(( الجزء العشرين ))
بعد ثلاثة اسابيع
في المصحه بعد الظهر فواز يجهز شنطة منصور استعداد للخروج من المستشفى ,, ,, دخل عبدالرحمن فجأه وهو يتكلم بصوت مرتفع : خالتي تنتظرنا على جمر لما قلت لها ان الدكتور عطاك اجازه اليوم ,,
بضحكه متعبه طالعه منصور : يالله اجل مشينا ,, تعبت من ذا المستشفى الكئيب ,,
فواز بضحكه خبيثه : والا عشان حرمتك من مرافقة زوجتك ,, يخي بطل استهبال ترى انا خابزك وعاجنك ,,
منصور : طايب مني بقايل شي ,, ابصبر لين اشوفك متزوج ذيك الساعه هييين يا فواز والله لوريك ,, بس تدري عن شي ورفع يده يدعي : يالله انك ... وينط له فواز ويسكر فمه : ياخي اضحك معك وش دعوا ينط لك عرق كذا ,, اكيد مافيك ضغط والا شي ,, اعصابك تلفااانه كل ما قربت طلعتك من المصحه ,, الناس ينبسطون وانت مدري وشفيك خاااامك العصبي ,,
منصور الفتره الاخيره بعد ما وصلت امه وصار لقاءه بربى جماعي ولا فيه أي نوع من الخصوصيه صار ت المشاعر بينهم تتباعد اكثر ,, كان يحاول يتقرب منها ويحاول يرضيها لكن بعد ما جات العايله صار فيه فجوه اكبر واكبر ما قدر انه يقلصها ,, وربى في المقابل جتها فرصه ذهبيه انها ما تحتك فيه وتقدر انها تتغلب على مشاعرها الضعيفه تجاهه بسبب حبها العذري من بداية وعيها ,
تجهزوا وخلصوا حميع الاوراق ,, ومشى منصور بعصى يتكئ عليها بكفه حتى يتعود انه يتخلى عنها ,,
طال شعره اكثر في الفتره هاذي ولحيته الفتره الاخيره اهملها ,, فصار شكله غييير وملفت
مشتاق انه يقعد معها ويسئلها عن شرطها ,, قلبه ينبض بالقلق كل ثانيه خايف انها تبي الطلاق ,, بس طرد ذا الهاجس لانه ما يحب لمجرد الفكره انه يفقدها ,,
بعد ما وصلوا للباب ,, ونزل فواز الشنطه تكلم بسرعه : انا بطلع الفندق ارتاح ابي انام على سرير مريح بعد كنبة المستشفى اللي تجيب الهم ,,
عبدالرحمن : وانا بعد رايح معك للفندق ,, ابي افتك من الحريم ,, ماعندهم الا ودي وجيب
صاير مراسل للاخ منصور , لو تعرف العربيه عن قدراتي في التغطيه كان حطتني مراسل على جميع الاصعده انفع حق كل شي ,,
منصور : اجل حلووا عنا شوي نرتاح من خششكم وصوت ضحكة فواز في المكان ,,
كانت ريما تراقبهم من ورى الستاره بدون ما احد يدري عنها ,, كل يوم يجذبها بأسلوبه مع منصور ,, كذا مره احتكت معه في المستشفى بس من بعيد ,, يلتقون في الممرات احيانا وهم راجعين ,, كان لنظرتهم تيار يصل لقلوبهم بشكل ما كانت تسعى هي له ,, بس رجولته ومواقفه مع منصور ,, خلتها تهتم فيه بدون ما تشعر وتتعلق به ,, خصوصا اذا مرت من جنبه كان يبتسم لها بطريقه عفويه حببتها فيه ,,
بعد ما عرفت ان منصور بيجي البيت اليوم ,, جهزت غرفتها له ,, ملابسه رتبتها جنب ملابسها في دولابها من اول يوم وصلت فيه خالتها ,, وبما ان غرفته كبيره استغلتها ريما وامه ,, وخذت ملابسه واشياءه ورتبتها في غرفتها الصغيره وسريرها المفرد يا دووب يكفيه لانه ما شالله طويل ,, وقررت تنام على الارض ,, لحد ما تعرف وش راح يستقر وضعهم هل بيرجعون للديره او بيكملون هنا ,,
