التاااااابع ......
مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد
ريم
التفت لريم وشافتها , ريم قويه لكن بانت بهاللحظه ضعيفه , والجدار اللي تحاول تبنيه كان محاوله انها تتمالك نفسها , وكان واضح رغبتها بأنها تبان قويه , وسمعتها تقول بأبتسامه مرتجفه لمها " اشتقت لك مرة ..."
قبل لا تكمل كلامها , سمعت مها ضحكت السخريه اللي اقطعت الكلام بقسوة .
عمر ضحك من الكذب , كان شاك انه عندها قلب يحب ويشتاق , اهي ما عندها قلب , ما عندها غير غرورها .
ريم اللي لما سمعت الضحكه , اختفت الأبتسامه , ورفعت راسها بغرور لعمر وعطته نظره , ولفت وجهها عنه بكثر ما تقدر من احتقار .
خالد لاحظ تعبير عمر يقسى لأقصى درجه , لكن قوة عمر الداخليه مكنته انه يبتسم بسخريه .
قال خالد بهمس لعمر "يلااا عمر ننتظر مها بالسيارة "
ما التفت عليه عمر لكن قال " لحظه "
ألحين لازم يبلش بخطته اللي في باله , ما في وقت جدامه غير ألحين .
خالد لما شاف انه ما في فايده بصاحبه , وانه ما يقدر يضغط عليه خاصه بالأمر الخاص جدا , نزل وترك عمر ,و لأنه حس انه الوضع ما يتحمل وجوده , مثل ما حس لما كان عمر يتكلم مع ابوه .
لكن هالمره عمر ما وقفه , او مسك ايده ,وهذا خلاه ينزل الدرج بسرعه بعد ما قال برزانه " السلام عليكم "
راح ينتظرعمر يخلص اللي يبي يسويه , ويعرف الموضوع بالضبط .
ريم ردت بهمس على خالد " وعليكم السلام "
أما مها فتابعت زوجها بنظراتها واهو ينزل الدرج وبعدين لفت على ريم وشافت التعب اللي في وجهها ولاحظت السواد اللي تحت عينها , ملامح ريم كانت تحاكي ملامحها وهذا خلاها تحط ايدها على خد ريم بطريقه مواسيه , وقالت بحب " انا بعد اشتقت لج , شلونج ؟ شخبارج ؟ .. "
قبل لا تكمل كلامها , نزل عمر من الدرج وقال " أخبارها انها مخطوبه , لولد حبوب , وطيوب "
مها اللي شافت عمر يقرب , شافت عين الريم ترتفع لمصدر الصوت بطريقه اقل ما يقال عنها انها شوق جارف مثل ما طلع بثانيه , اختفى بالثانيه اللي وراها .
لكن مها انتبهت له , انتبهت للتعبير , ريم معقـــــــــــــــول , انتي لما ألحين مرتبطه بعمر , لما ألحين متعلقه فيه , لأ مستحيــــــــــل , انتي مخطوبه , مخطوبه , انتي كنتي الأمل اني اقدر ابدي حياتي من جديد مع شخص ثاني , الظاهر انج معاي بالهوا سوا .
ولفت على عمر اللي كان يقرب منهم , و احمدت ربها انه عمر ما كانت منتبه , لأنه عمر كان يشوفها اهي مها , ما كان يشوف ريم بهاللحظه , وخافت بنفس الوقت انه يجرح بالريم , لأنها تعرف انه لسان عمر مثل السوط متى ما قرر انه يستخدمه بهالأتجاه , قالت بخوف وبرجاء " عمر بليز بس , خلاص , خلها في حالها "
قال بهدوء وبأبتسامه " لا تخافين " وشاف طليقته اللي تعبيرها ألحين كان عباره عن غرور وتكبر وقال " بس ابي ابارك لها "
ريم ما صدقت , مو معقول , لأ مو معقول .
وش يقصد .
يبارك لها !!!
يبارك لها !!!
هو ما بارك لها بالأول ليه يبارك لها ألحين , وش معنى يبارك لها ألحين !
يقصد انه مو مهتم ألحين .
عادي عنده انها مخطوبه .
هذا قصده !!! .
يعني ما راح يتدخل !!!.
قال بهدوء " مبروك على الخطبه "
شافته وما انطقت .
ما تقدر تنطق , ما تقدر .
مها اخترعت من تعابير ريم اللي فجأة تجمدت و صار وجهها شاحب .
ومسكت ايدها .
ريم لما حست بأيد مها تغلف ايدها , استمدت قوتها منها و رفعت راسها للمرة المليون بوجه عمر بتكبر منقطع النظير .
لما شاف وجهها كيف ارتفع بوجهه بغرور , اشتهى يكسر راسها , لكنه لف على مها وقال ببرود " لما تخلصين " وأشر بويهه على ريم بعدم اهتمام , وما قال اسمها وكمل بلهجه حميمه " ابي اعرفج على بنت "
مها كانت بتطيح عينها من الصدمه , عمر وقح بصورة ما كانت متصورتها , من متى يقول ابي اعرفج على بنت .
وحست بأيد ريم تضغط على ايدها , ما حبت تلف عليها عشان ما ينتبه لها عمر , لأنه أكيد ويهها بيكون معبر .
وقال " انا متأكد انج بتحبينها , اسمها سمانثا "
وسكت وبعدين قال " على العموم , انا انتظرج بالسياره تحت "
ونزل .
ريم لما غاب عن نظرها , كانت راح اتموت .
فيه مره (أمرأه) بحياته .
فيه وحده بحياته .
فيه بحياته مره (امرأه) جديده , راح تتكرر السنه ونص اللي عاشتها بجحيم , راح تتكرر .
نفس النار اللي عاشتها , واللي هدت شوي بعد ما صار حر بترد تنقاد بنفس القوة السابقه , راح تحترق للمره الثانيه , راح تموت للمرة الثانيه .
تذكرت كيف كانت تموت باليوم ترليون مرة , بكل نفس تتنفسه تزيد النار داخلها أكثر وأكثر , لما ما عاد فيها تستحمل حياتها .
يبي يذبحها , هذا اللي يبيه , ما يبيها تعيش .
هذا إذا كان يدري عنها , هي ولا شي بالنسبه له , ولا شــــــــــــــــي
اقعدت على عتبه الدرج القريبه بتعب .
كانت حاسه انها راح تستفرغ , او راح يغمى عليها .
حست بأحد يقعد قربها , ويحط ايده حولها .
بس ما كانت قادره تركز .
وفجأة خطر في بالها شي معين , خلاها اتقوم من مكانها كنها ملدوغه , وتتدور بجنون عن مفتاحها الخاص بالشقه بشنطه ايدها , ولما ما لقته , راحت لباب الشقه , وبدت تضرب فيه بكل غيظها , وعجلتها , وهي تقول " نعيمـــــــــه افتحي الباب "
طااااااااخ طااااااااااااخ
" نعيـــــــــــــمه "
طااااااااخ طاااااااااااخ طاااااااااااااخ
وهي تقول بكل غيظ " وجع يا نعيمه "
طااااااااااااااااااااااخ
وانفتح الباب بسرعه من قبل الشغاله اللي باين عليها الفزع , وادخلت ريم اللي ما كانت مهتمه او منتبهه لوجه نعيمه الشغاله .
مها كانت اتشوف اللي يصير , واهي منصدمه , ريم توها كانت قاعده بقربها وفجأة فزت وراحت للباب بجنون .
لحقتها لأنها ما كانت تدري شنو راح تسوي بحالها , وخافت انها تسوي شي مينون .
ريم ادخلت بيتها وبدت اتدور على جوالها اللي ما قامت تاخذه معاها لأنه بدى يشكل لها مصدر ازعاج .
لما لقته بدت اتدور على اسم ابوها .
وهي تتنفس بصعوبه , لما لقته اتصلت على طول .
رد عليها على طول وقال بطريقته المعتاده " نعم "
ادخلت بالموضوع على طول " يبا , يبا , تذكر ....انت تذكر ان فيصل كان يعاني بالسوق بفتره من الفترات .." وسكتت " هااا يبا تذكر ؟!! "
" ايــــه يا ريم أذكر , ليه السؤال ؟ "
وقالت بعجله وبنفس مقطوع " يبا وألحين كيف حاله بالسوق ؟ "
ضحك ابوها وقال " لا يا ريم لا تحاتين , كل شي بالسوق تمام ,الخطر اللي كان يواجهه وقف , وألحين هو عنده مشروع ممتاز , وراح يدر عليه بالربح الوفير , تطمني , مثل ما عشتي عندي مرتاحه , راح تعيشين عنده مرتاحه "
ريم ما كانت تسمع وش يقول ابوها .
لأنها ألحين بأستنتاجها اللي اكتشفته .
يعني عمر وقف , ما عاد مهتم , ما قام يهاجم فيصل بالسوق , ما عاد مهتم ان تزوجت غيره و لأ , هو بس مهتم بالمرأه الجديده بحياته هذا اللي يهمه .
