قصة روعة

  • بادئ الموضوع كوووووووووويتيه
  • تاريخ البدء
إنضم
22 أبريل 2009
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تعرف الشعور لمن تركب قطار الموت .. او القطار السريع .. او لعبة الإعصار اللي بالمدينة الترفيهية ؟
معدتك تدغدغك .. وراسك يدور .. وتصرخ وتصرخ وتصرخ بأعلى صوت .. و ترفع يدك عالي في الهوا ..
ويتأرجح إحساسك .. بين السعادة .. والخوف ..
بين الحماس .. والرعب ..
و بس تخلص اللعبة ..
تدور على أقرب شخص لك ..
أحب شخص بالنسبة لك ..
عشان تروح و تقط راسك على صدره وتقول له عن شعورك
يوم ركبت اللعبة ..
هذا اهو أشبه شعور .. وأقرب شعور .. ممكن أصف فيه شعور أبطال قصتنا ..
تحياتي ..
أحبك وأفكر بغيرك ..


الرواية
\
/
\

ساعات ..
أحس إن الزمن قاسي ..
ولا يمكن يلين ..
وساعات ..
أحس إن الفرح محال ولا يمكن يحين ..
هذا اللي شفته بدنيتي ..
كل ما مضى لي من سنين ..
يناير 1989– بعد صلاة العصر ..
بجت آخر دمعة .. و شهقت آخر شهقة .. وونت آخر ونة ..
ومسحت دموعها ..
تأملت نفنوفها ..
لونه أبيض .. مثل نفنوف العروس..
بس اهيا مو العروس ..
وهذا مو عرسها ..
وهذا مو نفنوف .. هذا كفن !!
مدت ايدها حق تلفونها تتصل على الكوافيرة ..
تنحنحت تتخلص من بحة الألم اللي في صوتها ..
فصة :
Hi .. eve .. [ الترجمه: مرحبا يا " ايف " ]
Eve :
Hi Mam .. are you okay ? you sound terrible !
[ مرحبا سيدتي .. هل انت بخير ؟ يبدو صوتك مروعا ! ]
فضة
I'm fine .. ammm .. listen .. I need you to come today ..
[ أنا بخير .. اممم .. اسمعي .. أريدك أن تأتي اليوم .. ]
Eve :
Ok .. when ? [ حسنا .. متى ؟ ]
فضة :
Now .. [ الآن .. ]
Eve :
Now ?!! [ الآن ؟!! ]
فضة :
Yes .. now .. is that a problem ? [ أجل الآن .. هل هذه مشكلة ؟ ]
Eve :
No ! not at all ! what's the occasion ? [ لا أبدا !! مالمناسبة ؟ ]
فضة :
Just .. don't be late .. [ فقط لا تتأخري !! ]
وصكرت فضة التلفون بسرعة تتهرب من هالسؤال ..
وقعدت تجابه همومها بروحها ..
أكو أحد جرب يغرس سجين بصدره ؟
اكيد في أحد جرب .. بس محد جرب وعاش عشان يقولنا !!
جذي كانت تحس ..
احساس قاتل مثل السجين اللي تنغرس في الصدر ..
تعبير عادي ممل قريناه بألف قصة وألف خاطرة وألف شعر ..
اذا ما كانو مليون !!
بس محد يحس بقوة هالتعبير "الممل" ..
الا اللي عاشه ..
والحين .. فضة قاعده تعيشه ..
دقايق إلا و eve عندها ..
دخلت eve بشعرها الأشقر وابتسامتها المريحة ..
Eve :
Hi Mam .. are you ready ? [ مرحبا سيدتي.. هل أنت مستعدة ؟ ]
فضة ردت عليها بابتسامتها الملائكية المعهودة :
Hi Eve … yes .. I am .. [ مرحبا ايف .. أجل أنا مستعدة .. ]
Eve :
Okay then .. let's get started .. [ حسنا إذن .. لنبدأ .. ]
و طلعت eve أغراضها من سبري و جل و ميك اب و غيره ..
Eve :
What's the coulor of your dress Mam ? [ ما هو لون فستانك سيدتي ؟ ]
فضة :
White .. [ أبيض .. ]
Eve :
only white ? [ فقط أبيض ؟ ]
فضة :
Only white ! [ فقط أبيض ! ]
Eve :
Ok .. what do you want me to do ? [ حسنا .. ماذا تريدنني أن أفعل ؟؟ ]
فضة :
Just make me beautiful !! [ فقط اجعليني جميلة .. ]
Eve :
Mdam .. you are beautiful !! [ سيدتي .. أنت أصلا جميلة !! ]
ابتسمت فضة :
Then do what ever you like .. [ إذن افعلي ما يحلو لك !! ]

/
\
/

في صالة الفندق ..

المكان اللي راح يبتدي فيه حلم .. وتنتهي فيه حياة !

كانت الأغاني لاعبة لعب .. والحريم كلهم يصفقون والبنات حولينهم
يرقصون و يغنون .. والكل مستانس
وفرحان ..

والأجواء كانت رومانسية بحتة .. كل بنت كانت قاعدة في الصالة

ظنت انها سندريلا او سنوايت .. ونست ان العرس اصلا مو عرسها !!

وفي وسط هالحشد والمعازيم تألقوا أهل المعرس والعروس ..

أم صباح تصفق و تحاجي أختها : أقول ..

أم مريم : هلا ؟

أم صباح : شقلتو حق فضة ؟؟

أم مريم : هههههههه افا عليج بس .. صرفتها !!

أم صباح : صج انج نسرة !

أم مريم : افا عليج !!

أم صباح : و عاااااشو .. كلللللوووووولووووووووووش !!

و استمر الاحتفال ..

/
\
/

Eve :
Wow !! Mam .. allow me to say .. you look like an angel !!
[ واو !! سيدتي .. اسمحي لي أن أقول .. تبدين كالملاك !! ]


تاملتها Eve لوقت أطول .. كانت راضية تماما عن التحفة اللي بين ايدها .. تحفة طبيعية ..

لوحة اثرية ..

حورية ملائكية ..


Eve :
Damn I'm good !! [ تبا !! كم أنني بارعة !! ]


ضحكت فضة رغم كل الألم اللي فيها ..

صعب إنك تتألم و تبجي .. بس الأصعب .. انك تتألم و تبتسم ..

والمصيبة .. لي تألمت .. وضحكت !!

فضة :
Thank you Eve .. you did a great job ..
[ شكرا يا ايف .. لقد قمت بعمل رائع ! ]

Eve :
Thanks Mam .. I really didn't do any thing .. you have the most beautiful face ever !!
[ شكرا لك سيدتي !! انا لم أفعل شيئا حقا .. أنت تملكين أجمل وجه على الإطلاق !! ]

ابتسمت فضة وتأملت شكلها برضا ..

و نظرة من الإصرار والتحدي والكبرياء ترتسم في عيونها ..

هالإنسانة فيها شموخ مو طبيعي !

لو شنو طاحت على ويهها ..

توقف مرة ثانية و راسها أعلى من قبل !!


Eve :
You didn't tell me yet Mam .. who's wedding is it ??
[ لم تخبريني بعد يا سيدتي .. عرس من هذا ؟؟ ]


فضة :
My husband's wedding !! [ عرس زوجي !! ]
/
\
/


وصلت السيارة الفندق ..

استجمعت نفسها في ثواني ..

تأكدت من نقابها اللي تألقت من خلاله عيونها ..

حطت ريلها برة السيارة على الأرض الصلبة ..

الأرض الصلبة اللي حست انها لو طاحت و احتوتها .. راح تصير لينة وراح تمتص همها و تمتصها اهيا
عشان تختفي و يختفي معاها الهم ..

بس لأ .. الأمور مو بهالسهولة ..

لازم توقف بريلها على هالارض الصلبة وتكون أصلب منها وتروح توقف في ويه الهم وتقول له بس يا هم ! كافي !!

بس ياهم كافي .. انا ابي الطلاق يا هم !!

خطت خطواتها بكل برود و ثقة .. وفي عينها ابتسامة انتصار المهزوم !!!

دخلت صالة أفراح الفندق الفخمة ..

الفرقة ..

الطاولات ..

المعازيم ..

أكواب العصير اللي قعد تتنقل بينهم ..

التصفيق والضحكات ..

فرحة الكل بالمعاريس اليدد ..

و دخول فضة بعبايتها ونقابها ..

محد انتبه لها ..

ومحد تعرف عليها واهيا لابسة هالنقاب ..

كل شي صار بالبطيء .. !!

دموعها على وشك الانحدار ..

بس اهيا اقوى منهم !!

اقوى منهم !!

اقوى منهم !!

و هناك .. على الكوشة الفخمة ..

شافتها !!

ضرتها !!

شريجتها !!

زوجة زوجها !!

عروس قاعدة بمكانها جنها البخت ..

ابتسمت و قعدت في مكان يقابلها ..

قعدت فضة في مكانها تنطر زوجها يدخل يشوف عروسه ..

واهيا تتأمل هالعروس ..

والله حلوة العروس ! بس جنه المكياج لاعب دور كبير مع الإضاءة؟!

مو غيرة .. صدقوها مو غيرة ..

بس اهيا خبيرة بوجوه البشر .. و في معدنهم ..

الله يعين زوجها على هالعروس !!

أعتقد إن هالدعوة عمرها ما انوجدت في قاموس الدعوات ..

اكو زوجة تدعي حق زوجها ان الله يعينه على العروس اللي خذاها عليها !!!!

فضة راقبت البنات يتراقصون حولين العروس و جنة على راسها الطير ..

و قعدت تطالع حماتها ام صباح واهيا تصفق و تحوم حولينها بكل حب ..

و الظاهر اللي معاها اهيا ام مريم .. اختها ..

وام العروس !!

/
\
/

كللللوووووووولوووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووش ..

كلللوووولووووش ..

يباب من كل مكان ..

بخور ..

صلاة عالنبي ..

كاهو ..

كاهو حبيبها ..

كاهو روحها ..

كاهو حياتها ..

كاهو قلبها ..

كاهو كيانها ..

كاهو زوجها !!

ببشته .. و دشداشته .. ورزته .. اشحلاته والله يسحر !!

قعدت تصلي على النبي عن العين ..

خايفة أحد ينظره !!

اقترب من عروسه على صوت الغنية التقليدية القديمة

" يا معيريس .. عين الله تراك .. القمر والنجوم تمشي وراك .. "

امه و خالته لاحقينه بالبخور والتصفيق ..

وعينها ما فارقته ..

اقترب منها على حيا .. و نزلت اهيا راسها ..

و ثواني ..

إلا شفايفه تمتد لي راسها .. و يبوسه !!

اي باس راسها ..

جم مرة رحتو عرس و شفتو المعرس يبوس راس عروسه ؟!

بالذمة مو كل البنات يذوبون من الرومانسية من يشوفون هالحركة ؟

اي نعم .. كل البنات بالصالة تنهدوا .. كلهم ذابوا .. من الرومانسية !!

فضة ذابت .. فضة ذابت من الألم !!!!!

شفايف زوجها تلامس جبهة غيرها !!

صحيح الدمعة نزلت ..

بس كانت مصحوبة بابتسامة ..

ابتسامة ما يعرف معناها الا سبحانه ..

فلاشات التصوير تلاحق العروسين .. و الأغنية الساحرة لازالت تصدي في الأجواء ..

الكل كان قاعد في جو حالم ..

الا اهيا ..

واقع مر ..

اعتقد انكم تتضايقون من طعم المر صح ؟

و تتضايقون أكثر من الواقع صح ؟

ضيف هالشيين مع بعض ..

واقع و مر ..

اشكثر راح تتألم .. اشكثر راح تنزف ؟

هدأ الوضع .. قعد العروسين في مكانهم يتبادلون جم كلمة حلوة..

تنهدت فضة ..

حان الوقت ..

اي نعم حان الوقت ..

قامت من مكانها بثقة ..

فصخت النقاب .. وقطت العباية ..

بدون لا ينتبه لها أحد ..

راحت عند الفرقة ..

طلبت منهم اغنية السامري " دكتوري عالجني " ..

وطلبت منهم يقولون انها اهداء من شخص عزيز على المعرس ..

راحت خذت الشال الأبيض و غطت ويهها استعدادا لرقص السامري ..

و وقفت عند الكوشة .. وبدت ترقص لهم أحلى سامري ..

محد انتبه لويهها ..

المعرس والعروس استانسوا على هذي ..

ظنها المعرس انها اخته ..

و يوم كانت الرقصة على نهايتها .. تفاجأ بأخته تركب الكوشة و توقف يمة وتصفق حق المرة اللي قعد
ترقص سامري ..

عادل : انتي وين كنتي ؟

ألطاف : كنت بالحمام you know .. fresh up my make up

عادل : عيل .. مـ.. منو هذي ؟

ألطاف: ما أدري بس يحليلها ترقص سامري عدل ..

و تكمل تصفق واهيا تغني مع الفرقة ..

و في الختام .. كملت فضة آخر فصل من الرقصة ..

صفقوا لها الحريم و عطوها تشجيع قوي ..

حست كأنها قاعدة في مسرحية استعراضية ..

لاحقة على المسرحيات يا فضة .. المسرحية اللي راح تصير بعد ثواني .. على خشبة " الكوشة " مع طاقم
" العرسان " ..

مسرحية لن تنسى !!

التفتت لهم فضة ..

قطت الشال على الأرض ..

ابتسمت ..

شفايفها .. خدها .. عيونها .. كل ذرة منها ابتسمت ..

عجيبة هالمرة ..

اللي لما تطيح تبتسم .. ولما توقف تبتسم .. ولما تنجرح تبتسم.. ولما تفرح تبتسم ..

وفي كل ابتسامة .. نصر لها !!

تلاقت عيونها بعيون العريس ..

تجمد الزمن لحظة ..

دهر !!

أي احاسيس حملتها هاللحظة ؟؟

شهقت أم صباح .. وأم مريم وقفت مكانها مصدومة ..

وألطاف حست بالدموع تتجمع بعينها .. و العروس ضايعة بالطوشة ..

اما العريس ... خلوها على الله !!

اقتربت فضة من الكوشة .. ركبت الكوشة بكل رقة و نعومة ..

ويوم وقفت قبال العروس ..

حس الكل بالفرق .. صحيح العروس مملوحة و شكلها فيه مسحة نعومة ..

بس فضة ..

قمة الجمال و النعومة ..

وهذا الشي طبعا أقل ما يقال في حقها !

احنا الحين في موقف أهم من ان نوصف جمال فضة !

موقف الزمن اللي تجمد .. لحظة بدت جنها دهر أو مليون دهر أو يمكن أكثر ..

حملت في طياتها كل المعاني اللي ممكن تحملها النظرة ..

معاني متناقضة يمكن عبرت عن وايد أشياء ..

بس ما شرحت كفاية عن مشاعر الطرفين !!

العروس عرفت ان فضة ياية تسلم عليها .. مدت ايدها ..

بس فضة ما مدت ايدها ..

لا ..

فضة راحت و لمتها ..

و باستها على خدها الأول والثاني ..

فضة : مبروك حبيبتي ..

مريم : الله يبارك فيج ..

فضة : يا رب حياتج تكون كلها افراح .. كلووولوووووووش

مريم : ما تقصرين حبيبتي ..

فضة : ولو حياتي .. هذا اقل شي اقدر اسوي .. انتي مرت الغالي ..

و حطت عيونها في عين " الغالي " مرة ثانية ..

وحس "الغالي" انه مو غالي .. انه حقير !!

برميل من الحقارة والسفالة والانحطاط ..

واعتذر على هالالفاظ !

اقتربت فضة من "الغالي" ..

حطت عينها في عينه ..

يمكن ألم .. عتاب .. لوم .. بس كبرياء .. شموخ .. قوة ..

حضنته ..

لمته ..

شمته ..

باست خده ..

واهوا احتواها .. حط ذراعه حولينها بقوة ..

بصعوبة ..

حاول لسانه يتلفظ ..

ضاعت الكلمات وسط زحمة الأحاسيس وضجيج الدموع..

عادل : آ..آنا آ..ســ.. ــف ..

فضة تهمس باذنه : اشش .. لا تقول شي يكدرك حبيبي .. الليلة ليلتك يا معرس..

و افلتت نفسها من ذراعه ..

وهمت بالانسحاب ..

عادل : لأ .. وين ؟؟

فضة : يهمك ؟؟!

مريم بعصبية : عادل من هذي ..

فضة طالعت مريم بابتسامة ..

فضة : وحدة من الماضي .. بالمبارك .. دير بالك على عروسك يا عادل .. وانتي بعد يا مريم .. ديري بالج
عليه .. تراه غالي ..

وانسحبت فضة ..

أم صباح و أم مريم اللي كانوا يتدراكون الموقف و يبتسمون و يضحكون عشان لا احد يشك بالموضوع ..

محد من المعازيم درى شنو صار على الكوشة غير ان وحدة الظاهر انها اخت المعرس عطته اهداء ورقصت
له ولمته و باسته على خده..

وتركت المعرس و طلعت برة صالة الفندق ..

تبتسم و تبجي ..

التم الكل حولين المعاريس ..

عين عادل لاحقتها لين طلعت من الصالة ..

صرخ من كل أعماقه ..

فضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــة !!

يا ترى .. لسانه اللي صرخ .. ولا روحه .. ولا إحساسه ؟!


/
\
/

فبراير 1989 – الساعة 3 الفير :

الجرس يرن بعصبية وإلحاح ..

لبست الروب بسرعة وكل خوف ..

طلت من العين السحرية و اخترعت من اللي شافته ..

خير اللهم اجعله خير ..

بطلت الباب و بدون لا يعطيها الطارق اي فرصة للكلام او السؤال او السلام او حتى همسة ..

الطارق :
أنا حامل !!
( الــجــزء الأول )


2006


كانت قاعدة تتأمل سقف الغرفة .. و في خيالها تطوف الف فكرة وفكرة ..

تدمع عيونها .. و توصل الدمعة لخدها .. بس مسرع ما تمسحها بطرف اصبعها بكبرياء ..


Eve :

Are you crying ? ( هل أنتِ تبكين ؟)


انتبهت حق مصدر الصوت .. كانت Eve واقفة عند باب الدار وبيدها سلة الغسيل .. و تطالعها بعيون حانية

ريم :

No .. I'm not .. (لا .. لست أبكي)


Eve:

Don't lie to me !! ( لا تكذبي علي !!)


ابتسمت ريم و قامت من السرير وهي وتبعد الاغطية عنها ..


Eve التقطت الملابس اللي كانت طايحة على الأرض بإهمال وقالت لها بالعربي و لهجة كويتية مكسرة :

الريوق جاهز ..

ابتسمت لها ريم وهزت راسها ..

وانسحبت Eve من الغرفة بكل هدوء ..

غسلت ريم ويهها .. ومشطت شعرها القصير الناعم ..

لبست ثياب المدرسة ..

تأملت شكلها بالمنظرة ..

دمعت عينها وهي تأشر على نفسها بالمنظرة و تكلم نفسها ..


ريم :

الليلة .. راح تستجمعين شجاعتج .. وتسألينها عنه .. و تطلبين منها انج تشوفين ابوج !!

/
\
/


جامعة الكويت – كلية العلوم الإدارية :



الممر كان خالي الا منهم اهما الاثنين ..

وقفت قباله بعيون ذابلة مجردة من الاحاسيس ..

واهوا يبادلها النظر بكل ذهول ..


حليمة :

أبوي قال لي مالج الا اهو .. و عمرج ما راح تكونين لغيره ..


يوسف يطالعها بكل أسف وكل حسرة .. ساكت بكل ألم وقهر ..

حليمة :

ملجتي يوم الخميس !!


عطته الصفعة القوية ..


حس بالانكسار والألم والقهر :

وانا ؟؟


حليمة بغصة :

الله يوفقك ببنت الحلال ..

و لفت جسمها تخش ويهها وتداري دموعها ..

مسكها من ذراعها بقوة ..


يوسف :

احنا الحين 2006 .. ماكو احد يقدر يغصب حد على شي ..


حليمة بحيرة أطلقت دموعها :

انا مو مغصوبة على شي !! انا وافقت من نفسي !!

يوسف شوي ويذبح نفسه .. ما يستحمل يشوفها تبجي..


قال بحنان الدنيا كله :

حلومة هذا عمره 40 !!!


حليمة تصرخ بويهه :

38 !!! مو 40 !!


يوسف يصرخ عليها و يشدد قبضته على ذراعها :

ما فرقت !! بينج وبينه عشرين سنة !!!! تعرفين يعني شنو عشرين سنة !!!!


حليمة مزجت صرخاتها بدموعها وحسراتها :

اذا ما تزوجته ابوي راح يروح السجن !!


يوسف بانفعال :

بلعنة !!


حليمة طالعته باحتقار :

هذا ابوي يا يوسف .. ما اسمح لك تتكلم عنه جذي !!


يوسف :

انتي حقي .. حقي انا وبس !!


حليمة بدموع و صرخات :

تهبى الا انت !!


حليمة مستحيل تقول هالحجي حق يوسف .. لانها تحبه اكثر من روحها .. بس لازم تجرحه !! لازم تخليه يكرهها وينساها !!


يوسف :

اووه .. حجي يديد !!


حليمة مسحت دموعها و قالت له بحزم :

خلاص يا أخ يوسف .. انا من باجر بسحب اوراقي .. وهذا اخر يوم راح تشوفني فيه بحياتك ..



يوسف حس بالاهانة .. حس بانها طعنته .. مستحيل يذل نفسه حقها ..

دايما يقولون لا كرامة في الحب ..

وان الحب يخلي من الانسان ذليل ..

بس هذا حجي روايات وقصص بس ..

في الواقع .. ماكو انسان يحط الحب فوق الكرامة ..


طالعها من فوق لي تحت بفتور :

حسافة فيج حبي اللي قدمته .. طلعتي ما تستاهلين ..


شهقت .. جرحها !! ما فكرت انه راح يرد عليها جذي .. بس شنو تتوقع يعني ؟؟ مو اهي اللي توة جرحته بعد ؟؟

كانت الدمعة شوي وتطفر من عينها .. لكنها استجمعت كل القوة اللي موجودة في الدنيا عشان تطالعه باحتقار وتمشي ..

وهني في هذا الممر .. انتهى حب .. و ابتدى عذاب ..


/
\
/


ثانوية 25 فبراير – الساعة الأخيرة – مادة الانجليزي :



ريم :
مـــس !! شوفي كوثر قعد تتحرش فيني !!


مس نجلاء :

وبعدين .. cut it out girls !! ( توقفوا يا بنات)


كوثر :
مس ريم اهيا اللي قعد تتحرش ما يصير طرديها مس !!


كوثر تأشر على الباب وتقول حق ريم :

Out !! (اخرجي)


ريم :
قاعدة علة على قلبج !!


مس نجلاء :
بس خلاص !! هو انتو اللي بتدو الاوامر ولا انا ؟؟! هو انتو المدرسة ولا انا ؟؟


ريم بعبط :

لا انتي طبعا !!


ريم وكوثر صديقات روح بالروح .. من يومهم وهم مع بعض .. ما يفترقون ابد ..

هواشهم هذا ما كان هواش صجي .. لكنهم هم اللي كانو مسوين جو حق الصف ومأذين الأبلات ..


وعلى هذا المنوال تستمر ساعات المدرسة .. وتضيع الحصص .. والأبلات ما يشرحون شي !!


رن الجرس .. وأعلن نهاية الساعة و اليوم الدراسي .. وعم الصخب والصراخ المدرسة ..

واندفعت الطالبات " افواجا افواجا " إلى بوابة المدرسة ..


رجعت كوثر شعرها المموج الطويل لي ورا و قالت حق ريم واهيا ترمش بعيونها بدلال :


قولي منو راح ياخذنا البيت اليوم ؟!


ريم : منو ؟


كوثر بدلع : حزر فزر ؟؟


ريم : امج ؟؟


كوثر : لا يالغبية .. امي مشغولة بملجة بنت خالتي ..


ريم بغباء : عيل منو ؟؟


كوثر سكتت لحظة .. نزلت عينها بالارض ورفعتها مرة ثانية وطالعت ريم بشوق :

ولد خالتي .. طلال !!


/
\
/

- طلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااال وصمخ !!


صرخ أطلق يوسف صرخته من أعماق اعماقه !!


طلال : اوف اوف !! شتبي فجرت طبلة اذوني !!


يوسف سكت لحظة يستجمع صبره .. قال واهوا يضغط على اسنانه :

يوم الخميس ملجتها !!!


طلال : منو .. حليمة ؟!!


يوسف : في غيرها ؟؟


طلال طقته البوهة : اوف !! وافقت على الشيبة اللي متقدم لها ؟!!!


يوسف بنفاذ صبر : اييييه !!


طلال يربت على كتف صاحبه :

ولا يهمك وانا اخوك .. ما تستاهل ظفرك .. اكو الف من يتمناك !!


يوسف : وانا تمنيت وحدة بس !!!!


طلال : خلاص انسى .. اللي يبيعك بيعه ..


يوسف :

وانا بعتها خلاص .. ولا ابي اشوفها ولا اسمع حسها ولا احد ييب طاريها !!

طلال يأشر على حلجه وكأنه يسكر سحاب : ها .. هذا و قفلناه ..


سكتو لحظات ..


طلال : اسمع ..


يوسف ابتسم .. دام فيها اسمع يعني فيها طلب ..

يوسف : آمر ؟!

طلال : سيارتي بالكراج .. يا ريت لو تسوي لي جذي خدمة بسيطة ..


يوسف : تبي اوصلك ؟؟


طلال : اي .. ابيك توصلني وتوصل بنت خالتي بعد ..


يوسف ابتسم : كوثر ؟


طلال تشقق : اي كوثر ..


يوسف : لي الحينك تحبها ؟؟


طلال : وللأبد !!

/
\
/


ظلو واقفين بالحر والشمس ..


ريم : مو جنه تأخر ؟!!


كوثر بقلق : ايي .. لا تخليني احاتي !!


ريم : عشتو .. تحاتي.. كله طلول البريعصي !!


كوثر عصبت : ريموووه !! لا تقولين عنه جذي !!


ريم ضحكت : ههههههههههههه اتغشمر معاج !!


كوثر عقدت حواجبها : انا بروح ادق من تلفون المدرسة اشوف وينه ..


ريم : انزين ..


وقفت ريم ترمق السيارات لعل وعسى تكون وحدة فيهم سيارة طلال ..

كوثر جارة ريم ويعرفون بعض عدل ويعرفون اهل بعض .. وتعرف طلال قابلته بكذا مناسبة من قبل ..

ودايما ترجع من المدرسة مع ام كوثر .. بس هالمرة ام كوثر مشغولة وطرشت لهم ولد اختها طلال ..


شافته يرتجل من سيارة اول مرة تشوفها .. استغربت .. كوثر ما قالت لها ان طلال اشترى سيارة يديدة ؟؟


ريم ركضت له بسرعة وقالت بتأمر وابتسامة
طفولية :
ليش تأخرت ؟؟!! صاير لنا سنة ناطرين !!


طلال ضحك .. متعود على الميانة .. هالريم هذي دوم طفلة !!


طلال : هلا الريم .. وين كوثر ؟؟


ريم : اوه نسيت .. داخل تحاول تتصل عليك ..


و أضافت بخبث : يوم تأخرت قامت تحاتي وقالت لازم اروح وادق عليه ..


ابتسم طلال ابتسامة عريضة من هالحجي ..


طلال : خل اروح اشوفها ..

وقفت ريم بمكانها تراقب طلال واهوا يدخل المدرسة يدور على كوثر وتبتسم ..


وبس اختفى عن ناظرها بطلت باب السيارة و قعدت في المقعد اللي خلف السايق ..


سمعت صوت تنفس قادم من المقعد اللي قبالها .. خافت وتيبست في مكانها .. سمعت صوت حركة و شافت
شخص غريب يقوم من مكانه ويلتفت لي ورا ..

و يتفحص ملامحها من وراء النظارات السودا اللي لابسها ..


حست بالخوف والهلع .. و حست بضربات قلبها زادت .. وصوت تنفسها علا .. و ظهرت ملامح الخوف على عيونها ..


هو حس بالصدمة ..

هذي الملاك .. تكون بنت خالة صاحبه .. كوثر ؟؟


تأمل بشرتها البيضا الصافية .. خدودها الوردية .. شعرها الكستنائي القصير .. عيونها الرمادية اللي توجتها
رموشها الكثيفة .. فمها الدقيق وخشمها الصغير .. خصلات شعرها تتدلى على جبهتها ..


هذي اللي طلال متخبل عليها ؟؟ والله ما الومها ..


يوسف حس بخوفها .. قال لها عشان يطمنها : انتي كوثر ؟؟

ريم : لأ !!


يوسف استغرب : عيل منو انتي ؟؟


ريم ببلاهة : انته اللي منو ؟!!!


يوسف : الحين انتي اللي راكبة سيارتي ..


ريم ازداد خوفها اكثر واكثر : لا .. انا راكبة سيارة طلال ..

يوسف : هذي مو سيارة طلال .. هذي سيارتي انا !!


ريم مسكت مقبض الباب تبي تبطله وتهرب بسرعة .. لكنها تفاجأت بكوثر تدخل السيارة و تقعد يمها بهدوء
.. وطلال يركب في المقعد اللي يم السايق ..


طلال يتأمل بعيون كوثر البنية :

انا آسف .. سيارتي بالكراج و اضطريت اطلب من رفيجي يوصلج انتي ورفيجتج ..


كوثر بابتسامة خجلة :

لا عادي ..


ريم لي الحين حالتها ما استقرت .. حست صدرها يصعد وينزل من الخوف .. و قلبها شوي ويحطم قفصها الصدري ويطلع ..

يوسف سكت من دخل طلال و بنت خالته .. و استوعب الموضوع..

لكن ريم لي الحين مو مستوعبته ..


كوثر همست لها : ريم .. علامج ؟؟


ريم سكتت مدة طويلة و بالغصب ردت : ماكو شي ..

كوثر طالعتها بشك ..


ريم اكدت شكوكها يوم طالعتها برجاء : بعدين اقولج ..

/
\
/


طلال : وصلنا ..


التفتت حق كوثر و ريم اللي قاعدين في المقعد اللي ورا ..


كوثر بخجل : مشكور طلال على التوصيلة ..


طلال بحب : العفو .. كوثر ..


يوسف حس انه بيموت من الضحك على روميو وجولييت اللي قاعدين قباله .. الحين اهو اللي موصلها وتشكر طلال ؟!!

صج ان الحب .. اعمى !!


نزلت ريم من السيارة بسرعة و نزلت وراها كوثر و اهيا تبادل طلال نظرات خجل عذرية ..


ركبو المصعد ..


كوثر : شفيج ..


ريم بعد ما استوعبت الموضوع :
هههههههههههههه اما صار لي موقف مع رفيج ولد خالتج هذا !!


/
\
/


بطلت لها Eve الباب ..


Eve : السلام عليكم .. هلا ..


ريم اندفعت للداخل : هلا فيج ايفا .. وين أمي ؟


Eve : في المطبخ ..


دخلت ريم المطبخ بلهفة .. الحين .. الحين بتكلمها بالموضوع ما تقدر تصبر اكثر من جذي !!

لقت امها قاعدة على كرسيها المتحرك تقطع السلطة للغداء ..

ابتسمت لها بحب : يمة ..


بادلتها الابتسامة : هلا حبيبتي ..


باست راسها و قعدت يمها بهدوء ..


انتبهت لها امها : خير حبيبتي .. فيه شي ..


ريم : ايه يمة .. فيه ..


اخترعت ودب في اوصالها القلق : شنو فيه ؟؟


ريم : يمة انا .. انا ابي اشوف ابوي ..

وقفت فجأة .. تركت كل اللي بيدها .. جرحت ايدها بالسكينة جرح بسيط ما حست فيه ..

دمعت عينها ..

ليش تقلبين المواجع يا ريم ..

ليش تذكرين فضة .. بعادل ؟!

/
\
/


يوسف : طلال .. من هذي ؟؟


طلال : من تقصد ؟؟


يوسف : اللي مع بنت خالتك ..


طلال يغمز له : ليش حاط عينك عليها ؟؟


يوسف عصب : قول من هذي ؟؟

طلال : هذي ريم رفيجة كوثر ..


طلع يوسف نظارته و حك جبهته يفكر ..


تأمله طلال : نفس العيون ..


يوسف باستغراب : عفوا ؟؟


طلال يبتسم : انته وريم .. سبحان الله .. نفس العيون !!


يوسف طنش كلامه : من بنته ؟؟


طلال : الله يهداك شفيك تحقيق اهو .. شنو بتخطبها ؟!!


يوسف صرخ عليه : خلصنا طلول .. من بنته ؟؟

طلال بتفكير : اعتقد .. اسمها .. ريم .. عادل .. البشار ..


يوسف طق بريك ووقف سيارته فجأة بنص الطريج : عادل .. البشار .. عمي ؟!!!!!!!!!!
( الجزء الثاني )


نزلت دموعها غصبا عنها .. مسحت دموعها باصابع ايدها .. اختلطت الدموع بالدم ..


ريم طالعتها بخوف : ماما .. دم !!


ابتسمت فضة رغم دموعها ...


فضة بغصة : جرح بسيط ..


حركت كرسيها بايدها و راحت لعند المغسلة اللي انحطت على مسافة قصيرة علشان تقدر توصل لها ..

غسلت جرحها ودموعها تنهمر على خدها بكل هدوء ..

يا ريت لو ان الجروح تنغسل بهالسهولة !! بالماي و الصابون ..

وشوية دوا أزرق ..


ريم اقتربت من امها .. دموعها شوي وتطفر من جفنها ..


ريم : يمة .. أ.. أنا .. آسفة .. لأني .. خــ.. ــليتج .. تــ..ــبــجــ..ــين ..


ابتسمت فضة .. و طلعت من المطبخ بدون لا تزيد اي كلمة ..

Eve كانت واقفة عند الباب و شافت كل اللي صار .. كانت واقفة تراقب بعيون متأثرة ..


ريم ما قدرت ريولها تشيلها اكثر من جذي .. طاحت على الارض و شهقت من البجي ..


اقتربت منها Eve بهدوء ..
Eve بحنان : Baby … ( حبيبتي)


انحنت لها على الارض و مسحت على راسها ...


ريم بين الدموع والشهقات :

والله مو قصدي أكدرها !! والله مو قصدي .. انا بس ابي اشوفه .. ابي اشوف ابوي !! والله صعب .. صعب البنت تعيش بدون ابو ..

والله صعب علي أعيش وانا أدري ان اسمي مرتبط فيه .. بس عمري ما شفته .. ولا اعرف شكله اشلون
صاير .. ممكن يكون اي واحد يمشي في الشارع .. في السوق .. في الجمعية ..

يمكن امر يمة و ما أدري ان هذا اهو ابوي .. صورة .. والله حتى صورة تكفي ..


Eve ضمتها لها بزيادة وقالت بلهجتها المكسرة :


بس حبيبتي .. لا تضايقين عمرج ..



ريم تناظرها : انتي فاهمتي ايفا ؟؟؟
Eve : اي فاهمة sweety ..


ريم نزلت راسها .. و خصلات شعرها طاحت على وجهها الطفولي وغطته..


ريم بغصة : تعتقدين امي فهمتني ؟؟
Eve : ما اعتقد .. الا متأكدة انها فهمتج !


و رجعت شعرها لي ورا اذنها ..

Eve بابتسامة واهيا تطالع شكلها اللي احمر من البجي :

Your noselooks red !! ( أنفك يبدو أحمر اللون)


ريم :هههههههههههه

Eve :

Come on .. get up !! ( هيا انهضي)


قامت ريم واهيا تبتسم حق الصديقة الوفية Eve ..


طقت باب غرفة امها طقتين ورا بعض ..


فضة : دخلي ريم ..


دخلت ريم تبتسم بألم ..

ريم : اشدراج ان أنا اللي طقيت الباب ..

ابتسمت لها فضة : أعرف طقتج على الباب .. اميزها عن ألف طقة ..


ريم تبتسم و الدموع بعينها : يمة آنا آسفة ..


فضة مدت ايدها واهيا على كرسيها المتحرك.. اللي دايما يخليها تحس مثل العاجزة المسجونة ..


فضة : يمة ريم .. تعالي هني ..


أشرت على حضنها ..


ركضت لها ريم وحطت راسها في حضن امها و أطلقت سراح دموعها ..


حطت فضة اصابعها بشعر ريم الناعم و قعدت تلاعب خصلاته و تداعب خدودها الناعمة ..


فضة بقوة واصرار وكبرياء و اهيا تضغط على اسنانها و تقاوم
دموعها اللي على وشك تنزل :

محد راح ياخذج مني !! محد راح ياخذج مني !! حتى جيش من
احسن المحاميين ما يقدرون ياخذونج مني ..
محد يقدر يتنزعج من ايدي الا اذا كنت جثة هامدة باردة
انتزعوا منها الحياة .. راح تتمين بيدي لين تصعد
روحي السما!! ما يقدر ياخذج مني .. ما يقدر !!

ريم ما كانت تدري عن شنو امها تتكلم .. بس استسلمت حق حضنها و ضمتها اكثر وبقوة اكثر ..


ما في عاطفة اكبر من عاطفة الام حق بنتها .. وما في شوق اكثر من شوق البنت حق ابوها ..

/
\
/


خيم الليل .. اسدل ستاره ..

وانارت السما نجوم صغيرة متناثرة ..

الليل هو ملاذ العاشقين ..

لما يصير الليل ..

يتنهد كل عاشق .. يراقب دريشة غرفته ..

ويبوح بأسراره حق السما الوسيعة ..


اقتربت حليمة من الدريشة .. كانت النجوم مصدر النور الوحيد .. الغرفة ظلمة .. الأثاث مقلوب .. الملابس
مشققة .. دفتر خواطرها مبعثر هني واهناك .. صفحاته مقسمة لاكثر من ذرة ..

ألعابها القطنية و دببها مقطوعة الراس .. و طايحة باهمال ..

كل شي بالغرفة كئيب و يدل على نوبة حزن غاضبة عاصفة مرت فيها ..

سندت راسها على الدريشة ..

أطلقت سراح دموعها اللي كانت ونسيها الوحيد من بداية هاليوم الكئيب ..


" ليش ياربي ليش ؟؟ ليش تحرمني منه ؟؟ ليش تبعدني عنه؟"


استغفرت ربها على هالافكار السودا اللي وصلتها لقمة اليأس ..


طالعت السما برجاء ..


" رحمتك يا رب "


تبطل الباب فجأة و دخلت عليها اختها شيماء ..


شيماء واهي تبطل النور : اوف ! خفاش انتي .. ليش قاعدة بالظلمة ؟؟


حليمة تمسح دموعها بسرعة : عمى !! ما تعرفين تطقين الباب ؟؟!


شيماء واهي تطالع الغرفة بذهول : اوله !! شصاير اهني ؟؟ شفيها غرفتج مبهدلة جذي ؟!!


حليمة من غير نفس : مو صاير شي ..


شيماء حست ان فيه شي صار حق اختها الصغيرة ..


شيماء و اهيا تطالعها بنظرات متفحصة : حلومة انتي كنتي تبجين ؟؟


حليمة بغت تموت من سمعت "حلومة" .. هذا دلعها اللي يناديها فيه يوسف دايما ..


زفرت بعصبية : اي كنت أبجي .. انتي شكو ؟!!


شيماء اقتربت منها و حطت ايدها على كتفها بحنان : حلومة صاير شي ؟؟


حليمة صرخت بويهها :

حلومة حلومة !! لا تقولين لي حلومة !! طلعي برة يالكريهة !! مالج شغل فيني !!


شيماء عقدت حواجبها وطالعتها بعصبية : وانا اللي خفت عليج !!


صكرت النور و صرخت عليها : قعدي بظلمتج وكآبتج !!


و صفقت الباب وراها بقوة وعصبية ..


قطت حليمة روحها على السرير واهيا تبجي ..


" آآآآآآخ .. محتاجة حق احد يوقف جنبي في هاللحظة .. بس قاعدة اطرد كل اللي حوليني .. وما اسمح حق
احد يستقبل دموعي غير خدي .. وينك يا يوسف !! محتاجة لك .. تخليت عنك وانا مو قدها .. ما أقدر اعيش بدونك !! "


غمضت عينها .. تمنت انها تبطل عينها و تكتشف ان هذا حلم .. حلم مزعج !!

ومن الخوف .. ظلت مغمضة عينها .. وما بطلتها .. ليما غلبها النعاس .. وخارت قواها ..

ونامت واهيا تهمس ..

يوسف ..

/
\
/


طاح المفتاح على الأرض .. انحنى على الأرض يلتقطه ..

بطل البوابة الكبيرة ..

كانت الساعة 12 بالليل .. و القصر الفخم في ظلام وهدوء ..

دخل بدون لا يطلع أي صوت ..

مر على الصالة الفخمة الوسيعة ذات الجدران الداكنة
اللون .. شاف التلفزيون مبطل على قناة الأفلام الأجنبية
.. و الصالة ظلمة و مطفين النور ..

ظن إنها فاضية .. التقط ريموت الكنترول من على الطاولة و صكر التلفزيون ..


قمر : هييي !! كنت قعد أطالع ..


التفت حق مصدر الصوت .. كانت منسدحة على الصوفا ببيجامتها القصيرة ..


يوسف ابتسم لها باستهزاء : انتي هني ..


قامت قمر من مكانها وسحبت الريموت من ايده : لا اهناك !!


عطته ظهرها وبطلت التلفزيون بالريموت ..

تأمل شعرها الطويــــل حيل اللي يوصل لي حد نص
فخذها .. مسترسل بكل حيوية و قصاته المدرجة معطيتها
منظر أثيري وكأنها أميرة في هالقصر اللي طرازه أوروبي من العصور الوسطى..


غمض عينه وهو يقول : أبوج رد من السفر ؟؟


قمر بلا مبالاة : لأ لي الحين ..


يوسف بطل عينه وطالعها باستهزاء : تامرين على شي بنت عمي ؟؟


قمر بدون لا تطالعه تمتمت بدون نفس : لأ !!


صعد الدرج متجه لغرفته ..

يوسف يتيم عايش في بيت عمه .. و اهوا قريبه الوحيد في هالدنيا وما له غيره ..

عمه يعزه حيل ويغليه .. بس مرته تكرهه و لا تدانيه ..

و ورثت هالكره حق بناتها وولدها عبد الله ..

يحس بخنقة كل ما يرجع البيت .. لازم ينشب شرار او شجار بينه وبين بنات عمه أو مرت عمه ..

بس هالمرة كان يتوق لأن يرجع بيته .. ومتلهف لان يرتمي على سريره و يتأمل سقف غرفته ..

هلكان !! هلكان !!

قلبه يعوره .. يحس بوخز فظيع !!

دخل غرفته .. رمى نفسى على السرير ..

عض الشراشف بأسنانه ..

الحقيرة !!

تركتني بكل سهولة .. نست كل اللي بيننا .. حطمت كل أحلامنا..

تقلب على فراشه ..

يصرخ من الداخل ..

" طلعي من راسي .. طلعي !! "

فز من مكانه ..

مرت على باله من دون سابق إنذار ..

أم عيون رمادية ..

ريم .. عادل .. البشار ..


/
\
/


كانت الغرفة ظلمة الا من نور الأبجورة الخافت .. والدريشة مبطلة والستاير مصكرة و يحركها الهوا وكأنها
فلم رعب كلاسيكي ..


تسللت للغرفة على اطراف اصابعها بدون لا تطلع اي صوت ..

سحبت عنها الغطا و همست في اذنها : ريم .. ريم ..


صحت ريم من النوم مفزوعة ..


شافت Eve قبالها ..


ريم بقلق : ايفا شنو فيه ؟؟
Eve تهمس :

Don't worry .. no thing happened .. I just need to talk to you ..

(لا تقلقي .. لم يحدث شيء .. انا بحاجة إلى التكلم معك وحسب)


ريم فزت من السرير و قلبها مضطرب .. طلعت للصالة واهيا لابسة شورت ابيض على قلوب وردية وبلوزة
وردية ..

و شعرها مبعثر بطريقة طفولية روعة ..


ريم :
خير Eve عسى ما شر ؟؟
Eve : ماكو شي .. مو انتي تبين تعرفين ابوج ؟؟


ريم برقت عيونها : ايه ..
Eve : مو انتي تبين تشوفين صورة له ..


زاد بريق عيونها .. قالت برجاء وغصة : ايه !!


طالعتها Eve بحنان و طلعت من بين ايدها البوم قديم ..

بطلت الالبوم و طلعت منه صورة قديمة دفعتها حق ريم ..


خذت ريم الصورة بايد ترجف و دموعها على وشك الانهمار ..

شافت في الصورة امها يوم كانت صغيرة بعبايتها و شيلتها و جمالها الأخاذ .. وبجانبها شاب وسيم .. طويل
.. ابتسامته ساحرة و فيه غمازة على خده اليمين ..


لا شعوريا حطت ايدها على خدها اليمين و ابتسمت تتحسس مكان غمازتها اللي هي عندها مثلها بعد ..
Eve طالعتها بحنان و قالت :

You look just like him.. (أنتِ تشبهينه)

ابتسمت ريم .. أمها فضة وايد حلوة .. جميلة .. من اجمل نساء الأرض !!

عيونها سوداء مثل ليلة عربية من ليالي ألف ليلة وليلة .. و شعرها ناعم و لونه مثل لون الفحم .. و بشرتها
مثل بشرةsnow white ..

بيضاء مثل الثلج .. و مشربة بحمرة مثل الدم ..

وملامحها أنعم وأجمل ملامح خلقها رب العالمين ..


بس ريم كانت غير .. صحيح تشبهها بلون البشرة و صفاءها ..

بس ملامحها غير .. لون شعرها الكستنائي .. عيونها الرمادية ..

غمازاتها ..

الريال اللي في الصورة .. واللي اهوا ابوها .. يشبهها وايد ..

ابتسمت لهذا الخاطر ..

Eve بجدية : ريم .. انا اذكر ذاك اليوم بالتفصيل ..


ريم : أي يوم ؟؟


غمضت Eve عيونها وبدت تسترجع شريط الذكريات ..
Eve :

15 يناير 1989 .. كان الوقت متأخر .. وسمعت صوت الجرس .. خفت وايد .. طلعت أشوف الطارق ..
وكانت أمج .. و بيدها جنطة ملابسها .. فاجأتني يوم قالت انها حامل .. فيج !!


سكتت
Eve لحظة تتنهد .. ورجعت كملت مرة ثانية :

يدتج أم أبوج الله يسامحها طاردتها وطالبتها انها تطيح اللي
بطنها.. لان ما تبي أي شي يجمع أمج فيهم .. و
امج خافت منها ومن نواياها .. وما لقت غيري تلجأ له..
عاشت عندي ست أشهر .. كانت أمج طالعة دوامها
الصبح .. صدمتها سيارة مسرعة يسوقها واحد مراهق حتى
ما عنده ليسن .. دخلت امج المستشفى وكانت في حالة حرجة..

اضطروا يسون لها عملية قيصرية عشان ينقذون الجنين ..
عشان ينقذونج .. و قدروا انهم يسوون العملية
بنجاح .. رغم ان نموج ما كان مكتمل .. بس قعدتي بالشيشة جم اسبوع لين اكتملت صحتج ..


غمضت Eve عيونها و نزلت دمعة : وأمج .. اصابها الشلل من هذا الحادث ..


ريم ما قدرت تمسك نفسها و قعدت تبجي .. حطت ايدها على حلجها عشان لا تسمع امها صوت البجي ..


كانت Eve تهمس لها بالسالفة بحذر ..


كملت Eve :

يوم اكتشفت ام صباح ان امج ولدت .. تغير موقفها .. و حاولت تطالب بحضانتج .. لكن ما قدت .. واكسبت
امج بالقضية .. ابوج كان متمسك فيج لآخر لحظة .. لكن الظروف كانت ضده ..

ويوم عرفت جدتج ان امج عايشة عندي .. انتقاما منها ..
طردتني من الشقة بنفوذها الكبير ..

بس أمج ما قصرت .. خذت فلوسها اللي ادخرتها بالبنك .. و اشترت هالشقة اللي احنا عايشين فيها الحين ..
و عشت فيها وياها على الحلوة والمرة .. ساعدتها في تربيتج
والعناية فيج لانها في وضع حرج وتحتاج من
يساعدها .. حطيتج بحضني و كبرتج .. وحسيت انج مثل بنتي ..

دمعت Eve بقوة .. اقتربت منها ريم تحضنها وتبجي ..


Eve:

ريم .. أبوج تزوج مريم قبل لا يتزوج امج .. وياب منها عيال .. لكنه طلقها .. وتزوج امج .. رغم الرفض
اللي واجهه من عايلته .. لكنه كان مصر على امج ويحبها .. ويبيها وشاريها .. وعلى الرغم من هذا .. مع
ضغط امه وعايلته عليه .. رجع حق مريم .. وسوو لهم عرس كبير .. و امج ما قدرت تتحمل شي .. وحطت
كرامتها فوق كل شي .. و تركته ..


ريم مسحت دموعها ..
Eve بقهر :

ريم .. ترا امج لي الحين على ذمة ابوج .. وما تطلقت منه!! ..


ريم انصدمت .. امي لي الحين على ذمة أبوي ؟!!!!!!!!

/
\
/


في قصر فخم في أرقى مناطق الكويت ..

كان قاعد يقرا الجريدة و يشرب قهوة الصبح بكل هدوء ..

جلست جنبه بقميص النوم السماوي و قالت بدون نفس : صباح الخير ..


جاسم بهدوء : صباح النور ..


مدت ايدها تاكل من هالفطور الـ " كونتينتل " على قولتهم ..

وبدت تاكل مثل العصفور لقمات صغيرة من غير نفس .. واهيا تناظرة بكره و احتقار ..


جاسم : حور ..


حور باستهزاء : آمر زوجي العزيز ؟؟


جاسم ابتسم بصبر : ناوليني الزبدة ..


حور رمت عليه الزبدة بلا مبالاة ..


جاسم : ترا ما يصير جذي .. مو حالة هذي .. انا زوجج ..


حور بسخرية : شنو يعني ؟؟


جاسم : يعني اهتمي فيني ...


حور : دور لك على مرة ثانية تهتم فيك ..


ما انصدم من هالكلام .. كل ما قال لها شي وعرفها بواجباتها كزوجة قالت له دور له على مرة ثانية .. أول
مرة يشوف مرة جذي !!!


جاسم ابتسم : دورت ..


حور باستهزاء : لقيت ؟؟


جاسم : ايه ..


حور بلامبالاة : تبيني انا بنفسي اروح اخطبها لك ؟؟


جاسم : لا ما لا داعي .. خطبتها بنفسي !!


حور : وافقت ؟؟


جاسم : ايه .. ملجتنا يوم الخميس ..


حور قامت من مكانها وطالعته ببرود واستهزاء : يمكن اهيا تقدر تييب لك عيال .. دام انا ما قدرت ..


همت تصعد غرفتها .. مسك ايدها يستوقفها : وين ..


حور ارتبكت من مسك ايدها : غرفتي ..


جاسم بغصة : مو هامج ؟؟


حور ارتبكت : شنو اللي يهمني ؟؟


جاسم : اني راح اخذ غيرج ؟؟


طالعته باحتقار : وليش يهمني ؟؟


جاسم ترك ايدها بعد ما بادلها نظرة الاحتقار .. ورجع يقرا الجريدة ويشرب القهوة وياكل له لقمتين ..


صعدت غرفتها و خبت دموعها بين كف ايدينها ..


خلاص .. راح يكون لغيري !!


/
\
/


قعد يوسف من النوم واهوا يزمجر ..

ما ارتاح في نومته امس .. كان يتقلب طول الوقت ..

و قام من النوم واهوا يحس ان ظهره بيقتله من الألم ..

حس ان ما له خلق يروح الجامعة اليوم .. اتصل على طلال يخبره يكتب له المحاضرات ..

صكر التلفون و نزل لغرفة الطعام .. شافت مرت عمه مريم قاعدة بملابس الدوام ..


يوسف : صباح الخير ..


ما تكلفت حتى عناء النظر اليه : صباح النور ..


صحيح ان متكدر و ما له خلق شي .. بس حس بشهية مفتوحة..

رفع كمه و بدا ياكل من الفطور اللي قدامه ..

دخلت عليهم قمر و قالت بدلالها و غنجها المعتاد : هاااي ..


رفع راسه يطالعها وهي في كامل اناقتها وانوثتها الطاغية : الناس يقولون السلام عليكم ..


قعدت قمر و اهي تتأفف : انته مالك شغل استاذ يوسف .. المعقد الرجعي المتخلف ..


رد عليها ببرود : معقد .. رجعي .. متخلف .. قمتي تقرين قواميس اشوف .. من متى مثقفة ..


ردت عليه بعصبية و احتقار : من يومي وانا مثقفة ! احسن منك استاذ يوسف !!


مريم تطالع بنتها واهيا تحتقر يوسف : اكلي ماما ما عليج منه ..


قمر و اهيا تصب لها الحليب والشاهي : لا ماما .. ما ابي اخرب الدايت .. بكتفي بالحليب والشاهي ..


ابتسمت مريم حق بنتها و قامت من مكانها : انا رايحة الدوام ..


قمر : الله معاج ماما ..


بعد رحيل مريم ظلت قمر قاعدة ويا يوسف في غرفة الطعام بروحهم ..

الجو متكهرب ..


قمر تحاول تغيضه : اقول ولد عمي .. علامه ويهك اصفر ؟؟ و عيونك ذبلانة ؟؟

امس مو نايم ؟؟


يوسف ما عطاها اهتمام ورد عليها بآلية : اعتقد مو شغلج !!


قمر : ههههه .. اي صح .. مو شغلي ..


عم السكوت لحظة .. ما عجبها الوضع .. لازم تثير المشاكل و تغيضه !!


قمر : يتهيأ لي أمس سمعتك تهذي و انت نايم ؟


يوسف غص بالأكل .. حاول يكون طبيعي .. ارتشف له شوي من كوب القهوة وقام :
يمكن كان حلم مزعج ..


قمر قامت بعد من مكانها عشان تطلع للجامعة ..


وقفت قباله و قالت وهي ترمش بعيونها بدلال : يتهيأ لي اني سمعتك تنادي .. ممم .. ما اذكر شنو كان الاسم ..


انحنت تاخذ جنطتها ماركة غوتشي .. و قالت واهيا تحطها على جتفها و تعض شفايفها تتصنع التذكر ..


قمر تقهره : اي تذكرت .. شيماء !!


يوسف فقد اعصابه .. مسكها من ذراعها بقوة .. و قربها منه ..

حط عينه بعينها .. خافت منه ..


قمر : ا.. ايــ..ــدي .. تــ ..ــا..لمــ..ــني ..


سمع صوت انفاسها المضطربة والخايفة .. وشم ريحة عطرها
الفواح ..


يوسف باحتقار : انتي .. تقرفيني !!


قمر سحبت يدها بقوة من يده : انته القرف كله !!


و طلعت عاقدة حواجبها ومعصبة ..


اخذ نفس عميق .. صحيح اهو كان ينطق باسم شيماء واهو نايم ؟؟؟


/
\
/


فتحت عيونها بالتدريج .. حست براسها يعورها من الصدمة اللي تلقتها امس ..

امها لي الحين على ذمة ابوها !!!!


صدمتها كانت تمنعها من انها تفكر باي شي بالعقل .. كانت مصدومة لدرجة انها ما تدري شلون تفكر ..

واختلطت عليها كل الامور .. حست انها بدوامة من الافكار الغير مترابطة ..

قفزت من السرير وراحت تدور في الدرج على الصورة اللي امس عطتها اياها Eve و كأنها تذكرت شي مهم
..
قعدت تتأمل بصورة ابوها لوقت طويل ..

يشبه رفيج طلال !!!!!!
( الجزء الثالث )



قعدت من النوم وحست ان راسها بينفجر ..

عيونها بدون ما تشوف بالمنظرة تدري انها مورمة ..

و على طول خمنت ان انفها احمر ..

قامت من السرير بتملل تغسل وجهها ..

وكانت كل تخميناتها صحيحة ..

شكلها وكأنه توه أحد متوفي !!

صحيح .. اهيا توفت ..

اهيا توفت يوم أعلنت نهايتها ويا يوسف ..

حطت يدها على قلبها ..

تحس بألم .. ألم مو طبيعي ..

اعتصرت قلبها واهيا تتأوه ..

مسحت دموعها اللي غافلتها وسالت على خدها بدون لا تحس..

بطلت باب الحمام عشان تطلع و شافت شيماء واقفة عند الباب..

شهقت شيماء يوم شافت منظرها ..


شيماء بطلت فمها عشان تتحجى ..


حطت حليمة اصبعها على حلجها واشرت لها بالسكوت ..


مرت من قدامها واهيا منزلة راسها بكل انكسار ..


شيماء : حليمة .. شفــ...


حليمة بغصة : شيماء تكفين .. مو وقته !!


دخلت حليمة غرفتها اللي تقع قبال غرفة شيماء و دوره المياه بالنص بينهم ..

وصكرت الباب وراها ..

شيماء ركضت وراها على طول وبطلت الباب .. شافتها مرمية على السرير تتنفس بصوت عالي و بصعوبة ..


راحت لعندها وحطت راسها بحضنها : حلومة شفيج ؟!!


حليمة تبجي مثل الياهل : تكفين شيماء .. طلبتج .. لا تقولين لي حلومة !!


شيماء بحنان وعيون دامعة :
ما راح أقول لج .. بس تكفين قولي لي شفيج .. ما استحمل اشوفج جذي بهالحال ..


حليمة تمسكت باختها :
شيماء انا تعبانة .. محتاجة لج !! محتاجة لج وايد ..


ضمتها شيماء :
اسم الله عليج حبيبتي .. لا تخافين .. انا معاج .. ما راح اتركج ولا لحظة ..


حليمة بصوت يبجي الصخر :
شيماء .. قولي لي .. تكفين قولي لي .. ابوي يكرهني ؟؟


شيماء دموعها نزلت على خدها وما قدرت تستحمل أكثر:
لا حبيبتي.. ابوي يحبج اكثر من روحه !!


حليمة :
عيل ليش يسوي فيني جذي ؟؟ ليش يبيني اتزوج رفيجه ؟؟


شيماء ما عرفت شتقول لها .. سكتت لحظة ..


حليمة قامت من حضن اختها .. ابعدت شعرها عن وجهها :
لا شيماء .. انا انانية .. ليش قعد أفكر جذي ؟؟ ابوي ياما ضحى علشاني انا وياج .. لازم انا بعد اضحي علشانه .. اتزوج رفيجه ولا يدخل اهوا السجن .. صح ؟؟


شيماء كانت من داخلها تصرخ .. وتقول لا يا اختي .. لا لا تبعين عمرج !!
لكنها سكتت و غمضت عيونها وقالت ودموعها تسيل :
صح !!


عضت على شفايفها ..


حليمة : خلاص شيماء .. اليوم انا وياج نروح السوق و نشتري نفنوف !!


شيماء بالغصب ترد عليها : ان شاء الله !!


باست راس اختها الصغيرة و ضمتها .. يا ريت لو انا اللي باعني حق رفيجه .. مو انتي .. يا ريت لو اضحي
انا عشانج .. بدال ما انتي تضحين عشان ابوي .. انتي صغيرة .. صغيرة و ما شفتي بالدنيا شي !!


شيماء : يلا حبيبتي .. تعالي تحت المطبخ تاكلين لج لقمة .. شوفي ويهج شلون ذبلان ..


حليمة بابتسامة والدموع لا تزال بعينها : ان شاء الله ..


جرت نفسها بالغصب لتحت و اهيا مو قادرة تشيل نفسها .. تحس انها ثقيلة وريولها مو قادرة تحملها ..


