xxx
عضوه موقوفة
- إنضم
- 29 سبتمبر 2004
- المشاركات
- 53,764
- مستوى التفاعل
- 18
- النقاط
- 0
- العمر
- 47
- الإقامة
- ♥بيــان♥
- الموقع الالكتروني
- www.q8yat.com
فتاوى في الرؤى والأحلام
س1: من الفتوى رقم (5802)
س: حدثني أحد المشائخ فقال: جاء شيخنا المتوفى إلى والده في الرؤيا وإلى رجل آخر وقال لوالده ابن لي ضريحاً –مقام- ففعل ووجد جسمه سليماً، ومعلوم أن هذه الأضرحة مزار للناس وقد تعرضهم للشرك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ أن الناس يطوفون بها ويتوسلون عندها، وحدثني بعض الصوفية فقال: إن الشيخ إذا مات إذا لم يظهر كرامة جاء إلى أحد كبار الناس وأمره ببناء ضريح وهذا غير جائز شرعاً كما قال السلف فهل الذي يأتي في الرؤيا الشيخ أم الشيطان، وهل يصدق الكلام ويفعل ما أمر به؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: ليست هذه رؤيا، وإنما هي حلم، والحلم من الشيطان وذلك لمخالفتها الشرع فإن البناء على القبور وإقامة القباب عليها من كبائر الذنوب وذرائع الشرك، فقد ثبت عن أبي الهياج أنه قال: قال لي عليٌّ ألا أبعثك على ما بعثني عليه النبي صلى الله عليه وسلم، "ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" رواه مسلم، فيجب العلم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحرم العلم بهذا الحلم وأمثاله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس:عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي
عضو : عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
فتاوى اللجنة الدائمة (3/67)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س2: من الفتوى رقم (999)
س: مضمون السؤال أنه وصل إليه ورقة تتضمن أن الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما تهيأ للنوم وأنه أخبره بكثرة الفساد في الناس وأخبره أنه يموت من أمته كل جمعة مائة وستون ألفاً على غير الإسلام، وأخبره ببعض أمارات الساعة وقرب قيامها وأمره أن يعلن الوصية للناس، وأخبره بالعدة الجميلة لمن يصدقها ويجتهد في نشرها وبالوعيد لمن يكذبها ويكتمها ولا يبلغها الناس...الخ ما ذكر في الرؤيا؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: من الممكن عقلاً، الجائز شرعاً أن يرى المسلم في منامه النبي صلى الله عليه وسلم على هيئته وصورته التي خلقه الله عليها، فتكون رؤياه حقا، فإن الشيطان لا يتمثل به لقوله صلى الله عيه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي" رواه الإمام أحمد والبخاري من طريق أنس ولكن قد يكذب الإنسان فيدعي زوراً أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها والتي نقلت إلينا نقلاً صحيحاً، وقد يرى في منامه شخصاً على غير الصفة الخلقية للنبي صلى الله عليه وسلم، ويخيل إليه الشيطان أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وليس به فتكون الرؤيا كاذبة.
والرؤيا المنسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية إن لم تصح نسبتها إليه كانت مصطنعة مفتراة وهذا هو الظاهر، فإنه لا يزال مدع مجهول يسمى نفسه الشيخ أحمد، ويدعي أنه رأى هذه الرؤيا، وقد توفي الشيخ أحمد خادم الحجرة من زمن طويل كما أخبر بذلك أهله وأقرب الناس إليه حينما سئلوا عن ذلك، وأنكروا نسبة هذه الرؤيا إليه، وهم ألصق الناس به وأعرفهم بحاله، وإن صحت نسبتها إليه فهي إما كذب منه وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم، وإما أضغاث أحلام وخيال كاذب، وتلبيس من الشيطان على الرائي، وليست رؤيا صادقة، والذي يدل على أنها كذب وبهتان أو خيال وزور ما اشتملت عليه مما يتنافى مع الواقع وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما منافاتها للواقع فإنها لا تزال تدعى وتنشر مرات بعد وفاته، وقد أنكر أهله وألصق الناس به نسبتها إليه حينما سئلوا عن ذلك.
