vogue grl
New member
- إنضم
- 20 يوليو 2007
- المشاركات
- 6,099
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Over The RainBoW
- الموقع الالكتروني
- twitter.com
فولتير وروسو
فولتير و روسو لم يكن أحدهما يطيق الآخر ، وبالرغم من هذا فقد ارتبط اسماهما معاً ، فهما كما يقال سبب اندلاع الثورة الفرنسية وسقوط النظام الملكي في فرنسا ، فكتاباتهما العنيفة التي كانوا يصبون لاذع فكرها على أسرة البوربون الحاكمة وتهافت الشعب على قراءة ما يكتبونه جعل قيادات من الجيش تغامر في إطاحة هذا النظام الذي جرع شعبه البؤس والفقر0
أما فولتير فقد كانت كتاباته ثرية وخصبة يغذيها عقله الخصب وفكره المتألق الذي لا يكل ولا يمل من الكتابة والتأليف ، فقد استطاع فولتير أن يكتب ما يقارب التسعة والتسعين مؤلفاً طوال مشوار حياته ، اتسمت هذه الكتابات بالعقلانية ونور الحكمة على عكس غريمه روسو الذي كان مقلاً في نتاجه الفكري ، فكانت أشهر أعماله لا تتجاوز أصابع اليد العشرة ولكن عمقها الفكري مكنها من مقارعة أعمال فولتير أحد أعظم فلاسفة القرن الثامن عشر، أما أسلوب روسو فقد كان عاطفياً رومانسياً حالماً بعيداً عن الواقعية فكان رجال الثورة من نتاج فلسفته وفكره فعاثوا في الأرض فساداً وعتواً كما أن دكتاتورات الحروب من أمثال هتلر وموسيليني هما أيضاً من نتاج فلسفته أما رجال الفعل الحاسم والإدارة الحازمة والعقلانية في التعامل من أمثال روزفلت وتشرشل فكانوا نتاجاً لفلسفة فولتير0
يقول فكتور هيجو عن فولتير : اسم فولتير يصف القرن الثامن عشر كله ، لقد أمضى فولتير حياته كلها في العمل ، فلقد كان لإيطاليا نهضة ولألمانيا إصلاح ولفرنسا فولتير 0
أما وول ديورانت فقد كتب عنه أجمل فصول كتابه الشهير ( قصة الفلسفة ) وكان واضحاً جداً تأثره به وإعجابه بسيرته وشخصيته وطريقته في كتابة التاريخ 0
أما الملك لويس السادس عشر فقد قال عنهما بعد أن رأى اضمحلال مملكته : لقد ضيع هذان الإثنان فرنسا0
ولو شرعنا في استعراض حياتهما بإيجاز وبدأنا بفولتير فإننا سنقول أنه ولد في باريس سنة 1694م ودخل سجن الباستيل سنة 1717م وعندها لقب بـ فولتير وكان اسماً مستعاراً يكتب من خلاله قبل الباستيل واسمه الحقيقي فرانسوا ايريت 0
بعد أن لمع اسمه في آفاق فرنسا بل وأوروبا أحاطت به الطبقة المثقفة والطبقة الأرستقراطية وأحالته إلى أعظم مثقف في العالم وظل ولمدة ثماني سنوات يحظى بضوء الرعاية الحكومية فكان نبراس الصالونات الأدبية الباريسية 0
وفي إحدى الليالي حدث كلام بين فولتير الذي لم يكن يميزه عن النبلاء إلا نبوغه وشهرته وبين النبيل ( دي روهان ) الذي خاطبه : من هذا الشاب الذي يتحدث بصوت عال 0 فأجابه فولتير على الفور : يا سيدي إن من يتحدث لا يحمل اسماً كبيراً ولكن ينال احترام الناس باسمه 0
وبعد ذلك دفع اللورد جماعة من الأوغاد للإعتداء على فولتير ليلاًَ وقال لهم : اضربوه في كل مكان من جسده إلا رأسه فلعل عقلاً كبيراً سيخرج منه 0ثم صدرت الأوامر بنفيه إلى انجلترا فسافر إليها وبقي لمدة ثلاث سنوات حيث حضر دفن جثمان العالم الفيزيائي ( اسحاق نيوتن ) الذي كان فولتير معجباً به أشد ما يكون الإعجاب فقد درس أبحاثه وقوانينه ووعاها جيداً وتأمل الموكب الحكومي المهيب في دفن جثمان هذا العالم بالرغم من أنه ليس نبيلاً ولكنه من الطبقة المتوسطة فاندهش إعجاباً من الإنجليز وثقافتهم 0
رسائل عن الإنجليز
وفي انجلترا شرع فولتير بدراسة اللغة الإنجليزية وقد اندهش من جو الحرية الذي ينعم به أدباء انجلترا من أمثال بوليتنج روك و بوب و أديسون 0
في انجلترا شعب له آراؤه الخاصة وشعب أصلح دينه وشنق مليكه وأنشأ مجلساً نيابياً أقوى من أي حاكم في أوروبا ، كما أنه لا يوجد باستيل في انجلترا وهنالك ثلاثون مذهباً مختلفاً ينعمون جميعهم بكامل الحرية !!
لا يسع المرء إلا أن يعجب من السرعة التي استوعب فيها فولتير آداب انجلترا وعلومها وفلسفتها ، فلقد جمع كل هذه العناصر المختلفة من المعرفة وسكبها بنار الثقافة والروح الفرنسية وأسماها ( رسائل عن الإنجليز ) 0
لقد هاجم في هذا الكتاب الطبقة الأرستقراطية الكسولة في فرنسا ورجال الدين الذين يجمعون الأعشار والتبرعات كما هاجم الباستيل والإضطهاد الفكري 0
وفي عام 1729م أذن العرش لفولتير بالعودة إلى فرنسا فرجع إليها وتمتع بـ خمس سنوات أخرى من الكرامة إلا أن كتابه ( رسائل عن الإنجليز ) وقع في يد ناشر لئيم فنشره بدون علم فولتير مما دعا السلطات إلى إصدار الأوامر بالقبض على فولتير فهرب 0
وفي أخريات حياته اشترى ضيعة في إحدى ضواحي جنيف وأسماها ( النعيم ) بعيداً عن مطاردة حكام باريس وبرلين المستبدين 0
عندما كتب فولتير التاريخ لم يتحدث عن الملوك والأمراء بل تحدث عن الحركات والقوى والجماهير وكان يتناول الجنس البشري لا الدول ويتكلم عن العقل البشري وتطوره لا عن الحروب والأزمات ، وهكذا أنتج فولتير أول فلسفة عن التاريخ وأول محاولة لتتبع الأسباب الطبيعية في تطور العقل البشري 0
بعد أن أقام في منزله ( النعيم ) كما كلن يسميه كان يزرع أشجار الفاكهة وكان سعيداً جداً في حياته يقابل كل طبقات الناس ويقابلهم جميعاً بمستوى واحد من الأخلاق والنبل 0
لقد زاره في منتجعه جميع مثقفوا العالم من الرهبان المعجبين به والأرستقراطيون الأحرار والسيدات المثقفات وثوار عصر التنوير كما قصده من خارج فرنسا العديد من مثقفوا وأدباء العالم ولكنهم من كثرة أعدادهم كانوا قد أرهقوا فولتير وكبدوه العديد من النفقات وكان يشكو من ذلك بقوله : إنه أصبح مديراً لفندق أوروبا كلها!!!
من أشهر أعماله ( روايد كنديد ) وقد كتبها في أخريات حياته كما أنه قد اتخذ شعار( اسحقوا العار ) وحرك روح فرنسا كلها ضد الكنيسة ولكن الكنيسة عرضت عليه منصب – كردينال – في محاولة للوصول معه إلى صلح ولكنه رفض العرض وفي المقابل أوقف هجومه وتوقف عن كتابة سلسلة رسائله الشهيرة ( أوقفوا العار ) وشرع بعدها في كتابة رسائل عن التسامح الديني 0
أما روسو فسنقول عنه :
ولد جان جاك روسو من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712 ، وقد تميزت حياة روسو ومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، فبعد ولادته بأسبوع توفيت والدته لتتركه يتلقى العناية من الآخرين ، وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتابه ( الإعترافات ) : لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً ، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي ، هذه الولادة التي كانت أولى مصائبي 0
لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية مثل خطاب عن التاريخ العام من تأليف بوسويه ومحاورات الموتى لفونتينيل وبعض مؤلفات فولتير و بلوتارك 0
بعد دخول والده في مشاجرة عنيفة واعتدائه بالضرب على الغير واضطراره للهرب من جنيف خوفاً من ملاحقة العدالة له، بدأت حياة الشقاء والتشرد تلاحق روسو لتبني شخصيته المعقدة. فقد أدخل في مدرسة بقي فيها سنتين اضطر لتركها بعد ان أخضع ظلماً لعقاب صارم. وبعد المدرسة وضع ليتعلم على أيدي أحد النقاشين حرفة النقش ولكن ظلم معلمه وجوره اضطراه للهرب من جنيف ليقيم عند سيدة محسنة في مدينة آنسي الفرنسية، والتي بدورها دفعته للتخلي عن المذهب البروتستانتي واعتناق المذهب الكاثوليكي وهو في السادسة عشرة من عمره. وبعد ذلك وبسبب حاجته للمال أخذ روسو ينتقل من عمل لآخر دون ان يجد ما يرضيه أو يوفر له الاستقرار، فمن سكرتير عند سيدة عجوز وحاجب عند آخر إلى مؤلف ومدرس موسيقى ومن ثم إلى منصب سكرتير لسفير فرنسا في البندقية والذي سرعان ما قدم استقالته منه ليعود إلى باريس ليعمل سكرتيراً ومن ثم في التنقيح الموسيقي0
