الصابرة المحتسبة
**مشرفة قسم ذوي الإعاقة **
هناك العديد من الامور في الدنيا تستحق البحث والاطلاع واحيانا تستحق التجربة، وفي اغلب الاوقات يضرب لنا ذوو الاعاقة المثل في الاصرار والتحدي، وها نحن نراهم الآن جوالة باحثين عن الحرية والمغامرة وعن كل القيود التي فرضتها الاقدار، كما عودنا ذوو الاعاقة بإصرارهم وثباتهم وخوضهم لكل ما هو جديد ومهم حتى اصبحوا مثلا ودليلا ودرسا يحتذى، ومن خلال صفحة «الحياة ارادة» التي تحرص على تسليط الضوء على انجازات من منحهم الله القدرة على المواصلة، على الرغم من كل الاعاقات والحواجز، لكنهم منحوا عقولا وطموحا استطاعوا بهما ان يغيروا حياتهم ومسيرتهم الى الافضل. «القبس» التقت رئيس فريق الجوالة في نادي الكويت الرياضي للمعاقين والمفوض الدولي للتدريب والبرامج الكشفية الدولية صالح الشراح بعد انشائه فريق الجوالة للمعاقين ولمسنا منه اهمية الحركة الكشفية في حياة المعاقين ومعاناتهم، بالاضافة الى ابرز انجازاتهم، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية ما تعريف الجوالة؟
ــ هذا هو الجرح، وهذا ما يفرق بيننا وبين الدول الاوروبية، هناك الكثيرون من الشباب في الكويت ما زالوا يجهلون معنى الجوالة او الحركة الكشفية بذاتها، والعديد منهم لا يعي اهميتها، لكن باختصار يمكننا تعريف الجوالة بانها جزء من الحركة الكشفية، وتمر الحركة الكشفية بأربع مراحل، حيث تبدأ بالاشبال ثم فتيان الكشافة بعدها الكشاف المتقدم، وفي النهاية الجوالة. والجوالة تعتبر المرحلة المتقدمة في الحركة الكشفية وينضم فيها الاشبال من سن 6 الى 11 سنة، والفتيان من سن 11 الى 15 والمتقدم من سن 15 الى 18، اما الجوالة فيكون اعضاؤها من عمر 24 فما فوق. أي من الجائز ان يكون الفرد في سن 60، ويعتبر جوالا، وهذا الامر ما زال موجودا في الدول الاوروبية، ولان الأعمار المتواجدة في جوالة المعاقين اكبر من 18 سنة، لذلك يعتبرون افراد جوالة.
كيف ترى الاقبال على الحركة الكشفية بالكويت؟
ــ الاقبال على الحركة الكشفية في الكويت ضعيف جدا مقارنة بالسابق، فاذا تم توزير وزير يحب الحركة الكشفية ارتفعنا الى اعلى المراتب اما اذا كان الوزير غير مطلع على الحركة الكشفية عدنا الى الاسفل. والدليل على ذلك عدم اختيارهم الصحيح لمن يترأس الجمعيات الكشفية، حيث انهم لا يحملون حتى الشارة الخشبية، فكيف يعمل المسؤول في هذه الحالة على رفع شؤون الجوالة او التحدث في ما يخصهم من دون إلمامه بأمور واسرار الجوالة والحركة الكشفية، وكيف يسير بهم نحو تطوير احوالهم؟! والجدير بالذكر ان هناك الكثير من الكوادر الملمة بأدق امور الكشافة، وهناك الممثلون الدوليون، لكن مع الاسف تظل هناك امور تحتاج تدقيقا.
متى بدأت حركة الجوالة لذوي الاحتياجات في الكويت؟
ــ تعتبر الكويت اول دولة تنشئ فريق جوالة للمعاقين، حيث صدر القرار عن الهيئة العامة للشباب والرياضة بتاريخ 12/8/ 1995، عن طريق الوكيل المساعد صالح النفيسي، وهو شخصية رياضية معروفة، وهو من شجعني ودعمني لانشاء كشافة المعاقين.