لبست فستان من قماش الكتان اللي ينساب برواق على الجسم ,, وغيرت تسريحة شعرها بعد ما رفعت غرتها بف بالكامل ولفته من الجنبين على شكل رولات ,,
كانت خالتها وريما ينتظرون في الصاله لما سمعت جرس الباب ,, طلعت من الغرفه وقالت لهم : خلكم انا بفتح ,,
فتحت الباب ودقات قلبها تنبض بقووه ولما شافته يدخل بعرجه خفيفه تأثرت بس ما كانت متوقعه شي افضل من كذا ,, الفتره الاخيره حاول في التمارين اكثر من طاقته بس اكد له الدكتور انه بيرجع طبيعي بعد كم شهر ,,
ارتجف فكه لما لمح ابتسامتها وبهدوء : مرحبا ,
قبلته بخجل وسط مراقبة خالتها لها : نورت البيت ,,
قامت ام محمد مبسوطه على ولدها وهي تضحك : خطاك الشر يا وليدي ,, ما بغيت تطلع من المستشفى يا قلب اميمتك ,,
كانت ريما متغطيه بالشرشف حق الصلاه : خطاك السوء يا منصور ,, وقدامك العافيه ان شالله ,,
جلس منصور على الكنبه الكبيره وقعدت امه بجنبه ,,
بدون وعي منه كانت عيونه على ربى ,, صارت عيونها في حضنها من الاحراج ,, وتكلمت خالتها بضحك : اقول ريووم وش رايك نتمشى في الحديقه شوي
ريما بضحك : تكفين ياخالتي احس الصاله مافيها هواء ,,
ما انتبه لهم منصور لانه في عالم ربى فقط ,, صار له كم اسبوع ما يشوفها الا بالحجاب اذا جته المستشفى ,,
تمتع بملامحها وشعرها ومبسمها ,, رفعت عينها فيه : عسى رجلك الحين احسن
وبهمس رد عليها : طابت يوم شفتك ,,
قامت تعطيه القهوه ومسك يدها بحنان : مابي قهوه تعالي بجنبي ,,
تضايقت ربى من تصرفه كأنه نسى اللي بينهم كله ويشوف انه ولد اليوم ولازم عليها تعامله بالمثل فردت : شكلك نسيت ان خالتي هنا ,,
منصور : لا ما نسيت وخير ان شالله ,, اهم شي في دنيتي انتي ,, انتي زوجتي والا لا,,
طالعته ربى بفضول : انت تقصدني ,,
منصور : اجل من تتوقعين اقصد ,, ايه انتي دنيتي ,,
ربى طالعت خالتها اللي تتمشى في الحديقه ورجعت تكلم منصور : بس ماكان هذا اسلوبك والا طريقتك معي قبل الحادث ,,
منصور : واللي يرحم والديك خلينا ننسى الماضي ونفتح صفحه جديده ,, تكفين طلبتك ,,
تألمت ربى من كلامه وبهمس : ما اقدر !!
منصور : وشلون يعني ,, ما فهمت عليك ,,
ربى : اتوقع انه فيه بيننا شرط وانت قابل به والا نسيت ,,
منصور : لا بالله ما نسيت ,, وقلت لك من الالف للمليون ,, تبين سياره والا ارض والا فيلا ,, اللي تبين بس انتي آمري ,,
توترت ربى منه وحسته يبي يرضيها وبس : بس انا مابي أي شي منها ,,
منصور ناظرها بخوف ومستمع لكل حرف بتنطقه : وش تقصدين ..
طالعته ربى بثقه : ابيك تطلقني,, زواجنا كله غلط في غلط ,, ومن الاحسن لنا ان كل واحد يروح في طريقه
وقامت من عنده وراحت لغرفتها تستجمع انفاسها اللي توترت ,,
طالعت ريما وخالتها يضحكون ,, غبطتهم على الضحكه اللي انحرمت منها من زمان ,, نفسها تعيش طبيعيه مثل الناس ,, لكن ذا اصبح شي مستحيل بعد ما تخرب مستقبلها بالكامل ,,