وأما منافاتها للشريعة الإسلامية، فلما اشتملت عليه من الأمور الآتية:
أولاً: الإخبار فيها عن تحديد عدد من مات من هذه الأمة على غير الإسلام من الجمعة إلى الجمعة وهذا من أمور الغيب التي لا يعلمها البشر، إنما يعلمها الله ومن يظهره عليها من رسله في حياتهم وقد انقطعت الرسالة من البشر بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقال: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً. إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) وقال: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
ثانياً: إخباره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: "أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة ولم أقدر أن أقابل ربي والملائكة" فإنه من الزور والأخبار المنكرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أحوال أمته بعد وفاته، بل لا يعلم منها أيام حياته في الدنيا إلا ما رآه بنفسه أو أخبره به من اطلع عليه من الناس، أو أظهره الله عليه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قرأ (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)... إلى أن قال: إلا أنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت علهم شهيداً ما دمت فيهم، فلمَّا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" راوه البخاري.
وعلى تقدير أنه يعلم أحوال أمته بعد وفاته فلا يلحقه من ذلك حرج، ولا يصيبه من وراء كثرة ذنوبهم ومعاصيهم إثم ولا خجل، وقد ثبت في حديث الشفاعة العظمى أن أهل الموقف كفارا ومسلمين يستشفعون بالأنبياء واحدا بعد آخر حينما يشتد بهم هول الموقف فيعتذر كل منهم عن الشفاعة لهم عند الله ثم ينتهي أهل الموقف إلى النبي صلى الله عيه وسلم فيسألونه أن يشفع لهم عند الله فيستجيب لهم ولا يمنعه من الشفاعة لهم كثرة معاصيهم أو كفر الكافرين منهم ولا يخجل من ذلك، بل يذهب فيسجد تحت العرش ويحمد ربه ويثني عليه بمحامد يعلمه إياها حتى يأمره أن يرفع رأسه وأن يشفع لهم، وبعد ذلك ينصرفون للحساب والجزاء.. ولم يمنعه شيء من ذلك من لقاء ربه ومقابلة الملائكة، ولم يلحقه منه عار.
ثالثاً: إخباره بالجزاء العظيم الذي يترتب على كاتب هذه الوصية ونقلها من محل إلى محل أو من بلد إلى بلد وتعيين جزاء الأعمال وتحديده من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، وقد انقطع الوحي إلى البشر بوفاة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، فادعاء العلم بذلك باطل وقد ادعاه الشيخ أحمد المزعوم حيث قال في الوصية المكذوبة (ومن يكتبها ويرسلها من بلد إلى بلد ومن محل إلى محل بني له قصر في الجنة) وقال: (ومن يكتبها وكان فقيراً أغناه الله، أو كان مديناً قضى الله دينه، أو كان عليه ذنب غفر الله له ولوالديه" فهو كاذب في ذلك.
وكذا إخباره من الوعيد الشديد الذي يصيب من لم يكتبها ويرسلها وتعيينه إياه بأنه يحرم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ويسود وجهه في الدنيا والآخرة، حيث قال فيها: (ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعتي يوم القيامة) وقال: (ومن لم يكتبها من عباد الله أسود وجهه في الدنيا والآخرة) فهذا أيضاً من الغيب الذي لا يعلم بتحديده إلا الله، فإخباره به وقد انقطع الوحي إلى البشر رجم بالغيب وكذب وزور. وكذا قوله فيها: (ومن يصدق بها ينجو من عذاب النار، ومن يكذب بها كفر) فهذا أيضاً زور وبهتان، فإن التكذيب بالرؤيا الصادرة من غير الأنبياء لا يعد كفراً بإجماع المسلمين.
رابعاً: إن كل ما أخبر به من الوعد والوعيد على سبيل التعيين والتحديد يتضمن تشريعاً بالحث على كتابة الوصية وإبلاغها ونشرها بين الناس للعمل بها واعتقاد ما فيها رجاء المثوبة التي حددها، ويتضمن تشريع تحريم كتمانها والتفريط في إبلاغها ونشرها والتحذير من ذلك خشية أن يحيق بمن كتمها أو فرط في نشرها ما أخبر به من الوعيد الشديد بحرمانه من الشفاعة واسوداد وجهه.