كيف ترى المعاقين في فريق الجوالة؟
ــ الاشخاص ذوو الاعاقة نجحوا في تحديهم لاعاقتهم والوصول الى العديد من الشارات، ذلك لان الشخص ذوي الاعاقة يريد ان يثبت وجوده اولا وهو دائما سباق للعمل الافضل، وهذا متمثل في جميع اعضاء النادي والدليل على هذا جو المنافسات المشحون بين المعاقين والاسوياء اثناء المسابقات والمشاريع في الرحلات الكشفية.
كيف هي المنافسة بين الاسوياء والمعاقين في المسابقات الكشفية؟
ــ الوضع في اغلب الاحيان محزن، حيث يشعر المعاق بالكثير من الاضطهاد اثناء اداء المشاريع والمباريات الرياضية التي عادة ما تجرى في المعسكرات الكشفية، فعندما نأتي بالمركز الاول نفاجأ ان النتيجة هي حصولنا على المركز الثاني، الحقيقة ان وضع المعاقين يختلف عن الاشخاص الاسوياء، فالاسوياء مدركون للامور تماما، لكن المعاقين يحتاجون لفترة اعادة اكثر من مرة حتى يتفهموا ويعوا المراد فعله وهذا يرجع الى انواع الاعاقات والاحتياجات، لكن في حالة الفوز نفاجأ برفض الاصحاء لفوز المعاقين، لهذا السبب اخترنا ان تكون معسكراتنا القادمة للمعاقين فقط من دون الاسوياء.
ما السبب من وجهة نظرك للتجني على المعاقين في المعسكرات الكشفية؟
ــ السبب بسيط هو عدم تقبل فوز المعاقين على الاصحاء، فالكثير من الاصحاء لا يدركون العدالة وهذا شيء مؤلم للمعاقين، حتى اذا كان اداء المعاق اداء متميزا نفاجأ بالرفض غير المبرر لهذا الانجاز وهذا ما جعلنا نختار ان تكون معسكراتنا ومبارياتنا القادمة مقصورة على المعاقين فقط.
في ظل المطالبة بدمج المعاقين مع الاصحاء الا ترون ان فصلهم يتنافى وتطبيق مبدأ الدمج؟
ــ بالطبع هناك فصل لكن في ظل عدم وجود عدالة نكون مضطرين لاتباع هذا الاسلوب حتى نستطيع تحقيق انجاز للمعاقين وحتى يستطيع المعاق اثبات انجازاته ونجاحاته والمحافظة عليها، وهي محاولة لتفادي هضم حقوقهم في المباريات والمعسكرات الكشفية.
كيف هو الاقبال على الجوالة لدى المعاقين؟
ــ الاقبال لدى المعاقين كبير جدا، فنحن نملك الان 4 عشائر وهي تمثل مجموعة كبيرة من الاشخاص، فالمجموعة الصغيرة تتكون من 6-8 اشخاص وهو ما يطلق عليه مسمى «رهط» والاربعة ارهط يطلق عليها عشيرة وكل عشيرة يكون لها قائد، لكني اعتقد ان الامر يرجع بالبداية لتشجيع الابناء على خوض التجربة عن طريق وضع البرامج والانشطة، فالمعاقون يحبون المرح وهم فعالون بطبيعتهم ومحبون للمغامرة.
هل اثبت الاشخاص ذوو الاعاقة نجاحهم في الجوالة؟
ــ بالفعل الاشخاص ذوو الاعاقة اثبتوا انفسهم بالشكل الكبير والملحوظ، وهم متميزون ومستمعون جيدون وناجحون في تسلم الاوامر.
هل هناك اعاقات معينة تعتري الانضمام لفريق الجوالة؟
ــ لا توجد اعاقة معينة كشرط للانضمام لفريق الجوالة، نحن نقبل جميع الاعاقات في الفريق ما عدا الاعاقات التي يصاحبها صرع، ذلك لان لها وضعا خاصا، لكن الفريق يضم اعاقة الشلل الدماغي والشلل النصفي والرباعي وغيرها، بالاضافة الى ان جميع اعضاء الفريق يكون لهم ملف خاص بهم يحتوي على فحوصاتهم وكل ما يخص حالتهم الصحية.