قالت الكلام المناسب لأبوها وسكرت التليفون .
لفت وجهها وشافت مها وقالت " وقف يا مها وقف "
مها ما فهمت قصد ريم بكلمة وقف , لكن تعابير ريم خلتها تقرب منها .
أما ريم فبـــــــــــدت تصيح , حست بالضيااااااااااااااااااع الكامل , وش تسوي ألحين , وين هو الطريق الصحيح .
خالد اللي كان ينطر عمر تحت عند الباب , شاف عمر ينزل وعلى وجهه علامة الرضا الكامل عن النفس .
لما شافه بهالوضع رفع حاجب , شتان بين عمر اللي كان فوق , واللي ألحين ينزل من الدرج .
عمر كان حاس ان الخطوة الأولى تمت , وبيشوف شنو أخرتها , هالفكره اخطرت في باله لما ترك سام بالفندق ذاك اليوم , يتمنى انها تنتج المفعول اللازم , لأنه ان ما نجح فيها فهذا يعني انه ريم بتكون لغيره .
رفع راسه , واكتشف انه خالد قاعد يشوفه بنظرات غريبه , بطأ بنزوله من الدرج , وعينه ملتقيه بعين صاحبه , وأثنينهم كانوا ساكتين , يدري انه خالد فاهمه , ونظراته اتدل على جذي ,وخر وجهه ومن غير اي نظره ثانيه لخالد , نزل الدرج بهروله (وشكله كان عادي ) .
وقال بسرعه " حياك السياره "
خالد راح وراه , عدم اخباره انه طليقته موجوده بمصر له مليووووووووون معنى , عمر من النوع اللي كلما زاد اهميه الشي عنده كلما خباه داخله اكثر , شافه بنظره , ومشى وراه للسياره , عمر دخل , وفجأة صارت كل تصرفاته باين عليها التوتر والعصبيه , اختفى الرضا عن النفس اللي كان ماليه لما نزل من الدرج ( لأنه بالوقت الحالي فكر بأحتماليه الفشل ).
قال خالد بعصبيه مغلفه ببرود " ممكن افهم السالفه ؟ "
وقف عمر حوسته اللي مالها معنى بالسياره , وتقليبه للأشياء بالسياره وقال كنه ما يدري شالموضوع " أي سالفه "
خالد يكره هالتصرف اللي يتخذه عمر .
عمر بأي شي لازم يتأكد انه الطرف اللي قباله فاهم عشان ينطلق ويتكلم لكن غير كذا يتصرف كنه غبي , وما يدري عن شي , قال خالد بأنفعال من تصرفات صاحبه " السالفه , السالفه , أظنك تعرف السالفه شنووو تعني , ريم السالفه ."
نطق خالد لأسمها بهالراحه شب في قلب عمر نار على نار , خاصه انه توه يفكر بأحتمال انه يفشل وبالتالي ريم راح تكون لغيره , لف عليه عمر وقال بعصبيه اتماثل عصبيه خالد " السالفه ماكو سالفه , ما كو شي "
خالد قال بأستهزاء " ما كو شي , وانت تتصرف هالتصرفات , أجل لو فيه شي , كان وش سويت "
عمر كان في باله (رديناااااااااااااااا على التعليق على تصرفاتي ) الكل يعلق على تصرفاتي وقال بطريقه عصبيه " اشفيها تصرفاتي , ما احد عاجبه تصرفاتي , لا انت , لا أبوي , لا اهي , لا مها بعد , اشفيكم ؟ ما احد قاعد يشوف تصرفاته , كلكم تشوفون تصرفاتي " سكت ياخذ نفسه وباعها , الأفكار اللي في باله كلها طلعها لخالد وقال بأنفجار " اوكي راح اقولك سبب تصرفاتي الخرى...... الله يسلمك لما قررت اردها ..."
شاف نظره خالد المتعجبه , المنصدمه .
قال بأستهزاء واضح من النفس " ايـــــــــه اردها , ما تدري صح , كنت راح اردها , كنت مثل الثور راح اردها , بروح اتقدم لها , واخليها حرمتي "
ضرب السكان (الدركسون) بأيده بقسوة وقال " لكن لااااااااااااااااا , اليوم الثاني من قراري , ناصر ...." لف على خالد وقال " تعرف ناصر , اللي كان صديقي "
لما شاف نظرة خالد قال " ايه ناصر قالي انها انخطبت ,قالها واهو يتشمت فيني "
رد ضرب السكان (الدركسون) بأيده مرة ومرتين وثلاث , وقال " تدخلت "
خالد ما كان فيه اي رد فعل , هذي اول مرة عمر يتكلم , يقول , كان بيرد طليقته , والأغرب انه تدخل لما انخطبت , هذا يدل على شي واحد بالنسبه لعمر , شي واحد .