دخلت المطبخ و تصادمت عيونها فيه ..

راحت لي عنده وباست راسه ..


حليمة بنص عيون : صباح الخير يبة ..


بو شيماء بغصة : صباح الخير حبيبتي ..


شيماء طالعت ابوها منقهرة منه !!


حليمة عاذرته .. لانها دلوعته و تحبه وتموت وعليه و تعذره حتى لو كان غلطان .. وتسامحه حتى لو قتلها بالسكين !!


شاف الكلام كله بعيونهم .. العتاب .. التساؤل .. الحزن ..



بو شيماء يطالع حليمة واهوا حاس بذنب كبير : انا آسف يا ابوج !!


حليمة بابتسامة مصطنعة : على شنو يبة ؟؟


بو شيماء : على اني راح اقطج بايده ..


حليمة بصدق : كل شي يهون يا يبة .. ولا انك تتأذى وتدخل السجن..


بو شيماء تجمعت الدموع في عينه و ضرب الطاولة بيده بقوة:
لو اني ما تسلفت منه هالمبلغ الكبير هذا !!


شيماء تدخلت لأول مرة وقطت كلام مثل السم : لو انك ما رهنت بنتك حقه !!


بو شيماء صرخ في وجهها :
انا ما رهنت بنتي حقه !! اهوا اللي طلب ايدها .. وقال لي ان صرنا نسايب ماكو بينا ديون !!


شيماء لفت وجهها عنه باشمئزاز : وبهالسهولة تبيعنا يا يبة ؟!


حليمة سالت دموعها على خدها وصاحت في اختها :
بس شيماء !! انا راضية .. انا موافقة .. انا ابي اتزوجه !! ريال ما يعيبه شي .. و فوق كل هذا غني .. و كل بنت بالديرة تتمناه..


شيماء باستهزاء :
ايه صح ما يعبه شي .. بس انتي 18 .. واهوا 38 .. ماكو فرق الا جم شهر صح ؟؟


حليمة نزلت راسها وسكتت ..


شيماء كملت كلامها من القهر اللي فيها .. اشلون تشوف اختها في موقف جذي وتسكت .. والله ما تسكت حتى لو ان حليمة كانت راضية :
لا وبعد متزوج !!


بو شيماء فقد اعصابه :
جاااب !! كلمة وحدة ثانية يا شيماء قسما بالله العظيم اعطيج سطار يطير نص وجهج !!


شيماء سكتت من الخوف .. ومن الذلة ..

نزلت راسها ..

ثواني و تركض فوق لي غرفتها ..


حليمة : يبة جرحتها !!


بو شيماء : خل تتعلم تثمن كلامها وتحترم نفسها .. سكت عنها وايد!!


حليمة نزلت راسها وقعدت تاكل لقمات صغار بالغصب ..

آآآه !!

بس خلاص .. وافقتي يا حليمة انج تمشين برجلج للنار ..

انج ترقصين على الجمر .. انج تقطين نفسج في دوامة الهلاك..

تنهين حياتج .. عشان تبدينها مع واحد يصلح يكون ابو لج ..

خلاص يا يوسف .. وداعا حبيبي !!



/
\
/



يوم الخميس – جامعة الكويت – كلية العلوم الإدارية :



قعد يترقب المارة .. ينتظر حتى مجرد ظلها ..

تنهد من اعماقه ..

أحاسيس كثيرة مبعثرة ..

اهوا خلاص كرهها .. كرهها من يوم ما شافها توليه ظهرها وتمشي ..

بس ليش هاللهفة ؟؟

ليش هالشوق ؟؟

ليش هالانتظار ؟؟


مر طيفها بخياله ..


" ملجتي يوم الخميس !! "


غمض عيونه بقهر و عض على شفايفه و حس انه يكرهها أكثر من أي وقت مضى !!

اليوم ملجة حبيبتي !!

لي الحين اسميها حبيبتي ؟؟؟

اكرهج !! اكرهج يا حليمة اكرهج !!

انتي سبب تعاستي كلها !!

بسببج ما راح اعرف بحياتي معنى للسعادة !!

أكرهج !! أكرهج !!


قاطعت أفكاره .. الإنسانة الثانية اللي يكرهها أكثر من أي شي ثاني بالدنيا ..

شم ريحة عطر الإغراء الفواح .. و سمع صوت الكعب و اهوا يثبت وجودها في الممر من بين ألف بنت وبنت ..

وقفت قباله وقالت بدلال : يوسف .. سيارتي خربانة .. توصلني البيت ؟؟


طالعها من فوق لي تحت .. قال باحتقار : قمر .. انتي شلابسة ؟؟


قمر ضحكت ضحكتها المايعة : ملابس ..


يوسف تفجر الدم براسه .. تأمل التنورة اللي فوق الركبة اللي لابستها .. و البادي الضيج .. والجاكيت الكت
.. وشعرها اللي نثرته بعفوية و أغراء .. الكحل الغامج .. أحمر الشفاه الصارخ اللي حاطته .. مياعتها ..
دلعها .. غنجها .. كأنها نجمة إغراء !!


يوسف غيرته على بنت عمه وصلت حدها : وهذي تسمينها ملابس ..

قمر تضحك عليه وترمش بعينها بغنج : يؤ يؤ يؤ .. مو قلنا سوالف الرجعية ما تمشي علي انا ؟؟


يوسف مسكها من ذراعها بقوة وصرخ في وجهها : امشي معاي يلا ..


قمر : هييي انت ..


ما عطاها فرصة تقاوم .. سحبها معاه بالممرات و الأروقة إلى ان وصل لمواقف السيارات ..

بطل باب السيارة و قطها داخل بكل قوة ..


قمر تصرخ بوجهه : آآي يالهمجي .. والله اعلم ماما !!


يوسف صكر الباب عليها واهوا مفور وواصل حده : وانا اعلم بابا !!


ركب في مقعد السايق .. غمض عينه يستعيد هدوءه !!

فعلا كان على وشك يفقد أعصابه و يدفنها بالحيا !!


قمر تطالعه باشمئزاز : بابا مسافر ..


يوسف رد عليها باحتقار و استهزاء : بابا رجع من السفر من يومين يا بنت بابا !!


قمر بطلعت عينها : صحيح ؟؟!!


يوسف باستهزاء : يعني اكذب عليج ؟؟


قمر : تسويها !!


يوسف سكت عنها واكتفى بالتركيز على الطريج ..


قمر : انا أكرهك !!


تجاهلها ..


قمر : انت حقير !!


ولا بالبال !!


قمر تواصل اهانات وتجريح والقتها مثل القنبلة : معذورة شيماء يوم تركتك !!



يوسف خفف السرعة تدريجيا .. كانت شيطاين الدنيا تمرح براسه في هاللحظة .. ووصلت عصبيته لحدها الأقصى ..

و وجهه صار احمر ..


وقف السيارة على جانب الطريق ..


يوسف بهدوء بعكس إحساسه اللي قعد يغلي : طلعي من السيارة ..

قمر بصدمة : شنو ؟؟!!


يوسف عادها مرة ثانية بهدوء لكن بطريقة تخوف واهوا يضغط على اسنانه :
طلعي .. من .. السيارة ..


قمر خافت للحظة : ومنو يوصلني ؟؟


يوسف : ما يهمني ..

احتقرته وطالعته بكره وغرور : انت حقير !!


طلعت من السيارة و قبل لا تصكر الباب بقوة صرخت بوجهه :
اكرهك يا إنسان الغاب !!


مشى عنها على طول ..

وقفت على الرصيف واهيا تشتعل من الغيظ .. يطردها من السيارة و يتركها بالطريج والحر والشمس ..
واهيا بنت عادل البشار ؟!

انا وراك يا يوسف.. انا لك يا ولد عمي !! ان ما خليتك تدفع الثمن غالي !!


/
\
/

ثواني و حس بالذنب ..

انا شلون طلعت غبي ؟؟ اشلون اهدها جذي بالشارع ..

بنت بروحها ما معاها ريال ..

لا وبعد بهالملابس الفاضحة ..

اشلون سمحت حق نفسي اترك بنت عمي جذي !!

استغفر ربه وتعوذ من الشيطان ورجع لها على طول ..

شافها واقفة وحاطة ايدها على خصرها وتتصل على حد بتلفونها النقال ..


يوسف نزل الدريشة : قمر ركبي ..


قمر ناظرته باحتقار وما ردت عليه وقعدت تنتظر المكالمة ..


يوسف : قمر يلا عاد بلا دلع ركبي ..


قمر تجاهلته و قعدت تتكلم بالتلفون :
الو أفروز .. تعال لي شارع بسرعة انا في (.....................)


عطت المدام الأوامر وصكرت التلفون بسرعة .. ووقفت مكانه متجاهلة وجود يوسف ..


يوسف حس بالذنب : يلا عاد ركبي ..


قمر : ماني راكبة .. افروز بيوصلني البيت .. مستغنية عن خدماتك ولد عمي !!


يوسف : قمر بتتمين واقفة هني بالحر والشمس ؟؟ اللي راح واللي راد
يطالعج ؟؟ ترضين على نفسج جذي وانتي بنت عادل البشار ..


قمر بغرور : جان فكرت هالتفكير قبل لا تتطردني من سيارتك و تتركني هني بالشارع !!



يوسف حنن نبرته شوي : أنا اسف .. ما كان المفروض اسوي جذي .. يلا عاد .. ركبي ..


قمر عجبها موضوع الاعتذار .. حبت تذله شوي بعد ..


قمر بغرور : قول لي اسف مرة ثانية .. وثالثة .. ورابعة ..


يوسف احتقر فيها هالغرور .. رجع لقسوته المعتادة معاها : قمر .. ركبي ..


قمر : اففف .. زين ..


بطلت باب السيارة اللي ورا وركبت ..


يوسف : وانا سايق عندج ؟؟ ليش راكبة ورا ؟؟


قمر : عشان تتأدب مرة ثانية !!


يوسف غلى الدم براسه و سكت عنها ..

اتصلت على السايق : افروز خلاص لا تيي ..


/
\
/


ريم راحت الثانوية .. والشقة هدوء ..Eve تطبخ الغدا .. و فضة تساعدها باللي تقدر عليه ..


فضة ابتسمت وقالت حق Eve :
I know you told her .. ( اعلم أنكِ قد أخبرتِها)
Eve ارتبكت :
Told her what ?? ( أخبرتها بماذا؟؟)


فضة :
About her father .. and me .. ( عن والدها .. وعني..)
Eve انحرجت ونزلت راسها بالأرض:
I'm sorry.. ( انا آسفة)


فضة بابتسامة لو تنحط على الجرح تبرى :
Don'tbe .. I'm glad you told her .. because I' couldn't handle telling her .. it'stoo much to bare ..
(لا تكوني آسفة .. انا ممتنة لانكِ اخبرتِها .. لأني لا أستطيع ان أخبرها بنفسي .. إنه عبء كبير لأن أحمله..)
Eve بحنان وابتسامة :
You are great .. ( أنتِ رائعة)


فضة قالت بألم ودمعة حاولت قد ما تقدر تداريها :
Eve .. take care of my daughter .. ( ايف .. اعتني بابنتي..)
Eve ما فهمت قصدها .. ابتسمت لها :
I will.. (سأفعل)


والتفت تكمل طبخ ..


طاحت السكين من ايد فضة ..

وطاحت الخضار من بين ايدها ..

مالت رقبتها لي ورا ..

تدلت ذراعها من الكرسي ..

اطلقت آهة من أعماق أعماقها ..

جات مخنوقة .. و كأنها همسة ..

غمضت عينها ..

و توقفت عن الحركة ..
Eve التفتت لها واهيا تذوق الشوربة اللي عملتها :
Wow .. I think I really got it rightthis time !! ( واو .. اظن أنني قد اتقنتها فعلا هذه المرة!!)


تفاجأت من منظر فضة .. طاحت الملعقة من بين ايدها ..

اتسعت حدقة عينها ..

خنقتها عبرتها ..

ركضت لها ..

صرخت : فضة !!!!


تعثرت بخطواتها .. خانتها دموعها المتحسرة .. ايدها ترجف ..

تحاول توصل للتلفون ..

بسرعة ..

777 ..

(رقم الطوارئ)


/
\
/
قمر : اوقف عند هالبقالة !!


يوسف التفت لها وطالعها من وراء النظارات اللي لابسها : قلتي شي ؟؟


قمر : ايه !! قلت !! اوقف عند هالبقالة !!


يوسف باستهزاء : ليش .. تبين حلاوة ؟؟


قمر باحتقار : لأ !! ابي رصيد حق تلفوني !


يوسف : انتي مو فواتير ؟؟


قمر من غير نفس : ايه .. بس هذا خطي الثاني ..


يوسف بشك : انتي كم خط عندج ؟؟


قمر عصبت : تحقق معاي ولا شنو ؟؟ يلا وقف عند البقالة ..


يوسف من غير نفس : انزين ..


وقف عند البقالة ..

يوسف بتآمر : انتي لا تنزلين ..


قمر سبقته ونزلت من السيارة بسرعة : ليش بأي قرن انته عايش عشان تستعبد المرأة ..


ضحك باستهزاء على منطقها المتخلف !!

يبي يستر عليها واهيا تقول يستعبدها !!

اما انسانة متخلفة !!


دخلت اشترت اللي تبيه .. كانت على وشك انها تطلع من البقالة يوم انعكفت ريلها عند عتبة الباب بالكعب
الضعيف اللي لابسته وطاحت على الأرض ..


صرخت بألم ..


ركض لها يوسف يساعدها تقوم ..


يوسف بصدق : سلامات !!


قمر نزلت دموعها بسرعة يوم شافت ركبتها المنجرحة واللي قعد ينزل منها الدم : تـ..ــأ..لــمــ..ــت !!


يوسف ضحك عليها .. شكلها طفلة : ههههههه ليش تبجين ؟؟


قمر صرخت عليه : ما تشوف الجرح والدم ؟!!


يوسف : جرح بسيط .. اعالج لج اياه بالبيت !!


قمر : لأ .. ودني المستشفى الحين الحين ..


يوسف : اي مستشفى الله يهداج ؟! ما يحتاج ..


قمر : لا يحتاج .. يمكن يبيله غرز ؟؟


يوسف ضحك عليها : ههههه ما يبيله صدقيني .. جرح بسيط ..


قمر تبجي : عيل ليش كل هالدم ؟؟

يوسف : عادي ..


قمر ما صدقته : لأ .. الحين الحين ودني المستشفى !! ما ابي اشوه جمالي ..


يوسف حس انه بينفجر من الضحك بس مسك نفسه و خذها على قد عقلها : الحين اوديج المستشفى !!

/
\
/


وقفت بالمستشفى و كأنه في حد عطاها صفعة قوية على خدها ..

وكانه في حد شال قمم العالم وجبالها وتلالها و ثقلها وحطه على صدرها ..

وكأنه في حد قاعد يوخز قلبها بكل لحظة وبكل مكان ..

دموعها .. تستقبلها خدودها بحرارة مثل السيل الجارف ..

ما بدلت ثياب المدرسة .. و راحت للمستشفى على طول تتطمن على امها ..
Eve اللي حالتها منهارة تربت على كتفها تعطيها شوية صبر ..

ما عندها غير هاللمسة الحانية تمنحها اياه .. حتى الكلام ضاع منها ..


ريم اللي كانت قاعدة تبجي بصمت وهدوء شهقت فجأة ..

بدت تتنفس بصعوبة ..

صوت شهقاتها اللي تقطع القلب ملأت أرجاء المستشفى ..

اقتربت منها Eve بخوف واهيا تنادي الدكاترة والسسترات..

و طاحت ريم من طولها واهيا تشهق بالبجي ..


/
\
/



طلع من غرفة التمريض مالت الطوارئ و اهوا مسندها على جسمه عشان ما تطيح ..

حس انه سخيف .. لان الموضوع طلع فيه غرز والتواء في الكاحل!!

ما جذبت عليه البنت وما جذب احساسها ..

تناهى على مسامعة صوت يقطع القلب .. التفت

لمصدر الصوت في آخر الممر ..


أشر حق قمر تقعد على المقاعد : نطريني اهني ..


و راح بسرعة لمصدر الصوت .. لأن شكل هالبنية مشبه عليه..

اقترب أكثر وأكثر إلى ان وصل لعندها .. انحنى على الارض للمستوى اللي طايحة فيه البنت ..


يوسف تأمل شكلها ..


يوسف:
ريم ؟!!

/
( الــجــزء الــرابــع )



انحنى للارض ..

يوسف همس : ريم !!

ما انتبهت له .. ولا اهتمت له .. تكورت على عمرها و ضمت ريلها لصدرها و اخفت وجهها بين ريولها ..
Eve بعد ما انتبهت له .. ضمت ريم و اطلقت سراح دموعها ..

يوسف قام من على الارض .. انتبه حق قمر اللي لحقته ..


قمر بتملل :
يوسف .. شتسوي هني .. يلا تعال ..


يوسف قام من مكانه واهوا يتأمل شكل هالحرمتين اللي عور قلبه ..

يوسف بصوت واطي وعيونه ما فارقتهم : يلا ..


/
\
/

كان قاعد قبالها و في عينه شوق الدنيا كله ..

يتأمل شكلها الطفولي البريء .. جمالها الاستثنائي ..

عيونها البنية الساحرة .. شعرها المموج ..

وكانت منزلة راسها بكل حيا .. تسترق النظر من أطراف عيونها وتشوفه يبتسم و يطالعها .. ترد تنزل راسها و تبتسم بدون لا يلاحظ ..


كسر حاجز الصمت اللي ما كان اصلا حاجز .. كان صمت ذوب كل المسافات ..

طلال :
شلونج .. كوثر ؟؟

كوثر بخجل وصوت خيالي :
الحمد لله .. انته شلونك .. طلال ؟؟

طلال :
اشلون الدراسة .. كوثر ؟؟

كوثر :
تمام .. طلال ..

تعرف هالشعور ؟؟ لما تحب شخص لدرجة كبيرة .. لدرجة انك على أشد استعداد انك تفديه في أي دقيقة و أي لحظة ..
وتشوفه قاعد قدامك .. كل اللي تبيه هو انك تكحل ناظرك بشوفته .. و انك تناديه باسمه في كل جملة تكلمه فيها ..
لان حتى حروف اسمه تعشقها و مستعد انك تفديها !!

طلال :
كوثر ..

كوثر :
آمر .. طلال ..

طلال :
ما يامر عليج عدو .. كوثر .. ممكن قلاص ماي من ايدج الحلوة .. كوثر ؟؟

زادت ضربات قلبها .. شوي وتطير من الفرحة ..

قال "ايدج الحلوة" ..

تحس ان بينبت لها جناحين وتطير ..

اخفت هالشعور بابتسامة خجلة ..

كوثر واهيا تقوم من مكانها :
من عيوني .. طلال ..

طلال بلهفة :
تسلم لي عيونج .. كوثر ..

ثواني و يابت له قلاص الماي ..
اقتربت منه ومدت ايدها الناعمة ..

كوثر و قلبها يرقع و تنفسها يضطرب و وجهها يحمر :
تفضل .. طلال ..

خذ القلاص من ايدها وقلبه يتنافض بين اضلاعه :
تسلم ايدج .. كوثر ..

قعدت مكانها في الصوفا اللي قباله و اهيا منزلة راسها ..

شرب الماي كله .. وحسه غير عن الماي اللي يشربه كل يوم ..

ليش كل شي تلمسه انامل اللي نحبهم يطلع غير ؟؟ يطلع احلى !!


قاطعت صمتهم جليلة (ام كوثر) و اهيا تدخل الصالة:
انا اسفة طلال تأخرت عليك .. بس كنت قعد ادور الاغراض اللي طلبتها امك ..

قام طلال من مكانه و خذا الكيس الثقيل اللي بيدها :
لا خالتي عادي ..

رن صوت التلفون ..

كوثر :
انا اشيله ..

جليلة :
لا يمة خلج ارتاحي .. انا اشيله ..

ام كوثر شالت التلفون من صوب .. وطلال استلم كوثر نظرات من صوب ..

نظراته توترها دايما .. تخليها تسكت .. و تحس بحمره بخدودها.. و ريجها ينشف .. و تتعلثم و ينربط لسانها .. وعيونها تسجد على الارض .. ولا تتجرأ تطالع صوبه مباشرة ..


صكرت جليلة التلفون و وجهها يعلوه الصفرة .. عيونها كانت مغرقة بالدموع .. وشكلها مصدومة ..

كوثر بخوف :
يمة .. شصاير ؟؟ منو اللي اتصل ؟؟

جليلة بالغصب تحجت وطلع صوتها واطي ومخنوق :
فضة .. فضة ..

خانتها دموعها و قعدت تنزل بحرارة على اخت دنيا فقدتها .. على انسانة غلاتها من غلاة
روحها .. على انسانة طاهرة عفيفة صابرة قلبها ابيض و روحها نقية ما قط مشى على هالارض مثلها..


كوثر اخترعت و قامت من مكانها لعند امها وهي تضمها ..

وبصوت باكي قالت :
يمة شفيج ؟؟ قولي لي ..

طلال اخترع و ترك الكيس من ايده :
خالتي .. خالتي خير .. شصاير ؟؟

جليلة قالت بالغصب .. وبصوت واطي مخنوق :
فضة .. فضة .. فضة ماتت !!

كوثر تلقت هالخبر مثل الصاعقة !!
فضة !!
فضة الطيبة .. فضة الحنونة .. فضة الصابرة ..
فضة الوقورة .. فضة اللي ابتسامتها مثل البلسم ينحط على الجرح يبرى ..
فضة ..
ام ريم !!!
اااااه يا ريم ..
يا حبيبتي يا ريم ..


كوثر بصوت يرجف وعيون دامعة :
شــ..ــنــ..ــو ؟!!!

طلال :
لا حول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه راجعون .. ذكري الله يا خالتي .. ذكري الله ..

جليلة ودموعها لا زالت تسيل بقوة :
لا اله الا الله .. لا اله الا الله .. ويبقى وجهه ذو الجلال والاكرام..

كوثر كانت لي الحينها في حالة صدمة .. ودموعها قعد تنزل بصمت وحرقة وألم وهي ضامة امها بكل قوة و يبكون ..


كوثر بالم وبصوتها المخنوق الهامس :
يمة .. يمة .. انا لازم اروح عند ريم ..

جليلة :
ريم مو بشقتهم .. ريم بالمستشفى مع
Eve..

كوثر تمسح دموعها :
يمة انا لازم اكون وياها في هاللحظة .. لازم اوقف وياها ..

جليلة وكأنها تذكرت شي مهم ..

طالعت طلال برجاء :
ما ودي اكلف عليك يا طلال .. بس طلبتك يا ولدي ..
هذول حرمتين بروحهم ما لهم حد .. تكفه يا ولدي روح لهم المستشفى شوفهم محتاجين شي .. ما عندهم ريال يوقف وياهم.. وانا لو عندي ولد جان خليته يخدمهم .. بس ما عندي غيرك يا طلال .. طلبتك ..

طلال ابتسم بحنان :
ما طلبتي شي خالتي .. من هالعين لهالعين ..

ابتسمت جليلة :
الله يرضى عليك يا وليدي .. الله يرضى عليك دنيا واخرة .. ويوفقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتهنيك ..

ابتسم طلال ابتسامة كبيرة واهوا يطالع كوثر :
الله يسمع منج خالتي !!


/
\
/

طقت شيماء باب الدار على اختها حليمة ..

حليمة :
تفضلي ..

دخلت شيماء بهدوء وصمت :
ابوي ينطرج تحت ..

حليمة قعدت تتأمل شكلها بالمنظرة و تعدله ..

التفتت وطالعت اختها بدلال :
شرايج ؟؟

شيماء حاولت قد ما تقدر تخفي دموعها .. قالت بصوت مخنوق:
قمر ..

حليمة وهي تطلع عبايتها من الكبت بيد راجفة :
ابوي ياب الشهود ؟؟

شيماء :
اي .. ناطرين تحت .. بس تزهبين تروحون المحكمة ..

حليمة واهيا تطالع اختها واهيا لابسة بيجامة البيت :
وانتي ؟؟ ما راح تيين ويانا ؟؟

شيماء تراجعت لورا .. غرقت عيونها بالدموع .. تحدت نفسها عشان ما تنزل ..

شيماء :
لأ !!

حليمة بطلت عيونها :
ليش ؟؟

شيماء غمضت عيونها ونزلت دموعها :
ما اقدر .. ما اقدر يا اختي والله ما اقدر ايي واشوفج تنباعين جذي ..

حليمة واهيا تقاوم دموعها :
بس انا ابيج تكونين يمي في هالمناسبة !!

شيماء :
ما اقدر !! لا تطلبين مني ايي معاج بريولي عشان اشوفج تنهين حياتج !!

حليمة حز بخاطرها ان اختها ما راح تيي معاها .. نزلت راسها بخيبة امل و كملت تلبس عبايتها ..

حليمة بغصة :
كافي اني ما راح اسوي حفلة حالي حال باقي البنات .. بعد اختي ما راح تيي معاي المحكمة ؟؟

شيماء اقتربت من اختها .. ضمتها بقوة .. بكت حليمة على صدرها..

مسحت شيماء دموع حليمة باصبعها ..

شيماء :
انا اسفة ..

قالتها وطلعت من الغرفة باكية ..

حليمة ما قدرت تستحمل اكثر و شهقت من البجي ..


سال كحلها و اخترب مكياجها .. طالعت ويهها في المرآة ..
شافت كل الجهد اللي تعبت فيه الصبح راح..
ما اهتمت ..
مسحت كل المكياج .. اكتفت بكحل غامج زين عيونها السودا الوسيعة ..

خلاص .. انتهى بالنسبة لها كل شي .. ما عاد شي يهمها ..
حتى هالليلة اللي المفروض تكون أحلى ليلة في حياتها ..
ما تهمها..

نزلت لأبوها تحت و اهيا حاطة الشيلة على كتفها..

حليمة بوجه بلا تعابير :
يلا يبة .. انا جاهزة ..

طالعها أبوها بكل الم و يمسك جنطة ملابسها :
يلا عيل مشينا .. اهوا ينتظرك بالمحكمة ..

حطت الشيلة على راسها ..
مشت معاه .. دخلت سيارتهم المتواضعة ..

اصدقاء ابوها الشهود ركبوا سياراتهم الخاصة وانطلقوا للمحكمة..

ناظرت اللي حولينها من خلال الزجاج نظرة اخيرة .. الحي اللي اهيا عايشة فيه .. بيتهم المتهالك .. بيوت الجيران .. اعمدة الانارة .. الاشجار ..

خلاص .. خلاص .. تاركتكم كلكم بلا رجعة ..

ليش تفاول على نفسها ؟؟

ليش تحس انها لي طلعت من هنا ما راح ترجع ؟؟

اختنقت بعبرتها اللي جاهدت الدنيا عشان ما تطفر من جفنها ..

طلعت من المحكمة و هي تكابر دموعها ..

اللي اسمه زوجها على يمينها .. وابوها على يسارها ..

وصلت لـ الليموزين الفاخرة السودا ..

التفت لابوها اللي خنقته العبرة ..

حليمة بعيون دامعة :
يبة ..

ارتمت على صدره تودعه و تبلل دشداشته بدموعها ..

باس راسها .. و ضمها له بقوة ..

حليمة ابعدت نفسها :
يبة .. سلم على شيماء .. ودير بالك عليها ..

ابوها يمسح دموعه بطرف كمه :
وانتي يا يبة .. ديري بالج على نفسج ..

طالعه بقهر :
دير بالك على بنتي يا جاسم ..

جاسم :
بنتك في عيوني يا بو شيماء ..

مسك ابوها يدها و قربها من صدره و باسها ..

همس لها باذنها :
انا اسف يا ابوج !!

و ربت على راسها و مشى ..

كانت تصرخ من الداخل ..
ودها لو تتعلق بثيابه وما تتركه ابد ..
ودها تمسك بايده وترحل معاه وتهرب للقمر او لكوكب المريخ ..
لاي مكان بعيد .. محد يقدر يوصل لهم فيه ..

جاسم اعادها للواقع بصوته الرخيم وهو يبطل لها الباب :
تفضلي حليمة ..

ما كلفت نفسها حتى تطالعه .. ركبت السيارة بكل قهر ..
و شافته يركب يمها .. ويلصق فيها ..

جاسم للسايق :
حرك ..

حست بالاشمئزاز يوم سمعت صوته .. تكرهه !! كل ذرة في كيانها تصرخ بانها تكرهه !!
حست بانها قرفانة من نفسها لمجرد ان قاعد يمها وجسمه لاصق بجسمها ..
الله موسع عليه السيارة شكبرها .. الا يلصق فيها !!

جاسم كان متوتر وكأن يتزوج لاول مرة ..

جاسم وهو يحك جبهته :
وين تحبين تروحين ؟؟

حليمة من غير نفس :
كيفك !!

جاسم :
تحبين نتمشى على البحر ..

حليمة هزت كتفها بلا مبالاة :
اي شي .. كيفك ..

جاسم حس انه عروسه مو طايقته .. ما يلومها .. ماخذها بهالطريقة ..

جاسم ابتسم لها :
الظاهر مالج مزاج ؟؟

حليمة من بين اسنانها وبصوت واطي ظنت ان ما سمعه :
زين والله تحس ..

جاسم انصدم :
عفوا ؟؟

حليمة حست بالاحراج وجهها صار احمر :
اقصد .. زين .. احس اني تعبانة ..

جاسم ابتسم :
اوكي عيل .. نرجع للبيت ..

جاسم يوجه كلامه للسايق :
روح البيت ..

دقايق مرت وما حست فيهم .. ما عاد للوقت اهمية بالنسبة لها..
ما عاد لاي شي اهمية بالنسبة لها ..

جاسم ابتسم :
وصلنا ..

حليمة :
ادري ..

نزلت من السيارة بعد ما فتح لها السايق الباب .. و شافت نفسها وجه بوجه قدام القصر الكبير الفخم ..
حست نفسها وكأنها في احد هالأساطير الخيالية ..
لما يفتحون الباب حق الاميرة و تنزل من السيارة و تشوف نفسها جدام قصر الأحلام .. و يجي الأمير و يمسك ايدها و يدخل معاها لداخل القصر ..

حست في ان في احد اقترب منها وحط ايده في يدها ..
التفت ..

لقت جاسم يمها ..

التقت عيونها بعينه لاول مرة ..

لفت وجهها عنه على طول ..

حاولت تفلت من يده وتمشي بسرعة عنه تدخل داخل القصر ..

مشت خطوات سريعة وكبيرة ..

حليمة تكلم نفسها :
الحين هذا اهو الامير اللي خذيتيه يا حليمة !!

بطلت باب القصر الضخم ..

دخلت و شافت نفسها تتأمل بالسقف الكبير و الثريا و الزخارف والتماثيل المعلقة بالسقف ..

حست وكأنها في حلم ..

الألوان .. اللوحات .. الأثاث .. التماثيل .. النباتات .. كل شي .. كل شي كان يدل على حياة رفاهية و فخامة و سعادة متناهية ..

و قفت في وسط القصر مثل المنحوتة الجميلة بجسمها
الرشيق .. و مثل اللوحة الأسطورية بملامحها الملائكية ..

ومثل النباتات اللي قعد تشوفها حولينها .. راح يي يوم ... وتذبل .. والظاهر ان اليوم .. اهوا هاليوم !!


قاطعت افكارها صوت قادم من أعلى الدرج :
انتي مرته اليديدة ؟؟

فزت من مكانها مخترعة والتفتت لمصدر الصوت ..
شافت مرة في الثلاثينات من عمرها لابسة قميص نوم اسود طويل و ناثرة شعرها المموج على كتفها ..

قعدت تنزل الدرج بكل بطء واهي تتفرس ملامح وجه حليمة :
توقعت وحدة احلى !!

حليمة على طول عرفت هوية هالمرة من هالكلام .. ما اهتزت ثقتها بنفسها ولا اهتزت لها شعرة ..

اكتفت انها تبادلها النظر بكبرياء ..

في هاللحظة دخل جاسم من الباب ..

جاسم اللي ما انتبه لوجود حور اقترب من حليمة :
وين ركضتي الله يهداج !! جان نطرتيني انا ايي و ......

حور :
احم احم ..

انتبه لها جاسم .. تأمل شكلها بحسرة ولوعة ..

جاسم :
حور ..

حور بلا مبالاة :
اي جاسم حور ..

جاسم يبلع ريجه :
انتي مو قلتي بتسافرين الليلة ؟؟

حور بابتسامة باهتة و استهزاء :
ايه .. بس تأخرت الرحلة لين باجر ..

جاسم بنص عيون :
بالسلامة ان شاء الله ..

التفت جاسم حق حليمة :
لحقيني .. اوصلج الغرفة ..

تمت حليمة واقفة مكانها بثواني تتأمل حور ..

حور طالعتها واهيا رافعة حاجب ..

تبادلو النظرات للحظة ..

مشت حليمة وهي ترفع عبايتها الطويلة عن الارض بكل كبرياء واهيا تتبع ... زوجها .......


/
\
/

طلال : وصلنا ..

التفت لورا ..

شاف ريم قاعدة وجهها خالي من التعابير .. عيونها مورمة.. وشكلها تعبان ..

كسرت خاطره حيله ..

دوم يحس انها مثل اخته وانه مسؤول عنها..

والحين يشوفها في هالحال ..

ما يهون عليه !!

ما انتبهت له لا اهيا ولا
Eve ..


طلال على صوته بحنان : وصلنا ..

انتبهت له
Eve وقالت :
Thank you Talal .. ( شكرا طلال)

طلال يهز راسه : العفو Eve ..

نزلت ريم من السيارة ودخلت العمارة ..

قبل لا تنزل
Eve استوقفها طلال ..

طلال :
Eve لا تخلونها تبات في بيتهم الليلة .. خلوها تنام عند خالتي جليلة .. اذا باتت في بيتهم راح تتأذى و كل شي في البيت راح يذكرها في امها الله يرحمها ..

Eve ابتسمت لطلال : ان شاء الله ..

طلال : اذا احتجتوا اي شي لا تترددون اتصلوا فيني ..

Eve : ما تقصر طلال مشكور ..

طلال : ولو .. هذا واجب ..

Eve واهيا تنزل من السيارة : تصبح على خير ..

طلال : وانتي من اهله ..

خذتها Eve لبيت جليلة ..

ريم بس شافت كوثر ارتمت في حضنها على طول و قامت تشهق من البجي ..

ريم شوي وتطلع روحها :
شفتي يا كوثر .. شفتي اشلون تركتني وراحت .. شفتي شلون.. جذي بدون لا تودعني ولا تسلم علي .. تركتني وراحت يا كوثر .. راحت .. راحت .. راحت !!


كوثر تمسح على راسها وتبجي معاها :
بس يا حبيبتي بس .. تعوذي من الشيطان وذكري الله ..

ريم واهيا تشهق :
يا رب .. يا رب .. يا رب ارحمها برحمتك الواسعة ..


كوثر تربت على ظهرها :
بس .. بس يا حبيبتي .. يلا قومي .. تعالي نامي وارتاحي .. الوقت متأخر ..

قامت ريم واهيا متسندة على كوثر وتبجي ..

راحت وياها لغرفتها ..

تمت
Eve وجليلة اللي ما مسكت دموعها ..

جليلة واهيا تقعد على الصوفا : عادل درى ؟؟

Eve : لأ ..

جليلة تغمض عيونها : لازم يدري ..

Eve : اي .. اكيد ..

جليلة : ريم .. حضانتها راح تكون عنده صح ؟؟؟

Eve غمضت عيونها وتنهدت من اعماقها وقالت بحسرة : ايه ..
( تــابــع الــجــزء الرابــع )




صباح جديد .. روتين ممل .. الأيام تعيد نفسها بنفس التكرار البطيء .. كل شي رمادي ..


يتراوح لونه ما بين الأبيض و الأسود.. الحياة ما لها طعم .. والصباح هو مجرد إعادة يائسة لليوم اللي قبله ..



التفت للجهة الثانية من السرير .. كالعادة ما لقاها يمة..


قام من مكانه بكل آلية وبرود واتجه للحمام ..


أخذ له دش بارد مثل باقي الأحداث الباردة اللي تمر عليه في حياته ..



طلع من الحمام و هو حاط الفوطة على خصره و قطرات الماي تتساقط من شعره على أرضية الغرفة ..




رن المبايل بإلحاح على أغنية "ساعات" لراشد الماجد ..

رفع السماعة بيده المبللة ..

عادل : الو ..

ما سمع رد من الطرف المقابل ..



عادل بعصبية : الو !!!


Eve بعد تردد و صمت دام ثواني : الو .. عادل البشار ؟؟





عادل استغرب من المتصلة و لهجتها المكسرة : نعم ؟؟



Eve ببرود اعصاب : اشلونك عادل ؟؟


عادل عرف هوية المتصل .. قال بسخرية :
Eve صح ؟؟

Eve : صح !!



عادل بنفسية : خير .. شتبين ؟؟


Eve بنبرة متألمة : عادل .. ترا .. ترا .. ترا فضة ..


عادل حس ان صاير شي .. قال بخوف :شفيها فضة ؟؟

Eve : فضة عطتك عمرها !!



قط السماعة من ايده وطاح من طوله ..


تم مصدوم يحدق بالفراغ ..



غمض عيونه و رد بطلها مرة ثانية يتأكد من اللي قعد يصير له ..



حط ايده على حلجه و نزلت دموعه على خده بكل حرارة و هو يكتم صرخته ..



دخلت عليه مريم واهو في هالحال ..



مريم ركضت له واهي تحوطه بذراعها :عادل .. عادل .. شفيك يا عادل ؟؟




عادل بصوت مخنوق : فضة .. فضة ماتت يا مريم .. ماتت !!



ابتعدت عنه ودفعته عنها بكل قرف : والله حسبالي عندك سالفة .. قوم بس قوم .. وراك دوام !!



وطلعت من الغرفة يملأها القهر والغيظ ..



اصطدمت بولدها في طريقها للنزول ..



عبد الله : يمة .. شفيج مكشرة !!



مريم واهيا تدزه بعصبية : وخر عني .. ما لي خلق سخافتك !!




عبد الله وقف بنص الدرج يراقبها واهيا تنزل واهو رافع حاجب : مزاجية !!


يوسف من وراه : منو المزاجية ؟!

عبد الله طالعه بغرور : انت من وين طلعت ؟؟





يوسف واهوا ينزل من الدرج :

من غرفتي .. يعني من وين .. من المصباح السحري مثلا ؟





عبد الله يكلم نفسه واهوا واقف بمكانه : يا ثقل دمك !!


قمر من وراه واهيا تنزل الدرج : منو اللي دمه ثقيل .. أكيد يوسف !!

عبد الله صرخ : انتو متفقين علي اليوم ولا شنو !!


/

\

/



فتحت عيونها ببطء .. تصرخ من الداخل تتمنى ان تكون الليلة اللي فاتت مجرد حلم مزعج او كابوس ..


تتمنى انها تبطل عيونها وتشوف السقف المشقق العتيج ..



لكنها بطلت عينها وشافت السقف المزخرف و الثريا الكبيرة والجدران الضخمة وعواميد السرير الفخمة ..



التفتت لناحيته .. شافته قاعد يتاملها ..


جاسم بابتسامة هادية وهمس : صباح الخير يا عروس ..



لفت وجهها و نهضت من مكانها تنزل من السرير ..


جاسم مسك ايدها : وين ؟؟


حليمة تبلع ريجها : الحمام ..



جاسم ارخى ايده : اوكي ..


سحبت يدها و ركضت على الحمام ..


صكرت الباب وقفلته مرتين ..


تسندت على الباب واهيا تضم ايدينها الاثنين لصدرها ..



معقولة تخاف منه ؟!



ولا ليش كل هالاضطراب !!



حاولت تهدي نفسها و تاخذ نفس عميق ..



استغرقت وقت طويل في الحمام ..


معظمه تحاول فيه تهدي نفسها .. ولما هدت ..


غسلت وجهها وفرشت اسنانها وطلعت ..



شافته لي الحين منسدح على السرير ينطرها.. وبس طلعت فز من مكانه ..


كانت طول الوقت تتحاشى تطالعه او ترد على نظراته ..


راح لها واهيا منزلة راسها ..


حط يده على ذقنها و رفع راسها وقال لها بعتاب :

ما قلت لي صباح الخير ..

حست بالاشمئزاز من لمسته .. تكرهه !! ما تبيه يلمسها ..

ردت عليه بالغصب : صــ.. ــباح .. الخير ..

ابتسم لها : صباح النور ..

تركته وابتعدت عنه بسرعة .. تنهد بضيق ودخل الحمام ..



بطلت الكبت وقعدت تحوس فيه ساعة واهيا تأفف ..



طلع جاسم من الحمام وشافها تدور بدون هدف : شتسوين ؟؟


حليمة بلامبالاة : ادور على شي البسه ..

جاسم يبتسم بخبث : دوري على شي حلو ..



ماردت عليه .. وتمت تدور على شي .. لين لقت اللي تبيه ..


كانت تدور في الكبت على شي "محترم" تلبسه .. لان الثياب اللي شراها جاسم كلها قصيرة وتفضح اكثر مما تستر ..



تحس باشمئزاز فظيع تجاهه ما تقدر توصفه !! تنقرف كل ما لمسها وكل ما سمعت صوت انفاسه قريب منها ..




مسكت الثياب بيدها و طالعت جاسم بنظرة : ممكن ؟؟


جاسم : ممكن شنو ؟؟

حليمة واهيا تطالع الباب : ابي ابدل !!

جاسم فهم قصدها .. عاندها واهوا يقعد على الصوفا الفخمة الموجودة بالجناح :
بدلي ..

حليمة بقهر : بس ..

جاسم واهوا يحط ريل على ريل :
بس شنو .. مو انا زوجج ؟؟ ليش تستحين ؟؟ مو احنا امس .........

ما خلته يكمل كلامه .. طالعته بعصبية و دخلت الحمام تبدل واهيا مقهورة ..
اكرهك يا جاسم !! اكرهك !!

طق عليها الباب :
انا تحت في غرفة الطعام !! لما تخلصين تعالي ..

ما ردت عليه و قعدت تبدل بعيون دامعة ..


كل شي يهون .. كل شي يهون عشانك يا يبة !!


طلعت من الحمام وشافت الغرفة فاضية ..

نادت : جاسم ؟؟




حست بالكلمة غريبة ومقرفة .. اول مرة تناديه باسمه ..


سرت رعشة بجسمها ..


انقهرت :
اووووف .. الحين انا اشلون انزل بروحي ما ادل مكان في هالقصر العود !!

لبست كعب واطي و طلعت من الغرفة .. واهيا في الطريج للدرج قعدت تطالع حولينها ..


تحس وكأنها في قصة من قصص الأميرات الخياليات من كثر فخامة المكان ..


أكثر شي شد انتباهها هي اللوحات المعلقة في الممر .. تدل على ذوق متيمز و رفيع ..


تساءلت في نفسها .. اذا كانت هذي اللوحات من ذوق جاسم او من ذوق حور ؟!!



وصلت للسلم الكبير والوسيع مثل السلالم اللي نشوفها في الافلام في قصور الملوك ..


قعدت تنزل ببطء و ضوء الشمس يداعب بشرتها البيضا من خلال المنور اللي موجود في السقف ..



سمعت صوت موسيقى كلاسيكية هادية ورومانسية ..


استمتعت بالجو الحالم اللي قعد تعيش فيه ..


لكنها مسرع ما تذكرت ان الامير اللي ناطرها تحت .. اهو جاسم!!


تكدر خاطرها و عاودت الدموع تتجمع في عينها لكنها بسرعة طردتها بكبرياء يوم شافت حور واقفة في آخر السلم تبتسم لها في تحدي واهيا رافعة حاجب ..



حور باستهزاء :

مصدقة حالك أميرة وقاعدة تنزلين من السلم لحاشيتك اللي منتظرتك في الاحتفال اللي اقاموا على شرفك ..

حليمة ارتبكت لكن ولا اهتزت لها شعرة .. حطت ريلها على اخر درجة من السلم و طالعت

حور بكبرياء :

اي .. والحين لو سمحتي .. الامير ناطرني ..

ومشت عنها بدون لا تعرف ردة فعلها .. تتبعت مصدر صوت الموسيقى ..

شافت ريلها تقودها حق غرفة الطعام .. غرفة واسعة فيها طاولة طويــــــــــلة ومرايا كثير في كل مكان ..

و اللي شد انتباهها .. البيانو اللي موجود في هالغرفة !!



استغربت حليمة .. بيانو في غرفة الطعام !!



توقف العزف من دخلت الغرفة ..



جاسم يطالعها بابتسام : دليتي المكان ..



ما ردت عليه ووقفت في مكانها واهيا ساكتة ..


تأمل شكلها البريء ..


كانت لابسة تنورة لي تحت الركبة بشوي .. تجتمع فيها الكثير من الالوان ..


وبلوزة بنفسجية بدون اكمام ..


ونثرت شعرها الحريري على كتفها بطبيعته وحيويته ..


وجهها الصافي على طبيعته .. شوية كحل وشوية قلوس شفاف..


كانت مثل الملاك .. كانت .. طفلة ......


حس بالذنب لان خذاها وقتل احلامها .. اكيد هي لها احلام حالها حال باقي البنات اللي بعمرها .. ليش ما خذا اختها شيماء اللي اكبر منها ؟؟



بس مو ذنبه ان اهيا بس اللي حلت بعينه من بين بنات الكويت كلهم ..


جاسم بنبرة غريبة على حليمة : تعالي يا بنت الناس .. علامج واقفة ؟؟

حليمة نزلت راسها و دخلت الغرفة بهدوء ..


اختارت لها مقعد عشوائي وقعدت عليه ..


جاسم اللي كان قاعد على طرف الطاولة طالعها باستغراب وقال:
ليش قاعدة بعيد ؟؟ انا كل مرة اقعد هني ..



حليمة طالعته واهيا مو فاهمة قصده ..


اشر لها جاسم على المقعد اللي يمة :
تعالي قعدي اهني ..

انقهرت وحست بالدم يغلي براسها .. مو كافي اني قرفانة عيشتي بسببك والحين بعد تبيني اقعد يمك ؟؟

راحت له بكل خضوع وقعدت يمه .. ابتسم لها و اهوا يمسح على شعرها ..



بلعت ريجها واهيا تصرخ من الداخل " لا لا لا لا تلمسني لا تلمسني !! "




كانت عيونها على الطاولة و تظاهرت بالانشغال بوضع الطعام في طبقها ..


فاجأها جاسم يوم قال :
اللقمة الاولى من يدي انا !!

وبدون لا يعطيها فرصة انها ترفض او تتكلم بسرعة حط اللقمة في فمها ..

ما استوعبت اللي صار ..

مضغت اللقمة بكل صعوبة .. و حستها تنزل في معدتها مثل السم !!


عمرها ما انقرفت من نفسها كثر هاللحظة هذي ..


جاسم : ما تبين تأكليني ؟؟

رفعت راسها وطالعته بصدمة ..

جاسم ابتسم :
هههههههه اتغشمر (امزح) .. ادري انج توج عروس وتستحين..

نزلت راسها تطالع طبقها مرة ثانية ..

جاسم مسك ايدها :
بس لازم ما تستحين .. لان انا زوجج الحين .. وباجر راح تكونين ام حق عيالي ..



غصت باللقمة اللي قعد تاكلها .. تجمعت الدموع على عينها مرة ثانية ..



لا لا لا !! تصير ام حق عياله !! يعني اهوا جاد في موضوع الزواج!! مو مجرد نزوة عابرة !!



كانت الدمعة على طرف عينها و على وشك انها تنزل ..



حس فيها جاسم.. ابعد ايده و تنهد بضيق ..


جاسم :
على كلٍ .. جدامنا عمر طويل نتعود فيه على بعض ..

حليمة اسودت الدنيا في وجهها .. وحست بلوعة ودوار ..


عمر طويل ؟؟ يعني اهوا يبيها طول العمر ؟؟ يعني اهيا بتتم على ذمته طول عمرها ؟؟ يعني اهوا من صجه تزوجها !!


يعني مو شهر شهرين ويمل ويطلقها وترجع لابوها !!


راح تتم عنده و تطول وتشيخ معاه بعد !!


غمضت عينها بصعوبة و خذت نفس عميق و قعدت تقول حق نفسها تهدي عمرها ..
كل شي لعيونك يهون يبة .. كل شي يهون !!



حور قطعت اللحظات الحرجة هذي يوم دخلت و خلت الموقف بالنسبة للاثنين اكثر احراج !



حور بعبايتها وشيلتها واهيا تلبس نظارتها :

انا الحين طالعة المطار يا جاسم ..


طالعت حليمة بنظرة ما شافتها حليمة بسبب النظارات اللي مغطية ويهها .. وابتسامة خبيثة :

كلها اسبوع ورادة يا حليمة .. ولما ارد راح نتعرف على بعض عدل.. و راح اعوضج عن هاليومين اللي راح اغيبهم ..

اشرت لهم بايدها :
تشاااو ..

وارسلت لهم بوسة في الهوا واهيا تضحك :
ادري انكم راح تشتاقون لي !!

وطلعت من المكان واهيا تغني بصوت عالي وبمرح يستر وراه نوايا خبيثة :
ناوي لك على نية .. بس انته اصبر شوية ..

بلعت حليمة ريجها واهيا تراقب حور تطلع من المكان وتختفي عن ناظرها .. و على مسامعها صوتها واهوا قعد يغني هالاغنية اللي تركتها في حيرة من امرها مع هالانسانة الغريبة !!


/
\

/





عادل واهوا يصكر زر دشداشته ويطالع نفسه بالمنظرة :

انا لازم اروح لها اليوم ...

مريم واهيا قاعدة على طرف السرير قالت بلا مبالاة :
روح ..

عادل بعصبية :
لازم اروح اخذ منها بنتي .. ما راح اخلي بنتي تقعد ولا دقيقة بعد مع هالامريكية النجسة !!

مريم بنفس الامبالاة :
مو تقولون انها اسلمت !!

عادل لبس الغترة والعقال :
لازم اعرف العنوان !! بس اشلون !!

مريم زل لسانها بدون شعور :
امك تعرفه !

عادل التفت لها و العقال لي الحين بيده :
اشلون ؟!!!!! امي شعرفها ؟؟

مريم انتبهت حق نفسها وارتبكت :
انا اقول يمكن ..

عادل اقترب منها وقال بعصبية :
مريم تحجي !!!!

مريم قامت من مكانها وصرخت بويهه :
اوووووه !! اسال امك انا ما لي شغل !

مسكها من شعرها :
لا تصرخين بويهي .. وبتقولين لي امي شعرفها لا اخلي هالعقال الحين يرقص على ظهرج !!

مريم :
اييي .. انزين انزين .. بس هدني تكفه !!

تركها :
يلا .. هذا انا وهديتج .. قولي ..

مريم بدلع واهيا تقط نفسها على السرير :
جذي تسوي يا عدولتي .. تمد ايدك علي وتهددني ..

عادل وصل حده :
مريموه اتقي شري وتحجي !! مالي خلق مصاخة !!

مريم :
انزييين !! اوووف !! امك تعرف وين ساكنين .. اهيا كانت تدري من زمان وتراقبهم من زمان !!

عادل بطل عينه :
امي ؟؟

مريم :
اي امك !!

عادل :
وليش ما قالت لي ؟؟

مريم :
لانها ما تبيك تروح لها .. ولا تبيك تقرب منها .. ولا تبيك تشوفها اهيا ولا بنتها ..

عادل يصرخ :
بنتها اهي بنتي انا بعد ..

مريم انقهرت من هالحجي :
انزين الحين انا شكو تصرخ بويهي ؟؟ روح كلم امك!! اوووف!!

و هدته وطلعت من الغرفة ..

خذا تلفونه وبسرعة دق على امه ..

عادل :
الو يمه !!

ام صباح :
الو .. ها ؟؟

عادل :
يمة .. ابي عنوان بيت فضة الله يرحمها !!

ام صباح بطلت عيونها وانصدمت :
الله يرحمها !! فضة ماتت !!

عادل تغير صوته :
اي يمة ..

ام صباح :
انته شدراك ؟!!

عادل :
Eve دقت علي ..

ام صباح :
انزين انته الحين شتبي ؟؟

عادل :
يمة ابي عنوان البيت .. ابي اروح اخذ بنتي من هناك !!

ام صباح :
وانا شعرفني بعنوان البيت !!

عادل من بين اسنانه :
يمة مريم تقول انج تعرفين .. وانج مراقبتهم من زمان !!

ام صباح توترت :
لا يمة .. ما ادري عنها ولا عن هوا دارها !

عادل عصب ووصل حده .. لكنه ضبط اعصابه وحاول يسايس امه:
يمة انا ادري انج تدرين .. والحين لازم تقولين لي .. مايصير جذي بنتي قاعدة ويا هالامريكية و عايشة وياها .. يمة تعرفينهم هذول ناس ما عندهم لا اصول ولا دين .. الناس بتاكل ويهنا اذا عرفوا ان بنت البشار عايشة مع هالاشكال !!



ام صباح اقتنعت بكلام ولدها :

ها .. اي جني اعرف عنوانهم .. لحظة شوي يا ولدي..

عادل :
اوكي ..

ام صباح دورت على دفتر العنواين وبطلته و لبست نظارتها الكبيرة و قالت حق عادل :
خذ يا يمة .. العنوان اهو (..................................)

عادل :
مشكورة يمة .. يلا مع السلامة ..

صكر التلفون ونزل تحت بسرعة واهوا يركض ..

وصل للصالة وشافته قمر و يوسف و عبد الله اللي كانوا قاعدين ويطالعون التلفزيون ..

قمر شافته مسرع :
يبة وين رايح ؟!!

عادل واهوا يطلع من الباب قال بدون شعور :
رايح اييب اختج ريم البيت ..

ما استوعبت الاسم اللي قاله و هزت راسها و رجعت تتابع
الفلم ..

عبد الله اللي كان منسدح قال ببلاهة واهوا يتثاوب :
بس سارة فوق بغرفتها !!

يوسف قام من مكانه و عقد حواجبه وقال واهوا يطالع قمر :
لحظة .. اهوا ما قال سارة .. اهوا قال .. ريم !!




/

\

/



كانت الساعة 2 الظهر ..


قاعدة في الفراش من زمان .. اصلا ما نامت طول الليل ..


ما لها نفس تقوم من الفراش .. ما لها نفس تعيش هاليوم .. واليوم اللي وراه .. واللي وراه ..


بدون لا تشوف وجهها .. او تسمع حسها .. او تحس بلمستها..


تحس ان حياتها انتهت خلاص ..


وان ما لها قعدة بعد في هالدنيا ..


وان روحها راح تنقبض بين يوم وليلة ..


وراح تلحقها ..


دخلت Eve الغرفة واهيا تبتسم لها بحنان :
ريم ..

ريم ما ردت عليها ..

Eve اقتربت منها وهمس :
ريم .. you'r dad is here ( أبوك هنا )



( الجزء الخامس )


(الأحداث التالية حصلت بعد أسبوع من وفاة فضة)
فزت من السرير .. تمت عيونها معلقة بـEve في حيرة وتساؤل ..
Eve :
he iswaiting for you !! ( إنه ينتظرك)
ريم عقدت حواجبها و قطت نفسها لي ورا على السرير و غطت وجهها بالشراشف وقال بعصبية : ما أبي اشوفه !!!
Eve انصدمت من كلامها .. شلون تغير موقفها جذي فجأة !!
Eve اقتربت منها وقالت و علامات المفاجأة لي الحين على وجهها :
You tolled me you werewaiting for this day !!
(لقد أخبرتني أنك كنت تنتظرين هذا اليوم !!)


ريم من تحت الشراشف : كنت !!




اقتربت منها Eve وسحبت الشراشف عن وجهها وقالت بحنان :
Reem !! is every thing okay ?
(ريم !! هل كل شي على ما يرام ؟)



ريم ردت حطت الشراشف على وجهها وقالت بعصبية :
Everything is fine Eve .. leave me alone!!
( كل شي على ما يرام Eve .. اتركيني لوحدي!!)
Eve حز بخاطرها لكنها ردت سحبت الشراشف عن وجهها وقالت لها بذات الحنان :
Reeeeeem !!
ريم ما ردت عليها وتمت تطالعها بعيون مترجية ..



Eve باستسلام :
Okay !! I'll tell him you are asleep !!
(حسنا !! سأخبره أنك نائمة !!)




ريم :
Thank you !! ( شكرا لك !!)



و ردت سحبت الشراشف تغطي وجهها و تختفي داخلها ..

تنهدت Eve وطلعت من الغرفة ..



في الصالة .. الجو كان مكهرب .. النظرات كان تتوزع ما بين الثلاثة..
جليلة .. عادل .. كوثر ..



عادل يهز رجله بعصبية و يفرك يده بتوتر .. جليلة تطالعه بنظرات و تلتفتت تطالع بنتها ..




كوثر منزلة راسها وكل شوي ترفعه و تاخذ لها نصيب من هالنظرات الغريبة !!




Eve بدخلتها : نايمة !!




وقعدت على الصوفا يم كوثر وجليلة ..

عادل : يعني شنو نايمة ؟؟!

Eve : يعني مغمضة عينها و ترتاح ..


عادل من بين اسنانه : مو وقت خفة دم Eve !!




Eve بنص عيون : انا ما قعد استخف دمي يا بوعبدالله !!





عادل تجاهلها و طالع كوثر برجاء :
لو سمحتي يبة .. يا ريت لو تروحين تشوفينها وتقعدينها من النوم وتقولين لها اني ناطرها ..




كوثر اللي بادلت جليلة و Eve النظرات قامت من مكانها بحيرة من امرها وقالت حق عادل :
ان شاء الله عمي..




عادل : مشكورة يابوج ..





كوثر طقت الباب بخفة ودخلت ..

ريم من تحت الشراشف :
Eve قلت لج ما ابي اشوفه !!

كوثر راحت لها وقعدت عن طرف السرير : انا مو Eve .. وليش بالله ما تبين تشوفينه؟؟




سمعت ريم صوت كوثر و ارتاحت شوي .. سكتت و تجمعت الدموع في عيونها مرة ثانية ..




كوثر اقتربت منها وسحبت الغطا عن وجهها بلطف :
ليش ما تبين تشوفينه ؟؟ مو انتي طول عمرج تحلمين في لقاءه وتتسائلين شلون راح يكون هاللقاء ؟؟





ريم تنهدت و غمضت عيونها : ادري .. بس ....




كوثر دزتها و انسدحت يمها على السرير : بس شنو ؟؟






ريم : ما أدري .... خايفة !!


كوثر باستغراب : خايفة !!





ريم نزلت دموعها : خايفة ياخذني من Eve !! ومنكم ..


كوثر واهيا تمسح دموع ريم باصبعها : لا تخافين يا ريم .. احنا ما راح نتركج !!




ريم و اهيا تطالع كوثر بحيرة : بس اهوا ياي عشان ياخذني وياه .. مو ؟؟






كوثر سكتت ..





ريم : مو ؟؟؟





كوثر غمضت عينها : مو ..





ريم واهيا تقوم من السرير و بصوت باكي : شفتي .. قلت لج !!




كوثر نهضت من مكانها : ريم ... مو معناته ان لما تروحين عنده تنحرمين منا !!




ريم : خايفة !!




كوثر : لا تخافين يا ريم .. هذا مو مجرم !! هذا ابوج .. وتبين الصراحة.. شكله وايد طيب .. -ابتسمت- و يشبهج وايد !!





ريم ابتسمت بدون شعور : صج ؟!!




كوثر : اي .. صدقيني راح ترتاحين له ..




ريم تنهدت ..