خامساً: عدم التناسب بين ما أخبر به من الجزاء والأعمال، وهو دليل الوضع والكذب في الإخبار، إلى غير هذه الأمور من الأكاذيب فيجب أن يحذر المسلم من هذه الوصية المزعومة ويعمل على القضاء عليها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس :عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي
عضو:عبدالله بن قعود
عضو: عبدالله بن غديان
فتاوى اللجنة الدائمة (3/74)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س3: من الفتوى رقم (3919)
س: نحن دائماً يأتينا رسائل من أماكن مجهولة ويقال فيها أشياء كثيرة مثل: أن الدنيا قد قربت انتهاؤها وعلينا بصدقة كذا وكذا، وهل تلك الصدقات فقط تنجينا من عذاب الآخرة أو يؤخر قيام الساعة؟ وفي هذه الأيام بالذات جاءتنا رسالة من جمهورية السنغال مكتوبة باللغة الفرنسية بدون ختم أو إشارة الجهة الصادرة، فيها إمام المدينة المنورة يقال له الشيخ أحمد بأنه رأى في المنام بعد قراءتهم القرآن الكريم صباح الجمعة في المسجد النبوي الشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له قد مات بين الجمعة الماضية وهذه 6000 ولم يدخل أحد منهم الجنة بسبب عدم إعطاء الأغنياء الزكاة والصدقات لمستحقيها، وعدم طاعة النساء لرجالهن، والأبناء لأولياء أمورهم، وكذلك لأن المسلمين لا يفكرون بالله، ولا يحجون، وقال له أيضاً بأنه قد اقتربت الساعة، وقفل باب الغفران وانتهاء الدنيا، ولذلك يجب علينا صيام أيام الاثنين مدة شهر وقراءة القرآن لأن القرآن أيضاً سيرفع إلى السماء، وقال علامة ذلك ظهور نجم مختلف كل الاختلاف عن النجوم الباقية، والشمس أيضاً ستقف في كبد السماء دلالة على ذلك، وقال من هذا البلاغ أن يبلغه إلى إخوانه وإذا بلغه سيرزقه الله من حيث لا يحتسب وإذا كان مديوناً قضى الله ديونه وسيكون يوم القيامة مع النبي في الجنة إذ كل من بلغ هذا البلاغ فلينم مسروراً أو يتمنى الموت إن كانوا صادقين، وهل الجنة تنال بدون جهد وكد أو كسب بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقالوا أيضاً كل من سمع هذا البلاغ ولم يبلغ عاش فقيراً ومديوناً، ومات مع المنافقين وأشبه من أهل النار، كنا نعتقد ونؤمن بالله دخولنا الجنة وأرزاقنا في هذه الدنيا من فضل الله ورحمته تعالى ويعذبنا في الدنيا والآخرة بعدله، لا بجمالنا ومالنا وأولادنا، بل بالخوف الذي يجعلنا نطيع الله ونقرأ القرآن ونفهم الآيات البينات يجعلنا نرجو رحمته في الدنيا والآخرة: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم وقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
ومثل هذه الأشياء تجعل الذين يريدون الدخول في هذا الدين يتشككون زيادة على أعمالنا تجاههم بما ينافي الروح الإنسانية والإسلامية، لأن الآن نرى في البلدان الإسلامية المسلمين ولا نرى الإسلام وفي بلدان غير الإسلامية نرى الإسلام ولا نرى المسلمين.