وما أن وصل روسو باريس حتى تمكن من مخالطة ألمع أدباء فرنسا من أمثال مدام دوبان ومدام دي بروجي ومارينو وفونتيل وديدرو ، ووضع أول تصميم موسيقي له بمسمى ( عرائس الشعر المغنجات ) 0
تقرر تعيين روسو في سفارة فرنسا لدى البندقية بوظيفة سكرتير للسفير هناك ولكن روسو ابدى استياؤه من هذا السفير الذي كان محدود الفهم والمعرفة والذكاء ، فقدم استقالته وعاد إلى فرنسا وتعرف على خادمة لدى إحدى سيدات المجتمع الباريسي وتعدى ( تيريز) واتخذها خليلة له0
أقام روسو حفلة موسيقية وعزفت مقطوعته ( عرائس الشعر ) ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً ثم حاول بعدها أن ينقح مقطوعة موسيقية بعنوان ( أعياد رامير) كان قد ألفها الموسيقي رامو وهي من كلمات غريمه ( فولتير) ، لم يشأ روسو أن يمس أشعار فولتير دون إذن منه فكتب إليه يطلب موافقته بهذا الخصوص واستلم منه جواباً بالغ اللطف والمجاملة ، هكذا بدت العلاقة بين هذين الرجلين اللذين أصبحا فيما بعد عدوين لدودين0
وفي عام 1749م قرأ روسو في مجلة ( مركوردي فرانس ) مسابقة في المقال بعنوان ( هل أسهمت النهضة العلمية والفنية في إفساد الأخلاق أم في إصلاحها ؟ ) فقرر روسو الإشتراك في هذه المسابقة بتشجيع من صديقه ( ديدرو ) وحاز المركز الأول ونال جائزة المسابقة 0 يقول روسو عن هذه التجربة : ومنذ ذلك الحين كتبت صك شقائي بيدي ، إن جميع البلايا التي أحاقت بحياتي فيما بعد كانت نتيجة حتمية لتلك اللحظة التي ارتكبت فيها ذلك الضلال ) 0
نشر ديدرو مقال روسو حول العلم والأخلاق ، وأثيرت ضجة كبرى في فرنسا بل وفي أوروبا كلها حول هذا المقال وانشغل روسو بالرد على منتقديه ومن بينهم بالطبع غريمه الشهير فولتير إلا أن ملك فرنسا نفسه لم يسلم من رد روسو المفحم الذي ألجمه إياه بعد أن قرر دخول الجدال0
بعد الضجة الكبرى التي أثارها مقال روسو حول العلم والأخلاق بدأت الشهرة تحيط بروسو حيثما ارتحل وفي أي مكان قام فيه أو نزل ، ولكن مرضاً نفسياً بدأ يقرع أبواب روسو ويؤرقه ويتعبه ما تبقى له في الحياة من عمر ، فقد بدأ يشك في كل شيء حوله ، حتى في تيريزا التي هجرت أهلها وعملها من أجله ، ووصل حد المرض عنده أن أضحى لا يأكل إلا من الطعام الذي أعده بنفسه !!
بعد ذلك كتب روسو مسرحيته الشهيرة ( عراف القرية ) ونال منها شهرة واسعة حتى تم تمثيلها في بلاط الملك وحينها طلب الدوق دومان أن يقدم روسو إلى الملك ولكن روسو رفض فحاولت تيريزا مع صديقه ديدرو إقناعه في ذلك فتوهم أنهما يتواطآن ضده ، ومن هنا انصدعت أواصر صداقته مع ديدرو أما تيريزا فتحملته وصبرت عليه كما صبرت عليه من قبل وكما ستصبر عليه لاحقاً0
رحل روسو إلى موطنه جنيف في سويسرا وهنالك احتفى به مواطنوه احتفاءً كبيراً ، وظل هناك ما يقارب الأربعة أشهر وبعدها عاد إلى باريس0
اشتهر روسو بحبه للتنزه والمشي ، فهو يقول : لا يمشي رأسي إلا مع رجلي 0 وإن قلت إن حياة روسو كلها تنزه فإنك لم تفارق الحقيقة ، فقد زار كل المقاطعات الفرنسية والسويسرية سواءً رغبة أم اضطراراً ، كما أنه قصد البندقية وانجلترا ولوكسمبورغ0
وفي إحدى أيامه الصيفية حيث كان يتنزه في وسط الغابة التقى بـ مدام دوتدو فأعجب بها كما أنها لم تسطع كتمان عشقها له ، فشب الغرام بينهما أفلاطونياً أو قل عذرياً وقد أطفآه برسائل الحب والود0
كتب روسو كتابه الشهير ( ايميل ) وسخط عليه رجال الدين سخطاً شديداً وصبوا عليه لاذع تهديدهم وتحذيرهم ، كما سخط عليه الملحدون الذين ضجت بهم فرنسا حينذاك حتى أصبح روسو بين ناري المسيحية والفلسفة بالرغم من كراهية الفريقين لبعضهما البعض إلا أن اتفاقهما كان على روسو!!
