
سنة الهيلق
يقول الفلكي القدير الدكتور صالح العجيري في رسالة أرسلها الينا مشكورا مساهمة منه في هذه الزاوية التراثية:
«ما بين سنة 1868 و1871 م حصلت في الكويت مجاعة سميت سنة «الهيلق» وتعني الجياع، فأرخ بها الكويتيون كعادتهم، وكان ذلك في زمن المرحوم الشيخ عبدالله الثاني بن صباح الثاني حاكم الكويت آنذاك، وقد بذل - رحمه الله - ما في وسعه للتخفيف من وطأة ما حدث للناس على الرغم من قلة الموارد المالية لديه حينذاك.
ومن أشهر ما بذل ماله وما يملك في اغاثة المحتاجين المرحوم يوسف البدر والمرحوم يوسف الصبيح، ويذكر ان يوسف الصبيح فتح بيتا في الزبير لاطعام الفقراء والمعوزين بعد ان قدم بعض الفقراء منها، فتذكر - رحمه الله - ان بعض نساء الزبير تزوجهن بعض رجال الكويت الذين نجوا من مرض الطاعون سنة 1831 م لوجودهم في البحر خارج البلاد وفتك بزوجاتهم الكويتيات الموجودات في الديرة خلال فترة المرض.
وقد امتدح احد الشعراء اليوسفين بأبيات منها:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت أذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف صبيح طيب عنصره
أذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الأمجاد لم يغرب ولم يغب
حقا لقد قالها احد الحكماء: انك لا تستطيع ان تأخذ مالك معك حين وفاتك..الا انك تستطيع ان ترسله الى هناك في حياتك فتجده بعد مماتك في الآخرة».
***