انه ريم مهي صفحه وانطوت بالنسبه لعمر , بالعكس هي شي اكثر اهميه من كذااااا بكثيــــــــر
لكن خالد ما يبي ينطق بهالشي عشان عمر ما يفقد اعصابه .
سمع عمر يقول " وابوي تدخل عشان يمنعني , وبالنهايه ......... مهما سويت , انا تحت رحمتها , كل شي تحت رحمتها , اهي اللي تقرر , اللي بيدها تفل الخطبه "
حط راسه على السكان (الدركسون ) " أوووووووووووووف أكره هالأحساس , احساس العجز "
ألحين بس صار حوار عمه سعود وعمر كله له معنى :
" ما راح اتدخل لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر "
" هذا اللي يقوله لسانك , الله يستر من افعالك "
عمه سعود داخل بالسالفه وبوجه ولده , مانع ولده انه يتدخل بخطبتها ,لكن عمر وش يفكر فيه ألحين
قال خالد بتقرير للواقع " لكن انت لما ألحين قاعد تتدخل "
حط ايده على رقبه صاحبه وشد عليها بقوة .
رفع عمر راسه بعد ما حس انه قادر يتمالك نفسه , هو نزل راسه عشان يخبي تعابير وجهه عن خالد , كافي عليه انه خالد ألحين عارف احساسه , ما يبيه يشوف تعابير ويهه , وقعد عادي , وفكر بكلمه خالد انت قاعد تتدخل , وابتسم بأعتراف وقال "مو قاعد اتدخل بالخطبه , إذا هذا اللي تقصده !! "
خالد ضحك , مو قاعد يتدخل بالخطبه لكن اكيد قاعد يتدخل بطريقه ثانيه , شافه عمر وابتسم أكثرعلى ضحكه , وقال " غير جذي ما فيني شي , عادي "
كل هذا يا عمر وعادي , أراهن انك مو قادر تنام من التفكير , بعد خالد ايده وابتسم , قسم بالله يا عمر انت اخوي واعز , وقال تعقيبا على كلمة عمر " الحمدلله "
ابتسم عمر وقال " ايه الحمدلله " وبعدين قال بتفكير " تدري شنو اللي يقهر ؟ "
" شنو "
" انه بوقت من الأوقات يكون لك كلمه على شخص تقدر تقوله إذا ما أعجبك شي او ضايقك , و بكلمه وحده تقولها , ينتهي كل شي , ما يكون لك علاقه فيه , رايك مو مهم بحياته ,ويقدر يقولك مالك خص , و اشعليك , واشدخلك انت , يا أخي قمة القهر " لف على خالد ورفع حاجب وقال " راح تحس فيها لما تتطلقون , هذا إذا كنتوا ناووين تمشون بهالطريج "
ضحك خالد بسخريه هذا اللي خايف منه وقال " لما نتطلق !!!! , لا يا صاحبي , عندنا وعندك خير , انا من ألحين وانا مالي خص ,صحيح خففت من قولة هالكلمه بالوقت الحالي , لكن في البدايه كل ما قلت شي " وقال بقهر واهو يحاول انه يقلد مها " انت وش دخلك , احنا راح انتطلق "
شافه عمر ومات من الضحك على تعبير خالد , وعلى طريقته بالتقليد , خالد وبقمه رجولته يقلد مها القمه بالأنوثه , كان شكله يموت من الضحك .
وبعدين قال لخالد " شوف مها اشفيها تأخرت ؟! "
طلع تليفونه وأتصل على مها .
مها كانت مع ريم اللي كانت منهارة صياح , واهي والشغاله يحاولون معاها انها تشرب عصير برتقال , او ماي لكن ما في فايده .
كانت منقثه من الرياييل وخاصه عمر , مقهورة منه , يعني عمر عاجبه اللي سواه بالبنت , طلقها وقهرها بأن تزوج بعدها وبسرعه , اشيبي منها ألحين .
لما اسمعت التليفون وشافت خالد .
كانت اعصابها واصله حدها .
اطلعت من غرفه ريم .
وردت بنفسيه " نعم ! "
كانت تعامل خالد بغلطة عمر .
