معلومه جديده لصلاة الوتر
لا ينبغي التطويل في دعاء القنوت ، بل قال البغوي : " يكره إطالة القنوت ،
كما يكره إطالة التشهد الأول " [ نقله النووي في المجموع 3/479] ، وقال القاضي حسين
: " لو طول القنوت زائدا على العادة كره ، وفي البطلان احتمالان "
[ نقله الخطيب الشربيني في مغني المحتاج 1/167] .
وكذلك يجتنب فيه ما أحدثه بعض الأئمة من جعله موعظة بما يذكرونه فيه
من أحوال القبر والحشر والحساب ونحو ذلك ، مما هو أليق بالموعظة
والخطبة منه بالدعاء والقنوت ؛ بل لو اقتُصر على الدعاء الذي علمه
النبي صلى الله عليه وسلم للحسن ، أو زيد عليه قليلا ، فهذا أفضل ،
وهو دعاء يسير ينبغي لك أن تحفظه ، ولا تحتاج معه إلى النظر في ورقة .
وإن زدت عليه بعض الأدعية النبوية اليسيرة فهذا حسن ، وهو سهل إن شاء الله .
فإن لم يتمكن الإمام ، أو المصلي من حفظ الدعاء المأثور في الوتر ،
فلا حرج عليه في أن يتخير لنفسه من الدعاء ما شاء ، فإن دعاء القنوت لا يتعين له صيغة معينة
، ونقل القاضي عياض اتفاق العلماء على ذلك . [ انظر : المجموع 3/477] .
فإذا عرفنا أن الأصل في دعاء القنوت أنه دعاء قصير ، وإن إطالته مكروهة مخالفة للهدي ،
وأنه لا يتعين له دعاء معين ، ولا حتى الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
فلا يظهر لكتابة الدعاء في ورقة ، وقراءته منها في الصلاة فائدة ، بل الذي يظهر أن
الحامل على ذلك رغبة الأئمة أو المصلين في التزام الأدعية المتكلفة والمسجوعة ،
والتطويل في القنوت ، كما هو حال كثير من الأئمة الآن .
والواجب على المصلي أن يحرص على التدبر وحضور القلب ؛
لما روى الترمذي (3479) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ )
والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .