حملة عرآيسٍ 1433هـ بإذٍنْ الله )(للتفآئل)(

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

كويتية.

New member
إنضم
12 أغسطس 2009
المشاركات
224
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
(( سبحانك ما احلمك وبحالي ما اعلمك وعلى تفريج همي ما اقدرك انت ثقتي ورجائي فاجعل حسن ظني فيك جزائي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))

اللهم اجمع بيني وبين من احب بالحلال وعلى سنة نبينا الله ورسووله عاااااااااااااجل غيررررر اااااااجل ياااااااااارب العاااالمين
 

!!Princess!!

New member
إنضم
9 فبراير 2009
المشاركات
464
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
نرحب بكم أيها الأخوة والأخوات ، نصطحبكم في موسوعة الأخلاق الإسلامية مع خلق جديد من الأخلاق ، ضيفنا اليوم فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في كليات الشريعة ، وأصول الدين ، فأهلاً وسهلاً بكم أستاذنا الكريم .
الدكتور راتب :
بكم أستاذ أحمد ، جزاكم الله خيراً .
الأستاذ أحمد :
سيدي الكريم نتمنى أن نتحدث اليوم وإياكم عن خلق التفاؤل ، وهل التفاؤل حسن الظن بالله عز وجل ؟ ما تعريف هذا الخلق ؟ .
تعريف التفاؤل :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
التفاؤل : هو حسن الظن بالله ، والتفاؤل توقع الخير ، والتفاؤل ألا تسمح للمصائب أن تأخذك إلى اليأس ، التفاؤل أن ترى ما عند الله ، وأن تكون واثقاً بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك ، التفاؤل أن تكون غنياً بالله ، التفاؤل أن تنقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة ، فالدنيا عندئذٍ لا تعنيك ، التفاؤل أن ترى الهدف البعيد ، فإذا حالت عقبات دونه وأنت مُصر عليه فأنت متفائل ، والتفاؤل صفة العظماء ، والتفاؤل صفة المؤمنين ، والتفاؤل صفة الذين عرفوا أن الأمر بيد الله ، صفة الموحدين ، فالتفاؤل توقع الخير ، والتفاؤل حسن الظن بالله ، والتفاؤل أن تكون محصناً من أن يأخذك اليأس إلى مكان بعيد .
الأستاذ أحمد :
قلتم أن التفاؤل من صفات المؤمنين ، أين أرشدنا القرآن الكريم إلى أن التفاؤل من صفات المؤمنين ؟.
التفاؤل أساسه الإيمان و هو ثمرة من ثمراته :
الدكتور راتب :
المؤمن متفائل حتماً ، لأنه يعلم علم اليقين أن الأمر بيد الله ، وأن الله قوي .
(( ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن ))
[ أخرجه أبو داود عن بنت من بنات النبي ]
وأن الله في أية لحظة بيده المعادلات كلها ، بيده موازين القوى ، وأن الأمر يرجع إليه ، وما أمرك الله أن تعبده إلا بعد أن طمأنك فقال :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
( سورة هود الآية : 123 )
التفاؤل أساسه الإيمان ، أنت حينما تؤمن أن الله وحده هو القوي ، وأن أمره هو النافذ ، وأن :
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 54 )
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
( سورة الزمر )
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾
( سورة الزخرف الآية : 84 )
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾
( سورة الكهف )
ما دام الله عز وجل ، صاحب الأسماء الحسنى ، هو الرحيم ، هو العدل ، هو القوي ، هو الغني ، هو الحنان ، هو المعطي ، ما دام الأمر بيده الله عز وجل قال :
﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
( سورة هود )
ألزم ذاته العلية إلزاماً ذاتياً في الاستقامة ، هو العدل ، وسعت رحمته كل شيء ، لا يمكن أن يجتمع إيمان بالله مع التشاؤم ، إيمان بالله مع اليأس ، إيمان بالله مع السوداوية ، لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾
( سورة يوسف )
أي كأن التشاؤم من صفات الكفار ، وكأن التفاؤل من صفات المؤمنين .
التشاؤم من صفات الكفار والتفاؤل من صفات المؤمنين :
الإيمان بالله أثمر التفاؤل ، وعدم الإيمان به يؤدي إلى التشاؤم ، إنسان لا يرى أن الله بيده كل شيء ، يرى قوى مخيفة ، طاغية ، معتدية ، حاقدة ، جبارة ، لا ترحم ، وأنه ضعيف أمامها ، طبعاً تحصيل حاصل أن يكون متشائماً ، تحصيل حاصل أن يسحق نفسياً ، أن يحس بالإحباط ، كل مشاعر الإحباط ، والخوف الشديد القاتل ، واليأس القاتل ، بسبب ضعف الإيمان .
