سيرة سيد الأتقياء.. محمد خاتم الأنبياء، الجزء الخامس والأخير

  • بادئ الموضوع على هدي النبي
  • تاريخ البدء
إنضم
4 يوليو 2009
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
السلام عليكم... إليكم ملخص ما قرأته من كتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير

حجة الوداع

اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع مرات، كلهن في ذي القعدة إلا عمرته الأخيرة كانت مع حجته، فعمرةٌ زمن الحديبية، عمرةٌ من العام المقبل، وعمرةٌ من جِعرّانة حين قسم غنائم حنين، وبعد أن ظل رسول الله تسع سنين هجرية لم يحج، قرر في العام العاشر أن يحج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ويعمل مثل عمله، فصلى الظهر بالمدينة أربعا، ثم صلى العصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح فقال ( أتاني الليلة آت من ربي: أن صلّ في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة )، وطاف رسول الله في نسائه ثم أصبح محرما، ثم ركب راحلته، حتى إذا استوي على البيداء أهلّ هو وأصحابه بالحج، وقد بقي من ذي القعدة خمسة أيام، فأهل رسول الله بالتوحيد ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك )، وأهلّ الناس بهذا الذي يهلّون به، ولزم رسول الله تلبيته، ليس ينوي الناس إلا الحج، ليسوا يعرفون العمرة، ثم بات رسول الله بذي طوى حتى أصبح واغتسل، ثم دخل مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فدخل المسجد الحرام وبدأ بالحجر وفاضت عيناه بالبكاء، فطاف رسول الله بالبيت مضطبعا وعليه بُرد، ورمّل ثلاثا ومشى أربعا، وكان لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )-البقرة125، فجعل المقام بينه وبين البيت وكان يقرأ في الركعتين سورة الكافرون وسورة الإخلاص، ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )-البقرة158، وقال ( أبدأ بما بدأ الله به )، فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره، ثم نزل إلى المروة وسعى حتى أتى المروة ففعل عليها كما فعل على الصفا.

ولم يحل رسول الله من أجل بُدْنه لأنه قلّدها، أمر الناس أن يجعلوها عمرة، وأن يحلوا إلى نسائهم، ففشت في ذلك القالة، فبلغ ذلك النبي فقال ( ... ولولا أن معي الهدي لأحللت )، فقام سراقة بن مالك فقال ( يا رسول الله، ألعامِنا هذا أم لأبد؟ )، فقال النبي دخلت العمرة في الحج لأبد أبد ( فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة، ومن كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا )، فأمر أصحابه من لم يكن معه بُدْنة قلدها أن يقصروا من رؤوسهم ثم يحلوا، ومن كانت معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب، فأحل الناس بعدما طافوا بالبيت وبالصفا والمروة، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا، وهم كانوا ممن معه الهدي.

وكان رسول الله قد نزل بأعلى مكة ثم الحجون وهو مهلّ بالحج، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، فلما كان يوم التروية، أمر النبي من أحل أن يحرم إذا توجه إلى منى، فتوجهوا إليها وصلى بها رسول الله الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، ثم سار من منى إلى عرفات، ثم خطب فيها، وذم في خطبته أفعال الجاهلية، وأمر الرجال باحترام الزوجة، وأوصاهم بكتاب الله عز وجل، وبعد أن صلى الظهر والعصر قال ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير )، ثم سأله رجل عن الحج بعرفة فقال النبي ( الحج يوم عرفة )، ثم ركب رسول الله حتى أتى الموقف فاستقبل القبلة ورفع يديه يدعو، ثم قال رسول الله ( وقفت ههنا بعرفة، وعرفة كلها موقف، وقفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم )، فلم يزل رسول الله واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص، وقد نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفات.

وركب رسول الله حتى أتى المزدلفة، فصلى المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يصل بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، ثم صلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة، فمن قائل يقول طلع الفجر، وقائل يقول لم يطلع الفجر، ثم قال رسول الله ( إن هاتين الصلاتين حولتا عن وقتيهما في هذا المكان: المغرب والعشاء، فلا يقدم الناس جمعا حتى يعُتْموا، وصلاة الفجر هذه الساعة )، وقال ( من شهد معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا، تم حجه وقضى تفثه )، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده وقال ( وقفت ههنا بجمع، وجمع كلها موقف )، فلم يزل رسول الله واقفا حتى أسفر جدّا، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس، وقال رسول الله لعبدالله بن عباس ( هلمّ الْقط لي )، فلقط له عبدالله حصيات من حصى الخذف، فلما وضعهن رسول الله في يده قال ( نعم بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين )، فلم يزل رسول الله يسير وهو يلبي حتى أنى الجمرة التي عند الشجرة، حتى رمى جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات ولم يقف، يكبر مع كل حصاة منها وهو يقول ( يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف ).

