هذه قصة حقيقية حدثت قبل اكثر من قرن من الزمان , قصة اصطرعت فيها عاطفتان قويتان , وراحت كل منهما تحاول ان تغلب الاخرى , اما العاطفة الاولى فهي حب الزوج لزوجته والثانية هي بر الابن بوالديه , وقد تصارعت هاتان العاطفتان فماذا كانت النتيجة قرات هذه القصة فاعجبتني جدا واتمنى ان تنال اعجابكم ايضا, اقرؤا هذه القصة الجميلة بقلوبكم لا بعقولكم ..............
حدثت هذه القصة تقريبا في العصر الاموي , بطلها يدعى قيس بن ذريح , ففي يوم اشتدت الحرارة في الصحراء اشتدادا كبيرا وقد خرج قيس على ظهر ناقته لقضاء بعض حاجياته فمر على حي بني كعب وشعر بظمأ شديد فعرج على اهل الحي ليستقي ونزل عند احدى الخيام المتناثرة فقامت اليه فتاة فاتنة وحملت له الماء ليشرب , وفتن بها قيس واعجب بها اعجابا شديدا ومن يومها وهو يتعمد ان يمر دائما على ذلك الحي ليروي ظمأه وعرف ان اسمها لبنى, ثم اعترف لها بحبه في احد الايام واحست الفتاة صدق عاطفته فبادلته نفس المشاعر , فاحبها قيس بجنون وعرض عليها ان يطلبها للزواج من ابيها فوافقت بسعادة على ذلك , فرجع قيس الى ابيه وحكى له مابه وبين لبنى ورجاه ان يزوجه منها لكن ابوه رفض ذلك لانه كان ثريا وكان لا يريد لثروته ان تنتقل الى حي بني كعب بعد موته , واراد ان يزوج ابنه باحدى بنات عمه , وعندما ييأس قيس من اقناع ابيه ذهب الى امه ورجاها ان تتوسط له عند ابيه كي يعدل عن رايه لكن امه كانت اشد اصرارا من ابيه واكثر معارضة لفكرة زواجه من لبنى , فاصاب قيس الياس والحزن الشديد من ابويه اللذان لم يحسا او يقدرا مشاعره , ودخل عليه يوما الحسين بن علي رضي الله عنه وكان اخوه في الرضاعة وكان ايضا يحبه حبا شديدا فراه مهموما فساله عن ما به واستحلفه بحق الاخوة ان يقص عليه ماحدث فاخبره قيس بما كان من امره مع لبنى وما كان مع ابويه ,فرثى الحسين لحاله ووعده ان يسعى هو لتزويجه منها وخرجا معا الى دار لبنى وماكاد ابوها يعلم بان الحسين بن علي في داره حتى هرع يستقبله بحفاوة وسعادة وبعد ان ضيفهما كلمه الحسين في ذلك فقال له ابو لبنى "ياابن رسول الله لو ارسلت لكفيت ,بيد ان هذا من ابيه اليق كما هي عادات العرب "
فذهب الحسين الى ابو قيس واقنعه ان يزوج ابنه من لبنى بعد جهد كبير , فتم زواجهما وفرح قيس فرحا عظيما وغمرت الاثنان السعادة ومع مرور السنين كان حبهما يقوي ويزيد وكان قيس شديد الحب لزوجته لبنى وفي نفس الوقت شديد الطاعة والبر بابويه , لكن ام قيس كانت تشعر بالغيرة من الحب والاهتمام الزائد اللذان كان قيس يوليهما لزوجته وتبين مع مرور السنين ان لبنى عاقر لا تنجب وكان ابواه يرغبان في ان ينجب لهما قيس وريثا وصارت الام توعز قلب الاب بذلك حتى عرض الامر على قيس وطلب منه ان يطلق لبنى وان يتزوج احدى بنات قومه فرفض قيس ذلك رفضا شديدا , لكن ابوه ظل يصر عليه وقيس يرفض واشتد الخصام بين الاب وابنه ووجد قيس نفسه بين شقي الرحى فاي عاطفة ينقاد اليها عاطفة حب زوجته ام عاطفة بر والديه واعتراه الهم والغم وهو يفكر في مخرج من هذا , فاتى الى ابوه وعرض عليه ان يتزوج هو لعله يرزق بولد اخر يخلد اسمه ويرث ثروته فيرفض ابوه ويقول انه صار كبيرا في السن , فيعرض عليه قيس ان يرتحل مع لبنى الى ديار اخرى فيرفض اباه ويقسم عليه انه لن يظله سقف بيت ابدا حتى يطلقها , وكان قيس شديد البر بابيه فكان اذا اشتد الحر خرج الى ابيه واظله واصطلى هو بالشمس فاذا جاء الظل تركه ودخل الى لبنى يبكي ,وكانت لبنى تشعر بالغم والحزن لما تراه وكلما رات الحاح ابويه تجزع وتقول له " إحذر ياقيس ان تطيع اباك فتهلك نفسك وتهلكني "
وكان قيس يؤكد لها حبه وتمسكه بها , لكن ضغط ابوه زاد عليه وراح يضغط عليه بشتي الطرق حتى رضخ قيس وطلق زوجته ولم يشعر بهول الصدمة الا يوم جاء اهلها ليعودوا بها الى ديارهم وهم حزينون على ماحل بابنتهم , فشعر قيس بالضياع والندم ولم يبق له الا الحسرة والندم فكان يؤلف القصائد يذكر حبه لها وايامهما الماضية ومالقى من فراقها , ومن ذلك قوله :
يقولون لبنــــــــى فتنة كنت قبلـــــها بخير فلا تندم عليـــــها وطلق
فطاوعت اعدائي وعاصيت ناصحي واقررت عين الشامت المتملق
وددت وبيت الله اني عصيتـــــــــهم وحملت في رضوانها كل موثق
وكلفت خوض البحر والبحر زاخر ابيت على اثباج موج مـــــفرق
كاني ارى الناس المحبين بعدهــــــا عصارة ماء الحنظل المتفلـــــق
فتنكر عيني بعدها كل منظــــــــــر ويكره سمعي بعدها كل منطـــــق
ثم زوجه ابوه من إمراة فزارية ولكنه لما ادخلت اليه لم يكلمها او يدنو منها ولا حتى نظر اليها , ثم اعلمهم انه يريد الخروج الى قومه اياما فاذنوا له في ذلك ,وكان له صديق من الانصار في المدينة اتاه فقال له الانصاري ان خبر زواجه بلغ لبنى فغمها وقالت انه غدار وقد كنت امتنع من اجابة قومي الى الزواج فالان انا اجيبهم وكان ابولبنى قد شكا قيس الى معاوية واعلمه بتعرضه لها بعد الطلاق فكتب الى مروان بن الحكم ان يهدر دم قيس ان تعرض لها وامر اباها بتزويجها من رجل اسمه خالد بن حازة ففعل ابوها ذلك , فزوجوها وعندما بلغ ذلك قيس ازداد غما على غم وجزع جزعا شديدا وجعل يبكي اشد البكاء وركب حتى بلغ ديارها وطفق يبكي ويقول :
ان تك لبنى قد اتى دون قربها حجاب منيع ماله من سبيــــــــل
فان نسيم الجو يجمع بينـــــنا ونبصر قرن الشمس حين تزول
وارواحنا بالليل في الحي تلتقي ونعلم ايا بالنهار نقيـــــــــــــــل
وتجمعنا الارض الفرار وتوقنا سماء نرى فيها النجوم تجـــــول
وقال ايضا :
فان تكن الدنيا بالبنى تقلبت علي فللدنيا بطون واظهـــــــــر
لقد كان فيها للامانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظـــــــر
وللهائم العطشان ري بريقها وللمرح المختال خمر ومســــكر
كاني لها ارجوحة بين احبل اذا ذكرت منها على القلب تخطر
وكانت قصائد قيس فد ذاعت وانتشرت حتى غنى بها المغنيون في انحاء البلاد ولم يبق احد الا سمع بها فاطربته وحزن لقيس مما به , وحين عاتب زوج لبنى اياها على ذلك غضبت وقالت له "والله ما تزوجتك رغبة فيك ولقد علمت اني كنت زوجته قبلك وانه اكره على طلاقي , ووالله ما قبلت الزواج منك الا حين اهدر دمه ان جاء الينا او تعرض لي فخشيت ان يجد ما يحمله على المخاطرة فيقتل فتزوجتك ,وامرك الان اليك ففارقني فلا حاجة بي اليك " فتمسك بها وابى ان يفارقها , وكان ياتي لها بالجواري يغنين لها شعر قيس كي يستسمحها فكل ما تسمع شيئا من ذلك تظل تبكي اشد البكاء .