ما المسميات التي تطلق على فريق الجوالة؟
ــ المسمى الرئيسي للفريق هو جوالة نادي الكويت الرياضي للمعاقين وهو المسمى الذي نشارك فيه بمجميع الانشطة والمسابقات بالاضافة الى ان هناك العديد من المسميات المختلفة التي تطلق على العشائر مثل عشيرة عبدالله الجابر وعشيرة جابر الاحمد وفرقة الشهيد فهد الاحمد البحرية وفرقة شهيدات الكويت، واغلب هذه العشائر نختارها بأسماء وطنية واسماء شهدائنا تعزيزا للحس الوطني في نفوس اعضاء فريق الجوالة وهم يعتزون بهذه الاسماء، حيث كانت لهم العديد من الزيارات لمكتب الشهيد وغيرها من الاماكن الوطنية.
ما الانجازات التي حققها فريق جوالة نادي المعاقين؟
ــ فريق جوالة المعاقين حقق الكثير من الانجازات والعديد من النجاحات وتسلم الكثير من الكؤوس والشهادات، كوننا نشارك بجميع الانشطة التي تعدها الهيئة وبأعداد كبيرة بالاضافة الى ان انشطتنا الخاصة طوال العام مثل حملات ضد التدخين والقريش وغيرها من الفعاليات، وايضا يشارك الفريق بأغلب فعاليات النادي الكويتي الرياضي للمعاقين.
هل هناك جوالة للفتيات من المعاقات؟
ــ نعم هناك فريق خاص للفتيات في الجوالة مثل فريق شهيدات الكويت، فنحن لا نبخس حق بناتنا في هذا الموضوع وهناك ما يقارب 30 فتاة من المعاقات التابعات لفريق الجوالة.
ما الصعوبات التي تواجهها جوالة نادي المعاقين؟
ــ ايضا الصعوبات عديدة فهناك من المعاقين من تبدأ معاناتهم من البيت ومع ولي الامر وهم من يمنعون ابناءهم من الدخول سواء في الجوالة او اي نشاط آخر في النادي، لذلك اتمنى من النادي ان يشكل لجنة تسمى «الدفاع عن حقوق المعاق» للدفاع عن حقوق المعاق في جميع الاحوال، اما المشكلة الاساسية هي ان فريق الجوالة لا يستطيع اخذ صاحب الكرسي المتحرك من دون وجود مرافق مما يعيق مسيرة الاعضاء الآخرين وهذا راجع ايضا لولي الامر، حيث يتطلب منه وضع مرافق مع المعاق لمساعدته، والحاصل هو ان ولي الامر يرفض وضع مرافق للمعاق مما يؤثر في نفسيته ويحبطه، فيجب على ولي الامر ان يتفهم ابنه المعاق ويشجعه ويرفع من معنوياته حتى يستطيع مواصلة الحياة.
ومن ناحية اخرى، نحن نعاني عدم وجود ميزانية للجوالة في الهيئة وهذا عائق كبير لا نستطيع معه مواصلة عطائنا والاستمرار في انجاز مشاريعنا وانشطتنا، لكننا نحاول تحصيل الدعم من الشركات لانجاز بعض الانشطة، ولله الحمد الشركات الخاصة تعتبر داعما ومشجعا لنا اكثر من الهيئة وهذا ينطبق على جميع الاندية التابعه للهيئة وليس جوالة المعاقين فقط.
برأيك ما فوائد الجوالة للاشخاص ذوي الاعاقة؟
ــ اولا الجوالة تمنح المعاق شخصية قيادية من منطلق ان لكل مجموعة قائدا، كما انها تساعده على خروجه من العزلة والانطوائية. من ناحية اخرى الجوالة تعود الفرد وليس المعاق فقط على ان يكون انسانا عادلا ومحبوبا من رفاقه، دائم الفوز، وتمنحه القدرة على التخطيط وبعد النظر والاصرار على الانجاز.
ما الفرق بين الجوالة اليوم والسابق؟
ــ الحقيقة هناك فرق كبير عما كانت عليه وما آلت اليه الجوالة الان وهذا متمثل في وضع جمعية الكشافة الكويتية، فهي مقصرة بشكل كبير تجاه الكشافة ولم تعد كما كانت سابقا، كانت الكويت سابقا من اوائل الدول في الانشطه الكشفية، كنا نبني ونحفر الارض لرفع اسم الكويت عاليا لكن الان كل شيء تغير ولم تعد مكانة الحركة الكشفية بالكويت كما كانت في الماضي.