كوثر : يلا .. انا الحين اخليج تبدلين ثيابج عشان تطلعين ..





طلعت من الغرفة و قعدت في الصالة و قالت بدون لا تطالع احد :
تبدل وتطلع ..



ريم في الغرفة كانت في أعلى حالات التوتر و الارتباك والخوف..
قامت من مكانها واهيا تاكل اظافرها ..
طلعت لها من الكبت تنورة جينز طويلة .. و بلوزة سودا ضيجة و اكمامها واسعة ..

مشطت شعرها القصير عدل وتأكدت من ان شكلها حلو .. هذا اول لقاء لها مع ابوها ومن المهم جدا ان يكون شكلها حلو !!


أنفاسها مضطربة وعالية و قلبها يرقع .. ودموعها على وشك انها تطفر من جفونها ..





في الصالة كان عادل يهز رجله بعصبية أكبر .. جبينه عرق ..
وحس بحر و بخنقه ..




بطل زرار دشداشته واهوا يتنفس بصعوبة ..

عادل يطالع كوثر :طولت ..




كوثر بنص عيون : الحين تيي ..





بس انهت كوثر جملتها الا و ريم داخلة الصالة وعينها بالارض .. ما عندها القوة انها ترفع راسها وتشوفه .. كانت ترجف و تمشي بتوتر واضح ..

بس شافها عادل قام من مكانه بسرعة وقلبه ينبض بقوة :
ريم ..
ريم ما رفعت راسها و اكتفت بانها تهز راسها بشويش ..


عادل واهوا واقف مكانه قال بصوت مبحوح وغريب : عظم الله أجرج يا ... يبة ..




حست بالكلمة تهز كيانها و تزلزل احساسها .. يبة !!


دموعها قعدت تنزل مثل الشلال ..




اقترب منها بيد راجفة والعيون كلها معلقة بهم ..


عادل يمد يده حقها ببطء وخوف من ردة فعلها ..

كانت واقفة بمكانها بدون لا تتحرك او تتكلم .. مكتفية في انها منزلة راسها و ترجف و تبجي بصمت ..


عادل حط يده على كتفها وما قدر يستحمل .. طفرت الدموع من عينه ..

ريم على صوتها بالبجي .. وفي داخلها تتأجج شتى أنواع الاحاسيس اللي مو عارفة حقيقتها ..
عادل مسح على راسها و اقترب منها اكثر ..
على صوتها بالبجي اكثر و اكثر ..
وتخربطت احساسيها عليها اكثر واكثر ..
حوطها بذراعه و حط راسها على صدره و اهوا يداعب شعرها و دموعه قعد تسيل على خده بحرارة :
تعالي لحضني يا يبة .. تعالي لحضني ..
دفنت راسها في صدره اكثر واكثر و تعلقت يدها في رقبتها .. ولأول مرة في حياتها .. نادته بحسرة وألم :
يبة .....
عادل : عيونه !!




ريم واهيا متشبثة فيه : يبة امي .. امي راحت .. راحت ..




عادل ضمها له اكثر واكثر وقال باحساس قاتل:
ادري يبة .. ادري .. الله يرحمها .. بس انا هني .. انا هني وما راح اتركج..




طاحو على الارض .. رجولهم ما استحملت تشيلهم ..





Eve دمعت عيونها من حرارة الموقف ..
كوثر التصقت بامها جليلة و قعدت تبجي بحضنها يوم شافت هالموقف وتذكرت ابوها المتوفي ..




جليلة دمعت عينها واهيا تبوس راس بنتها وتهديها ..


تموا على الارض حاضنين بعض بقوة و متلصقين ببعض ولا واحد فيهم راضي يترك الثاني ..

بعد فترة طويلة .. تكلم عادل :
يلا يبة.. قومي شيلي اغراضج .. عشان ترجعين معاي البيت..




ريم رفعت راسها وقالت له برجاء : لا يبة .. تكفى خلني اهني ..




عادل : شهالحجي ريم ؟؟






ريم ابعدت نفسها عنه و قالت واهيا تمسح دموعها :
يبة تكفى .. لا تاخذني من اهني .. انا بعيش عند Eve ..
عادل : شهالحجي يا ريم ؟؟ وانا ابوج وين رحت ؟؟




ريم : تكفى يبة .. انا ما اقدر استغنى عنهم ..

عادل :
ومن قال انج بتستغنين عنهم .. انتي بتيين معاي البيت و بتشوفينهم متى ما تبين ..




ريم ردت تبكي : لا يبة .. ما ابي .. ما ابي !!




عادل :
ريم !! ما يصير !! انا ابوج وانا ولي امرج و المسئول عنج مو Eve ..
ريم نزلت راسها وسكتت ..


عادل بحزم :
يلا ريم .. زهبي اغراضج وتعالي معاي ..




ريم طالعت Eve اللي كانت دموعها مغطية نص وجهها ..

هزت لها Eve راسها بالايجاب يعني روحي معاه ..




ريم دمعت عينها ..




ريم بصوت مخنوق : ان شاء الله يبة ..




غابت عنهم ريم فترة كان الصمت فيها اهوا سيد الموقف ..


وفي هاللحظات انعدمت النظرات .. كان الكل منزل راسه بالارض و في صدر كل منهم تختلج احاسيس مختلفة .. وفي صدر كل منهم ناره الخاصة اللي قعد يتعذب فيها ..


ريم يت ومعاها الجنطة .. وقفت عند باب الصالة بعيون دامعة : يلا يبة .. انا جاهزة ..


قام عادل من مكانه : يلا .. مشينا ..





اقتربت ريم من جليلة تودعها .. ضمتها بقوة و باستها على راسها :
عمري ما راح انسى جميلج يا خالتي !!
جليلة دموعها سبقت لسانها : ديري بالج على نفسج حبيبتي ..


ريم هزت راسها بالايجاب ..

التفتت عند كوثر .. صديقتها .. اختها .. وكل شي في دنياها..


كوثر بجت بقوة واهيا تحضنها : راح اشتاق لج حيل يا ريم !!

ريم تحاول تهدي كوثر وتهدي نفسها معاها :
ما راح اكون موجودة في الشقة اللي يمج .. بس راح اكون موجودة دايما يا كوثر ..
كوثر تمسح دموعها :
تكفين لا تنسين تتصلين علي بس توصلين ..
ريم بعيونها الباكية : اكيد ..




التفتت للجهة اللي يم كوثر ..

وشافتها ..
العبرة خانقتها.. عيونها غرقانة بالدموع ..
Eve بعيون متألمة و متحسرة :
Take care of your self baby .. (اهتمي بنفسك صغيرتي)
ريم عيونها خانتها :
I will.. ( سأفعل)




ضمتها بقوة .. Eve حست انها بتموت خلاص .. ما تقدر تفارقها!! ما تقدر تتركها !!
بس غصبا عليها !! مو بيدها !!
عادل اللي كان ماسك جنطة ريم و ناطرها عند الباب انزعج من شاف بنته واهيا حاضنة هالامريكية الغريبة النجسة على قولته..



قال يستعجلها: يلا يبة ..

ريم تركت Eve بعد ما كانت متشبثة فيها بقوة ..
مشت لعند ابوها ..

التفتت لهم وقالت لهم بالغصب وبصوت مخنوق : مع السلامة ..





ردوا عليها بغصة وألم والدموع ما فارقت عيونهم :
مع السلامة ..
طلعت .. وصكرت الباب وراها .. واهيا ما تدري انها من صكرت هالباب .. صكرت صفحة حياتها اللي هم فيها ..





/

\

/


أصر عليها ان يطلع معاها للحديقة .. حاولت انها ترفض وتتملص منه ..
لكنها ما قدرت ..
قعدت قباله على الكرسي اللي موجود في نص الحديقة و قعدت ترتشف الشاي واهيا تسمع صوت خرير الماي من الشلال الصناعي اللي وراهم ..


اللون الاخضر الرائع الندي غلب على كل مكان في الحديقة اللي مرتبه ومنسقة بطريقة اكثر من رائعها ومبين ان مهتمين فيها بشكل كبير ..

جاسم قطع الصمت : عجبتج الحديقة ؟؟




حليمة هزت راسها بنعم بدون لا تتكلم ..




جاسم كان يتأملها واهيا سرحانه ويتمنى يعرف بشنو تفكر ..




كانت تفكر في ابوها واختها .. وفي بيتهم المتواضع ..





في كل يوم في نفس هالحزة تقعد اهيا وابوها واختها في حوشهم الصغير اللي مايحتوي الا على نخلة و ديك ودجاجتين .. و يقعدون يتسامرون و يشربون من الشاي ..


كانت تحس بسعادة غامرة لا مثيل لها لما تقعد معاهم هالقعدات الحميمية هذي ..


حتى لو كانت في بيتهم المتهالك ..




جاسم قطع عليها هالتفكير واهوا يبتسم : انا آسف ..




شدت انتباهها هالكلمة .. انتبهت له وطالعت صوبه : على شنو ؟؟


جاسم ابتسم في داخله .. اخيرا انتبهتي لي ؟؟



جاسم : لاني ما خذيتج في شهر عسل مثل اي عروس ثانية..




ابتسمت في داخلها باستهزاء .. و تحسبني مثل اي عروس ثانية بعد ؟؟





قالت له بلامبالاة : عادي .. انا ما تهمني هالاشياء ..





ورجعت ترتشف من الشاي ..





جاسم يبي يسمع صوتها لاطول فترة ممكنة .. ويبي يفتح معاها اي حديث ..





سألها في فضول : عيل شنو الأشياء اللي تهمج ؟؟






تمللت في قعدتها ..

حليمة باجابة مختصرة : أشياء ..



جاسم عرف انها تحاول تستفزه .. اعتدل في قعدته وقال لها بابتسامة وسيعة :
اشياء مثل شنو ..




حليمة : ما اعتقد انك تهتم ..

جاسم : لأ شدراج .. يمكن اهتم ؟!



حليمة طالعته باحتقار .. و ردت لفت وجهها عنه وقالت :
اهتم باخلاقي .. اهتم بحجابي .. اهتم بثقافتي .. اهتم بـ....
سكتت فترة و قالت بألم : أهتم بعائلتي ..
جاسم : ها .. شفتي اشلون .. شفنا شي مشترك نهتم فيه..
حليمة : شنو ؟؟

جاسم :
العائلة .. ولا ليش تزوجتج ؟؟ مو عشان اكون عائلة..
حليمة ما ردت عليه و حست بوخز في قلبها .. اكتفت في انها تطالعه باستغراب ..



جاسم اقترب منها وقال بنبرة غريبة عليها :
اعتقد انج تعرفين ان حور ما تييب عيال.. اهيا مو هامها الموضوع.. بس انا هامني .. ابي ولد يشيل اسمي .. الاعبه بيدي .. واحطه بحضني .. احبه من كل قلبي .. المه واحضنه .. ابوسه و اشيله .. يقول لي بابا ..


حليمة حزت بوخز اكبر في قلبها .. كسر خاطرها .. وكسرت هي خاطر نفسها اكثر .. حست من كلامه



ان يبيها جنبه على طول.. ويبيها له على طول .. و راح تتم زوجته على طول ..

وان الموضوع اكبر من مجرد زواج رجل غني من بنت صغيرة وجميلة ..

الله يسامحك يا يبة !!





/

\

/



قعد عبد الله يطق باب غرفة اخته بقوة :
سارة .. ساروه وصمخ ..
ما سمع رد ..




رفس الباب برجله : سارة .. بطلي الباب لا اكسره ..

واخيرا سمع صوت في الداخل ..
بطلت له الباب ووقفت جدامه ببنطلونها الفوشي الوسيع و بلوزتها السودا الضيجة اللي عليها كلام انجليزي كثير بالشوارفسكي الوردي و شعرها الطويل اللي عفسته بالفوم و الجل و الكحل اللي حولين عيونها خلاها وكأنها نجمة rock ..




تخصرت له وقالت بدون نفس : خير شتبي ؟؟؟؟


عبد الله يشد اذونها :
ويعة .. انا جم مرة قايل لج لا تكلمين اخوج الكبير جذي ..




سارة : آآي هدني يالمتوحش !!





عبد الله وهو يترك اذونها : انزين .. هذي اخر مرة !!

سارة :
الحين انت شتبي ياي تطق باب غرفتي ؟؟





عبد الله :
ياي اصحيج من غفلتج !! البيت مقلوب فوق حدر وانتي حضرتج قاعدة داخل ومجابلة الاب توب ولا تدرين عن هوا دارج !!
سارة : ليش .. شصاير ؟؟



عبد الله وهو يطق على يده : اخت ! اخت يديدة !!


سارة : انته شقعد تخربط !!





عبد الله :
مو اقول لج ما تدرين عن هوا دارج .. ابوي راح ييب لنا اخت يديدة..




سارة واهيا تحط يدها على جبهته :
لا ماكو حرارة !! شسالفتك اليوم ؟!!
عبد الله :
والله انتي اللي شسالفتج !! اقول لج البيت معتفس فوق تحت..
امج قاعدة على اعصابها .. وقمر مو قادرة تقعد مكانها تحوس بالصالة وكأنها نمر في حديقة الحيوان ..




سارة : اي ليش عاد ؟!!

عبد الله :
اووف ! وانا شقعد افهمج من الصبح !! اقول لج بييب لنا اخت يديدة !!




سارة بعصبية : اي اخت !! انته شقعد تخربط !!


عبد الله : بنت فضة !!

سارة بطلت عينها :
بنت فضة بتيي هني !! وين ابوي ؟!!
عبد الله :
انا أدري؟!! امي ان شافتها جدامها "سوف تدق عنقها" ..
سارة وهي تعض شفايفها :
الله يستر بس .. وين امي ؟؟

عبد الله :
تحت بالصالة ..
سارة : قمر وياها ..



عبد الله : اي وحتى يوسف ..

سارة :
لأ انا لازم انزل الحين .. لازم اشوف الفلم من اوله ..
و ركض نزلت الصالة ..




عبد الله :
الحمد لله والشكر !!


سارة اللي كانت تنزل الدرج بسرعة كبيرة لدرجة انها كانت تنط و تطوف كم درجة قعدت تصرخ وتنادي :
يمة .. يمة !!




وصلت للصالة واهيا تلهث : يمة صج اللي سمعته ..




مريم واهيا تهز نفسها بعصبية :
اي .. صج .. بييب بنت ضرتي و بيخليها تعيش عندي اهني .. في بيتي !!



سارة شهقت : تعيش عندنا ؟!!


يوسف : اي تعيش عندكم ! مو اختكم !




قمر تصرخ عليه :
اي اختنا !! عمرنا شفناها عشان تقول اختنا !!




يوسف :
اي بس هم تعتبر اختكم ..




مريم واهيا تطالعه باحتقار :
هذا وانته لي الحين ماشفتها وتدافع عنها !!




يوسف بتحدي :
ما له داعي اشوفها عشان ادافع عنها .. دام اهي بنت فضة عيل اكيد تستاهل الواحد يدافع عنها !!
مريم طالعته بقهر وقامت من الصالة بعصبية واهيا تتأفف :
اووووووووووف !!




قمر طالعته واهيا عاقدة حواجبها :
زين جذي .. خليت امي تقوم !!


يوسف لف وجهه عنها : احسن !!

قمر : كريه !!


لحظات .. الا والباب يتبطل ..


الكل تسمر في مكانه و عيونه معلقة على الباب ..

دخل عادل واهوا يقول :
تفضلي يا ريم .. البيت بيتج يبة ..
( الجزء السادس )

" لم يعد هناك من يربت على كتفي ..

من يطبع على خدي قبلة أمي ..

ويشد علي الغطاء ..

لم يعد هناك من يمسح دمعي ..

من يتحمل ألمي وشجني ..

لم يعد هناك من يتحمل صراخي وعنادي ..

لم يعد هناك ..

سواك يا رب ..

فلا تتركني لوحدي ..

خذني إليك ..

فأنا أخاف منهم علي "
/
\
/

عادل : تفضلي يا ريم .. البيت بيتج يبة ..


تعلقت العيون بالباب الضخم ..

دخلت على استحياء .. عيونها بالأرض .. خصلات شعرها أخفت وجهها ..

تفحصوها من قمة راسها إلى أصابع رجولها .. لكن ولا واحد فيهم تبين ملامح وجهها ..

الصدمة .. المفاجأة .. الذهول .. الترقب ..

كل هالمشاعر كانت ترتسم على وجههم بكل وضوح ..

عادل مسك يدها اللي قعد ترجف و اقترب منهم ..

وقال واهوا يأشر عليهم واحد واحد :
هذي قمر وهذي سارة .. خواتج .. وهذا عبد الله .. أخوج الكبير .. وهذا يوسف ولد عمج .. وما راح يقصرون وياج ..

ريم رفعت راسها بجهد جهيد واهيا تحاول تمنع دموعها من انها تطفر من جفنها ..

وبنظرة عشوائية .. التقت عيونها بعيونه !!

حست بصدمة كبيرة بس صدمته كانت أكبر ..

حست بشي بارد يدغدغ معدتها .. وحس بعيونه ترجف .. وتلمع !! وتتأملها بتمعن !!

نزلت راسها مرة ثانية بخجل و اهيا تلعب بطرف كمها بتوتر ..

الصمت كان سيد الموقف ..

والصدمة هي انسب كلمة لوصف الملامح اللي بانت عليهم ..

والنظرات لعبت لعب ..

قمر تطالع ابوها بلوم و غضب ..

و سارة تطالعه في حيرة وتساؤل ..

يوسف يتأمل ريم وإحساس غريب يتسلل لقلبه ..

الوحيد اللي اتخذ ردة فعل كان عبد الله .. وردة فعله كانت عبارة عن صدمة ثانية للكل !!

اقترب عبدالله من ريم .. باس راسها و اهوا يقول :
عظم الله أجرج يا اختي ..

ريم بصوت متحشرج و خافت قالت بارتباك :
أجرنا واجرك ..

عبدالله مد يده وأمسك يدها وحطها بين ايدينه الاثنين وقال :
اذا احتجتي أي شي يا اختي ما يردج إلا لسانج ..

رجفت يدها بين ايدنه و قالت بصوت واطي واهيا تسحب يدها :
مشكور ..

قمر بطلت عينها على الآخر و اهيا تطالع عبدالله وكأنها مو مصدقة !!

سارة ضاعت زيادة في الموقف ..

يوسف تفاجأ من ردة فعل عبدالله الغريبة هذي ..

عادل بعد تفاجأ ولكنه ابتسم في نفسه .. اشكثر كبر عبد الله في عينه !!

عبد الله خذا الغترة وحطها على كتفه و العقال على راسه بشكل مبهدل :
يلا انا الحين ماشي .. حد يامر على شي يا جماعة ؟؟

سارة واهيا مبطلة عيونها و مو مستوعبة قالت بدون وعي :
سلامتك !!
عبد الله : يلا.. السلام عليكم ..

وطلع وصكر الباب وراه بقوة خلتهم يرجعون لوعيهم مرة ثانية ..

عادل يطالع ريم :
سمعي يا يبة .. انتي راح تباتين في غرفة اختج سارة هاليومين على ما نجهز لج غرفة..

ولا تحاتين اي شي يا حبيبتي .. راح تعيشين في هالبيت معززة مكرمة وكأنج ملكة .. و أي شي تطلبينه
راح يكون بين إيدج ..لا تستحين من انج تطلبين شي ترا انتي في بيتج وانا ابوج مو ريال غريب.. اتفقنا ؟؟

ريم ما ردت واكتفت بانها تهز راسها بالايجاب ..

عادل التفت حق سارة :
يلا سارة .. خذيها للغرفة تبدل ثيابها وترتاح ..

سارة طالعت قمر بنظرة وردت طالعت ابوها :
إن شاء الله يبة ..

عادل :
واخذي معاج جنطة ريم ..

سارة قعدت تنادي الخادمة عشان تشيل الجنطة :
جاكلين ..

عادل طالعها بنظرة :
شيلي الجنطة بنفسج !!

سارة بطلت عيونها على الآخر .. يبيها تشيل جنطة ثياب ريم بنفسها؟؟!!!

سارة طالعت قمر مرة ثانية بنظرة و ردت طالعت ابوها وشالت الجنطة واهيا تحس بقهر كبير ..

ريم انحرجت من الموقف و راحت لسارة تشيل معاها الجنطة من الطرف الثاني..

ريم واهيا تبتسم بإحراج : أساعدج ..

سارة ابتسمت لها بمجاملة واهيا لي الحين مقهورة من ابوها : مشكورة ..

عادل ابتسم بانتصار واهوا يشوفهم يصعدون السلم .. هذا اللي يبيه .. التعاون فيما بينهم ..

يبيهم يحسون انهم على قلب واحد .. وكل وحدة فيهم تشيل الثانية ..

التفت حق قمر ويوسف اللي واقفين والصدمة لي الحين مرتسمة على وجوههم ..

عادل طالعهم بنص نظرة وقال واهوا يمشي :
ريم .. حطوها بعيونكم !! والكلام لج يا قمر !!

مشى عنهم وترك قمر تغلي من الداخل ..

قمر :
اوووووووووف قهررررررر !!

يوسف يتشمت فيها :
ههههههههههههه ليش مو عاجبج ؟

قمر بحقد :
ايه مو عاجبني .. الحين يت هالعلة الدخيلة و بتشاركنا حنان بابا !!

يوسف باستهزاء : قصدج فلوس بابا ؟؟

قمر طالعته باحتقار :وانته مستانس حضرتك ؟؟

يوسف قعد على الصوفا وحط ريل على ريل وقال ببرود عشان يقهرها :
طبعا مستانس .. اشوفج جدامي ميتة من القهر وقاعدة تاكلين بعمرج اكيد بستانس !!

قمر : حقير !!

ما رد عليها و تجاهلها و مسك الجريدة وقعد يقراها..

قمر قعدت تلعب بخصلات شعرها و تعض على شفايفها :
وعبدالله يبوس راسها بعد ..

ما رد يوسف عليها ..

كملت شكوى : و ابوي يقول لها انتي ملكة !!

تجاهل تاااااااااااااااام ..

قمر :
واللي يقهر .. يقول حق سارة شيلي الجنطة !!!

ما سمعت منه أي رد ..

قمر : والغبية تسمع كلامه بعد !

لا حياة لمن تنادي !!!

قمر : هييي انت !! اكلمك انا !! ما ترد ؟؟

يوسف كمل تجاهل و قلب الصفحة بكل برود ولا كأنها تكلمه ..

انقهرت من حركته هذي .. وحست انها تغلي من الداخل ..

لازم ترد عليه و توريه .. لازم تجرحه !!

خذت نفس عميق وقالت بابتسامة خبيثة وبهدوء :
الا صج .. شصار على هذي شيماء اللي كله تنادي باسمها وانته نايم .. لي الحين تاركتك ؟؟ ما ردت لك ؟؟

يوسف قال بدون شعور من بين أسنانه :
اسمها حليمة .. مو شيماء يا حمارة ..

قمر ماتت من القهر يوم قالها يا حمارة و قامت من مكانها بعصبية وقالت له واهيا تطالعه باحتقار :
تدري اني أكرهك ؟؟

يوسف :
لا تخافين .. الشعور متبادل مو من طرف واحد !!

/
\
/




في غرفة سارة الوسيعة والفخمة ..

قعدت ريم تتأمل الجدران اللي لونها بنفسجي فاتح يختلط معاها اللون السماوي بشكل رائع ..

و البوسترات اللي ماخذة مساحة كبيرة من الجدران .. كلهم فرق و مغنيين rock .. Green day ..

30 seconds to mars .. simple plan .. evanescence ..

وغيرهم كثير ..

السرير كان ضخم و كان كله مخدات (وسائد) ملونة ..

والأثاث كان funky و cute حيل ..

ريم حق سارة : حلوة غرفتج ..

سارة ابتسمت.. لكن مو من قلبها : هذا من ذوقج ..

حطت ريم جنطتها على الأرض ..

حاولت تدور على طريقة تذوب فيها الجليد بينها وبين سارة ..

قعدت تحوس في الجنطة .. خطرت على بالها فكرة طرحتها بعد تردد كبير :
شرايج تطلعين لي شي على ذوقج البسه ؟؟

سارة تفاجات : عفوا ؟؟

ريم ندمت و تراجعت : لا خلاص .. لا تهتمين ..

سارة : اوكي ..

وقطت روحها على السرير وحطت الـ ipod باذونها تسمع اغنية Rock قديمة حق فرقة cradle of filth اسمها herghost in the fog .. و قعدت تتصفح المجلة اللي بيدها ..

طلعت ريم الثياب و قالت حق سارة :
عفوا .. ممكن تدليني على الحمام .. أبي آخذ لي دش ..

سارة ما سمعتها لانها معلية على الغنية حدها وقاعدة تهز راسها و اهيا تغني مع الاغنية :
A Queen of snow .. Far beyond compare .. Lips attuned to symmetry ..

ريم احتارت معاها و حست بالاحراج .. اقتربت منها وهي تعلي صوتها :
سارة .. سارة ..

طلعت سارة السماعات من اذونها : هلا ؟؟

ريم بخدود حمرة :
ممكن تدليني الحمام عشان اخذ لي دش ؟

سارة اشرت لها على باب موجود داخل الغرفة :
هذا الحمام ..

ريم : اوكي .. مشكورة ..

خذت ريم روب السباحة الوردي و دخلت الحمام ..

كان فخم وكبير .. كبر غرفتها اللي في الشقة !

تنهدت و راحت تحت الدش و بطلت الماي وخلته يبلل راسها وجسمها ..

ومع صوت خرير الماي .. نزلت دموعها تختلط مع قطرات الماي اللي داعبت خدها ..


/
\
/


الهدوء عم الأجواء.. والصمت كان هو لغة التواصل الوحيدة ..

حتى عيونهم امتنعت عن التواصل ..

او بالاحرى .. عيونها هي .. رفضت التواصل ..

كان قاعد بجانبها يتابع الفلم و عيونه كل شوي تسلل لها يتأمل شكلها
الأسطوري الأخاذ ..

تحس بنظراته لكنها ترفض تبادلها ..

و تحس باشمئزاز من قربه لها .. ما يفصلها عنه الا جم شبر ..

كان الفلم هو فلم Atonement..

قصة حب ولا أروع ..

يقطع القلب .. وخصوصا النهاية ..

انتهى الفلم.. طلعه جاسم من الدي في دي وحطه في الغلاف ..

ورجع قعد يم حليمة .. لكن هالمرة أقرب ..

حست بالقرف ..

جاسم : اشرايج بالفلم ..

حليمة بنص عيون : زين ..

جاسم : بس زين ؟؟

حليمة بغصة : اي .. بس زين ..

جاسم ابتعد عنها وهو يتنهد .. لي متى هالصد ؟؟!!

قام من مكانه وتركها في الصالة فترة طويلة ..

تمت على حالها ولا تحركت مليمتر واحد ..

رجع لها ..

وقف عند المدخل وهو متسند على طرفه ..

طالعها وقال بعد تردد كبير : اشرايج نطلع اليوم ؟؟

حليمة بدون لا تطالعه : نطلع وين نروح ؟؟

جاسم : أي مكان ..

حليمة بلامبالاة : كيفك ..

جاسم : اوكي عيل .. يلا قومي جهزي ..

تركها و صعد فوق .. وبعد فترة لحقته للغرفة تبدل ثيابها ..

شافته لابس بنطرون جينز بس و بيده قميص أبيض ..

اتجهت للكبت تحوس فيه تدور على شي تلبسه ..

طلعت لها بنطرون جينز ضيج و بلوزة طويلة لي الركبة لونها أخضر روعة

و فيها حركة حلوة تلتف على الجسم بطريقة فظيعة وحزام عند الخصر لونه

فضي وعلى شكل سلسلة فيها ميداليات صغيرة شكله ولا أروع ..

حطتهم في يدها وركضت على الحمام تلبسهم ..

طلعت من الحمام و اتجهت للتسريحة ..

رفعت شعرها و تركت خصلات منه تنساب على وجهها بغنج ..

لبست لها ترجية طويلة فضية اللون مثل الحزام ..

تكحلت و حطت لها قلوس خفيف لونه وردي رووعة ..

ما تدري حق منو تتكشخ .. وليش تتكشخ .. طبعا مو عشان جاسم ..

بس عشان صورتها جدام الناس كعروس ..

حتى لو كان مو خاطرها في هالعرس !!

شافت انعكاسه في المنظرة واهوا يقترب منها ..

كان لابس قميصه الأبيض بس بدون لا يصكر الزرارات ..

جاسم : حليمة .. تعالي لبسيني القميص ..

حليمة انصدمت : نعم ؟؟

جاسم : تعالي لبسيني القميص ؟؟

حليمة بدون شعور قالت باحتقار : ليش ياهل ؟؟

جاسم رد عليها بكل برود : اي .. ياهل ..

عطته نظرة حقد و كره واشمئزاز وقامت من مكانها و اقتربت منه ..

صارت قباله بالضبط و ما يفصل بينهم الا جم سنتيمتر ..

مسكت القميص و قعدت تزرره و اهيا تطالعه باشمئزاز ..

أول مرة تتأمل اللي اسمه زوجها من أول ما تزوجته ..

واكتشفت ان على الرغم من إن عمره 38 .. إلا انه وسيم ..

وسيم وايد !!

وكأنه ممثل من ممثلين هولييود ..

و شكله وايد اصغر من عمره !!

و الظاهر انه مهتم بنفسه وايد ..

حست انها بتدوخ من حطت عينها بعينه العسلية ..

بس خلصت ابتعدت عنه بتوتر : خلاص ..

جاسم مسكها من ذراعها وقربها منه مرة ثانية وصارت حيل قريبة لدرجة ان بدا يحس
بانفاسها المضطربة على رقبته ..

جاسم : لا مو خلاص ..

حط يده على خدها ومرر اصابعه برقة : حبيبتي .. وين تبين نروح ؟؟

حست باشمئزاز فظيع من قربها له .. و أكثر من كلمة حبيبتي .. وأكثر وأكثر من لمسته اللي خلت
جسمها يحس برعشة ويكش ..

قلبها قعد يضرب بقوة ..

عيونها متوترة وحايرة والخوف واضح فيها ..

بالغصب طلع صوتها مخنوق و راجف : أي مكان .. كيفك !!

و تراجعت لي ورا تبي تبتعد عنه ..

لكنه امسك فيها و قربها منه مرة ثانية ..

جاسم : انتي ليش تخافين مني ؟؟

حليمة بغصة : انا .. مو خايفة ..

جاسم بحدة وهو ماسك يدها بقوة عشان ما تفلت منه : امبلا خايفة !!

حليمة الدموع تجمعت بعينها : لأ !!

جاسم رخى يده وحنن نبرته :
حليمة .. لا تخافين مني .. انا ما راح أأذيج .. أنا زوجج !!

حليمة اشمئزت من الكلمة و حست بالقهر .. نزلت راسها تداري دموعها ..

جاسم رفع راسها بيده : ليش البجي ؟؟

ما ردت عليه و مسحت دموعها بيدها بسرعة ..

جاسم تنهد من اعماقه ..

قال لها بحسرة ولوعة :
انا آسف حليمة .. ادري إنج انجبرتي على هالزواج .. بس صدقيني .. انا ما سويت

جذي الا لأني مضطر .. انا محتاج لج يا حليمة .. محتاج لج عشان أحقق حلمي ..

حلمي بإني اكون أبو .. وصدقيني ما راح أقصر عليج بأي شكل من الأشكال .. لا بالفلوس ..

ولا بالحنان ..

شهقت بالبجي بين إيده ..

الحقير الأناني !!

يقتل أحلامي عشان يحقق أحلامه ..

خذاني من حضن أبوي عشان أحقق أحلامه ..

حرمني من يوسف عشان يحقق احلامه ..

خطف مني شبابي وزهرة عمري عشان أحقق احلامه ..

جاسم مسك وجهها الصغير بيده العملاقة و قال وهو يمسح دموعها بأصابعه ..

حاول يهديها بنبرته الحنونة وهو ينادي باسمها : حلومة ..

فجرت عندها هالكلمة أحاسيس كانت تصارعها طول الأيام اللي مضت ..

ما قدرت تستحمل أكثر من جذي ..

رفعت عيونها و حطتها في عينها وقالت له بصوت راجف و الدموع ما فارقتها :
أ..أكــ..ــرهك !!

تغيرت ملامحه ..

حس بوخز بقلبه .. وحزت هالكلمة بخاطره حيل ..

تركه من يده ورماها على الأرض بقسوة ..

طالعها بنظرة والشرر يتطاير من عينه وقال بعصبية :
ماكو طلعة اليوم !!

استقبلتها الأرض بكل ترحيب .. و ما لقت حليمة غير الأرض عشان تبللها بدموعها ..


/
\
/
مريم : قلت لك ماني طالعة لها !!

اقترب عادل منها ومسك يدها وقال لها يطيب خاطرها :
هذي يتيمة يا مريم .. ما لها غيري وانا ابوها ..

مريم :
تبيني اقوم واطلع و اسلم على بنت شريجتي ؟؟

عادل : اي .. شفيها ؟؟

مريم وهي تصد عنه : لا اسفة .. اعفيني من هالمهمة ..

عادل طالعها بنفاذ صبر : اللهم يطولج يا روح ..

ما ردت عليه ..

عادل بعصبية :
يا انج تطلعين وتستقبلينها أحسن استقبال .. يا انج تحطين
ثيابج في جنطتج و تروحين بيت ابوج وهناك تحصلين لج استقبال سنع !!

مريم طالعته بصدمة وقهر : تطردني يا عادل ؟؟ عشان هذي ؟!!

عادل بحدة وحزم :
هذي بنتي !! ويلا بدلي ثيابج .. ترا حطوا العشا..

وطلع عنها تاركها واهي تغلي ..

حست بالقهر والحقد يتسلل لقلبها .. وذكريات يوم عرسها ترجع لها ..

وفضة على الكوشة تحضن عادل و تبوسه على خده ..

طلعت جنطتها واستعدت انها تحط ثيابها فيها ..

لكنها هدأت اعصابها للحظة ..

تهد كل هالخير والعز .. وتروح بيت ابوها المتهالك ؟!!

رجعت جنطتها مكانها .. و طلعت لها بدلة راقية من الكبت عشان تلبسها
وتنزل لهم تحت ..


نزلت ريم واهي حاسة باضطراب شديد .. ومعدتها تلوي من التوتر ..

كانت لابسة بنطرون جينز وبلوزة حمراء عليها رسمة كرتونية لبنت يابانية باللبس الشعبي الياباني ..

شافها يوسف واهيا تنزل من الدرج.. وقعد يتأمل شكلها الطفولي البريء ..

تنهد في اعماقه ..

يا زينهااااااااااااااااا !!

ما انتبهت له وهو يتأملها لأن التوتر ما خلاها تحس بحد حولينها ...

يوسف يتنحنح عشان تحس فيه : احم احم ..

التفتت لمصدر الصوت .. شافته يوسف .. زاد اضطرابها ..

ريم بصوت واطي اقرب للهمس : سلام ..

يوسف تشقق من سمع صوتها الملائكي : وعليكم السلام ..

نزلت ريم راسها وساد الصمت فجأة ..

لكنها كسرت الصمت يوم قالت له بخجل :
ممكن توصلني غرفة الطعام ؟؟ ما ادلها ..

يوسف : من عيوني ..

استحت ريم ونزلت راسها .. شقصده ؟؟

مشت وراه بهدوء ..

وصلت لعند غرفة الطعام ..

كانت غرفة كبيرة و حلوة و لون الجدران كان غامج و طرازها من الطراز الفكتوري ..

حست وكأنها قاعدة في قلعة من القلاع التاريخية ..

شافت قمر وسارة قاعدين يم بعض .. و على الطرف كان قاعد ابوها اللي ابتسم لها من
دخلت .. وعبد الله كالعادة طالع ..

سحب لها يوسف الكرسي عشان تقعد و راح وقعد قبالها على طول ..

وكانت قمر قاعدة في المقعد اللي يمه .. اقتربت منه وهمست له تنرفزه :
صاير gentlemen حضرتك ؟؟

ابتسم لها بهدوء بدون لا يثير أي مشاكل ..

دخلت عليهم في هاللحظة مريم وهي في كامل كشختها ..

مريم بثقة كبيرة و كبريائها المعهود: السلام عليكم ..

الكل : وعليكم السلام ..

على طول طاحت عيونها على ريم ..

طالعتها في غرور و نفسية واقتربت منها ..

ريم قامت لها ..

مريم تبوسها بنفاق : السلام عليكم .. اشلونج ريم حبيبتي ؟؟

ريم : الحمد لله خالتي ..

وابتعدت عنها وهي تطالعها بنظرة ..

ريم انحرجت و قعدت في مكانها ..

سحبت لها مريم كرسي قريب من عادل و قعدت يمه ..

عادل همس لها :
شفتي اشلون .. ما قامت القيامة يوم طلعتي لها وسلمتي عليها ..

مريم طالعته بنظرة و لفت عنه بسرعة و اهيا تطالع طبقها :
الله شكله اليوم الأكل تحفة !!

و خذت لها منه لقمة ..

عادل واهوا يطالع ريم بابتسامة :
اي .. جورج مسوي لنا أكلات خاصة بمناسبة وجود ريم عندنا ..

غصت مريم بالأكل من سمعت هالحجي و اكتفت انها تطالع حولينها بغرور وتبتسم بنفاق ..

سارة واهي تاكل :
مممممم صج عجيب الأكل .. أبدع جورج اليوم .. صج إن أكله أكل مناسبة !!

قمر بنفسية وهي تتعمد تحرج ريم :
لا بالعكس .. انا شايفة أكله اليوم مثل أي يوم .. لا وبعد كل يوم احلى !!

يوسف طقها على ريولها من تحت الطاولة ..

قمر : آييي !! ليش تطقني بريولك !!

يوسف من بين أسنانه : آسف .. ما كنت أدري ..

قمر طالعته بحقد و رجعت تاكل من اكلها بدون شهية ..

عادل في محاولة لتلطيف الجو ورفع الحرج عن ريم :
ها يبة .. باجر عندج دوام ؟؟

ريم وهي تلعب بصحنها اللي ما جاست شي فيه :
لا يبة .. باجر جمعة ..

عادل :
ههههههه.. اي صح !!

قمر لاحظت يوسف اللي يسترق النظرات لريم بين كل لحظة ولحظة ..

اقتربت منه وقالت له بهمس :
دير بالك عيونك لا تطيح من مكانها بس .. بعدين حاسب لا تخلي حليمة تغار ..

يوسف عصب من هالكلام لكنه تمالك اعصابه وقال لها بنفس الهمس وبروده المعتاد :
أحسن لج تسكتين سامعة ؟!

سارة حست فيهم و في حربهم اللي يخوضونها وراء الكواليس و ضحكت في خفوت ..

مريم فجرت قنبلة على الكل يوم قالت :
الا ريم .. امج اشلون ماتت ؟؟

الكل ترك الأكل اللي بيده وطالعها بصدمة ..

الدموع تجمعت بعين ريم و بدت تشق طريقها للانهمار على خدها ..

مريم :
عفوا .. امج الله يرحمها اشلون ماتت ..

عادل عصب و بلع اللقمة بالغصب و قال لها بصرخة خوفت كل اللي قاعدين على الطاولة :
مريم !!!!!!!

كشت جلدها من الخوف .. تركت الصحن وقالت بنفسية :
الحمد لله .. شبعت ..

قامت من مكانها وصعدت فوق واهيا تطالع عادل بنظرة ..

بس راحت كمل عادل اكل وهو يطالعهم وقال ببرود :
ما عليكم .. كملوا أكل ..

حست ريم بإحراج ونزلت راسها ..

يوسف لاحظ دمعتها اللي قعدت تقاوم عشان ما تنزل من عيونها ..

قمر ابتسمت بخبث على اللي صار ..

سارة كسرت خاطرها ريم .. كملت اكلها واهيا ساكتة ..

وريم صحنها على حطته ..

بعد العشا..

الكل صعد غرفته الا قمر اللي تمت سهرانة بالصالة كالعادة ..

كانت مطفية النور و قعد تتابع قناة الأفلام الأجنبية و اهيا منسدحة على الصوفا
ببيجامتها القصيرة ..


وقف قبال القصر الكبير بجسده العملاق و شكله المبهدل ..

كان حامل الكيس الأسود اللي يحمل فيه كل حياته و ذكرياته وثيابه على كتفه ..

اقترب من الباب و هو يدور في جيب بنطلونه على المفتاح ..

طلعه و حطه في الباب و فتح جزء منه ..

تنهد بقوة ..

الأحاسيس اللي تضطرب في صدره قتلته .. لكنه إنسان ميت من زمان ..

بطل الباب ببطء ..

دخل و صكر الباب وراه على الخفيف عشان لا يقعد أحد من اهل البيت ..

القصر كان يعيش بالظلمة .. وكل شي مثل ما تركه تماما ..

شاف نور خافت يشع من الصالة ..

اقترب بخفة وهو يسمع صوت التلفزيون ..

شافها بشعرها الطويل منسدحة على الصوفا ومعطيته ظهرها ..

عرف من شعرها على طول انها قمر ..

كانت مندمجة مع الفلم ولا حست فيه ..

اقترب من البلاك وبطل النور عليها ..

قامت من مكانها و التفتت لورا تشوف منو هذا اللي بطل عليها النور وأزعجها !!

انصدمت .. غمضت عيونها وبطلتها مرة ثانية تتأكد من اللي تشوفه ..

تأملت اللحية الكثيفة .. الشعر الطويل .. العيون السودا ..

لا مو غلطانه .. هذي هي عيونه !! تذكرها عدل !!

قط الكيس على الأرض وتسند على الطوفة و حط يده بجيبه و طالعه بسخرية وهو يقول :
بونسوار مدام قمر !!

حست بضربات قلبها تزداد .. و الادرينالين يصب في دمها ..

اتسعت حدقة عيونها .. ركضت من مكانها بسرعة وهي ميتة من الرعب ..

صعدت على طول غرفة يوسف و قعدت تطق الباب بقوة ..

طلع لها يوسف و هو مخترع من الطق اللي قعد تطقه على الباب .. انصدم من شافها و شاف شكلها المرعوب..

يوسف : قمر .. شفيج ؟!!

قمر قلبها يرقع .. انفاسها مضطربة ولاهثة بالغصب تتنفس .. و احساسها بالخوف بيقتلها ..

قالت بالغصب واهيا تلهث: أخوك !!

يوسف ما فهم عليها: شنو ؟؟ شقعد تقولين ؟؟

قمر :
باسم .. باسم رجع !! باسم طلع من الـ ..

يوسف انصدم وبطل عيونه واهوا يطالعها والمفاجأة على وجهه وقاطعها وهو مو مصدق:
باسم طلع من السجن !!!
/
\
/
شسالفة باسم .. وليش دش السجن ؟!

وشنو علاقة قمر بالسالفه .. وليش كل هالخوف ؟!

شنو ردت فعل يوسف لخروج أخوه من السجن ؟!

وريم شلون تتأقلم مع الحياة الجديده ؟!


(الــجزء الــســابــع)



قط بكل ثقله على الصوفا .. لم الكوشيات الوثيرة بيده و دفن راسه

في حضن الصوفا الدافي ..



أول مرة يرتمي براحة على فرش وثير و ناعم ودافي من سنين ..



عظامه تعودت على الأرض القاسية و السرير الحقير ..



يحس كل عضلة في جسمه تألمه و كل ذرة من كيانه تعذبه ..



غمض عينه و بسرعة قياسية استسلم لسلطان النوم!!



و تكور مثل الجنين وهو ضام نفسه ونايم ..



في هاللحظة دخل يوسف الصالة و هو في حالة عالية من التوتر و الحيرة ..



وفي صدره يصارع احاسيسه المتضاربة..



مزيج من الشفقة والاحتقار .. الشوق و النفور ..



اقترب منه وشافه على هالوضعية ..



صحيح ان هو عملاق و شعره طويل ولحيته كثة .. ولكن شكله

كان وكأنه طفل صغير نايم ..



كسر خاطره حيل ورجع الشوق يناغي إحساسه .. لكنه طرد هالإحساس

بس مر بخياله طيف خالد وهو بالمستشفى و الأجهزة كلها موصولة فيه ..



بدأ كل شي يرجع له و يعكر عليه صفو السعادة برجوع أخوه ..



غيرت باسم الجنونية ..



تصرفاته الإجرامية ..



قمر بين إيده تتلوى من الضرب ..



خالد بين الحياة والموت ..



بوخالد وأم خالد و منظرهم بالمستشفى وهم على وشك انهم يفقدون ولدهم

الوحيد ..



ابتعد عنه باشمئزاز ..



طالعه باحتقار واهو نايم بهدوء ..



اشلون يقدر يستحمل النوم ؟؟ اشلون الكوابيس ما تطارده ؟؟



اشلون عينه تنام بعد كل اللي سواه ؟!!



تركه وهو ثاير من الغصب والقهر .. وهو موداري على العذاب اللي قعد

يتعذبه باسم وهو نايم وضام نفسه بقوة ..



قمر ما قدرت تقعد في غرفتها بروحها طول ما باسم قاعد معاها تحت

نفس السقف .. وعلى نفس الأرض ..



راحت غرفة أختها سارة واوصالها ترتعد ..



ريم كانت منسدحة على السرير ومعطية ظهرها حق سارة عشان لا

تشوف دموعها اللي حرمتها من النوم والراحة ..



وسارة قاعدة تشتغل على الاب توب ومندمجة..



سمعت صوت طق على الباب ..



سارة : منو ؟؟




قمر : انا ..



بطلت لها سارة الباب و شافت شكلها واخترعت :

قمر .. اشفيج ؟؟ اشفيه شكلج جذي جنج شايفة جني ؟؟



قمر دزتها ودخلت الغرفة وشافت ريم متغطية وكان على بالها نايمة .. طالعتها باحتقار و رمت نفسها على الجنب الثاني من سرير سارة الكبير .. وخذت نفس

عميق ..



سارة راحت قعدت يمها ..



سارة : قمور !! شفيج خرعتيني !!



قمر : سارة .. باسم طلع من السجن !!



سارة انصدمت : أي شي !!!



قمر وهي تضم نفسها : لا وبعد رجع البيت ..



سارة بطلت عيونها أكثر : اهوا الحين اهني؟!!!



قمر زفرت زفرة حارة :اييه !



سارة تنهدت من الصدمة .. شهاليوم اللي من أوله صدمات .. اول شي ريم ..



والحين باسم !!



قمر :المهم .. أنا ما قدرت أقعد بروحي بالغرفة .. قلت أيي أناديج عشان تيين عندي ..



سارة تأشر على ريم بعيونها : وهذي ؟؟



قمر : خل تولي زين .. نايمة وما تحس .. نامت عليها طوفة !!



سارة استاءت من كلام قمر بس ما اعترضت ..



سارة : انزين بس خل آخذ لاب توبي ..




استرسلت الأشعة الذهبية الدافية من أعالي السما و تسللت لكل زاوية

من زوايا القصر الكئيب ..



الجفون اللي تمت سهرانة طول الليل .. تهللت ترحب بشعاع الشمس ..



يوسف .. قمر .. ريم ..



عيون ما ذاقت النوم ..



كل واحد فيهم يتعذب من الداخل ..



يوسف يصارع أحاسيسه المتضاربة تجاه أخوه .. قمر خايفة من هالرجوع المفاجئ

والغير مرغوب فيه ..



ريم .. انتو أدرى بحالها !!



تمت تطالع بالسقف المزخرف لمدة ..



سمعت صوت معدتها وهي تنادي و تتلوى ..



تذكرت إنها ما كلت شي أمس ..



قامت من مكانها وهي تتنهد .. طالعت الساعة .. كانت الساعة 6 و 15 دقيقة ..



أكيد أهل البيت لي الحين نايمين ..



قررت إنها تقوم تسوي لها لقمة تاكلها تسد جوعها و تسكت صراخ معدتها

عشان ترفع عن نفسها الإحراج بما إن محد قاعد لي الحين ..



نزلت من السلم و مرت على غرفة الطعام و الصالة في طريقها للمطبخ ..



كان البيت هادي ولا فيه أي أثر لأي حركة ..



لكن فيه شي في الصالة استوقفها و خلاها ترجع مرة ثانية ..



شافت التلفزيون مبطل و استغربت لأن الكل نايم ..



دخلت الصالة و طفت التلفزيون بدون لا تحس بباسم اللي كان نايم على الصوفا

وبطل عينه بس طفت التلفزيون ..



راحت للمطبخ و بدت تحوس بالثلاجة والكبتات عشان لأنها ما تعرف اماكن الأغراض



و كانت تطلع أصوات مزعجة وهي تدور بدون لا تحس بباسم اللي قعدته من النوم ولحقها



و تم واقف عند الباب وهو متنسد عليه وحاط يده في جيبه ويطالعها ..



كانت لابسة بيجامة سودا على ميكي ماوس و شكلها وكأنها طفلة ..



كانت محتارة و مختبصة وهي ما تدري شتسوي وما تدري عن اللي واقف يراقبها ولا انتبهت

له ..



طلعت لها كورن فليكس وحليب من الثلاجة ..



و تمت تحوس بالكبتات تدور على طاسة ..



عصبت و قالت تكلم نفسها بصوت عالي :اوووووف !! وين الطاسة !!



باسم : في الكبت اللي فوق ..



فزت من مكانها خايفة و التفتت حق مصدر الصوت ..



شافته بهيئته العملاقة وثيابه المبهدلة و عيونه السودا اللي قعد تطالعها بطريقة غريبة خرعتها ..



تذكرت كلام قمر وسارة أمس.. أكيد هذا الشخص اللي قدامها هو المقصود ..



حست بقشعريرة و ارتعد جسمها وتمت تطالعه بخوف وارتباك ..



باسم دخل المطبخ واقترب منها شوي شوي وهي ترجع لي ورا بخوف إلى أن اصطدمت بالمغسلة وما قدرت ترجع أكثر ..



باسم : شلونج سارة ؟؟



ريم بلعت ريجها : أنا مو سارة !!



باسم : عيل منو انتي ؟



ريم سكتت و ما ردت عليه من الخوف ..




طالعته بعيون ترجف بدون لا ترد ..



باسم كرر بصوت عالي وبحدة : منو انتي ؟!!!!!!



كانت على وشك انها تموت في مكانها لولا ان يوسف دخل عليهم فجأة في هاللحظة و

سمعه وهو يصرخ ..



يوسف : باسم !!



باسم التفت له ..



يوسف طالعه بحقد : وخر عن البنية .. خرعتها !!



ريم ارتاحت من شافت يوسف و ركضت لي عنده و هي تبتعد عن باسم اللي كان



ساد عليها الطريج و هي تبتعد عنه طق كتفها بكتفه و ارتعدت



و راحت وقفت يم يوسف ..



باسم بدون لا يتحرك من مكانه : يوسف .. منو هذي ؟؟



يوسف طالعه بنظرة : هذي ريم ..



باسم بنص عيون : منو ريم ؟؟



يوسف : بنت عمي عادل ..



باسم انصدم : مريم ما عندها غير قمر و سارة !!



يوسف : هذي بنت فضة .. مو مريم !!



باسم وهو يطالع ريم بنظرات حرقتها : اها ..



يوسف طالع ريم بنظراته اللي تخليها تحس بالأمان : ها ريم .. شتسوين هني ؟؟



ريم قالت بإحراج : ولا شي .. بس كنت يوعانة ونزلت آكل لي شي ..



يوسف وهو يطالع الكورن فلكس : وهذا بيشبع جوعج ؟؟



ريم نزلت راسها و حست بإحراج أكبر ..



يوسف ابتسم لها وهو يسحب لها كرسي من الكراسي



الموجودة في المطبخ الكبير و يأشر لها تقعد عليه :

بما إن اليوم عطلة الطباخ .. فراح أستغل هالفرصة عشان أسوي لج
أومليتي المشهور .. و صدقيني "هتاكلي صوابعك وراه " ..



ريم ضحكت بحيا : ههههه اوكي ..



ابتسم يوسف من سمع ضحكتها الملائكية ورد لها الضحكة بينما باسم

واقف يطالعهم من بعيد ..



يوسف التفت له وقال له بنفسية : انته ما تبي ؟؟



باسم : امبلا ..



طالعه بنظرة و التفت يشوف شغله ..



قعدت ريم على الكرسي وتمت تطالع يوسف وهو يسوي الأكل بطريقة استعراضية

مضحكة عشانها ..



وهو يهز المقلة و يقط الأومليت في الهوا ويرد يمسكها بالمقلة مرة ثانية و هي

تضحك عليه وباسم واقف بمكانه ..



خلص يوسف وحط الاومليت في صحن حقها و صحن حق باسم وصحن حقه على الكاونتر الطويل الموجود في المطبخ ..



حط صحن ريم يم صحنه و صحن باسم بعيد عنهم ..



يوسف باشمئزاز : هذا صحنك ..



وراح وقعد بالمقعد اللي على يمين ريم ..



باسم حزت بخاطره الحركة و خذا الصحن و راح وقعد على يسار ريم اللي صارت

بالنص بينهم وقال وهو يبتسم بألم : انا باكل هني..



طالعه يوسف باحتقار و التفتت عنه يطالع ريم و يبتسم لها : ها ريم .. عجبج الأكل ؟؟



ريم : ههههه لي الحين ما كليت شي ..



يوسف : يلا عيل شناطره اكلي ..



ريم : هههههه انزين .. شوي شوي علي ..



خذت لها لقمة و يوسف يطالعها بتأمل ناطر رايها في أكله ..



يوسف : ها .. اشرايج ؟؟



ريم : ممم .. لذيذ !!



باسم انقض على الأكل بكل شراهة .. سنين وهو منحرم من هالاكل و كانوا بالسجن يقدمون

له أكل حتى ما يتقدم حق الحيوانات !!



قال حق يوسف وهو متحمس :

اي والله يا يوسف.. مو بس لذيذ .. الا أكثر من لذيذ !! عجيييب !!



يوسف طالعه باحتقار : انا سألتها ما سألتك ..



باسم غص بالأكل و حس بالإهانة و مرة ثانية رجع الوخز اللي بقلبه ..



ترك الأكل من يده .. ومسح فمه بالفوطة و قال وهو يبتسم ابتسامته المتألمة :

تسلم ايدك يوسف ..



ريم حست بإنه انجرح و حز بخاطرها عليه ..



يوسف ندم للحظة لكن مسرع ما رجع طيف الماضي في باله ..



صعد باسم الطابق العلوي يرتاح في غرفته اللي تركها من ست سنين مضت ..



مشى وهو يجر خطواته بثقل ..



وصل لي غرفته المجاورة لغرفة قمر ..



وقف عند باب غرفته للحظة وهو يسترجع كل اللي مضى ..



حس براسه يدور و قلبه يعتصره الألم و اللوعة ..



ترنح في مكانه و حاول يتسعيد توازنه بصعوبة و راح لغرفته و حط يده على قبضة الباب

عشان يبطلها لكنها كانت مقفولة..



تأفف بعصبية ..



ومرة ثانية تسللت عيونه لباب غرفة قمر ...



تم يطالعه بحيرة و هو متردد بشكل كبير ..



لكنه اقترب من الغرفة و طق بابها طقتين ورا بعض ..



ما سمع جواب ..



هم انه يطق الباب مرة ثانية لكنه تراجع و راح لآخر الممر .. شاف

غرفة يوسف مبطلة ..



دخلها وصكر الباب وراه وارتمى على السرير ..



وفي هاللحظة بطلت قمر الباب تشوف من الطارق لكنها اكتشفت ان ما في حد ..



و سمعت صوت باب غرفة يوسف وهو يتصكر بقوة .. استغربت و راحت لعند غرفة يوسف

وطقت عليه الباب ..



قمر : يوسف ..



فز باسم من السرير و قلبه يدق بعنف .. بدون شعور راح لعند الباب و قفله مرتين ..



سمعت قمر صوت الباب وهو يتقفل .. عصبت عليه ظنت إنه يوسف يستفزها ويأذيها:

انزين .. انا أوريك يالكريه !!



وراحت غرفتها وهي معصبة ..



/

\

/




بطلت عيونها شوي شوي..



تحس بألم فظيع في ظهرها ورقبتها ..



شافت نفسها مرمية على الأرض .. تذكرت اللي صار أمس ورجعت



الدموع تتجمع في عيونها لكنها تحدتهم و منعتهم من انهم يبللون خدها ..



كانت نايمة بثياب الطلعة و مكياجها وكحلها سايح ..



قامت من مكانها بصعوبة وهي تتألم ..



شافت السرير على حطته .. اكيد جاسم ما نام هني أمس !!



خذت لها شاور سريع و بطلت الكبت و مدت يدها بطريقة عشوائية تطلع لها

شي تلبسه لان ما لها مزاج تختار بعد اللي صار ..



كان نفنوف بدون اكمام احمر بلون دم الغزال قصير يوصل لي الركبة و ظهره مكشوف .. ضيج

لي الخصر وبعدين يبدي يصير كلوش ..



لبسته و نثرت شعرها على راحته وطبيعته و حطت لها روج لونه أحمر صارخ مثل

لون نفنوفها وحطت لها كحل خفيف وماسكرا ..



كانت تحس بإن هذي هي طريقتها عشان تتأسف منه لان لسانها بالغصب يتكلم في حضرته ..



نزلت تدور عليه لكنها ما تعنت وايد لأنها سمعت صوته البيانو ماله قادم من غرفة



الطعام ممزوج بصوته العذاب وهو يغني اغنية ايطالية ما فهمت شي من كلماتها لكنها



استمتعت بصوته و موسيقاه ..



وصلت لعند غرفة الطعام و وقفت عند الباب و صدمها المنظر اللي شافته ..



بلعت ريجها و حست بغصة ..



كان قاعد يعزف على البيانو و حور قاعدة على طرف البيانو و تطالعه بدلع وهو طاير ومستانس

و يطالعها بغزل ..



حست بحرقة بمعدتها و الدم يغلي عروقها ..



وإحساس قاتل غريب ما عرفت له تفسير !!



حليمة : احم ..



انتبهوا لها و وقف جاسم عزف فجاة وتم يطالعها بشكلها العذاب هذا .. تنهد و هو يطالعها وقال لها



بنص عيون وهو يذكر اللي صار أمس : هلا حليمة ..



حور قامت من مكانها و راحت لعند حليمة واهي تقول بابتسامة وسيعة وتطالعها من فوق لي تحت :

هلا هلا .. هلا بالطش والرش !!



راحت لي عند حليمة و لمتها وباستها على خدها بحركة خلت حليمة تخاف من نوايا هالحور وتصرفاتها

الغريبة هذي !!



حليمة وكانه حد صب عليها ماي بااارد : الحمد لله على السلامة حور ..



حور ابتسمت لها بخبث و ضحكت بدلع : هههههه .. الله يسلمج حليمة ..



جاسم قام من على البيانو واتجه لطاولة الطعام وقعد على طرفها ..



حور مسكت يد حليمة و جرتها معاها :

يلا تعالي .. الفطور جاهز حبيبتي !!



قعدت حور على المقعد اللي يم جاسم و هي ماسكة حليمة بيدها بقوة وتأشر لها على المقعد اللي

يمها واللي بعيد عن جاسم : تفضلي حليمة .. قعدي هني ..



حليمة تخصلت من قبضة يدها بصعوبة وقوة .. وقالت لها بتحدي وهي تتجه للمقعد اللي يم

جاسم من الطرف الثاني : لأ .. انا بقعد هني !!



و قعدت على الكرسي وهي تطالعها بكبرياء..



جاسم ابتسم حق حليمة باستهزاء وهو يشرب من الكوب ..



حور اقتربت منه بدلع و هي تطالع حليمة عشان تقهرها : جسومي .. خذ هاللقمة من يدي ..