خالد اللي انصدم من الأسلوب قال " نعم الله عليكي , منتي جايه "
شافت ريم من الباب المفتوح على غرفتها وقال بنفس الأسلوب السئ " لأ , بقعد مع حبيبتي ريم , مشتاقه لها , بغير جو ابي استانس"
يعني بكلام ثاني , مع ريم تغير جو وتفرح ومعاهم تضيق صدرها , تغير اسلوبه من عادي لي قمة البرود الدال على تغير مزاجه " وباسكن روبنز ؟ "
تنهدت مها بتعب وحست بالبرود بأسلوبه واعرفت انها زودتها , خاصه انه ماله ذنب باللي صاير ألحين مع ريم , فقالت " خالد .."
قاطعها وقال " ولا أقولك مافي داعي تجين لباسكن روبنز , خليكي غيري جو "
سكر التليفون من غير ما يقول مع السلامه على اسلوبها الزفت .
قال له عمر " ها وينها ؟ "
قال ببرود دال على عصبيته " ما تبي تجي معانا , تبي تكون مع صديقتها ."
رفع عمر حاجب وقال " بشيــــــــــــــــــــه , بشيــــــــــه " (بشيه دلاله على الأستهزاء بالكلام ) وما علق بغير هالكلمه .
حرك سيارته وقال بعد تفكير لخالد " نسيت اقولك , سام موجوده بمصر "
طلع خالد من لفكاره وقال بصدمه بعد ما شاف عمر " تكذب !! "
ابتسم عمر وقال " لا والله العظيم "
خالد كان يدري عن اتصالات سمانثا بعمر , وكان يقول لعمر دايما ( مو كنها مزودتها ) وعمر يهز راسه بعدم اهتمام واضح .
قال ألحين " وما كنت تصدقني لما قلت لك انه وراها شي هالحرمه "
عمر ضحك لأنه كلمه حرمه على أجنبيه ما تركب وقال " ما يلوووووووووووق , حرمه و سام !!! , هذي تقول لها امرأة , انثى , لكن حرمه !!! "
ضحك خالد وبعدين فكر بالحرمه اللي راح تجي لمصر وتعقد الأمور وقال لعمر " ادامنا بيوم المصارحه العالمي , أجل بقولك انه عمي حامد واهله جايين لمصر "
اختفت ابتسامة عمر و قال بجديه " خالد , انت ماشي بموضوع زواجك ؟ "
خالد اللي ما يقدر يقول شي ألحين عن فسخه للخطبه , قال " الله كريم "
عمر كان يشوف جدامه وقال " شنو يعني الله كريم , راح تمشي بالموضوع ولا لأ ؟ "
" عمر ما أدري , يعني لو أدري كان قلت لك ! "
" تدري انه ابوي ما راح يسمح لمها بالبقاء معاك ان كنت ماخذ عليها مره ثانيه "
لف عليه خالد بعنف , لأنه حس كنه سكين انغرست بقلبه من الكلمه , هو كان يفكر بهالشي , لكن السمع له وقع ثاني , وبعدين شاف بره الدريشه وقال بهدوء " أدري "
كان السكوت غامر السياره , وقال عمر فجأة " والله يا خالد ما ادري شلون صار لك خطيبه , يعني المفروض تكون متعلم من اللي صار لي "
سكت خالد وكان في باله شي واحد (بلاك ما تدري يا عمر اني ما تقدمت )
السعوديه (خالد) , قبل خمس اشهر :
بعد فتره من خلافه مع مها خالد ما قام يروح الكويت مثل قبل , أو مثل بدايه الخلاف , بدايه الخلاف كان يروح كل يوم تقريبا للكويت يحاول يشوفها , لكن ألحين لأ .
لكن هذا ما منع انه اخبارها توصل له اول بأول من عمر , وعمر كان يدري انه فيه خلاف بين خالد ومها , لكن على شنو ما أحد يدري ( لأنه عمر كان بذاك الوقت خارج الكويت في رحلة عمل ) ورد واكتشف وجود الخلاف اللي مر عليه فتره , وكان خالد يجي الكويت من وقت لوقت , لأنه كرامته بدت تمنعه , وترده عن اراضيها .
بدى يقول لنفسه , اللي ما يبغانا ما نبغاه , وبدى يحس انه رمى حاله بزود عليها , هو عمل اللي عليه , والباقي عليها .
لكن نفسيته كانت تعكس الحاله اللي هو وصل لها .
كان تعبان من جد , تعبان وهلكان من الروحه والجيه , ومن عنادها , وغرورها .
في اليوم اللي وصل له طلبها للطلاق .
رجع للبيت بكير , وكانت امه جالسه تناظر التليفزيون .
