روايه: قتيل الهوى (رووووعه للكااتب عبدالله غازي المضف)

إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
شلونكم بنات شخباركم هاذي الروايه للكاتب عبدالله غازي المضف واااايد حلوه و رومانسيه و اهيه اكثر من 8 بارتات بس اهوه نزل 8 ووقف لانه حطها بمعرض الكتاب و اهيه 13 بارت بس واااااايد حلوه جد يعني ماشالله عليه و اذا تبوني انزل لكم ال 8 بارتات اوكي بس تره مو كامله الي تبيها كامله اهيه موجوده بمعرض الكتاب و انصحكم فيها و اذا احد فيكم شراها خل يكملها بلييييز لاني ابي اعرف النهايه <<<<<< نغزه هههههههههههههههه
المهم انا بحط بارت و اذا تبون التكمله بس قولولي و من عيوني احط الثمن بارتات:eh_s(22)::eh_s(22)::eh_s(7)::eh_s(7):
 
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
لم أكن أدركُ حجم الألم، ولا معنى الألم؛ لم أكن أعرف أشياء الحنين والقهر والندم..
كنت مجرد شابٍ يندب حظه الأعثر بعد أن عشت قرابة الثلاثين عاما حراً، طليقاً، عازباً، بعيداً عن الحب، ووجع الحب، وسيرة الحب.. لم أعرف ابداً أن من يدفن الأسرار تكتب عليه الفضيحة؛ وأن من يحب فعليه أن يموت ألف مرة؛ ومرة؛ دون أن يهلك.. قدرٌ علينا جميعاً أن نعشق، ونموت، ثم نحيا من أجل الذكرى..
تبدأ القصة يوم أن رأيتها أول مرةٍ في مقرِ عملي: إنها المتدربة الجديدة التي ستقضي أسبوعاً واحداً معنا.. كنت في غمرة انشغالي أثناء لقائنا الأول: مرحباً بك، أنا المتدربة الجديدة.. قالتها بصوت بدا لي غير واثقٍ، اكتفيت بابتسامة صغيرة: هل أتجاهلها كما تجاهلت باقي المتدربات؟ التهيت كعادتي بهاتفي النقال وأنا أغوص في عالم تويتر علني أتجاوز وجودها.. كنت أجهل حينها الفرق الشاسعَ بين ثقيلِ الشخصية، وثقيلِ الدم، ولا شك أنني كنت وقتها ثقيلَ الدمِ، عديمُ المشاعر، فاقـدُ الحواس؛ والا كيف إستطعت أن أتجاهلها؟ سمحتُ لعيناي إلقاء نظرةٍ شاملةٍ نحو عينيها الواسعتين؛ أدركت حينئذٍ أنه لا يوجد شيء يمنع الملائكة أن تعيش معنا على الأرض.. ياه كم أشتاق لتلكَ البدايات؛ إنها البدايات ولا شيء أجمل من البدايات.. إنها البدايات!
لازلتُ أذكر اسبوعها الأول معنا؛ كانت أياماً استثنائيةً أعادتني لعزِ أيام الجامعة.. كنت مشتتاً بين كومة الأوراق ووجها الجميل.. كلما حاولت ضبط تركيزي نحو أوراقي يقاطعني انعكاس وجهها القمري على طاولتي فبدت محاصراً منها.. تُرى هل تدَّخر ابتساماتها؟ إذن لماذا أراها تستقبلني بنصف ابتسامة دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليّ؟ كلما قررت التودد إليها؛ سرعان ما يفضحني ارتباكي وأتّخذ هيئة المغفل أمام فتنتها.. تاهت خطواتي بين مدٍ وجزرٍ على الرغم من أن مسافة خطوتين كانت تفصلني عن مكتبها.. إكتفيت باختلاس النظر إليها كلما التهت هي بشيء ما: لغزٌ غريبٌ يكمن في شعرها الغزير كلما تدفَّـق أمامي كالليل ويلفحني معه نسيمٌ عليلٌ يذكرني بحدائق هولندا: رفقاً بعيناي يا مدللة، رفقاً بعيناي يا مدللة.. هكذا رحت أدندن هذه الكلمات بصوتٍ حرصته أن يكون خافتاً.. ياه كم وددت أن أعبر لها ما شئت، والله لوقفت، وإنحنيت، وصفقت، وقلت: عظمة يا ست.. عظمة يا ست!

