ضوى العيون
New member
- إنضم
- 7 أغسطس 2006
- المشاركات
- 5,999
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الفصل الثامن
مضت الأيام ب "عباس" وهو يتفانى في عمله؛ وقد اتخذت علاقته ب "فاتن" منحنى أكثر ارتياحا ؛ حيث عمد لتغييرها جذريا بالمحاضرات والكتب الدينية والتاريخية؛ وفرح باستجابتها له أخيرا ؛ وتوسم خيرا من موقفها وتطورها الملحوظ ؛ وكأنها كانت تنتظر من يأخذ بيدها وينتشلها من هذا المستنقع الملوث الآسن ليدلها على طريق النور والايمان الحقيقي ؛ يال الأخت المسكينة !!
وهو بدوره أصبح ليس لديه موضوع لا في العمل ولا في المنزل سوى "فاتن" وحجابها الاسلامي الذي ارتدته بشكل مفاجىْ أذهله وأذهل العاملين وأذهل "علي" وأفرحه تحديدا؛ مما ضايق زوجة خاله التي اعتقدت بوجود علاقة عاطفية بينهما ستتوج بالزواج؛ فأخذت تلح على ابنتها بالموافقة قبل أن "يضيع" من يدها ؛ مما زاد من عناد "منال" ورفضها ونفورها منه في الفترة الأخيرة؛ وبالذات بعد ان اقتنعت بأن "الميثاق" وبنوده لم يحلوا مشاكل الشعب وتطلعاته الدستورية العادلة؛ بل كانا مجرد مسكن يراد به تهدئة ثورة الشعب دون أن يكون هناك أدنى تطبيق حقيقي ؛ فراحت تتخبط حسرة هنا وهناك؛ حتى قررت فجأة الاستقالة من مجلتها !!
وبغمرة هذه الأحداث الصاخبة؛ سارع "عباس" الخطا نحو منزل "عبدالله" في يوم الجمعة ليلتقي برفاقه ؛ فاستقبله "حسين" ما ان دخل بابتسامة عريضة وحياه (أهلا "عباس" ! لتأتي وتجلس بالقرب مني ) صافحهم جميعا ؛ ومن ثم احتل موقعه المعتاد بقرب صديقه سائلا اياه بلهفة (ما أخبارك ؟ وما أخبار العمل ؟) أجابه "حسين" بابتهاج ( الحمد لله ؛ صحيح ما أخبرتني به عن "منال" ؟ هل استقالت حقا؟!) أطرق برأسه في ألم (نعم ؛ هذا ما توقعته من البداية وما حذرتها منه؛ هي الآن ليست مقتنعة بمبادىْ المجلة وأفكارها مما يجعل استمرارها بالعمل هناك من المستحيلات) علق "عبدالله" وهو يدعوهم الى المائدة وقد تزوج هو الآخر من ابنة عمه ( يبدو ان الأحداث ستضطرب من جديد؛ فالاسرائيليون يواصلون حملاتهم التعسفية على فلسطين ومخيم "جنين" بالذات بالفترة الأخيرة ؛ والحكام العرب يرفضون الاقتراب من السفارة الأمريكية !!) استطرد "يوسف" الذي لا يزال في عداد الباحثين عن عمل برغم شهادته الجامعية هو و"لؤي" بلهجة مليئة بالسخرية ( هذه هي حرية الرأي والديمقراطية يا أخي ؛ فالميثاق لم يقّصر معنا؛ أعطانا حقوقنا كاملة مكمّلة ؛ حل مأساة البطالة؛ وضمن لنا العيش والسكن الهانىْ ؛ وطرد الأجانب من بلادنا ؛ ولم يكتفي ؛ فقد شنّع بتصرفات أمريكا وتعاونها مع اسرائيل شر تشنيع؛ وتعاون بفضله حكام العرب على