وخطب رسول الله يوم النحر بمنى على ناقته، فكان من كلامه ( اعبدوا ربكم، وصلوا خَمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم )، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر بيده ثلاثا وستين بَدَنة، بعدد سني عمره، وقال ( نحرت ههنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم )، ثم أمر عليّا أن يقول على بُدْنه، وأمره أن يُقسّم بدْنه كلها في المساكين، وأن لا يعطي الجزار منها وقال ( نحن نعطيه من عندنا )، ثم حلق رسول الله وحلق طائفة من أصحابه، وقصر بعضهم، فقال رسول الله ( اللهم ارحم المحلقين )، ودعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة، ثم ركب وأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر.

ثم رجع رسول الله إلى منى، فمكث بها ليالي أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية، فيطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها، وخطب رسول الله في الناس وقال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حُرم، ثلاثة متواليات: ذوالقعدة وذوالحجة والمحرم، ورجب شهر مضر، الذي بين جمادة وشعبان )، وقال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، فلا ترجعن بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، إنما هن أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تزنوا،... ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه يكون أعى له من بعض من سمعه، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد ).

وودع رسول الله الناس وقال ( هذا يوم الحج الأكبر )، فقالوا ( هذه حجة الوداع )، واستأذن العباس بن عبدالمطلب أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له النبي، ثم نفر النبي من منى ونزل بالمحصب ليكون أسمح لخروجه، وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأذن رسول الله أصحابه بالرحيل فارتحل، ثم ركب إلى البيت فطاف به، وأمر الناس أن يكون آخر عهدهم البيت، وطاف النبي طواف الوداع حول الكعبة على بعيره، ثم خرج من مكة حمل من ماء زمزم، وقفل من حجه، وكان يكبر على كل مكان عال من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده )، ولما بلغ رسول الله غدير خم قال للناس ( أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ )، قالوا ( نعم يا رسول الله )، قال ( من كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ).


مرضه ووفاته عليه أفضل الصلاة والسلام

بعد حجة الوداع، استشعر الناس قرب رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وما يدل على ذلك من قوله في حجة الوداع ( لتأخذا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه )، وقوله لنسائه ( إنما هي هذه الحجة، ثم الْزمْنَ ظهور الحصر ).

وكان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي توفي فيه، اعتكف عشرين يوما، وكان جبريل يعارضه بالقرآن كل عام مرة، لكنه في عام موته عارضه مرتين، وقد قيل أن المقصود من سورة النصر أنه إذا أتى نصر الله والفتح أي فتح مكة، فسبح يا رسول الله بحمد ربك واستغفر دلالة على قرب أجل رسول الله، لذلك لما نزلت سورة النصر كان رسول الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ).

وقد كان رسول الله يعرّض لأصحابه بدنو أجله المحتم، إذ جلس ذات يوم على المنبر فقال ( إن عبدا خيّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده )، ولم يقتصر وداع رسول الله للأحياء فقط، بل وودع الموات، إذ أمره الله تعالى ذات ليلة أن يزور أهل البقيع ويستغفر لهم، فذهب إلى البقيع وقام وأطال القيام، ثم رفع يده ثلاث مرات يدعو لأموات البقيع، وقد قال لعائشة كيف تستغفر لهم ( السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ).

ولما اشتد مرض رسول الله وازداد عليه وجعه قال ( إني قد اشتكيت، وإني لا أستطيع أن أدور بينكن، فأذنّ لي فلأكن عند عائشة أو حفصة )، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة ( ولم أمرّض أحدا قبله )، فخرج رسول الله بين عباس بن عبدالمطلب وبين الإمام علي ورجلاه تخط في الأرض، ثم دخل بيت عائشة، ودخل عبدالله بن مسعود على النبي وهو يوعك، فقال عبدالله ( إنك لتوعك وعكا شديدا )، فقال النبي ( نعم، ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه، إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )، وكان رسول الله إذا اشتكى، نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي هو فيه طفقت عائشة تنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وتمسح بيد النبي عنه.

وبعث رسول الله بعثا، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فاستنكر عليهم النبي ذلك، قال أسامة ( لما ثقل رسول الله، هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله وقد أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبها علي، أعرف أنه يدعو لي ).