جاسم طالعها وهو يبتسم وخذا اللقمة من يدها بكل سرور .. و حور تطالع حليمة بانتصار ..



وحليمة ترد عليها بنظرات واثقة من اللامبالاة ..



حور قالت لها وهي تتغنج عشان تقهرها :

أقول حليمة .. ياريت انج ما تزعلين مني عشان أمس جاسم نام بغرفتي آنا -وشددت على انا- لان تدرين
بعد توني رادة من السفر ..



حليمة طالعتها من فوق لي تحت بكبرياء وضحكت باستهزاء :

هه ! أزعل ؟؟ لا حبيبتي ما أزعل ..



وطالعت جاسم بدلع و كلمته بغنج ولاول مرة :

أقول جاسم .. خاطري أطلع اليوم .. اشرايك انا وياك نطلع ويا بعض ؟؟



وختمت كلامها وهي تطالعه بدلال ..



جاسم استغرب من دلعها و كلامها حقه و نظراتها حقه .. لكنه عرف انها مو من قلبها



وانها تسوي جذي عشان تقهر حور ..



قال لها وهو يبتسم ببرود : اليوم ما أقدر .. وعدت حور إني أطلعها..



وطالعتها حور بانتصار و غرور وهي تلتصق بجاسم أكثر ..



حليمة شبت نار لكنها حاولت قدر الإمكان انها تكون طبيعية :

مو مشكلة .. إن شاء الله مرة ثانية !!



و قعدت تاكل من صحنها بدون شهية و هي تغلي من الداخل ..



حور : حبيبي .. متى بتطلعني ؟؟



جاسم يطالعها ببرود :

تدرين شنو حور ؟؟ تذكرت ان اليوم عندي شغل .. ما اقدر اطلعج ! خليها مرة ثانية ..



وارتشف رشفة من كوبه وقام من مكانه بسرعة ..



حليمة طالعت حور وعلى وجهها ابتسامة ..



حور انقهرت و قعدت مكانها تاكل وهي معصبة ..



طلع جاسم للحديقة وهو يتنهد بقوة ..



قعد يفكر في حور وتصرفاتها المريبة هذي ..



طول عمرها وهي باردة معاه .. شوراها ؟؟!!!!



/

\

/




مسك طلال خالته و سندها على جسمه وبطل باب الشقة ودخلها داخل ..



جليلة واهيا تكح : جزاك الله ألف خير يا ولدي ..



طلال وهو يقعد خالته على الصوفا ويحط كيس الأدوية على الطاولة :

ما سويت إلا الواجب يا خالتي ..



ابتسمت له جليلة والتعب واضح على وجهها ..



طلعت لهم كوثر من الغرفة واهيا تركض لامها تلمها بدون ما تنتبه حق طلال:

ها يمة .. شقال الطبيب؟؟



طلال طالعها بشوق : مجرد نزلة برد ..



كوثر انتبهت له و رجعت شعرها لي ورا اذنها بخجل: اشلونك طلال ؟؟



طلال وهو شوي وياكلها بعيونه : تمام بشوفتج !!



ابتسمت كوثر بخجل و لاحظت جليلة نظراتهم و ابتسمت بخفوت ..



رن التلفون ..



شالته كوثر : ألو ..



ريم بلهفة : ألو .. كوثر !!



كوثر طارت من الفرحة : ريمووووه !! يالدبة !!



ريم :

كووووووووووووووووثر !! بعد روحي اشلونج شخبارج واشلون خالتي جليلة و اشلون eve ؟؟



كوثر تتصنع الدلع : ولج عين تدقين بعد ؟؟ اصلا انا زعلانة منج وااايد !!



ريم : افا !! ليش ؟؟



كوثر : مو قلت لج بس توصلين دقي علي ؟؟ ليش جذي تخليني على اعصابي ؟؟



ريم : هههه والله حبيبتي مو قصدي .. تدرين بعد بروحي مختبصة..



كوثر: انزين .. سامحتج هالمرة .. بس لا تعدينها مرة ثانية !!



ريم : انزين ما قلتي لي كوكو .. شخباركم ؟؟



كوثر :

انا الحمد لله و امي يمي وتسلم عليج وما علينا قاصر .. بس Eve بعد عمري
لا ليلها ليل ولا نهارها نهار بجي وصياح طول الوقت ..



ريم :

يا حبيبتي !! تكفين كوثر لا تتركينها بروحها اهيا مو متعودة على جذي امي الله يرحمها
كانت تلازمها 24 ساعة .. مروا عليها قعدوا عندها ونسوها ..



كوثر :انشا الله حبيبتي لاتوصين حريص ..



ريم : مشتااااااااااقة لج !!



كوثر :حبيبتي وانا أكثر !! ودي الحين ايي عندج !!



ريم : صج ؟؟ تعالي ؟؟



كوثر :لا ريموه من صجج فشلة .. استحي !!



ريم :

تكفين كوثر والله ما عندي احد بهالبيت خواتي ما يعطوني ويه



ومرت ابوي واضح تكرهني و ابوي كله بالشغل حتى ايام العطل و عندي



ولد عم يخرع توة طالع من السجن !!




كوثر : هههههههههه .. انزين ما عندي حد يوصلني !!



طلال اللي كان مستمع للمحادثة كلها ما صدق تيي له فرصة جذي تدخل و قال :

انا اوصلج كوثر ..



كوثر استحت وقالت تكلم طلال :ما أبي اكلف عليك طلال ..




طلال : افا يا كوثر .. جذي أزعل !! والله ما في كلافة !!



كوثر نزلت راسها : اوكي .. خلاص ..



وردت تكلم ريم : الو .. ريم ..



ريم : هههاااااااااي يا عيني عالرومانسية .. طلال عندكم ؟؟



كوثر : هههههه اي !



ريم: يا عيني بس ياعيني.. انا اشوفج تكلميني وانتي مستانسة !! اثاري حبيب القلب يمج ..



كوثر : هههههههههه بس عاد خلاص .. يلا انا الحين ابدل ثيابي وايي ..



ريم : هههههه اي عاد ما اوصيج هلا هلا .. تكشخي عدل ..



كوثر :سكتي زين !!



ريم : هههههههههههه استحت ! يلا باي ..



كوثر : باي !



كوثر طالعت امها تبي تكلمها وتستأذن أمها .. وقبل لا تتكلم امها طالعتها بابتسامة وقالت : روحي ..



ابتسمت و راحت غرفتها تبدل ثيابها .. ظلت تحوس في الكبت عشان تدور أحلى ما عندها ..



بس طبعا ثيابها بسيطة تناسب حالتهم المادية المتواضعة ..



طلعت لها بدي وردي نص كم تحته قميص ابيض مخطط .. و لبست بنطرون جينز فاتح ..



رفعت شعرها وسوت ذيل حصان وخلت خصلات شعرها المموج تتدلى على ظهرها و



قدلتها تزين وجهها بطريقة روعة و حطت قلوس وردي فاتح و ماسكرا و شادو وردي خفيييف روعة ..



لبست جوتي كعب أبيض و جنطة بيضا وطلعت برة ..



طالعت طلال بخجل :انا جاهزة !!



طلال طالعها و وقف قلبه .. كانت محلية اللون الوردي بطريقة مو طبيعية !!



طلال بدون ما يبعد عينه : يلا خالتي .. مع السلامة ..



طلع من الشقة و كوثر وراه ..



ركبوا المصعد و طلال ما يبعد نظره عن كوثر واهيا



منزلة راسها بتوتر من نظراته اللي تعذبها ..



ووصلوا للسيارة وبدون شعور راحت وبطلت الباب اللي وراه عشان تقعد ..



طلال : وين بتقعدين ..



كوثر : ورا ..



طلال يبطل باب اللي جدام : ليش ؟؟ تعالي قعدي اهني ..



نزلت راسها و راحت قعدت جدام وهي ميتة من الإحراج ..



كوثر : طلال .. تدل البيت ؟؟



طلال : اي .. ادله ..



كوثر استغرب : اشلون ؟؟



طلال ابتسم : هذا بيت عم يوسف اللي ساكن عنده..



كوثر استغربت وتفاجأت و انصدمت !



يوسف ما غيره .. ساكن في هالبيت ؟!!




وصلوا للقصر الفخم ..



كوثر انصدمت من شافته .. الحين ريم عايشة في هالمكان الكشخة هذا ؟؟



لا وبعد تتحلطم عليه !!



والله بكفخها بس أشوفها !!



طلال بطل لها الباب .. نزلت وهي ساكتة ..



وصلوا للباب .. طقوا الجرس .. طلعت لهم الخادمة اللي بس شافتهم قالت وهي

تطالع كوثر: مدام ريم في صالة ..



وطالعت طلال : بابا يوسف في ديوانية برة ..



طلال طالع كوثر وقال : بعد ساعة طلعي لي انطرج برة اوكي ؟؟



كوثر :اوكي ..



دخلت كوثر واهيا تتبع الخدامة توريها الطريج للصالة ..



وهي تتأمل المكان الفخم اللي عمرها ما شافت مثله ولاكانت في مثله ..



وصلت للصالة اللي كانت ريم قاعدة فيها .. بس شافتها ريم نقزت من مكانها وراحت لها

ولمتها : كوووثر ..



كوثر : ريييم .. وااااي يالخايسة مشتاقة لج !!



ريم :وانا اكثر !!



ريم أشرت لها انها تقعد : تفضلي ..



كوثر قعدت : دام فضلج !!



سكتوا للحظة .. كوثر سألت : وين أهل البيت ؟؟



ريم : أبوي بالدوام .. خالتي مريم طالعة .. عبد الله اخوي طالع ..اختي سارة في غرفتها وقمر طالعة ..


ويوسف عند طلال بالديوانية ..



كوثر : اي صج !! على طاري يوسف !!



ريم قاطعتها : أدري .. حتى انا انصدمت مثلج !!



كوثر : يوسف اهوا ولد عمج المجرم ؟؟



ريم : هههههههههه لا هذاك باسم !!



كوثر تلفتت بخوف : وينه ؟؟



ريم :ههههههههههه ما أدري اكيد نايم !!



/

\

/




في مكان ثاني وحي ثاني بعيد عن هالأجواء الفخمة ..



كانت قاعدة بروحها و هي تحترق من الداخل ..



تهز رجلها بعصبية و الألم ما فارق وجهها ..



شيماء : يبة .. ما يصير جذي .. لا زرناها ولا زارتنا !! مشتاقة لها !!



بوشيماء : عروس ..



شيماء عصبت : يعني شنو عروس ؟؟!! عشان عروس نقطع صلاتنا فيها .. على الاقل

حنا نزورها !!



بوشيماء : شيماء ! بس عاد ! خلاص !! عن الحنه !!



شيماء : اوووف !!



وتمت في مكانها تهز رجلها بعصبية .. حست انها مخنوقة ..



شيماء طالعت ابوها برجاء : يبة .. تكفى .. تسمح لي اطلع اشم هوا ؟؟



بو شيماء بلامبالاة : وين ؟؟



شيماء : أي مكان !!



بوشيماء : ساعة وتردين !! سامعة ؟؟



شيماء : سامعة !!



وقامت من مكانها بدلت ثيابها و تركت شعرها بدون تسريح وخذت نظراتها

وطلعت تسوق سيارتها في الشارع بدون هدى ..



وفجأة.. حست بارتطام قوي بسيارتها من ورا ..



و لولا حزام الامان اللي مسكها جان راسها دخل بالزجاج الأمامي وراحت فيها !!



وصلت حدها من العصبية و طلعت وهي تصرخ بوجه السايق اللي دعمها : عمى !! ما تشوف !!



عبد الله وهو يطالعها : ها اختي صار شي ؟؟ تأذيتي ؟!!



شيماء بعصبية : اي تأذيت .. نفسيتي تأزمت !!



عبد الله ضحك عليها من داخله لكنه سكت و قال لها بهدوء : لا أنا قصدي صار فيج شي انجرحتي ؟؟



شيماء بنفسية : اي تأذيت بغيت أموت !!



عبد الله : بس انا شايف ما فيج شي !!



شيماء تطالع الضرر اللي سببته سيارته الفخمة حق سيارتها المتواضعة ..



شيماء بعصبية بالغة : طااااالع !! شسويت بسيارتي انت !! عمي !!



عبد الله يطالعها شكلها تحفة وهي معصبة و كلامها مثل السم بس ما يدري

ليش كان يتقلبه بصدر رحب : هدي هدي .. take it easy !



شيماء : ايزي اللي يشيلك انشا الله !! تدري هذي تصليحها جم يطلع ؟؟



عبد الله طلع من جيبه كرته و مد يده يعطيها اياه ..



شيماء : شنو هذا ؟؟



عبد الله : رقمي .. دقي علي بعد ما تعرفين قيمة الاضرار عشان اسددها !!



شيماء :ترقيم اشكره !!



عبد الله استغرب منها : شترقيمه الله يهداج !!



شيماء : انزين الحين انا شيضمن لي هذا رقمك الصجي !!



عبد الله بطل عيونه !! شهالاسلوب !!



عبد الله : اللهم طولك يا روح !!



شيماء : اشلون اصدق ان هذا رقمك الصجي وانك ما راح تنحاش الحين ولما ادق عليك

يطلع الرقم رقم واحد ثاني و محد يصلح لي سيارتي ؟؟



عبد الله ترك منه الكرت و هو يتأفف وطلع من جيبه دفتر الشيكات : الحين اكتب لج شيك !!



شيماء : لا والله ؟؟ عشان بعدين اكتشف ان شيك بدون رصيد ؟؟ حسبالك غبية انا ؟؟



عبد الله يطالعها بصدمة ..



عبد الله : ما عندي المبلغ الكافي حق التصليح كاش !!



شيماء : الحين اشلون ؟؟ منو يصلح لي سيارتي ؟؟



عبد الله وصل حده قال لها بعصبية : يبة تدرين اشلون !! خذي سيارتي وانا اخذ سيارتج !!



شيماء بطلت عيونها وقالت بصدمة : شنو ؟؟ شقلت ! ما سمعت عدل !!



عبد الله : سمعتي عدل .. خذي سيارتي وانا اخذ سيارتج !!



شيماء طالعته باحتقار .. حست بالاهانة من هالكلام :

ليش شايفني بنت فقر وما اصدق احصل مثل هذي الفرصة ؟؟



عبد الله مارد عليها واكتفى بانه يطالع سيارتها الاقل من متواضعة كرد ..



شيماء عصبت و حست باهانة اكبر وقالت له وهي تطالعه باحتقار وحقد

والشرر يتطاير من عيونها :
مالت عليك لا ابي فلوسك ولا سيارتك وسيارتي بصلحها بروحي ..



و تركته وركبت السيارة و صكرت الباب بعصبية ومشت عنه بسرعة و هو



محتار ومستغرب من الموقف اللي صار له توة و يطالعها وهي تبتعد وسيارتها من

ورا مكسرة بشكل مضحك ..



عبد الله يكلم نفسه : اما بنت !! ماكو مثلها !!




/

\

/




بعد ساعة و نص من السوالف طالعت كوثر ساعتها و شهقت :

وييي !! انا قلت حق طلال اني راح اطلع له برة بعد ساعة !! اكيد ناطرني الحين !!



ريم : هههههههه عادي خليه يشتاق !



كوثر: جب زين !!



ريم : عاد مو تقطعين !!



كوثر :انتي اللي مو تقطعين !!



باسم فاجأهم وهو واقف عند الباب : اي .. انتي اللي مو تقطعين يا ريم !!



كوثر و ريم التفتوا له بصدمة وخوف .. كوثر تأملت شكله بتمعن ..



كوثر التصقت بريم وقالت لها بهمس : هذا المجرم ..



ريم هزت راسها : اي هذا ..



كوثر وهي تاخذ جنطتها وتبي تطلع :

Good luck !!



ريم سحبتها وبنفس الهمس : وييين رايحة خليج معاي ..



باسم : شفيكم تتساسرون .. -يطالع كوثر- ومنو الاخت يا ريم ؟؟



ريم بالغصب : هذي .. رفيجتي ..



باسم : اهاا .. يلا انا ماشي .. استاذن ..



مشى عنهم بسرعة قبل لا يعطيهم فرصة انهم يردون ..



كوثر طالعت ريم وهي تضحك : هههههههههه امبي !! والله شكلنا نضحك واحنا خايفين ..



ريم : هههههههههههه ..



كوثر : لا بس تبين الصج !! وسيم !!



ريم :

وين وسيم ما يبين فيه شي لحيته ماخذه نص وجهه و شعره هالطول كل اللي مبين فيه
هو عيونه ..



كوثر تغمز : ايه .. وسوادها ذباح !!



ريم : بلا خفة دم ..



كوثر : هههههه .. انزين يلا انا بمشي طلال ناطرني برة .. باي ..



ريم : ههههههههه انزين يا جولييت .. يلا .. باي ..



لمتها وباستها وقالت ريم : سلمي على امج وعلى Eve واااااااايد!!



كوثر : يوصل انشا الله ..




طلع باسم من البيت يشم له شوية هوا ..



يحس بانه مخنوق .. و انه لي الحينه مسجون !!



هو ما طلع من السجن عشان ينسجن مرة ثانية بالبيت !!



يبي يطلع يشوف الدنيا يشوف الديرة اللي مشتاق لها ولمعالمها ..



وهو لي الحينه يعبر الحديقة عشان يوصل لخارج البيت وهو على عجلة من



امره و يمشي بسرعة بدون لا يحس باللي جدامه او اللي حولينه اصطدم في شخص

ما ..



كانت قمر اللي توها رادة من برة ..



رفعت راسها تطالع العملاق اللي قدامها .. شافته يطالعها بعيونه السودا الوسيعة ..



اخترعت وردت لي ورا ..



باسم وقف في مكانه لحظة وهو يشوف نظراتها المذعورة ..



اقترب منها وقال بحنان : قمر ..



ما ردت عليه وتراجعت لي ورا ..



باسم : قمر .. انا اسف ..



ما ردت عليه وتمت تطالعه بنفس النظرات ..



وقف يتأملها و اكتشف شي أول مرة يشوفه ..



طالع ثيابها ..



كانت لابسة نفنوف قصير لونه ازرق سماوي كمه ثلاث أربعا و يوصل لي الركبة

ويا بوت قصير لونه ابيض ..



طالعها بنظرة و الشرر يتطاير من عينه : انتي شلابسه قمر !!



قمر ما ردت عليه وطالعته بنظرات ممزوجة بالخوف والاحتقار ..



اقترب منها و مسكها من ذراعيها الاثنين بقوة وقال لها :

ان شفتج مرة ثانية لابسة هالثياب فانا مستعد اني ارتكب فيج جريمة وادخل
السجن مرة ثانية !! سامعة !!



قمر خافت و تجمعت الدموع في عينها و نظرات الاحتقار والاشمئزاز ما فارقتها ..



قطها على الارض بقسوة وقوة خلت الغرز اللي كانت في رجلها تنشق مرة ثانية ..



ومشى عنها طلع برة ..



تمت على الارض تبجي بحرارة وقوة و تشهق بصوت عالي وهي تتألم ..



في هاللحظة طلع طلال من الديوانية الموجودة في الحديقة و وقف ينتظر كوثر ..



تفاجأ بصوت أنين ..



تلتف يبحث عن مصدر الصوت و شاف قمر طايحة على الارض وتبجي ..



اقترب منها بحيرة وهو مو عارف شيسوي ..



طلال اقترب منها : لو سمحتي .. خير اختي .. شفيج ؟؟



رفعت قمر راسها وطالعت طلال واقف قبالها .. رفعت يدها اللي كانت ضاغطتها على رجلها

و ورته الدم اللي كان قعد ينزف بغزارة ..



طلال انحنى لها و هو محتار ومو عارف شيسوي ..



تعلقت فيه وهي تبجي .. خاف واحتار .. شيسوي معاها ؟؟



شق قطعة من قميصه و مسك رجلها عشان يربطها حولينها يوقف النزيف ..



و فجاة ..



و هو على هذي الحالة ..



ساق قمر برجله ..



و قمر تبجي و هي متعلقة فيه ..



سمع صوت كوثر تنادي من عند الباب وهي تطالعه و باينة عليها الصدمة :

طلال !!




/

\

/



باسم هل راح ينفذ تهديده؟!




وشراح يصير بكوثر من اللي شافته ؟!


وطلال وشنو موقفه من كوثر ؟!


( الــجــزء الـثـامن )


كوثر : طلال!!






طلال رفع راسه وشاف كوثر واقفة تطالعه وهو في هالوضع ..



ما عرف شيسوي اكتفى ان يبادلها النظرات .. ضاع الكلام ..



وما عنت لهم الحروف اي شي في هاللحظة.. واقسمت كوثر بينها وبين



نفسها ان اي تبرير منه ما راح يغفر له !!



طلال ترك قمر من بين ايده و ثيابه كلها دم و قال حق كوثر برجاء وغصة: خليني أشرح!!



في هاللحظة طلع يوسف من الديوانية وشاف قمر على الارض بجنبها طلال و قبالهم



واقفة كوثر بصدمة .. ما اهتم لاي واحد فيهم وركض لقمر ..



يوسف: قمر .. شصار فيج ؟؟



قمر تبجي : كله منه الحقير!!



يوسف : منو ؟؟ قولي لي منو سوا فيج جذي قمر ؟؟



قمر : أخوك !! أكو غيره ..



يوسف عقد حواجبه : مد يده عليج؟؟



قمر بقهر و هي لي الحين تبجي : رماني على الارض !!



يوسف مسكها من كتفها وقومها وهي تتأوه و تتلوى ..



طلال : يوسف رجلها تنزف ..



يوسف صرخ بوجهه : أدري مو عمي انا !!



طلال انصدم من ردة فعله : أدري والله مو قصدي شي ياخوي!



يوسف رخى ملامحه :
ما عليه السموحة .. خذ بنت خالتك و روحو البيت و انا الحين اوديها المستشفى..



طلال : خير انشا الله ما تشوف شر.. ما توصي على شي ياخوك ؟؟



يوسف : سلامتك ..



مشى يوسف وهو ماسك بنت عمه يساعدها تمشي والدم ينزف من رجلها

بغزارة..



كوثر تمت واقفة مكانها بصدمة والدموع متجمعة بعيونها ..



طلال اقترب منها برجاء: كوثر والله اللي شفتيه مو ..



كوثر قاطعته وقالت بغصة : وديني البيت ..



طلال : بس..



كوثر بعصبية : وديني البيت !!



طلال باستسلام : ان شا الله !!



ركضت كوثر للسيارة وسبقته لها ووقفت مكانها تنطره ..



وصل لها بعد ما طلع من حديقة البيت الضخمة..



قالها قبل لا يبطل باب السيارة : كوثر .. تكفين خليني اشرح!!



كوثر بألم واحتقار:
انته مو لازم تشرح لي اي شي!! ما في بيني وبينك شي عشان تشرح !! فاهم ؟؟



نزل راسه وحز بخاطره ..



بطل لها الباب اللي يمه عشان تقعد لكنها عاندت وبطلت الباب اللي ورا وقعدت فيه ..



تنهد وما علق على الموضوع و ركب السيارة و مشى في طريجه ..



لبس نظارته الشمسية و قعد يسوق وهو يطالعها بالمنظرة اللي جدام بدون ما تحس



لان نظارته غامجة ..



كانت تظن ان مو مهتم لها و ان مركز في الطريج و تركت دموعها تنزل على خدها بحرارة

وهدوء ..



كتمت كل صرخة تمنت تصرخها و كل آه تمنت تنتزعها من اعماق أعماقها ..



شعرها المموج انفلت على كتفها وطاح بحرية على ظهرها و غطى نص وجهها ..



طلال حس انه راح يقتل نفسه !!



اشلون يقدر يشوفها تبجي جدامه!!



ما يستحمل !



خصوصا ان كان هو السبب !!



كان يعض على شفايفه بقهر وهو يشوف دموعها اللولو تنهمر على جنات خدودها ..



وأخيرا نطق ببحة عذبت كوثر : كوثر ..



ما ردت عليه و اكتفت انه تطالعه بالمنظرة بدون لا تمسح دموعها .. قتلته نظرتها !!



طلال غص.. ما عرف شنو يقول و شنو ينطق .. كل اللي كان يبيه هو انه ينطق باسمها وبس..



قال بعد فترة طويلة بدون لا يدري اشلون قال اللي قاله :
ا.. اشرايج .. نروح .. نشتري ايس كريم ؟؟



كوثر طالعته باستغراب وقدلتها على عيونها اليمين : شنو ؟؟



طلال : نروح نشتري أيس كريم ؟!!



كوثر ما ردت عليه و لفت وجهها للناحية الثانية .. من صجه هذا ؟؟!



طلال : ما تبين ؟؟



ما ردت عليه ..



طلال : انا ابي !



بعد دقايق وقف طلال عند باسكن روبنز و نزل وهو يقول : ما تبين تنزلين معاي ؟؟



كوثر ما ردت وهي لافة وجهها عنه ..



طلال : اوكي.. على راحتج ..



غاب عنها لحظات تاركها بحيرتها ونارها ..



يجرحها ويبي يبرد خاطرها بايس كريم ؟؟ شايفني ياهل ولا لعبة جدامه ؟؟



رد لها بعد لحظات وبيده كوب الايس كريم ..



ركب السيارة و ثبت النظاره على وجهه ..



مد يده لورا وهو يطالعها من ورا النظارة : ما يبت لج شي ترا !!



طالعته بحقد ولي الحين في عينها اثر الدموع ..



طلال وهو يبطل الايس كريم ويقربه من وجهه : ممممم شكله لذيذ !!



كوثر طالعته بحقد .. شنو يعني ميتة على الايس كريم ؟؟!!



طلال ضحك على شكلها : لا تبجين بس !! انا يايبة حقج مو حقي !!



كوثر لفت وجهها وقالت من بين اسنانها : مابي شي منك مشكور!!



طلال وهو ماد يده : يلا عاد ..



كوثر ما ردت عليه و وجهها للناحية الثانية ..



طلال و هو لي الحين ماد يده : يلا عاد كوثر .. ايدي بتنكسر الحين !!



كوثر خذت الايس كريم من غير خاطر لمجرد انها خافت انه يده اللي كان حاضن قمر

قبل شوي لا تتألم !



طلال ابتسم من شافها خذت الايس كريم ..



مشى بالسيارة دقايق الى ان وصل للبحر .. ركن سيارته قبال البحر..



كوثر استغربت من تصرفاته اللي ما لها تفسير هذي !!



طلال طالعها : ما تنزلين نتمشى ؟؟



كوثر ببرود : مرتاحة جذي ..



طلال : انزين تعالي قعدي جدام ..



كوثر لفت وجهها بعزة نفس : مابي !!



طلال ابتسم وما فهمت معنى ابتسامته : اوكي .. مو مشكلة ..



نزل من سيارته و اخترعت كوثر .. لايكون بيروح يتمشى ويهدها بروحها بالسيارة!!



لكنها تفاجأت من سمعت صوت الباب يتبطل وطلال يدخل ويقعد يمها لكنه بعيد نسبيا ..



اقشعر بدنها و ارتجفت ..



طلال وهو يتأمل البحر من خلال الجامة :
الله .. والله البحر عجيب ..



كوثر نزلت راسها وما تكلمت ..



طلال : ما تبين الايس كريم ؟؟



كوثر انتبهت للايس كريم اللي بدا يذوب ..



خذت منه لقمة بدون نفس ..



طلال : عطيني ..



كوثر طالعته باستغراب : شنو ؟؟



طلال : الايس كريم ..



مدت كوثر له الايس كريم : خذه و تذوق منه قفشة وحدة ..



و حطها داخل الايس كريم و عطاها اياه ..



كوثر بعصبية : شنو هذا ؟؟



طلال : هذا ايس كريم !!



كوثر :وييع !! لا يكون حسبالك باكله من بعدك!!



طلال : ههههههههه اي !!



كوثر وهي تصد عنه : احلم !!



طلال : ليش شنو نجس انا !!



كوثر :لا بس بس مقرف !!



طلال طوفها و ضحك : مقرف ها ؟؟ اوريج يا كوثر ..



ركب جدام و شغل السيارة و بسرعة ساق و اشتغل تقحيص (تفحيط) .. ساعده



على هالشي الطريج اللي كان شبه فاضي ومافي حد ..



كوثر : طلال !! يالمينون !! بس اخاف !!



طلال : هههههههههه لا ! بالاول اعتذري !!



كوثر بعناد : ماني معتذرة!!



طلال زاد السرعة وزاد الحركات الخطرة اللي بالسيارة كان خبير بهالسوالف !!



طلال : ما اوقف الا لمن تعتذرين !!



كوثر وهي تتمسك بالمقاعد وبصوت راجف : ماني معتذرة على شنو اعتذر ..



طلال : علشان قلتي لي مقرف !!



كوثر : ما قلت شي غلط !! انته مقرف يا طلال !!



طلال : هههههههههه انزين اوريج ..



زاد السرعة و سمعها وهي تصرخ : طلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااال !!



وقف السيارة بعد هالصرخة و قعد يضحك من قلب :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه



تمت تطالعه من المنظرة بنظرات ما فهمها .. الحقير ! يستلذ يعذبني !!



طالعها طلال وهو يضحك ..



لكنها غطت وجهها بيدها و قعدت تبجي بصوت عالي هالمرة ..



طلال وقف ضحك و قعد يطالعها من المنظرة : كوثر .. شفيج ؟؟



ما ردت عليه وجهها لي الحين بين يدها ..



طلال لف عليها : كوثر .. آنا آسف والله موقصدي .. ماكنت أظن اني بضايقج ..



ما ردت و كملت بجي ..



طلال بحنان : كوثر .. انا آسف !!



كوثر بصوت مخنوق : ودني البيت !! الحين الحين ودني البيت !!



طلال بصوت حنون وهادي :
انشا الله .. انشا الله .. انتي بس اهدي ما استحمل اشوف دموعج !!



ما ردت عليه و حست بالقهر .. ما تستحمل تشوف دموعي ها ؟؟ صج انك جذاب وخاين !!



الا قول تستانس من تشوف دموعي لان ما لها سبب غيرك !!



طلال : كوثر .. الله يخليج لا تبجين !!



كوثر بتوسل وبجي : تكفى ودني بيتنا تكفى !!



طلال : اوديج بس انتي لا تبجين حبيبتي ..



قالها بدون لا يحس لانها طلعت من قلبه .. حس باحساس غريب من قالها لانها



اول مرة يقولها ولا عمره جرب يبوح لها باحاسيسه كانت عيونه هي اللي تتكفل بهالموضوع ..



كوثر ما استحملت وهالكلمة هزت كيانها وفقدتها اعصابها ..



كوثر :جااااب !!!



طلال انصدم و سكت عنها و كمل سواقة وهو ساكت ..



كانت الصدمة ماخذة عقله .. اشلون يقول لها هالكلمة .. واشلون ترد عليه هي جذي ؟!!



وقف عند باب العمارة بكل هدوء وصمت ..



نزلت وهي ساكته و منزلة راسها بالارض منحرجة من الكلمة اللي ما تدري اشلون طلعت !!



طلال ما قال شي و اكتفى بان يراقبها وهي تنزل من سيارته وتبتعد عن ناظره ..





/


\


/





كانت قاعدة في غرفتها وهي تتنهد بضيق ..



كانت بروحها بالغرفة تناغي الملل والوحدة ..



خذها الشوق لبيت ابوها و لاختها شيماء أم لسان ..



كانت عايشة في العز والهنا !!



صحيح ان ما كان عندها مثل هالبيت الفخم والكبير ..



و لا هالثياب الغالية والعطورات الفرنسية ..



ولا هالدلال و الخير اللي هي فيه الحين ..



لكنها كانت عايشة تحت ظل وحب ابوها و اختها اللي



مستعدين في اي لحظة يفدونها بعيونهم وارواحهم واغلى ما عندهم..



تنهدت : اااااه يا كثر شوقي لكم !!



سمعت صوت غريب ..



ما كان صوتها وهي تكلم نفسها .. لأ كان صوت قادم من الحمام ..



قامت من مكانها وبطلت باب الحمام اللي موجود في الغرفة ..



نادت : جاسم .. هذا انت ؟؟



ما رد عليها لكنها سمعت صوت قطرات الماي من المغطس ..



اقتربت بحذر والخوف ماليها ..



مدت يدها للستارة وهي ترجف وقلبها يدق بعنف ..



بطلت الستارة بحركة خاطفة و شهقت و هي تطالع المغطس مليان دم !!



قطرات الدم كانت تنزل من الحنفية قطرة قطرة بشكل مرعب !



حطت يدها على فمها تكتم صرختها و تاوهت بهمس و عيونها مبطلة على الاخر بخوف ..



اقتربت من الباب تبي تبطله لكنها اكتشفت انه مقفول !!



قعدت تطق الباب بحالة هستيرية و صوتها مو راضي يطلع من الخوف ..



قعدت ترفسه وتطقه و هي شوي وتنجن من المشهد اللي شافته ..



يدها انجرحت وخارت قواها و اغمى عليها على الارض وشعرها انتثر على ارضية الحمام ..



تمت على وضعها ساعة ..



كانت في حالة بين الوعي واللاوعي ..



قدرت تسمع صوت جاسم في الغرفة وهو يناديها ..



بدا يطق باب الحمام عليها : حليمة .. حليمة انتي هني ؟؟



ما ردت عليه لان صوتها بكل بساطة مو راضي يطلع من الخوف اللي فيها !!



ثواني الا وهو مبطل الباب ..



شافها على مرمية على الارض بهالطريقة اخترع و ركض لها و شالها من على الارض و هو

يسمح على راسها : حليمة .. شصار لج ؟؟



حليمة بصوت بالغصب طلع : ال.. البانيو !!



قالتها وهي تأشر على المغطس بيد راجفة ..



اقترب من المغطس و القى فيه نظرة ..



كان فاضي تماما و يتلألأ بلونه الأبيض !!



جاسم : شفيه المغطس ؟؟



حليمة انصدمت : ما فيه ؟؟؟؟؟



جاسم مو فاهم عليها : فيه شنو ؟؟



اقتربت حليمة من المغطس وانصدمت من اللي شافته !!



حليمة : بس .. كان .. اهوا .. والباب !! اي الباب .. الباب كان مقفول !!



جاسم طالعها بشك : الباب ما كان مقفول؟!!



حليمة بدت تبجي : لا امبلا .. الباب كان مقفول .. والمغطس .. المغطس .. المغطس كان ..



ما قدرت تكمل و خبت وجهها بين كفها و بدت تبجي ..



اقترب منها جاسم وقال لها وهو يربت على كتفها : ما في شي الحين .. يلا تعالي ارتاحي نامي ..



حليمة هزت راسها ..



شالها بيده و حطها على السرير .. مسح على راسها :
ارتاحي هني وانا اروح اييب لج بيتادين و شاش حق يدج المجروحة !!



حليمة تعلق في كمه : لا !! لا تتركني بروحي هني !!



جاسم : حليمة شفيج .. منتي طفلة !!



حليمة دمعت عيونها وهي لي الحين متعلقة في كمه : لا تكفى .. اخاف .. لا تتركني بروحي !!



جاسم قعد يمها و قال لها بحنان :طيب .. الحين اتصل على حور تييب لي اللي ابيه ..



اتصل عليها وقال لها تييب له الاغراض من الصيدلية ..



حست انها صدرها يصعد وينزل وهي لي الحين في حاله من الخوف ..



اوصالها ترتعد وجسمها يرجف و قلبها يدق بقوة ..



قعد جاسم يمسح على راسها ويقرا ايات من القران ..



هدت شوي و بدا تنفسها ينتظم ..



سمعوا صوت طقات على الباب : انا حور ..



جاسم : تفضلي حور ..



دخلت حور الغرفة وبيدها الاغراض و انقهرت من شافت حليمة



نايمة على السرير و جاسم قاعد عند راسها يمسح عليه و يهديها ..



حور وهي تمد يدها : هذا طلبك جاسم ..



جاسم : مشكورة ماقصرتي ..



حور طالعت حليمة بشماته : شفيها ؟؟



جاسم بحدة : مالج شغل !! على غرفتج يلا !!



انقهرت وطالعت جاسم بحقد وطلعت من الغرفة وهي تدعي على حليمة وعلى



الساعة اللي طلبت من جاسم انه يتزوج عليها !!



جاسم قرب من حليمة وهمس باذنها : قومي حبيبتي .. خليني اشوف يدج !!



قامت وهي ترتجف لي الحين ..



مسك يدها شافها باردة حيل ..



جاسم : يدج باردة !!



حليمة ارتبكت من لمسته وسحبت يدها بسرعة و حطتها في حضنها ..



جاسم طالعها بعتاب وهو يسحب يدها مرة ثانية : خليني اداويج يا بنت الحلال !



احمرت خدوها وحست بكهربا بجسمها وهو ياخذ يدها و يطهرها و يحط لها بيتادين و لفها

اخر شي بالشاش ..



رفع عينه وطالعها شافته قاعدة تتأمله وبس حط عينه في عينها نزلتها على طول ..



جاسم رفع راسها بيده : شفيج ؟؟



حليمة الدموع تجمعت بعيونها .. مو متعودة تفصح بمشاعرها لجاسم وكاهو الحين يسألها شفيها !!



قالت بعد تردد كبير :خايفة !!



جاسم بحنان الدنيا كله : من شنو حليمة ؟؟



حليمة ابعدت نظرها : ما أدري ..



جاسم : حليمة .. شصار بالحمام ؟؟ ليش اغمى عليج ؟؟



حليمة ارتبكت وتوهقت ... تقوله ؟؟ اذا قالت له يحسبها مجنونة !!



حليمة : ولا شي .. فقدت توازني !



جاسم طالعها بشك : والجروح اللي في يدج ؟؟



حليمة سكتت ونزلت راسها ..



جاسم ما بغى يضغط عليها اكثر .. سكت عنها و سند جسمها على السرير ..



جاسم : خلاص لا تتعبين نفسج .. ارتاحي ..



حليمة طالعته وكانها طفلة مرعوبة : بتروح ؟؟



جاسم شد يده على يدها يطمنها : لا ..قاعد هني .. ما راح اتركج ..



طالعته بامتنان وغمضت عيونها و ريحت جفونها على لمسات يده وريحته العطرة



و صوته وهو يقرا عليها ايات القرآن ..



/


\


/



حطها في السيارة بعناية و اسند ظهرها على المقعد ..



كانت دموعها تنزل على خدها بغزارة مثل غزارة الدم اللي قعد ينزف منها ..



يوسف ساق السيارة بسرعة وعصبية !!



الحقير !! اشلون يتجرأ يمد يده عليها !!



يوسف التفت لورا يشوف حالها : ها شلونج الحين قمر !!



قمر بعصبية و بجي وصراخ : أكرهه يا يوسف اكرهه !!



يوسف رجع يركز بالطريج و هو يعض شفايفه ..



وصل لعند المستشفى طلعها من السيارة بسرعة وطلب لها كرسي متحرك ..



مسك يدها ووصلها للكرسي المتحرك بصعوبة كانت تتألم و الحركة حيل صعبة عليها ..



قمر بهستيرية : والله إذا صار فيني شي يا ويله !! كله منه !! يبي يشوهني !!



يوسف حاول يهديها : قمر .. هدي هدي .. شوي شوي .. مو زين لج الصراخ !!



قمر : مالك شغل فيني !! انته بالذات مالك شغل فيني !!



يوسف طنشها وقال وهو خايف عليها بصدق : الا لي شغل ونص .. يلا قعدي على الكرسي ..



قعدت على الكرسي وهي تبجي وتسب وتتوعد ..



وصلت لغرفة الضماد و تولى الدكتور والسستر الموضوع من هاللحظة ..



تم يوسف واقف بالممر ينطرها ..



طلعت السستر ومعاها قمر في حالة هاديـــــة ووديعة تتناقض مع حالها قبل

شوي ..



السستر قالت حق يوسف :هي دي اختك ؟؟



يوسف: لا بنت عمي ..



السستر :
بص يا حاج .. احنا عملنا لها الغرز و طهرنا الجرح لانو كان ملوث ..


كويس انك لحقتها .. و ادينا لها ابرة مسكن عشان الالم يخف عليها شوية هي بنت رقيقة

وما تستحملش ..



يوسف هز راسه : طيب .. شكرا ..



اشر حق قمر بعينه : يلا قمر مشينا ..



قمر مشت وراه وهي دايخة .. وتحس راسها يدوور .. و العالم



صار في اشكال غريبة عجيبة من كل الالوان تدور حولينها وتتراقص..



وصلوا للسيارة ..



يوسف ركبها جدام و قعد يمها ..



مشى و هو يتأمل شكلها الهادي .. مو متعود عليها وهي هادية !!



كانت قاعدة يمه و هي مغمضة عينها و حاطه راسها على طرف المقعد ..



كمل طريجه و هو يغلي من الداخل ينتظر اللحظة اللي يشوف فيها المجرم باسم !!



راح ينقض عليه و ينهش في صدره ليما يقول بس ويطلع كل القهر اللي فيه !!



وصل للبيت او القصر بالاحرى ..



يوسف همس بهدوء : قمر .. قمر ..



قمر فتحت عينها ببطء ..



يوسف :قمر وصلنا ..



قمر بدت توعى للي حولينها .. بطلت الباب و وقفت مكانها ..



يوسف : شفيج واقفة قمر ؟؟



قمر : اخاف !!



يوسف عقد حواجبه : لاتخافين منه قمر .. انا معاج !!



قمر طالعته بنص عين وقالت : بس انته تكرهني وتبي اليوم اللي تفتك فيه مني !!



يوسف قرب منها قال لها بنبرة غريبة : انا ما اكرهج قمر !!



قمر رجعت لطبيعتها المغرورة : بس انا اكرهك يوسف !!



يوسف طالعها بحقد و كره .. مشى عنها بسرعة ودخل البيت ..



تمت واقفة بالشارع مترددة .. تدخل ولا لأ ؟!!



وأخيرا .. اتخذت قرارها و مشت لداخل بتردد وهي تمنى في داخلها انها

ما تشوفه ..



و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه !!



بطلت باب القصر العود و هي تطل للداخل بتوتر و ترقب ..



وكان هو اول شي وقعت عينها عليه ..



يوسف كان واقف يمه و معصب حيل.. بس شافها عطاها نظرة وصعد فوق تاركها



بروحها مع الوحش باسم !!



قمر كانت خايفة و مترددة .. تطلع و تنحاش.. او تدخل وتركض على غرفتها ؟!!



كانت قواها خائرة و اطرافها مخدرة و المسكن مصدعها !!



باسم لاحظ فيها احساسها ..



طالعها بنظرة خلت الكهربا تسري بجسمها ، وتركها وصعد فوق ..



تنهدت براحة و دخلت البيت و ركضت بصعوبة على غرفتها..





/


\


/





يوسف دخل الصالة اللي موجودة في الطابق اللي فوق وهو يتحلطم :
مجرم ومغرورة !! شسويت بدنيتي يا رب اللي بليتني باخو جذي و بنت عم جذي ؟!!



ريم اللي كانت قاعدة على الصوفا و تطالع التلفزيون فزت من مكانها وقالت بعفوية بدون

لا تحس : انا مغرورة يوسف ؟؟



يوسف تفاجأ فيها ما كان يظنها في الصالة : ههههههههههه لا مو انتي !!



ريم انحرجت و تندمت على كلمتها !! قعدت تتابع البرنامج وهي ساكتة ..



يوسف قعد على الصوفا اللي يمها : شتطالعين ؟؟



ريم :Hells kitchen

يوسف تغير ويهه : وع بعد مغرور ثاني ؟؟



ريم : ههههه منو مغرور ؟؟



يوسف : شيف رامزي بعد منو ؟!!



ريم ابتسمت بخجل وردت تتابع البرنامج ..



يوسف استغل هاللحظة و قعد يتأمل في وجهها الطبيعي الخالي من اي

مساحيق تجميل ...



عيونها الوسيعة .. ملامحها الخلابة .. جاذبيتها الفائقة .. عفويتها و براءتها ..



و اهم شي انها مو مغرورة مثل قمر ومحترمة في ملابسها !



ريم حست بنظراته وارتبكت حيل و خدودها توهجت و تظاهرت بالاندماج بالبرنامج



بس عشان تتهرب من نظراته اللي بتذبحها !!



في هاللحظة دخل الصالة باسم ..



اعتفست ملامح يوسف و مد بوزه ..



باسم دخل واهو يبتسم ابتسامته المتألمة المعهودة .. الكل يكرهه وما يرحب فيه !!



راح و قعد على طرف الصوفا اللي كانت قاعدة عليها ريم ..



يوسف حقد عليه واحتقره و طالعه بنظرة .. الوقح اشلون يقعد يمها !!



كان يفصل بينهم مترين لكنهم اشعلوا في قلب يوسف الغيظ والغيرة اللي ما

قدر يميز شنو سببها !!



قعد يفكر في طريقه يبعدها عنه ..



يوسف :ريم .. ممكن تيبين لي قلاص ماي ؟؟



ريم هزت راسها بنعم و قامت تييب له قلاص ماي ..



بس طلعت من الصالة راح و قعد مكانها عشان لمن ترد ما تلقى مكان فاضي على الصوفا اللي قاعد

فيها باسم ..



ثواني الا وريم وصلت ومعاها قلاصين ماي ..



يوسف : انا ما طلبت قلاصين ماي ؟؟



ريم : ادري بس انا قلت اييب حق باسم يمكن عطشان ..



باسم مد يده ياخذ القلاص وهو يبتسم : مشكورة يا بنت عمي كلج ذوق ..



يوسف انقهر و تمنى لو يقوم يكفخه و يكسر اسنانه و يشق شفايفه عشان يمحي هالابتسامة السخفية اللي على ويهه !!



قعدت ريم تكمل البرنامج باهتمام ..



باسم : ريم .. ما هقيتج تحبين البرامج اللي جذي ؟



التفت له ريم : ليش يعني ؟



باسم : يعني .. البنات ما يحبون برامج جذي بس يتابعون الموضة ..



ريم :
ههههه لا مو شرط .. بس يمكن انا احب هالبرنامج لان Eve ..



تذكرت Eve وامها و تألمت .. وكيف ان Eve كانت تموت على شيف رامزي



و تخليهم يطالعون هالبرنامج غصبا عليهم .. كملت بغصة :
Eve صديقة امي كانت تحبه و تتابعه دايما ..



باسم : اي عاد حتى انا والشباب كنا نتابعه بالـ ...



سكت وما كمل و لف وجهه على التلفزيون ..



يوسف قال من بين أسنانه يحرجه : بالسجن ؟؟



باسم طالعه وابتسم بألم : اي .. بالسجن !!



ريم ارتبكت وحست بالاحراج لانها تحسها غريبة عنهم و مو من حقها



تسمع هالكلام هذا عن اسرار الماضي ..



يوسف من شاف نظرة باسم لف وجهه و تابع البرنامج و هو حاس بنشوة الانتصار



لما خلا باسم ينحرج بهالطريقة وشاف النظرة اللي على وجهه .. مع ان



وخزة قلبه شوي بس تذكر شكل قمر بالحديقة طرد هالاحساس ..




/


\


/




في غرفة قمر ..



كانت منسدحة على السرير ولابسة بيجامة على pitty bob



لونها أحمر و ضيجة ..



قعدت تتأمل السقف بأنفاس مضطربة و قلب يدق بسرعة ..



رن تلفونها .. طالعت الشاشة باشمئزاز وردت بعد تردد ..



قمر بطفش : ألو .. شلونك روحي ..



.........: هلا .. هلا والله هلا بهالصوت .. هلا بالطش والرش ..



قمر بدلع مصطنع : واااي مشتاقة لك !!



..........: يا بعد عمري انا أكثر !!



قمر وهي تلعب بشعرها :اشكثر تحبني يا روحي ؟؟



..........:اكثر من اي شي بالدنيا !!



قمر : عيل متى تسوي اللي قلت لك عليه ؟؟




..........: انشا الله اعتبري الموضوع منتهي وخلاص !!



قمر :يا بعد عمري !! يلا يا روحي انا اخليك الحين ..



.........: وين ؟؟



قمر : مشغولة حياتي !!



..........:افاا ! في شي يشغلج عني؟؟



قمر قعدت تلعنه في نفسها :لا ياروحي.. ما في شي يشغلني عنك بس اليوم انا حدي بزي و ما اقدر اكلمك..



قدر ظروفي !!



.........: اوكي حياتي .. بس مو تقطعين !! لا تحرمينا من هالصوت !!



قمر : وانا اقدر؟!!



..........: يلا حياتي .. اموااااااه !!



قمر : هههههه باي ..



..........: باي ..



صكرته وهي تأفف .. وتفلت على الجهاز و تلحفت ونامت !!



/


\


/





حل الليل .. غابت الشمس .. ودع شعاعها الأرض .. و جا ستار الليل يحمل مع

الكآبة و الألم ..



رجع عادل من الدوام هلكااان ..



صعد غرفته ياخذ له دوش دافي و يريح شوي ..



مر على الصالة اللي في الطابق العلوي في طريجه ..



سلم على يوسف و ريم و هو مو مستوعب بوجود الشخص الثالث

اللي كان قاعد وياهم ..



يوسف وريم ردوا السلام ..



باسم .. وقف من مكانه و هو يطالع عمه بنظرات شوق ..



باسم : وعليكم السلام عمي ..



عادل كان مار عليهم و سلم عليهم في طريجه .. لكنه من سمع الصوت هذا بالذات



رجع أدراجه و وقف يطالع و هو مو مصدق ..



(لا تنسوا ان باسم صار يوم واحد بس من رجع من السجن و كان نايم بغرفة يوسف و عادل

راح الدوام بدون لا يشوفه او يدري عنه)



عادل بصدمه : باسم !!



باسم قال بألم وهو حاس انه راح يصده أو يعامله مثل الباجي او انه حتى ممكن يطرده : اي يا عمي ..باسم!!



عادل طالعه من فوق لي تحت : مو مصدق عيني !!



باسم ينزل راسه : لا صدق يا عمي .. صدق !!



عادل والصدمة راح له و مد يده يسلم عليه ببرود : من متى رجعت ؟؟



باسم حس بالاهانة وابتسم : أمس بالليل ..



عادل طالعه ببرود : حياك .. غرفتك مكانها مثل ما تدري ..



باسم نزل راسه : اي ادري .. –بخجل- و ادري انها مقفولة بعد ..



عادل بنص عيون : خذ المفتاح من ماريا ..



باسم : ما تقصر عمي ..



يوسف : عمي وين خالتي مريم تاخرت ؟؟



عادل : رايحة عرس وحدة من بنات صديقاتها و راح ترجع متأخر اليوم ..



قالها وراح لغرفته و قعد باسم في مكانه وهو يحس باحساس قاتل ..



أهله وناسه صاروا يكرهونه .. أهله وناسه صاروا يستثقلونه ..



اهله وناسه صاروا ما يطيقونه !!



تنهد بصوت يقطع القلب و قعد يتابع البرنامج مع يوسف وريم ..



/


\


/




خيم الليل الكئيب عليها مثل الموت ..



جليلة و كوثر رجعوا لشقتهم وهي تمت مرة ثانية بروحها ..



ما قصروا معاها كل يوم ييون عندها يسلونها ويقعدون معاها من الصبح لين تغيب الشمس ..



بس بعدين ما تلومهم لي تركوها .. كل وحدة فيهم عندها حياة تبي ترجع لها !!



قعدت و لمت نفسها وهي تراقب الباب ..



تتخيل في لحظة من اللحظات ممكن انه تدخل عليها ريم و تقولها

انا رجعت لج يا Eve رجعت لج ولا يمكن اهدج ..



غمضت عيونها وسالت دموعها ..



رن التلفون و استغربت من رنينه ..



تلفونها ما يرن الا بالغصب !



شالته ومن غير نفس قالت : ألو ..



المتصل : Eve Anderson ?

Eve :اي ..



المتصل : انا المحامي حسين جمال .. و أتصل بخصوص حضانة ريم عادل البشار ..


Eve : شفيها ريم ؟؟



حسين : أوراق حضانتها بايدي .. ولازم تسلمين منها نسخة باجر ..


Eve : ليش ؟



حسين : عشان تقدرين تثبتين ان حضانتها لج مو لأحد ثاني..


Eve بطلت عيونها ومن الصدمة نطقت بلغتها الأم : What !!



حسين : مثل ما سمعتي اختي .. فضة الله يرحمها قبل لا تتوفها حطت حضانة

ريم عندج ..


Eve مرة ثانية انصدمت و قالت : what !!!!!

حسين : حضانة ريم عندج انتي ..


Eve : Okay .. thank you sir !!



حسين : لا شكر على واجب .. باجر لازم تمريني المكتب عشان تاخذين الاوراق ..



خذت Eve منه العنوان وهي في حالة صدمة لي الحين لكنها حست انها بتطير



من الفرحة وان الامل رجع مرة ثانية في قلبها ..



شالت التلفون .. و ضغطت رز الاتصال ..





/


\


/





عادل رفع السماعة : الو ..


Eve بصوت فرح : الو ..



عادل باستهزاء : اوه .. الامريكية النجسة ؟؟


Eve طوفت الاهانة : جم مرة قلت اني مسلمة أخ عادل ؟



عادل : انتي الاسلام منج بري !!


Eve قالت له تقهره : من كفر مسلما فهو كافر !!



عادل انقهر : انتي الحين شتبين داقة ؟؟


Eve : ابي اكلم ريم ..



عادل باستهزاء : ليش انشا الله ؟؟ من متى بنتي معاها كلام مع الامريكيات النجسات ؟؟


Eve : أولا بنتك مو معاها كلام معاي وبس.. الا انا مربيتهم وانا معلمتها الكلام اساسا !!



و ثانيا جم مرة قلت لك لا تغلط يا محترم !!



عادل : انا ما غلطت ويلا عاد قظبي لسانج !!


Eve تأففت : ابي اكلم ريم لو سمحت ..



عادل : شتبين فيها ؟


Eve قالت تقهره : عشان اقولها تزهب جنطتها لان باجر وبورقة من المحكمة



تثبت ان حضانتها عندي انا راح ايي و اخذها و نرجع نعيش مع بعض مثل اول ..



عادل انصدم و وصلت الاعصاب عنده حدها : جب يا بنت ابليس انا بنتي ما تعيش مع امريكية وصخة مثلج و مستحيل اخليها



تعيش معاج ولا انتي ولا ستين ورقة من المحكمة تقدرون تاخذونها مني !!


Eve : قول هالشي لما اييب وياي المحامي ومندوب المحكمة و الورقة باجر .. باااي !!



سدته بويهه و تركته بغيظه يغلي ..



مستحيل ثم مستحيل ثم مستحيل تخليه يخلي بنته تعيش مع وحدة مثل هذي !!




/


\


/




وصلت للبيت ودخلت بهدوء وراسها مصدع ..



فصخت الكعب العااالي و شالته بيدها و حست ان كان احد



دخل في رجلها ابر حادة وايد من طول الكعب اللي كانت لابسته ..



صوت الفرقة والاغاني صدعوا راسها ..



ليلة ثانية من التفاهة والسطحية والامبالاة عاشتها مع "سيدات المجتمع"



و حفل زفاف ثاني من حفلات الزفاف اللي تنزف فيه بنت غنية في عمر الزهور



حق شاب ثاني غني ما له ذنب بس عشان المصلحة الشخصية و عشان المنصب و الرتبة

والمكانه العالية في المجتمع ..



حست انها ودها تروح وترتمي على سريرها وتنااام !!



شافت طيف عادل و هو ينزل من السلم .. سمع صوت سيارتها ونزل لها على طول ..



عادل : مريم .. وينج تأخرتي ..



مريم و هي تبعد يده عنها : اوه عادل .. قلت لك راح اتأخر .. انته تدري ان اليوم عرس بنت رفيجتي ..



عادل : أدري .. أدري .. أبيج بموضوع مهم ..



مريم : خير شصاير ؟؟



عادل : ريم !!



مريم اعتفس وجهها قالت بدون نفس : شفيها بنت الفقيرة ؟؟



عادل : مريم ثمني كلامج .. انا اتكلم معاج جد ..



مريم تتأفف : انزين انزين .. قول شعندك ؟؟



عادل : والله راح تحط ويهنا في الطين ..



مريم قاطعته قبل لا يكمل كلامه وهي تصرخ : انا قايلة هالبنية ما منها امان !! انا من شفت عيونها الزايغة وانا قايلة ما



بيي من وراها الا الفضايح .. انا قايله ....



عادل بعصبية :
مريموه يعليج الموت قولي امين لا تغلطين على بنتي .. بنتي متربية احسن تربية .. وقصري حسج
وانتي تكلميني احسن لج ..



مريم باستهبال : انته تقول بتحط ويهنا في الطين ..



عادل : انا بغيت اقول بتحط ويهنا في الطين اذا راحت وعاشت عند هالامريكية الخايسة ..



مريم : عيل لا تعيش !! مو ناقصين فضايح احنا عايلة معروفة ولنا سمعتنا ..



عادل : ادري .. بس مو هذا المشكل.. المشكل ان Eve معاها ورقة حضانة ريم و راح تيي

تاخذها باجر !!



مريم بطلت عيونها وقالت في خوف على اسم العايلة واملاكها مو على شي ثاني :
هذا اللي ناقص .. لا بالله بتحط سمعتنا في الارض هذي .. هالامريكية الوصخة تاخذ بنت البشار
وتربيها عندها .. لا والله لو تموت ما تسويها ..



عادل : عشان جذي انا ييت وقلت لج ابيج تساعديني .. عطيني الحل .. شسوي الحين ؟؟

فكري معاي بشي ذكي !!



مريم : ما أدري سو اي شي .. قول البنت انحاشت .. خشها .. اي شي ..



عادل شوي ويكفخها : انا اقول لج فكري بشي ذكي مو افكار غبية ما لها معنى !!



مريم : اوووه شسوي لك يعني ..



عادل : فكري بذكاء يا مريم !!



مريم تطالعه بحقد : يعني انا غبية !!



عادل شوي ويشق هدومه : يا بنت الحلال ما قلت شي انا !! بس تكفين شوفي لي حل بطلع من هدومي الحين !!



مريم : زين زين .. خل افكر ..



قعد دقيقة تفكر و عادل يطالعها بترقب ..



مريم لمعت عيوها : لقيتها !!



عادل تهلل وجهه : شنو ؟؟ شنو قولي !!



مريم : زوجها !!



عادل طالعها بنظرة : ازوجها ؟؟



مريم :
اي زوجها .. دام انت ابوها تقدر تعقد عقد زواج شرعي .. ولي تزوجت .. يصير زوجها
ولي امرها وورقة الحضانة ما راح تعني شي !!



عادل طالعها و شوي ويطقها من غباءها :
لا والله !! وانا تبيني بيوم وليلة القى لها ريل ؟؟ شلون تتزوج جذي مرة وحدة .. والعرس
والجهاز وكله ..



فضة : امها توها متوفية مو لازم عرس !!



عادل بنظرة :
لا والله .. خلي العرس على صوب .. من وين بلاقي لها ريل ؟؟ اييب اي واحد من الشارع



اقول له تعالي تزوج بنتي ؟!! منو هذا اللي راح يقبل يتزوجها جذي بين يوم والثاني !!



بينما عادل كان قعد يقول هالكلمات و قعد يصرخ على مريم .. كان في شخص واقف



بالظل والظلمة



وشاف وسمع كل اللي صار ..



تكتف وهو واقف وطالعهم بنظرة وهما يبادلونه النظرات ومنصدمين .. قال بعد فترة : انا اتزوجها ..




/


\


/









ياترى شراح يصير لريم ؟!



ومنو هذا اللي بيتزوجها ؟!



( الــجــزء الــتــاســع ) _ الفصل الأول







" دعينا نتفارق قليلا ..