برأيك ما العمل لاحياء الحركة الكشفية في الكويت من الجديد سواء للمعاقين او حتى الاصحاء؟
ــ اتصور اهم نقطة هي وعي اولياء الامور ومساندتهم في تنمية الحركة الكشفية بشكل عام بالاضافة الى الدور الاعلامي المهم في تسليط الضوء على الكشافة من خلال تواجد الاعلام بشكل مكثف في الفعاليات والانشطة، واخيرا دعم الحركة الكشفية ماديا او معنويا سواء من الهيئة او من جمعية الكشافة الكويتية
دعم مستمر
قال المفوض الدولي للتدريب والبرامج الكشفية الدولية للجوالة صالح الشراح ان من خلال ممارستي للعمل الكشفي داخل النادي منذ أكثر من 15 سنة فأنا اشكر إدارة النادي على إتاحتهم الفرصة لي للتعامل مع المعاقين وعلى دعمهم المستمر والمثمر لمصلحة الأعضاء.
تساؤل
أوضح الشراح ان في الماضي كانت الجوالة تضم أكثر من 15000 شخص، والنوادي تصول وتجول اما الآن فهي لا تتجاوز 2000 شخص، وقال متسائلا: «لماذا نحن لا نعلم سبب هذا التردي؟».
أشكناني: مساواتنا بالأصحاء قمة العدالة
«القبس» التقت الكشاف توفيق اشكناني على هامش جولتنا في النادي، وروى قصة انضمامه الى فريق الجوالة الكويتي قائلا: «انضممت الى فريق الجوالة منذ عام 2000، حيث اني كنت عسكريا قبل ان اصاب بالاعاقة، وايضا كنت ضمن فريق الكشافة في المدرسة، وزادت رغبتي جامحة في الانضمام للنادي حال معرفتي بالانشطة، فتقدمت الى والدنا الاستاذ صالح الشراح والحقيقة انه رحب بانضمامي للفريق كل الترحيب، وبالفعل تمنيت ان اكون عند حسن ظنه ولله الحمد اثبت نفسي من خلال الجوالة والمعسكرات التدريبية حتى اصبحت قائدا لمجموعة تضم 6 اشخاص (الرهط)، وبعد الدورات والدراسة اصبحت رائدا وبعد دورات اخرى وبعض التدريبات تسلمت مساعد قائد ولله الحمد انجزت فيها، ومن ثم رشحت الى الشارة الخشبية وحصلت عليها بعد عدة معسكرات ورحلات خلوية.
وعن امنيات فريق الجوالة لنادي المعاقين، اكد اشكناني قائلا «ان الامنيات كثيرة لكننا نشهد الدعم من ادارة النادي الكويتي الرياضي للمعاقين فقط وهو من يلبي طلباتنا بشكل كبير وسريع، بالمقابل نحن نعاني التقصير من قبل الهيئة، وعدم تلبية مطالبنا تشعرنا بالاحباط بالاضافة الى اننا ندفع من جيوبنا وهذا مرهق بالنسبة لنا.
وأشار اشكناني الى ان الهيئة تقوم بدعم النوادي الاخرى ونحن لا نريد سوى مساواتنا بنوادي الاصحاء، موضحا ان عدم مساندة الهيئة لهم يعيق مسيرة عطائهم ويقف حجر عثرة في طريق تحقيق العديد من الانجازات والنجاحات. وتابع: على الرغم من اننا ذوو اعاقة الا اننا قادرون على رفع اسم الكويت في الكثير من المحافل الدولية، فكل ما نطالب به هو ان تمنحنا الهيئة الحق في السفر لتمثيل الكويت في الخارج وان تدعمنا ماديا ومعنويا.
اهتمام أكبر
أكد الشراح ان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كان كشافا ومارس الحركة الكشفية، فمن الأجدر أن نولي اهتماما اكبر للحركة الكشفية في البلاد والمحافظة عليها وإرجاعها كما عهدناها.