مثلاً لا أعتقد أن هناك حالة أصعب من أن يكون عدواً قوياً ، حاقداً ، ظالماً ، متغطرساً ، وراءك بكل قوته ، وأنت مع بعض الأشخاص قلة قليلة لا تملكون شيئاً ، والبحر أمامكم .
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
( سورة الشعراء )
لا يعقل أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام وهو في الغار ، وقد وصلوا إليه ، وقد وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً ، أو ميتاً ، وأن يبقى ثابتاً ، واثقاً من الله عز وجل ، قال يا رسول الله ، في رواية : لقد رأونا ، وفي رواية :
(( لو أن أحدهم نظر إِلى قَدَمْيه أبْصَرَنَا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك ]
طبعاً هذه صفات الأنبياء ، لكن لكل مؤمن من هذه الصفات نصيب بقدر إيمانه ، فأنت حينما ترى أن الله سبحانه وتعالى حينما يقول :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
( سورة الجاثية )
هذه آية تملأ القلب تفاؤلاً ، أنت إنسان مستقيم ، وقاف عند حدود الله ، دخلك حلال ، بيتك إسلامي ، عملك إسلامي ، لا تعصي الله ، لا تكذب ، لا تغش المسلمين ، لم تبنِ مجدك على أنقاضهم ، ولا حياتك على موتهم ، ولا غناك على فقرهم ، ولا أمنك على خوفهم ، ولا عزك على ذلهم ، إنسان تخشى الله ، لا بدّ لك من معاملة خاصة ، لا بدّ لك من أن تكون متميزاً عن بقية الناس .
آيات من القرآن الكريم تثبت أن الإيمان والتوحيد يورثا التفاؤل :
لذلك الإيمان والتوحيد يورثا التفاؤل ، والشواهد كثيرة جداً ، هذه الآية أوضح آية:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
( سورة السجدة )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
( سورة القلم )
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
( سورة القصص )
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾
( سورة التوبة الآية : 51 )
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾
( سورة فصلت )
القرآن الكريم يملأ القلب تفاؤلاً :
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
( سورة طه )
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الروم )
﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
( سورة الصافات )
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة غافر الآية : 51 )
الآيات كثيرة جداً :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
( سورة النور الآية : 55 )
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الروم )
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
( سورة النساء )
هذه آيات في كتاب الله ، هذه وعود رب العالمين ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .
المؤمن دائماً متفائل و لا يسمح لشيء أن يسحقه أو يشلّ قدراته :
كيف لا يكون المؤمن متفائلاً وقد يرى أن الله سبحانه وتعالى معه ؟
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنفال )
أي الله معهم بالنصر ، والتأييد ، والحفظ ، والتوفيق ، هذه معية خاصة ، لذلك المؤمن قطعاً متفائل ، ولا يسمح لمصيبة أن تسحقه ، ولا يسمح لمصيبة أن تأخذه إلى اليأس ، ولا يسمح لمصيبة أن تشل قدراته ، ولا يسمح لمصيبة أن تجعله سوداوياً متشائماً ، لكن ضعف الإيمان يودي إلى التشاؤم ، ضعف الإيمان يودي إلى السوداوية ، واليأس .
الأستاذ أحمد :
ضعف الإيمان يودي إلى السوداوية واليأس ، ولكن هل من الممكن لإنسان أصابه شيء من اليأس ، أن يصل به يأسه إلى الكفر ؟ هل المسألة عكسية ؟ .
الإنسان يتشاءم بقدر ضعف إيمانه ويتفاءل بقدر قوة إيمانه :
الدكتور راتب :
والله الإنسان مخير ، فإذا أصابته حالة سلبية عليه أن ينتبه لنفسه ، وأن يذكر ما عند الله من وعود ، وأن يتوب إلى الله من بعض الذنوب ، التشاؤم حالة مؤلمة جداً ، أحياناً هي عقاب من الله ، الإنسان حينما يعصي ربه ، أو حينما يقصر ، يشعر بالكآبة ، والكآبة توصله إلى التشاؤم ، أو حينما لا يوحد ، حينما يرى آلهة في الأرض ، والآلهة مصالحها متناقضة ، ومتنافسة فيما بينها ، وهو ضاع بين هذه الآلهة ـ المتوهمة طبعاً ـ أما إذا وحّد الله فالأمر بيد الله .
(( ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن ))
وكل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق .
إذاً الإنسان يتشاءم بقدر ضعف إيمانه ، ويتفاءل بقدر قوة إيمانه ، وكلما كان الإيمان أقوى كان التفاؤل أقوى .
لذلك عظماء الأرض كانت أمامهم عقبات وعقبات ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لقد أُخِفْتُ في الله ما لم يُخَفْ أَحدٌ ، وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد ، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة ، ومالي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال ))
[ أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه ]
ومع ذلك كان سيد أهل الأرض .