ومن اجمل ماقاله قيس :
اتبكي على لبنى وانت تركتها وكنت كاتي حتفه وهو طائــــع
فياقلب صبرا واعترافا بحبها وياحبها قع بالذي انت واقـــــع
وياقلب خبرني اذا شطت النوى بلبنى وبانت عنك ماانت صانـع
اتصبر للبين المشت مع الجوى ام انت امرؤ ناسي الحياة فجازع
كأن بلاد الله مالم تكن بهــــــــــا وإن كان فيها الناس وحش بلاقـع
اقضي نهاري بالحديث وبالمنى ويجمعني والهم بالليل جامـــــــــع
نهاري نهار الناس حتى اذا بدا لي الليل هزتني اليك المضاجــــع
لقد رسخت في القلب منك مودة كما رسخت في الراحتين الاصاــع
وبعد فترة ماتت لبنى فخرج قيس ومعه جماعة من اهله فوقف على قبرها و قال :
ماتت لبنى فموتها موتي هل تنفعن حسرتي على الفوت
وسوف ابكي بكاء مكتئب قضى حياة وجدا على مـــــوت
ثم سقط على القبر يبكي حتى اغمي عليه وحمله اهله الى منزله وهو في حالة من الذهول والاسى وظل ثلاثة ايام لا يتكلم ولا يفيق حتى مات فدفنوه الى جوارها ...............
وهكذا قضي قيس مضحيا بحبه لامراته لبره لوالديه مؤثرا قرابة الماضي على قرابة المستقبل , ومعظم الكتب التي تناولت هذه القصة اعتبرت قيس مخطئا في قراره مهما كان فيه من طاعة , فمارايكم انتم اصدقائي
هل كان مخطئا فاستحق ما اصابه ام انه فعل الصواب
وربما تكون هذه القصة قديمة لكن مازلنا نرى الى الان من مثل هذا فكم من ابناء عانوا مثل هذا بشكل او باخر من ابائهم عندما لم يتفهموا عاطفتهم , وكم من سعادة حكم عليها بالانتهاء من اجل نزوة او اعتقاد خاطىء
معذرة لطول القصة واتمنى ان تعجبكم
حدثت هذه القصة تقريبا في العصر الاموي , بطلها يدعى قيس بن ذريح , ففي يوم اشتدت الحرارة في الصحراء اشتدادا كبيرا وقد خرج قيس على ظهر ناقته لقضاء بعض حاجياته فمر على حي بني كعب وشعر بظمأ شديد فعرج على اهل الحي ليستقي ونزل عند احدى الخيام المتناثرة فقامت اليه فتاة فاتنة وحملت له الماء ليشرب , وفتن بها قيس واعجب بها اعجابا شديدا ومن يومها وهو يتعمد ان يمر دائما على ذلك الحي ليروي ظمأه وعرف ان اسمها لبنى, ثم اعترف لها بحبه في احد الايام واحست الفتاة صدق عاطفته فبادلته نفس المشاعر , فاحبها قيس بجنون وعرض عليها ان يطلبها للزواج من ابيها فوافقت بسعادة على ذلك , فرجع قيس الى ابيه وحكى له مابه وبين لبنى ورجاه ان يزوجه منها لكن ابوه رفض ذلك لانه كان ثريا وكان لا يريد لثروته ان تنتقل الى حي بني كعب بعد موته , واراد ان يزوج ابنه باحدى بنات عمه , وعندما ييأس قيس من اقناع ابيه ذهب الى امه ورجاها ان تتوسط له عند ابيه كي يعدل عن رايه لكن امه كانت اشد اصرارا من ابيه واكثر معارضة لفكرة زواجه من لبنى , فاصاب قيس الياس والحزن الشديد من ابويه اللذان لم يحسا او يقدرا مشاعره , ودخل عليه يوما الحسين بن علي رضي الله عنه وكان اخوه في الرضاعة وكان ايضا يحبه حبا شديدا فراه مهموما فساله عن ما به واستحلفه بحق الاخوة ان يقص عليه ماحدث فاخبره قيس بما كان من امره مع لبنى وما كان مع ابويه ,فرثى الحسين لحاله ووعده ان يسعى هو لتزويجه منها وخرجا معا الى دار لبنى وماكاد ابوها يعلم بان الحسين بن علي في داره حتى هرع يستقبله بحفاوة وسعادة وبعد ان ضيفهما كلمه الحسين في ذلك فقال له ابو لبنى "ياابن رسول الله لو ارسلت لكفيت ,بيد ان هذا من ابيه اليق كما هي عادات العرب "