تقاعس وإهمال
شدد الكشاف توفيق اشكناني على ان المسؤولين يعلمـــــون بقدرات الأشخاص من ذوي الإعـــاقة ويحثونهم على المواصلة، إلا أنهم يتقاعسون في دعمنا وتوفير احتياجاتنا اللازمة لمواصلة الطريق.
[email protected]
للتسجيل:
التوجه لنادي المعاقين في حولي وطلب استمارة انضمام لعشيرة الكشافة.
العنوان البريدي: ص.ب : 44866 حولي 32062
رقم الهاتف : 13 / 12 / 22620010 رقم الفاكس: 22620005
بداية ما تعريف الجوالة؟
ــ هذا هو الجرح، وهذا ما يفرق بيننا وبين الدول الاوروبية، هناك الكثيرون من الشباب في الكويت ما زالوا يجهلون معنى الجوالة او الحركة الكشفية بذاتها، والعديد منهم لا يعي اهميتها، لكن باختصار يمكننا تعريف الجوالة بانها جزء من الحركة الكشفية، وتمر الحركة الكشفية بأربع مراحل، حيث تبدأ بالاشبال ثم فتيان الكشافة بعدها الكشاف المتقدم، وفي النهاية الجوالة. والجوالة تعتبر المرحلة المتقدمة في الحركة الكشفية وينضم فيها الاشبال من سن 6 الى 11 سنة، والفتيان من سن 11 الى 15 والمتقدم من سن 15 الى 18، اما الجوالة فيكون اعضاؤها من عمر 24 فما فوق. أي من الجائز ان يكون الفرد في سن 60، ويعتبر جوالا، وهذا الامر ما زال موجودا في الدول الاوروبية، ولان الأعمار المتواجدة في جوالة المعاقين اكبر من 18 سنة، لذلك يعتبرون افراد جوالة.
كيف ترى الاقبال على الحركة الكشفية بالكويت؟
ــ الاقبال على الحركة الكشفية في الكويت ضعيف جدا مقارنة بالسابق، فاذا تم توزير وزير يحب الحركة الكشفية ارتفعنا الى اعلى المراتب اما اذا كان الوزير غير مطلع على الحركة الكشفية عدنا الى الاسفل. والدليل على ذلك عدم اختيارهم الصحيح لمن يترأس الجمعيات الكشفية، حيث انهم لا يحملون حتى الشارة الخشبية، فكيف يعمل المسؤول في هذه الحالة على رفع شؤون الجوالة او التحدث في ما يخصهم من دون إلمامه بأمور واسرار الجوالة والحركة الكشفية، وكيف يسير بهم نحو تطوير احوالهم؟! والجدير بالذكر ان هناك الكثير من الكوادر الملمة بأدق امور الكشافة، وهناك الممثلون الدوليون، لكن مع الاسف تظل هناك امور تحتاج تدقيقا.
متى بدأت حركة الجوالة لذوي الاحتياجات في الكويت؟
ــ تعتبر الكويت اول دولة تنشئ فريق جوالة للمعاقين، حيث صدر القرار عن الهيئة العامة للشباب والرياضة بتاريخ 12/8/ 1995، عن طريق الوكيل المساعد صالح النفيسي، وهو شخصية رياضية معروفة، وهو من شجعني ودعمني لانشاء كشافة المعاقين.
كيف ترى المعاقين في فريق الجوالة؟
ــ الاشخاص ذوو الاعاقة نجحوا في تحديهم لاعاقتهم والوصول الى العديد من الشارات، ذلك لان الشخص ذوي الاعاقة يريد ان يثبت وجوده اولا وهو دائما سباق للعمل الافضل، وهذا متمثل في جميع اعضاء النادي والدليل على هذا جو المنافسات المشحون بين المعاقين والاسوياء اثناء المسابقات والمشاريع في الرحلات الكشفية.