2

لم أكن بأفضل أحوالي عندما إستقبلت نبأ انتهاء مدتها التدريبية معنا: وما الجديد؟ إنه حظك العاثر يا رجل! هكذا رحت أناجي حظي بألحان كثيرة ومتنوعة.. فقد كرهت الذهاب للعمل بعد رحيلها، إنه ضياعُ المدمن.. نعم؛ أسبوعٌ واحدٌ كان كفيلاً بضياعي وإدماني إياها.. ربما الحب يأتي بعد العشرةِ الطويلة؛ هكذا سمعت.. لكن التوافق الروحي يحتاج نصف ثانيةٍ ليصيبك في مقتل.. رمح النظرةِ الأولى التي أصابت الروح المتعبة.. إنه الإدمان بعينه: فكيف سأهرب منها وأنا أراها كل يوم في ثنايا المنزل، بجرائد الصباح جميعها، في عيون الشمس وحبيبات المطر، وفوق جدران القمر؟
قررت أن أمضي برحلةِ النسيان والخروج لتناول العشاء مع أحد الأصدقاء علني أتجاوز أزمتي.. لم أكد أجلس على طاولتي حتى شهقت، وشهقت؛ ثم شهقت وصرخت: إنها هي، إنها هي!! عشرات الطاولات كانت تفصلني عنها في ذلك المطعم، لكن قلبي المشتاق لا يضيعها؛ أبداً.. يومها؛ أيقنت أن أغاني الحب كانت أشد صدقاً من السماء: ترى هل تذكرني؟ كان صديقي يصِّـرُ على ثرثرته اللامعقولة عندما تسللت عيناي إليها: رائعة، مثيرة، ساحرة، خطيرة، مبكية.. وماذا بعد؟
لم يكن من الصعب ملاحظة الخجل الذي يسكنها، وما أجملها حين تصارعه أثناء حديثها؛ تُحلق بيديها الصغيرتين كطير حبٍ وسرعان ما تقرر الهبوط خجلاً من عيون المتطفلين؛ وعيناي الأشد تطفلاً..عندما تقاطعها صديقتها إعجاباً بما تقوله؛ تغطي وجهها الجميل بايمائة رائعة على البراءة والعفوية دون تكلف، وما أدراها أنها تغطي بيديها ما تبقى من قدري المجهول: يا رباه كيف استطعت أن تختصر كل نساء الكون بعينيها السماويتين!
رأيتها تهم بالنهوض من مقعدها؛ إستجمعت ما تبقى لدي من صبرٍ عندما لفحت بشعرها الغزير المموج للجهة الأخرى فنثرت معه سحره المكنون.. صار كل شيء ساكناً حولها، كان الناس أشباه وجوه، أنصاف وجوه، بقايا وجوه.. لم يكن أمامها هواء، ولا ماء،
ولا سماء: تُرى هل كنتُ أتخيل؟
لمحتها من خلف الزجاج تميلُ بوججها الكامل نحوي؛ وجهها الكامل أكثر مما أحتمل.. رمتني بنظرةٍ أظنها خائبة؛ ثم أشارت بإصبعها نحوي: هل تقصدني؟

 

Prίηςësş ツ

New member
إنضم
1 سبتمبر 2011
المشاركات
1,006
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
Q8
يسلموو خوخه ع الروايه انا قريتها كامله اهي حيييل حلوه انصحج تشترينها
 
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
prίηςësş ツ;28279695 قال:
يسلموو خوخه ع الروايه انا قريتها كامله اهي حيييل حلوه انصحج تشترينها
واااااي يا حظج ودي اعرف النهايه لانه حيييييل اعجبتني
 

حبيت بسكات

New member
إنضم
7 أكتوبر 2011
المشاركات
6,833
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
♡آلـگـؤيـ♥ـت فـديـ♥ـت تـرآبـهـ♥ـآ♡
يالله لييش ما كملتتتي يالله نااااااطرتج بعرف شصار فيه
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
ابـــــــــــــ
 

#الخشف#

*مساعدة مشرفات قسم المعلمات*
إنضم
28 مايو 2009
المشاركات
1,795
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ديرة العزq8
السلااام علييككم
اناا اول مرره اشاارك وشاااركت عشاان هالقصه بس
بليييز حيااتي كمليهااا حددي متشششوقه لاحدااااثهـا
ارجوووج لا تتاخرين علينا
والله يعطيج العااافيه
 
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
السلااام علييككم
اناا اول مرره اشاارك وشاااركت عشاان هالقصه بس
بليييز حيااتي كمليهااا حددي متشششوقه لاحدااااثهـا
ارجوووج لا تتاخرين علينا
والله يعطيج العااافيه
حبيبتي و الله لعيونج بنزل بارت :eh_s(7):​
 