الأستاذ أحمد :
سيدي الكريم هل من مثال تطبيقي عملي على مسألة التفاؤل حتى نفهمه على أرض الواقع بشكل أوضح ؟.
مثال تطبيقي عملي على مسألة التفاؤل :
الدكتور راتب :
كل أخوتنا يعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما هاجر وأفلت من يد قريش، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، كلمة مئة ناقة تعني شيئاً كبيراً ، الناقة تساوي مبلغاً كبيراً جداً ، مئة ناقة ، ثروة طائلة ، لذلك تهافت الناس على التسابق لأخذ هذه الجائزة إذا جاؤوا بالنبي حياً أو ميتاً ، النتيجة أن إنساناً اسمه سراقة طمع بالجائزة ، فركب فرسه ، وعدا إلى طريق الهجرة ، أدرك النبي ، لكن النبي كما تعلم متفائل ، وموقن بنصر الله عز وجل ، قال له كلمة ـ نحن نرددها كثيراً ، وقد لا نفهم معناها ، أو قد لا ننتبه إلى خلفياتها ، أو إلى مدلولاتها ، أو إلى أبعادها ـ قال له : يا سراقة ! كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ شيء لا يصدق ! إنسان مطارد ، مهدور دمه ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، لسان حاله يقول : أنا سأصل آمناً ، وسأؤسس دولة ، وسأحارب أقوى دولتين في العالم، الفرس والروم ، وسوف ينهزم الفرس ، وسوف تأتيني كنوز فارس ، وسوف تأتي إلى المدينة ، ويا سراقة لك سواري كسرى ، هذا الذي وقع مستحيل ! .
كأن نخاطب دولة متفلتة ، في طرف الصحراء ، تعاني من مليون مشكلة ، نقول لها : أنت سوف تحتلين البيت الأبيض ، هذه هي النسبية .
لذلك قال له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟ فكان عليه الصلاة والسلام متفائلاً ، لكن تفاؤله حقيقي ، تفاؤل يعتمد على إيمانه .
التفاؤل من ثمار الإيمان والتشاؤم واليأس والسوداوية والإحباط من ثمار الشرك والمعصية :
وأنا أقول الآن بدافع من الإيمان : لا تستطيع جهة في الأرض مهما تكن قوية ، مهما تكن تملك الأسلحة الفتاكة ، والإعلام ، والاقتصاد ، لا يمكن للقطب الأوحد في الأرض أن يفسد على الله هدايته لخلقه ، مستحيل وألف ألف ألف مستحيل .
أنت أب وقوي ، وعالم ، وغني ، لك أولاد ، هدفك الأول أن يتعلم أولادك ، وأن ينالوا شهادات عليا ، أحد هؤلاء الأولاد يمنع أخوته من الذهاب إلى الامتحان ، والأب ينظر إليه ، ويراقبه ، والأمر بيد الأب ، وكل شيء بيده ، أيعقل هذا ؟! أيعقل أن يسمح لواحد من أولاده أن يفسد على الأب خطته في تربية أولاده ؟! مستحيل .
لكن الله يسمح للأقوياء أن يهددوا ، ليمتحن إيمان المؤمنين ، يسمح للأقوياء أن يعلنوا عن خططهم الجهنمية ليمتحن إيمان المؤمنين .
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
( سورة آل عمران )
لذلك أنا مؤمن أن التفاؤل من خصائص المؤمنين ، بل إن التفاؤل من ثمار الإيمان ، وإن التشاؤم واليأس والسوداوية والإحباط من ثمار الشرك أولاً ، والمعصية ثانية .
الأستاذ أحمد :
هذا مثال من السيرة ، أما مثال تطبيقي ، فما يحضركم في التفاؤل ؟.
القصص في القرآن الكريم وقعت وأرادها الله أن تكون قانوناً وحافزاً لنا :
الدكتور راتب :
هناك شعور أنك حينما تتصل بالله ، ترى أن القوى بيديه ، وأن الله سبحانه وتعالى بيده الأمر .
إنسان وجد نفسه في بطن حوت ، هل هناك حالة أصعب من هذه الحالة ؟
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنبياء )
قلة قليلة وراءها جيش ضخم ، كثير العَدد ، والعُدد ، له قيادة حاقدة ، وطاغية ، وظالمة ، والبحر أمامنا ، الأمل صفر ، أعتقد أن مليون إنسان كانوا في مثل هذا الموقف يوقنون بالهلاك ، يتشاءمون ، ييئسون :
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
فهذه القصص لنا ، هي وقعت وأرادها الله أن تكون قانوناً لنا ، وحافزاً إلينا .
الأستاذ أحمد :
الآن ما الفرق بين التفاؤل ، والتشاؤم ؟ .