دعينا لعالم الكره نجوب ..



لنكف عن تقبيل بعضنا ..



لنبدأ بالمسرحية الكذوب ..



لنصرخ في بعضنا قليلا ..



ليزداد الحب في القلوب ..



فالشمس تكون احلى ..



حين تحاول الغروب ..



و السجين يكون اقوى ..



حين يحاول الهروب ..



كوني لي قهوة مرة ..



و انا السكر فيها يذوب ..



فانت في الحسن شيطانة ..



من سيدنا ابن اليعقوب ..



فحتى مجرة درب التبانة ..



صارت مجرة لعدة دروب ..



حين علمت انك فيها ..



تزرعين القمح و الحبوب ..



لنصنع من حياتنا دنيا ..



يملؤها حقد حسد و حروب ..



لنأكل في صحن اسود ..



لنشرب في كأس مثقوب ..



لنلبس اثواب سوداء ..



اكرهك عليها بالابيض ..



و الاحمر و الاخضر مكتوب ..



لنلبس قمصانا سوداء ..



لنلبس بنطالا مقلوب ..



فقصص الحب جميلة ..



ان كان بطلها مغلوب ..



من خواطر يوسف العاشق"



(منقول للأمانة)



/


\


/




طل الصبح .. النور يتسلل لكل ركن من أركان القصر .. ماكو مكان الا وصله شعاع الشمس يحييه.. غسل جفنه



بنور الشمس و ووجهه بالماي المنعش و نزل ياكل فطوره ..



كانت الساعة 7 .. لقى قمر قاعدة بهدوء في غرفة الطعام تاكل فطورها بروحها و هي شاردة ..



دخل يوسف وقطع شرودها .. طالعته بنظرة منتظرة منه تحية أو سلام لكنه تجاهلها و قعد في مكانه و لا كأنها



موجودة .. لي الحين متضايق من كلامها اللي قالته أمس ..



تموا قاعدين في صمت و الحرب الباردة اللي بينهم تشتعل !!



مسك الجريدة و قعد يتصفحها باهتمام يشوف احوال البلد والعالم ..



اصوات الملاعق و رشفات الشاي هي الصوت الوحيد اللي يصدر منهم ..



أرهف السمع و سمع صوت اقدام مستعد يفديها بروحه ..



طلت عليه من عند الباب بابتسامتها البريئة اللي زاحت عن صدره كل الضيج : صباح الخير ..



رفع راسه وطالعها و هو يبتسم ابتسامة هادية ومريحة وعيونه تحمل معاني كثير

ما قدر هو نفسه يعبر عنها ..



يوسف :صباح الخير ريم ..



قمر أشاحت بوجهها وما ردت عليها و عقدت حواجبها وقعدت تلعب بشعرها بغرور ..



يوسف طالعها وقال بحدة : قمر البنية قالت صباح الخير .. ردي ما خبرتج صمخة !!



قمر طالعته بغرور من فوق لي تحت وطالعت ريم بتعالي و ردت صدت عنها وعنه ..



ريم ارتبكت شوي و حست بالاحراج .. بس خلاص تعودت على اهانات قمر الجارحة ..



همت بانها تدخل داخل لانها لي الحين كانت واقفة عند الباب لكنها تفاجأت



بباسم اللي ما تدري من وين طلع ومر من جنبها بسرعة قياسية وهو شوي يلصق فيها لكن

ما لمسها أبد ..



ريم نزلت راسها وانحرجت حيل !! وشافت يوسف يطالعهم بنظرة و عيونه شوي وتاكلهم ..



يا ربي ليش هالإنسان (تقصد باسم) دايما يحطني بجذي مواقف ؟؟



قمر طالعت اللي صار وابتسمت نص ابتسامة سخرية ..



ريم راحت وقعدت بالمقعد اللي يم قمر و صار قبالها يوسف وبجانبه باسم ..



اهيا وباسم في نفس اللحظة ونفس الوقت بدون ما ينتبهون لبعض ولا يشوفون بعض ..



خذوا توست و حطو عليه جبن قلاص و مربى و ثنوه بنفس الطريقة و كلوا من لقمة ..



كل هذا صار في نفس الوقت و يوسف يطالعهم بذهول .. و قمر بعد ..



قمر علقت على الموضوع ببلاهة وهي تطالعهم بذهول : ويييع شنو هذا جبن قلاص ومربى ؟؟



ريم ظنت انه قمر تكلمها هي وباسم بعد ظن ان قمر تكلمه هو ..



قالو في نفس الوقت والاكل لي الحين بفمهم : لذيييذ !!!



انصدموا من بعض وتم كل واحد يطالع الثاني واهما مو فاهمين شي .. كل هذا ويوسف

يطالعهم بقهر !!



قمر بنفسية وغرور :
ويييع طالع !! نفس عادة الأكل المقرفة .. بنت الإيرانية و المجرم .. perfect match صراحة !!



باسم متعود على هالحجي .. لكن



ريم انحرجت حيييل وكالعادة ما عرفت ترد شخصيتها ضعيفة مو مثل شخصية امها الله يرحمها



اللي كانت قوية وما تسكت على الاهانات !!



نزلت راسها والدموع تجمعت في عينها !!



همت تقوم من مكانها لكن يوسف اشر لها : قعدي ريم !!



لف وجهه يطالع قمر : انتي !! قومي ذلفي من جدامي !! حتى الميت ما تحترمينه !!



قمر وهي تغوص في المقعد قالت بعناد : ماني بذالفة سامع أستاذ يوسف !!



يوسف من بين أسنانه : قمر لا تخليني الحين تتندمين على الساعة اللي انولدتي فيها قومي ..



قمر لعبت بشعرها بغرور و قالت بدون خوف وبعناد : مابي !!



باسم طالعها بنظرة .. اهتزت مشاعرها و دب الخوف في اوصالها من نظرته المرعبة ..



باسم بهدوء مو طبيعي : قمر .. يوسف قال قومي من جدامه ..



قمر بلعت ريجها و ارتجفت لكنها حاولت تكون طبيعية و انها تبين قوتها وقالت

بصوت حاولت تخليه قوي لكنه طلع متخاذل : مابي ..



باسم ضرب بيده على الطاولة ضربة خلت حتى ريم تخترع و يكش جلدها ..



قمر طالعته بعيون دامعة و خذت جنطتها وطلعت على طول !!



باسم طالع ريم وابتسم : كملي أكلج ريم .. راح البعبع خلاص لا تخافين !!



ريم بالغصب ردت له الابتسامة وهي تقول في نفسها " محد بعبع و يخرع غيرك !! " .


.
كملوا أكلهم بهدوء و انهت ريم التوست و قعدت ترتشف من الشاي بهدوء وهي سرحانه



و يوسف يراقبها من تحت لي تحت بدون لا تدري ..



عادل دخل عليهم بهيبته المعتادة وصوته اللي ملا المكان : السلام عليكم ورحمته وبركاته ..



الكل : وعليكم السلام ..



قعد عادل في مكانه و هو ينقي الأكل الخفيف بس وبسرعة يحطه بصحنه على عجلة ..



عادل : شلونج ريم ؟؟



ريم : الحمد لله ..



عادل : عساج مرتاحة يبة ؟؟



ريم : اي يبة .. الحمد لله مرتاحة ..



ونزلت راسها وفي عيونها كلام كثير !!



عادل حس فيها بتقول شي بس مستحية : ها يبة شفيج قولي لي لا تستحين انا ابوج ..



ريم قالت بعد تردد :
يبة .. اذا ما عليك امر يعني .. انا مشتاقة حق Eve ولهت عليها وايد



ودي ازورها واشوفها .. انا لا اتصلت فيها ولا هي اتصلت فيني من يوم



ما سكنت اهني وابي اتطمن عليها ..



عادل تغير وجهه وقال بصرامة : يبوج Eve رجعت ديرتها ..



ريم بطلت عيونها وانصدمت : شلون ؟!!



عادل رد عليها بسرعة وهو يحاول يغير الموضوع :
مثل ما سمعتي يبة رجعت ديرتها بعد مالها حد هني بعد وفاة امج الله يرحمها .. باسم
ناولني الخبز ..



ريم نزلت راسها و دارت فيها الدنيا !! Eve سافرت ؟!!



بدون لا تقولها ؟؟ بدون لا تعطيها خبر ؟؟ بدون لا تودعها ؟؟ بدون لا تشوفها ؟؟



لا مستحيل !! Eve ما تسويها ؟!! بس ابوها ما يجذب عليها !!



ليش Eve تتركها جذي بدون خبر !!



تجمعت الدموع في عيونها و ما قدرت تخبيها ونزلوا بغزارة بس بسرعة مستحهم وهي

تفكر ..



لا مستحيل Eve تسوي فيها جذي اكيد في شي طارئ وبترجع !! اكيد !!



رشفت رشفة من الشاي الدافي تهدي اعصابها .. طالعت في الساعة : 7 ونص ..



ريم بعفوية بدون لاتحس :اوف !! تأخرت على المدرسة !!!!



فزت من مكانها بسرعة عشان تصعد تلبس ثيابها وتروح .. استوقفها ابوها :
يبة ريم .. اليوم مافي روحة للمدرسة !!



ريم طالعته بصدمة : ليش يبة ؟ خير عسى ما شر ؟



عادل : ماشر يا بنيتي .. قعدي مكانج و انا اقول لج ..



قعدت بمكانها و هي مستغربة من ابوها و توتره الي ظهر عليه مرة وحدة بهالطريقة ..



يوسف اترجف في مكانه وباسم حس بنغز قوي بقلبه ..



عادل قال بعد فترة صمت وذهول وترت كل اللي قاعدين : يوسف .. أبيك بكلمة راس ..



يوسف قام من مكانه مثل الآلي بكل خضوع و راح ورا ابوه اللي طلع للحديقة يكلمه ..



حس يوسف بانتعاش و هو يطلع في الهواء الطلق ونسمات الريح الناعمة تلفح وجهه ..



عادل فرك يده و قال : انا ..



سكت لحظة ..



يوسف وقف يطالعه بصبر وترقب ..



عادل :والله ما ادري شقول لك يا ولدي ..



يوسف حط يده على كتفه :عمي .. قول لي كل اللي بخاطرك تدري اني راح اسوي المستحيل بس

عشان راحتك ..



عادل بابتسامة :بارك الله فيك يا ولدي طول عمرك اصيل !!



ابتسم يوسف : تربية عادل البشار ..



عادل رد له الابتسامة: والنعم..



مرت لحظة صمت ..



عادل : اسمع وانا ابوك .. انا ابيك تيي معاي المحكمة ..



يوسف عقد حواجبه كناية عن الاستغراب : ليش عمي ؟



عادل : أبيك شاهد ..



يوسف ازداد استغراب و حيرة : شاهد على شنو عمي ؟؟ خير عسى ما شر ؟؟



عادل :ما شر .. ما شر ياولدي .. بس .. ابيك شاهد على زواج باسم وريم ..




يوسف غمض عينه ورمش مرتين .. ظن ان فيه مشكلة باذنه ..



او انه كان في حلم مزعج ..



ضم يده لصدره وتكتف وهو يقول بدون تركيز :خير عمي؟؟ شقلت ؟؟



عادل نزل راسه :ادري يبوك .. ادري شتفكر.. حتى انا فكرت نفس الشي.. اشلون اقط ريم واهي بهالعمر

بيد باسم .. بس انا لي اسبابي يا يوسف .. اسباب اقوى واخطر من اني اقولها لك !



يوسف ما استوعب كلمة قالها عمه و كل تفكيره كان في ان ريم وباسم راح يتزوجون ..



حس بدوخة و صدمة وما عرف اشلون يفكر او يتصرف ..



قال بغصة بدون لا يحس : و ريم .............



قاطعه عمه و جذب جذبه بيضة : ريم موافقة و تبيه ..



يوسف بطل عينه .. تبيه !! تبي باسم ؟؟



اسودت الدنيا في عينه وتذكر كل لحظة تجمع باسم وريم ..



يوم شافهم بالمطبخ .. خجلها يوم يكلمها ذاك اليوم يوم كانوا في الصالة ..



نظراتها الغريبة له .. ارتباكها كل ما مر صوبها !!



خااااينة !!



خاين !!



عادل وعاه من اللي فيه واهو يقول : ها يبوك .. اشقلت .. تيي تشهد ؟؟



يوسف طالع عمه بغصة .. بالغصب طلعت الكلمات من فمه :
لا يا عمي .. عندي اختبار مهم بالجامعة اليوم ..



ظهرت على عادل خيبة الأمل وهو يقول :
مو مشكلة يبوك .. انا اشوف لي واحد ثاني .. الله يوفقك ..



ربت عادل على كتفه بتشجيع..



يوسف : يالله عمي انا ماشي .. تامر على شي ..



عادل : ذكر الله يا بوك .. ذكر الله ..



يوسف غمض عينه وقال بحرارة وغصبة كبيرة و هو يستنجد بربه بصوت يبجي الحجر :
لا اله الا الله !!



ومشى يوسف لسيارته وهو مو واعي للي حولينه ، لكن عمه استوقفه : يوسف ..



يوسف التفت : هلا عمي ؟؟



عادل : محفظتك و مفتاح سيارتك بالبيت !!



يوسف بارتباك وهو يبتسم بالغصب : ههه اي صح !!



دخل البيت وكان هذا اخر شي تمناه لان راح يصطدم بالخونة !!



دخل غرفة الطعام وهو شبه انسان وشبه شبح ..



ما طالع اي شي حولينه ..



خذا المفتاح والمحفظة من على الطاولة وهم ان يطلع ..



ريم اللي ما تدري شالسالفة لهف قلبها عليه واهي تشوفه جذي : يوسف .. بتطلع ؟؟



يوسف التفتت لها و طالعها من فوق لي تحت باشمئزاز وبنظرات غريبة عليها غير عن النظرات

اللي كان يطالعها فيها ..



يوسف بنفسية : ايه !



ريم بلعت ريجها وهي مستغربة من هالمعاملة : بحفظ الرحمن .. دير بالك على نفسك ..



ما رد عليها وقط عليها نص نظرة استهزاء وهو يمشي والنار تشب بضلوعه ..



ريم حز في خاطرها ونزلت راسها وهي تكلم نفسها " شفيه "



باسم طالعها و لاحظ مشاعرها اللي بانت بشفافية كبيرة على وجهها :
يمكن متضايق من شي .. مو قصده يعاملج جذي ..



ريم بالغصب تقبلت كلام باسم .. اهيا كلامه العادي ما تتقبله هالمرة لما يبي يهديها ..



ما كلفت نفسها تجامل و تبتسم او تقول اي كلمة ثانية لانها اصلا ما تجامل و لا تنافق ..



و قامت من مكانها عشان تصعد غرفتها ..



لكن عادل دخل عليهم هاللحظة و اشر حق ريم تقعد مكانها ..



ريم ردت قعدت على الكرسي واهيا مستغربة اخر استغراب من هالاشياء العجيبة اللي قعد

تصير لها اليوم ..



قعد عادل في مكانه وهو يطالعها اهي وباسم : زين ان بقيتوا انتوا الاثنين بس ..



ريم : ليش يبة ؟؟



عادل نزل راسه .. رفعها وطالع السقف .. و رجع مرة ثانية ينزل راسه و يرفعها للسقف .. واهو

متوتر اخر توتر و زاد الجو كهربة اكثر ..



باسم كان هادي كالعادة و ما له حس .. و قاعد ببرود بدون اي تعابير على وجهه الا عيونه اللي



تنطق بالم أكبر من البحر اللي شايل كل الهموم .. واللي دايما تحدق بالفراغات والمجهول ..



ريم : خير يبة شصاير ؟؟



عادل فرك يده : يبة .. باسم خطبج ..



ريم عادت كلامها واهي تحس ان الكلام اللي طلع من ابوها وهم او تهيؤات : خير يبة شصاير ؟؟



عادل طالعها باستغراب :قلت لج يابوج .. باسم خطبج !!



ريم وقفت من مكانها و قالت بصوت عالي : خييير ؟؟؟



باسم ما تحرك من مكانه وتم على وضعه وهو حاط يده على ذقنه ..



عادل : انا وافقت ..



ريم : شنوووووو ؟؟؟؟؟



عادل طرد التوتر اخيرا و استعاد توازنه و شخصيته وهيبته وقال بصرامة :
مثل ما قلت .. انا وافقت .. واحسن لج انتي توافقين بعد ..



ريم صرخت : من عطاك الحق توافق ؟؟



عادل طالعها بنظرة : انا ابوج يا ريم !! ولي كل الحق !!



ريم قالت بعصبية وبدون تفكير :
لا .. هذي حياتي انا وانا اقرر كل شي فيها .. ولا حسبالك عشان ييت وخذيتني من بيتنا و خليتني
اعيش عندك جم يوم صرت ابوي !! لا ....



عادل قاطعها وقال بصوته المخيف : سمعي !! بتتزوجينه و ريولج فوق راسج سامعة ؟!!



ريم انهارت و بجت وهي تصرخ : لا مو سامعة !! انا صمخة !



طالعت باسم باشمئزاز واشرت عليه من فوق لي تحت وقالت وهي تشدد على الكلام :
انا .. ما .. اخذ .. هذا !!



عادل قال بنبرة هادية بس مخيفة اكثر من الصراخ : قلت لج بتاخذينه يعني بتاخذينه!!



ريم طالعت ابوها تستعطفه : يبة انت ينيت ؟!!



عادل : لا ما ينيت !! انا ابي مصلحتج ..



ريم : مصلحتي اني اتزوج هالمجرم ..



واخيرا باسم اتخذ ردة فعل وهي انه ابتسم ابتسامة سخرية ..



ريم غطت وجهها بيدها و بجت بقوة ..



عادل بصرامة :
جدامج حلين .. يا انج تتزوجين باسم وتقعدين في هالبيت .. يا ما تتزوجينه و تاخذين اغراضج وتطلعين
برة بيتي وشوفي لج اي مكان يضفج !!



طبعا عادل ما راح يهون عليه يطرد بنته لكن قال هالكلام عشان يخوفها و يخليها توافق ويحافظ عليها

و يخليها عنده هو مو عند Eve ..



ريم : ودني بيت Eve او جليلة ..



ابتسم عادل بسخرية وقال بثقة كبيرة مع ان الكلام اللي بيقوله كذب :
مستعد اوديج .. بس ترا البيت فاضي .. Eve رجعت لديرتها الوصخة تعربد على كيفها
و جليلة و كوثر رجعوا لديرتهم السعودية الحبيبة ..



ريم و هي تضرب رجلها بالأرض :
لا !! لا انته جذاب !! مستحيل يسوون جذي !! اكيد بيقولون لي قبل لا يسافرون !! مستحيل يتركوني جذي !!



عادل :
يا بنتي اللبيب بالاشارة يفهم .. اهما ما يبونج اصلا !! و عشان جذي سافروا بدون لا يعطونج اي خبر ..



عيل ليش كوثر ما دقت عليج ولا سألت عنج الا لما انتي سألتي عنها ؟؟



ولا تكفين من سكنتي عندنا Eve سألت عنج في يوم من الأيام .. ولا تدري عنج اصلا .. انتي



بعد امج الله يرحمها ما عندج غيري .. و انا الحين ابوج وولي امرج و رضاي من رضا ربج ..



يا انج تسمعين كلامي و تعيشين معززة مكرمة يا انج تعصيني و تحملي اللي بيصير لج دنيا واخرة ..



ريم انصدمت من كلام ابوها !!



خوفها الكلام كثير .. ما تدري تصدقه ما تصدقه !



شمصلحته يكذب عليها ؟؟



بس Eve وجليلة وكوثر هم اهلي وانا اعرفهم من عمر اهما يحبوني ويبوني !!



بس .. صح كلامه محد منهم سأل فيني !!



خافت اكثر من كلامه عن رضا الوالدين و عن رضا الله سبحانه وتعالى ..



و حست انها بتنهار خلاص .. رمت نفسها على الكرسي و اهي تبكي ..



عادل : شقلتي ؟؟



ريم ما ردت و شهقت بالبجي ..



عادل كرر كلامه : شقلتي ريم .. القرار قرارج و انتي راح تتحملين نتيجة اي قرار !!



ريم قالت واهيا تبجي بصوت عالي وتصرخ واهي تأشر على باسم بحقد :
خلاص ! خلاص ! موافقة !! موافقة اتزوج هالشيفة !!




/


\


/


.. الفصل الثاني ..











فتحت عيونها بالتدريج وهي تحس كل ذرة من جسمها تألمها ..



تحسست الجرح اللي في يدها ..



أطلقت آهة صغيرة ..



تلفتت يمين وشمال ..



ما كان موجود ..



فزت من مكانها بخوف ونزلت غرفة الطعام ركض ..



وقفت عند الباب وهي تلهث..



جاسم اللي كان قعد يقرا الجريدة انتبه لها وخاف من شاف شكلها المرعوب :
حليمة ؟؟ شفيج ؟؟



حور طالعتها بنظرة و كملت أكل ..



حليمة عقدت حواجبها وهي تطالع جاسم وتقول له بعتاب :
انته شلون تتركني بروحي و تنزل تفطر ؟؟



جاسم : شفتج نايمة قلت ما ابي ازعجج !



حليمة طالعته بنظرة و اهي تمشي وتمسك لها كرسي عشان تقعد فيه :
ثاني مرة لا تتركني بروحي انا اخاف .. سامع ؟؟



جاسم ابتسم في خاطره على هالطفلة وقال بضحكة : انشا الله عمتي !!



حور طالعتهم بحقد و استهزاء..



حليمة وجاسم كانوا قاعدين يتناولون الفطور بهدوء وراحة بال ..



والنار تغلي في صدر حور وهي تنتظر على احر من الجمر انها تشوف وجه حليمة

لما تسوي اللي ناوية عليه ..



ما طال انتظارها دقايق إلا والخادمة وصلت ومعاها ظرف لونه بني ..



الخادمة وهي تعطي الظرف بيد جاسم :
Sir.. some man gave this and talled me to hand it to the master..



جاسم مسك الظرف باستغراب و اشر لها تنصرف :
Ok thank you kate..



حور قالت بخبث و لقافة : شنو هالظرف جاسم ؟؟



جاسم وهو يفتحه : ما ادري .. الحين اشوف ..



فتحه جاسم وطلع اللي فيه .. و انصدم من اللي شافه !!!



وقف لوهلة مو مصدق اللي قعد تشوفه عينه و باين عليه الصدمة والانكسار ..



طالع حليمة والشرر قعد يتطاير من عينه ..



حست حليمة بالخوف من نظراته اللي اول مرة تشوفها منه ..



طالعته بعيون راجفة و هي حاسة برعب مو طبيعي :جاسم .. شفيك ؟؟



جاسم طالعها بنظرة خلتها تموت من الرعب والخوف : وتسألين شفيني ؟؟



رما عليها الأوراق اللي كانت بالظرف ..



خذتها بين يدها واهي لي الحين مو فاهمة السالفة .. طالعت فيهم و انصدمت ..



كانت صورها هي ويوسف بالجامعة !!



بالذات وبالتحديد اليوم اللي توادعوا فيه !!



حليمة تطالع بالصور بذهول و جاسم يطالعها ينتظر منها رد او تبرير ..



طالعت فيه والدمعة بعينها .. ما عرفت اشلون ترد عليه وشنو تقول له ..



جاسم رفع حاجب وقال بهدوء عصبي : منو هذا حليمة ؟؟



حليمة نزلت راسها و نزلت دموعها وما عرفت شلون ترد ..



حور حطت ريل على ريل و قعدت تطالعها بشماته واهي تبتسم ابتسامة الانتصار ..



وهذا اللي كانت ناوية عليه وصار ..



جاسم على صوته و صارت نبرته نبرة صراخ : حليمة قولي لي منو هذا ؟؟ حبيبج ؟!!



ما ردت عليه ..



اقترب منها و مسكها من ذراعها بقوة و قعد يهزها : قولي لي !! هذا حبيبج مو ؟!!



اخيرا تكلمت من بين دموعها و هي تحمي نفسها بيدها :
صدقني جاسم انا تركته قبل لا اتزوجك! صدقني من يوم تزوجتك وانا ما لي علاقة فيه ! صدقني !!



جاسم مسك شعرها وقعد يهزها بعصبية لدرجة انها اصطدمت بصدره .. قال لها بعصبية بالغة :
عشان جذي رافضتني !! عشان حبيب القلب تصديني ؟؟ صح ؟؟ و اكيد تنطريني اروح الدوام عشان
تطلعين وتقابلينه صح ؟!!



حليمة وهي تألم من مسكته لشعرها :
لأ !! صدقني مو صح !! قلت لك ما لي علاقة فيه ! تركته قبل لا أتزوجك صدقني !!



جاسم وهو يغلي من العصبية : يعني كان لج علاقات سابقة ؟!! جم واحد غيره ؟!!



حليمة وهي تبكي :
محد .. صدقني بس هو .. وما كان بيني وبينه علاقة !! بس هو قالي انه يبي يخطبني بس يخلص
دراسته و كنا زملاء عاديين حالنا حال الطلبة الباقين !!



جاسم ترك شعرها وخذا الصور من على الطاولة و رماها عليها .. كل هذا وحور قعد تطالعهم وهي

تحس بنشوة و سعادة بدون لا تتدخل ..



جاسم : كل هذا و تقولين لي زملاء عاديين !! ها؟؟!



حليمة :
جاسم تكفى صدقني انا ما قعد اكذب عليك !! شمصلحتي اكذب عليك ؟!!



جاسم فتح يده على الاخر و هو يأشر على اللي حولينه :
القصر .. الأملاك .. الفلوس .. الجاه .. الرفاهية .. حياة الملوك هذي !!



واكيد لما تاكلين حلالي كله بتنحاشين وياه وبتسافرون وحدة من هالدول و تعيشون حبكم

على فلوسي انا صح ؟؟



حليمة طالعته بصدمة .. اشلون يفسر الموضوع جذي !



طالعته بتوسل : جاسم تكفى صدقني !! اللي قلت لك اياه صح !!



جاسم : انا اصدق عيوني يا حليمة و اصدق اللي شفته ..



ومسك صورة من الصور : وهذا اللي شفته يا حليمة !!



حليمة : انا بررت لك موقفي .. ليش ما تصدق اذنك يا جاسم ؟؟



جاسم بعصبية ونفاذ صبر :
قصدج اصدق لسانج و اكاذبيج والاعبيج .. الحين فهمت سبب نظراتج لي .. سبب صدج لي .. وسبب



ابتعادج عني كلما قربت منج ! الحين بس عرفت .. كنت اظنج تستحين او تخافين ..



لكن الحين عرفت ليش ! كنت غبي ومغفل و قوطي !!



حليمة: لا جاسم لا تقول جذي !! والله مو هذا السبب ..



جاسم : عيل شنو السبب يا حليمة شنو ؟!!



حليمة طاحت على الارض و كملت بجي وهي تشهق بقوة ..



قط عليها الصور وحدة وحدة وهو يقول :
شايفة هذي .. خل تنفعج ..خلاص .. انتي راح تلحقين ببيت ابوج .. وابوج راح يلحق السجن !!



حليمة بطلت عينها و حست بألم فظيع في قلبها ..



تعلقت برجله وهي تبجي بشكل يقطع القلب وتتوسل :
جاسم !! تكفى !! ابوس رجولك !! تكفى الا ابوي .. تكفى لا تقطه بالسجن ! ريال كبير



وما يتحمل !! ابوس رجولك جاسم الله يخليك !!



جاسم حن قلبه عليها و هي تذل نفسها ..



مسكها وقومها من على الارض و هو يقول بنبرة حزن عميقة لكن صارمة :
قومي حليمة .. قومي حطي اغراضج !! الليلة راح تباتين في بيت ابوج .. ما لج قعدة هني !!



حور اخيرا تدخلت وهي تطالع حليمة من فوق لي تحت و رافعة حاجب و ابتسامة الاحتقار والانتصار مزينة

فمها :
اي حليمة .. مالج قعدة هني بعد كل اللي سويتيه !! بيتنا ما يضف امثالج بنات الـ .....



ما كملت الكلمة سكتت وطالعتها باستهزاء واحقتار كأنها حشرة ..



حليمة انفجرت من كلام حور و صرخت بوجهها : انتي جاب يالعقربة !! انتي بنـــ ...



ما وعت الا جاسم يعطيها كف و يقطع عليها كلامها ..



توهج خدها باللون الاحمر و سال الدم من انفها وحست براسها يدور ويدور ..



حس بايده ورمت و تألمه من قوة الطراق اللي عطاها اياه .. كسرت خاطره ..



انصدم من نفسه لاي حد من العصبية وصل وهو الهادي و اللي يتحكم باعصابه وما عمره

مد يده على حد او فقد اعصابه على حد !!



حتى حور نفسها انصدمت منه ودب الخوف في قلبها .. لو درى انها سبب وانها



مدبرة السالفة كلها .. الصور .. الظرف .. دخلة الخدامة عليهم في هالوقت .. شيسوي فيها ؟!!



فقدت حليمة توازنها وطاحت على الأرض ..



مد يده لها يساعدها تقوم لكنها ابعدت يده عنها وقامت من مكانها وهي تحس بدوخه ..



صعدت الغرفة وهي تحس بجرح كبير ومذلة ما بعدها مذلة ..



يوم كانت في بيت ابوها الفقير كانت عايشة بعز وكرامة اكثر من ما هي عايشة

هني في هالقصر الفخم !!



صعدت السلم و هي تترنح مو قادرة تشيل نفسها ..



جاسم طالع حور واهوا يتنهد ..



قط نفسه على الكرسي الملكي اللي يليق به و حط يده على جبهته بحيرة و ألم ..



اقتربت منه حور وراحت له من ورا وحطت يدها كتفه و قالت له وهي تقرب وجهه لوجهه وتهمس :
خلاص حبيبي .. انتهى كل شي .. بتروح الخاينة وبنبقى انا وانت بروحنا ..



لف وجهه لها وهو يحاول يبتسم بالغصب ..





/

\

/


أما حليمة .. صعدت غرفتها ودموعها لازالت شلال على خدها ..



ارتمت على السرير وحضنت المخدة ..



محتاجة له في اللحظة اللي هو جرحها فيها و طعنها في كرامتها وشرفها ..



محتاجة ان يكون هو الصدر اللي هي قعد تضمه الحين ..



لانها تحس انها بطريقة ما هي بعد جرحته ..



صحيح هي من تزوجته اخلصت له بافعالها .. لكن مو بمشاعرها !!



وكل اللي تبيه الحين هو انه ترتمي على صدره هو و تبكي ..



وتعتذر له و تحضنه للأبد ..



حنانه عليها كل الايام اللي مضت خلاها في هاللحظة غصبا عليها تحن عليه مع



ان قبل دقايق بس ذاقت قسوته اللي ما مثلها قسوة ..



تحسست خدها .. المكان اللي لمسته يده " الطراق " ..



حست بالم ..



قامت من مكانها و راحت جدام المنظرة تطالع خدها المتورم والأحمر ..



بجت بزيادة وهي تتأمل شكلها ونزلت راسها للأرض وهي حاطة يدها على وجهها ..



حست بالهوا يلمس خدها .. و كتفها .. و جسمها كله ..



بدت لها اللمسات هذي لمسات آدمية ..



اخترعت و رفعت راسها للمنظرة وهي تقول :جاسم ؟؟



تمت تطالع في المنظرة فترة وهي منصدمة من الكائن اللي واقف في المنظرة ويطالعها



بنظرة اثارت الرعب في قلبها .. وهو يلمس خدها ببرود وهدوء ..



لفت وجهها لورا تطالعه لكنها انصدمت ان ما في حد !!



ردت تطالع المنظرة مرة ثانية و ما كان فيه اي شي ..



دب الخوف في اوصالها وارتعدت و قعدت تتنفس بصوت عالي :
بسم الله الرحمن الرحيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم !!



همسات هاجمت اذنها من كل مكان .. همسات باصوات لا تمس لاصوات البشر باي صله !!



تراجعت لي ورا بكل خوف وهي تطالع حولينها ويدها على صدرها لين اصطدمت بالسرير ..



اخترعت ولفت على السرير و تفاجأت في قطوة سودا قاعدة على السرير ..



قفزت القطوة من السرير و تحولت على شكل كائن مخيف قعد يهاجمها !!



صرخت بأقوى ما عندها وهي تصارع الهوا بيدها ومغمضة عيونها بخوف ..



سمع جاسم الصرخات هذي وركض للغرفة على طول ..



شافها وهي تحرك يدها في الهوا و تصرخ وتبكي !



كانت في حالة هستيرية خاف عليها تأذي نفسها بحركاتها هذي راح لها و مسكها من يدها

يحميها وهو يقول بخوف صادق :
حليمة !! حليمة !! حليمة شفيج !! حليمة سمي بالله !!



هدت بالحيل يوم سمعت صوته و بالغصب قدرت تتكلم لانها كانت في حالة من الرعب ما تسمح لها بالكلام بس الصراخ :
قطوة !! جني !! جني !! وحش جاسم فيه وحش !! قوله يروح جاسم ..



جاسم حس بالخوف عليها كانها جنت البنية !!



قالها وهو ينزل يدها اللي كانت قعد تصارع فيه : حليمة .. تعوذي من ابليس وسمي بالله !!



حليمة بانفاس لاهثة و صدرها يصعد و ينزل :
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..



جاسم :بطلي عيونج حليمة شفيج خايفة ؟؟



بطلت عينها بالتدريج و على طول طاحت عينها بعينه وحست بدوخه ..



عيونه عذابها !!



جاسم قال لها بحنان وخوف : حليمة شصار لج !!



حليمة ما ردت عليه لكن كل اللي سوته هو انها رمت نفسها على صدره و تعلقت في قميصه و تركت

دموعه تبلل قميصه ..



تم فترة مو مصدق اللي قعد يصير له !!



حليمة !! على صدره !! ومتشبثه فيه بهالقوة ؟!!



شوي شوي حوطها بذراعه و شد عليها بقوة و مسح على راسها و احتوى جسدها الصغير

وهو يهديها :
حبيبتي .. شفيج ؟؟ قولي لي شفيج .. شصاير لج ؟؟



حليمة وهي تشهق :
أخاف .. اخاف بروحي .. تكفى جاسم .. لا تتركني بروحي .. أبد ! أبد !!



جاسم نسى او تناسى خيانتها له .. كل اللي كان يهمه في هاللحظة انه يحميها ..



ولو كان هالشي من مخاوفها الهستيرية هذي !!



ضمها لصدره بقوة وهو يطمنها :
ما راح اتركج .. ما راح اتركج .. انا اهني .. لا تخافين ..



تشبثت فيه بقوة وقالت بصوت واهن و والبكي و الشهقات بدت تخف وتضعف:
انا .. تعبانة .. راسي ... احس اني .. دايخة ..



و فقدت الوعي بين ذراعه ..



جاسم باس راسها و حملها في حضنه و حطها على السرير .. لكنه ما تركها ومشى ..



تمدد بجانبها وحطاها على صدره و قعد يمسح على راسها ويقرا ايات من القران و يتأمل شكلها



المنهار وخدها المتورم وهو يلوم نفسها اشلون يسوي فيها جذي وهي بهالحالة !






/

\

/





.. [ الـجـزء الـعـاشــر ] ..






غمضت عيونها و رجعت راسها لي ورا و تسندت على المقعد ..


عادل كان قاعد بصمت .. وباسم يسوق بهدوء ..


قعد يسترق النظرات من المنظرة ..


شافها مسندة راسها على المقعد و مغمضة عيونها ..


عض على شفايفه بحسرة وهو يطالع عمه وهو عاقد حواجبه ..


حرام اهما يغلطون و هالطفلة تدفع الثمن !!


عشان جذي راح ياخذها هو بحضنه و يحميها منهم كلهم !!


استقرت السيارة قدام المحكمة ..


باسم وهو يلتفت لورا : وصلنا ..


ريم بطلت عيونها وحست ان كابوسها راح يبدي من هاللحظة و ان حياتها



راح تنتهي من المنطلق اللي المفروض تبتدي فيه حياة أي بنت ثانية !


طالعت باسم بنظرة حرقته و ولفت وجهها بعيد ..


باسم نزل من السيارة وفتح لها الباب اللي ورا ..


نزلت من السيارة بهدوء و كان واقف قبالها ما يفصل بينهم الا كم خطوة ..


اضطربت انفاسه وهو يحسها قريبة منه لهالحد ..


وهي حست بصدرها يضرب بعنف و ابتعدت عنه بسرعة ..


عادل : يلا .. انا دقيت على اثنين من موظفيني يكونون الشهود وهم ينتظرون داخل ..


باسم : توكلنا على الله !


ريم مشت وراهم بخضوع وهي تحس مثل الذبيحة اللي يجرونها للمذبح عشان



ينحرونها و يصلخون جلدها وينتفعون من موتها اكثر من حياتها !


تمت "الاجراءات" ان صح التعبير بسرعة كبيرة و هدوء كبير ..


واحساس غريب كان يتسلل لها وهي ترجع مرة ثانية للسيارة ..


طلعت من هالسيارة وهي بنت مو متزوجة و الحين دخلتها وهي متزوجة !


كل هذا تم في ظرف لحظات !


تحولت بين دقيقة والثانية الى امراة متزوجة ..


طالعت في باسم اللي كان يسوق وهو ساكت !


الحين انا .. صرت مملوكة لهالرجل !


حست بالعبرة تخنقها و ان يا اما اهيا اللي راح تعيش معاه في سجن .. او انه هو

راح يرجع السجن مرة ثانية !!


وينج يا يمة !


لو كنتي عايشة ما كان صار لي أي شي مثل هذا !! ولا اتبهدلت جذي !!


عادل كان يحس في وخز بقلبه لأنه اضطر يلعب هاللعبة القذرة مع بنته و يخدعها عشان



تتزوج باسم .. بس كل هذا عشان ما يبي حد ثاني ياخذها منه !!


باسم كان يحس بان هالانسانة مظلومة ما لها حد في هالدنيا و ان من واجبه انه يحميها !


وما يدري ليش حس انه الواجب هذا يقع على عاتقه هو بالذات !!


(سبحان الله نفس احساس يوسف !!)


كان يحس بالألم عشانها وبنفس الوقت كان يحس ان فرحان عشان

خذا بنت مثل هذي !


اهوا عاش طول عمره وحيد ومحد كان يهتم له او يحبه او حتى يتقبله !!


يمكن هالإنسانة اللي صارت شريكة حياته من دقايق راح تقلب كل هالموازين وتكون له

الحضن الدافي والقلب الحنون ؟!


قطع على نفسه عهد وهو يتأمل شكلها المتحطم ان راح يسوي كل اللي بيده عشان

يسعدها و يحميها و يكون لها كل اللي تحتاجه !







/

\

/






فتحت عيونها ببطء وهي تحس راسها بينفجر ..


قعدت تدور بعيونها بالغرفة واصطدمت عيونها بعيونه واكتشف انها كانت نايمة على

صدره طول الوقت وهو حاضنها بحنان !


طالعها بابتسامة : صباح الخير !!


حمرت خدودها وقالت له بخجل وابتسامة : صباح النور !!


همت في انها تقوم من السرير لكنه مسكها وطيحها على صدره مرة ثانية ..


جاسم وهو يحط يده حولينها يحوطها عشان ما تفلت منه : وين ؟؟



حليمة حست باضطراب وهي تحس بانفاسه قريبة منها و قدرت تسمع ضربات قلبه وقلبها ..


ما ردت عليه لكنها تمت تبادله النظرات.. امس مكفخها واليوم يضمها ؟؟



هالإنسان راح يجننها !!


حليمة وهي تبلع ريقها وتطالع في عيونه اللي تدوخ : الحمام !!


جاسم : ليش ؟؟



حليمة طالعته باستغراب : باخذ لي شاور ..


جاسم وهو يغمز لها : انا بعد باخذ لي شاور .. ناخذ شاور مع بعض !


حليمة انحرجت حيييل و وردت خدودها و افتلتت منه بسرعة و ركضت الحمام بسرعة وصكرت الباب وقفلته وجاسم يضحك عليها !!


طالعت بالمغطس و تذكرت اللي صار المرة اللي فاتت و حست بالرعب يدب في اوصالها وخافت

يصير اللي صار مرة ثانية ..


بدون تفكير راحت وبطلت باب الحمام وطلعت بسرعة ..


جاسم استغرب : ليش طلعتي ؟؟



حليمة وهي منزلة راسها والدموع متجمعة في عيونها : غيرت رايي .. مابي اخذ شاور !


جاسم قرب منها ومسك يدها و قال لها بعتاب : كل هذا عشان قلت ناخذ شاور مع بعض ؟!


حليمة بصوت خافت بدون ما ترفع راسها : لا صدقني جاسم .. مو عشان جذي ..


جاسم وهو يقرب منها ويرفع راسها بيده :

حليمة .. قولي لي شفيج .. تكفين كلميني .. قولي لي شي طمنيني عليج !!


حست انها ترجف بين ايده .. طالعته بعيون راجية ..


اقول لك شنو يا جاسم ؟؟



اقول لك اني اخاف في كل لحظة اكون فيها بروحي و ابيك تكون معاي في كل دقيقة وكل ثانية

عشان تعطيني الأمان اللي ما احس فيه الا بوجودك ؟؟!!


اقول لك اني ينيت و قمت اشوف اشكال غريبة عجيبة و قطاوة تهجم علي و دم في

كل مكان ؟!!


صمتت لحظة وجاسم يطالعها يترقب منها الاجابة ..


حليمة تكلمت اخيرا بالغصب وقالت بهمس و صوت راجف وعيونها تدمع : انا خايفة جاسم !!


جاسم وهو يشد على يدها : خايفة من شنو حليمة ؟؟



سكتت حليمة وما ردت واكتفت بانها تبلع ريجها وتطالع حولينها بخوف وذعر !!


جاسم : الله يخليج حليمة قولي لي شفيج !! خرعتيني عليج !!


ما ردت عليه و تمت تطالع فيه وعيونها ترجف و دموعها شوي وتطفر من جفونها !


جاسم خاف عليها و قرب منها زيادة و حط يده على خدها :حليمة قولي لي .. شصار لج امس ؟؟



ما ردت عليه و نزلت عيونها بالأرض ..


حس جاسم ان الوضع مو طبيعي وان فيه شي كبير و حليمة مو راضية تتكلم !


جاسم : حليمة تكلمي .. تقدرين تصارحيني بأي شي صدقيني ..


حليمة سكتت لحظة .. ردت كررت مرة ثانية نفس العبارة اللي تحير جاسم في كل

مرة تنطق فيها ..


حليمة : خايفة يا جاسم !! خايفة !


جاسم حس انه بيطلع من هدومه .. لكنه قال بهدوء و حنان : من شنو .. قولي لي ..


تعلقت برقبته و لمته حيل وهي تقول وتبكي : لا تخليني بروحي !! اخاف .......


قاطعها وهو يضمها له : لا تخافين حليمة .. محد يقدر يلمس شعرة من راسج طول ما انا عايش !!







/

\

/










عبد الله : كح كح ! والله احس اني بموت ياخوي !!


قعد يسعل بقوة وهو يكلم صاحبه ..


عبد العزيز وهو يركز على الطريق :عن الدلع !! كلها نزلة برد !!


عبد الله وهو يطق كتف صاحبه على غشمرة : جاب !! والله الصداع بيذبحني !


عبد العزيز : ما في واحد يموت من الصداع !


عبد الله : اذا ما سكتت راح اعطيك ضربة على راسك و راح تشوف اشلون ما في واحد يموت من الصداع !


عبد العزيز : ههههههههه انزين انزين .. بل !! الواحد ما يتغشمر معاك ؟!


عبد الله : انته تدري الغشمرة الماصخة هذي انا ما احبها !!


ما مداه يخلص كلمته الا وعبد العزيز يحك بريك و يوقف مرة وحدة ..


عبد الله : عمى !! بتذبحنا انت !!


عبد العزيز : لا بس بذبحك انت !! يلا يلا انزل !!


عبد الله وهو يطالعه و عيونه مبطلة : وين انزل !!


عبد العزيز : العيادة بعد وين يالاهبل ؟!


عبد الله : أي عيادة ؟!


عبد العزيز : صاير لك سنة تتحلطم على راسك وخشمك وبلاعيمك .. انزل بس انزل



خل يكشف عليك الطبيب ويعطيك شي يداويك !


عبد الله يستهبل برومانسية : الله يعني تخاف علي يا عزوز ؟



عبد العزيز و هو يلف وجهه للناحية الثانية : اقول انزل بس انزل !!


كانت العيادة في عمارة جديدة وفخمة وتطل على البحر ..


وكان التصميم من داخل روعة مبين ان الدكتور صاحب العيادة هذا غني وصاحب

خير وفلوس ..


اتجهوا اهما الاثنين عند موظفة الاستقبال ..


كانت منزلة راسها ومنكبة على شغلها وهي مندمجة !!


عبد العزيز : لو سمحتي اختي ..


ما انتبهت له ..


عبد العزيز كرر مرة ثانية : لو سمحتي ..


لكنها ما انتبهت له ولا ردت عليه !


عبد الله طق على المكتب بقوة وهو يصرخ : هيي انتي !!


انتبهت له وقالت بعصبية قبل لا ترفع راسها : ويعة !! شهالاسلوب !!


عبد الله ابتسم من سمع هالصوت !!


رفعت راسها وهي تطالعه بنظرة احتقار والشرر يتطاير منها ..


شيماء : نعم ؟!! شتبي !!


عبد الله طالعها وهو يبتسم : اوه !! هذي انتي ؟؟



شيماء انصدمت من شافته .. هذا هو الشخص اللي صدمها ذاك اليوم !!


عفست وجهها زيادة وعقدت حواجبها وقالت له : مو عاجبك ؟؟ - سكتت لحظة - .. خير شتبي ؟؟ !



عبد العزيز وهو يطالعهم وهو مستغرب : عبد الله ! تعرفها ؟؟



عبد الله : ههه .. يعني !


شيماء طالعته باحتقار :عمى !! يحلم يحصل له الشرف انه يعرفني !!


عبد الله ابتسم بسخرية : ههه .. انتي وايد واثقة من نفسج ؟!


شيماء بصوت عالي وهي تطالعه من فوق لي تحت : طبعا واثقة من نفسي !! شنو ناقصني عشان أثق


بنفسي ؟؟ ولا عشان



ما عندي سيارة مثل سيارتك ما أثق بنفسي ؟؟



عبد الله رفع حاجبه وهو متعجب من هالإنسانة وأسلوبها و ثقتها العجيبة !


عبد العزيز حس انه ضايع بالطوشة و الناس كلهم بدوا ينتبهون حق الضجة الصايرة ..


عبد الله من بين أسنانه : لما تكلميني .. تكلميني باحترام سامعة ؟؟



شيماء بعناد : لا مو سامعة .. عيد!!


في هاللحظة طلع الدكتور من غرفته وهو عاقد حواجبه و مبين عليه انه معصب :

شيماء .. شصاير !! شنو هالحوسة اللي عندج !!


عبد الله ابتسم من سمع اسمها .. شيماء ..


كان خبير في معاني الأسامي .. شيماء تعني ذات الشامة ..


طالع الشامة اللي على خدها تحت عيونها وابتسم ..


اقترب الدكتور منهم وطالع شيماء باحتقار وهو يقول : انتي ! شصاير هني ؟؟!!


شيماء ما ارتبكت من أسلوبه هذا بالعكس ابتسمت و قالت بثقة : سوء تفاهم بسيط يا دكتور – وشددت على كلمة دكتور-



الدكتور : عيل حلوه ببساطة !!


شيماء وهي تطالعه الدكتور المغرور بثقة وهو يبتعد عنها



ويرجع غرفته ويصفق الباب وراه بقوة ..


شيماء التفتت لهم مرة ثانية ولا كأنه صار شي وقالت وهي رافعة حاجب بصوت

واثق : أي خدمة ؟؟



عبد الله طالعها وهو يبتسم في خاطره من هالإنسانة اللي قدامه ..


عبد العزيز يهمس لعبد الله : امحق دكتور .. تعال اوديك مكان ثاني .. هذا شكله حمار ومغرور !


شيماء سمعتهم و قالت باحتقار : أي والله ياريت لو تشوفون لكم عيادة ثانية .. العيادة زحمة اليوم !


عبد الله عرف انها تعانده طالعها بتحدي وقال يكلم عبد العزيز :

لا بالعكس الدكتور عجبني حيل ! مبين عليه شخصيته قوية ..


شيماء ابعدت نظرها عنه بكبرياء ..


عبد الله قال لها يستفزها : يلا اخت شيماء.. سجلي لنا موعد !!


شيماء انقهرت من ناداها باسمها وقالت بدون لا تطالع في دفتر المواعيد :

المواعيد اليوم كلها محجوزة ! خذ بنصيحة خويك لان ما عندنا مواعيد الا بعد باجر ..


عبد الله و هو يبتسم ابتسامة عريضة عشان يغيظها : عادي .. انتظر لين بعد باجر !


شيماء طالعته بنظرة و قعدت تتصفح بدفتر المواعيد : عفوا .. مواعيدنا لي بعد ثلاث ايام ..


عبد العزيز : امحق عيادة .. ليش تجذبين وايد ؟؟



شيماء بنظرة : لو سمحت عن الغلط .. كاهو دفتر المواعيد عندك .. تأكد بنفسك !!


عبد الله وهو يطالع عبد العزيز : يؤيؤيؤيؤ .. لا ليش تظن ظن السوء يا خوي .. ان بعض الظن اثم ..


التفتت لشيماء وطالعها و غمز لها وقال بابتسامة : ننطر لبعد ثلاث ايام .. شورانا ؟؟



شيماء ارتبكت من غمزته .. سجلت الموعد في الدفتر بعصبية ..


وأشرت على الباب :

تفضلوا .. مثل ما قلت .. العيادة زحمة اليوم و في وايد مراجعين وانتوا قاعدين تزاحمونهم !


عبد الله طالعها وابتسم وهو يبتعد : باي باي اخت شيماء !!


حست بالدم يغلي براسها !! رفع ضغطها هالإنسان الكريه !!






/

\

/





دخلت ريم البيت وهي تجر نفسها جر وتحس ان الدنيا قاعد تغدر فيها



وتضحك بوجهها .. وان كل الأبواب قامت تتصكر في وجهها !!


دخلت غرفة سارة اللي كانت في المدرسة ..


رمت نفسها على السرير وبدت تبكي وتبلل الوسادة بدموعها الحارة !!


سمعت صوت حد يطق الباب ..


ريم بالغصب : منو ؟



عادل : انا أبوج !!


حست ريم بالقهر !!


ابوها اللي كانت تتمنى تقابله طول حياتها اخر شي تتمناه في هاللحظة هو انها تشوفه !!


ريم بعصبية : شتبي ؟؟



عادل بحنان : بطلي الباب !!


ريم : الباب مبطل !!


بطل الباب بهدوء وشافها وهي مرتمية على السرير وتبكي ..


اقترب منها وشال راسها وحطه في حضنه ..


لكنها شالت نفسها من حضنه و ارتمت على السرير ..


ما تكلم و شال راسها مرة ثانية وحطه في حضنه ..


عصبت و شالت راسها من حضنه و اتبعدت عنه وهي تقول : شتبي مني بعد ؟؟



عادل وهو يطالعها بألم :اسف .. اسف على اللي سويته !


ريم : شيبسوي الأسف ؟!!


عادل نزل راسه : صدقيني يابوج .. راح تفهمين ليش سويت اللي سويته في يوم من الأيام ..


ريم سكتت و طالعته بنظرات مقهورة !!


عادل : الحين يلا يابوج .. حطي ثيابج في جنطتج عشان ...


ريم قاطعته و قالت وعيونها شوي وتطلع من مكانها : وين ؟!!!!!


عادل بألم : بيت ريلج بعد وين ؟!!


ريم شهقت وانصدمت ..


تمت فترة ساكتة .. لكنها استجمعت نفسها بعد ثواني وقالت : تقطني عند هالمجرم ؟!! قول تبي تفتك مني وبس !!



عادل : لا حشا يا بنيتي !! والله ما ابي افتك منج !!

ريم اختلطت دموعها بصرخاتها وهي تصارع الأحاسيس اللي بداخلها و الأوهام اللي
اوهمها فيها ابوها عن Eve وجليلة وكوثر مزقت قلبها :
لا كلكم ما تبوني !! محد يبيني !! كلكم تبون تفتكون مني ..


كلهم سافروا و تركوني !! والحين انته بتقطني عند هالمجرم عشان تفتك مني !!


عادل خذاها بحضنه وهو يبكي معاها :

حشا والله يا بنتي .. صدقيني .. صدقيني راح تفهمين كل هذا في يوم من الايام .. والله



اني قعد اسوي كل هذا عشانج .. عشاني ابيج قربي طول الوقت ..


ريم وهي تضرب بصدره : تبيني قربك طول الوقت و تقطني عنده الباسم هذا ؟!!


عادل : صدقيني يا يبة .. هذا حل مؤقت.. عمري ما راح اقطج عنده لو اني مو مضطر ..


ارجوج فهميني و قدري موقفي !!



ريم : اي موقف هذا اللي مو راضي تشرح لي اياه وتقول لي راح تفهمينه في يوم من الايام !!


عادل : يلا ريم .. خليج عاقل يا يبة و حطي اغراضج عشان تروحين وياه بيتكم ..


ريم : بس باسم يعيش هني !!


عادل : بس باسم الحين متزوج !! و راح يعيش في بيت بروحه هو و زوجته !!


ريم حست باحساس قاتل وهو يتكلم عنها كزوجة باستخدام ضمير الغائب ..


تحس نفسها مثل الدمية اللي يحركها مثل ما يبي !!


تمنت لو انها تملك نفس القوة اللي تملكها امها في الصراع مع الحياة ..


في انها تقاوم كل الناس اللي حولينها و تختار اللي هي تبيه !!


لكنها ما تملك هالقوة !!


استسلمت له وهي تبكي .. قامت و قعدت تحط اغراضها في الجنطة ودموعها

ما فارقتها ..


راح تروح مع باسم لسبب واحد بس !!


انها كرهت ابوها وما تبي تشوف وجهه مرة ثانية !!





/

\

/









دخل يوسف البيت وهو يحس بإحساس قاتل !!


البيت اللي كان يشتاق له ويشتاق للوجود فيه بس عشان يشوف الملاك

جدامه ..


كرهها و قام يعتبرها ابليس !!


اخر شي يبيه هو انه يصطدم فيها او في باسم !!


دخل البيت وهو يتنهد بقوة و يزفر بحرارة ..


لهيب يحترق بصدره ..


نار تشب بضلوعه ..


عاقد حواجبه و شكله مبهدل !!


شافته قمر اللي كانت قاعدة بالصالة وهو بهالشكل و استغربت منه ..


كان شكله روعة بعيونه الرمادية اللي واضع فيها الانكسار والألم ..


و هيئته المضطربة هذي ..


طالعته فترة وهي ساكتة ..


قالت له تستفزه : ها شفيك !! اكو وحدة ثانية تركتك غير حليمة ؟!! ولا هي نفسها

تركتك مرة ثانية ؟



يوسف طالعها والدنيا صاكة فيه وقال لها بعصبية وألم واضحين :

قمر يوزي عني ترا اللي فيني مكفيني .. ما لي خلق عيشتي !!


طالعت فيه وهي مستغربة !!


شكله صج متضايق !!


اول مرة تشوفه في هالحالة !!


قامت من مكانها واقتربت منه : يوسف شفيك ؟؟ شكلك مريض ؟؟



يوسف وهو يطالعها بكل الألم اللي فيه وصرخ بوجهها : أي مريض !! شتبين ؟!!


قمر فزت من مكانها من صرخته و طالعته باستغراب ..


ما ردت عليه ولا استفزته ولا قالت له كلمة من كلامها الجارح

لانها في هاللحظة خافت عليه فعلا !!


شكله كان ما يطمن ولا يسر لا عدو لا صديق ..

هم انه يصعد فوق ولكنه اصطدم في اخوه باسم اللي كان شايل الجناط وهو يبتسم
ابتسامة عريضة : أسف !! ما شفتك !!


ترك الجناط بالارض و مد يده عشان يحضن اخوه و يودعه لان راح يتركه



ويعيش في بيت ابوه الله يرحمه القديم ..


باسم : يلا ياخوي .. انا الحين بسلم عليك علشان .......................


قاطعه يوسف وهو يطالعه بنظرة و شوي ويذبحه فيها :

باسم وخر عني .. اذلف عيش وين ما بتعيش مع من كان .. بالطقاق اللي يطقك !!


ما لي شغل فيك لا لك شغل فيني سامع ؟!!!


باسم وقف وهو منصدم من كلام اخوه اللي حسه مثل السجين اللي تغرس بقلبه !!


تخيل لما تمد يدك لاخوك عشان تحضنه و يفاجئك بكلام مثل السم يطعن في بدنك !!


تخيل انك انته نفسك تكون سبب هالكلام وانته خنته وانته ما تدري ؟!!


تخيل الوخز اللي في قلب باسم ..


تخيل اشكثر حز في خاطره ؟؟



ابتسم بألم وهو يشوف اخوه يمشي عنه ويصعد ..


طالع في قمر اللي كانت واقفة مكانها منصدمة من اللي صار ..


وقفوا يطالعون في بعض لمدة ثواني ..


نزلت ريم من السلم وهي تحس انها صارت شبح انسان !!


انسان محطم !!


طالعها باسم و شال الجنطة في يده وقال لها وهو يبتسم :يلا ريم .. مشينا !!


مشت ريم وراه وهو منزلة راسها بالارض ..


و قمر واقفة تطالعهم وهم يطلعون باستغراب بدون لا تفهم ولا شي !!




/

\

/






كانت قاعدة معاهم .. لكن بالها مو معاهم !!


يضحكون .. يسولفون .. يصرخون ..


و اليهال يلعبون حولينهم ..


كانت تفكر فيه وفي اخر لحظة جمعتهم مع بعض !


اشلون كنت غبية ورديت عليه بهالأسلوب !!


انتبهت لصوت بنت خالتها وهي تنادي ..


جنا : كوثر .. كوثر .. وين سرحتي ؟؟



كوثر التفتت لها بابتسامة : ها .. لا ولا مكان .. بس انا تعبانة اليوم شوي ..


جنا بنص عيون : اها .. اوكي براحتج ..


قامت وقالت بابتسامة وهي تستاذن من البنات اللي هم جنا و سمية وألطاف :

انا رايحة المطبخ اشرب ماي .. حد يبي اييب له معاي شي ؟؟



الكل : لا سلامتج ..


كوثر :اوكي .. عن اذنكم !


كانت بالفعل تحس بانها ريجها ناشف .. لكن مو هذا كان السبب لروحتها المطبخ ..


كانت تحس انها محتاجة تبتعد عنهم شوي و تقعد بروحها ولو لمدة دقايق !


راحت لمطبخ بيت خالتها و هي تحس ان في داخلها تصارع احاسيس غريبة ..


مدت يدها تاخذ لها قلاص ماي عشان ترتشف منه .. يمكن يمدها الماي بشوية قوة انها

تكمل هاليوم بطريقة طبيعية !!


كانت حاطة القلاص تحت الماي والماي يصب وهي سرحانه وما انتبهت للماي وهو يطفح من

القلاص و ينساب منه ..


دخل طلال عليها وهي في هالحالة .. تم يتأملها فترة بدون لا تدري ..


تكلم أخيرا وهو يحط يده بشعره يداعبه :

اذا راح تتمين جذي ترا راح تخلصين كل الماي اللي ببيتنا .. واللي بالكويت بعد!


انتبهت له فجأة وهي مخترعة ومن المفاجأة طاح القلاص من يدها و انكسر !!