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: ليس للمدينة المنورة إمام يقال له الشيخ أحمد، وإنما فيها إمارة وجهاز حكومي إداري كامل يتولى شؤون الإدارة، وللمسجد النبوي إمام الآن هو فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح ولا نعلم إماماً للمسجد النبوي من سنين طويلة يقال له الشيخ أحمد، والقصة التي كتب لكم عنها ووزعت في نشرات قصة مكذوبة مصطنعة وقد كتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مقالاً واسعاً بين فيها أنها مكذوبة مصطنعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس:عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة :عبدالرزاق عفيفي
عضو:عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
فتاوى اللجنة الدائمة (3/77)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

س1: من الفتوى رقم (5802)
س: حدثني أحد المشائخ فقال: جاء شيخنا المتوفى إلى والده في الرؤيا وإلى رجل آخر وقال لوالده ابن لي ضريحاً –مقام- ففعل ووجد جسمه سليماً، ومعلوم أن هذه الأضرحة مزار للناس وقد تعرضهم للشرك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ أن الناس يطوفون بها ويتوسلون عندها، وحدثني بعض الصوفية فقال: إن الشيخ إذا مات إذا لم يظهر كرامة جاء إلى أحد كبار الناس وأمره ببناء ضريح وهذا غير جائز شرعاً كما قال السلف فهل الذي يأتي في الرؤيا الشيخ أم الشيطان، وهل يصدق الكلام ويفعل ما أمر به؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: ليست هذه رؤيا، وإنما هي حلم، والحلم من الشيطان وذلك لمخالفتها الشرع فإن البناء على القبور وإقامة القباب عليها من كبائر الذنوب وذرائع الشرك، فقد ثبت عن أبي الهياج أنه قال: قال لي عليٌّ ألا أبعثك على ما بعثني عليه النبي صلى الله عليه وسلم، "ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" رواه مسلم، فيجب العلم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحرم العلم بهذا الحلم وأمثاله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس:عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي
عضو : عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
فتاوى اللجنة الدائمة (3/67)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س2: من الفتوى رقم (999)
س: مضمون السؤال أنه وصل إليه ورقة تتضمن أن الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما تهيأ للنوم وأنه أخبره بكثرة الفساد في الناس وأخبره أنه يموت من أمته كل جمعة مائة وستون ألفاً على غير الإسلام، وأخبره ببعض أمارات الساعة وقرب قيامها وأمره أن يعلن الوصية للناس، وأخبره بالعدة الجميلة لمن يصدقها ويجتهد في نشرها وبالوعيد لمن يكذبها ويكتمها ولا يبلغها الناس...الخ ما ذكر في الرؤيا؟
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: من الممكن عقلاً، الجائز شرعاً أن يرى المسلم في منامه النبي صلى الله عليه وسلم على هيئته وصورته التي خلقه الله عليها، فتكون رؤياه حقا، فإن الشيطان لا يتمثل به لقوله صلى الله عيه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي" رواه الإمام أحمد والبخاري من طريق أنس ولكن قد يكذب الإنسان فيدعي زوراً أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها والتي نقلت إلينا نقلاً صحيحاً، وقد يرى في منامه شخصاً على غير الصفة الخلقية للنبي صلى الله عليه وسلم، ويخيل إليه الشيطان أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وليس به فتكون الرؤيا كاذبة.
والرؤيا المنسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية إن لم تصح نسبتها إليه كانت مصطنعة مفتراة وهذا هو الظاهر، فإنه لا يزال مدع مجهول يسمى نفسه الشيخ أحمد، ويدعي أنه رأى هذه الرؤيا، وقد توفي الشيخ أحمد خادم الحجرة من زمن طويل كما أخبر بذلك أهله وأقرب الناس إليه حينما سئلوا عن ذلك، وأنكروا نسبة هذه الرؤيا إليه، وهم ألصق الناس به وأعرفهم بحاله، وإن صحت نسبتها إليه فهي إما كذب منه وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم، وإما أضغاث أحلام وخيال كاذب، وتلبيس من الشيطان على الرائي، وليست رؤيا صادقة، والذي يدل على أنها كذب وبهتان أو خيال وزور ما اشتملت عليه مما يتنافى مع الواقع وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما منافاتها للواقع فإنها لا تزال تدعى وتنشر مرات بعد وفاته، وقد أنكر أهله وألصق الناس به نسبتها إليه حينما سئلوا عن ذلك.