كيف هي المنافسة بين الاسوياء والمعاقين في المسابقات الكشفية؟
ــ الوضع في اغلب الاحيان محزن، حيث يشعر المعاق بالكثير من الاضطهاد اثناء اداء المشاريع والمباريات الرياضية التي عادة ما تجرى في المعسكرات الكشفية، فعندما نأتي بالمركز الاول نفاجأ ان النتيجة هي حصولنا على المركز الثاني، الحقيقة ان وضع المعاقين يختلف عن الاشخاص الاسوياء، فالاسوياء مدركون للامور تماما، لكن المعاقين يحتاجون لفترة اعادة اكثر من مرة حتى يتفهموا ويعوا المراد فعله وهذا يرجع الى انواع الاعاقات والاحتياجات، لكن في حالة الفوز نفاجأ برفض الاصحاء لفوز المعاقين، لهذا السبب اخترنا ان تكون معسكراتنا القادمة للمعاقين فقط من دون الاسوياء.
ما السبب من وجهة نظرك للتجني على المعاقين في المعسكرات الكشفية؟
ــ السبب بسيط هو عدم تقبل فوز المعاقين على الاصحاء، فالكثير من الاصحاء لا يدركون العدالة وهذا شيء مؤلم للمعاقين، حتى اذا كان اداء المعاق اداء متميزا نفاجأ بالرفض غير المبرر لهذا الانجاز وهذا ما جعلنا نختار ان تكون معسكراتنا ومبارياتنا القادمة مقصورة على المعاقين فقط.
في ظل المطالبة بدمج المعاقين مع الاصحاء الا ترون ان فصلهم يتنافى وتطبيق مبدأ الدمج؟
ــ بالطبع هناك فصل لكن في ظل عدم وجود عدالة نكون مضطرين لاتباع هذا الاسلوب حتى نستطيع تحقيق انجاز للمعاقين وحتى يستطيع المعاق اثبات انجازاته ونجاحاته والمحافظة عليها، وهي محاولة لتفادي هضم حقوقهم في المباريات والمعسكرات الكشفية.
كيف هو الاقبال على الجوالة لدى المعاقين؟
ــ الاقبال لدى المعاقين كبير جدا، فنحن نملك الان 4 عشائر وهي تمثل مجموعة كبيرة من الاشخاص، فالمجموعة الصغيرة تتكون من 6-8 اشخاص وهو ما يطلق عليه مسمى «رهط» والاربعة ارهط يطلق عليها عشيرة وكل عشيرة يكون لها قائد، لكني اعتقد ان الامر يرجع بالبداية لتشجيع الابناء على خوض التجربة عن طريق وضع البرامج والانشطة، فالمعاقون يحبون المرح وهم فعالون بطبيعتهم ومحبون للمغامرة.
هل اثبت الاشخاص ذوو الاعاقة نجاحهم في الجوالة؟
ــ بالفعل الاشخاص ذوو الاعاقة اثبتوا انفسهم بالشكل الكبير والملحوظ، وهم متميزون ومستمعون جيدون وناجحون في تسلم الاوامر.
هل هناك اعاقات معينة تعتري الانضمام لفريق الجوالة؟
ــ لا توجد اعاقة معينة كشرط للانضمام لفريق الجوالة، نحن نقبل جميع الاعاقات في الفريق ما عدا الاعاقات التي يصاحبها صرع، ذلك لان لها وضعا خاصا، لكن الفريق يضم اعاقة الشلل الدماغي والشلل النصفي والرباعي وغيرها، بالاضافة الى ان جميع اعضاء الفريق يكون لهم ملف خاص بهم يحتوي على فحوصاتهم وكل ما يخص حالتهم الصحية.
ما المسميات التي تطلق على فريق الجوالة؟
ــ المسمى الرئيسي للفريق هو جوالة نادي الكويت الرياضي للمعاقين وهو المسمى الذي نشارك فيه بمجميع الانشطة والمسابقات بالاضافة الى ان هناك العديد من المسميات المختلفة التي تطلق على العشائر مثل عشيرة عبدالله الجابر وعشيرة جابر الاحمد وفرقة الشهيد فهد الاحمد البحرية وفرقة شهيدات الكويت، واغلب هذه العشائر نختارها بأسماء وطنية واسماء شهدائنا تعزيزا للحس الوطني في نفوس اعضاء فريق الجوالة وهم يعتزون بهذه الاسماء، حيث كانت لهم العديد من الزيارات لمكتب الشهيد وغيرها من الاماكن الوطنية.