تفاجئت ان منصور جاء صوبهم وهو يمشي بطريقه ملفته وشعره ووجهه اللي تغير مع اللحيه ,, بياضه وسط سواد شعره معطيه شكل خيالي ,, كان يضحك مع امه بطريقه محزنه ,, ويخفى عنها مشاعره ,, وقفت تراقبهم عند نافذتها ,, وفي لحظه التقت نظراتها معه وبعدها رجع يكلم امه بوجه مبتسم ,,
دخلت الاصطبل تبي تاخذ الفرس تتمشى عليها ,,ما طلعت من المزرعه بعد اللي صار مع سلطان ,, واصرت انها تقعد مع ابوها فيها لحد ما ترتاح نفسيتهم من اللي صار ,, خذت فرسها وطلعت في الممشى ومسكت الرسن في يدها , مشت بهدوء وبخطوات بطيئه ,,
رجع في بالها كل اللي صار كأنه من خمس دقايق ,, مع انه مر عليه اكثر من عشرين يوم ,,
تذكرت وش قالت له بحده ,, تنرفزت لأنه بتصرفه حدها تتكلم معه بذا الطريقه ,,
دقت عليه تبي تعرف ليه ترك المزرعه بدون ما يواجهها ,, جبان هذه اقرب صفه له ,, خايف يعترف لي بحبه ,, وش مفكر نفسه انه انسان كبرياءه ما تسمح له بالحب ,,
تذكرت سطوره اللي كتبها بغضب ((عبير اعتقد ان حنا ما راح نوصل لطريق واحد الا اذا اتفقنا
اتمنى انك تعرفين وش تبغين بالضبط عشان نكون اسره وحده ,, راح انتظرك واذا قررتي بكون ممنون اعرف اجابتك )) حست الدنيا تصير سوادء ,, يعني مو عارف اني احبه ,, وش يسمي اللي صار البارحه ,, تمثيل والا اوهام ,, وش يسمي مشاعره اللي حسسني فيها وطيرني بها الى اعلى سماء ,,
وش يسمي اللحظات اللي نسينا فيها كل مشاكلنا وصرنا روح وحده ,, وش يسمي ذا كله ,,
لكن دواك عندي يا سلطان ,,
دقت عليه وبهدووء قبل ما تعصف بها كلماتها : الو
سلطان : هلا والله
عبير : يا جبااااااااااااااااان ,,
سلطان بعنف : عبير احترمي نفسك ,
عبير: وبظل اردد انت جباااان فاهم ,, انت مستحيل تعرف الحب ,, انت مدري من وش مخلوق ,, ماعندك احساس,, ماعندك دم ,, صارت تقط الكلمات ورى بعض وهو ساكت يبي يعرف تاليتها ,,
وكملت : انت لو فيك خير ما طلعت كذا بدون سبب ,, وربي مو عارفه وش اوصفك اكثر من كذا ,, لو فيه شي يناسبك اكثر من كذا كان قلته
انت ما حبيت الا نفسك وبس ,, اناني وشايف حالك ,, تبي اجي عند رجولك واقولك احبك ,, نجوم السماء اقرب لك ,,
لو سمحت ابي ورقتي وغير كذا ,, ماعاد ابي اشوفك ,, سكرت الخط وهي تغلي مثل البركان ,,
انقبض قلبها وسمعت صوت ابوها ينادي عليها ,, رجعت عبير لوعيها : من زمان هنا يبا ؟
مساعد بصوت حنون : عجزت انادي عليك ما تردين مدري من ماخذ عقلك ,,تعمد ان يثقل عليها بالكلام ,, عشان تعترف له ,, لكن عبير عنيده وهو عارف ذا الشي من قبل ,,
عبير بصوت مقبوض : ولا شي يبا بس كنت افكر في الجوهره وحملها ,, اتصلت علي ,, ومتضايقه انها بالحالها ,, صارت تخبص في المواضيع بس عشان ابوها ما يكتشف كذبها عليه ,,
مساعد :هاذي حال الدنيا البنت لازم تكون مع زوجها في وقت حاجته ,,
عبير بضيقه : الله يكون في عونهم ,,
مساعد بثقه : وانتي متى بتعقلين وترجعين لزوجك
طالعته عبير بقلق : اظن يبا قلت لك انه ما يناسبني ,, وافقت بس عشانك , مو نهاية العالم ,بيحصل اللي تناسبه وتسعده ..