وأما منافاتها للشريعة الإسلامية، فلما اشتملت عليه من الأمور الآتية:
أولاً: الإخبار فيها عن تحديد عدد من مات من هذه الأمة على غير الإسلام من الجمعة إلى الجمعة وهذا من أمور الغيب التي لا يعلمها البشر، إنما يعلمها الله ومن يظهره عليها من رسله في حياتهم وقد انقطعت الرسالة من البشر بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقال: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً. إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) وقال: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
ثانياً: إخباره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: "أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة ولم أقدر أن أقابل ربي والملائكة" فإنه من الزور والأخبار المنكرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أحوال أمته بعد وفاته، بل لا يعلم منها أيام حياته في الدنيا إلا ما رآه بنفسه أو أخبره به من اطلع عليه من الناس، أو أظهره الله عليه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قرأ (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)... إلى أن قال: إلا أنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت علهم شهيداً ما دمت فيهم، فلمَّا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" راوه البخاري.
وعلى تقدير أنه يعلم أحوال أمته بعد وفاته فلا يلحقه من ذلك حرج، ولا يصيبه من وراء كثرة ذنوبهم ومعاصيهم إثم ولا خجل، وقد ثبت في حديث الشفاعة العظمى أن أهل الموقف كفارا ومسلمين يستشفعون بالأنبياء واحدا بعد آخر حينما يشتد بهم هول الموقف فيعتذر كل منهم عن الشفاعة لهم عند الله ثم ينتهي أهل الموقف إلى النبي صلى الله عيه وسلم فيسألونه أن يشفع لهم عند الله فيستجيب لهم ولا يمنعه من الشفاعة لهم كثرة معاصيهم أو كفر الكافرين منهم ولا يخجل من ذلك، بل يذهب فيسجد تحت العرش ويحمد ربه ويثني عليه بمحامد يعلمه إياها حتى يأمره أن يرفع رأسه وأن يشفع لهم، وبعد ذلك ينصرفون للحساب والجزاء.. ولم يمنعه شيء من ذلك من لقاء ربه ومقابلة الملائكة، ولم يلحقه منه عار.
ثالثاً: إخباره بالجزاء العظيم الذي يترتب على كاتب هذه الوصية ونقلها من محل إلى محل أو من بلد إلى بلد وتعيين جزاء الأعمال وتحديده من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، وقد انقطع الوحي إلى البشر بوفاة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، فادعاء العلم بذلك باطل وقد ادعاه الشيخ أحمد المزعوم حيث قال في الوصية المكذوبة (ومن يكتبها ويرسلها من بلد إلى بلد ومن محل إلى محل بني له قصر في الجنة) وقال: (ومن يكتبها وكان فقيراً أغناه الله، أو كان مديناً قضى الله دينه، أو كان عليه ذنب غفر الله له ولوالديه" فهو كاذب في ذلك.
وكذا إخباره من الوعيد الشديد الذي يصيب من لم يكتبها ويرسلها وتعيينه إياه بأنه يحرم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ويسود وجهه في الدنيا والآخرة، حيث قال فيها: (ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعتي يوم القيامة) وقال: (ومن لم يكتبها من عباد الله أسود وجهه في الدنيا والآخرة) فهذا أيضاً من الغيب الذي لا يعلم بتحديده إلا الله، فإخباره به وقد انقطع الوحي إلى البشر رجم بالغيب وكذب وزور. وكذا قوله فيها: (ومن يصدق بها ينجو من عذاب النار، ومن يكذب بها كفر) فهذا أيضاً زور وبهتان، فإن التكذيب بالرؤيا الصادرة من غير الأنبياء لا يعد كفراً بإجماع المسلمين.
رابعاً: إن كل ما أخبر به من الوعد والوعيد على سبيل التعيين والتحديد يتضمن تشريعاً بالحث على كتابة الوصية وإبلاغها ونشرها بين الناس للعمل بها واعتقاد ما فيها رجاء المثوبة التي حددها، ويتضمن تشريع تحريم كتمانها والتفريط في إبلاغها ونشرها والتحذير من ذلك خشية أن يحيق بمن كتمها أو فرط في نشرها ما أخبر به من الوعيد الشديد بحرمانه من الشفاعة واسوداد وجهه.