لم يمض عشرون يوماً على نشر روسو لكتابه ايميل حتى حكم عليه البرلمان الفرنسي بالسجن في حزيران 1762م فهرب إلى سويسرا وبعد أربعة أيام من قدومه إليها حكم عليه مجلس جنيف بالسجن ، فقال روسو : كان قد أثير ضدي في كل أوروبا صراخ لعنة هائج لم يسبق له مثيل 0 فغادر إلى مدينة نومشتيل الواقعة تحن حكم ملك بروسيا فريدريك الثاني ثم تبعته تيريزا فأقاما هناك لبضعة أيام بسلام 0
بعد ذلك ظهرت مقالة انتقادية عنيفة لروسو عزاها البعض لفولتير أثارت الرأي العام ضده فهاجمه الفلاحون ذات ليلة في بيته ورموه بالحجارة حتى أصيب ، فقرر بعدها الرحيل إلى انجلترا 0
وصل روسو إلى انجلترا واستقبله الفيلسوف الشهير ديفيد هيوم وأسكنه ضاحية صغيرة بالقرب من العاصمة لندن حيث تمكن من تأليف كتابه ( اعترافات ) 0
عاود المرض النفسي روسو في لندن فتوهم أن هيوم أغراه بالمجيء إلى انجلترا لكي يسخر منه ويحقره ، وأخذ يتهم هيوم ويكيل له الرسائل واحدة تلو الأخرى 0
بدأت رسائل فولتير تشن هجومها على روسو وأفكاره حتى شرعت نوبات الصراع النفسي تجد لها ملعباً ومترعاً في نفس روسو فأصبح يتوهم أن الجميع يضطهدونه ، وبعدها قرر الرحيل من انجلترا ليعود إلى فرنسا0
كان الدوق دي شوازيل وزير خارجية فرنسا قد سمح لروسو دخول باريس بعد أن منعه البرلمان من دخولها سابقاً بسبب كتابه ايميل0
وفي باريس وجد شاباً انجليزياً مثقفاً فاودعه كتابه اعترافات وأوصاه بنشره بعد وفاته ، وفي باريس عاد إلى مهنته القديمة كـناسخ نوتات كي يتمكن من العيش ، وفي وقت ملله وسأمه كان يخرج إلى التنزه في غابات سان كلو مع صاحبه الروائي الشهير ( برناردان دي سان بيير ) وخلال هذه الفترة كتب كتابه ( تأملات متنزه منفرد ) 0
استمر روسو على هذه الحال حتى مات ، وقيل في وفاته الشيء الكثير ويرجح أن الوفاة حصلت من تسمم في الدم ناتج عن مرض مزمن في المرارة رافق روسو طيلة حياته كما قيل أن تيرزا ضربته بآلة حادة حتى قتلته ولكن الطب الشرعي برأها من ذلك ، ودفن روسو في جزيرة صغيرة تدعى جزيرة الحور0
وفي عام 1794م قررت الحكومة نقل رفاته إلى البانتيون ( مقبرة العظماء ) ليرقد بجوار عدوه اللدود وخصمه الشهير فولتير ،
أقيم احتفال رسمي بنقل رفات روسو ، فمشى الموكب من قصر التويلري إلى البانتيون مؤلفاً من فئات ترمز كل فئة إلى كتاب من كتب روسو ، فكان أمام أعضاء الحكومة حاجب يحمل العقد الإجتماعي وكانت الأمهات مع أطفالهن يرمزون إلى كتاب ايميل وموسيقيون يعزفون ألحاناً من عراف القرية 0
وبعد أن استطاع الملكيون إعادة الحكم إليهم ذهبوا سراعاً إلى البانتيون ونبشوا قبر روسو و فولتير ورموا برفاتهما في الشارع ثم أمروا الجرافات بسحق هذه العظام البالية والتي كان صاحباها قد أسقطا حكماً ملكياً برمته استطاع أن يحكم فرنسا قروناً من الزمان0
من أشهر مقولات فولتير :
• من لا يعمل لا قيمة لحياته وكل الناس أخيار إلا الكسالى 0
• الكتب تحكم العالم الذي له لغة مكتوبة أما بقية الشعوب فلا تهم 0
• التاريخ ليس سوى مجموعة من الأباطيل والخدع التي نلعب بها على الأموات بحيث نحول الماضي ليتناسب مع رغباتنا في المستقبل 0
• جرد التاريخ من الفنون وتقدم العقل فلن تجد شيئاً 0
• إن تاريخي وموضوعي هو تاريخ العقل البشري 0
• الشعوب القديمة كانت تؤمن بخرافات وأساطير من وضع وابتكار القساوسة والكهنة والرهبان 0
ومن أشهر مقولات روسو :
• ولد الإنسان حرا إلا أنه مكبل في كل مكان بالأغلال0
• إن الأقوى لا يبقى أبدا على جانب كاف من القوة ليكون دائما هو السيد ان لم يحول قوته إلى حق، والطاعة إلى واجب0
• حيث إنه ليس لإنسان سلطة طبيعية على أقرانه وان القوة لا تنتج أي حق، فإن الاتفاقات تبقى إذن هي الأساس لكل سلطة شرعية بين البشر 0