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
كانت تلوّح لرجلٍ أربعيني يقبع بالجهة الأخرى عندما تلاقت عينانا لأول مرةٍ؛ وآه من لقاء العيون بعد الغياب الطويل؛ فلو كانت النظرات تقتل؛ لقتلتني بنصفِ نظرة.. لحظات رائعة بدت لي دهراً، وزمناً لم أعرف لمداهُ حدوداً وكأنما السماء قد انفتحت على مصراعيها.. استجمعت ما تبقى لدي من قوةٍ وعزمٍ؛ ثم غرست عينيَّ بعينيها فنقلتني إلى عوالمَ ساحرة لطالما تمنيتها.. أكاد أشعر الآن بكل شبرٍ من جسدي يشتعل عشقاً من وهج تلك اللحظة الاستثنائية.. تملكني إصرارٌ غريبٌ يدفعني نحوها؛ ورغم يقيني بالعواقب الوخيمة إلا أنني قررت أن أبادرها بالابتسام.. ابتسمت وأنا أستحث الابتسام من شفتيها: أرجوكِ؛ لا تخذليني.. رحت أهمس بهذه الكلمات وأنا أُمني نفسي باستجابة فورية على ملامحها.. بدأت الآلام تضرب معدتي عندما صارت ملامحها أكثر حزماً وهي تطبق على شفتيها رافضة الابتسام.. ظل الجمود مسيطراً عليها إلى أن ارتخت عضلات وجهها فجأة؛ ظلت على هذه الهيئة عدة ثوانٍ؛ ثم انـفــرَجت شفتاها.. وابتسمت!!



2

ضربت موعداً مع الأرق طوال الأسابيع الماضية؛ لم يكن النوم حليفي أبداً.. تلك الابتسامة العجيبة اختصرت مسافات العذاب والحرمان التي ضعت فيهما منذ لقائنا الأول.. مازلت أتذكر لحظة الوداع عندما لوحت لي من خلف الزجاج؛ كانت عيناها تتحدثان معي؛ نعم كانتا تتحدثان معي وكأنما تريدان أن تخبراني شيئا ما.. ظل التساؤل يكبر في وجداني لشهورٍ مضنية لم أعرف فيها بيتاً، ولا صديقاً، ولا حبيباً، ولا وطناً بعد أن خانتني معها الصدف لأكثر من تسعة أشهر، وربما للأبد.. هكذا شعرت وأنا أمشّط شوارع البلدة بكاملها جيئةً وذهاباً كل يوم، هجرت منزلي واستوطنت المقاهي أملاً أن تقنصها عيناي صدفة دون جدوى.. أعلم جيداً أن مسافاتٍ بعيدةً كانت تفصلني عنها.. صرت أكره الجغرافيا التي علمتني أن هناك شيئاً يدعى بالبعيد.. وشيئاً آخر اسمه البعيد جداً، وشيئاً أشد قسوة اسمه البعيد جداً جداً.. وأمراً مريعاً يقال عنه: المستحيل جداً!!بدأت أعتاد غيابها الطويل، فالمشاكل نوعان: إما أن تنساها، أو تحاول التكيف معها؛ وقد اخترت الحل الثاني.. لم أعرف كم من الساعات قد مضت وأنا قابعٌ في المقهى أضغط عينيَّ بإصبعيّ باستمرار لأدفع أفكاري السوداوية خارج رأسي.. تسعة أشهر من الحرمان؛ لم تنفرج إلا عندما لمحت نوراً يلمع بين أفواج البشر.. أدركت حينئذ أن الأمل لا يموت: إنه لقاء جديد إذن؟ ها هو القلب قد بدأ بالخفقان، والأرض بالدوران؛ انهض يا جبان، انهض يا جبان!!كانت تقف في خلف طابور ستاربكس تنتظر طلبها، هممت بالوقوف واقتربت عدة خطوات قبل أن تُميزني بين زحمة الزبائن.. بدأ التوتر يشل حركتي: هل أبادر بالابتسام؟ لم أعد أجرؤ على الاقتراب أكثر.. انتظرتها حتى مالت بزاوية عينيها الماكرتين باتجاهي فـعَـلت وجهي ابتسامة كبيرة، لكنها سرعان ما انطفأت بعدما أشاحت بعينيها الى الجهة الأخرى؛ بدأت خيبة الأمل تدب بأوصالي مجددا.. لم أعد أتحمل خطورة الموقف، شارفت على اليأس وقررت أن أنسحب من المواجهة قبل أن أراها تمسك بخصلة شعرها وتكسره حول إصبعها؛ ثم لفحت بشعرها الغزير للجهة الأخرى لينهمر على كتفها الأيسر وكأنما صار حاجزاً بين زمنين؛ زمن الهناء والشقاء.. قررت أن أثور وأقتحم هذا الحاجز؛ فرأيتها تبتسم.. نعم؛ إنها تبتسم بدِلها الطاغي متخفية خلف ستارها.. وها هي الآن تنزع كل الحواجز بعدما أطلت بوجهها الكامل نحوي وقد رمتني بابتسامة رائعة طرت على متنها لأبعد كوكب!