فذهب الحسين الى ابو قيس واقنعه ان يزوج ابنه من لبنى بعد جهد كبير , فتم زواجهما وفرح قيس فرحا عظيما وغمرت الاثنان السعادة ومع مرور السنين كان حبهما يقوي ويزيد وكان قيس شديد الحب لزوجته لبنى وفي نفس الوقت شديد الطاعة والبر بابويه , لكن ام قيس كانت تشعر بالغيرة من الحب والاهتمام الزائد اللذان كان قيس يوليهما لزوجته وتبين مع مرور السنين ان لبنى عاقر لا تنجب وكان ابواه يرغبان في ان ينجب لهما قيس وريثا وصارت الام توعز قلب الاب بذلك حتى عرض الامر على قيس وطلب منه ان يطلق لبنى وان يتزوج احدى بنات قومه فرفض قيس ذلك رفضا شديدا , لكن ابوه ظل يصر عليه وقيس يرفض واشتد الخصام بين الاب وابنه ووجد قيس نفسه بين شقي الرحى فاي عاطفة ينقاد اليها عاطفة حب زوجته ام عاطفة بر والديه واعتراه الهم والغم وهو يفكر في مخرج من هذا , فاتى الى ابوه وعرض عليه ان يتزوج هو لعله يرزق بولد اخر يخلد اسمه ويرث ثروته فيرفض ابوه ويقول انه صار كبيرا في السن , فيعرض عليه قيس ان يرتحل مع لبنى الى ديار اخرى فيرفض اباه ويقسم عليه انه لن يظله سقف بيت ابدا حتى يطلقها , وكان قيس شديد البر بابيه فكان اذا اشتد الحر خرج الى ابيه واظله واصطلى هو بالشمس فاذا جاء الظل تركه ودخل الى لبنى يبكي ,وكانت لبنى تشعر بالغم والحزن لما تراه وكلما رات الحاح ابويه تجزع وتقول له " إحذر ياقيس ان تطيع اباك فتهلك نفسك وتهلكني "
وكان قيس يؤكد لها حبه وتمسكه بها , لكن ضغط ابوه زاد عليه وراح يضغط عليه بشتي الطرق حتى رضخ قيس وطلق زوجته ولم يشعر بهول الصدمة الا يوم جاء اهلها ليعودوا بها الى ديارهم وهم حزينون على ماحل بابنتهم , فشعر قيس بالضياع والندم ولم يبق له الا الحسرة والندم فكان يؤلف القصائد يذكر حبه لها وايامهما الماضية ومالقى من فراقها , ومن ذلك قوله :
يقولون لبنــــــــى فتنة كنت قبلـــــها بخير فلا تندم عليـــــها وطلق
فطاوعت اعدائي وعاصيت ناصحي واقررت عين الشامت المتملق
وددت وبيت الله اني عصيتـــــــــهم وحملت في رضوانها كل موثق
وكلفت خوض البحر والبحر زاخر ابيت على اثباج موج مـــــفرق
كاني ارى الناس المحبين بعدهــــــا عصارة ماء الحنظل المتفلـــــق
فتنكر عيني بعدها كل منظــــــــــر ويكره سمعي بعدها كل منطـــــق
ثم زوجه ابوه من إمراة فزارية ولكنه لما ادخلت اليه لم يكلمها او يدنو منها ولا حتى نظر اليها , ثم اعلمهم انه يريد الخروج الى قومه اياما فاذنوا له في ذلك ,وكان له صديق من الانصار في المدينة اتاه فقال له الانصاري ان خبر زواجه بلغ لبنى فغمها وقالت انه غدار وقد كنت امتنع من اجابة قومي الى الزواج فالان انا اجيبهم وكان ابولبنى قد شكا قيس الى معاوية واعلمه بتعرضه لها بعد الطلاق فكتب الى مروان بن الحكم ان يهدر دم قيس ان تعرض لها وامر اباها بتزويجها من رجل اسمه خالد بن حازة ففعل ابوها ذلك , فزوجوها وعندما بلغ ذلك قيس ازداد غما على غم وجزع جزعا شديدا وجعل يبكي اشد البكاء وركب حتى بلغ ديارها وطفق يبكي ويقول :