مساعد بحزن : وانتي ,,
طالعته عبير بحزن وعلى طول رفعت من عزمها : انت ليه شايل همي ,, يا قلبي كل شي راح يصير احسن من اول ,, برجع اكمل دراستي ,, وبثبت نفسي في مجالي وراح اسعدك ,,
بابا انا متأكده من كذا ,,
قعد مساعد بجنبها على حرف السور وهمس لها : ما قاومت اني اربطك به ,, اشوفه رجل مثالي ,, ويعتمد عليه ,, عبير فكري يابوك ,, عشان خاطري لا تستعجلين ,,
طالعته عبير بطفش : انا عطيته كذا فرصه يثبت فيها انه يحبني ,, بس هو ضيعها بنفسه ,,
انا مو مستعده اعيش مع واحد يحب نفسه ,, ارجوك يبا اذا انت تبي مصلحتي ,, الطلاق احسن حل لنا ,,
مساعد : اااخ مدري وش اقولك ,, انا مابي افرط فيه ,, لكن مقدر اجبرك عليه ,, على العموم ,, بكلمه يجهز ورقتك ,, مع اني كنت رافض مره موضوع الطلاق وطلبت منه يأجل الموضوع لين اقول له بنفسي ,, لكن دام انتي مصره ,, خير ان شالله ,,
قام منها مساعد راجع للفيلا وهي كملت طريقها بس ركبت على الفرس وحثتها بالسرعه حتى حست الفرس كأن احد يلحقهم ,, ما قدرت تسيطر عبير على الوضع حتى اخر لحظه قدرت تستعيد توازنها ,,
لهثت بقووه من المجهود اللي قامت به ,, بس غامت الدنيا في عيونها وفقدت الشعور بالمكان ,,انقبضت انفاسها لدرجة ان الهواء تقلص في رئتها ,, ناظرت للفيلا من بعيد وما كان أي احد واقف يساعدها ,, وبهدوء فقدت وعيها بعد ما حست ببلل كامل في ملابسها ,,
رجع من الدوام كالعاده ,, وروحه مكتئبه ,, فكر انه يسافر ويبعد عنها يمكن يسلى منها ,,
مستحيل يتفقون بعد اللي صار ,,فصخ ثوبه بضيق ورماه على السرير ,, قعد على طرف سريره وفتح الدرج ,, خذ صورتها بين الكتب وناظرها بحب ,, مفتقدها بشكل اوجعه ,,
عنادها ودلعها شافه ميزه بعد ما اختفت من حياته ,, عشرين يوم كأنها عشرين سنه ,,
قضى معها اجمل ليله مرت في حياته ,, تعانقت ارواحهم قبل اجسادهم ,, بس صمتهم
ارهقه ,, خاف انها تكون لحظة ضعف منها ومنه ,, وبمجرد ما تختفي معالمها يرجعون لعنادهم وحربهم البارده ,, قرر انه ينسحب من حياتها ويعطيها فرصه انها تختبر مشاعرها
اذا هي تبيه او لا ,, مو عشان ابوها جمعهم انها ترضخ للأمر ,, فكر ان لها الحريه تعبر عن رغبتها فيه بالرفض او القبول ,, ابتعد متعمد وفكر انه لمصلحتها ,, لكن اخر شي يتوقعه انها تفهمه غلط وبذا الصوره ,, تذكر كل حرف نطقت به هذاك اليوم ,, قاسيه كلماتها
وموجعه لأبعد حد ,, لدرجة انه حس كأن احد يقتله ,, ما قدر انه يوضح لها موقفه برغم هجومها ,, ما حب يبين لها وشلون تغلغل حبها من اول يوم لمحها على الخيل في المزرعه ,,
ما حب يقول لها وشلوون غار عليها لما شاف الشباب يلاحقونها ,, ااااه ياعبير وش تبين اقول ,, كل اللي راح ما يثبت لك اني احبك ,, انا جبان ,, وشلون قدرتي تنطيقنها ,,
تأثر سلطان ,, ورجع صورتها في الدرج ,, ليه مصيره يفقد كل اللي حبهم ,,حتى الامل الوحيد اللي تشبث فيه انه يحسسه بالامان ومشاعر الحب راح تتركه بدون ما تشوفه وتعطيه فرصه ,,
مستحيل انه يذل نفسه اكثر .. طلب مقابلتها اكثر من اربع مرات عشان يوضح لها سوء الفهم اللي بينهم ,, لكنها رافضه تماماً تقابله ,,
كان يعزيه ابو الجوهره بأنها في فتره نفسيه محرجه لها ,, صايره ما تاكل ,, ومنعزله في غرفتها ,, وتحت الحاحه طلب منه يبتعد عنهم لحد ما تزين الامور ,,
اتصلت عليه ام صالح ينزل يشرب معها الشاي ,, ما انتبه للمسجات اللي بالجوال كانت اخر همه يشوفها ,, الشغل يحاصره من كل جهه ,, شاف ان اسلم شي بالنسبه له انه يسافر ويبعد عن كل شي ,, حتى لو لزم الامر انه يرجع لشغله في بريطانيا من جديد ,,