ما الانجازات التي حققها فريق جوالة نادي المعاقين؟
ــ فريق جوالة المعاقين حقق الكثير من الانجازات والعديد من النجاحات وتسلم الكثير من الكؤوس والشهادات، كوننا نشارك بجميع الانشطة التي تعدها الهيئة وبأعداد كبيرة بالاضافة الى ان انشطتنا الخاصة طوال العام مثل حملات ضد التدخين والقريش وغيرها من الفعاليات، وايضا يشارك الفريق بأغلب فعاليات النادي الكويتي الرياضي للمعاقين.
هل هناك جوالة للفتيات من المعاقات؟
ــ نعم هناك فريق خاص للفتيات في الجوالة مثل فريق شهيدات الكويت، فنحن لا نبخس حق بناتنا في هذا الموضوع وهناك ما يقارب 30 فتاة من المعاقات التابعات لفريق الجوالة.
ما الصعوبات التي تواجهها جوالة نادي المعاقين؟
ــ ايضا الصعوبات عديدة فهناك من المعاقين من تبدأ معاناتهم من البيت ومع ولي الامر وهم من يمنعون ابناءهم من الدخول سواء في الجوالة او اي نشاط آخر في النادي، لذلك اتمنى من النادي ان يشكل لجنة تسمى «الدفاع عن حقوق المعاق» للدفاع عن حقوق المعاق في جميع الاحوال، اما المشكلة الاساسية هي ان فريق الجوالة لا يستطيع اخذ صاحب الكرسي المتحرك من دون وجود مرافق مما يعيق مسيرة الاعضاء الآخرين وهذا راجع ايضا لولي الامر، حيث يتطلب منه وضع مرافق مع المعاق لمساعدته، والحاصل هو ان ولي الامر يرفض وضع مرافق للمعاق مما يؤثر في نفسيته ويحبطه، فيجب على ولي الامر ان يتفهم ابنه المعاق ويشجعه ويرفع من معنوياته حتى يستطيع مواصلة الحياة.
ومن ناحية اخرى، نحن نعاني عدم وجود ميزانية للجوالة في الهيئة وهذا عائق كبير لا نستطيع معه مواصلة عطائنا والاستمرار في انجاز مشاريعنا وانشطتنا، لكننا نحاول تحصيل الدعم من الشركات لانجاز بعض الانشطة، ولله الحمد الشركات الخاصة تعتبر داعما ومشجعا لنا اكثر من الهيئة وهذا ينطبق على جميع الاندية التابعه للهيئة وليس جوالة المعاقين فقط.
برأيك ما فوائد الجوالة للاشخاص ذوي الاعاقة؟
ــ اولا الجوالة تمنح المعاق شخصية قيادية من منطلق ان لكل مجموعة قائدا، كما انها تساعده على خروجه من العزلة والانطوائية. من ناحية اخرى الجوالة تعود الفرد وليس المعاق فقط على ان يكون انسانا عادلا ومحبوبا من رفاقه، دائم الفوز، وتمنحه القدرة على التخطيط وبعد النظر والاصرار على الانجاز.
ما الفرق بين الجوالة اليوم والسابق؟
ــ الحقيقة هناك فرق كبير عما كانت عليه وما آلت اليه الجوالة الان وهذا متمثل في وضع جمعية الكشافة الكويتية، فهي مقصرة بشكل كبير تجاه الكشافة ولم تعد كما كانت سابقا، كانت الكويت سابقا من اوائل الدول في الانشطه الكشفية، كنا نبني ونحفر الارض لرفع اسم الكويت عاليا لكن الان كل شيء تغير ولم تعد مكانة الحركة الكشفية بالكويت كما كانت في الماضي.