3

قلتها بلسان قلبي: لن أتركها هذه المرة.. لفت انتباهي رجلاً يقف بالجهة الأخرى يطالعها بنظرة مريبة؛ ولأسباب غريبة شعرت أنها تتجاهله عمداً.. أظنه ذلك الرجل الأربعيني الذي لوّحت له في المطعم في لقائنا الأخير.. سيلٌ من الأسئلة بدأت تحاصرني وأنا أتبعُ خطواتها الواثقة إلى الخارج؛ جميعها كانت تسوقني نحو الإجابة التي أنتظرها: أهي الحبيبة المنتظرة؟ لم أفِق إلا على زر المصعد الذي جمعني بها.. كنا وحدنا في مربعٍ ضيق أشبه بكنائس الأقران.. أصبحت على مقربة شديدة منها، حاولت أن أسترجع ذكريات لقائنا الأخير لأجعل منها حديثاً انطلق منه، لكن سرعان ما تبعثرت أمام ابتسامتها الملائكية وهي تسألني بصوتٍ يفيض شقاوة:- أخبارك يا زميلي القديم؟لم تكن قدرتي على النطق بحجم الصدمة التي تتملكني الآن؛ قلت بصوت قد خلا من التعبير تماما:- الحمداللهبات وجهها أشد قرباً من ذي قبل.. لم يعد بمقدوري استيعاب كل هذا الجمال دفعةً واحدة.. يا رباه كم تذبحني تفاصيلها:

- نشوفك على خير إنشاللهقالتها بصوتها الدلِّ وهي تغادر المصعد.. ثم لوّحت بيدها فلمحت خاتماً يلمع بإصبعها: مخطوبة؟
 
