*
قال اﻻبن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال اﻷب ثائرا: ألم تقرأ هي اﻷخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج*
قال اﻻبن: ﻻ لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة..*
دائما نجملها ونقبلها*
ولكنا لم نقرأها*
تفكرت في شأن تلك اﻷسرة*
وكيف تشتت شملها وتعست حياتها ﻷنها لم تقرأ رسائل اﻷب إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها*
ثم نظرت إلى المصحف..*
إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب*
إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤﻻء اﻷبناء رسائل أبيهم*
إنني أغلق المصحف وأضعه في مكتبي ولكنني ﻻ أقرأه وﻻ أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها*
فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على أن ﻻ أهجره أبداً