شحذ الأسلحة وتهيئة جيش جرار سيغزو فلسطين قريبا ليحررها من براثن اليهود المحتلين!! ) ضحك الجماعة بقوة ومرارة ؛ وانكبوا بعدها على تناول وجبة غداءهم. وبعد الغداء ؛ انصرف "عباس" الى التمشي في القرية برفقة "حسين" ؛ فسأله الأخير بشكل مباغت ( ألا زلت تحبها ؟؟) حاول التهرب (من ؟؟) تطلع اليه رفيقه بسخرية (بالطبع لا أعني "فاتن" !!) أجاب برعب ( هل تشك باخلاصي ل "منال" ؟؟) واصل "حسين" سخريته المريرة ( هذا لا يسمى اخلاص يا "عباس" ؛ انك تنتحر !!(هاله التعبير (أنتحر ؟؟؟) أكد "حسين" مستطردا بلهجة عاتبة (نعم يا صديقي ؛ ولست أجد تفسيرا آخر.. أخبرني أنت ؛هل فعلت مذ رفضتك ما يستحق المديح ؟! هل سعيت الى معرفة أسبابها و الولوج الى قلبها ؟! أم انك انطويت على نفسك معتصما بالصمت؛ منتظرا أن يأتي من يأخذها منك لتكون هي البادئة بالهجر؟؟) وقعت كلمات "حسين" في صميم قلبه؛ وبان التأثر على قسماته ؛ وحين أدرك الصديق ؛ تابع توبيخه بحرارة أكبر ( لماذا أنت هكذا يا "عباس" ؟! لماذا أنت بتلك القوة أمام الجميع وبهذا الضعف حين تكون بمواجهتي؟! هل أنا مخيف لهذه الدرجة ؟! أم انني آلهه " أستغفر الله "لا يحتمل حديثي الخطأ والتكذيب ؟؟؟) ولما لم يجب ؛ استدار "حسين" اليه بقلق ؛ فأبصر تساقط الدموع من عينيه وقد أطرق برأسه الى الأرض؛ وبدى في حالة نفسية يرثى لها؛ وتمتم بعد فترة في ألم عميق ( لست أدري يا "حسين" ؛ انني لا أشك بصدق أي كلمة تقولها؛ ربما لأنني متأكد من حبك وحسن تفكيرك ؛ وبالذات في أمر "منال" ؛ فأنا جبان في الحب يا "حسين" ؛ بل أنا في غاية الجبن والخور والتراجع) احتضنه "حسين" بقوة على مرأى من المارة ؛ وهمس في أذنه (لا بأس عليك يا "عباس" ؛ لكل منا نقطة ضعف) أوضح "عباس" ( ان أكثر ما يزيدني ترددا هو مسألة "فاتن" وفهمها الخاطىْ لطبيعة علاقتنا) آلمه "حسين" بصراحته (لأنك تماديت كثيرا يا "عباس" ! "فاتن" ستتعلق بك بهذه الطريقة؛ ثم ان "منال" امرأة في النهاية ؛ وحتى لو فرضنا انها لا تحبك؛ فهي لن تقبل بابتعادك عنها بعد ان تمسكت برغبتك بالزواج منها كل هذه المدة) شعر "عباس" بالخوف الشديد ؛ هل "منال" تحتقره الآن وتشك باخلاصه ؟! وهل تعتقد حقا انه يأس من قبولها ؟! وهل غيرتها من "فاتن" هي كما يقول "حسين" غيرة نسائية فطرية لا أكثر ولا أقل؟! لقد كان الأمل قد بدأ بالدبيب في سويداء قلبه؛ ولكنه مات واندثر تماما بهذه اللحظات ؛ بعد ان استمع لهذا التحليل من صديقه الحميم ..
وقرر العمل العمل بنصيحته ؛ نعم ؛ سيحدد موقفه من "فاتن" في صباح الغد ؛ وسيعمد الى مجالسة "منال" ومصارحتها بالحقيقة وبحبه لها ؛ وبعدها ليكن ما يكون !!!