إنضم
18 أكتوبر 2011
المشاركات
506
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الكويت
بدأت أشعر بأني خارج نطاق الأرض؛ لم أكن بكامل وعيي أبداً.. كنت موزعاً ما بين الأليم والمؤلم: الماضي الأليم، والمستقبل الذي أخشى أن يكون مؤلماً.. لم يكن من السهلِ التصديق أن هناك جمالاً يمكن أن يكون حقيقياً لهذه الدرجة؛ ياه كم خشيت أن تختفي من أمامي فجأة وأستيقظ من حلمي وأبدو أبله أمام الجميع؛ وكم وددت أن أبوح لها بآلاف العذابات التي مررت بها طوال الشهور الماضية؛ لكني فشلت.. وها أنا أراها الآن تمضي أمامي خيط سراب يموت قبل الوصول، آه ما أطول هذا الوصول، وكم دمرني هذا المجهول.. انتفضت إليها مسرعاً رافضاً أن أترك ضياعي يطول: تسعة شهور والأحزان تسحقني، تذبحني؛ تفرمني.. إني لأرفض أن أموت لتسعة شهور أخرى؛ هكذا صاحت عيناي وأنا أرى العمر يتناثر بالمساحة الفاصلة بيني وبينها.. لمحتُ شيئاً من السعادة يلمع في عينيها كلما اقتربت خطواتي أكثر:
- لو سمحتِ !!التفتت نحوي مقوسة حاجبيها وكأنها كانت تترقب قدومي.. تساءلت عن مغزى تلك الابتسامة الكبيرة التي تحاول إخفاءها:- هلا؟- حضرتج مخطوبة؟نسفت باقتحامي كل مقدمات اللباقة التي عرفتها البشرية؛ لكنها بدت سعيدة بهذا الاقتحام.. كانت تكسر خصل شعرها باصبعها وهي تدرس أفكاري عن كثب.. هزت كتفيها مبتسمة:- ليش تسأل؟اتسعت عيناها وهي تسألني بصوتها الدل: ترى هل تتسلى بأعصابي؟ لم يعد الأمرُ مسلياً على الإطلاق.. بدأ الصبر بالنفاد:- ما فيها شيء.. كونكِ زميلة سابقة حبيت أستفسرلم تكن إجابتي مقنعة على الإطلاق.. أطلقت ضحكة أظنها ساخرة ثم أومأت بيدها مستفهمة:- فجأة؟- ممكن تردين على سؤالي؟رأيت الشقاوة تتوهج في عينيها مجدداً بعد إصراري الكبير: والله أعشق تلك النظرة؛ وصاحبتها.. لم تكن سعيدة بذلك الجد الذي طرأ عليّ مؤخراً، ربما استفزها صمودي فآثرت أن تسحقه.. وها هي تستخدم سلاحها الذي لا يخيب أبداً؛ رأيتها تمط شفتيها وتقول بصوت يفيض بالدلع:- طيب.. بس ليش؟كانت عيناها تتقافز فرحاً بعد أن نالت مبتغاها؛ بدت سعيدة جدا بسقوطي الكبير.. إنّه كيد النساء الذي لطالما سمعت عنه، لكن الفرق أنني أقف الآن أمام حشدٍ من النساء اجتمعن جميعاً بجسد واحد.. حاولت أن أستعيد هدوئي وأنا أقول بنبرة خافتة:- مجرد فضول..ارتسمت على محياها ابتسامة نصفية خبيثة.. بدت منتشية وهي تزعزع ما تبقى لدي من كبرياء:- إذن أنا أستأذن لأني لا أحب الفضوليين!خانتني سرعة البديهة بعد أن شلَّت ابتسامتها الفاتنة عقلي؛ لم أعرف ما أقوله وهي تدير ظهرها مغادرة:- باي..- لحظة!لم تلتفت إليّ؛ لكني استطعت أن ألمح حجم تلك الابتسامة الكبيرة التي ملأت وجهها.. قلت:- بدأت أتعب؛ أرجوكِ جاوبيني..- لهذه الدرجة أنت مهتم؟كنت حائراً بين سؤالين: هل كانت سعيدة باهتمامي، أم أنها تستمتع بتعذيبي؟.. قلت بما يشبه الخنوع:- نعم.. أنا مهتم جداًاقتربت مني وكأنها تريد التوغل في أعماقي أكثر، ربما راهنت على ضعفي وسطوة تأثيرها علي.. اتسعت ابتسامتها وهي تقول بلؤمٍ كبير:- ولهذا السبب كنت تطالعني طوال الوقت بالمطعم؟ذا المكر يعود مجدداً في نبرة صوتها.. لم أود أن أجادلها أكثر:- إي نعم..ضحكت وهي تحدقني بعينيها الساحرتين.. استنشقت أكبر قدر من الأوكسجين مترقباً إجابتها.. رأيتها تنزع دبلتها من إصبعها وتضعها في حقيبتها:- لا لست مخطوبة.. الدبلة تمويه للمعجبين!!اختلطت مشاعري ولم يعد بمقدوري أن أستمر أكثر.. كنت سعيداً بنبأ عزوبيتها، وكنت قلقاً من أنها كانت متضايقة من أسئلتي الملحة.. هززت رأسي منسحباً قبل أن تطلق ضحكة عالية:- زعلت؟- لا.. أبداًكست وجهها بملامحها الملائكية التي كنت أعرفها جيداً؛ ربما شَعـرَتْ بالذنب الكبير جراء قسوتها معي.. قالت بصوت هادئ:- يالله.. أنا أستأذن الحين.. أنا اليوم مسافرة ولازم أخلص كم مشوار- بالسلامة انشالله.. على وين؟- سويسرا.. ليش؟كان سؤالي عفوياً.. لكنَّ أفكاراً مجنونة بدأت تجتاحني:- شغل؟- لا اجازة.. رايحة مصح مع خواتي!- مصح؟- ايه مصح اسمه The Green Resort معروف الكل يعرفه.. على العموم أنا لازم أمشي الحين.. فرصة سعيدة زميلي السابق.. باي!على الرغم من السعادة التي شملتني بعد هذا اللقاء؛ إلا أنني بدأت أشعر فعلاً بمعاناة المدمن: فلم أعد أعرف شيئاً سواها.. ماذا بيدي إن كانت السماء تذكِّرُني بها؟ وها أنا أراها تلملم الليل في شعرها وترحل إلى المجهول.. أهكذا يبدأ الحب؛ أم ينتهي؟ أنا الحي، الميت، الخائف، المتفائل، المتماسك؛ أنا المدمن؛ وأنا قتيل الهوى!.. كنت هائماً بلاشيء والكل شيء.. كنت مغيباً تماماً عندما وجدت نفسي راكباً طيارتي إلى سويسرا!!