وقفت وهي حايرة .. رجعت شعرها المموج لورا اذونها و هي تقول : آنا اسفة طلال مو قصدي ..


طلال اقترب منها و هو يشيل القزاز من على الأرض : لا عادي ما صار شي .. كله قلاص ..


وقف قبالها وقال وهو يبتسم بألم :دفعة بلى !



كوثر وهي تطالعه بحيرة و توتر وارتباك واضح ..

أخيرا قالت : لا مو على القلاص ..


نزلت راسها : على ذاك اليوم ..


طلال تنهد وهو يحاول يطرد اللي صار ذاك اليوم من باله : أي يوم ؟؟!!


كوثر بغصة : تدري عن أي يوم اتكلم !


طلال و هو يتهيأ لأن يطلع من المطبخ : ماله داعي تتأسفين .. ما صار شي ذاك اليوم !!


كوثر استوقفته يوم رفعت راسها وقالت بصوت عالي :الا صار !!


طلال طالعها وهو متفاجأ من ردة فعلها !!


تأملها لفترة .. نزلت راسها وهي تقول : انا اسفة على الكلمة اللي قلتها !! ما كان المفروض اقولها !!


طلال قال لها ينتظرها تقول الكلام اللي يجبر بخاطره .. ينتظر منها الرد على الكلمة

اللي هو قالها : و بعد ... ؟؟



كوثر نزلت راسها : بس ..


طلال قال بخيبة ألم : بس ببتأسفين على الكلمة اللي قلتيها ؟؟



كوثر بالغصب قالت : أي .. ما أدري اشلون طلعت مني بالغلط !


طلال طالعها بنص عيون وقال بألم كبير :

وانا بعد .. بتأسف على الكلمة اللي قلتها .. ما أدري اشلون طلعت مني بالغلط !!


كوثر رفعت عيونها وطالعت فيه وهي مو مصدقة !!


طلال ما طول معاها لان لو طول راح ينهار !!


تركها وراح ..


تركها وهي مصدومة من الكلام اللي قاله !!


ليش يجرحني بهالطريقة ؟؟!


انا شسويت له !!


مو كافي اني تأسفت له ؟!!


شيبي أكثر من جذي ؟!!


غمضت عيونها بألم و طلعت من المطبخ وهي تتنهد وتمسح دموعها ..


طلال كان واقف ورا باب المطبخ ..


شافها وهي تطلع و دموعها على خدها وهي تمسحهم ..


حز بخاطره انه خلا حبيبته وروحه ونصفه الاخر تبكي !


طلال قال بصوت يذوب الصخر : كوثر !!


كوثر التفتت له وتلاقت عيونهم وحست بلهفة كبيرة لهالعيون الحنونة ..

كوثر بصوت عذاب : لبيه ؟؟


[ الجـــزء الــحــادي عــشــر ]
كوثر : لبيه ...


وقف طلال مكانه يتأملها .. صحيح إن تأملها ألف مرة قبل هالمرة ..

بس هالمرة كانت غير ..

ارتبكت كوثر من هالنظرات اللي اخترقتها .. ارتجفت ..

اقترب منها بدون لا يشيل عيونه ..

تجمدت في مكانها وما قدرت تتحرك .. حاولت انها تنزل عيونها

بس الشجاعة اللي فيها مو كافية عشان تقوم بأي حركة ثانية ..

طلال غمض عيونه وأطلق تنهيدة .. رد بطل عيونه مرة ثانية و قعد
يطالع في عيونها مباشرة ..

حست كوثر انها بتدوخ خلاص ..

طلال بصوت يذوب الصخر : كوثر .. آنا أحبج !

كوثر حست انها شوي وتفقد توازنها .. اهيا تدري انه طلال يحبها

من عمر .. نظراته اللي يستغل أي مناسبة عشان يسترق لها

النظر .. ابتساماته اللي يبتسمها بوجهها بمناسبة و بدون

مناسبة .. اهتمامه الزايد فيها .. حتى كلمة حبيبتي اللي سقطت
منه سهوا ذاك اليوم ..

كل هالاشياء تأكد لها ان طلال يحبها و يموت فيها بعد ..

بس لما تدري غير .. و لما تسمعها من لسانه غير ..

حست بدوخة ونفس الوقت بطاقة مو طبيعية و كأنها

حصان ، نزلت راسها واهيا مستحية و مو عارفة شتقول ..

أكيد الحين اهوا ناطر مني الرد ! يا ربي شسوي !!

ثواني و ردت رفعت راسها .. تمنت ان طلال يكون لي الحين

واقف في مكانه .. لكنها يوم رفعت راسها .. ما لقته ..

تمت تحدق في الفراغ اللي كان واقف فيه طلال ..

دمعت عيونها و مشت ..


/
\
/



وقفت السيارة عند البيت المتهالك في منطقة الأحمدي ..

نزل منها بقامته الطويلة والضخمة .. فتح لها الباب عشان
تنزل من السيارة ..

كانت تطالع كل شي بعيون ضيقة .. كرهت الحياة و عافتها
خلاص ..

وما عاد يهمها اذا كانت عايشة بالسجن اللي اسمه قصر .. او
هالخرابة !

نزلت من السيارة و صدرها يرقع مثل طبول تحية العلم ..

ما تدري شنو راح يكون مصيرها معاه ؟؟

خايفة لأبعد حد .. ضمت نفسها و مشت عند الباب بدون لا تقدم
له أي مساعدة ..

كان هو قعد يطلع الجنط من صندوق السيارة و هو يراقبها
بصمت ..

وقفت هي عند الباب ووجها مرسوم عليه الألم و اللامبالاة ..

عوره قلبه عليها .. صحيح ان ما يربطه شي فيها غير صلة الدم

و عقد الزواج .. لكنه يحس أنها اكبر واجب يقع على عاتقه ..

وان سعادته مرتبطة بسعادتها ..

تنهد من داخله و هو يتأمل شكلها المنكسر ..

" الله يقدرني إني أسعدج يا ريم " ..

مسك الأغراض و حطهم يم الباب .. بطله بالمفتاح و هو يقول
لها بابتسامة : تفضلي .. البيت بيتج ..

ما ردت له الابتسامة و دخلت البيت و هو لحقها بالأغراض ..

كان الباب اصغر من المعتاد و هو طويل لدرجة ان لازم يحني راسة عشان يدخل منه ..

ألقت ريم نظرة على المكان .. البيت أقل كلمة ممكن تنقال في حقه انه متواضع ..

و وصخ لدرجة كبيرة و مبين انه اهملوه من مدة ..

الحوش كان كبير و مغبر و فيه جم نخلة ذابلة .. و نوع من النباتات

المتسلقة على الطوفة خلت الوضع و كأنه من هالبيوت المهجورة
في الأفلام ..

اوراق الأشجار الصفرا مالية المكان ..

البيت فيه مدخلين مدخل للديوانية الرجال و مدخل حق صالة
البيت ..

كان نظامه قديم و يشبه نظام أي بيت من بيوت الأحمدي القديمة..

دخلت ريم من باب الصالة و هي تستكشف المكان بعيونها ..

الصالة صغيرة و فاضية و حتى الطوفة شكلها قديم لانها مبنية
من الأحجار ..

لفت يمين و لا تشوف ممر وسيع نسبيا على يسارها الدرج

المؤدي للطابق اللي فوق و قدامها المطبخ و بجانبه في غرفة

صغيرة وحمام .. و على اليسار الباب الداخلي للديوانية ..

جافلها باسم و اهوا يبتسم بحرج من وراها : أدري مو قد المقام بس هذا اللي اقدر اوفره .. هذا كان بيت
أبوي الله يرحمه .. الحال ما كان راهية مثل حال العم عادل ..

ريم و هي تهز راسها بدون نفس :المكان زين ما في شي .. بس يبيلة شوية تنظيف ..

باسم وهو يمسك ايدها ويجرها للمطبخ : تعالي أوريج شغلة ..

سرت الكهرباء بجسمها من لمسته و تركت يده بسرعة وهي
تحس بإحساس غريب طردته من قلبها على طول ..

تكرهه ما تبيه يلمسها !!

باسم انحرج و تركها على راحتها ..

كان في باب من المطبخ يؤدي حق حوش صغير ..

كان وصخ وايد و فيه عدة اقفاص مرمية باهمال ..

باسم وهو متحمس : اهني كان ابوي الله يرحمه يربي الدياي و الخرفان .. كنا نستانس
لما نلعب وياهم انا و ....

سكت باسم لحظة واهوا يتذكر الماضي .. ومرة ثانية
يرجع حق قلبه نفس الوخز المعهود ..

ريم قعدت تتأمل الحوش الصغير وحست و كأنها في فلم مصري ..

باسم غمض عيونه و كمل كلامه بقهر وحسرة: انا و يوسف ..

ريم تمت تطالعه وهو مغمض عيونه .. ما تدري ليش مالت له

في هاللحظة ؟؟ يمكن لانها تعاطفت معاه وحست انه مظلوم ؟؟

بطل باسم عيونه و هو يطرد اشباح الماضي من عقله ..

قال لها وهو يبتسم : يلا عشان أوريج غرفتنا ..

غرفتنا ! ريم امتعضت ورجع في قلبها نفس شعور الازدراء ..

باسم وهو يبتسم لها بألم وهو يحس كل اللي حولينها يصدونه : يلا تعالي ..

طلع باسم من المطبخ و اتجه للغرفة الصغيرة اللي موجودة بجانب المطبخ ..

باسم بطل الغرفة وهو يبتسم : هذي غرفتنا ..

ريم طلت عليها طلة و قالت له بحدة : هذي غرفتك .. انا غرفتي فوق ..

باسم طالعها بنظرة .. ما انصدم من هالحركة بس
انقهر منها ..

ريم صدت عنه و راحت شالت جنطتها الثقيلة عشان تصعد الطابق
اللي فوق ..

كانت بالغصب قادرة تشيلها و ناطرة من باسم انه يتعطف ويتكرم
ويشيلها عنها ..

بس باسم تم يطالعها وهي تصعد بدون لا يقدم لها مساعدة ..

يبي يعاقبها على الحركة اللي سوتها فيه توا ..

ريم قعدت تشيل الجنطة وهي تسب وتلعن في باسم في قلبها..

و أخيرا بعد عناء طويل وصلت للطابق اللي فوق ..

كان عبارة عن ثلاث غرف و سلم يؤدي للسطح ..

اختارت لها غرفة بعشوائية ..

كانت غرفة قديمة ومتهالكة .. فيها كبت قدييم و مغبر و طاولة

دائرية بالنص ما تدري شنو كان الهدف منها ؟؟

ريم بطلت الكبت عشان تحط فيه الجنطة واهيا تكح من الغبار ..

اول ما بطلت باب الكبت و لا تشوف نفسها وجها لوجه مع
فار رمادي كبير و يخرع ..

تركت الجنطة من ايدها و طاحت على ريولها و آلمتها و صرخت
صرخة هزت الكون كله :ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ا ااااااااه !!

باسم سمع هالصرخة و قلبه طاح في بطنه ركض لها

بسرعة البرق و قعد يبطل باب الغرف غرفة غرفة

لين لقاها في اخر غرفة ..

شافها واقفة فوق الطاولة واهيا ميتة من الخرعة ..

باسم وهو مخترع عليها : ريم شفيج ؟؟

ريم وهي تأشر على الكبت : شوف !!

باسم وهو يروح للكبت و يبطله وهو يتحلطم : شنو اشوف ؟؟

ريم : فااار !!

باسم بطل الكبت و شاف الفار موجود داخل والفار مخترع اكثر
منها .. بطها ضحكة وهو يشيل الفار من ذيله : هههههههههههههههه قصدج هذا !!

ريم وهي تصرخ : آآآه ويييع ويييع وده بعيد ..

باسم بطل الدريشة و هو يضحك : هههههههههه يالجبانة ..

قط الفار من الدريشة و بعدها نفض يده وهو يصفق ..

ريم اخيرا ارتاحت من سالفة الفار .. و حست بريولها
شوي وتنبط من الألم : آآيي ريوولي ..

باسم : شفيها ريولج ؟؟

ريم بدلع طفولي غير مقصود : طيحت عليها الجنطة يوم صرخت ..

باسم و هو يقترب من الطاولة وهو يضحك : هههههههه انتي شفيج اليوم مصرقعة ؟؟

ريم حقدت عليه .. انا مصرقعة ؟؟

باسم وهو يمد يده لها وهي واقفة على الطاولة : تعالي أنزلج ..

ريم ما حبذت الفكرة من ناحية مشمئزة منها و من ناحية منحرجة
منها ..

بس ما تستحمل تنزل بروحها عشان ريولها ..

باسم مسكها من خصرها و شالها و حطها على الارض ...

صارت ريم قريبة منه حيل و قدرت تسمع اصوات قلبه اللي قعد
يدق بعنف ..

وبدون قصد طاحت عيونهم في عيون بعض ..

تم يطالع في عيونها الرمادية اللي عذبته .. صحيح انه كان عايش

معاها في بيت عمه الفترة اللي طافت بس ما تأملها جذي وعن

قرب .. جمالها كان على وشك انه يصيبه بذبحة صدرية ..

هي تمت تطالع في عينه السودا الوسيعة اللي قعد تحدق

فيها وولاشي غير هالعيون مبين من ملامحه بسبب اللحية الكثيفة و الشعر الطويل ..

حست ريم باحساس غريب لكنها هربت منه و هربت من

ايد باسم و طلعت برة الغرفة .. تركته هو في حيرته

و هو واقف في مكانه و يسترجع اللحظة اللي عاشوا

توا في باله ..



/
\
/

- حبيبي .. انته مشتاق لي ؟؟

- وااايد يا حياتي ما تتصورين شكثر ..

همساتها العاصية قعد تردد صداها في الغرفة ..

ضحكاتها الغنجة .. دلعها المقيت ..

تتقلب على السرير وتتأمل السقف وهي تسمع أحلى
كلام انقال في الغزل ..

كل شوي صوت يديد و غزل من نوع يديد ..

تكرههم كلهم .. تشمئز منهم ..

بس مصالحها فوق كل شي ..

انانيتها المفرطة خلتها في تعيش في فقاعة "الانا"

وما تعرف غير "الأنا" ..

تعالت ضحكاتها الغنجة أكثر و أكثر ..

كان مار يم الغرفة بالصدفة ..

سمع كلمة " حبيبي " ..

وقفت رجوله عند هالنقطة بالذات و صعد الدم في

راسه و قامت مشاعره تغلي ..

تماسك نفسه بالغصب ..

طق الباب بهدوء ..

قمر : منو ؟؟؟

ما رد عليها و تم يطق الباب ..

قمر عصبت : اوف منو ؟؟

استمر في التجاهل و قعد يطق الباب باصرار

اكبر .. وصلت قمر حدها تركت التلفون على السرير و

راحت وبطلت الباب و كان نص مفتوح وهي ماسكتة بيدها ..

قمر وهي تتخصر : خير استاذ يوسف شتبي ؟؟

يوسف دفعها و دخل الغرفة ..

قمر بامتعاض : اوف يالهمجي شتبي ؟؟

يوسف اكتفى بانه يعطيها نظرة من طرف عيونه

وعلى طول خذا التلفون من على السرير ..

يوسف بعصبية بس هادية : منو كنتي تكلمين ؟؟

قمر بثقة مغرورة : صديقتي .. شتبي ؟؟

يوسف : والله ؟؟ صديقتج ؟؟

مسك التلفون و دخل على المكالمات و اتصل على

اخر رقم كانت متصلة له ..

قمر حست بارتباك قالت له بمحاولة يائسة انها تبدو واثقة : عطني التلفون لا تخرع صديقاتي ..

يوسف ما رد عليها و انتظر الطرف الثاني يرد ..

- هلا بحياتي ..

يوسف صار ويهه احمر من العصبية .. صكر التلفون و قطه
على السرير ..

يوسف : منو هذا ؟؟

قمر بارتباك : قلت لك صديقتي ..

يوسف : وصديقتج صوتها خشن لهادرجة ؟؟

قمر ما عرفت ترد .. ارتبكت وقامت تقط خيط بخيط : اصلا انته اشلون تسمح حق نفسك تدخل غرفتي وتتعبث
في تلفوني ..

يوسف يمسكها من شعرها الطويل الناعم : وانتي شلون تسمحين حق نفسج انج تحطين سمعة عايلتنا بالطين ؟؟

قمر وهي متألمة : آي يوسف اتركني ..

يوسف وهو يستمتع بملمس شعرها الحريري في يده :
جاب ولا كلمة .. يالمغرورة الأنانية .. الكل راح تكونين في طي النسيان مع الأيام لان أمثالج وايد .. ولأنج ما
قدرتي ولا احترمتي ثقة أهلج فيج .. ما نفع فيج طق باسم ؟؟ اذا اهوا ما عرف يوقفج عند حدج صدقيني انا اعرف اشلون ..

قمر بوقاحة : شبتسوي ؟؟ بتسوي نفس باسم .. بتطقني جم طقة و جم

رفسة و بتروح توصل اللي اكلمهم كلهم العناية المركزة ؟؟

يلا طقني و طقهم هم بعد .. و اتبع خطى اخوك المبجل واذلف السجن!!


يوسف وصل حده طالعها بنظرة ازدراء واحتقار ..

و بدون لا يحس بعمره شافه نفسه يعطيها طراااق
قوي ..

قمر طاحت على الأرض من قوة الطراق ..

طالع يده شافها حمراااا و مليان من شعر قمر اللي كان
توا بيدة ..

طالعها هي شافها طايحة على الارض و تبجي ..

رفعت راسها و كان خدها مورم و خشمها ينزف ..

حن عليها لحظة .. شلون سمح حق نفسه يطق بنية ؟؟

وبنت عمه الرقيقة قمر ؟؟

قمر طالعته بحقد : يالمجرم .. مكانك السجن مثل اخوك مع المجرمين امثالكم !

يوسف طالعها باحتقار .. يكرهها !! يكرهها أكثر من أي شي ثاني في الدنيا ..

وما في غيره راح يأدبها .. وراح تشوف ..

طالعها بنظرة من طرف عينه ..

طلع من غرفتها و صك الباب عليها حيل ..

تنفس بصعوبة .. ما يذكر متى اخر مرة عصب لهالدرجة !


/
\
/




قام من النوم وهو حاس بإحساس عمره وحياته
ماجرب مثله ..

حتى يوم تزوج اول مرة ما حس بهالاحساس ..

كانت نايمة يمه بكل هدوء و كأنها بيبي أو ملاك ..

شعرها شوي كان مغطي على عيونها ...

وخره عن وجهها بلطف عشان يتأملها عدل ..

يا ربي شهالحسن !

قعد يداعب خدها و هو يطالعها .. لو تم يطالع جمالها
للأبد ما راح يمل !

فيها شي يشد .. جاذبية قوية شدته لها ..

ملامحها الطفولية الممزوجة بالجمال الصارخ ..

حسن عمره ما شاف مثله او سمع عنه ..

مرات يحس بأنه يكره نفسه .. وانه وحش ..

لأن خذا هالبنت من حضن ابوها و اختها و اجبرها

تعيش معاه بهالقصر السجن ..

وهي توها صغيرة ما لها أي تجارب في الحياة ..

جبرها تعيش هني و تصارع الحياة مع زوجته القاسية ..

فتحت عيونها بالتدريج و شافته قعد يطالعها وهو مبتسم ..

احمرت خدودها ..

جاسم : صباح الخير ..

حليمة : صباح النور ...

جاسم واهوا يغمز لها : ها .. اشلونج عقب امس ؟؟

حليمة استحت حيل و لفت وجهها الصوب الثاني ..

جاسم يرد يلف وجهها جهته : ليش تلفين وجهج ..

ما ردت عليه و وجهها قام يقلب الوان ..

جاسم : هههههههه فديتهم اللي يستحون !

حليمة : اوه جاسم بس عاد!!

جاسم : هههههههه انزين انزين لا تختفين من الحيا بس .. يلا قومي
بدلي ثيابج عشان نبي نطلع نتريق برا اليوم ..

حليمة وهي تفز من مكانها : صج والله ؟!!

جاسم : أي والله !!

حليمة قامت بسرعة : يلا الحين الحين خمس دقايق و جاهزة ..

جاسم مات من الضحك عليها .. طفلة !!

ما يدري اشلون يعاملها .. على انها بنته .. أو زوجته ؟!

راح ولبس ملابسه ..

فانيلة GAP راقية و بنطرون جينز ستريت .. و لبس كاب و نظارة كبيرة ..

حليمة قعدت تحوس بالكبت وايد لين استقرت على بدلة عنابية شاري لها اياها جاسم من ريتشي ..

حليمة : يلا جاسم .. انا جاهزة ..

جاسم يصفر : قمر والله قمر !!

حليمة واهي تنزل راسها : بس عاد يلا خل نمشي ..

جاسم و هو يسوي روحه زعلان : انزين وانا .. ما راح تعلقين علي ؟؟ ما راح تقولين لي شحلاتي؟ ..

حليمة بعفوية قالت له بدون لا تنتبه حق نفسها : ههههههههه ما تحتاج شهادة مني او من غيري !

جاسم مستانس اول مرة تمدحه : ايبااا قام حظي اليوم .. يمدحوني ..

حليمة استحت : يلا خل نمشي ..

مد لها ذراعه عشان تشبكها بذراعه : هيا سيدتي ..

حليمة وهي تشبك ذراعها بذراعه : هههههههه هيا ..

نزلوا من الدرج و هم يتضحكون و عايشين في عالم ثاني ..

وعلى هالحالة صادفتهم حور ..

حور وهي تطالعهم بحسد و حقد مو طبيعي : على وين ان شاء الله من الصبح ؟؟

جاسم وهو توة يتذكر انه عنده زوجة ثانية : قلت اخذ حليمة نطلع نتريق برا ..

حليمة حست بحساسية الموقف وما حبت تدخل بمشاحنات مع حور وتخرب مزاجها من الصبح : انا انطرك برا جاسم ..

جاسم ابتسم لها وتم يطالعها وهي تبتعد وتطلع .. ورد يطالع حور ..

حور وهي تغلي من الداخل : تطلع الحبيبة .. وانا ؟؟ مالي نصيب معاك ؟؟

جاسم قط عليها نظرة و قال لها وهو ماشي : انتي نصيبج خذيتي مني من زمان ؟؟ ولا نسيتي الصد ؟؟

حور انقهرت من داخل ..

طلع جاسم برا من عندها وهو مكشر و بس طلع حق حليمة

راح لها وهو منشرح و مستانس ..

قعدت تطالعهم من الدريشة بحقد لين مشوا ..





/
\
/


وقف قبالها بدشداشته المبهدلة و غترته على كتفه

و عقالة على راسه ..

عبد الله : ها .. اليوم موعدنا ..

شيماء عرفته من صوته بدون لا ترفع راسها : موعدك ويا الدكتور بعد نص ساعة ..

عبد الله غمز لها و قال : نص ساعة وانا مجابلج ؟؟ اليوم يوم حظي ؟!

شيماء ما طالعت فيه و تمت تكمل شغلها ..

بعد دقايق ملت من هالغثيث اللي مو راضي يروح ..

شيماء : لو سمحت .. ممكن تتفضل تقعد في غرفة الانتظار .. مو عارفة
اشتغل و انته على راسي ..

عبد الله : والله ؟؟ لهادرجة تحبيني حب هالكج على قولة
ميريام فارس..

شيماء مو طايقته ولا طايقة ملاقته : ممكن تتفضل تقعد ..

عبد الله : أي ممكن !!

عبد الله اختار له مقعد بحيث انه يقعد قبالها و يغثها زيادة ..

شيماء انقهرت منه و ودها لو تكفخه او تطرده ..

وهو يشوف متعة كبيرة في تعذيبها بهالطريقة ما يدري ليش ..

كل اللي يدري فيه هو انه كل ما يستفزها يحس بشعور عمره
ما حس فيه ..

شيماء وهي تحاجي زمليتها : أحلام تقدرين تغطين علي اليوم ؟؟ تعبانة ولازم أرد البيت ..

أحلام : اوكي .. مو مشكلة ..

شيماء وهي تاخذ جنطتها : مشكورة .. يالله مع السلامة ..

وقامت من مكانها وهي تخز عبد الله اللي انقهر من هالحركة

وتحسف لما راحت .. الحين راح يغث منو ؟؟

حس ان قعدته ما لها معنى خصوصا ان اهوا راح طبيب من زمان

وخلص بس حاجز موعد حجة عشان يشوفها و يأذيها ..

قام من مكانه و اتجه صوب الباب ..

احلام : لو سمحت أخوي .. موعدك بعد خمس دقايق ليش ماشي ..

عبد الله باستعباط : لا ما شاء الله خوش عيادة عندكم بس قعدت شوي صرت زين .. عن اذنج!!



/
\
/


وقفت عند باب القصر الكبير وهي ضاغطة على الورقة بيدها
وكأنها تحميها ..

ابتسامتها ما فارقت وجهها والدنيا مو واسعتها من الفرحة ..

بطلت لها الخادمة الباب ..

دخلت داخل و هي تتأمل القصر من الداخل ..

مريم كانت واقفة على الدرج .. غافلتها وهي تقول : أهلا فيج Eve .. توة ما نور البيت ..
Eve طالعتها بنظرة : منور بأصحابه .. وين عادل ؟؟

مريم وهي تنزل من الدرج و تطالعها بغرور : عادل في الشركة عنده اجتماع ..
Eveوهي تطالعها بذات الغرور : مو مشكلة .. انا مو ياية عشانه .. انا ياية عشان
ريم ..

قعدت Eve تلوح بالورقة في وجه مريم ..
Eve : بموجب هذي الورقة من المحكمة .. ريم راح تعيش معاي انا ..

قالتها وهي تأشر على نفسها ..

مريم و هي تضحك عليها بسخرية : ههه !! ريم ما راح تعيش عندج لو تموتين ..
Eve : قولي هالحجي حق المحكمة !

مريم وهي ترواغ : حبيبتي Eve .. استريحي حبيبتي قعدي .. و قولي لي ..

شتشربين ؟؟ ما ضيفناج ..

مدت يدها حق Eve عشان تقعدها ..
Eve صدتها و وخرت يدها عنها : انا مو ياية عشان اقعد او اشرب شي .. انا ياية اخذ ريم
وامشي ..

مريم بسخرية و غرور وهو تطلع لها ورقة ثانية : ههه .. ما تقدرين حبيبتي .. لان ريم بموجب ورقة من المحكمة ..

في بيت زوجها ..
Eve بصدمة : What ??


مريم : لا تقعدين توتوتين علينا .. قلت لج بيت زوجها ..
Eve : What are saying ?!

مريم :
مثل ما سمعتي .. ريم في بيت زوجها .. وانتي مو ولي امرها الحين خلاص زوجها ولي امرها وما حد له حق عليها غيره .. والحين يلا .. يلا فارجي .. طلعي برة بيتي ..
Eve وهي مو مصدقة : Idon't believe you !!

مريم : والله حبيبتي قولي الحجي حق المحكمة ..

وقعدت تنادي الخدم : جاكلين .. ماريا .. يلا طلعو هالمرة برا ما أبي أشوفها ..
Eve تركت دموعها تنساب على خدها الابيض بقهر : الله وراج يا مريم .. الله وراج وراح اتم ادعي عليج بكل صلاة !

مريم وهي تتشمت : انتو بعد تصلون ؟؟!
Eve : عيب هالحجي يا مريم .. انا مسلمة حالي حالج ..

مريم وهي تطالع الخدم : يلا عاد شتسون .. طلعوها برا يلا ..

مسكوها وطلعوها برا و Eve تدعي وتتوعد ..

طاحت برا عند الباب و هي تبجي و تبلل الأرض بدموعها ..

خلاص كل شي انتهى بالنسبة لها ..

كل شي !!

من لها في هالدنيا بعد من لها ؟؟

قومت روحها بالغصب وهي تصرخ بصوت عالي وتدعي وتتجه صوب التاكسي :
حسبي الله عليج يا مريم .. حسبي الله عليج !! الله لا يوفقج
ان شاء الله !

وهي في الحالة شافها عبد الله واهوا توا راد من العيادة ..

تم يطالعها باستغراب وهي تقول هالحجي وتركب التاكسي
وتمشي ..

دخل البيت وهو في قمة الاستغراب والفضول ..

شاف امه قاعدة على الصوفا و على وجهها علامة الانتصار ..

عبد الله : شالسالفة يمة .. من هالمرة اللي قعد تصرخ وتدعي .. شصاير؟؟

مريم وهي تقوم من مكانها قالت بنفسية : أمريكية خايسة ..

عبد الله مستغرب .. امريكية و تقعد تدعي جذي و تتحجى كويتي

عدل ولو انه شوي مكسر ..

مريم : انا طالعة ..

عبد الله : وانتي كله طالعة ؟؟

مريم : ويعة .. منو سواك ريلي عشان تحاسبني ..

عبد الله : لا يعني انا بس أبدي رايي ..

صدت مريم عنه و طلعت برا بكامل اناقتها ..

عبد الله : والله ماكو الا سارون ..

صعد الدرج وهو يصارخ : سااارووووووووه ساااااااااااروووه ..

في الطابق اللي فوق في الممر صدم يوسف بدون لا يدري ..

عبد الله : هلا يوسف ..

يوسف وهو بعالم ثاني : هلا عبيد ..

عبد الله شافه بهالحالة استغرب .. خلاه ومشى غرفة سارة ..

درعم وبطل الباب بدون لا يطقه ..

سارة : عمى ! ما تطق الباب ؟؟ بالله كنت قعد ابدل ؟؟

عبد الله : اووف بلى محاضرات .. ما شفتي الفلم اللي صار توا تحت ؟؟

سارة : لأ شصار ؟؟

عبد الله : طافج وانا ياي شفت وحدة امريكية عند الباب تدعي وتصارخ
على امي ..

سارة : وشاليديد ؟؟ عادي مو اول وحدة تدعي على امي !! انته ماشفت
الفلم اللي صاااار اليوووووم !!

عبد الله : شصااار ؟؟

سارة : باسم تزوج ريم !

عبد الله حس كانه واحد عطاه ستين طراق : شنووو ؟!

سارة : مثل ما سمعت !!

عبد الله : أي شي!! على أي أساس ..

سارة : ما ادري .. بس كله من تحت راس أبوك ..

عبد الله وهو يطقها قفا : يا حمارة ابوي ابوج .. بعدين شفيه ابوي جن ؟؟

سارة : ما أدري بس السالفة فيها إن !!

عبد الله وهو يفكر :لأ أمبيه اللي قعد يصير في هالبيت مو طبيعي !!

سارة : توك تدري ..
/
\
/



في الشركة .. شركة المال والفلوس والجاه ..

قعد على مكتبه العود الفخم ..

تعود على حياة الرفاهية ..

تعود على أنه يعيش في عالم ألف ليلة وليلة ..

عالم الأحلام ..

مغارة علي بابا المليانة ذهب و فلوس ..

المارد السحري اللي يحقق له كل أمانيه ..

تعود على انه يحصل كل شي بس يأشر ..

الكل يلبي له أي طلب بخاطره ..

اذا ما حصل على اللي يبيه راح تكون بالنسبة له نهاية العالم ..

ناس يعيشون على تحطيم أحلام الناس اللي أقل منهم ..

ناس باعت ضميرها ..

ناس إبليس ينام يمها في كل ليلة ..

اتصل على الرقم اللي قباله بكل خفة ..

قعد يكلمه في الظلمة و بهدوء .. برود .. و خبث !!

عادل : عندي مقيم أبيك تسفره من الديرة و تحرص على انه
مايطبها بعد !!

الطرف الثاني : آمر طال عمرك .. عطني الاسم ..

عادل : EveAnderson!!



انتهت من التنظيف ..

كل عضلة في جسمها تألمها ..

كل خلية في جسمها تصارخ ..

صحيح البيت صغير و على قدهم .. بس تنظيفه
استنزف طاقتها كلها ..

ابتسم لها وهو يمسح عرقها : يعطيج العافية ريومة ..

نزلت راسها و ماردت عليه .. حاشها شعور غريب لما
ناداها ريومة ..

قعد يلتقط انفاسه لانه هو بعد شاركها التنظيف و تعب اكثر
منها بعد ..

باسم وهو يبتسم ابتسامة حماسية : يلا باجر ييبون الاثاث ..

ريم : عيل على شنو ننام اليوم ؟؟

باسم باستغراب : انتي ما يبتي لج فرشة ؟؟

ريم : لأ !!

باسم : خلاص عيل ننام على فرشتي انا وباجر ييبون السرير ..

ريم طالعته بازدراء : طلبت منهم سريرين ؟؟

باسم انقهر : لأ !! ليش سريرين !!

ريم بحدة ضربت رجلها على الأرض مثل الأطفال : لأن مثل ما قلت لك !!
انا بغرفة وانت بغرفة !!

باسم هو ينزل راسه و يكتم غضبة قال بحدة : ماشي .. باجر اطلب منهم سرير ثاني ..

ابتسمت ريم برضا وانتصار ..

صعدت فوق تاخذ لها شاور سريع بعد الهلاك اللي هلكته ..

بعد الشاور لبست لها بيجامة قطنية خضرا على أجراس الكريسماس ..

احتارت .. شلون تنام الحين ؟؟!!

ما طولت حيرتها ..

باسم طق الباب عليها بهدوء ..

ريم :ادخل ..

باسم دخل ومعاه الفرشة .. فرشها على الأرض .. و اتجه
صوب الباب عشان يطلع ..

ريم : شنو هذا ؟؟

باسم بدون لا يطالعها قال : هذا عشان تنامين عليه ..

ريم : وانته وين تنام ؟؟

باسم بدون لا يطالعها طلع من الغرفة وهو يقول: انا انام على الأرض ..

سكتت ريم وما ردت .. ابتسمت وما تدري ليش ابتسمت ..

تلحفت و نامت ..

الليل خيم .. الستار اللي يختبي وراه كل مهموم عشان ينزف

همومه و تنزل دموعه ..

قعد يتقلب على سريره و اهوا يفكر في حل مع الوقحة المغرورة!!

قعد يقلب كل الافكار في مخه و يدرسها عدل ..

كلها كانت افكار مستحيلة التطبيق ..

الا فكرة وحدة بدت تلح عليه بس كل شوي يطردها من مخه ..

إلى ان استولت على كل تفكيره و صارت الفكرة الوحيدة اللي يفكر فيها ..

فز من مكانه و هو يكلم نفسه : مافي الا هالحل !!

طلع من الغرفة .. اتجه لغرفتها شاف النور لي الحينه مبطل ..

اكيد لي الحين ما نامت ..

طق الباب بهدوء عشان لا احد غيرها يسمع ..

بطلت له الباب بعد مدة طويلة ..

دخل بدون لا تدعيه هي للداخل ..

تأمل شكلها.. خدها مورم و أحمر .. حس بإجرامه ..

بس في نفس الوقت يوم تأمل عيونها المغرورة حس بانها
تستاهل اكثر ..

يوسف وهو مغمض عيونه قال بهدوء مو طبيعي : منو هذول اللي تكلمينهم ؟؟

قمر بغرور : دكاترتي بالجامعة ..

يوسف بصدمة : ليش ؟

قمر : يعطوني درجات ؟؟

يوسف باحتقار :تبيعين الأخرة عشان دنيا حقيرة ؟؟

قمر ما ردت عليه وصدت عنه ..

قعد لحظات استغرقها في التفكير وهو يقلب الفكرة اللي

قعد تلح عليه براسه ..

قال بعد فترة صمت طويلة : سمعي عدل .. باجر بعد صلاة العصر .. راح اروح واكلم ابوج
خاطب .. و يا ويلج ثم يا ويلج ان سمعته يقول رافضة !!

ترا افضحج و اخلي الكويت كلها تحجي عن فضيحتج .. وطبعا

الجامعة راح تنفصلين منها .. وراح تخسرين مستقبلج تماما ..

خصوصا انج اذا انفضحتي محد راح يرضى ياخذج ..

سمعتي ؟؟

قمر بعد فترة طويلة من الصمت قالت بالغصب و قهر و هي مجبورة على انها توافق :
سمعت ..
/
\
... [ الــجــزء الــثــانــي عــشــر ] ...
















الصباح ..

عندما تشرق الشمس .. و تضوي الكون .. و ترسل خيوطها الذهبية للأرض ..

في بعض الأحيان .. تكون الشمس هي الدفا اللي يبحث عنه العشاق ..

وفي بعض الأحيان .. تكون هي النار اللي تكوي قلوبهم .. لانهم اضطروا يواجهون يوم

ثاني ..


قعدت من النوم وهي حاسة انها كارهة حياتها ، شافت الساعة ، كانت 9 ونص ..

ما نامت إلا 3 ساعات ..

تمت طول الليل سهرانة وهي تفكر ..

قامت من مكانها وعلى طول على الحمام ، رجعت كل اللي كلته أمس ، ما تدري ليش ؟؟


بس الشعور بالضيق كان أقوى منها ..

ما كلفت نفسها حتى انها تسرح شعرها .. طلعت للصالة بتملل ..

اتجهت للمطبخ خذت لها صينية ترستها من كل الأصناف الموجودة بالثلاجة ..

ودتها للصالة وقعدت على الأرض تاكل فيهم بقهر وهي تطالع تلفزيون ..

ما حست بعمرها الا و فيه واقف عند باب الصالة قاعد يطالعها وهو يضحك ..

تسمرت في مكانها و اللقمة لي الحين بفمها : طلال !!

طلال وهو يدخل الصالة ويقعد على الصوفا :صباح الخير يالأميرة النائمة ..

كوثر انحرجت حيل و بلعت اللقمة بالغصب و قالت ببلاهة : انته شتسوي هني ؟؟


طلال وهو يتأمل شكله وحس انه بيموت من الرقة اللي قدامه : ههههه افا بنت خالتي .. طردة ؟؟


كوثر انحرجت حيل ولفت تطالع تلفزيون وتاكل بدون نفس : لأ .. آسفة ..

طلال وهو ينزل للأرض ويمد يده للأكل :انزين ممكن ؟؟ ما تريقت ؟؟


كوثر : أكيد .. تفضل ..

قعد يتأملها .. شكلها طبيعي حيل .. بيجامتها البيضا على hello kitty و شعرها المموج


و النعاس اللي واضح على ملامحها زادها براءة ..

كوثر وكانها توة تذكرت شي :طلال .. وين أمي ؟؟


طلال وهو ياكل بشهية : أمج بالمستشفى ..

كوثر هدت الأكل وطالعته بصدمة وعيونها متعلقة فيه : شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟


طلال وهو يبتسم : ههههه لا .. شفيج اخترعتي .. اهيا راحت عند اختي الكبيرة توها والده .. عاد قالت

ايي عندج اسليج وما أهدج بروحج ..

كوثر طارت من الفرحة وقالت بعفوية : صج ؟؟؟ مبرووووك صرت خااال ..

طلال مستانس في داخله : الله يبارك فيج ..

كوثر واهيا تقوم : الحمد لله شبعت ..

طلال : وين رايحة ؟؟


كوثر :أبدل ثيابي ..

طلال وهو يغمز لها : ليش ؟؟ جذي حلو !

كوثر طالعته بعصبية لأنه تماده في كلامه وركضت غرفتها ..








/

\

/








أما هي .. لما طلعت الشمس .. ما كان له داعي تبطل عيونها .. لانها ما صكرتها أصلا


ولا نامت طول الليل ..

قامت من مكانها و بدلت ثيابها .. لبست لها تريننج أخضر ، رفعت شعرها و سوت لها تسريحة


ذيل الحصان .. كان شكلها فريش حيل و كيوت ..


نزلت الصالة و اتجهت للمطبخ على طول .. طلعت لها توست و جبن ومربى .. وجبتها المفضلة ..
باغتها من الخلف : صباح الخير ..

اخترعت و لفت ورا وهي جفلانه ..

شهقت من شافته ..

هذا باسم .. اهيا متأكدة .. بس شهالتغيير ؟؟ لحيته اللي حلقها .. شعرها اللي قصره ..

عيونه بدت واضحة أكثر من أي وقت مضى ..

تمت واقفة وهي تطالع فيه ببلاهة ..

باسم وهو يحك راسه بخجل: لهادرجة انا حلوو ..

انتبهت لنفسها و انحرجت حيل وبنفس الوقت عصبت عليه ..

خذت التوست و راحت الصالة ..

لاحظت الأثاث الجديد اللي جابوه ..

باسم اللي لحقها من المطبخ ما ترك لها فرصة عشان تتساءل على طول قالها : اليوم جابوه ..

ريم هزت راسها .. كلت لها لقمة صغيرة من التوستة ..

باسم جرها من يدها للمطبخ : عندي لج مفاجأة ..

انزعجت ريم من طريقته البدائية .. جذي يجرها من يدها ويوديها وين ما يبي ؟؟


باسم وهو يبطل الباب الصغير اللي يطل على الحوش الخلفي ، جرها معاه داخل وهو يقول :
شوفي ! جبتهم اليوم !

تفاجأت ريم بهالكائن الصغير وهو يرفرف جناحاته بويهه محاولة يائسة منه للطيران لكن هيهات ..

تم يقفز من مكان لي مكان بشقاوة ..

طالعت في وجهه القبيح اللي قفز جدام وجهها في مفاجأة شلتها و صرخت من الرعب ..

رجعت لي ورا و ضربت في باسم ..

قعدت تصرخ بهستيرية ..

لفت وجهها لباسم وتعلق في رقبته وهي ميتة من الخرعة .. باسم حس بغرابة الموقف

و ما عرف اشلون يتصرف ضحك بحرج : شفيج ؟؟


ما ردت عليه ريم تعلقت فيه زيادة وهي ميتة من الرعب ودفنت راسها في صدره ..

باسم حس في احساس غريب .. ريم مرتميه على صدره ؟؟


شالها من على الأرض مثل الطفلة و هي لي الحين متعلقة في رقبته ..

صكر باب الحوش الخلفي بالغصب ..

باسم وهو يهزها : ريم .. شفيج ؟؟


حس في شي دافي يبلل رقبته ..

باسم بصدمة : ريم ! قاعده تبجين ؟؟



ما ردت عليه و تمت تبلل رقبته بدموعها ..

باسم بحرج : ريم .. انا آسف .. مو قصدي أخرعج !!

تمت متجاهلته ..

حطها على الأرض وهو يقول لها بحنان : ريم صدقيني ما كان قصدي ..

انتبهت لحالها .. في حضن أكثر انسان تكرهه و تخشاه !!

بشنو كانت تفكر يوم ارتمت في حضنه ؟؟


غبية !!

اهوا اكثر شي تخافه في هالدنيا !! ليش ارتمت في حضنه لما نطت في وجهها هالدجاجة الغبية ؟؟


بعدت عنه ..

ابتسم لها بحنان بالغ وهو يمسح دموعها بيده العملاقة : خلاص يا ريم .. ما كان قصدي ..


ريم طالعته بازدراء .. احتقرته .. قالت بصوت مخنوق : أكرهك باسم !!

انسحبت من ذراعه و ركضت على غرفتها ..

تم واقف في مكانه مصدوم ، تكرهيني يا ريم ؟؟ ليش انا شسويت لج ؟؟


مرر يده في شعره وهو يحس بجرح عميق واهانة كبيرة ..

تم واقف في مكانه متحير و غضبان ..

ليش كلما احاول اقرب منها تصدني ؟؟





/

\

/






بطل الباب بحذر .. أشر لها بيده انها تلحقه ..

قعدوا يمشون على أطراف أصابعهم و اهما يكتمون ضحكاتهم ..

تسللوا لداخل البيت وكل واحد فيهم ماسك جوتيه بيده ويمشي على خفيف


عشان لا يحس فيهم حد في البيت ..

وصلوا لغرفتهم بعد عناء طويل و بس وصلوا دخلوا للداخل وهما يصكرون الباب بقوة ..

حور كانت توها طالعة من غرفتها وسمعت صوت الباب و استغربت من هالشغلة ..

بطوها ضحكة واهما يطالعون بعض .. يحسون حالهم مثل المراهقين اللي يسهرون ليلهم


كله برا البيت ويستللون الصبح ويسوون روحهم نايمين..

جاسم : هههههههه يلا بسرعة حليمة لبسي بيجامتج و نزلي تحت ..

حليمة واهيا تلبس البيجامة : هههههههههههه انشا الله ..

جاسم لبس الروب و بعثر شعره يعني توة قاعد من النوم ..

حليمة طالعته وهي تضحك : يلا خل ننزل قبل لا تشك فيننا حور وتدري انه تونا رادين ..

نزلوا تحت واهما يتثاوبون ويتهامسون ويضحكون ..

شافوها قاعدة على الطاولة تنتظرهم على احر من الجمر واهيا تهز رجلها بعصبية ..

حور بنظرة : صباح الخير ..

جاسم + حليمة : صباح الخيرات ..

قعدوا مكانهم .. كل واحد منهم كلا لقمات قليلة وهو يتثاوب ..

حور طالعتهم بشك و قهر ..

حور : سهرانين البارحة ؟؟


جاسم : اي والله .. كنا قاعدين نطالع فلم ؟؟


حور بوقاحة : غريبة .. توني شايفة سيارتك جاسم وانتوا واصلين من برة ، كنت قاعدة بالبلكونة ..

جاسم وحليمة نزلوا راسهم بالأرض وحسوا وكأنها امهم و تحاسبهم ..

كان الوضع غريب ومحرج ، بس مضحك لأقصى درجة ..

حليمة وهي تكتم الضحكة : عفوا .. اسمحو لي لازم أروح الحمام ..

تم الوضع بين جاسم وحور مشحون .. يتبادلون النظرات الباردة ..

وجاسم يتظاهر بالانشغال بالأكل ..

- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه



كان هذا صوت حليمة وهي تصرخ بجنون .. جاسم فز من مكانه بسرعة وهو يصرخ : حليييمة !!

ركض لها الحمام بسرعة وشافها ترجف وكأنها طفل صغير و وجهها مبللته دموع ..

بس شافته تعلقت فيه و ضمته حيل : جاسم .. طلبتك لا تتركني بروحي ..

جاسم وهو يمسح على راسها : اسم الله عليج حليمة .. شصار لج ؟؟


حليمة وهي تبكي :لو قلت لك ما راح تصدقيني !!!

جاسم بنفاذ صبر وهو ياخذ وجهها ويحطه قبال وجهه :
حليمة !! انتي راح تجننيني !! تكفين قولي لي .. والله قعد تعذبيني جذي ..

حليمة وهي تهز راسها مثل الأطفال : اذا قلت لك راح تقول عني مجنونة ..

جاسم يحط جبهته على جبهتها يحسسها بالامان :
صدقيني ما راح أقول عنج مجنونة .. انا زوجج حليمة اشلون اقول عنج هالكلام ؟؟


حليمة رفضت تقول له في البداية .. لكنها بعد الحاحه .. قالت له بصوت مرعوب و خافت :
جاسم .. انا .. اشوف أشباح !!




/

\

/








عادل : والنعم فيك ..

يوسف وهو يفرك جبهته في توتر : يعني موافق عمي ؟؟


عادل : دام البنت موافقة مثل ما تقول .. اكيد بوافق وانا ابوك .. من وين بلاقي احسن منك


يستر على قمر و يحافظ عليها ..

ابتسم يوسف بالغصب وهو يتساءل في داخله اذا كان اللي عمله صح أو غلط ..

عادل : متى تبون تتزوجون يابوك ؟؟


يوسف :الحين !


يوسف : اي الحين عمي .. خير البر عاجله ..

عادل وهو يضحك : هههههههههه يوسف شهالكلام .. ماكو زواج يتم بين دقيقة والثانية ..

يوسف وهو يحس بغصة : امبلا .. مثل زواج باسم وريم ..

عادل وهو يسترجع اللي صار : اي بس هذي حالة خاصة ..

يوسف بحدة : عمي .. انا ابيها الحين ..

عادل : بس يا يوسف .. هذولا بنات البشار ما يتزوجون جذي بدون فرح وعرس كبير ..
وناس وعزايم ..

يوسف : خلاص عمي .. عيل الزواج بعد اسبوع


عادل مو مقتنع بكلامه : اسبوع مو كافي عشان تتجهز .. ما ادري شقول لك ..

يوسف :قول تم يا عمي ..

عادل بعد تفكير طويل قال بتردد : تم ..

مريم وقفت على الدرج واهيا مستغربة : شنو اللي تم ؟؟


عادل بابتسامة عريضة : يوسف وقمر بيتزوجون !!

مريم : شنووو ؟؟


عادل : مثل ما سمعتي ..

مريم بعصبية : انا بنتي تتزوج هذا !!! لأ وألف لأ .. اصلا اهيا مستحيل توافق !!

قمر من ورى امها : امبلا يمة .. موافقة ..

الكل استغرب شكلها .. كان شكلها وكأنها شبح ..

مو قمر اللي يعرفونها ..

مريم بصدمة : اشلون توافقين ؟؟


قمر واهيا تطالع يوسف بنظرة فارغة : انا ابيه يمة .. احبه من عمر ..

يوسف ابتسم بسخرية واستهزاء ..

عادل كان ضايع في هالموقف الحار ..

مريم مسكت يد بنتها وهي تقول لها :شفيج يمة قمر ..

قمر وهي تترك يدها : ما فيني شي يمة .. انا احب يوسف وابي اتزوجه ..

مريم : انتي تقولين هالكلام قمر ؟؟ مو مصدقة اللي اسمعه ..

قمر واهيا تطالع يوسف بنظرة عمره ما شافها في عيونه : لا صدقي يمة ..

قالت بغصة : يوسف يملك بين يده حياتي ..

مريم واهيا تسد اذونها وتمشي عنها : ما ابي استمع حق جنونج .. سوي اللي بتسوينه ..

عادل اقترب من قمر : اكيد تبينه ؟؟ موافقة على اللي يقوله ؟؟


قمر واهيا تغمض عيونها : ايه يبة ..

عادل : بس هو يبي العرس بعد اسبوع .. متأكدة هالوقت راح يكفي حق التجهيز و كل شي ؟؟


قمر واهيا تطالع يوسف :اي يبة ..

عادل استغرب من هالشغلة .. فسرها على انه حب عاصف .. غير قمر المغرورة ..

ابتسم وهو يقول :على بركة الله ..


مشى و طلع برة البيت وهو في قمة السعادة ...

يوسف اقترب من قمر و صار قبالها بالضبط .. قالها باحتقار : صرتي مطيعة اشوف ؟؟ - ابتسم بسخرية- وعاشقة بعد ؟؟


قمر باشمئزاز : ان شاء الله ضبطت الدور ؟؟


يوسف : هه .. أي والله ضبطتيه ..

كان على وشك انه يمشي ويتركها ..

مسكت كتفه و وقفته ..

قمر واهيا تطالعه بنظرات غريبة : يوسف ..

يوسف : نعم قمر ؟؟


قمر باحتقار وغرور كبير :لا تصدق اني في يوم من الأيام ممكن احبك !! سمعت !! انته اكثر انسان اكرهه بحياتي !!















/
\
/

















... [ الــجــزء الــثــالــت عــشــر ] ...






-بعد اسبوع من الاحداث السابقة-

طفلة صغيرة ، شعرها طويل ، أسود ، ناعم ، كثيف ، عيونها ساحرة ، دلعها فاتن ..
قصيرة ، متروسة ، حافية ..
كانت تركض بالبيت بكل طفولية واهيا تضحك ..
يركض وراها طفل ثاني من نفس عمرها .. باينه عليه ملامح الجمال من الصغر ..
عيونه الرمادية .. كبرياءه .. خفة دمه ..
اقتربت من اخوها الكبير وهي فاتحة ايدينها على الآخر عشان تحضنه ..
خذاها الاخو بحضنه .. ابتسم لها و داعبها ..
قالت له بكل براءة وهي تأشر على الطفل اللي كانت تلعب معاه : انا لما أكبر .. راح أتزوجه ..

ضحك عليها أخوها بصوت عالي : هههههههههههههههههه عليج سوالف يا قمر .. تبين تتزوجين يوسف لما تكبرين ؟؟




ابتسمت بإصرار : ايه .. راح أتزوج يوسف لما أكبر ..






فزت من نومها ..



شربت لها قلاص ماي واهيا تتذكر الحلم اللي حلمته ..



ما كان حلم .. كثر ما كان ذكرى من ذكريات الماضي .. وما تدري ليش قعد تطاردها ؟؟


يمكن لأن الحلم .. راح يصير حقيقة .. بعد ساعات معدودة ..







/

\

/







طلعت ريم من الحمام وهي لافة فوطة السباحة على جسمها .. و ركضت بسرعة للغرفة


عشان لا يشوفها باسم ..
كان شعرها مبلل .. ما كان له خلق انها تجففه .. عشان جذي لبست بيجامة برتقالية

طفولية على sponge bob وتركت شعرها مبلل ..
كانت تعيش هالايام اللي فاتت في حالة متذبذبة ومتوترة ..
مرات تحس انها تكره نفسها لانها قست على باسم وهي ما شافت منه الا الخير ..
ومرات تكرهه هو لانها تحس انه هو قسى عليها يوم تزوجها وجابها تعيش بمنطقة بعيدة و بيت

قديم ومتهالك ..
- ريم .. الغدا جاهز ..
سمعته ينادي باسمها وحست برجفة .. كل يوم في هالحزة بالذات تضطر انها تواجهه و تقعد

قباله على السفرة ..
وفي باقي الاوقات تتجنبه أو تنخش في غرفتها ..
ما ردت عليه .. طلعت من غرفتها بصمت و نزلت تاكل الغدا ..
قعدت قباله على السفرة اللي كانت مفروشة على الأرض ..
كان لي الحين منجرح منها ويتجنب يطالعها ..
يحاجيها باختصار و بحزم .. يعاملها ببرود وجفا ..
سمت ريم و بدت تاكل لقمات صغار و بعد دقايق هدت اللي بيدها

وقامت : الحمد لله .. شبعت ..
باسم بدون لا يطالعها : قعدي .. ابيج بسالفة ..
قعدت ريم مكانها غصبن عنها وهي تنطر باسم يقول السالفة : نعم ؟؟ شعندك ؟؟

باسم ببرود : نطري خل أخلص أكلي ..
ريم واهيا تستعد انها تقوم : عيل انا اقوم وبعدين لما تخلص قول اللي عندك ..
باسم وهو يأشر لها بيدها ويقول بعصبية وصوت عالي : قلت لج قعدي !!
تلاقت نظراتهم .. نظراته الجامدة المنكسرة وعيونها الخايفة والمترددة ..
قعدت مكانها وهي ساكتة ..
نطرته يخلص اكله ..
قام من مكانه وهو يشيل الصحون من على السفرة ..
تمت هي قاعدة مكانها بحيرة ..
باسم وهو يطالعها ببرود ولهجة آمرة: ما ساعدتني في الطبخ .. ساعدي في التنظيف ..
حست بالإحراج وجهها صار أحمر من الغضب ..
قامت تساعدة وهي مو قادرة تصبر على الموضوع اللي يبي يقوله ..
عساه خير ؟؟

بعد ما انتهوا من الشغل .. طلب منها تقعد في الصالة تنتظره ..
انتظرته فترة قصيرة ..
رجع وقعد قبالها وهو يمسح وجهه بيده ..
كان صمته على وشك انه يقتلها ..
أخيرا نطق بعد تنهيدة طويلة : اليوم عرس يوسف اخوي ..
ريم حست برجفة ..
كمل باسم كلامه بقهر وكأنه قعد يلفظ روحه : بيتزوج قمر بنت عمي ..
ما تدري ريم اي احاسيس انتابتها في هذي اللحظة .. بس كانت متأكدة

ان الغيرة كانت وحدة من هالاحاسيس .. ما قدرت تعرف في ذيك اللحظة ..
اذا كان احساس الغيرة هذا عشان زواج يوسف ؟؟ ولا عشان حست بميل باسم

تجاه قمر ؟؟

باسم حسها راحت بعيد و وجهها قلب ألوان .. قال لها عشان يرجعها للواقع : طبعا انا وانتي معزومين ..
ريم بعصبية واضحة حاولت تخفيها : ما راح اروح.. ما عندي شي ألبسه ..
باسم وهو يغمض عيونه :
رحت اليوم الصبح وشريت لج نفنوف سهرة ان شاء الله يعجبج .. و طلبت من رفيجي يقول حق اخته

تدبر لج كوافيرة عشان تسوي لج شعرج والمكياج .. راح تكون اهني بعد ساعة ان شاء الله ..
انقهرت ريم من هالحجي وانصدمت .. شلون يسوي كل هذا بدون ما يقول لها ؟؟

ما قدرت انها ترفض انها تروح ولا قدرت ترفض عرضه .. خضعت له بكل اكراه ..








/

\

/










تمللت حليمة في جلستها .. كانت حور لاصقة في جاسم و أثارت غيرة حليمة


اللي كانت قاعدة بزاوية بعيد ..
من آخر كلمة قالتها .. جاسم قام يعاملها بجفا .. يحسها تستهبل عليه أو إنها مريضة

نفسية .. يعامها وكأنها طفلة ياخذها على قد عقلها ..
تموا يتابعون الفلم بصمت وحور كل شوي تهمس باذن جاسم بشي و هو يبتسم بخفوت ..
حست حليمة انها خلاص بتنبط وجاسم لاحظ هالشي ..
طالعها بطرف عينه : حليمة مو انتي واختج بتروحون الصالون عشان تتزهبون حق العرس ؟؟

حليمة حست انه يبي يفتك منها عشان ياخذ راحته ويا حور ، قالت من بين اسنانها : اي .. خمس دقايق وتوصل ..
جاسم وهو يقترب اكثر من حور : وانتي .. ما بتروحين العرس ؟؟

حور بدلع : نؤ ..
جاسم : ليش عااد ؟؟

حليمة ما قدرت تستحمل اللي قعد يصير اكثر من جذي قامت من مكانها وطلعت الحديقة تنطر

شيماء ..
وبس غادرت المكان ابتعد جاسم عن حور و دفعها عنه بقرف وقام من مكانه ..
حور باستغراب : وين ؟؟

ما رد عليها وطالعها من طرف خشمة ..
انقهرت حور منه .. يتخذها وسيلة عشان يقهر حليمة !!







/

\

/






ركبت حليمة السيارة وصكرت الباب بعصبية .. تمت اختها تطالعها لفترة طويلة ..

دمعت عيونها ..
شيماء : حبيبتي حليمة .. من زمان ما شفتج !!
حليمة بنبرة حزينة : حياتي انتي ..
شيماء وهي تطقها عالخفيف :حسبالج مكالمات التلفون هذي تشفي غليلي ؟؟ ولا مرة فكرتي تيين تزوريني ؟؟

حليمة بغصة : شسوي .. اخاف اطلب منه ..
شيماء بدهشة : ليش ؟؟ اهوا ما يعاملج عدل ؟؟

حليمة : لا لا لا حرام .. بس يعني ما أدري شلون اشرح لج .. يعني ما أدري احس دايما

الجو مكهرب بيننا ..






/

\

/







الساعة 11 .. فندق فخم .. معازيم كثار .. ضحكات تتعالى .. الدي جي لاعب لعب ..