فولتير و روسو لم يكن أحدهما يطيق الآخر ، وبالرغم من هذا فقد ارتبط اسماهما معاً ، فهما كما يقال سبب اندلاع الثورة الفرنسية وسقوط النظام الملكي في فرنسا ، فكتاباتهما العنيفة التي كانوا يصبون لاذع فكرها على أسرة البوربون الحاكمة وتهافت الشعب على قراءة ما يكتبونه جعل قيادات من الجيش تغامر في إطاحة هذا النظام الذي جرع شعبه البؤس والفقر0
أما فولتير فقد كانت كتاباته ثرية وخصبة يغذيها عقله الخصب وفكره المتألق الذي لا يكل ولا يمل من الكتابة والتأليف ، فقد استطاع فولتير أن يكتب ما يقارب التسعة والتسعين مؤلفاً طوال مشوار حياته ، اتسمت هذه الكتابات بالعقلانية ونور الحكمة على عكس غريمه روسو الذي كان مقلاً في نتاجه الفكري ، فكانت أشهر أعماله لا تتجاوز أصابع اليد العشرة ولكن عمقها الفكري مكنها من مقارعة أعمال فولتير أحد أعظم فلاسفة القرن الثامن عشر، أما أسلوب روسو فقد كان عاطفياً رومانسياً حالماً بعيداً عن الواقعية فكان رجال الثورة من نتاج فلسفته وفكره فعاثوا في الأرض فساداً وعتواً كما أن دكتاتورات الحروب من أمثال هتلر وموسيليني هما أيضاً من نتاج فلسفته أما رجال الفعل الحاسم والإدارة الحازمة والعقلانية في التعامل من أمثال روزفلت وتشرشل فكانوا نتاجاً لفلسفة فولتير0
يقول فكتور هيجو عن فولتير : اسم فولتير يصف القرن الثامن عشر كله ، لقد أمضى فولتير حياته كلها في العمل ، فلقد كان لإيطاليا نهضة ولألمانيا إصلاح ولفرنسا فولتير 0
أما وول ديورانت فقد كتب عنه أجمل فصول كتابه الشهير ( قصة الفلسفة ) وكان واضحاً جداً تأثره به وإعجابه بسيرته وشخصيته وطريقته في كتابة التاريخ 0
أما الملك لويس السادس عشر فقد قال عنهما بعد أن رأى اضمحلال مملكته : لقد ضيع هذان الإثنان فرنسا0
ولو شرعنا في استعراض حياتهما بإيجاز وبدأنا بفولتير فإننا سنقول أنه ولد في باريس سنة 1694م ودخل سجن الباستيل سنة 1717م وعندها لقب بـ فولتير وكان اسماً مستعاراً يكتب من خلاله قبل الباستيل واسمه الحقيقي فرانسوا ايريت 0
بعد أن لمع اسمه في آفاق فرنسا بل وأوروبا أحاطت به الطبقة المثقفة والطبقة الأرستقراطية وأحالته إلى أعظم مثقف في العالم وظل ولمدة ثماني سنوات يحظى بضوء الرعاية الحكومية فكان نبراس الصالونات الأدبية الباريسية 0
وفي إحدى الليالي حدث كلام بين فولتير الذي لم يكن يميزه عن النبلاء إلا نبوغه وشهرته وبين النبيل ( دي روهان ) الذي خاطبه : من هذا الشاب الذي يتحدث بصوت عال 0 فأجابه فولتير على الفور : يا سيدي إن من يتحدث لا يحمل اسماً كبيراً ولكن ينال احترام الناس باسمه 0
وبعد ذلك دفع اللورد جماعة من الأوغاد للإعتداء على فولتير ليلاًَ وقال لهم : اضربوه في كل مكان من جسده إلا رأسه فلعل عقلاً كبيراً سيخرج منه 0ثم صدرت الأوامر بنفيه إلى انجلترا فسافر إليها وبقي لمدة ثلاث سنوات حيث حضر دفن جثمان العالم الفيزيائي ( اسحاق نيوتن ) الذي كان فولتير معجباً به أشد ما يكون الإعجاب فقد درس أبحاثه وقوانينه ووعاها جيداً وتأمل الموكب الحكومي المهيب في دفن جثمان هذا العالم بالرغم من أنه ليس نبيلاً ولكنه من الطبقة المتوسطة فاندهش إعجاباً من الإنجليز وثقافتهم 0
رسائل عن الإنجليز
وفي انجلترا شرع فولتير بدراسة اللغة الإنجليزية وقد اندهش من جو الحرية الذي ينعم به أدباء انجلترا من أمثال بوليتنج روك و بوب و أديسون 0
في انجلترا شعب له آراؤه الخاصة وشعب أصلح دينه وشنق مليكه وأنشأ مجلساً نيابياً أقوى من أي حاكم في أوروبا ، كما أنه لا يوجد باستيل في انجلترا وهنالك ثلاثون مذهباً مختلفاً ينعمون جميعهم بكامل الحرية !!
