* عادَ يحْمِلَ كُل الشَّوق بِعينْيهَ .. كانْ مُتخْماً بِالحَّنِينْ والَّلهْفهَ .. وَهُناكَ عَمِيقاً خَلَفَ سِتّار حَاجِزْ كانْ يَقبعْ خوفٌ وهَلعٌ مُستِتر ؛
وَالرهَبه تمَضُغه شَيئاً فشّيءْ .. مُتجاهلٌ هُو لها ’’
مُتجاهلٌ لِتلكَ المشَّاعِر التّي تتَجاذَبُه وتَقذِفْ بِهِ علْى أقَسّىْ صَخَرهَ بِشَّواطِئِها .
وتُعِيدُ الكَره بِاليُّومِ ألفَ مرهَ)
عَادَ هو يحْمْلَ عَشَرَ سِنِينْ غِيابَ .. عشَر سِنينْ حُزنْ وَشّوقْ وحَنِينْ وحُبَ ووجعَ
عَشّر سِنينْ كَرحّىْ عتِيقَه تَطحْنْ بِبُطئَ رُوحَيِهُما .. هُو يُقاسِي غُربَه .. غُربه روحَ وفُقدانَ للهّويّه
.. يُعانِي ذاكِره تقتُلهَ آلافَ المَراتْ ..
تُجهِضَ كُل لحظَة يسَّتحضِرْ بِها اي ذِكَرىْ أو مَلامِحْ ذِكرىْ قدَ تُعيدُهَ لهَويتِه ولشَّخصِه لمنَ هُو
عشّر سِنينْ
وهَي تعِيشُ بقايّا دَمار .. وتنسُج مُخيِلتِها أوهاماً سُرعانْ ما يقتُلها ذِكرىّ الحُبِ بعيّنيهَ
أيّخذُلها سَيدْ الغِيابْ ... كَم غابْ وكَم عادَ .. لكِنْ هذا الغِيابْ لا يُشّبهُه ايُّ غِيابْ آخرَ ...
هذِهِ ليسّتَ شُهُور هذِهِ سِنينْ .. بلْ عَشرُ سِنِينْ .. مِنْ غَيرَ ايَ خبرٍ عنَه .. تُرىَ أيّنَ هُو سَيدُ الغِيابْ ..}
..أيُّ إمَرأةٍ تَحتضِّنَ أحَزَانَه وأوجَاعِه .. أيُّ إِمرأةٍ تزرعُ لهُ بيّنْ ظَفائِرها الخُّزَامىَ ..
ومازَالتَ ذِكرىْ الحُبَ بِعينَّيه تُحطِمَ أصْنامَ الشَّكَ والوَهَم لديها . . !! ..
{ .. تشَّتعِلْ باليّومَ آلافَ المَراتْ .. وتبَكِي حتّى ثّارتَ عليها عَيّناها .. ورَفَضتَ الخُضُوعَ لسِيولْ الدَّمعِ المُنهَمِرَ . .
ماعادْ أيُّ شيءٍ يعَنِيهَا ... وتَحولتْ لِلوحةٍ شَاحِبه ، لمْ يَهزِمْ الشُّحُوبَ وَالحُزِنَ مَلامِحَ الجَمالْ النَاطِقَ بِكُلَ تَفاصِيلَها .؛
أغَرُوها بِالحَّياة كثيراً .. وزَرعُوا لها دُرُوبَاً مِنْ الوَردَ ...وكَم طَوقَ ياسّمينْ بِهِ طَوقُوها
.. لكِنّها أَبدتَ كيّف تَخُونْ مَن مازَالَ يحّيا بِها .. مازَالتْ تَضِيعُ بِهمسّاتِه التَّي تُحِيطُها ..
ومَازالَ عِطرُه يُداعِبَ أنفَها .. فكَيّفَ تقَتُله . . !
كَيَّف تُجهِضُه وهِيّ التي حَملتُه ألافَ السِّنينْ .. ألاف السِّنينْ قبلَ أّنَ تَنبضَ رُوحَها بِرحْم أُمِها ،
هُو قد غَابَ بِحِسّابْ التَقويَم لديّها دَهَراً . . ثُم عَاد بِلحظَّة ..!
[ كانْ اللِّقاءْ الأَولَ صَعباً مُربِكاً مُستحِيلاً . . لا يُوصَفَ إِنّْهُ لا يُوصَفَ
اسّتحالتَ كُلَ التّبريْراتَ . . كيّفَ يُبرِر لها عَشَّر سِنينَ غِيابْ . . بلا خَبرِ يتِيمَ عنَه . . بلا تأكِيدَ على حياتِه أو مَماتِه
عاتَبهُ الدَمعُ بِعيّنيها . ، واحرقَهُ حُزنُ العينّينْ اللتّين لمَ تُفارِقَه . . ،
تَجمْدتَ الحُروفَ عِنْدَ شَفتيّها ، وغَابَ الصَوتْ عَمِيقاً حيثُ تاااه بِغاباتٍ بعيدَه – بعيِدةَ جِداً . .
هُو تَجّمدَ بيّنما تحَترِقْ رُوحُهَ شَّوقاً لِتقبيَل مرافِيءْ الحُبَ بِعينيّها . . طالَ الصّمتْ وطالَ عِتّابُ الصْمتَ
تتّفحصُه كانْ قد ازَّدادَ نُحُولاً . . واكَثَرَ سُمرهَ . . لكِنْ بَريقَ عَيَنّيهَ لمْ يَخفُتَ , تِلكَ الرُّوحْ المُتَمرِدَةِ مازالتْ تُبحِرَ بِعيّنيهَ . .
يَتفحَصَها هَو بِدوِرهَ . . زادَ شَّعرَها طُولاً . . بِرُغمْ الحُزنْ الهَادِرَ المُكتَسِحَ مَلامِحَها الا إنَّها كَما كَانتْ سَاحِره . . . .
يميَلُ اليّها قليلاً . . يَهِمسَ : اشَتقتُك
اشتقتُك طوِيلاً حَدَ الوَجَعَ ..~
تَغمِضَ هِي وَتَنسَدِلَ أوشِحَه اللَّيلْ كَما إعِتَادَ أنْ يُسَمي رِمشّها الكَثِيفَ
تَنهرُ دَموعٌ كما اعِتادتَ انْ تشِقَ طَريقها
مدينْتِي المُغَلقْه . . كفىّ . . الدَّمعُ يقتُلنِي بِعيّنيَّ المَها
،،،