كان مخنوق عل الأخر , كان راح يسكر الخط بوجه جدها لو ما الأصول , داق عليه يقوله (بنتنا ما تبيك , ودها بالطلاق , فلو سمحت طلق بهدوء ) طبعا اهو رفض , وقال لجدها انه هالشي مستحيل يكون .
بعد ما انهى المكالمه , كان حاس بحاله على طرف الجنون , ما كان طايق حاله وما كان طايق الملابس اللي عليه , طلع من الشركه بعد ما صرخ على احد المهندسين ونساه العافيه , وخلاه يخرج من عنده معصب , وقتها بس عرف انه لازم يطلع وبسرعه من الشركه , لأنه لو قعد مده اطول كان طرد كل اللي فيها , أو تركهم يستقيلون .
كان وده يروح لغرفته يجلس لحاله , يفكر ويستجمع افكاره , لأنه من وقت خلافه معاها وهو ما قعد في مكان واحد وفكر وش يسوي .
ما تصور انه موضوع بهالتفاهه بالنسبه له راح يوصل علاقته فيها للنهايه كذا .
سلم على امه وكان صاعد لغرفته , لما سمع امه تناديه " خاااااالد , خاااالد "
كان وده يخلي حاله ما سمع ويصعد غرفته , لأنه ما له نفس بتكلم ويتظاهر بالهدوء , والأسترخاء , لكن نزل ,وبهدوءه المعتاد قال " سمي يمه "
امه اللي شافته راد بهالوقت شكت بالوقت , لأنه خالد صار له فتره ما يرد البيت إلا نص الليل , وان سألته وينه فيه , يقول بالشغل , وهذا خلاها تسأله " خالد الساعه كم ألحين ؟ "
جاوب وهو واقف عشان يخلص بسرعه ويروح " 11,30 "
امه شافته من غير ما تصدق وقالت بخوف عليه , لا يكون حاس بشي , او مريض " خالد ليه راجع بهالوقت , تعبان , فيك شي ؟ "
ابتسم بتعب وقال " تعبان اشوي , الشغل كان كثير الأيام اللي فاتوا ,واليوم ما في شي فقررت استريح "
وامه بدت تتكلم عن كيف انه الشغل بهالطريقه مضر , وانه كذا راح يضيع عمره , وانه .. وانه ..
واهو راح فكره عن كلامها , ما غير يهز راسه كنه معاها , اهو عقله بالكويت .
بالمغرورة .
بالعنيده .
بالدلوعه .
باللي خانت العشرة , وتركته من غير سبب قوي .
يعني هذي قيمتي عندها !!.
تطلب الطلاق , ببساطه تطلب الطلاق , مهو متصور كيف عملت فيه كذا, كيف ببساطه تقول لجدها انه ودها تتطلق .
7 سنين , 7 سنين مالهم قيمه عندها .
تبغى تتطلق , هذي اخرتها , لكن ما راح يطلق , ما راح يطلقها .
واللي حارقه انه ما يبي ينفصل , ما يبي يطلق .
" ....خالد انت تسمعني ؟؟ "
رفع راسه , واهو يحاول يبين انه منتبه " ايه يمه أكيـــــــــد منتبه "
" طيب ليه ما جاوبتني , تبغى امشي بالموضوع ولا لأ ؟ , صدقني هو اللي بيريحك ؟ "
بوقتها راح فكره على انه امه تبيه ياخذ اجازة علشان يروحون للعمره , لأنه صار لها فتره ودها فيها , فقال على طول " أكيــــــــد يمه , انتي بس اعملي الترتيبات , وان شاء الله خير "
شاف الفرح يغمر امه وينور وجهها " من جدك يا خالد , من جدك ؟ "
ألمه قلبه انه امه تبغى العمره لي هالدرجه واهو ما كان منتبه لهالشي " أكيــد يمه من جدي , انتي توكلي على الله , وقولي وش يناسبك وانا حاضر "
واستأذن من أمه .
وليته كان منتبه لأنه بعدها بشهر بالضبط ,كان راد من المجلس حقته , سمع ساره تتكلم بالتليفون , وتقول " لا , لا تخافين من خالد , خالد مره طيوب , ينحط على الجرح يبرى "
.................
" لا انتي لما تتزوجينه كل شي بيكون اوكي , لا تخافين "
عصب وفقد اعصابه وقرب من التليفون وسكره .
وألتفت على ساره وقال لها بهدوءه المفزع " انتي جنيتي , فقدتي صوابك , مين هذي اللي جالسه تعشمينها بالزواج مني "
شاف ساره مخترعه , لأنه اول مرة تشوفه معصب كذا .