مضت الأيام ب "عباس" وهو يتفانى في عمله؛ وقد اتخذت علاقته ب "فاتن" منحنى أكثر ارتياحا ؛ حيث عمد لتغييرها جذريا بالمحاضرات والكتب الدينية والتاريخية؛ وفرح باستجابتها له أخيرا ؛ وتوسم خيرا من موقفها وتطورها الملحوظ ؛ وكأنها كانت تنتظر من يأخذ بيدها وينتشلها من هذا المستنقع الملوث الآسن ليدلها على طريق النور والايمان الحقيقي ؛ يال الأخت المسكينة !!
وهو بدوره أصبح ليس لديه موضوع لا في العمل ولا في المنزل سوى "فاتن" وحجابها الاسلامي الذي ارتدته بشكل مفاجىْ أذهله وأذهل العاملين وأذهل "علي" وأفرحه تحديدا؛ مما ضايق زوجة خاله التي اعتقدت بوجود علاقة عاطفية بينهما ستتوج بالزواج؛ فأخذت تلح على ابنتها بالموافقة قبل أن "يضيع" من يدها ؛ مما زاد من عناد "منال" ورفضها ونفورها منه في الفترة الأخيرة؛ وبالذات بعد ان اقتنعت بأن "الميثاق" وبنوده لم يحلوا مشاكل الشعب وتطلعاته الدستورية العادلة؛ بل كانا مجرد مسكن يراد به تهدئة ثورة الشعب دون أن يكون هناك أدنى تطبيق حقيقي ؛ فراحت تتخبط حسرة هنا وهناك؛ حتى قررت فجأة الاستقالة من مجلتها !!
وبغمرة هذه الأحداث الصاخبة؛ سارع "عباس" الخطا نحو منزل "عبدالله" في يوم الجمعة ليلتقي برفاقه ؛ فاستقبله "حسين" ما ان دخل بابتسامة عريضة وحياه (أهلا "عباس" ! لتأتي وتجلس بالقرب مني ) صافحهم جميعا ؛ ومن ثم احتل موقعه المعتاد بقرب صديقه سائلا اياه بلهفة (ما أخبارك ؟ وما أخبار العمل ؟) أجابه "حسين" بابتهاج ( الحمد لله ؛ صحيح ما أخبرتني به عن "منال" ؟ هل استقالت حقا؟!) أطرق برأسه في ألم (نعم ؛ هذا ما توقعته من البداية وما حذرتها منه؛ هي الآن ليست مقتنعة بمبادىْ المجلة وأفكارها مما يجعل استمرارها بالعمل هناك من المستحيلات) علق "عبدالله" وهو يدعوهم الى المائدة وقد تزوج هو الآخر من ابنة عمه ( يبدو ان الأحداث ستضطرب من جديد؛ فالاسرائيليون يواصلون حملاتهم التعسفية على فلسطين ومخيم "جنين" بالذات بالفترة الأخيرة ؛ والحكام العرب يرفضون الاقتراب من السفارة الأمريكية !!) استطرد "يوسف" الذي لا يزال في عداد الباحثين عن عمل برغم شهادته الجامعية هو و"لؤي" بلهجة مليئة بالسخرية ( هذه هي حرية الرأي والديمقراطية يا أخي ؛ فالميثاق لم يقّصر معنا؛ أعطانا حقوقنا كاملة مكمّلة ؛ حل مأساة البطالة؛ وضمن لنا العيش والسكن الهانىْ ؛ وطرد الأجانب من بلادنا ؛ ولم يكتفي ؛ فقد شنّع بتصرفات أمريكا وتعاونها مع اسرائيل شر تشنيع؛ وتعاون بفضله حكام العرب على شحذ الأسلحة وتهيئة جيش جرار سيغزو فلسطين قريبا ليحررها من براثن