ان تك لبنى قد اتى دون قربها حجاب منيع ماله من سبيــــــــل
فان نسيم الجو يجمع بينـــــنا ونبصر قرن الشمس حين تزول
وارواحنا بالليل في الحي تلتقي ونعلم ايا بالنهار نقيـــــــــــــــل
وتجمعنا الارض الفرار وتوقنا سماء نرى فيها النجوم تجـــــول
وقال ايضا :
فان تكن الدنيا بالبنى تقلبت علي فللدنيا بطون واظهـــــــــر
لقد كان فيها للامانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظـــــــر
وللهائم العطشان ري بريقها وللمرح المختال خمر ومســــكر
كاني لها ارجوحة بين احبل اذا ذكرت منها على القلب تخطر
وكانت قصائد قيس فد ذاعت وانتشرت حتى غنى بها المغنيون في انحاء البلاد ولم يبق احد الا سمع بها فاطربته وحزن لقيس مما به , وحين عاتب زوج لبنى اياها على ذلك غضبت وقالت له "والله ما تزوجتك رغبة فيك ولقد علمت اني كنت زوجته قبلك وانه اكره على طلاقي , ووالله ما قبلت الزواج منك الا حين اهدر دمه ان جاء الينا او تعرض لي فخشيت ان يجد ما يحمله على المخاطرة فيقتل فتزوجتك ,وامرك الان اليك ففارقني فلا حاجة بي اليك " فتمسك بها وابى ان يفارقها , وكان ياتي لها بالجواري يغنين لها شعر قيس كي يستسمحها فكل ما تسمع شيئا من ذلك تظل تبكي اشد البكاء .
ومن اجمل ماقاله قيس :
اتبكي على لبنى وانت تركتها وكنت كاتي حتفه وهو طائــــع
فياقلب صبرا واعترافا بحبها وياحبها قع بالذي انت واقـــــع
وياقلب خبرني اذا شطت النوى بلبنى وبانت عنك ماانت صانـع
اتصبر للبين المشت مع الجوى ام انت امرؤ ناسي الحياة فجازع
كأن بلاد الله مالم تكن بهــــــــــا وإن كان فيها الناس وحش بلاقـع
اقضي نهاري بالحديث وبالمنى ويجمعني والهم بالليل جامـــــــــع
نهاري نهار الناس حتى اذا بدا لي الليل هزتني اليك المضاجــــع
لقد رسخت في القلب منك مودة كما رسخت في الراحتين الاصاــع
وبعد فترة ماتت لبنى فخرج قيس ومعه جماعة من اهله فوقف على قبرها و قال :
ماتت لبنى فموتها موتي هل تنفعن حسرتي على الفوت
وسوف ابكي بكاء مكتئب قضى حياة وجدا على مـــــوت
ثم سقط على القبر يبكي حتى اغمي عليه وحمله اهله الى منزله وهو في حالة من الذهول والاسى وظل ثلاثة ايام لا يتكلم ولا يفيق حتى مات فدفنوه الى جوارها ...............
وهكذا قضي قيس مضحيا بحبه لامراته لبره لوالديه مؤثرا قرابة الماضي على قرابة المستقبل , ومعظم الكتب التي تناولت هذه القصة اعتبرت قيس مخطئا في قراره مهما كان فيه من طاعة , فمارايكم انتم اصدقائي
هل كان مخطئا فاستحق ما اصابه ام انه فعل الصواب
وربما تكون هذه القصة قديمة لكن مازلنا نرى الى الان من مثل هذا فكم من ابناء عانوا مثل هذا بشكل او باخر من ابائهم عندما لم يتفهموا عاطفتهم , وكم من سعادة حكم عليها بالانتهاء من اجل نزوة او اعتقاد خاطىء
معذرة لطول القصة واتمنى ان تعجبكم