" قسم يا سارة انك ما تلومين إلا حالك على هالحركه ..."
قالت له بهمس " بس خالد ..هذي خطيبتك سمر "
انصدم خالد من كلام ساره ,اهو كان ملاحظ تكرر اسم سمر قدامه , ونظرات امه الفخورة , كان وده يضحك , ايش المسخرة ذي , ينخطب له وهو ما يدري .
وعشان ما يزيد الوضع سوء ,ما كان شايف نظرة الشك بوجه ساره , قال بسرعه " وين امي ؟ "
" في دارها "
راح بسرعه يركب الدرج , درجتين , درجتين .
دخل لأمه , اللي من أول ما شافته قالت " مبــــــــروك يا ولدي , وافقت عليك "
قال بعصبيه مغلفه بهدوء " ميـــــــن ؟ "
" سمر , اتصدق ان من أول ما قلت لي انك موافق على الزواج , وانك موافق على سمر , وانا اتمنى انها توافق عليك "
موافق على الزواج !!!!
موافق على سمر !!!!!!
متى صار هالشي .
ابتسم بأكثر ما يقدر من طبيعيه وحاول يجرجر الكلام من امه " ايــــــه وانتي تقدمتي لها من أول ما قلت لك "
" لاااااا انا اول جسيت النبض , ان كانت ودها بالزواج ولا لأ, تدري هي تدرس وطب بعد, ثم بعدين حاولت اعرف ان كانت تبيك ولا لأ , وهي استخارت وان شاء الله خير "
خالد تنرفز مهو عارف متى عطى موافقته للزواج .
يحاول يتذكر متى تكلم مع امه على هالموضوع لكن مو عارف متى .
كان وده يكسر البيت تكسيـــــــر لكنه ظل متحكم بنفسه , خبرته بقاعات الأجتماعات خلته ماسك حاله .
وامه وفرت عليه العناء وقالت " والله يا خالد يوم اللي جيت فيه من شغلك مبكر كان هذا يوم السعد , لأنك قبلت فيه بالزواج من بنت عمك, والله ان قلبي فرح لك , سمر بنت ما تتطوف "
خالد ما كان مصدق اللي يسمعه .
حاول يتذكر ذاك اليوم ايش فيه عشان يكون بالوضع هذا , وتذكر وليته ما تذكر , كان هذا باليوم اللي جا فيه خبر رغبتها بالطلاق من جدها , ذاك اليوم ..
بس امه كانت تقول له عن العمره ما تكلمت عن الزواج .
حاول يطري هالشي وقال بصوره عاديه " يمه متى تبين العمره "
الطريقه اللي افرحت فيها دلته ان الكلمه مفاجأة لها , قالت " والله يا خالد ناوي تاخذنا للعمره ؟"
رد على امه وقال " ان شاء الله يمه , ان شاء الله "
عرف ألحين انه كان ذاهل عن الدنيا لدرجه ما يدري وش كانت امه تسوي , او تقول .
خذت عقلي مني .
ما كان يدري عن امه من ذاك اليوم , ما كان يدري وش يصير حوله من ذاك اليوم إلى ألحين , مهو مصدق .
ألحين كل شي صغير بدى يكون له معنى , تصرفات عمه , تصرفات امه , تصرفات خواته , وهو اللي كان يظن انهم يتصرفون بطبيعيه لكن نفسيته هي اللي مصورة له غرابة تصرفاتهم .
هو غبي ولا وش المشكـــــــــــــــله كيف انحط بموقف مثل هذااااااااااااااا , كيــــــــــــــــــــف ؟
كان غرقان بمشكلته ومهو شايف المشكله اللي كانت تتكون قباله .
كان بيضحك ما كان متوقع انها مهمه عنده لهالدرجه , كان يدري انه يشتاق لها من اللحظه اللي يتركها فيها , يدري انه ما يقدر يروح يعيش بالسعوديه من غير مايسمع صوتها , كان يدري انه يحبها.
يحبها !!
اي نعم يحبها لكن مو للدرجه هذي .
تذكر اللي عمله من خلافهم , وقال لنفسه ايه احبها .
إلا اعشقها .
والله ممتاز ما عرف هالشي لما كانت حوله ومعاه , كان يفقدها ويشتاق لها لكن عمره ما فسر هالشي بالحب , اصلا ما قط فكر بكلمة حب .
ألحين عرفها لما تركته .
وش هالمشكله اللي حط حاله فيها , حرمته اللي اكتشف انه يعشقها تبي تتركه .
وعنده خطيبه ما يدري كيف صارت عنده , ولا يذكر كيف وافق عليها .