اليهود المحتلين!! ) ضحك الجماعة بقوة ومرارة ؛ وانكبوا بعدها على تناول وجبة غداءهم. وبعد الغداء ؛ انصرف "عباس" الى التمشي في القرية برفقة "حسين" ؛ فسأله الأخير بشكل مباغت ( ألا زلت تحبها ؟؟) حاول التهرب (من ؟؟) تطلع اليه رفيقه بسخرية (بالطبع لا أعني "فاتن" !!) أجاب برعب ( هل تشك باخلاصي ل "منال" ؟؟) واصل "حسين" سخريته المريرة ( هذا لا يسمى اخلاص يا "عباس" ؛ انك تنتحر !!(هاله التعبير (أنتحر ؟؟؟) أكد "حسين" مستطردا بلهجة عاتبة (نعم يا صديقي ؛ ولست أجد تفسيرا آخر.. أخبرني أنت ؛هل فعلت مذ رفضتك ما يستحق المديح ؟! هل سعيت الى معرفة أسبابها و الولوج الى قلبها ؟! أم انك انطويت على نفسك معتصما بالصمت؛ منتظرا أن يأتي من يأخذها منك لتكون هي البادئة بالهجر؟؟) وقعت كلمات "حسين" في صميم قلبه؛ وبان التأثر على قسماته ؛ وحين أدرك الصديق ؛ تابع توبيخه بحرارة أكبر ( لماذا أنت هكذا يا "عباس" ؟! لماذا أنت بتلك القوة أمام الجميع وبهذا الضعف حين تكون بمواجهتي؟! هل أنا مخيف لهذه الدرجة ؟! أم انني آلهه " أستغفر الله "لا يحتمل حديثي الخطأ والتكذيب ؟؟؟) ولما لم يجب ؛ استدار "حسين" اليه بقلق ؛ فأبصر تساقط الدموع من عينيه وقد أطرق برأسه الى الأرض؛ وبدى في حالة نفسية يرثى لها؛ وتمتم بعد فترة في ألم عميق ( لست أدري يا "حسين" ؛ انني لا أشك بصدق أي كلمة تقولها؛ ربما لأنني متأكد من حبك وحسن تفكيرك ؛ وبالذات في أمر "منال" ؛ فأنا جبان في الحب يا "حسين" ؛ بل أنا في غاية الجبن والخور والتراجع) احتضنه "حسين" بقوة على مرأى من المارة ؛ وهمس في أذنه (لا بأس عليك يا "عباس" ؛ لكل منا نقطة ضعف) أوضح "عباس" ( ان أكثر ما يزيدني ترددا هو مسألة "فاتن" وفهمها الخاطىْ لطبيعة علاقتنا) آلمه "حسين" بصراحته (لأنك تماديت كثيرا يا "عباس" ! "فاتن" ستتعلق بك بهذه الطريقة؛ ثم ان "منال" امرأة في النهاية ؛ وحتى لو فرضنا انها لا تحبك؛ فهي لن تقبل بابتعادك عنها بعد ان تمسكت برغبتك بالزواج منها كل هذه المدة) شعر "عباس" بالخوف الشديد ؛ هل "منال" تحتقره الآن وتشك باخلاصه ؟! وهل تعتقد حقا انه يأس من قبولها ؟! وهل غيرتها من "فاتن" هي كما يقول "حسين" غيرة نسائية فطرية لا أكثر ولا أقل؟! لقد كان الأمل قد بدأ بالدبيب في سويداء قلبه؛ ولكنه مات واندثر تماما بهذه اللحظات ؛ بعد ان استمع لهذا التحليل من صديقه الحميم ..
وقرر العمل العمل بنصيحته ؛ نعم ؛ سيحدد موقفه من "فاتن" في صباح الغد ؛ وسيعمد الى مجالسة "منال" ومصارحتها بالحقيقة وبحبه لها ؛ وبعدها ليكن ما يكون !!!