قمر قاعدة على الكوشة اللي ما صار ولا استوى مثلها بالبلد ..
شعرها مصففته أشهر كوافيرة ومكياجها على يد احسن خبيرات التجميل ..
فستان العرس من تصميم مصمم ايطالي معروف صممه خصيصا حقها و بفترة قياسية نظرا

للفلوس اللي غرقوه فيها ..
كل شي في العرس يدل على حكاية خرافية أو fairy tale ..
كل بنت تحلم في عرس مثل هذا ..
قعدت تطالع المعازيم والبنات يتراقصون حولينها مثل الفراشات وهي تتصنع الابتسامة ..
التعابير اللي على وجهها تخالف احساسيها اللي تزدحم في صدرها ..
في قلبها هم كبير يناقض ابتسامتها الواسعة الجذابة ..
اختها سارة اللي كانت اكبر المنصدمين من قرار قمر بالزواج من عدوها اللدود

يوسف ..
قعدت تحوم حولينها وترقص .. كانت طالعة في أبهى صورة .. بس كالعادة كانها مغنية rock بستايلها

الصارخ ..
كانت فرحانة لقمر لانها تظن انها وافقت على يوسف حبا فيه .. وانه ورا الكره والهواش

اللي كانوا فيه كان فيه حب يشتعل في صدر كل منهم ..
ما كانت تدري باللي صار ..
اما مريم .. فرغم الامتعاض اللي فيها ومعارضتها الشديدة لهالزواج بس تحت اصرار عادل و

حفظا للمظاهر وماي الوجه تظاهرت بالفرحة والابتسامة ..
الحفلة كانت كلها مظاهر ..
الكل يتظاهر بالفرحة .. الطيبة .. الوداعة ..
في حين كل حرمة شايلة على الثانية في قلبها كم من الحقد و الحسد ..
القبل والاحضان المليئة بالنفاق .. الضحكات اللي تحمل وراها كره عميق .. كلمات المديح

اللي تنساب من فمهم مو من قلبهم ..
ريم كرهت هالجو !!
قعدت تعدل نفنوفها و تعدل جلستها .. ما تعودت على هالكشخة ولا كل هالمكياج اللي

حاطته بويهها مع انه كان ناعم وخفيف بس هي مو متعودة ..
ما كانت مشاركة في الحفل .. قاعدة في زاوية .. منطوية على روحها .. تراقب الوضع من بعيد ..
سارة كل شوي تجي لها تشد يدها عشان ترقص معاها لكنها كانت ترفض بخجل ..
أما حليمة و شيماء ..
فكانوا قاعدين في الصفوف الخلفية و يبتسمون للحضور بعذوبة ويتبادلون الحديث

الطيب ..
ما تعودوا على هالحديث لكن بما إن حليمة الحين صارت زوجة رجل أعمال معروف

ومن الطبقة المخملية على قولتهم لازم تتعود على هالجو ..
رغم انها كرهته لكنها حاولت تظل مبتسمة ..
حانت اللحظة الحاسمة .. لحظة دخول المعرس ..
الحريم كلهم تغطوا ..
المتحجبة لبست النقاب والعباة .. والغير محجبة لبست عباة كتف تغطي ملابسها

الفاضحة ..
اما البعض .. الله يستر عليهم ..
قمر حست بدوخة .. لوعة .. غمتة ..
قلبها يدق بسرعة .. تجمدت دماء وجهها .. صارت حرارتها مليون ..
تكرهه !! تكرهه!! تكرهه!!
دخل يوسف ومعاه الرياييل .. وسيم وحلاته تذبح .. دشداشته البيضة والبشت الأسود ..
البنات كلهم ماتوا من حلاه ..
حتى قمر اللي تكرهه بغت تموت من كثر ماهو مزيون ..
اما هو..
دخل على أعصابه .. ما يدري اذا اللي سواه صح ولا غلط ؟؟

وراح ينجح في هدفه ؟؟ راح يأدبها ؟؟

و اذا أدبها ؟؟

بعدين شراح يصير ؟؟

يستمر في حياته مع إنسانة يكرهها ؟؟

اقترب من الكوشة .. كانت الصورة مشوشة بالنسبة له بسبب تفكيره ..
لكن مع اقترابه من الكوشة بدا كل شي واضح ..
ركب الكوشة وشاف نفسه وجه لوجه قبال قمر ..
شهق اول ما شافها و كتم شهقته ..
يا ربي على الجماااااااااااال !!
معقولة مخلوقة كريهة ومغرورة و تافهة وحقيرة مثل هذي تملك كل هالجمال ؟؟

وقف يمها ولا كلف نفسه يبتسم لها او يبوس راسها ..
صد عنها وتمت هي منقهرة ..
كان صدرها يصعد وينزل من الخوف ..
ما تدري شنو مخطط عليه ؟؟

حست بالدوخة تزيد .. تخدر جسمها ..
التفت لها يوسف يلبسها الدبلة بعد ما جابوها له ..
طاحت عينها في عينه ..
و ..
أغمى عليها ...
شهقوا الحريم كلهم ..
حليمة وشيماء اللي ما قدروا يشوفون شي من دخلة المعرس وقفوا من مكانهم

عشان يشوفون السالفة وليش الحريم قاعدين يصارخون ؟؟

وقفت حليمة على رجلها و شافته على الكوشة ..
انصدمت ..
عيونها غرقت دموع ..
حست وكأنه أحد قاط كبت فوق راسها نفس الرسوم المتحركة ..
راسها يدور ويدور ..
لوعة .. مو من جبدها من قلبها ..
مسكت يد شيماء و ضغطت عليها ..
حليمة بغصة : شيماء .. امشي نرجع البيت ..
شيماء : صبر .. خنشوف شصار ..
حليمة :شيماااااء الله يخليييج تعبانة حيل !!
شيماء : اوووف زييين !!
طلعوا وهم حاسين بحيرة الباب متروس رياييل ..
شيماء كانت بالمقدمة وماسكة يد حليمة ..
شيماء وهي منزلة راسها وتستأذن من الرياييل يسوون لها درب :لو سمحتوا .. درب بنطوف ..
كلهم تنحوا إلا واحد كان جاي من برا راكض و صدم فيها ..
شيماء : عمىىىىىىى !! ما تشووووف ؟!؟

عبد الله ما انتبه لها خصوصا انها كانت متغطية : آسفة اختي ..
شيماء من العيلة ما عرفته : اوووف رياييل اخر زمن .. جهنم ا نشاء الله !!
عبد الله والدم يفور من راسه : بعد اختي داخل واغمى عليها تبيني امشي على بيض ان شاء الله !!
شيماء استوعبت من هذا ما بغت تطول حجي لانها تعرفه عدل انسان وقح : اووف .. زين يلا اذلف ..
وشدت حليمة ومشت عنه بسرعة ..
في هاللحظة بالذات شبه عبد الله على صوتها .. احتار في أمره يلحقها يعرف شنو

صلتها فيهم ولا يدخل على أخته ..
ما طالت حيرته ركض للداخل ..
يوسف اللي كان ماسكها بين يده احتار في أمره ما عرف شيسوي ..
موقفه كان محرج عروسه طايحة في حضنه مغمى عليها في يوم عرسهم ..
عبد الله ركض له وانقذه من الحيرة ..
عبد الله : يوسف يلا شيلها الحين اوديها المستشفى ..
يوسف بتوتر و حرج من الموقف : اوكي يلا ..
فصخ البشت و الغترة والعقال و شالها بين يده مثل الطفلة و شق طريجه وسط الحريم

اللي التموا عليهم ..






/

\

/






ركبت السيارة جنبه ..

ما كلف نفسه انه يلقي نظرة وحدة على الاقل تجاهها ..
كل تفكيره كان باللي بطريجها للمستشفى ..
طول الطريج تموا ساكتين ..
حبت ريم هالسكوت .. لان الحديث اللي يبدي بينهم بابتسامة

ينتهي بموقف بغض ..
وقف عند باب البيت ونزلت من السيارة بسرعة ..
عطته ظهرها و دخلت البيت بسرعة ..
صعدت غرفتها ..
فصخت عبايتها ..
تأملت نفسها بالمنظرة ..
فستانها بلون أحمر غامج مغري متناسق مع لون بشرتها السنو وايت ..
مكياجها يناسب ملامح وجهها الجذابة الطفولية ..
جمالها طفولي ..
و الكل يشهد فيه ..
لكن هي مو حاسة بنفسها انها جميلة ..
ما عندها ثقة بنفسها كثر امها الله يرحمها ..
حست بقهر كبير ..
توهمت انه باسم يموت في قمر وانه يتغزل في جمالها ويكتب لها اشعار ..
ما تدري من وين يابت هالافكار و ما تدري ليش قعدت تضايقها ؟؟

كرهت هالاحساس اللي فيها ..
باسم طق الباب مرتين بخفة و بطله ...
التفتت لجهة الباب وهي جفلانة من دخلته ..
باسم يوم شافها طار عقله .. ظل متنح فيها .. ريم من أي عالم ؟؟

واي نوع من الحوريات ؟؟

ريم تمت تطالعه باستغراب و بلاهة ..
باسم انتبه لنفسه : احم احم .. نايمة ولا قاعدة ؟؟

ريم : شرايك ؟؟ انته ششايف ؟؟

باسم بحرج : قاعدة ..
تمت ريم تطالعه ناطرته يتحجى ويقول شيبي ؟؟

باسم بتردد كبير و خوف من انها ترفض اللي بيقوله : انا اليوم رحت شريت وايد افلام دي في دي .. اشرايج تسهرين واي ؟؟

ريم تمت تطالعه ببلاهة لمدة طويلة ..

قالت بصوت واطي ومتردد و هي مو مصدقة انها قالت اللي قالته : أ .. او.. أوكي ..











.. [ الــبــارت الــثــالــث عــشــر ] ..











ما كانت مستعدة أنها تفتح عيونها .. النوم لي الحين يطاردها .. لكن



الحشرة اللعينة و صوتها المزعج قاعد يطن باذونها ..



لوحت بيدها في الهوا تطردها لكن ماكو فايدة .. كانت مرتاحة في نومها وهالحشرة



الغبية خربت عليها !!



فتحت عيونها بانزعاج وشافت قبالها التلفزيون لي الحينه مبطل و الشاشة لونها ازرق ..



كانت تحس إن فيه وضع غريب .. واستغرقت دقايق عشان تستوعبه ..



كانت نايمة على كتف باسم و باسم حاط راسه على راسها و بيده ريموت التلفزيون ..



حست برعشة و قامت من على كفته بسرعة ، و راسه طاح في حضنها ..



توترت وما عرفت شلون تتصرف .. بالاول هي كانت نايمة على كتف باسم ، والحين باسم



نايم في حضنها !



يا ربي ! شسوي ؟؟



خدودها كانت حمرا و توترها وصل حده الأقصى !



قربت من أذونه وهمست : باسم .. باسم ..



ما رد عليها و كان غرقان في النوم ..



ازدادت حيرتها ..



هزته من كتفه برقة وهي تنادي بصوت عذب :باسم .. باسم ..



اخيرا انتبه لها .. بطل عينه وهو يحجب ضوء الشمس وقال بصوت ناعس : الساعة جم الحين ؟؟



ريم وهي تطالع الساعة المعلقة على الطوفة : الساعة 2 ..



باسم و هو يفز من مكانه وقال بعصبية : أوله ! ليش ما قعدتيني ..



ريم بانزعاج وهي تقوم من على الصوفا : ما أدري ..



صكرت التلفزيون و لمت الأشرطة اللي طايحة على الأرض وهي منزعجة..



انتبه باسم لانزعاجها ..



باسم وهو يحك شعره المبهدل المنكوش بسبب النوم واللي زاد من حلاه : ريم .. شفيج ؟؟



ما ردت عليه و رتبت الصالة بسرعة عشان تصعد غرفتها ..



باسم باستسلام : على راحتج ..









/


\


/








اتكأ على الجدار الكبير وعيونه تدور و من داخله يرجف ،



غمض عيونه بألم .. سأل في صوت حزين : دكتور .. انته متأكد من نتيجة التحليل ؟؟



الدكتور وهو يربت على كتفه بأسف : إي نعم متأكد .. اصبر .. فإن الله مع الصابرين ..



دمعته نزلت على خده غضبا عنه : لا إله إلا الله ..



سمع صوتها من داخل غرفة الفحص تناديه بصوتها الغنج و المغرور : يوسف .. يوسف ..



الدكتور وهو يطالعه بأسى : تبيني أخبرها ؟؟



يوسف وهو يهز راسه : لأ .. آنا أخبرها ..



عطاه الدكتور نظرة تعاطف أخيرة ومشى عنه ..



لي الحينها تنادي : يوووسف وينك ؟؟



يوسف استرجع تركيزه و قال وهو يدخل الغرفة : كاني ..



قمر بغرور : يوسف آنا تعبانة .. متى نرجع البيت ؟



يوسف طالعها بنظرات غريبة عليها خلاها تنتفض بمكانها .. أخيرا قال بعد صمت طويل :
يلا .. بس بالأول خل أوديج الكافتيريا اللي تحت تاكلين لج شي ..



ما ردت عليه و قامت من مكانها وهي تحس بإحساس غريب سببته نظراته تجاهها ..



مشت وراه مثل المنومة مغناطيسيا و هي في داخلها تستغرب سر هدوءه و صمته القاتل



و نظراته اللي ما لها تفسير ..



قعدت في الكافتيريا بعد ما طلبت لها كرواسون وعصير ..



قعدت تاكل ببطء وهدوء ويوسف يراقبها وهو ساكت .. كان لي الحينه مو مستوعب كلام

الدكتور .. قال لها فجأة : قمر .. بقول لج شي ..



قمر هدت الاكل وطالعته : نعم ؟؟



ما عرف يوسف بالضبط شنو هو إحساسه تجاه قمر .. لكن على الرغم من كل



الألم اللي سببته له عن عمد وكل الألفاظ اللي نعتته فيها و كل المواقف اللي تهاوشوا



فيها و تبادلوا السب وكلمات البغض والكره .. لكنه في هذي اللحظة يوم حط عينه في



عينها حس إن في عيونها لمعة غريبة تحمل نوع من البراءة ..



قمر قعدت ساعة تبحلق فيه و ناطرته يتكلم لكنه ما قال شي وتم يطالعها وهو ساكت و غارق



في التفكير ..



قمر بنفاذ صبر : أوف يوسف قول شعندك ؟؟



يوسف فاق من سرحانه و قالها : ولا شي .. بس خلصي بسرعة عشان الطيارة بعد ساعتين ..



قمر بامتعاض : أوف .. على طول سفر ؟؟ ما نرتاح لنا بالبيت جم يوم ؟؟



يوسف وهو يرجع لطبيعته المعهودة و بروده معاها :
أي طبعا .. أسبوع بس عشان الشكليات.. حسبالج وحدة مثلج تستاهل سفر و شهر عسل ؟؟



طالعته قمر بنظرة استحقار و رجع لقلبها الشعور بالذل .. تمنت لو يرجع يطالعها بنفس النظرات



اللي كان يطالعها فيها من شوي .. كانت تخليها تحس بانتصار غريب أول مرة تحس بمثله ..











/


\


/







كانت مرتمية على السرير .. الوسادة كانت مبللة بدموعها المريرة .. مسكينة الوسادة ..



استخدمتها عشان تكتم صرخات و آهات وشهقات كادت تقتلها ليلة أمس ..



كل هذا و جاسم في الغرفة اللي يمها ويا حور ..



ما تدري ليش كانت تبجي بالضبط ؟؟ عشان اللي شافته أمس في العرس أو لأنها أول ليلة لها



بعيد عن جاسم .. أو أصوات الهمسات اللي تسمعها من السرير و الكبت و الكرسي والتسريحة ..



تحس إنها فعلا جنت مثل ما يظنها جاسم ..



قامت من مكانها بالغصب وهي حاسة بالعجز والضعف .. وفعلا كل شي فيها كان ضعيف ..



حتى دقات قلبها كانت ضعيفة .. تنفسها بطيء و ضعيف ..



البجي اللي بجته أمس استهلك طاقتها ..



كرهت نفسها في هاللحظة .. تحس إنها مريضة نفسية .. الأشياء الجنونية



اللي تطاردها .. والأصوات المخيفة والهمس .. وفوق كل هذا الجرح اللي بقلبها



اللي بالغصب تشافى رجع و نزف ..



و اللي يخليها تكره نفسها أكثر و أكثر هو انها تحس بهالشعور تجاه ريال غريب



وهي مرة متزوجة ..



حست إن حياتها معقدة وطويلة و ما تخلص مثل المسلسلات المكسيكية ..



لبست ملابسها أي شي و حتى ما سرحت شعرها و نزلت الطابق اللي تحت ..



ما كان لها نفس تاكل او تجابل حور .. طوفت غرفة الطعام بدون لا تصبح عليهم و طلعت



الحديقة وهي تحس انها بامس الحاجة للهواء النقي ..



ضمت نفسها وهي تستنشق نسيم الهوا العليل ..



حست فيه يقترب منها .. صوت خطواته تميزها من بين خطوات ألف ريال ..



اقترب منها من ورا و حط يده على كتفها: حليمة .. شتسوين برا ؟؟ الجو بارد ..



حليمة بدون لا تلف وهي تحس بوله مو طبيعي تجاه جاسم : حسيت بخنقة .. قلت أطلع أشم هوا ..



جاسم وهو يبتعد عنها : لا تطولين ..



ومشى عنها بعيد ..



حست بالوحدة أكثر من وقت مضى ..



كانت تتمنى تصرخ فيه و تقول له لا تتركني وتمشي ..



ما شبعت من ريحتك ..



بس النار اللي تشب في ضلوعها كانت اقوى من أمنيتها الضعيفة ..









/


\


/










قعد يطرق أصابعه على المكتب وهو يفكر بعمق .. و بيده الثانية يلعب



في لحيته الخفيفة ..



رن تلفونه شاله بسرعة و بصوته الرخيم قال بدون تفكير : تم الموضوع ؟؟



الطرف الثاني : أي نعم طال عمرك .. Eve Anderson على طيارتها وبطريقها لأمريكا ..



ابتسم عادل وأخيرا براحة : طيب .. مع السلامة ..



صكر التلفون و اهوا فرحان .. احساسه بالنصر خلاه يحس بنشوة عجيبة ..



حجر علق بطريقه و رفسه بريله و أبعده ..



هذا هو إحساسه تجاه Eve المسكينة اللي تسفرت غصبا عنها على يد ناس



ما عندها ضمير و لا تراعي ربها في أعمالها ..



قام من على الكرسي عدل غترته ، ألقى نظرة سريعة على نفسه بالمنظرة اللي موجودة



في المكتب الفخم ، ابتسم برضا على شكله ، عادل وسيم بدرجة مو طبيعية على الرغم من عمره



الكبير ، و على الرغم من الشيب اللي يغطي وجهه إلا أنه يزيده جاذبية ، هو دايما يهتم بنفسه



و بشكله ، و اعتداده بنفسه كبير جدا ..



رن تلفونه و طالع الشاشة " أمي " يتصل بك ..



تأفف و تغيرت ملامح وجهه للضيق كالعادة ، و أغلق جهازه عشان لا تـأذيه بالاتصالات ، و

طلع من المكتب ..








/


\


/







مسكت الجيتار و قعدت تعزف بجنون و صخب ، شعرها الناعم اللي بالغصب تسويه كيرلي قعد يتطاير



في الهوا كلما فقزت في مكانها تقلد حركات مغنيين الروك ، و جمال عيونها القاتل اختفى مع



الكحل الغامج و الكثيف اللي حاطته ، كانت بنطرون ستريت لونه تركواز و بلوزة سودا مكتوب عليها


Rock princess ، و بالفعل كان شكلها و كأنها أميرة روك ..



كان في أحد يطرق باب غرفتها لكنها ما قدرت تسمع بسبب الإزعاج اللي سببه عزفها ، اقتحم عبد الله الباب



و هو ساد أذونه ..



بس شافته يدخل وقفت عزف وطالعته بعصبية : عمى !! ليش ما تطق الباب !



عبد الله :وانتي خليتي فيها باب الله يهديج ، انتي وهالجيتار المزعج أوف !



سارة وهي تحط الجيتار على جنب :شتبي ؟؟



عبد الله قعد على طرف السرير و مال بجسمه لي جدام و شبك ايده ببعضهم ، كانت



هذي طريقته كلما كان بيتكلم عن موضوع وسارة هي أكثر وحدة تعرف له ..



يوم شافته بهالحالة بدا عليها الاهتمام ، سألته بشك : عبد الله .. خير شصاير ؟؟ شكله الموضوع جايد ؟؟



عبد الله وهو على نفس الحالة : لا الخير بويهج .. بس .. أبي أسألج سؤال ..



سارة : اسأل يا خوي ..



عبد الله و هو يمسح ويهه قال وهو يقطع بالكلام : كان .. كان فيه بنية بعرس يوسف .. ا.. اسمها شيماء ..



سكت لحظة ، طالع سارة عشان يعرف اذا عرفت عن منو يتكلم أو لأ ، كانت ضايعة و على



وجهها علامة استفهام ..



قعد يطالع السقف وكمل كلامه وبدون شعور يبتسم : طولها عادي ، و ملامحها عادية ، بس عيونها فيها جاذبية قوية ، من أول ما تطيح عينج



بعينها تحسين إن فيه شي مميز يجذبج لها ، تحسين إن عيونها محيط عميق ما لها نهاية ، وعندها



شامة على خدها ..



خلص كلامه و طالع سارة اللي كانت قعد تطالعه بصدمة ، وشوي شوي .. بدت تبتسم ، بعدين



ضحكت بصوت عالي : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه ..



عبد الله بنرفزة : عمى ! على شنو تضحكين ؟؟



سارة وهي مو قادرة تسكت : اضحك عليك هههههههههههههههههههههههههههههههههههه

امبي ما اقدر بطني ..



عبد الله وهو يمسك غترته و عقالة و يحطهم على جتفه و بشكله المبهدل قال لها :
الشرهة مو عليج علي انا اللي ياي أسألج .. حاسبج اخت مثل الاوادم طلعتي مو كفو ..



سارة و هي لي الحين فيها ضحكة : لا خلاص اسفة .. اقعد قول ..



عبد الله و هو يطالعها بطرف عين و بعدين قعد : كاني قعدت ..



سارة بجدية : انزين كمل ..



عبد الله : بس خلصت .. بغيت أعرف اذا كنتي تعرفين هالبنية ولا لأ ؟؟



سارة و هي تحس انها بتضحك مرة ثانية حاولت قد ما تقدر ما تطلع الضحكة : ليش .. تبي تخطبها ؟؟



عبد الله بارتباك :لأ طبعا .. انا اخر شي افكر فيه اهوا الزواج ..



سارة :واضح ..



عبد الله وهو يقوم من مكانه : اقول انتي كملي عزف وايد أحسن !






/


\


/







اعتدل في جلسته و هو يعدل غترته ، ما تعود على الدشداشة و الغترة و يحس إنه شكله



غلط و مو عارف كيف يتصرف ، كان قعد يلعب بالمسباح بتوتر ..



أمه و خالته كانو قاعدين يمه ، وهي قاعدة بعيد عنهم شوي ،



كان كل شوي يسترق النظر عشان يشوفها ، كانت بتموت بمكانها أول مرة تشوفه



جذي بهالشكل ، حلاته تذبح !! ريال و عن ألف ريال !



أم طلال : جليلة حبيبتي .. انتي عارفة ان طلال ولدي الوحيد ، و مالي غيره ..



جليلة وهي تطالع طلال بمحبة صادقة : و الله يشهد انه ولدي انا بعد ، و أعزه و اغليه ، و هو ما يقصر معاي و انا ما اطلع من

يزاه ..



طلال وهو يقوم من مكانه يبوس راس خالته : والله يا خالتي لو شنو سويت ما أكفي وأوفي .. انتي بعد ما قصرتي ويانا ..



رجع مكانه بعد ما قط جم نظرة على كوثر ،



أم طلال : والله يا ختي انا ما حب ألف وأدور .. و بدخل بالموضوع على طول ..



انا صراحة عيني على كوثر من زمان حق وليدي طلال .. و خلاص دام اهيا تخرجت و خلصت



ثانوية ، انا شايفة ان خير البر عاجله .. و انا يا اختي ياية لج اخطب كوثر بنتج حق ولدي طلال ..



جليلة وجهه استبشر و تهلل .. أما كوثر فانصدمت من هالكلام اللي انقال ، و في نفس الوقت انحرجت حيل



و وجهه صار احمر أكثر من الطماط !



نزلت راسها بسرعة و صدمتها لي الحين ما زالت ..



جليلة : هذي الساعة المباركة يا اختي و الله لو ألف الدنيا كلها ما ألاقي أحسن من طلال حق بنتي ،

و لا ألاقي أحسن منكم أهل و نسايب ..



أم طلال : عيل نقول مبروك ؟؟



جليلة بطيبتها الصادقة و ابتسامتها البسيطة : الراي الأول والأخير حق كوثر ..



أم طلال التفتت لكوثر اللي تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها ..



جليلة : شقلتي يا بنيتي ..



كوثر ما ردت من الحرج ، والصدمة ..



كانت صدمة قوية بالنسبة لها و ما قدرت ترفع راسها و تحط عينها بعين



امها او خالتها او .. طلال ...



كان موقف محرج و صدمة قوية بدون مقدمات .. ما توقعت هالشي أبدا و خصوصا

في هالوقت ..



طال الصمت و ماكو جواب ..



ابتسمت جليلة ..



أم طلال : ها ؟؟ نقول السكوت علامة الرضا ؟؟



جليلة وهي تتأمل بنتها فترة طويلة ..



وأخيرا التفتت حق أختها : اي .. نقول السكوت علامة الرضا ..



أم طلال : كلووولوووووووووووووووووووووووش








/


\


/







لبس ثيابة على عجل و بدون لا يطل في المنظرة يجيك على شكله اذا أوكي ولا لأ..



صار يتجنب يطالع نفسه لانه كرهها ..



كره نفسه !



يحس ان قسى على الإنسانة الوحيدة اللي ملكت قلبه .. يحس إنه قعد يظلمها ..



وفي نفس الوقت يحس إنها مجنونة .. او قعد تضحك عليه و تلعب !!



خذا بوكه و مفاتيح السيارة و طلع من الغرفة ..



راح المطبخ اللي تحت و في طريقه مر على الصالة ..



كانت حور قاعدة مع اختها اللي جاسم يكرهها أكثر من حور نفسها ..



حاول يتجاهلها و يسوي روحه ما شافها لكن هي صاحت فيه : جاسم ..



الفتت باسم و ابتسم لها من غير نفس : هلا مريم ..



مريم واهيا تطالعه من فوق لي تحت : اشلونك ..



مريم : بخير مريم .. انا مستعيل .. عن إذنج ..



مشى عنها بسرعة و بدال ما يطلع من الباب الرئيسي اتجه للمطبخ اللي يم الصالة على طول



عشان يطلع من الباب اللي هناك لأنه كان عطشان ويبي يشرب ماي .. حط المفتاح والبوك على



الطاولة و ارتشف قلاص الماي بسرعة وحس بانتعاش ، طلع من مكانه بسرعة ..



وصل لسيارته وقعد يدور في جيبه و تذكر انه نسى المفتاح والبوك في المطبخ ..



خذاهم بسرعة و كان على وشك انه يطلع لكن شد انتباهه الحديث اللي كان قعد يدور في الصالة ..



ارهف السمع بدون لا يحسون ..



مريم : ها .. شلونه معاج ؟؟



حور بضيق : مثل الزفت ..



مريم : واشلونه مع مرته الثانية ؟؟



حور ضحكت بخبث : كله يتجاهلها .. يحسبها اهيا و الطوفة واحد ..



مريم : ههههههههههه يعني نفع اللي سويناه ؟؟



حور : نفع و نص ، قامت تشوف اشباح و جن و شغلات جذي و هو يحسبها مجنونة ..



مريم : هههههههههههه الغبي ما يعرف باللي سويناه ..



حور :هههههههههههههههههههههه



مريم :والله دام العمل نفع معاج لهادرجة خل اروح حق ام الخير تسوي لي

عمل عشان اخلي عادل خاتم بصبعي ..



حور : اي والله روحي .. هذي الطريقة الوحيدة اللي تقدرين فيها تحافظين على زواجج ..



جاسم حس بالدم يغلي براسه .. ما قدر يستمع حق أي كلمة ثانية من الحجي اللي انقال ..



حس إنه بالفعل غبي !!



حس إنه ظلم المسكينة حليمة وياه وايد ، من يوم ما خذها من بيت ابوها لحد هاليوم !



كره هالإنسانة اللي اسمها حور اكثر من أي لحظة بحياته و أكثر من ماهو يكرهها أصلا ..



حس إنها حقيرة لدرجة إنها ما تستاهل تعيش و بنفس الوقت ما تستاهل انه الواحد يلطخ يده

بدمها ..



ما تسرع في تصرفه ، خذا البوك والمفتاح و طلع من الباب الخلفي وهو يقول حق نفسه : الحين راح يبين منو الغبي !









/


\


/







كان قاعد بالصالة بروحه كالعادة .. يحس انه حمار وخرب كل شي بنفسه ،



ما يقدر يسوي شي صح لمدة دقيقة وحدة و خربه على نفسه بتصرفاته الغبية ..



ما يقدر يستحمل فكرة انهم في نفس البيت .. و كل واحد يفصل بينهم جدار كبير هو أكثر من

مجرد جدار اسمنتي ..



كل ما حاول يقرب منها و ينجح في محاولته يتصرف بغباء ..



ما يدري ليش عصب عليها اليوم عشان هو تأخر في النوم !



ما استحمل أكثر من جذي وهو يحس في تأنيب الضمير ..



يتخيل شكلها وهي قاعدة بروحها بالغرفة .. و تبجي من الإحساس بالوحدة والمرارة .. أكيد



هي متضايقة و قعد تبجي الحين و كله بسببي ..



قام من مكانه و صعد غرفتها .. طق الباب بشويش : ريم .. ريم ..



ما ردت عليه ..



بطل الباب و دخل راسه بس ..



شافها واقفة عند الدريشة و تتأمل الشارع ..



باسم : ممكن أدخل ؟؟



ريم بدون ما تلتفت : ادخل ..



باسم اقترب منها : ليش قاعدة هني بروحج ؟؟



ريم : عاجبني الوضع ..



باسم اقترب منها أكثر و مسك وجهها و داره لناحيته : يعني انتي ما قعد تبجين ؟؟



ريم : أبجي ؟ على شنو أبجي على شي ما يستاهل ؟؟



باسم حزت بخاطره هالكلمة ، طالعها بنظرة : يعني قصدج انا ما استاهل ؟؟



قالها و طلع من الغرفة وهو شايل بقلبه ..



رجع لمكانه بالصالة و قال وهو يحاجي نفسه : وانا اللي كسرت خاطري وقلت اكيد قاعدة بروحها .. خليها تقعد بروحها لين تموت !



و رجع يطالع التلفزيون والموضوع لي الحين شاغل باله ..



اما هي ..



قعدت على طرف السرير و هي تفكر في ملامح وجهه يوم قالها " قصدج انا ما استاهل " ؟؟



حست بالذنب .. ما تدري شنو بالضبط يجذبها لعيونه السودا الغامجة !



لما تطالعها تحس انها قعد تطالع احلى منظر شافته بحياتها .. وفي نفس الوقت .. تحس انه

أحزن منظر !!



ما تدري شنو هالشي العجيب اللي في عين باسم اللي ربط الحزن بالجمال ..



حزت بوخز في قلبها .. حست انها جرحته بكلامها و هو كان ياي يراضيها ..



رق قلبها له .. ما قدرت تستحمل أكثر من جذي .. داست على كل شي و على كل



مشاعرها اللي كانت تخليها تحس بالنفور تجاهه و نزلت تحت ..



شافته قاعد يطالع التلفزيون و ملامحه فيها شي من العصبية و شي من الحزن ..



ما انتبه لها ..



دخلت الصالة ببطء و تردد ..



قعدت على نفس الصوفا اللي كان قاعد عليها ..



ما التفت لها و وما حرك عينه من على التلفزيون ..



فترة صمت طويلة ..



أخيرا نطقت : آنا آسفة باسم ..



سكت و ما التفت لها .. بس لانت ملامحه ..



ريم : ما كان قصدي ..



باسم بنص عيون : مو مشكلة .. حصل خير ..



ريم وهي تحس ان لي الحين ماخذ على خاطره منها : والله مو قصدي ..



باسم التفت لها و قال بصدق : خلاص قلت لج حصل خير ..



غرقت عيونها بالدموع .. ما تدري شنو اللي يخليها تبجي أكثر بروده ولا عصبيته ولا طيبته ؟؟



يزعل بسرعة و يعصب بسرعة و يرضى بسرعة ..



انسان غريب !!



باسم : ريم ؟؟ شفيج ؟؟



قعدت تبجي مثل الأطفال ..



باسم طالعها بصدمة : ريم .. قولي لي شفيج ؟؟



ما ردت عليه .. كملت بجي و هي مو قادرة تتكلم ..



باسم قعد يمسح على راسها : بسم الله الرحمن الرحيم .. شفيج ريومة خرعتيني عليج ؟؟



حنانه عليها يخليها تكرهه بس بطريقة ثانية ، لانه يخليها تنجذب له أكثر و أكثر ..



و اخر شي تبي من الدنيا اهيا انها تقع في حب هالانسان الغريب .. باسم ..



نزلت راسها وهي تهدي نفسها ..



مسح دموعها بيده .. رفع راسها وقال بابتسامة : ها خلصتي بجي ؟؟



ابتسمت بالغصب ..



باسم : الحين بتقولين لي شفيج ؟؟



ريم وهي تمسح وجهها : ولا شي ..



باسم وهو يمسكها من أذونها : تقصين علي شايفتني أولى روضة جدامج ؟؟ خلصينا قولي شفيج ؟؟



ريم : هههههه آي باسم عورتني ..



باسم وهو يوخر ايده عن اذونها : احسن .. يلا قولي لي شفيج تبجين ..



ما ردت عليه ..



كتف ايده و قعد يمثل الزعل عليها : الحمد لله والشكر .. المفروض انا اللي ابجي .. مو انتي اللي زعلتيني ؟؟ صج

ضربني وبكى سبقني و اشتكى ..



ريم : هههههههههههههههههههههههه ..



باسم استغل اللحظة .. أول مرة يسمع ضحكتها .. تأملها و حس باحساس غامض



في قلبه ..



ريم ابتسمت له بعذوبة : باسم ..



باسم أول مرة يسمع اسمه على لسانها ، ابتسم : هلأ ؟



ريم : ممكن أطلب منك طلب ..



باسم : ايي وانا قلت هذي ما تبتسم لله .. اثاري فيها طلب !



ريم وهي منحرجة : اوو خلاص ما بي شي ..

باسم : هههههههههه يبة نتغشمر .. قولي شتبين ؟؟



ريم : ولا شي .. بس ما عليك أمر حط mbc4 ابي اطالع نور ..



باسم : هههههههه بس ؟؟ تامرين امر انتي !



ابتسمت و قعدت تتابع المسلسل معاه .. بالفعل كان في احساس غريب في قلب كل منهم في



هاللحظة .. اول مرة يقعدون مع بعض و يتابعون شي بدون لا يكون الجو مشحون بالتوتر ..



اول مرة .. قعدت معاه بسلام وهم يتبادلون عبارات الود ..



وخافت من هالمرة .. لانها حست انها قعد تضعف قدامه .. وتنجذب له!




.. [ الــجــزء الــرابــع عشــر ] ..














Lie awake in bed at nightAnd think about your lifeDo youwant to be differentTry to let go of the truthThe battles of youryouth
’Cause this is just a gameIt's a beautiful lieIt's a perfectdenialSuch a beautiful lie to believe inSo beautiful, beautiful liemakes meIt's time to forget about the pastTo wash away what happenedlastHide behind an empty faceDon't ask too much, just say
'Causethis is just a gameIt's a beautiful lieIt's a perfect denialSuch abeautiful lie to believe inSo beautiful, beautiful lie makesmeEveryone's looking at meI'm running around in circles BabyA quietdesperation's building higherI've got to remember this is just agame




استقلت في سريرها ، شعرها الأسود منثور على الوسادة ، عيونها معلقة على السقف ، دموعها


على خدها ، والـ IPod بأذونها ..

خواطر كثيرة قعد تمر في بالها ، و هذي الخواطر قعد تقتلها من الداخل ..

عشقها الأول والأخير أغاني الروك الكئيبة اللي تسمعها ، و كلما حست بالضيق لجأت لسماع هالأغاني ..

دايما تحس بتفاهة الحياة ، و الهرج والمرج اللي عايشين فيه الناس ، تكره حياتها و تكره نفسها أكثر ..

كانت عايشة في صراع داخلي أليم ، و ضياع ما بعده ضياع ..

هجرت الصلاة والقرآن من زمن بعيد و كان هذا هو السبب اللي يخليها عايشة في هالغفلة ..

رغم هذا ، قلبها ما كان ميت ، كان نايم ومحتاج حد يصحيه ..

حولت نظرها للساعة اللي معلقة بالسقف ، كانت الساعة 2 و 44 دقيقة ، والبيت كله في نوم عميق ،


تأففت ، باقي وقت طويل على طلوع الشمس ، قامت من مكانها و راحت غرفة التبديل ،


بدلت بيجامتها و لبست فانيلة رجالية سوداء و وسيعة حيل ما تبين ملامح الأنوثة اللي فيها ، و بنطرون


ستريت رمادي ، لبست كبوس و أخفت فيه شعرها ، و نظارة كبيرة شكلها كأنها نظارة طبية ،


نص وجهها كان مو مبين بسبب النظارة ، و ما كان واضح إنها بنت ..

مسكت جوتيها بيدها و نزلت على أصابع ريولها عشان لا تصحي أحد ..

طلعت للحديقة الخلفية اللي كان الكراج بجانبها ، بطلت الكراج ، مشت بخطوات مترددة صوب


الهدف اللي كان في بالها ،


شالت الغطى عنه ، تاملته للحظة ، خذت المفتاح من على الرف ،


لبست الخوذة ، شغلته و مشت ..










/

\

/






تثاوبت بنعاس ، ألقت عليه نظرة ، شافت على ويهه علامات النوم بس واضح


انه كان يكابر ، ابتسمت ..



قامت من مكانها واهيا تقول : باسم انا نعسانة .. بروح أنام ..

انتبه لها باسم .. مسك يدها عشان لا تمشي ..

باسم : ريم .. وين رايحة ؟؟


ريم : رايحة غرفتي فوق ..

باسم و هو يحول ملامح وجهه للجدية : ريم .. ما تظنين انه هذا الوقت اللي ننتقل كلنا لغرفة وحدة ؟؟


بلعت ريم ريجها .. هذا اللي تخاف منه وصار ! ما عرفت شلون ترد و ردت بالغصب : بس باسم ..

باسم و هو يقوم من مكانه ويوقف قبالها ، حط عينه في عينها ..

لما يحط عينه في عينها يحس إنه عملاق في مواجهة طفلة بريئة بسبب طوله الهائل


و قامتها القصيرة و شكلها الطفولي ..

قال لها بصوت عميق : ريم ، احنا صار لنا متزوجين أكثر من أسبوع .. و أعتقد إنه مافي زوج و زوجة


يعيشون في


غرف منفصلة ؟؟


ريم نزلت راسها وهي مو عارفة شتقول وجهها كان باين عليه الضيق و الخوف في نفس الوقت ،


ما تبي الشي اللي ببالها يصير أبدا ..

باسم لاحظ اللي فيها ، حط يده على كتفها .. ارتجفت هي و فزت و رجعت لي ورا ..

مسح باسم وجهه بيده وفكر بعمق : لا تخافين ريم ، ما راح أقرب منج أبدا إذا انتي مو مستعدة لهالشي لي الحين ، بس مو معقولة اثنين

متزوجين و لأكثر من أسبوع وكل واحد فيهم ينام في غرفة ..

ارتاحت ريم من هالكلام نوعا ما ، لكن فكرة انها تنام بجانب باسم لي الحين قعد تقلقها ، لكن الرفض ما

كان بيدها ..

نزلت راسها و ووافقت على كلامه بكل خضوع ..

ابتسم باسم ابتسامة صغيرة و مسك يدها و خذها على الغرفة ..






/

\

/










تقلبت ألف مرة في فراشها ، التفكير بيقتلها ، في العادة ، لما البنت تنخطب ،


تمضي الليل كله تفكر إذا راح توافق ولا لأ ، الموضوع معاها هي يختلف ، هي عطت


الموافقة ، أو على الأقل امها عطت الموافقة ، بس كانت تفكر في الايام القادمة ،


طلال اللي عشقته أيام عمرها كلها ، الشخص اللي كانت تسهر الليالي وتفكر فيه ، الانسان اللي


تنرسم الابتسامة على فمها لمجرد ذكر اسمه ،


كانت تنام الليل و تحلم أحلامها الوردية ، و كان كل شي تحلم فيه و تبنيه في الخيال يكون


حلو حيل ، بس الحين ، كل شي .. واقعي حيل !

الواقع وايد يختلف عن الأحلام .. حتى لو كانت أحلام الشخص واقعية ، فلما يحلم فيها شي ، و لما


تتحقق شي ثاني ..

الأحلام تكون مصحوبة بنوع من السعادة البلهاء ، و الواقع يكون مصحوب بتوتر كبير و نوع


من التخوف ..

لا تفهموها غلط ، ما كانت متخوفة من طلال ، لأنها واثقة انه يفضلها على نفسه ، كانت متخوفة


من نفسها .. و ما تدري شنو السبب ..

يمكن لأن كل شي صار بسرعة غير متوقعة ، و كان صدمة بالنسبة لها ..

صحيح هو قال لها أحبج ، لكنها ما توقعت انه جدي لهادرجة ، لدرجة انه يبي كل شي


يتم بسرعة !!

تقلبت مرة ثانية و قعدت افكارها تدور وتدور في بالها بغير ترتيب ، وكل ما تقلبت على جهة ،


طلعت فكرة يديدة في بالها جننتها أكثر و أكثر !









/

\

/






بعيد عن كل الأجواء ، أجواء الضياع و التفاهة ، أجواء الرفاهية ، أجواء الرومانسية ،


قعدت هي في سريرها و هي تفكر في باجر ..

الحياة قعد تصير أصعب و أصعب قدامها و قدام أبوها ، و الدنيا صايرة غالية هالأيام ، و صعب


عليها تحصل خبزة ..

قعدت تحاتي و تفكر اشلون راح توكل ابوها خبزة باجر .. خصوصا ان ثلاث ارباع معاشها المتواضع


طاير على الأقساط ! ودكان ابوها البسيط صار له شهور و هو ما يدخل كثير ..

راحت لعند كبتها المهترئ ، بطلته و طلعت ظرف أبيض قديم من الدرج ، قعدت تعد الفلوس


اللي داخله ، 12 دينار بس ، اشلون راح تعيشهم لباقي الشهر ؟؟


تحسرت على حالهم ، حمدت ربها في داخلها على كل حال ، و ردت استلقت على السرير وهي


تفكر ..

اليوم حطت العشا حق ابوها ، المسكين قعد ياكل بشراهة و شهية مفتوحة ، أما هي ما مدت


يدها للأكل وبالغصب كلت لقمتين ، كانت تبي توفر حصتها من الطعام عشان ياكل هو منها باجر ،


الأكل اللي بالبيت ما يكفي لباقي الشهر ، والفلوس اللي معها ما تكفي عشان تشتري فيهم شي


لباقي الشهر ، هذا غير مصاريف البانزين والأشياء الباقية هذي ..

سمعت صوت الباب وهو ينفتح ، غمضت عيونها بسرعة و تظاهرت بالنوم ،


كان ابوها كعادته كل ليلة ياي يتطمن عليها ، اقترب من السرير و غطاها عدل و باسها على


جبينها ، كان معتاد انه يتطمن عليها و يمشي .. لكنه هالمرة قعد على طرف السرير وهو يتأمل شكلها وهي


نايمة ..

دمعت عيونه و هو يشوف وجهها اللي انخطفت منه البراءة و حلت مكانها المعاناة و الألم و الجوع ..

خانته هذي الدموع ونزلت على خده بحرقة ، و تلتها شهقات صامتة ..

قعد يهمس بأشياء تعور القلب و اهوا يظن انها نايمة ، لكنها سمعت كل كلمة قالها ..

قال و دموعه لي الحين على خده :

آنا آسف شيماء .. آسف على كل شي .. آسف على كل الظروف اللي حطيتج قدامها .. و اضطريتج انج


تواجهينها .. آسف على اني سلبت منج السبب اللي يخليج تبتسمين و بعت اختج الصغيرة حق واحد ما


أعرف عنه شي غير اسمه .. وغير الفلوس اللي سلفني اياهم .. اسف لأني مو قادر أصرف عليج .. و آسف


لأنج مضطرة تخسرين نص معاشج عشان الأقساط اللي خليتها على ظهري وكسرت فيها ظهرج ..

آسف يا بنيتي على كل شي .. على كل شي ..


مال برقبته لفوق و كمل كلامه و هو يطالع السما :

يا ربي يا حبيبي ، هذي بنتي الكبيرة .. و مالي غيرها .. الصغيرة و خسرتها و راحت من ايدي


و عاشت عند زوجها .. اما هذي هي بنتي اللي اطالع الله ثم اطالعها ، ومالي غيرها في هالدنيا ،


هي اللي قايمة فيني وفي هالبيت ، وبدونها جان ضعت .. يا ربي انك تحفظها و توفقها في حياتها


وترزقها بولد الحلال اللي يسعدها و يهنيها و ما يخلي عليها قاصر مثل ماهي مو مقصرة معاي


في ولا شي ، واهيا اللي معيشتني مع ان المفروض انه يكون هذا واجبي انا .. يا رب .. يا رب ..

انهى كلامه .. مسح دموعه .. طبع على خدها بوسة هادية .. و قام من مكانه و طلع من الغرفة ..

وبس طلع .. بطلت عيونها و أطلقت سراح دموعها ..








/

\

/



تم يحدق في الفراغ ، كانت نايمة يمه بهدوء ، تأمل شكلها للمرة الألف ، ابتسم بسخرية ،


علامات الغطرسة والغرور باينة عليها حتى وهي نايمة !!

قام من مكانه عشان يشرب له قلاص ماي و بطريقه اصطدم بعمود الإنارة و طلع صوت قوي ..

فزت من نومها : خير يوسف شصاير ؟؟


قال بنفسية بدون ما يطالعها وهو يحس بألم كبير بريوله : ولا شي .. خمدي ما صار شي ..

انقهرت من كلامه و تلحفت عشان ترجع تنام ، لكن النوم جافاها ..

اتجه للثلاجة الصغيرة و طلع منها بطل ماي صحة و شربه كله دفعة وحدة ..

حس برطوبة في رجله ، ويوم طالع ولا يشوف انه رجله والسراميك كلها دم ..

يوسف بعصبية : عمى !!

قمر وهي تقوم من مكانها : شصاير ؟؟


يوسف بدون ما يعطيها ويه : ولا شي .. مو قلت لج ردي خمدي ؟؟


قمر : ويعة .. ما عندك اسلوب انته ؟؟


كان يمسح الدم من على السيراميك ، رد عليها بسخرية : خليت الاسلوب حقج يا ام اسلوب ..

قمر بعصبية و غرور : اوف ! طول عمرك همجي !

قعد على الكرسي وخذا بيتادين و كلنكس و قعد يحاول يداوي نفسه .. كان يتأوه بصوت واطي ..

الجرح كان عميق نوعا ما و ما عرف اشلون يتصرف ..

قمر سمعته و هو يتأوه .. قامت من مكانها و هي تقول بنفسية : اوف شصار لك انته ؟؟


يوسف وهو يقط الكلنكس اللي كله دم بالزبالة : ما لج شغل .. رجعي خمدي ..

قمر وهي تطل في الزبالة : كيفي ..

يوم شافت الدم جحظت عيونها ، قعدت على الأرض قبال يوسف اللي كان قاعد


على الكرسي .. قال له بنوع من الخوف : جرحت نفسك ؟؟


يوسف باستهزاء : و يهمج الموضوع لهادرجة يعني ؟؟


طالعته بصدمة ، قالت له باحتقار : لأ طبعا ! بس مو قادرة انام بسبب الإزعاج اللي قعد تسويه .. عطيني


البيتادين و قطن أذون


من الطاولة اللي يمك ..

عطاهم اياه و هو ساكت .. خذت ريله و حطتها في حضنها ..

يوسف : انتي شقعد تسوين ؟؟


قمر : قعد ادوايك يعني شقعد اسوي ؟؟


سكت يوسف عنها .. حطت البيتادين على قطن الأذون و بعدين مسحته على الجرح ،


كانت ايدها ناعمة و تتعامل مع الجرح برقة ، حس باحساس غريب من لمستها هذي ،


قمر وهي منهمكة في الشغل بدون لا ترفع راسها : عطني بلاستر ..

يوسف ما رد عليها ، كان سرحان فيها ..

رفعت قمر راسها و شافته قعد يطالعها بنفس النظرة اللي كان يطالعها فيها بالمستشفى .. ارتبكت ، هزت


رجله بعصبية وقالت له بأسلوبها المعتاد معاه : هيي أحاجيك انته ! وين رحت ؟؟


انتبه لها يوسف : خير ؟؟


قمر بسخرية : خير بويهك ، أقول عطني بلاستر ..

خذا البلاستر من الطاولة اللي يمه و عطاه اياها .. حطته على الجرح وقامت من مكانها ..

يوسف : قمر وين رحتي ؟؟ كملي ..

قمر لفت عليه و قالت باستغراب : خلصت ..

يوسف وهو يحس انه احرج نفسه : اها ..

قام من مكانه و هو يعرج لأنه جرح قدمه و ما يقدر يدوس عليها وكان رافعه بالهوا ..

نامت قمر على جهة وهو نام على الجهة الثانية ..









/

\

/








طالعت ساعتها ، كانت الساعة 4 و 20 دقيقة ، ألقت نظرة أخيرة طويلة ووداعية للبحر ،


ركبت الدراجة النارية ورجعت البيت ، و لما رجعت ، حست إنه البيت أكبر من أي لحظة مضت ،


حست إنه التحف عملاقة ، و إنه لوحات صارت أضخم من قبل ، و الألوان صارت باهتة ،


اتجهت لغرفتها بدون ما تطلع صوت ، و قطت نفسها على السرير ، غمضت عيونها ، و أخيرا


استسلمت للنوم ..








/

\

/









مثل الإنسان الآلي .. مبرمج .. له روتينه المعتاد .. مخه يشتغل مثل الحاسوب .. و مجرد من الأحاسيس و

المشاعر ..

و كالعادة يبدا برنامجه المعتاد بالنهوض من السرير ، كويك شاور ، يرتدي ملابسه ، ياكل فطوره على عجله


ويتبادل حديث بارد مع زوجته ، يحمل جنطة العمل و يطلع للشركة ..

ولما يوصل الشركة يتبادل ابتسامات نفاق مع الموجودين ، و يعقد اجتماعه الصباحي عشان يثبت هيبته ،


و بعدها يسترخي في مكتبه الفخم ويترك الشغل للأفراد اللي يثق فيهم ..

وفي هاللحظة ، كان مسترخي في مكانه و هو يقرا الجريدة و يشرب سيجارة ..

و قدامه كوب عصير ما قرب منه ..

نادته السكرتيرة عبر جهاز الانتركم : أستاز عادل .. هيلدا وصلت .. عم تستناك برة ..

ابتسم ابتسامته الخبيثة : اوكي قولي لها انا الحين طالع لها ..











/

\

/









فتحت عينها ببطء ، قعدت من النوم من فترة طويلة لكنها كانت خايفة تبطل عيونها ،


ويوم فتحت عيونها ، احساسها كان صحيح ، كان نايمة في أحضان باسم ..

سبت نفسها ألف مرة ، ما تدري شلون وصلت لأحضانه ؟؟


كانت خايفة تتحرك من مكانها و يقعد من النوم ، و في نفس الوقت كانت خايفة انها ما تتحرك


و بعدين لما اهوا يقوم يشوفها نايمة على صدرة و تنحرج ..

ما عرفت اشلون تتصرف ، ظلت مكانها حايرة للحظات ، اما هو ، ما كان نايم ، كان يتظاهر بالنوم


و عيونه مبطلة بشكل خفيف غير ملحوظ ، و كان هو اللي خذاها بحضنه وهي نايمة وما تدري

عن روحها ..

كان حاس انه فيه الضحكة وهو يطالع شكلها وهي منحرجه و خدودها صايرة حمرا و الدموع


شوي و تطفر من عيونها ، لكنه كتم ضحكته ..

بدت شوي شوي تبعد يده اللي كانت ضامتها عنها بخفة و رقة ، و بعدين انسحبت من أحضانه


بهدوء عشان ما يحس ، بدون لا تدري انه كان قاعد طول الوقت ،


راحت الحمام وقفلته على نفسها مرتين بسبب التوتر اللي كان فيها ، تسندت على الباب وهي مو مصدقة


اللي صار توة ،


هي .. كانت نايمة على صدر باسم ؟؟


انحرجت حيل ، و في نفس الوقت ابتسمت بدون لا تعرف سبب الابتسامة ،


غسلت وجهها ثلاث مرات ، طلعت من الحمام و شافته مبطل عيونه وهو منسدح على السرير ،


وبس شافها ابتسم : صباح الخير ..

ردت عليه بابتسامة خجولة :صباح النور ..

كانت تبي تبدل ثيابها بس كانت مستحية تبدلهم جدام باسم ، قعدت تحوس في الغرفة


بتوتر وهي مو عارفة شلون تتصرف ، و باسم لي الحينه قاعد بمكانه ويطالعها ويبتسم ،


كان عارف بالضبط شنو قعد يدور ببالها بس ما راح يخليها تسوي اللي براسها ، اهوا زوجها


و كيفه !

تمت على هالحال مدة طويلة ، باسم وأخيرا نطق : ريم .. شقعد تسوين ليش تحوسين ؟؟


ريم بتوتر : ها ؟؟ ولا شي ..

سكتوا لحظات قصيرة ..

باسم بخبث :ريم .. ما تبين تبدلين ثيابج ؟؟


ريم سكتت لحظة وبعدين قالت : امبلا ..

باسم : عيل شناطرة ؟؟


ريم بالغصب و بحياء بالغ : استحي أبدل جدامك ..

باسم : شنو يعني ؟؟ انا زوجج ؟؟


ريم بعصبية وجهها صار احمر : أوف !! انته ما تفهم !!

باسم : شنو يعني عادي ؟؟ اصلا حتى انا ببدل ثيابي الحين بعد ..

انهى جملته و هو يفصخ فانيلته ..

ريم لفت وجهها و طلعت على طول وهي تحس انها بتنبط من حركاته ..


صكرت الباب بقوة و عصبية و سمعت صوته وهو يضحك عليها ..

كلمت نفسها بصوت عالي : صج قلة أدب !!












/

\

/











_ هلا بالعروسة !!

لفت وجهها ناحية الصوت ، كانت امها قاعدة على الصوفا و هي تخيط ،


انحرجت و صار وجهها أحمر : يمااااا !! بس عاد ..

انهت الجملة و قعدت بجانب امها ..

جليلة وهي تضحك وتقرصها في خدها : شنو يعني .. بنيتي و بفرح فيها ، كل جم يوم وتعرسين وتروحين بيت ريلج ..

سمعت كوثر كلمات امها الأخيرة و نزلت راسها بسرعة تخفي وجهها ..

جليلة وهي تضحك : ههههه يا حلوها اللي تستحي والله ..

بس كوثر ما ضحكت ولا ردت عليها .. نزلت راسها أكثر ..

جليلة بخوف : كوثر .. شفيج يمة ؟؟


ما ردت عليها أكثر و دفنت راسها بالقاع أكثر ..

جليلة رفعت راسها وانصدمت : كوثر .. ليش الدموع ؟؟ انتي مو موافقة على طلال يمة ؟؟


كوثر بصوت ضعيف : لا بالعكس يمة .. موافقة .. بس ..

ما كملت كلام و بدت تبجي بصوت عالي ..

جليلة وقلبها الطيب الرهيف ما قدرت تستحمل دموع بنتها وبدت تبجي معاها و هي تسأل :
بس يا يمة عورتي قلبي .. قولي لي شفيج ؟؟


كوثر وهي تمسح دموعها :ما فيني شي يمة .. بس .. أفكر .. اذا تزوجت طلال .. يعني راح أترك البيت .. وراح أعيش بعيد عنج ..

وانتي راح تعيشي وحيدة بهالشقة الكئيبة .. حتى Eve سافرت و تركتج ..

جليلة بغصة : أدري يا يمة .. بس هذي سنة الحياة ، و انتي ما راح تقعدين يمي للأبد .. راح تتزوجين و تروحين ،


واذا مو طلال غيره ، اما Eve المسكينة ، فالسفر ما كان قرارها .. غصبا عليها ..

كوثر وهي تلم امها : أحبج يمة ..

جليلة وهي تربت على ظهرها : وأنا بعد ..

انسحبت كوثر من حضن امها بعد وقت طويل من العناق ، شافت بيدها قطعة قماش ..

سألتها : شتخيطين يمة ؟؟


ابتسمت لها ببساطة : أخيط لي نفنوف عشان ألبسه بعرسج .. خبرج امج بطة مافي شي بالسوق كبرها ..

كوثر :هههههههههه فديتج يمة ..

جليلة تركت قطعة القماش والماكينة على صوب وقالت حق كوثر بجدية : كوثر ..

كوثر : نعم يمة ؟؟


جليلة : يمة .. من اول ما كنتي ببطني وأنا احلم باليوم اللي اشوفج فيه عروس .. و كنت قعد أجهز


له من ذاك الوقت ، و ادخرت لج مبلغ زين عشان تشترين فيه نفنوف عرس حلو و تسوين


حفلة حلوة حالج حال باجي البنات ، وما تحسين انج .. – دمعت عيونها – فقيرة ..

كوثر غرقت عيونها دموع و لمت امها و هي تشم ريحتها الغالية : يمة .. عمري ما راح أطلع من يزاج !









/

\

/





يوم نامت هالليلة ، نامت بروحها ، لكنها يوم قعدت من النوم ، شافته نايم يمها ..

انصدمت من شافته ، اقتربت منه وهو نايم ، حطت يدها على خده ، اشتاقت له ، اشتاقت


تسرح في عيونه اللي تذبحها ، اشتاقت لصوته لما يدلعها ، اشتاقت للمسته ، اشتاقت لانفاسه ،


حس في يدها الناعمة على خده ، بطل عيونه و شافها قاعد تطالعه ..

انحرجت و سحبت يدها و قامت من السرير ، لكنه خذ بيدها و طيحها عالسرير مرة ثانية ، و خذ


يدها و حطاها على خده .. قال لها بصوته العميق الحنون : صباح الخير حلومة ..

ابتسمت في داخلها ، معقول رجع مثل الأول ؟؟


حليمة : صباح النور ..

جاسم : نمتي عدل امس ؟؟


حليمة بتردد : اي .. نمت عدل ..

جاسم بشك : يعني .. أمس ما شفتي أشباح ؟؟


دمعت عينها و طالعته بحدة ، وبعصبية صدت عنه : انته قاعد تستهزئ فيني صح ؟؟


لف وجهها تجاهه وقال لها بصدق : انا اصدقج حليمة .. بس ابيج تصدقيني انا بعد ..

سكت لحظة وطالع في عيونها .. و اهيا بادلته النظر و مو عارفة بالضبط شنو


قصده و وين بيوصل في هالكلام ؟


جاسم : صدقيني يا حليمة ، هذي آخر مرة راح تشوفين فيها هالأشباح ..

اقترب منها و ضمها لصدره : صدقيني ، طول ما انا عايش ، محد راح يقدر يأذيج ، حتى هالأشباح !

حليمة بجت على صدره .. ما عرفت شلون ترد ، لكنها كانت فرحانه لانه أخيرا صدقها ،


و هذا كان كل اللي تبيه منه ..






/

\

/









ركبت سيارتها العتيجة ، كانت عيونها على الطريق لكن تفكيرها كان في مكان ثاني ،


عيونها كانت تحكي عن ألم عميق ، مو ألم الحب ، ولا ألم الفراق ، ولا ألم الحزن ، ولا ألم الحرمان ،


ألم العجز ، كانت تحس إنها عاجزة عن انها تعيش العجوز المسكين اللي ناطرها في البيت ..