خامساً: عدم التناسب بين ما أخبر به من الجزاء والأعمال، وهو دليل الوضع والكذب في الإخبار، إلى غير هذه الأمور من الأكاذيب فيجب أن يحذر المسلم من هذه الوصية المزعومة ويعمل على القضاء عليها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس :عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي
عضو:عبدالله بن قعود
عضو: عبدالله بن غديان
فتاوى اللجنة الدائمة (3/74)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
س3: من الفتوى رقم (3919)
س: نحن دائماً يأتينا رسائل من أماكن مجهولة ويقال فيها أشياء كثيرة مثل: أن الدنيا قد قربت انتهاؤها وعلينا بصدقة كذا وكذا، وهل تلك الصدقات فقط تنجينا من عذاب الآخرة أو يؤخر قيام الساعة؟ وفي هذه الأيام بالذات جاءتنا رسالة من جمهورية السنغال مكتوبة باللغة الفرنسية بدون ختم أو إشارة الجهة الصادرة، فيها إمام المدينة المنورة يقال له الشيخ أحمد بأنه رأى في المنام بعد قراءتهم القرآن الكريم صباح الجمعة في المسجد النبوي الشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له قد مات بين الجمعة الماضية وهذه 6000 ولم يدخل أحد منهم الجنة بسبب عدم إعطاء الأغنياء الزكاة والصدقات لمستحقيها، وعدم طاعة النساء لرجالهن، والأبناء لأولياء أمورهم، وكذلك لأن المسلمين لا يفكرون بالله، ولا يحجون، وقال له أيضاً بأنه قد اقتربت الساعة، وقفل باب الغفران وانتهاء الدنيا، ولذلك يجب علينا صيام أيام الاثنين مدة شهر وقراءة القرآن لأن القرآن أيضاً سيرفع إلى السماء، وقال علامة ذلك ظهور نجم مختلف كل الاختلاف عن النجوم الباقية، والشمس أيضاً ستقف في كبد السماء دلالة على ذلك، وقال من هذا البلاغ أن يبلغه إلى إخوانه وإذا بلغه سيرزقه الله من حيث لا يحتسب وإذا كان مديوناً قضى الله ديونه وسيكون يوم القيامة مع النبي في الجنة إذ كل من بلغ هذا البلاغ فلينم مسروراً أو يتمنى الموت إن كانوا صادقين، وهل الجنة تنال بدون جهد وكد أو كسب بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقالوا أيضاً كل من سمع هذا البلاغ ولم يبلغ عاش فقيراً ومديوناً، ومات مع المنافقين وأشبه من أهل النار، كنا نعتقد ونؤمن بالله دخولنا الجنة وأرزاقنا في هذه الدنيا من فضل الله ورحمته تعالى ويعذبنا في الدنيا والآخرة بعدله، لا بجمالنا ومالنا وأولادنا، بل بالخوف الذي يجعلنا نطيع الله ونقرأ القرآن ونفهم الآيات البينات يجعلنا نرجو رحمته في الدنيا والآخرة: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم وقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
ومثل هذه الأشياء تجعل الذين يريدون الدخول في هذا الدين يتشككون زيادة على أعمالنا تجاههم بما ينافي الروح الإنسانية والإسلامية، لأن الآن نرى في البلدان الإسلامية المسلمين ولا نرى الإسلام وفي بلدان غير الإسلامية نرى الإسلام ولا نرى المسلمين.
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: ليس للمدينة المنورة إمام يقال له الشيخ أحمد، وإنما فيها إمارة وجهاز حكومي إداري كامل يتولى شؤون الإدارة، وللمسجد النبوي إمام الآن هو فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح ولا نعلم إماماً للمسجد النبوي من سنين طويلة يقال له الشيخ أحمد، والقصة التي كتب لكم عنها ووزعت في نشرات قصة مكذوبة مصطنعة وقد كتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مقالاً واسعاً بين فيها أنها مكذوبة مصطنعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس:عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة :عبدالرزاق عفيفي
عضو:عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
فتاوى اللجنة الدائمة (3/77)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~