لا يسع المرء إلا أن يعجب من السرعة التي استوعب فيها فولتير آداب انجلترا وعلومها وفلسفتها ، فلقد جمع كل هذه العناصر المختلفة من المعرفة وسكبها بنار الثقافة والروح الفرنسية وأسماها ( رسائل عن الإنجليز ) 0
لقد هاجم في هذا الكتاب الطبقة الأرستقراطية الكسولة في فرنسا ورجال الدين الذين يجمعون الأعشار والتبرعات كما هاجم الباستيل والإضطهاد الفكري 0
وفي عام 1729م أذن العرش لفولتير بالعودة إلى فرنسا فرجع إليها وتمتع بـ خمس سنوات أخرى من الكرامة إلا أن كتابه ( رسائل عن الإنجليز ) وقع في يد ناشر لئيم فنشره بدون علم فولتير مما دعا السلطات إلى إصدار الأوامر بالقبض على فولتير فهرب 0
وفي أخريات حياته اشترى ضيعة في إحدى ضواحي جنيف وأسماها ( النعيم ) بعيداً عن مطاردة حكام باريس وبرلين المستبدين 0
عندما كتب فولتير التاريخ لم يتحدث عن الملوك والأمراء بل تحدث عن الحركات والقوى والجماهير وكان يتناول الجنس البشري لا الدول ويتكلم عن العقل البشري وتطوره لا عن الحروب والأزمات ، وهكذا أنتج فولتير أول فلسفة عن التاريخ وأول محاولة لتتبع الأسباب الطبيعية في تطور العقل البشري 0
بعد أن أقام في منزله ( النعيم ) كما كلن يسميه كان يزرع أشجار الفاكهة وكان سعيداً جداً في حياته يقابل كل طبقات الناس ويقابلهم جميعاً بمستوى واحد من الأخلاق والنبل 0
لقد زاره في منتجعه جميع مثقفوا العالم من الرهبان المعجبين به والأرستقراطيون الأحرار والسيدات المثقفات وثوار عصر التنوير كما قصده من خارج فرنسا العديد من مثقفوا وأدباء العالم ولكنهم من كثرة أعدادهم كانوا قد أرهقوا فولتير وكبدوه العديد من النفقات وكان يشكو من ذلك بقوله : إنه أصبح مديراً لفندق أوروبا كلها!!!
من أشهر أعماله ( روايد كنديد ) وقد كتبها في أخريات حياته كما أنه قد اتخذ شعار( اسحقوا العار ) وحرك روح فرنسا كلها ضد الكنيسة ولكن الكنيسة عرضت عليه منصب – كردينال – في محاولة للوصول معه إلى صلح ولكنه رفض العرض وفي المقابل أوقف هجومه وتوقف عن كتابة سلسلة رسائله الشهيرة ( أوقفوا العار ) وشرع بعدها في كتابة رسائل عن التسامح الديني 0
أما روسو فسنقول عنه :
ولد جان جاك روسو من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712 ، وقد تميزت حياة روسو ومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، فبعد ولادته بأسبوع توفيت والدته لتتركه يتلقى العناية من الآخرين ، وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتابه ( الإعترافات ) : لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً ، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي ، هذه الولادة التي كانت أولى مصائبي 0
لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية مثل خطاب عن التاريخ العام من تأليف بوسويه ومحاورات الموتى لفونتينيل وبعض مؤلفات فولتير و بلوتارك 0
بعد دخول والده في مشاجرة عنيفة واعتدائه بالضرب على الغير واضطراره للهرب من جنيف خوفاً من ملاحقة العدالة له، بدأت حياة الشقاء والتشرد تلاحق روسو لتبني شخصيته المعقدة. فقد أدخل في مدرسة بقي فيها سنتين اضطر لتركها بعد ان أخضع ظلماً لعقاب صارم. وبعد المدرسة وضع ليتعلم على أيدي أحد النقاشين حرفة النقش ولكن ظلم معلمه وجوره اضطراه للهرب من جنيف ليقيم عند سيدة محسنة في مدينة آنسي الفرنسية، والتي بدورها دفعته للتخلي عن المذهب البروتستانتي واعتناق المذهب الكاثوليكي وهو في السادسة عشرة من عمره. وبعد ذلك وبسبب حاجته للمال أخذ روسو ينتقل من عمل لآخر دون ان يجد ما يرضيه أو يوفر له الاستقرار، فمن سكرتير عند سيدة عجوز وحاجب عند آخر إلى مؤلف ومدرس موسيقى ومن ثم إلى منصب سكرتير لسفير فرنسا في البندقية والذي سرعان ما قدم استقالته منه ليعود إلى باريس ليعمل سكرتيراً ومن ثم في التنقيح الموسيقي0
وما أن وصل روسو باريس حتى تمكن من مخالطة ألمع أدباء فرنسا من أمثال مدام دوبان ومدام دي بروجي ومارينو وفونتيل وديدرو ، ووضع أول تصميم موسيقي له بمسمى ( عرائس الشعر المغنجات ) 0
تقرر تعيين روسو في سفارة فرنسا لدى البندقية بوظيفة سكرتير للسفير هناك ولكن روسو ابدى استياؤه من هذا السفير الذي كان محدود الفهم والمعرفة والذكاء ، فقدم استقالته وعاد إلى فرنسا وتعرف على خادمة لدى إحدى سيدات المجتمع الباريسي وتعدى ( تيريز) واتخذها خليلة له0
أقام روسو حفلة موسيقية وعزفت مقطوعته ( عرائس الشعر ) ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً ثم حاول بعدها أن ينقح مقطوعة موسيقية بعنوان ( أعياد رامير) كان قد ألفها الموسيقي رامو وهي من كلمات غريمه ( فولتير) ، لم يشأ روسو أن يمس أشعار فولتير دون إذن منه فكتب إليه يطلب موافقته بهذا الخصوص واستلم منه جواباً بالغ اللطف والمجاملة ، هكذا بدت العلاقة بين هذين الرجلين اللذين أصبحا فيما بعد عدوين لدودين0
وفي عام 1749م قرأ روسو في مجلة ( مركوردي فرانس ) مسابقة في المقال بعنوان ( هل أسهمت النهضة العلمية والفنية في إفساد الأخلاق أم في إصلاحها ؟ ) فقرر روسو الإشتراك في هذه المسابقة بتشجيع من صديقه ( ديدرو ) وحاز المركز الأول ونال جائزة المسابقة 0 يقول روسو عن هذه التجربة : ومنذ ذلك الحين كتبت صك شقائي بيدي ، إن جميع البلايا التي أحاقت بحياتي فيما بعد كانت نتيجة حتمية لتلك اللحظة التي ارتكبت فيها ذلك الضلال ) 0
نشر ديدرو مقال روسو حول العلم والأخلاق ، وأثيرت ضجة كبرى في فرنسا بل وفي أوروبا كلها حول هذا المقال وانشغل روسو بالرد على منتقديه ومن بينهم بالطبع غريمه الشهير فولتير إلا أن ملك فرنسا نفسه لم يسلم من رد روسو المفحم الذي ألجمه إياه بعد أن قرر دخول الجدال0
بعد الضجة الكبرى التي أثارها مقال روسو حول العلم والأخلاق بدأت الشهرة تحيط بروسو حيثما ارتحل وفي أي مكان قام فيه أو نزل ، ولكن مرضاً نفسياً بدأ يقرع أبواب روسو ويؤرقه ويتعبه ما تبقى له في الحياة من عمر ، فقد بدأ يشك في كل شيء حوله ، حتى في تيريزا التي هجرت أهلها وعملها من أجله ، ووصل حد المرض عنده أن أضحى لا يأكل إلا من الطعام الذي أعده بنفسه !!
بعد ذلك كتب روسو مسرحيته الشهيرة ( عراف القرية ) ونال منها شهرة واسعة حتى تم تمثيلها في بلاط الملك وحينها طلب الدوق دومان أن يقدم روسو إلى الملك ولكن روسو رفض فحاولت تيريزا مع صديقه ديدرو إقناعه في ذلك فتوهم أنهما يتواطآن ضده ، ومن هنا انصدعت أواصر صداقته مع ديدرو أما تيريزا فتحملته وصبرت عليه كما صبرت عليه من قبل وكما ستصبر عليه لاحقاً0
رحل روسو إلى موطنه جنيف في سويسرا وهنالك احتفى به مواطنوه احتفاءً كبيراً ، وظل هناك ما يقارب الأربعة أشهر وبعدها عاد إلى باريس0
اشتهر روسو بحبه للتنزه والمشي ، فهو يقول : لا يمشي رأسي إلا مع رجلي 0 وإن قلت إن حياة روسو كلها تنزه فإنك لم تفارق الحقيقة ، فقد زار كل المقاطعات الفرنسية والسويسرية سواءً رغبة أم اضطراراً ، كما أنه قصد البندقية وانجلترا ولوكسمبورغ0
وفي إحدى أيامه الصيفية حيث كان يتنزه في وسط الغابة التقى بـ مدام دوتدو فأعجب بها كما أنها لم تسطع كتمان عشقها له ، فشب الغرام بينهما أفلاطونياً أو قل عذرياً وقد أطفآه برسائل الحب والود0
كتب روسو كتابه الشهير ( ايميل ) وسخط عليه رجال الدين سخطاً شديداً وصبوا عليه لاذع تهديدهم وتحذيرهم ، كما سخط عليه الملحدون الذين ضجت بهم فرنسا حينذاك حتى أصبح روسو بين ناري المسيحية والفلسفة بالرغم من كراهية الفريقين لبعضهما البعض إلا أن اتفاقهما كان على روسو!!