رمى الجوال على الطاوله , ونزل عند ام صالح يشرب معها الشاي ,,
حاولت انها تغير جووه وتسولف عليه عن ايام اول وعلى ذكريات الماضي غفى على الكنبه بدون ما يحس ,,
لبست نايفه فستانها الاخضر مع تدرجات البني في شكل متداخل بطريقه هندسيه ,, ورفعت شعرها بكليب صغير ,, مسكت الروج تبي تحدد شفايفها ,,
وناظرت راكان اللي دخل وقف يراقبها ,, ضحكت بأبتسامه حلوه بس وجه راكان ما طمنها
رجعت ولفت وجهها له وبصوت هادي : وش فيك يا قلبي ,, صاير شي
راكان بضيق : يعني لازم تروحين لأمك ,, المنطقه ذيك ما احبها ابد ,, وامك الله يسامحها مو راضيه تجي وتريحنا من هالهم ,, انا طول منتي هناك افكر فيك ,,
نايفه بقلق : راكان ماله داعي ذا التفكير , انت عارف امي مستحيل تجي وتترك بيتها ,,
وفي نفس الوقت ما اقدر اقطع امي عشان موقع بيتنا ,,
راكان بطفش : عاد شوفي لك صرفه ,, انا من رجعت من مصر صار لنا اسبوع خذيتك مرتين ,,
اذا بتزورينها على ذا المنوال عز الله ما ارتحت ,,
طالعته نايفه مستغربه من كلامه ,, من رجعوا من مصر ,, وصاير طفشان ومتملل ,,
ويبيها على طول تقعد معه بالغرفه وما تطلع ,,
حاولت انها تجاريه على قدر استطاعتها ,, بس هي ما تقدر تغير عمرها في وقت قياسي ,, يبي لها دروس ودروس لحد ما توصل للي يبيه ,,
تذكرت لما مره وقفوا عند محل يبيع بدل الرقص المشهوره ,, بغاها تشتري وحده تلبسها له ,, طالعته نايفه بغرابه ومشت من قدام المحل ,, مسكها من يدها وتكلم : ما قلت شي حرام عشان تزعلين ,,
نايفه بضيق : بس انت تطلب شي مستحيل ,, وش شايفني؟؟,,
ناظرها راكان بنظره غريبه عجزت تفهمها : خلاص مو اجباري تشترين , شي في خاطري وراح ,,
راكان بملل : نايفه انا اكلمك وين راح بالك ,,
طالعته بحزن : طيب وش تامرني عليه ما ازور امي ولا وشو ؟؟
راكان : ما قلت كذا بس على الاقل كل اسبوعين مررره ,,
رمت المشط اللي كان في يدها على الطاوله ,, وسكرت درج التسريحه ,, وطلعت من الغرفه ,تبي تتنفس شوي من حدة الصدام اللي صارت بينهم ,,
راكان يبي يمتلكها لدرجة انه يعزلها عن الناس ,, فكرت نايفه بأمها , ومسحت دموعها بسرعه قبل احد يشوفها ,, لأنه مستحيل تبني حياتها من الحين على الدموع وبس ,, لازم تكون قويه وتعرف تتصرف معه ومع طلباته ,, ومتى ما قدرت تكسبه اكيد راح تزين امورها خصوصا ان راكان فيه طيبه خياليه ,,
قعدت في غرفة الطعام ,, مكان بعيد عن قسمها ,, وعلى طول انواره مسكره ,, في الجزء الجنوبي من البيت ,, دخلت في ظلام الغرفه البارده ,, وسحبت كرسي وقعدت على الطاوله وصارت تفكر في مشكلتها مع راكان وامها ,,
خذت نفس منتظم تفرج به عن ضيقتها ,, حطت يدها على الطاوله ونزلت راسها ورقدت تبي تنسى كل شي ,,
ما تعرف كم مر عليها من الوقت ,, يمكن ساعتين توقعت كذا ,, ماكانت لابسه ساعه ,,
وجوالها مو معها ,,
طلعت من غرفة الطعام وجسمها متخشب من جلسة الكرسي ,, ومشت تبي تطلع الدرج بس وصلتها ريحة السجاير الحاده في الجلسه الداخليه ,, صارت تعرف راكان اكثر ما يدخن بزياده لكن لما تتغير نفسيته خربها ذاك اليوم وصار يدخن بدون شعور ,,
دخلت للجلسه بهدوء ,, لما شافها رفع عيونه بكسل ,, وطفى سيجارته ,, وبصوت مبحوح: وين كنتي مختفيه ؟
نايفه : ابداً في البيت ,, صارت تكح من ريحة الدخان ,, وطالعته ,, في حنان : مو زين لصحتك ,, والله انه مرض ,, عارف والا لا ,,
قام راكان من الكرسي وجلس جنبها في كرسيها وبمزااج رايق : اتركينا من ذا الموضوع ,,
خذ شعرها بين ايديه وشمه في حركة صارت نايفه تعرفها وهي مغمضه ,
همس في اذنها : مشتاق لك يا قلبي ,,