وخرج رسول الله يوما إلى الناس وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه، وعليه عمامة سوداء، حتى جلس على المنبر وخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح من الطعام، فأوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فمن وُلي منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم )، فكان آخر مجلس جلس فيه النبي وصلى بهم.

وكان عبدالله بن عباس يقول ( يوم الخميس وما أدراك ما يوم الخميس، اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، وفي البيت رجال فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه )، فكان عبدالله ابن عباس يقول ( إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم لغطهم )، وأوصاهم رسول الله بثلاث، إخراج المشركين من جزيرة العرب، وإيجاز الوفد بنحو ما كان يجيزهم رسول الله، والثالثة سكت عنها أو نسيها عبدالله، وقد نهى رسول الله من اتخاذ القبور مساجد.

واجتمع نساء النبي عنده، فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام تمشي كأن مشيتها رسول الله، فقال ( مرحبا بابنتي ) فأجلسها عنده، وثقل النبي وجعل يتغشاه، فقالت الزهراء ( واكرب أباه! )، فقال لها النبي ( ليس على أبيك كرب بعد اليوم )، ثم إنه سر إليها حديثا فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارّها الثانية فإذا هي تضحك، فقالت عائشة ( ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال )، فقالت عليها السلام ( ما كنت لأفشي سر رسول الله )، وبعد أن توفي رسول الله أخبرتها بما قال لها، إذ بكت لأنه أخبرها بحضور أجله، وأخبرها بأنها أول أهله لحوقا به، وأن النبي نعم السلف لها، فبكت، ثم قال لها ( ألا ترضين أن تكوني سي\ة نساء المؤمنين؟ )، فضحكت.

وعند اشتداد مرضه إلى حد كان يصعب فيه القيام، أمر رسول الله أبابكر أن يصلي بالناس، فصلى بهم أبوبكر تلك الأيام، ولما وجد رسول الله من نفسه خفة، خرج بين العباس والإمام علي لصلاة الظهر من يوم الخميس، وأبوبكر يصلي بالناس، فلما رآه أبوبكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي ألا يتأخر، فجلس إلى جنبه، فكان أبوبكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي.

وكانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل رسول الله يغرغر بها صدره، وما كاد يفيض بها لسانه.

تقول عائشة ( إن من نعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري )، وكان بين يدي رسول الله ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول ( لا إله إلا الله، إن للموت سكرات )، فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، وكانت نساؤه تعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت عائشة تعوذه، فلما أفاق رسول الله شخص بصره نح سقف البيت ورفع يده إلى السماء ثم قال ( في الرفيق الأعلى ) ثلاث مرات، وقال في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )-النساء69، ثم فاضت روحه الزكية.

فخرج أبوبكر إلى المسجد بعدما رأى رسول الله ميتا، وعمر يخطب بالناس ويقول إن رسول الله لم يمت، فقال أبوبكر ( من كان منكم يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت )، فنشج الناس يبكون، وقالت فاطمة الزهراء ( يا أبتاه أجاب ربّا دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه )، وقد بايع الناس أبابكر خليفة للمسلمين.

وقد غسل المسلمون النبي وعليه قميصه، وكفّن رسول الله في ثلاثة أثواب يمانية بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة، واختلفوا في المكان الذي يحفر له، فقال قائلون: يُدفن في مسجده، وقال قائلون: يُدفن مع أصحابه، فقال أبوبكر ( سمعت من رسول الله شيئا ما نسيته، قال: ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يُدفن فيه، ادفنوه في موضع فراشه )، فلما فرغوا من جهازه وُضع رسول الله على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله أرسالا يصلون، ولم يؤم الناس على رسول الله أحد، ثم دُفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وله من العمر ثلاث وستين، ولم يترك درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمَة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة.

إلى هنا ننتهي من سيرة خير البرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سيرة أفضل الأنبياء، سيرة من أنزل رحمة للعالمين، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتمسكين بنهجه، ومن المتبعين لسنته، وأن يجلعنا من المقتدين بأفعاله وأقواله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
 

الغلاااااااكله

*عضـوة شـرف في منتديات كويتيات*
إنضم
29 سبتمبر 2004
المشاركات
14,756
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
38
اللهم صلي وسلم على نبيــنا محمد


جزاج الله خيــــــــــــــر
 
إنضم
8 أكتوبر 2009
المشاركات
50
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


جزاج الله خير ،،