لم يمض عشرون يوماً على نشر روسو لكتابه ايميل حتى حكم عليه البرلمان الفرنسي بالسجن في حزيران 1762م فهرب إلى سويسرا وبعد أربعة أيام من قدومه إليها حكم عليه مجلس جنيف بالسجن ، فقال روسو : كان قد أثير ضدي في كل أوروبا صراخ لعنة هائج لم يسبق له مثيل 0 فغادر إلى مدينة نومشتيل الواقعة تحن حكم ملك بروسيا فريدريك الثاني ثم تبعته تيريزا فأقاما هناك لبضعة أيام بسلام 0
بعد ذلك ظهرت مقالة انتقادية عنيفة لروسو عزاها البعض لفولتير أثارت الرأي العام ضده فهاجمه الفلاحون ذات ليلة في بيته ورموه بالحجارة حتى أصيب ، فقرر بعدها الرحيل إلى انجلترا 0
وصل روسو إلى انجلترا واستقبله الفيلسوف الشهير ديفيد هيوم وأسكنه ضاحية صغيرة بالقرب من العاصمة لندن حيث تمكن من تأليف كتابه ( اعترافات ) 0
عاود المرض النفسي روسو في لندن فتوهم أن هيوم أغراه بالمجيء إلى انجلترا لكي يسخر منه ويحقره ، وأخذ يتهم هيوم ويكيل له الرسائل واحدة تلو الأخرى 0
بدأت رسائل فولتير تشن هجومها على روسو وأفكاره حتى شرعت نوبات الصراع النفسي تجد لها ملعباً ومترعاً في نفس روسو فأصبح يتوهم أن الجميع يضطهدونه ، وبعدها قرر الرحيل من انجلترا ليعود إلى فرنسا0
كان الدوق دي شوازيل وزير خارجية فرنسا قد سمح لروسو دخول باريس بعد أن منعه البرلمان من دخولها سابقاً بسبب كتابه ايميل0
وفي باريس وجد شاباً انجليزياً مثقفاً فاودعه كتابه اعترافات وأوصاه بنشره بعد وفاته ، وفي باريس عاد إلى مهنته القديمة كـناسخ نوتات كي يتمكن من العيش ، وفي وقت ملله وسأمه كان يخرج إلى التنزه في غابات سان كلو مع صاحبه الروائي الشهير ( برناردان دي سان بيير ) وخلال هذه الفترة كتب كتابه ( تأملات متنزه منفرد ) 0
استمر روسو على هذه الحال حتى مات ، وقيل في وفاته الشيء الكثير ويرجح أن الوفاة حصلت من تسمم في الدم ناتج عن مرض مزمن في المرارة رافق روسو طيلة حياته كما قيل أن تيرزا ضربته بآلة حادة حتى قتلته ولكن الطب الشرعي برأها من ذلك ، ودفن روسو في جزيرة صغيرة تدعى جزيرة الحور0
وفي عام 1794م قررت الحكومة نقل رفاته إلى البانتيون ( مقبرة العظماء ) ليرقد بجوار عدوه اللدود وخصمه الشهير فولتير ،
أقيم احتفال رسمي بنقل رفات روسو ، فمشى الموكب من قصر التويلري إلى البانتيون مؤلفاً من فئات ترمز كل فئة إلى كتاب من كتب روسو ، فكان أمام أعضاء الحكومة حاجب يحمل العقد الإجتماعي وكانت الأمهات مع أطفالهن يرمزون إلى كتاب ايميل وموسيقيون يعزفون ألحاناً من عراف القرية 0
وبعد أن استطاع الملكيون إعادة الحكم إليهم ذهبوا سراعاً إلى البانتيون ونبشوا قبر روسو و فولتير ورموا برفاتهما في الشارع ثم أمروا الجرافات بسحق هذه العظام البالية والتي كان صاحباها قد أسقطا حكماً ملكياً برمته استطاع أن يحكم فرنسا قروناً من الزمان0
من أشهر مقولات فولتير :
• من لا يعمل لا قيمة لحياته وكل الناس أخيار إلا الكسالى 0
• الكتب تحكم العالم الذي له لغة مكتوبة أما بقية الشعوب فلا تهم 0
• التاريخ ليس سوى مجموعة من الأباطيل والخدع التي نلعب بها على الأموات بحيث نحول الماضي ليتناسب مع رغباتنا في المستقبل 0
• جرد التاريخ من الفنون وتقدم العقل فلن تجد شيئاً 0
• إن تاريخي وموضوعي هو تاريخ العقل البشري 0
• الشعوب القديمة كانت تؤمن بخرافات وأساطير من وضع وابتكار القساوسة والكهنة والرهبان 0
ومن أشهر مقولات روسو :
• ولد الإنسان حرا إلا أنه مكبل في كل مكان بالأغلال0
• إن الأقوى لا يبقى أبدا على جانب كاف من القوة ليكون دائما هو السيد ان لم يحول قوته إلى حق، والطاعة إلى واجب0
• حيث إنه ليس لإنسان سلطة طبيعية على أقرانه وان القوة لا تنتج أي حق، فإن الاتفاقات تبقى إذن هي الأساس لكل سلطة شرعية بين البشر 0