انتبهت لإشارة البنزين اللي في السيارة ، الحمد لله إنه مليان ، لكن بعد جم مشوار راح يخلص ، وبعدين


اشلون راح تتصرف ؟؟


كملت طريقها بدون لا تحس بالسيارة اللي كانت تلحقها من أول ما طلعت من العيادة !










/

\

/










أنهت طبق الأومليت اللي بيدها ، طلعته من المقلة و حطته في الصحن وهي تغني و تصفر ،


و مرة وحدة مر في بالها طيف يوسف و هو يقلب الأومليت في الهوا ، ما اهتمت لذكراه ، كثر ما اهتمت


إنه ذاك اليوم كان اول يوم تقابل فيه باسم ، ابتسمت غصبا عنها مع انها قاومت الابتسامة ..

دخل باسم المطبخ و هو يشم ريحة الأكل : الله الله ! ريم في المطبخ ؟؟ و تطبخ بعد ؟؟ الله نازل عليج الوحي اليوم ولا شنو ؟؟


مد يده للصحن ياكل منه ، لكن طقته على ايده : روح غسل ايدك بالأول ..

باسم وهو يفرك ايده اللي تعورت : و لا يكون حسبالج انج امي و انا ما أدري ؟؟


ريم : هههههههه اي .. والحين يلا روح افرش السفرة ..

باسم و هو يقطع قطعة صغيرة من السفرة : طالع هذي ، عاشت الدور حسبالها صج امي !

ابتسمت ريم وكملت باقي الأطباق ، كانت حاسة بنشاط مو طبيعي و سعادة ، هالإحساس من


زمان ما حست فيه !

عشان جذي راحت و بدعت في إعداد الريوق ..

باسم وهو يناديها من الصالة : فرشت السفرة !

ريم وهي تنادي : انزين انا الحين اييب الصينية ..

و خذت الصينية و وزعت الأطباق على السفرة حتى امتلت كلها ..

أومليت بالجبن ، و مرتديلا ، و قيمر ، و عسل ، و خيار ، وجبن ، و طماط ،


و توست ، و خبز ، و زبدة ، وكل شي ممكن ياكلونه على الريوق حطته حتى لو ما


كان متناسق مع باقي الأكلات ..

باسم : هههههههههههههههه شنو كل هذا ؟؟


ريم : أكل !

باسم : اي ادري اكل بس ليش مسوية كل هذا منو بياكله ؟؟


ريم : احنا ..

باسم : ههههههههه واحنا طمبحلات بهالدرجة ؟؟




ريم : ههههههههههه شنو طمبحلات بعد ؟؟



باسم : يعني بطات ..

ريم : ههههههههههه يلا اكل يا بطة ..

رفع باسم جمه و بدا ياكل و هو يتبادل معاها الأحاديث الودية


و الضحكات ..

كان باسم غامض في حديثه كالعادة و حديثه قليل ، بس ريم هي اللي


كانت مستلمة الجزء الاكبر من الحديث اللي قعد يدور بينهم ، كان يتاملها و هي تتكلم


بعفوية و طفولية عن ذكريات طفولتها ومغامراتها الغبية ..

فجأة سكتت و كلت لها لقمة .. و استغل باسم هاللحظة و قال لها : ريم ..

ريم وهي تاكل اللقمة : هلأ ؟؟


باسم : أحبج !!











/

\

/










وصلت للبيت و ركنت السيارة على الرصيف ، نزلت منها و الأفكار اللي على وشك انها


تقتلها لي الحين تتصارع في راسها ..

اما هو فطلع من سيارته بسرعة وهو مبتسم لأنه عرف الحين مكان سكنها ، كان يدري انها على قد حالها


و فقيرة ، بس ما توقع لهادرجة ، كان يحس بالتعاطف تجاهها و هو يتأمل المكان اللي كانت عايشة فيه ،


كانت على وشك انها تدخل البيت ، وهو لي الحينه في الرصيف المقابل ، صرخ و هو يركض تجاهها : آنسة شيماء ..

التفتت له و انصدمت ، و كالعادة عصبت ..

وصل لها و هو يلهث : السلام عليكم ..

شيماء بعصبية : الله لا يسلمك ان شا الله ! شتسوي اهني ليش لاحقني ؟؟


عبد الله ببرود اعصاب وابتسامة ساحرة : رد السلام واجب !

شيماء بعصبية و احتقار : وعليكم السلام ..

عبد الله : اي جذي ..

شيماء : شتبي ؟؟


عبد الله ارتبك ، صج .. اهوا شيبي منها ؟؟ فكر في كل شي و خطط حق كل شي ، يروح مكان


شغلها و ينطرها تخلص الدوام وبعدين يلحقها و يشوف وين ساكنة .. بس الباقي ما خطط له !!

قعد يلتفت حولينه و شاف سيارتها ، كان أثر الحادث لي الحينه موجود ، قال وهو يرقع السالفة : لأ .. ولا شي .. بس .. انتي لي الحين ما صلحتي سيارتج صح ؟؟


شيماء : وانته عمي ؟؟ اي ما صلحتها ولا ششايف ؟؟


عبد الله : انزين ليش ما صلحتيها ؟؟


شيماء طالعته باحتقار ، يتعمد يجرحها و يحرجها : يعني لازم تحرجني بهالكلام ؟؟ ولا نسيت انه مو كلنا عيال فلوس مثلك ؟؟


عبد الله استحى من نفسه بسبب الكلام اللي قاله ، نزل راسه وقال وهو يحس بالذنب : انا اسف مو قصدي ..


بس انا اللي دعمتج و انا غلطان وابي اصحح غلطي .. قولي لي


جم يبيلها عشان تتصلح ؟؟


طلع بوكه و قعد يعد و عطاها حزمة فلوس وهو يسأل : هذا كافي ؟؟


على الرغم من انه شيماء كانت بحاجة ماسة لهالفلوس لكن عزة نفسها ما كانت تسمح لها


انها تاخذ هالفلوس منه ، مع انها من حقها لأنه هو اللي تسبب بضرر سيارتها ، لكنها ترفض تاخذ


هالفلوس منه بدافع الشفقة و الإحسان ..

شيماء بعصبية : اسمع يا ولد الناس ! صج اني مو بنت فلوس ، بس هم مو بنت فقر عشان ارضى امد يدي لك سامع ؟؟


انا وحدة اشتغل و مو محتاجة صدقتك !! عن اذنك !!

قالتها و مشت عنه و دخلت البيت وهي معصبة و تسب وتلعن فيه ،


هدت نفسها ، و نادت : يبة .. يبة ..

ما سمعت الرد ..

قعدت تدور عليه ، ما لقته في ولا غرفة من غرف البيت .. اخترعت و طاح قلبها ببطنها ..

قعدت تصرخ بهستيرية و تنادي : يبة .. وينك ؟؟


ما سمعت الرد .. لكنها سمعت أنين صادر من الحمام ..

عرفت انه ابوها موجود اهناك ..

قعدت اتطق الباب بقوة وجنون : يبا .. يبا !! بطل الباب تكفى ..

ما رد عليها ، خافت اكثر ، احساس يقولها انه ابوها فيه شي !!

ما عرفت شلون تتصرف او تكسر الباب ما كان عندها القوة ..

ركضت للمطبخ و طلعت عدة النجارة ، خذت المطرقة وكسرت القفل و بطلت باب

الحمام ..

شافته مرمي على الأرض و هو يأن و قدامه بقعة دم كبيرة وفمه كله دم ..

انحنت له وهي لي الحينها عايشة في صدمة : يبة .. انته رجعت دم ؟؟


طالعها بعيون ذابلة وتعبانة و تترجاها تلحق عليه ..

خافت عليه لدرجة مو طبيعية و بدت دموعها تنساب على خدها بحرارة ،


قالت لها بمحاولة انها تهديه : صدقني راح تكون بخير يبة .. راح أوديك المستشفى وراح تكون بخير ..

حاولت انها تشيله لكنها ما قدرت ، اهيا بنت وضعيفة ..

قالت له و عيونها مليانة دموع : الحين انادي حد يساعدني .. اصبر يبة ..

تركته و طلعت من البيت ركض يمكن تلاقي حد من الجيران برة ..

و هي طالعة شافت عبد الله لي الحين و اقف عند سيارتها ،


استغربت وجوده بس ما كان فيه وقت تستغرب ، طالعته برجاء : أخوي .. الله يخليج ساعدني ، أبوي تعبان و بوديه المستشفى و ما أقدر أشيله !!










/

\

/
.. [ الــجــزء الـــرابــع عــشـــر ] ..









" أحببت رجلا واحدا فقط , و كان هذا الرجل هو أبي ..


الرجل الوحيد في حياتي ، و إن فقدته ، لن يبقى في حياتي رجل ..


ولا حتى امرأة .. لأنه كل ما أملك .. "







خطواتها كانت سريعة ، واسعة ، و ثابتة ، الشي الوحيد اللي قدرت تسمعه



هو صوت ضربات قلبها العنيفة ، و باقي الأصوات تلاشت ، حتى الوجوه اختفت ،



تبخرت ، دموعها شوشت الرؤية ، لكنها كانت تركض ورا العربة اللي قعد تمشي


بسرعة ،



الممرضات كانوا يدفعون العربة بأكبر سرعة ممكنة ..


و هي كانت تركض معاهم ، كانت تتصرف بسرعة و عفوية ، لكن قلبها مو قادر


يستوعب




وصلت العربة طريق مسدود ، وقفت عند هالحد ، و اتصكر في ويهها الباب ،



و صار يفصل بينها وبينه جدار واحد أبيض كبير .. و باب مكتوب عليه " غرفة العمليات " ..


تسندت على الجدار ، ناظرت السما برجاء ، تترجى المولى يحفظ لها الوحيد

اللي بقا لها في حياتها ..




اقترب منها ، تأمل الحزن على عيونها ، أشفق عليها ، حس بالأسف لحالها اللي ما تسر

عدو ولا صديق ..




عبد الله : احم ..


حولت نظراتها له .. شافته يطالعها بتعاطف ، كرهت هالنظرة لكنها قالت له ترد له المعروف اللي سواه : شكرا ..


عبد الله : لا شكر على واجب ..


اشار لها بالجلوس على المقعد ، هزت راسها بالنفي ، تركها على راحتها لانه ادرى

بعنادها ، و هو اقترب من المقعد و جلس عليه ..




طالعته شيماء باستغراب : شتسوي ؟؟



عبد الله وهو يطالعها بنفس الاستغراب : قاعد ..


شيماء بأسلوبها المعتاد : أدري قاعد .. بس ليش قاعد ؟؟



عبد الله وهو يطالعها بحيرة : أبي اتطمن على أبوج ..


شيماء وهي تمط شفايفها : اوكي ..


سادت لحظة من الصمت والعذاب ..


شيماء تفكيرها كله باللي قعد يدور في غرفة العمليات .. و عبدالله .. تفكيره في مكان ثاني ..






/

\

/










باسم : احبج ..


كانت تمضغ لقمتها ، بس سمعت الكلمة .. توقفت عن المضغ ، بلعت اللقمة بسرعة ،

ما شالت عينها من على صحنها ..




كان ينتظر ردة فعل من أي نوع ، كانت تدور في باله آلاف السيناريوات المجنونة في ثواني ،



و في نفس الوقت كان يلوم نفسه ، كانت كلمة عفوية فكر فيها للتو ، وللأسف فكر فيها في لسانه



مو بس في عقله و قلبه ، يحس نفسه غبي بهاللحظة ..


كان يحاول يتوقع أسوأ رد ممكن تقوله ، لكن صمتها كان أسوأ من أي رد ،



وكان الصوت اللي سمعه هو صوت الجرس ، مو صوتها هي ..


ريم تركت كل اللي بيدها وقالت بسرعة عشان تتفادى الإحراج وهي تحس إنه صوت الجرس أنقذها : آنا أرد ..


و قامت من مكانها بسرعة و ركضت لباب البيت ، و قبل لا تفتحه سألت : منو ؟؟



عادل : آنا أبوج ..


اصفر وجهها و نغزها قلبها ، شي في صوته ما خلاها ترتاح لهالزيارة ..


بطلت الباب و على وجهها علامات الصدمة و الازدراء ..


عادل وهو يبتسم ويفتح يده للأخر ويرتمي عليها و يقول : هلا ببنيتي ..


دفعته بشويش و قالت له بنبرة باردة :هلا يبة ..


عادل حس بانها لي الحين ماخذه بخاطرها عليه .. حاول يتقبل هالحركة ..


قال لها بابتسامة : بتخليني واقف عند الباب ..


احمر وجهها .. صج قليلة ذوق ..


ريم : طبعا لأ .. تفضل ..


دخلته الديوانية و قالت له : الحين أنادي باسم ..


طلعت من الديوانية وراحت عند باسم ركض و قالت له بغير اطمئنان : أبوي هني ..


باسم : شنو ؟؟



ريم وهي تكرر العبارة بنفس النبرة المتشككة : أقولك أبوي هني ..


باسم و إحساس بنوع من عدم الامان يتسلل لقلبه : أوكي .. وينه الحين ؟؟



ريم : بالديوانية ..


باسم وهو يقوم : أوكي ضيفيه انا أغسل ايدي و أيي ..


ريم : أوكي ..


ركضت ريم للمطبخ و سوت له عصير على عجلة و راحت للديوانية وهي

تقول بنبرة فيها نوع من الخوف : حيا الله من يانا ..




عادل وهو ياخذ العصير من يدها و يرتشف رشفة سريعة : الله يحييج يا بنيتي ..


قعدت قباله و انكمشت على نفسها لا شعوريا ، قعدت تطالعه بنظرات متشككة ..


عادل كان يطالعها ويبتسم ، عارف بالضبط شنو يدور ببالها ، وهي بعد عارفة


بالضبط شاللي



يدور في باله و عارفة انه عارف انها عارفة .. وهذا هو الشي اللي يخليها تحس بهالقدر من الخوف ..


باسم بهيئته الضخمة : هلا عمي ..


عادل بدون ما يوقف حط ريل على ريل وقال بنفسية : هلا فيك ..


باسم راح له وباس راسه ، مو عشان شي بس عشان أخلاقه عالية ..


قعد يمه و هو يقول : شخبارك عمي ..


عادل وهو يطالعه بطرف عين و يلعب بمسباحه : بخير الله يسلمك ..


باسم بأسلوبه الراقي بالتعامل مع كل من يصد بوجهه : الخير بوجهك .. عساك مرتاح عمي ..


عادل بابتسامة صفراء : مرتاح وانا عمك .. مو ناقصني الا شي واحد ..


باسم : افا يا عمي .. قول شناقصك وانا حاضر .. اطلب اللي تبيه ..


عادل وهو يتبسم ، يضحك ، يستهزئ : الله يسلمك اللي أبيه طلب بسيط .. مو غالي عليك مثل ما هو غالي علي ..


كان يقول هالكلام وعيونه على بنته ريم ، ريم بلعت ريقها و طالعته بعيون ترجف ..


باسم : قول يا عمي .. آمر ..


عادل : بنتي يا باسم .. بنتي .. برجعها بيتها ..


ريم طلعت عيونها من مكانها ..


باسم يضحك : هههههه بس عمي .. بنتك هذا بيتها ..


عادل وهو يضحك بصوت أعلى : ههههههههههههههههه – طالع باسم باحتقار- هالخرابة هذي بيتك انت وابوك .. مو بيت

ريم عادل البشار ..




سكت لحظة وهو يبعد نظره عن باسم : انا برجع ريم بيتها الحقيقي ، بيت ابوها .. ومثل ما قلت لك طلب بسيط ، مو غالي عليك مثل

ماهو غالي علي ..




وقف باسم من مكانه بسرعة ، طالعه عمه بنظرة عصبية : لو انك كنت تبي روحي ، جان عطيتك اياها ، لكن ريم .. مستحيل تاخذها مني سامع ؟!


عادل ما عطى اهتمام حق كلامه و راح اقترب من ريم مسك يدها وقال لها بحنان : يلا يبة .. نمشي ؟؟



ريم طالعته بنظرة ، يدها ترجف ، عيونها دامعة ، خايفة منه ، ما شافت منه شي زين ،



قطها في حضن باسم بالغصب والحين يبي ياخذها من حضنه بالغصب بعد ؟؟



تركت يده و ركضت لعند باسم ، وقفت وراه و تشبثت في ذراعه و اخفت وجهها برقبته ،



كانت تطلب منه الأمان و تستنجد فيه ، ما تبي تروح مع أبوها القاسي ،



عادل : ريموه !!


قالها و راح لها و سحبها من أذونها وهو يقول : راح تردين معاي وما راح تقعدين مع هالمجرم دقيقة وحدة بعد ..


باسم جن جنونة يوم شافه يمد يده على ريم ، سحب ريم من يده و بعدها عنه ، و ضربه

ضربة قوية لدرجة انه طاح على الأرض و بدت الدماء تسيل من أنفه ..




تحسس عادل أنفه وهو يطالع باسم باحتقار : ماشي يا باسم .. ما رضيت تعطيني اياها بالطريقة السهلة ؟؟



قام من مكانه و هو يمسح الدم ويقول له بنبرة تهديد ووعيد : انا بعد أعرف ألعب بالطريقة الصعبة !


باسم وهو يطالعه بنظرة تحدي :دخلت البيت ، شربت عصيرك ، سولفنا شوي ، و الحين انتهت الزيارة – اشر على الباب- و هذا

هو المكان اللي الحين لازم تزوره ..




طلع عادل وهو يطالعهم بنظرة والشرر يتطاير من عيونه ..


ريم اللي ما كان لها أي دور باللي صار كانت مكتفية انها توقف بخوف

و عيونها غرقانة دموع ...




باسم توا يحس بيده اللي ورمت من قوة الضربة : آآه ..


ريم مسكت يده بسرعة وعفوية : حبيبي تعورت ؟؟











/

\

/







- أوف مليت !!


قالتها بغنج وهي تطالع التلفزيون بملل ، كان منسدح يمها على الصوفا ،



وجهه بدون تعابير ، عيونه كانت ناعسة ، و يتثاوب بين كل دقيقة والثانية ..


قال ببرود بدون لا يطالعها : يعني شسوي لج ؟؟



قمر : أووف ! إنته زوج ولا شنو بالضبط ؟؟



يوسف ما رد عليها ، عرف انه هذي وحدة من اهاناتها ، و ما له مزاج

يرد عليها ..




قمر : هيي انت احاجي طوفة انا ..


تثاوب بدون ما يرد ..


قمر : اووووف ..


قامت من مكانها واتجهت للمنظرة الموجودة على الطوفة .. تأملت شكلها

للحظة بإعجاب و غرور ..




لمعت عيونها بفكرة مجنونة ..


التفتت ليوسف بحماس : يوسف !!


يوسف بدون نفس : هااا ؟؟



قمر وهي ترد تطالع المنظرة و تلعب بشعرها : أبي أقص شعري ..


يوسف انتفض من مكانه : خير ؟؟ شنو ؟؟



قمر : أبي .. أقص .. شعري ..


يوسف اقترب منها و حط يده بشعرها و قعد يلعب فيه : من صجج ولا تتغشمرين ؟؟



قمر بدلعها : طبعا من صجي ..


يوسف و هو يده لي الحين في شعرها مسكها من شعرها حيل لدرجة المتها : آي يوسف .. اترك شعري ..


يوسف بعصبية : سمعي ! إلا شعرج ! يا ويلج ان قصيتيه !!


تركهها و رجع يتابع التلفزيون ..


قمر بعصبية وهي تتعمد اغاظته : أوف !! بدائي !!


راحت وقعدت يمه وهي تتأفف كل دقيقة ..


قمر :يوسف !!


يوسف بغير نفس : أوف شتبين ؟!! غثيتيني !!


قمر : تكفى مليت ، سولف وياي .. طلعني .. ليش ما تعطيني ويه !!


يوسف : ومنو انتي عشان اعطيج ويه !!


قمر بعصبية و قهر : لا والله !! نسيت اني زوجتك يا استاذ !!


يوسف وهو يضحك باستهزاء : ههههههههههه لا يكون صدقتي انتي الثانية انج زوجتي .. يبة انتي زوجتي



جدام الناس وبس ، و باقي الاوقات انتي مجرد إنسانة حقيرة وتافهة تابعة لي ..


غلى الدم براسها ووصلت عصبيتها حدها الأقصى ، جهزت له سيل من القذائف والسباب



عشان ترد عليه ، لكنها قبل لا ترد ابتسمت بخبث و هي تفكر في شي أقوى راح يخليه

يموت من القهر ..




قمر بنبرة تهديد ما فهمها يوسف : طيب !!


قامت من مكانها بسرعة ، قعدت تدور بأغراضها ، خذت مقص ، دخلت الحمام وقفلت الباب مرتين ،



طالعت نفسها بالمنظرة .. ابتسمت ..


خذت المقص و بدت ..


طلعت من الحمام وهي تضحك بصوت عالي و شعرها في يدها ..


راحت عند يوسف اللي ما كان قعد يشوفها ونظراته موجهة للتلفزيون ..


يوسف : خير ليش تضحكين ؟؟ و اخيرا ينيتي ولا شنو ؟؟



قمر بقمة السعادة : لا بالعكس ! شكلك انته اللي راح تين ..


يوسف وهو يلف : شقصد...........


انتبه لشكلها ، شعرها الأسود الطويل الناعم الحريري ، كله في يدها ،



وكل اللي ظل على راسها هو مقدار ضئيل يوصل لي تحت أذونها بشوي ..


شهق !!


عيونه احمرت ، عصبيته وصلت حدها الأقصى ، قام من مكانها وتقدم اتجاهها

وهو يقول بنبرة غير تصديق وصدمة : يا غبية !! شسويتي !!




قمر وهي تلعب بالشعر اللي بيدها : قصيته ..


يوسف : شنو قلتي .. عيدي ..


قمر وهي تضحك ومستانسة باللي سوته : قصيته !!


يوسف : قص الله عمرج ان شاالله !!


قمر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه



يوسف بعصبية : وتضحكين بعد ؟؟ ضحكتي من سرج بلى !!


وقبل لا يعطيها فرصة انها تضحك عليه أو ترد أو تستهزئ او تعطيه أي ردة فعل ،



دفعها بقوة جنونية على الأرض و قال لها بعصبية بالغة : زهبي اغراضج يا مدام !! اليوم راجعين الديرة !








/

\

/








اغلق الباب وراه ، لقاها قاعدة في الصالة تنتظرهم ..


سألتهم وكأنها رئيس الشرطة : وين كنتو ؟؟



طالعها بنظرات احتقار : طلعنا مشوار ..


والتفت للي واقفة على يمينه : حليمة .. روحي الغرفة بدلي ثيابج حبيبتي ..


طالعته حليمة بنظرة رجاء .. رد عليها بحنان : لا تخافين حبيبتي .. الشيخ حل المشاكل هذي كلها ..


ابتسمت له بامتنان ..


والثانية قعدت تطالعه بارتباك وحيرة ..


جاسم بعصبية : حور ..


فزت بمكانها يوم سمعت اسمها بهالطريقة .. عمرها ما سمعته يصرخ عليها ،



حور : خير جاسم !!


جاسم : من وين يي الخير طول ما انا مجابل ويهج !!


ارتبكت زيادة .. اكيد كشفها .. ما في مجال للشك .. كل



شي يدل على انها انكشفت ، معاملته الرقيقة مع حليمة ، صوته الغاضب ،



و تجاهله لها طول الأيام اللي فاتت ، و فوق كل هذا القرآن اللي قام يواظب على



قراءته أكثر من قبل ..


بلعت ريقها ..


جاسم : أعتقد تعرفين ليش معصب صح ؟؟



حور ما ردت عليه واكتفت عيونها الخايفة بالرد ..


جاسم : ما له داعي أحرجج أكثر من جذي ، كافي انج مرة تافهة تلجأ للسحر والمشعوذين



عشان يحلون لها مشاكلها ، و حسابج عند ربج ، و ذيج الساعة بتنحرجين عدل عاد ..


حور نزلت راسها بالقاع وما عرفت شتقول .. قعدت تخربط : جاسم انا ..


جاسم ما عطاها فرصة ترد : كافي حور ..


حور تمت منزلة راسها بالقاع و جاسم تم ساكت لحظات ،



فجر القنبلة على حور مرة وحدة : حور .. انتي طالق و يلا طلعي من بيتي ..


حور رفعت راسها وهي مو مصدقة : جاسم .. انته شقعد تقول ؟!!


جاسم : اعتقد سمعتي شقعد اقول .. ما له داعي اعيده ..


حور اقتربت منه ودموعها على خدها : لا جاسم تكفى الا هالشي لا جاسم لا تطلقني تكفى !!


جاسم وهو يطالعها بنوع من العصبية والبرود : عيل شنو ؟؟ اخليج على ذمتي و ادلعج بعد كل اللي سويتيه ؟؟ حمدي



ربج طلقتج بستر ، لو غيري جان فضحج بكل مكان .. يلا الحين .. شيلي



ما تبقى لج من كرامة وطلعي برا بيتي ..



حور بانهيار و هي تركع عند ريوله : لا تكفى جاسم تكفى .. لا تطلقني وين اعيش بعدين ؟؟



جاسم وهو يبعدها عن ريوله : عندج اختج ، ما قصرت عليج بافكارها يوم كنتي على ذمتي ...


حور : جاسم الله يخليك ما في أي فر....


جاسم يقاطعها بصراخ وعصبية و انفعال : لأ حور ما في أي فرصة اللي سويتيه ما ينغفر !! يلا طلعي برا ..


حور خافت منه ، عمرها ما شافته بهالعصبية .. كل هذا عشان الطفلة حليمة ؟؟



صعدت غرفتها بسرعة و حطت ثيابها بالجنطة بسرعة واهمال ، نزلت الصالة ، و بطريقها



صادفت حليمة على الدرج ، تمت تطالعها بنظرات مقهورة ، وحليمة بادلتها


بنظرات اشفاق ،



من جد تشفق عليها تحسها انسانه مريضة !!


نزلت حور من السلم وهي ترقع الجنطة ، طلعت من البيت و صكرت وراها الباب ..


و صكرت معاها المشاكل الكثيرة اللي جلبتها لهالزوجين ..


حليمة تمت تطالع جاسم من على السلم ..


كان منفعل وبالغصب هدى نفسه ، و يوم بادلها النظرة ، حس بنفسيته تهدى .. ابتسم

لها بحنان .. أشر لها بيده : تعالي ..




ركضت له حليمة بسرعة و حضنته بشوق و هي تدفن راسها في صدره ..









/

\

/










رن التلفون ..


شالته : ألو ..


الطرف الثاني بلهفة : ألو ..


احمرت خدودها .. صكرت التلفون بويهه على طول ..


لامت نفسها على هالتصرف الغبي ألف مرة ، طقت راسها بالجدار ..


رن التلفون مرة ثانية ..


طالعته بلهفة .. تنفست بعمق ، شالته بهدوء : ألو ..


طلال فيه الضحكة : ألو .. ليش سديتيه بويهي ؟؟



كوثر بحرج : آسفة الاتصال انقطع ..


طلال وهو مو مصدق : ايي.. اوكي ..


سكتت كوثر.. طلال قال لها بطريقة رومانسية قعد يتدرب عليها اكثر من 16 مرة : شلونج كوثر ..


كوثر باحراج بالغ : بخير ..


كان يتأمل انها تسأله شلونه بعد ، لكنها كانت منحرجة حيل ، تفهم الوضع و سأل عن أمها : الا خالتي جليلة وينهي ؟؟



كوثر : هني .. الحين اعطيك اياها ..


طلال : لحظة كوثر ..


كوثر : هلأ ؟؟



طلال : أنا أبي أكلمج انتي بعد ..


كوثر خدودها صارت حمراء اكثر من الطماط : خير ؟؟



طلال : الخير بويهج ، بس يعني قلت ابي اسولف وياج مو احنا مخطوبين الحين و بعد

جم يوم زواجنا ؟؟





كوثر ما ردت عليه واكتفت انها تحمر من الاحراج زيادة ، و كان يدري انها



قعد تحمر من الاحراج بدون لا حتى يطالعها ، كان حاس فيها ويبتسم ..


طلال : الو .. كوثر .. وين رحتي ..


كوثر بارتباك : هني .. موجودة ..


طلال وهو يضحك : ههههههههه خلاص عيل ، الظاهر انج حدج منحرجة ، عطيني خالتي جليلة اكلمها ..


كوثر ما صدقت تتخلص من هالموقف المحرج : لحظة ..









/

\

/








استلقى على سريرة بجانبها ، كانت نايمة على ظهرها تحدق بالسقف ،



وهو بعد سوا نفس الشي ..


كانت الغرفة ظلمة والمروحة تدور ببطء ورتابة ، و افكارهم تدور معاها ..


ريم بحزن : باسم ..


باسم : هلأ ؟؟



ريم : باسم .. انته ليش تزوجتني ؟!


باسم انتفض من سألته هالسؤال و جذبت اهتمامه ، دار وجهه لجهتها ..


حط يده على خدها يداعبه : ما أدري ، بس شي واحد أدري فيه ، إني عمري ما راح أندم على إني تزوجتج !


ابتسمت ريم ، كان جواب مثالي ، بس ما حست انه هو الجواب اللي



يرضيها .. لكنها ابتسمت و ردت تحدق بالسقف ..


ريم تمت تكمل طرح أسئلة : باسم ..


التفت لها : عيونه ..


ريم : تتوقع راح ياخذني عنده صج ؟؟



باسم فز بقوة : مستحيل !! على جثتي !


ريم والدمعة بعيونها : باسم انا ما أبي أرد بيت أبوي .. انا أبي أظل وياك ..


اقترب منها باسم وباسها على جبينها : لا تخافين حبيبتي .. لا تخافين .. محد راح ياخذج مني .. انتي راح تظلين معاي للأبد ..


ريم وهي تبتسم ..


شي في داخلها يخليها تقلق من المستقبل !!












/

\

/










كانت تخيط الثوب بيدها المليئة بالتجاعيد ، و تطالع بحذر من خلال النظارة


الزجاجية، حواجبها البيضاء



الكثيفة غطت على عيونها الصغيرة ..


تحرك يدها بصعوبة و تعاني من مرض الرجفان ، ما تقدر تمسك شي بيدها الا و ترجف ..


رن جرس البيت بإلحاح و عصبية ..


كحت بالغصب وهي تنادي : ميراندا !! ميرادنا و صمخ !! ردي على الباب ..


لكن الخدامة المتمردة ما ردت عليها ..


قامت من مكانها بالغصب وهي تلعن فيها : ساطور يدق رقبتج قولي آمين ..


قعدت تمشي ببطء و بالغصب وهي تطلع من الصالة الرثة القديمة ،



و الجرس كلما له ويزيد الحاح ..


قعدت تصارخ بطريقة العجايز المضحكة : زين زين .. صلي على النبي ..


راحت وبطلت الباب و كان فيه ألف قفل ، ويوم بطلت آخر قفل ،



طلت بوجه القادم ،



شاب وسيم و معاه شابة وسيمة .. و بيدهم جناط كثيرة ..


قالت له بصدمة ونوع من الجفا ، كانوا اخر اثنين تتوقعهم مجيئهم : خير .. شتبون ؟؟



تم يتأمل شكلها ، قعد يتذكرها من آخر يوم شافها فيه ،



كل شي نفس الشي ،



الثوب القديم ، التجاعيد الكثيرة ، العيون الضيقة الصغيرة ، الفم الخالي



من الأسنان ، و الظهر المنحني ، والريحة المميزة ، ريحة بيت قديم ..


ابتسم وهو يقول : يدتي انا يوسف .. ما عرفتيني ؟؟




[ الــــجــــــزء الــــخـــــامــــس عـــــشـــر ]


/


\





والأخـــــيـــــر ...

/


\


/

2008






24 شهر







720 يوم






17280ساعة







1036800دقيقة










مر من الوقت على الأحداث الماضية .




\


/






وقفت حليمة على الشرفة الواسعة المطلة على الحديقة، استنشقت الهواء، و ارسلت




انظارها لأبعد مكان ممكن توصل لها عيونها ، و اطلقت افكارها لابعد مكان ممكن توصل له..



اقترب منها جاسم من وراها وهو يضمها حيل : شفيه القمر سرحان ؟




حليمة بابتسامة مهمومة: افكر بأبوي..



ضمها جاسم بقوة أكبر و طبع بوسة هادية على خدها ، وقال بصوت حكيم : هذي قسمة ربنا ..



حليمة غمضت عيونها بخضوع تام للقضاء والقدر : ونعم بالله! الحمد لله على كل حال..



تأمل شكلها وهي مغمضة عيونها و شعرها يطيره الهوا ..



جاسم بصوت يزلزل كيان أي أنثى : أحبج حليمة ..



فتحت حليمة عيونها بسرعة و لا شعوريا نزلت دمعة من على خدها ..



مسحها جاسم بصبعها و مسكها برفق وهو يقول : هذي ما ابي اشوفها على خدج مرة ثانية ..



ابتسمت حليمة بصعوبة و ارتمت على صدره تبجي بقوة ..



تفاجأ جاسم و خاف عليها : حليمة حبيبتي شفيج ؟؟




ما ردت عليه وتمت تبجي بين اضلاعه ..



قعد يمسح على شعرها و هو يحاول يهديها : حبيبتي .. ليش تبجين ؟




حليمة : ابجي لان .. لان ..



جاسم مو قادر يستحمل اكثر : لان شنو ؟؟




حليمة بين الدموع والشهقات قالتها لاول مرة: لاني احبك ..



جاسم تفأجأ من سمع هالكلمة وحس وكأنه احد صب عليه ماي بااارد ..



أثلجت صدره هالكلمة و بنفس الوقت خلته يحس بدفء اول مرة يحسه ..



مسك راسها و حط جبهته على جبتها و قال لها : طالعيني ..



طالعته بعد ما مسحت دموعها ..



قال لها و هو يتأمل شكل عيونها اللي باين عليها اثار الدموع : انتي خبلة !



و ضحك بصوت عالية .. طقته حليمة على صدره بالخفيف : انا خبلة يا حمار ..



فطس من الضحك على اخر كلمة قالتها : انا حمار ؟؟




صار ويهها احمر ما عرفت شلون طلعت الكلمة منها ، ابتعدت عنه و نزلت راسها وقالت وهي تتمنى الارض تنشق وتبلعها :



محشوم حبيبي .. انا اسفة ما ادري اشلون طلعت مني ..



جاسم وهو يمسك ايدها ويقربها من قلبه :



مثل العسل على قلبي .. انتي ما سمعتي الأغنية اللي تقول بحبك يا حمار ؟؟




حليمة وهي تضحك : هههههه أي سمعت ..



جاسم : بحبك يا حمارة ..



حليمة وهي توخر عنه و تطالعه بعصبية ممزوجة بدلع انثوي سحر كيانه : جااااااااااسم !!



رد عليها بضحكة ساحرة : وحدة بوحدة .. العين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم ..



حليمة : ههههههههههه انزين انا اوريك!!



- همال ..



تناهى على مسامعهم الصوت اللي يصدر من الارض ..



نزلت حليمة راسها و شافت بنتها الجوري اللي عمرها سنة ونص هي ماسكة ريولها و تردد : همال .. همال .. همال ..



جاسم شالها على كتفه و قال وهو مصدوم : شنو قلتي بابا ؟؟




الجوري وهي تضحك ببراءة ممزوجة بخباثة محببة للقلب : همال.. (حمار) ..



حليمة شهقت وحطت يدها على فمها وهي تقول : هييي!! شوف شعلمت البنت !!



جاسم وهو يطالعها مصدوم : انا ولا انتي ؟!!



حليمة وهي فيها الضحكة : امبي .. امبي مو حلو !! اول كلمة تتعلم تقولها اهيا حمار!



الجوري وهي تكرر الكلمة وتضحك : حمار!!



جاسم : بس سكتي لا تعلق عليها ..



قعد يلاعب الجوري و هو يقول لها : يلا حبيبتي .. قولي بابا ..



حليمة : هيي انته !!



طالعت الجوري وهي تبتسم : قولي ماما !!



جاسم و هو يشدد على الكلمة عشان تثبت في مخ الجوري و تقولها : قولي بابا ..



حليمة وهي تاخذ الجوري من يده : قولي ماما !!



جاسم يرد ياخذها من حليمة : قولي بابا !!



حليمة : قولي ماما !!



الجوري ضحكت ضحكة كبيرة و .. : ماما .. بابا .. همال !!



جاسم وحليمة وهما يطالعون بعض بصدمة ..



جاسم : شفتي اشلون الحين ..



حليمة : شفت انته شلون ؟؟




تموا يطالعون بعض وهم عاقدين حواجبهم وبقمة العصبية ..



الجوري البنت الشيطانة يوم شافت جذي راحت باست ابوها على خدها و بعدين

امها ..



و بعدين اشرت حق ابوها انه يبوس امها على خدها ..



ما فهم عليها ابوها : شنو بابا ؟؟




الجوري وهي تأشر على حلجه هو وعلى خد حليمة ..



جاسم وهو عاقد حواجبه : انا ابوس هذي ؟؟




الجوري عصبت و عنفصت ..



جاسم : لا كلش ولا زعل الجوري ..



اقترب من حليمة يبي يبوسها من غير نفس لكنها رجعت لورا وهي تتغلى : جذي يبوسون ؟؟ و انته عاقد النونة وماد البوز ؟؟




جاسم : شنو يعني لازم يبوسون واهما مبتسمين ..



حليمة بدلع ما قدر يقاومه : أي ..



جاسم ابتسم غصبا عنه رغم انه حاول انه يقاوم : ههههههههههههههه




اقترب منها وباسها على خدها بنعومة وهمس بذونها : انتي وجوري اهم اثنين بحياتي ..











/


\


/











في مكان ثاني .. واجواء ثانية ..



قعدت هي حاطة ريل على ريل وهي تاكل البوب كورن ، و تقلب في قنوات الاغاني والافلام ..



- والله لوعتي جبودنا من الصبح يا قمر !!



القت عليها نظرة احتقار و قالت لها : وبعدين يا يدتي .. الواحد ما يقدر يقعد في بيته مرتاح ؟؟




طالعتها جدتها من ورا نظارتها السميكة التي تغطيها حواجبها الكثيفة بنظرة غضب : بيتج ؟؟ هذا بيتي انا .. جعل القبر الضيج مأواج و بيتج قولي امين ..



قمر بنفسية : اففف .. وليه وانتي ما عندج غير هالحجي اللي يسم البدن ؟؟




اليدة : أي ما عندي غيره ، مو عاجبج طلعي برا انتي ويا ريلج ..



احتقرتها و انشغلت بالتلفزيون بدون ما ترد ..



كملت اليدة كلامها و تذمرها :



انا ما ادري شنو شايف فيج ريلج.. يوسف ريال ما يعيبه شي طول وعرض واخلاق و تنضرب فيه الامثال ، ماخذج انتي ام السعف والليف على شنو ششايف

فيج ؟؟ اخلاق ميح تربية ميح ..



ثارت قمر من الغضب من سمعت هالكلام وحست بوخز كبير في قلبها ما تدري ليش :انتي اشلون تسمحين حق نفسج تقولين هالكلام ؟؟




ما ردت عليها اليدة واكتفت بانها تاخذ الريموت من يدها بقوة : يلا ذلفي غرفتج .. ابي اطالع برنامج نبيل العوضي ..



قمر وهي تطالعها بحقد : انا اذلف ؟؟




ما عطتها ويه ولا ردت عليها وقعدت تطالع البرنامج باهتمام ..



قمر وهي تتوعد : هين يا يدتي ..



صعدت غرفتها بسرعة اسرع من البرق وهي تحس بحرقة بصدرها و ضيقة، ما يسمح لها غرورها انها تخلي أي احد أي كان انها يمشي كلمته عليها ..



صادفت يوسف وهو قعد يلبس ثيابة ويستعد للطلعة ..



ومن شافتها ما تدري ليش حست انه الروح ردت لها ..



رمت نفسها على السرير و بتعب قالت : وين رايح ؟؟




يوسف ببروده المعتاد وياها : بروح اودي يدتي المستشفى حق الفحص الدوري..



قامت قمر من مكانها و بس وقفت حست بدوخة وردت طاحت على السرير مرة ثانية ..



يوسف مسكها بخوف : قمر شفيج .. دختي مرة ثانية ؟؟




قمر و هي تحس انه لمسته دوختها اكثر من الدوخة اللي هي فيها اصلا : أي .. عادي .. اكيد من الريجيم ..



يوسف وهو يمسح على وجهها : سلامات ..



حست قمر ببركان يتفجر داخلها .. المرات القليلة اللي يقترب فيها منها




تولد عندها احساسيس ما تعرف اشلون تفسرها ..



وكل ما يبدي خوفه عليها بسبب هالدوخات المعتادة اللي تحوشها بين فترة والثانية تحس بالهالاحاسيس تزيد و تزيد ..



قمر : الله يسلمك ..



يوسف حس مرة ثانية بغرابة الموقف ..



ابتعد عنها و رد يكمل لبسه ..



قمر تمت تتأمله .. ما تدري ليش محسوبة عليه زوجة ؟




ما تدري ليش تحملت كل هالبرود و الفراغ الكبير اللي بينهم..



وحدة بمثل غرورها و عنادها مستحيل تمر بكل هذا التعذيب النفسي اللي




يحطها يوسف فيه و تظل ساكتة و ما تبتعد عنه ..



ما عرفت اشلون ترد على اسئلتها ..



بررت حق نفسها انه اهوا يعرف عنها اسرار كبيرة في الماضي و انه هددها قبل الزواج ..



حتى يوسف اكثر من مرة طرح على نفسه هالتساؤلات .. و نفس الشي .. ما قدر يطلع بنتيجة..



يوسف : انا ماشي ..



قمر : الله معاك ..



نزل يوسف وهو ينادي : يلا يدتي ..



اليدة : يلا ..



بعد ما تأكدت قمر انهم طلعوا من البيت ، نزلت من الطابق اللي فوق بحذر و دخلت المطبخ و قعدت تدور بالدرج اللي فيه الادوية وهي تقول بوعيد :
انا اوريج يا عيوز النار ..



قعدت تدور بين الادوية على دوا يدتها ، ادول .. كالبول .. سي كيوكمبر..



وين راحت الادوية ..



قعدت تدور بين الاسماء بجنون ..



انتيبادوكتس .. انترفيرون ..



شنو هذول ؟؟ اول مرة تشوفهم !!



كانوا نوعين من الادوية لكن كان فيه اكثر من علبة و اكثرهم فاضية ..



كان فيه علبة يديدة مو ملموسة و يمها فاتورة ..



قعدت تقرا الوصفة و بالغصب فهمت بعض الكلمات ..



اسم المستشفى .. اسم الدكتور .. اسم يوسف .. اسم الدوا .. و اسم المرض ..



لوكيميا !!



طاحت من يدها الفاتورة.. حست بدوخة قوية .. حست الدنيا تدور و الزمن قعد يرجع لي ورا و يعيد كل احداثه .. عيد ميلادها الثالث عشر .. حفلة تخرجها ..



ايام حبها لخالد .. ضرب باسم .. خالد في العناية المركزة .. و ايام الجامعة..



وفي كل هالذكريات .. كان وجه يوسف يطل عليها ..



يوسف هو الانسان اللي قضى معظم حياته حول هالانسانة .. يشاجرها .. يصارخ عليها .. بعض الاحيان يضربها ..



و في اغلب الاحيان .. يحميها .. يخاف عليها ..



كل هذي الخواطر مرت في ذهنها مرة وحدة ..


يوسف .. يوسف .. يوسف..



حياتها رغم زحمتها الا انها كانت كلها يوسف !!



سمعت صوت سيارة في الخارج و صوت الباب يتبطل و يوسف يدخل من الباب و يقول بصوت عالي و هو متجه للسلم : نسيت تلفوني النقال (الجوال) ..



قمر اللي كانت عيونها مليانة دموع شهقت بقوة وهي تسمع صوتها اللي هز روحها .. صرخت واهيا تركض : يـــــــوســـــــف !!



يوسف انصدم و لف ويهه و حس الدنيا قعد تدور بالبطيء ..



قمر تصرخ باسمه .. تطلع من المطبخ وهي تركض .. و تتجه له ..



تحضنه بقوة وايدها شابكة عليه و متعلقة برقبتها و دافنة راسها في صدره..



وقف في مكانه وهو مصدوم .. قمر !!



ما يعرف بالضبط شنو ماهية شعوره في هاللحظة .. لكنه ..



و بدون شعور .. وبحركة عفوية .. حوطها بايدينه الاثنين و شالها وهو يقول : حبيبتي ..



تمت هي متعلقة فيه و تأن بصوت يقطع القلب ..



يوسف صعدها الغرفة وقعد على السرير وحطها بحضنه .. قعد يمسح على راسها وهو خايف : اسم الله عليج يا قمر .. اشفيج ؟؟




قمر انفجرت من البجي وما قدرت تكمل كلامها .. بقوة ضعيييفة كانت ماسكة بيدها فاتورة وهي تشهق ، مدت يدها له ..



انصدم وهو ما يدري شالسالفة .. خذا الفاتورة .. قرا اللي فيها..



بعد ما كانت الدنيا واقفة عن الدوران حست انها تدور فيه بسرعة وبسرعة ..



تعلثم وما عرف شيقول : هذا .. هذا ..



قمر قامت من على حضنه و ضمته حيل وهي تقول بضعف : يوسف .. انا ما ابيك تموت ..



يوسف انصدم بشكل اكبر وقال لها لا شعوريا : بس انا ما راح اموت !!



قمر وهي تبتعد عنه شوي شوي : عيل هالاوراق حق منو .. لا يكون حق يدتي ؟؟




يوسف استوعب السالفة ببطء .. قال وهو يمسح وجهه : لا يا قمر .. مو حق يدتي ..



قمر وهي مو قادرة تفهم شي مسحت دموعها و قالت بصوت شجن : عيل حق منو ؟؟




يوسف ما عرف شلون يرد و قلب ويهه الوان : قمر انا ما ادري شقول لج بصراحة !!



قمر وهي تحس انه فيه شي كبير ما تدري عنه : قولي .. قولي الصج! هالادوية حق منو ؟؟




يوسف مسك يدها و قال بصعوبة و حنان قاسي !! : هالادوية حقج انتي يا قمر ..



قمر انصدمت ، بعلت ريجها وقالت بصوت خافت و حيرة : حقي انا ؟؟ لا مستحيل .. اذا انا قعد اخذ هالادوية اكيد راح اعرف ..



يوسف بصعوبة اكبر حاول يفهمها : لان انا اللي كنت قعد اعطيج اياهم ..



قمر وهي تبعد عنه : اشلون ؟؟




يوسف : في أكلج وانتي ما تدرين ..



قمر وهي مو مصدقة : انته جذاب !! يعني شنو .. يعني انا اللي راح اموت ؟؟




يوسف ما قدر يتحمل صدى هالكلمة ورجع شريط الذكريات للماضي .. ذاك اليوم في المستشفى .. يوم عرسه ..



خذاها بقوة و حضنها :



قمر .. انا اسف .. خشيت عليج طول هالمدة .. بس كنت اظن هالشي لصالحج ..



ما ردت عليه قمر و خلت صوت البكي يقوم بالواجب ..



يوسف وهو يشرح لها :



يوم تزوجنا واغمى عليج .. وديناج الطبيب .. ويومها الطبيب قالي .. و انا فضلت ما اخبرج عشان .. عشان ..



سكت مدة وهو مو عارف شيقول : صراحة .. ما ادري عشان شنو .. ما ادري ليش ..



كمل كلامه بعد فترة سكوت :



و تميت اعطيج الادوية بدون لا تدرين .. هالادوية مو مرجو منها انها تقضي على المرض لانه فيه مرحلة متقدمة ..


لكنها كفيلة بانها تأخر تطوره .. و .. و .. تطول في حياتج ..



سكت بعد الكلام الاخير و تم يسمع نحيبها اللي قطع قلبه ..



وتمت هي تبجي على صدره .. و بدا يدخل معاها في بكاء هستيري ..








/


\


/











في البيت الكبير .. البيت الفخم .. اللي مثل بيت العنكبوت .. واهن و ضعيف ولا ماله اساس ..



قعدت سارة قبال اللاب توب في الصالة وهي معلية على صوت التلفزيون على اغنية لفرقة kiss ..



و يمها شيماء تتصفح الجريدة وهي منزعجة : اففف انتي وبعدين وياج ويا هالاغاني المزعجة لي متى يعني ؟؟




سارة : اف كيفي بيتنا !!



شيماء :هذا بيت ريلي !!



سارة : بيت ابوي !!



شيماء : اوف !!



عبدالله توا داخل قال بمحاولة لتلطيف الجو : سارة ليش تخلين حبيبتي تتأفف !!



سارة بشغب : الله والحبيبة ..



عبدالله بعصبية : يلا عاد بس ما ارضى على مرتي !



شيماء قامت من مكانها وهي في قمة النرفزة ..



سارة صكرت الاب توب و على طول الكراج .. و السيكل !!



عبد الله صعد الغرفة ورا مرته : اشفيها الحلوة زعلانة ؟؟




ما ردت عليه و انسدحت بالفراش و تلحفت بالغطا ..



عبد الله يقترب منها ويحسب الغطا من على ويهها وهو يغني : هيلا يا رمانة الحلوة زعلانة .. منهو يراضيها .. انا اراضيها ..



يلا عاد ..



شيماء بعصبية : اف عبود فكني زين مالي خلق ملاقتك ..



عبد الله حز بخاطرة : افا .. الحين انا صرت مليق ..



قام من مكانه وفصخ دشداشته وهو متضايق ولبس البيجامة و انسدح يمها و عطاها ظهره ..



حست شيماء بالذنب .. لفت ويهها وهزت كتفه : عبود ..



ما رد عليها ..



شيماء مرة ثانية بالحاح : عبوووود !!



ما رد عليها و طلع صوت شخير مضحك عشان ينرفزها ..



شيماء عصبت و طقته بالمخدة و نامت على الطرف الثاني من السرير ..



عبود ضحك في داخله عليها و لف ويهها و هو يناديها : نعم يا شيماء ؟؟




شيماء بدون لا تلف :توك تسمع ؟؟




عبود : اسف الارسال ضعيف توني استقبل ..



شيماء : مو وقت مـ ...



سكتت وما كملت ..



عبود : ها شنو بغيتي تقولين ؟؟ بغيتي تقولين ملاقة مو ؟؟




شيماء وهي تدري انه حساس و اي كلمة ممكن تجرحه ، ما بغت تكدره خصوصا انه خاطره عندها كبير : لا ..



عبود : تبين تنامين ؟؟




شيماء : لا صراحة ما فيني نوم ..



عبود وهو يطالعها بخبث : اشرايج ..........



شيماء وهي تتغطى وتسوي روحها تعبانة : اوف وانته بس هذا اللي يهمك !!







/


\


/







في عمارة بسيطة .. عروس بسيطة .. قعدت تجرب نفنوف عرسها البسيط ..



دخلت جليلة على بنتها الغرفة و شافتها في نفنوفها الابيض ..



بس شافتها غرقت عيونها دموع ..



كانت كوثر لابسة فستانها الابيض الناعم .. طويل و منفوش ، بدون اكمام طبعا ، و مزين بشريطة حمرا صوب الخصر ..



شعرها المموج الطويل تدلى على ظهرها المكشوف .. و اللون الاحمر اللي كان يزين خصرها انعكس على وجنتها ..



كانت على الرغم من بساطة الفستان وتواضعة و كانها من الحوريات الخياليات اللي يكتبون عنهم في القصص ..



جليلة قربت منها وهي بتجي وبصوتها المبحوح قالت : يا بعد عيني يا يمة ..



كوثر وهي شوي و تبجي : بس يمة لا تبجيني وياج !!



جليلة : شسوي يا يمة.. تميتي انتي و طلال مملوجين مدة سنتين !!


والحين اخيرا بتتزوجون .. وراح ياخذج بيتهم .. و اتم انا بروحي هني ..



كوثر وهي تضم امها : لا يمة .. ما راح تممين بروحج نسيتي انه طلال حاط لج غرفة في شقتنا ؟؟




جليلة وهي تمسح دموعها : لا ما نسيت بس بغيت ازيد شوية دراما على الموقف ..



كوثر واهيا تضحك : الموقف مو ناقصه دراما يا يمة ..


يا حبج حق سوالف المسلسلات والافلام المصرية !



جليلة : ههههههههه بس كمان الموقف بيخليني ابكي ..


بنتي و راح تتزوج كيف ما بكي ؟؟




كوثر :هههههههههههه يمة انتي ما تيوزون من هالمسلسلات التركية المدبلجة ؟؟



شوفي اشلون اثرت على مخج !



سمعوا صوت طرق على باب الغرفة : ممكن ادخل ؟؟




كوثر : يمة هذا طلال لا تخلينه يدخل يشوف الفستان الله يخليج!!



جليلة وهي تضحك : ان شا الله يمة ..



طلعت جليلة من الغرفة وهي تقول حق طلال : ها شعندك يمة ؟؟




طلال : ياي اشوف عروسي ..



جليلة :ما عندنا رياييل يشوفون عروسهم قبل العرس ..



طلال : ههههههههه شدعوة خالتي!!


هذا وانا زوجها من سنتين على سنة الله ورسوله!



جليلة : ههههههههههه ولو .. اهيا ما تبيك تشوف الفستان مال العرس خليه مفاجأة ..



قالت هالكلمة و راحت الحمام بسرعة ..



طلال وهو يطق الباب خفة : كوثر .. كوثراني .. عفية بطلي الباب بشوف !!



كوثر اللي كانت قافلة الباب و واقفة قدام المراية تتأمل شكلها : هههههههههه ولا في الاحلام !!



طلال : عفية كوثر و غلاتي عندج !!



كوثر : ههههههههههه سوري .. انته غالي .. بس مو لهالدرجة !!



طلال وهو يتصنع الزعل : طيب يا كوثر .. خلاص عافج الخاطر!!



كوثر : ههههههههههههههههه ما يقدر يعوفني الخاطر ..



طلال : المشكلة انج تعرفين قدرج عندي ..



كوثر : طبعا ..



طلال وهو يطق الباب للمرة الاخيرة : يعني ما في مجال ؟؟




كوثر بدلع : هههههه ابدا !!



طلال : انزين عيل .. انا ماشي ..



كوثر بلهفة : وين ؟؟




طلال : كيفي مو انتي مو راضية تخليني اشوف النفنوف .. انا ما بخليج تشوفيني..



كوثر : ههههههههه خلاص اوكي روح ..



طلال : ما ينفع معاج شي !! عنيدة ..



ضحكت كوثر من ورا الباب بخفوت ..



طلال طق على الباب طقة اخيرة : يلا مع السلامة حبيبتي ..



كوثر : مع الف سلامة ..



نزل طلال من الشقة و اتجه لسيارته وهو يلعب بالمفتاح و يدندن بصوت خافت و ............



سمعت كوثر صوت اصطدام يخرع ، نغزها قلبها وحست بخوف الدنيا كله متجمع في قلبها .. طلت من الدريشة .. و صرخت :



طلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااال !!



نزلت للشارع بفستانها الابيض بسرعة البرق وهي تركض لطلال ..



وهي نازلة سمعت صوت سائق السيكل اللي صدم طلال وهو يسرع بعيد عن مكان الحادث ..



ركضت لطلال و قالت وهي حاطة ايدها على ويهه : طلال .. طلال حبيبي ..



نظرت للمكان اللي حولينها وهي موقادرة تستوعب .. الارض متروسة دم ..



و طلال يصارع الموت .. ويلفظ انفاسه الاخيرة في حضنها ..



و فستانها الابيض تحول الى الاحمر ..



كوثر وهي تضمه : طلال حبيبي قوم يلا .. طلال .. مو انته تبي تشوف نفنوف العرس ..



يلا طلال قوم شوفني .. طلال يلا قوم .. الله يخليك طلال !!



طلال بصعوبة بطل عينه و طالع شكلها المنكسر ..



ابتسم بصعوبة اكبر وبالغصب قال بصوت ضعيف : انتي .. احـ.. احلى عرو..عروس شفتها بـ .. بحياتي ..



مالت رقبته لورا .. تجمد بؤبؤ عينه وسكنت فيه الحياة .. طالعت كوثر هالمنظر بفزع .. ما عاد فيها قوة تصرخ ..



همست : طلال ......














/


\


/












وقف قبال المحكمة وهو يمسح ويهه و يطالع السما .. وبامتنان قال : الحمد لله يا رب ..



تمت هي تناظره في هالحالة .. اقتربت منه : باسم ..



طالعها بكل حب : روح باسم ..



ريم : يلا باسم .. خل نرجع بيتنا ..



مسك يدها .. ركب السيارة .. ورجع البيت .. وهو يسترجع في باله كل اللي صار في السنين اللي فاتت .. المحاكم .. الجلسات ..



القتال اللي قاتله عشان يرجع حب حياته لحياته ..


عمه اللي حاول يسوي المستحيل عشان يخليهم بعيد عن بعض ..



لكن في النهاية .. ينتصر الحق .. ويفوز الحب ..



ابتسم برضا وهو يسوق سيارته ..



وصلوا للبيت المتهالك .. بطل لها باب السيارة ..



نزلت بهدوء .. مسك يدها و وصلها لي الباب .. بطل الباب وهو يقول :بيتج مشتاق لريحتج يا ريم ..



ابتسمت له ..



دخلت البيت وهي تحس بكل الانتماء له ..



هني تحس بالراحة ..



هني تحس بالامان ..



هني تحس بالدفء..



في بيت بسيط .. متواضع .. مو في بيت كبير .. وفخم .. وخالي من المعاني ..



حضنت يد باسم بقوة و هي تبوس كتفه ..



حس انه راح يبجي ..



اول مرة في حياته ..



اول مرة في حياته يحس بالسعادة الحقيقية ..



الله سبحانه وتعالى عوضه بعد كل هالصبر ..



عوضه عن كل اللي لاقاه من مصاعب واختبارات في الحياة و الصبر ..



و في النهاية .. تمت في جانبه انسانة .. لما يبتسم لها .. تبادلة الابتسامة بصدق..



وصلت ريم لداخل البيت ..



اول ما دخلت راحت تطل على الدجاج .. و بعدين صعدت غرفتها فوق ..



و رجعت مرة ثانية الصالة ..



وكأنها تحاول تتطمن انه كل شي في البيت مثل ما اهو و ينتظر رجوعها ..



ابتسمت ..



دخلت غرفة نوم باسم .. دخل وراها باسم و هو يبتسم ..



ريم طالعته بحيا : باسم ..



باسم : هلا ؟؟




ريم : باسم فيه مرة قلت لي كلمة .. وكنت تنتظر مني اجابة ..


لكني ما رديت و انشغلت بشي ثاني ..



باسم و هو مستغرب : شنو ؟؟




ريم وهي تنزل راسها .. رفعته و قالت بصدق : انا بعد احبك ..






/


\


/



الــــنــهــايــة
 
التعديل الأخير:

ماسيتي

New member
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
653
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بصراحه احداثها مو مفهومه وسريعه يعني ماندمجنت فيهاا واااايد بس يعطيج العافيه على هل قصه وماقصرتي باسم شنو سوى عشان يدش السجن شنو نهاية عادل ومرته نهاية ريم وباسم بس كلمة احبك شنو نهاية قمر وباسم تموت ولا تعيش يعني مو فااااااااااااهمه ريم عرفت انه ابوها سفر ايفي ليش طلال يموت مادري ثانكيووووووووو
 

love-s-h-f

New member
إنضم
21 مايو 2008
المشاركات
540
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
عجيبه القصه
ثانكيوو