طفل جديد معاق!!!!

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
عندما تتلقّى العائلة نبأ أنّ طفلهم معاق، تكون تلك من أصعب اللحظات؛ إذ يكون لهذا الخبر تأثير كبير في العائلة، ويكون وقعه عليهم كوقع الصاعقة، خصوصًا بعد كلّ تلك الترتيبات والاحتفالات التي أُعِدّت من أجل استقبال هذا الطفل، وبعد كلّ الأحلام الورديّة التي رُسمت في مخيّلتهم حول حياته ومستقبله، فتبدّدت مع ولادته، ليُصبح الفرح حزنًا وأسًى.
إنّ قدوم طفل جديد إلى العائلة يعني تغييرًا كبيرًا في نمط حياة هذه العائلة على الصُّعُد كافّة، الاقتصادية منها والاجتماعية، إضافة إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على كاهل العائلة؛ وعندما يكون هذا الطفل معاقًا فإنّ العبء يزيد، وتزيد معه المسؤوليات، ويكون تأثير قدومه في حياة أسرته أكبر بكثير من تأثير قدوم طفل عاديّ.
في بادئ الأمر يكون من الصعب على الأهل تقبّل حقيقة أنّ ولدهم معاق، بغض النظر عن نوع الإعاقة التي يعانيها؛ بدنية أو عقلية، فتجدهم يعيشون حالة من النكران ويرفضون الاعتراف بإعاقة ابنهم ويعاملونه على أنّه طفل عاديّ. وبعض الأهل يصعب عليهم تقبّل الطفل المعاق نفسه، فيحاولون إبعاده عن حياتهم إلى درجة قد تصل - في بعض الأحيان - إلى نبذه من العائلة. إنّ مثل هذه السلوكيّات تكون وليدة عدّة أسباب، أهمّها:
- قد يُصاب الأهل بالصدمة عند تلقّيهم نبأ أنّ ابنهم وُلد معاقًا، وتترافق هذه الصدمة مع الشعور بالحسرة، اليأس، والغضب.
- قد يتكوّن عند بعض الأهل وخصوصًا الأمّهات، شعور بالذنب لولادة هذا الطفل، فيُلاحَظ أنّ بعض الأهالي يشعرون بالخجل بطفلهم أمام المجتمع، فتراهم يحاولون مواراته عن الأنظار وتخبئته في البيت.
العائلة - ورغمًا عنها - تجد نفسها أمام مرحلة جديدة لا تُحسد عليها، ويجب عليها أن تتكيّف مع هذا الواقع رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات. وفي هذه المرحلة، يكون الأهل في حَيْرة من أمرهم، ويدخلون في دوّامة من الأسئلة الكثيرة والكبيرة المتعلّقة بابنهم المعاق، حول كيفيّة التعامل معه والاعتناء به، وما هي المؤسّسات والأُطر المناسبة له؟ ما هي الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي لا تنفكّ تشغل بالَهُم.
وهنا، يأتي دور العامل الاجتماعيّ في المؤسّسات العلاجية، أو العامل الاجتماعيّ في السلطات المحلية؛ حيث يكون دوره مساعدة الأهل وإرشادهم إلى كيفيّة التعامل مع المؤسّسات الرسمية والحكومية من أجل إيجاد الأُطر والمؤسّسات العلاجية المناسبة للطفل، ومن أجل إعلامهم بالحقوق والاستحقاقات التي يستحقّها طفلهم (خصوصًا من مؤسّسة التأمين الوطنيّ). كما يقوم العامل الاجتماعيّ، أيضًا، بمساعدة الأهل على تقبّل ابنهم والتكيّف مع وضعه الخاصّ والتعامل مع التحدّيات اليومية التي يواجهونها، بالإضافة إلى حثّهم على الاشتراك في حلقات الدعم التي تُقام لأهالي الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصّة، والتي تعود عليهم بالفائدة الكبيرة، طبعًا.
ورويدًا رويدًا، يبدأ الأهل باجتياز هذه المحنة وبتقبّل الوضع الجديد والاندماج أكثر في العالم المختلف الخاصّ بابنهم. وفي هذه المرحلة، تخرج الأسرة من مرحلة اليأس وتدخل في مرحلة من الرضا والتقبّل والاقتناع بالوضع القائم، ويبدأون مرحلة من العمل لصالح الطفل، من منطلق المعرفة والإيمان بأنّه هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها من أجل هذا الطفل.
لا بدّ من الإشارة إلى أهمية التدخّل المبكّر في حياة الطفل المعاق. فكلّما كان الطفل أصغر سنًّا كانت قابليّته للتغيّر والتطور والتعلّم أسرع. ويجب على الأهل الاهتمام بأن يتلقّى طفلهم العلاجات المناسبة له والملائمة لوضعه في الأسابيع الأولى من حياته، والإسراع في إدخاله إلى المؤسّسات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصّة. ويجب التنويه بأنّ إدخال الطفل إلى المؤسّسة التي تلائم قدراته ووضعه، لا يعني التخلّي عنه - كما يعتقد البعض، بل ضدّ ذلك هو الصحيح؛ فإنّ إدخاله إلى مؤسّسة يتطلّب مجهودًا أكبر من قبل الأهل ويعود على الطفل بالفائدة؛ حيث نجد أنّ الطاقم المهْنيّ المتخصّص - وفضلاً عن إعطاء الطفل العلاجات المناسبة له في المؤسّسة - يقوم - بالمقابل - بإرشاد الأهل إلى كيفيّة تقديم العلاج المكمِّل لطفلهم في البيت؛ الأمر الذي يشجّع الأهل على تحمّل المسؤولية ويَحْفِزَهم على القيام بدورهم تجاه طفلهم على الوجه الأكم