كيف تقدمت لها امه , ما قالت له شي , ما قالت له انه اليوم بتروح لها .
اليوم !
يمكن تقدمت بس مو اليوم يمكن قبل هاليوم .
مو قادر يستمر بالجلوس ويضع على وجه علامه السرور للخطبه وهو لا مسرور ولا فرحان , بالعكس حاس انه بمصيبه .
قام من عند امه وقال " انا ألحين استأذن يما "
" لحظه يا خالد "
وقف ولف على امه , كان لازم يروح مكان يعرف كيف يتصرف بالخطبه .
" خالد ما راح تروح لعمك , عشان تحدد موعد الملكه "
لاااااااااااا يا الله , المسأله جالسه تتعقد .
" مو ألحين , مو ألحين "
طلع من غرفته , خاطب , وعاشق .
يالله الخطبه , وش معقول يسوي .
راح لسيارته وده بس يطلع مره ثانيه من البيت اللي يحس انه كاتم على انفاسه , يحاول يشغل مخه .
هالخطبه ما راح تتم , راح يروح لعمه وراح يخلص ويقول له انه فاهم غلط .
وش هالبلا اللي جاه , من وين جت هالمشاكل كلها .
كان على طرف لسانه يقول لأمه لأ انا ما قلت اني ابغى اخطب , لكن تصرفاتها طول الأسبوع وتصرفاتها اليوم بالذات مخليته متردد .
خذته سيارته لمجلس عمه وقررت عنه .
عقله الباطن قاده لهالمكان وعرف انه لازم يحط حد للخطبه وألحين قبل ما تتعقد المشاكل , فكر انه ينتظر المجلس لما يفضى من الناس , ويكلم عمه على انفراد , أكيد فيه طريقه يشرح فيها سوء التفاهم .
دخل المجلس وسلم على الحضور بصوته الجهوري , وراح يسلم على كبار السن بنفسه , وبعد ما خلص السلام .
خذاه عمه من ايده وقعده قربه بصدر المجلس ,خالد حس انه هذي اشاره سيئه , وانها علامه خاطئه , وجوده بصدر المجلس مع عمه معناه انه عمه يبي يعلن ..
وعند هالفكره قال خالد " عمي عند موضوع خاص اقوله لك "
لكن عمه ابتسم بفخر واعتزاز , وقال " أدري فيه يا خالد , مافي داعي تقوله , وانا ألحين راح اعلنه على الحضور "
قال بهمس " طال عمر..." لكن عمه ما كان سامعه من ضجه السوالف اللي حوله , وقام واقف وهذا خلا خالد يقف معاه وغمر المجلس السكون , حاول مرة ثانيه "عمي .."
لكن عمه بنفس الوقت كان يتكلم ويقول " اليوم بأعلن لكم خبر , يسعدني ويفرحني , اليوم تمت خطبة ولدي خالد على بنتي "
عمه اللي مو من طبعه التسرع , تسرع ألحين , سبحان الله كيـــــــف شخص يتصرف عكس طبيعته بظرف مهو مناسب .
ضج المجلس بالمباركات , والتحايا .
خالد قال ( هذا اللي كان ناقصني )
ابتسم خالد بمجامله , هو يفكر انه الوضع زاد صعوبه , وزاد تعقيــــــــــد .
رفع عمه ايده وعم المجلس السكوت للمرة الثانيه , وقال " وان شاء الله بعد يومين الكل معزوم على العشاء عندي على شرف هالمناسبه "
خالد اهني جته الضحكه من الموقف , وعرف معنى شر البليه ما يضحك , هذا بدال ما يكحل السالفه عماها , كان المفروض يجي لعمه بوقت يكون فيه لحاله , اختياره للوقت كان خاطئ واختياره للمكان كان خاطئ , ما عرف هالشي الا لما دخل وعقد المسائل .
اتصل على عمامه الباقي وخواله , لأجل يكون عندهم خبر , وحرص انه ما يكون فيه موعد للملكه لأنه تعذر بالشغل , وانه بالوقت الحالي ما يقدر يكون فاضي لزوجه , وان شاء الله متى ما فضى راح يكون كل شي بخير .
وأدرك انه الخطبه راح تستمر على الأقل بالوقت الحالي ,وبعدين ينهيها بطريقته .
مرت ثلاث ايام على هالموضوع وجاله اتصال من عمر وقال له " خالد انا بسألك سؤال واحد وبكل وضوح , انا واصلني خبر من واحد من الربع السعوديين انك خاطب بنت عمك , صح هالكلام و لا لأ ؟ "
يتبع ...