برأيك ما العمل لاحياء الحركة الكشفية في الكويت من الجديد سواء للمعاقين او حتى الاصحاء؟
ــ اتصور اهم نقطة هي وعي اولياء الامور ومساندتهم في تنمية الحركة الكشفية بشكل عام بالاضافة الى الدور الاعلامي المهم في تسليط الضوء على الكشافة من خلال تواجد الاعلام بشكل مكثف في الفعاليات والانشطة، واخيرا دعم الحركة الكشفية ماديا او معنويا سواء من الهيئة او من جمعية الكشافة الكويتية
دعم مستمر
قال المفوض الدولي للتدريب والبرامج الكشفية الدولية للجوالة صالح الشراح ان من خلال ممارستي للعمل الكشفي داخل النادي منذ أكثر من 15 سنة فأنا اشكر إدارة النادي على إتاحتهم الفرصة لي للتعامل مع المعاقين وعلى دعمهم المستمر والمثمر لمصلحة الأعضاء.
تساؤل
أوضح الشراح ان في الماضي كانت الجوالة تضم أكثر من 15000 شخص، والنوادي تصول وتجول اما الآن فهي لا تتجاوز 2000 شخص، وقال متسائلا: «لماذا نحن لا نعلم سبب هذا التردي؟».
أشكناني: مساواتنا بالأصحاء قمة العدالة
«القبس» التقت الكشاف توفيق اشكناني على هامش جولتنا في النادي، وروى قصة انضمامه الى فريق الجوالة الكويتي قائلا: «انضممت الى فريق الجوالة منذ عام 2000، حيث اني كنت عسكريا قبل ان اصاب بالاعاقة، وايضا كنت ضمن فريق الكشافة في المدرسة، وزادت رغبتي جامحة في الانضمام للنادي حال معرفتي بالانشطة، فتقدمت الى والدنا الاستاذ صالح الشراح والحقيقة انه رحب بانضمامي للفريق كل الترحيب، وبالفعل تمنيت ان اكون عند حسن ظنه ولله الحمد اثبت نفسي من خلال الجوالة والمعسكرات التدريبية حتى اصبحت قائدا لمجموعة تضم 6 اشخاص (الرهط)، وبعد الدورات والدراسة اصبحت رائدا وبعد دورات اخرى وبعض التدريبات تسلمت مساعد قائد ولله الحمد انجزت فيها، ومن ثم رشحت الى الشارة الخشبية وحصلت عليها بعد عدة معسكرات ورحلات خلوية.
وعن امنيات فريق الجوالة لنادي المعاقين، اكد اشكناني قائلا «ان الامنيات كثيرة لكننا نشهد الدعم من ادارة النادي الكويتي الرياضي للمعاقين فقط وهو من يلبي طلباتنا بشكل كبير وسريع، بالمقابل نحن نعاني التقصير من قبل الهيئة، وعدم تلبية مطالبنا تشعرنا بالاحباط بالاضافة الى اننا ندفع من جيوبنا وهذا مرهق بالنسبة لنا.
وأشار اشكناني الى ان الهيئة تقوم بدعم النوادي الاخرى ونحن لا نريد سوى مساواتنا بنوادي الاصحاء، موضحا ان عدم مساندة الهيئة لهم يعيق مسيرة عطائهم ويقف حجر عثرة في طريق تحقيق العديد من الانجازات والنجاحات. وتابع: على الرغم من اننا ذوو اعاقة الا اننا قادرون على رفع اسم الكويت في الكثير من المحافل الدولية، فكل ما نطالب به هو ان تمنحنا الهيئة الحق في السفر لتمثيل الكويت في الخارج وان تدعمنا ماديا ومعنويا.
اهتمام أكبر
أكد الشراح ان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كان كشافا ومارس الحركة الكشفية، فمن الأجدر أن نولي اهتماما اكبر للحركة الكشفية في البلاد والمحافظة عليها وإرجاعها كما عهدناها.
تقاعس وإهمال
شدد الكشاف توفيق اشكناني على ان المسؤولين يعلمـــــون بقدرات الأشخاص من ذوي الإعـــاقة ويحثونهم على المواصلة، إلا أنهم يتقاعسون في دعمنا وتوفير احتياجاتنا اللازمة لمواصلة الطريق.
[email protected]
للتسجيل:
التوجه لنادي المعاقين في حولي وطلب استمارة انضمام لعشيرة الكشافة.
العنوان البريدي: ص.ب : 44866 حولي 32062
رقم الهاتف : 13 / 12 / 22620010 رقم الفاكس: 22620005