الفرق بين التفاؤل والتشاؤم :
الدكتور راتب :
هناك خرافات كانت سائدة في العصر الجاهلي ، الإنسان إذا طار عن يساره طير يتشاءم ، يتوقع الهلاك ، والمصائب ، وإن طار الطير عن يمينه يتفاءل ، فالله عز وجل ردّ على هؤلاء ، وقال :
﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ﴾
( سورة يس الآية : 19 )
سبب تفاؤلك منك ، سبب تشاؤمك منك ، أي أنت حينما تستقيم ، وتؤدي الحقوق تفاءل ، لأن الله يعدك بالتوفيق ، وحين تبني مجدك على أنقاض الناس ، تأخذ ما ليس لك ، تعتدي على أعراضهم ، يلقي الله في قلب هذا العاصي التشاؤم والخوف والقلق ، فالتفاؤل والتشاؤم لا يأتي من جهة بعيدة عنك ، يأتي منك ، فأنا معي أسباب التفاؤل هي طاعتي لله ومعي أسباب التشاؤم هي التقصير والمعصية ، فكل إنسان يعصي الله يصاب بالكآبة أولاً ، ثم بالسوداوية ، والتشاؤم ، واليأس ، وهناك يأس خاطئ .
طبعاً نهاية اليأس الانتحار ، والمؤمن مستحيل وألف ألف مستحيل أن يقدم على هذه المرحلة ، لأن الله موجود ، وقد يخلق الله من الضعف قوة ، ومن الجهل علماً ، ومن عدم الحكمة نجاحاً وتفوقاً ، والأمثلة كثيرة جداً .
الأستاذ أحمد :
عندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأل فعرفه بالكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ، كيف تكون الكلمة الصالحة من الفأل ؟.
إحساس الإنسان بالضعف يجعله يلجأ إلى الله عز وجل :
الدكتور راتب :
أي أنت حينما ترى مريضاً لا ينبغي أن تقول له : مرضك قاتل ولا علاج له ، ينبغي أن تنفس له في الأجل ، أحياناً الله عز وجل يمنح الشفاء الذاتي من دون أسباب علمية ، هناك بحث في الطب اسمه الشفاء الذاتي ، آلاف الحالات ، مرض مستعص ، مرض عضال، يأتي معه شفاء ذاتي .
فلذلك أخطر شيء في الحياة أن تهزم من الداخل ، أن تقع في اليأس ، فأحياناً أنت ضعيف هذا سرّ قوتك ، إحساسك بالضعف يجعلك تلجأ إلى الله .
لذلك قالوا : الله عز وجل يستجيب لعباده إذا دعوه ، ولكن وفق شروط .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
( سورة البقرة )
كأن الله سبحانه وتعالى وضع ثلاثة شروط ثلاثة لاستجابة الدعاء ، أن تؤمن ، وأن تستجيب ، وأن تكون في دعائك مخلصاً ،
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ـ أي مخلصاً ـ فَلْيَسْتَجِيبُوا ـ يطيعوني ـ لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
لكن العلماء استثنوا إنسانين ، استثنوا المظلوم واستثنوا المضطر ، فالمظلوم يستجيب الله له ، لا لأهليته بالدعاء ، ولكن بعدل الله ، والمضطر يستجيب الله له ، لا لأهليته في الدعاء ، ولكن برحمة الله .
فالله عز وجل موجود ، وهو ينتظر دعاءنا ، فقد قال الله عز وجل :
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾
( سورة الفرقان الآية : 77 )
الدعاء علاج التشاؤم :
ماذا يعني الدعاء ؟ يعني الدعاء أنه مستحيل على الإنسان أن يدعو جهة ليس مؤمناً بوجودها ، وألا يعد مجنوناً ، فما دمت تقول : يا رب ، أنت موقن أن الله موجود ، وموقن أيضاً أن الله يسمعك ، وموقن أيضاً أن الله قادر على تلبية طلبك ، وموقن أيضاً أن الله يحب أن يلبك ، موقن بوجوده ، وسمعه ، وعلمه ، وقدرته ، ومحبته لك .
لذلك الذي يدعو الله مؤمن ، من لا يدعُني أغضب عليه ، إن الله يحب الملحين في الدعاء ، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع ، إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها ، إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه .
فالدعاء مرغوب عند الله عز وجل ، وما أمرك أن تدعو الله إلا ليستجيب لك ، وما أمرك أن تستغفره إلا ليغفر لك ، وما أمرك أن تتوب إليه إلا ليتوب عليك ، إذاً الدعاء هو الذي يخرج الإنسان من التشاؤم .
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾
( سورة الأعراف الآية : 55 )
والله عز وجل يقول :
(( إذا قال العبد : يا رب وهو راكع ، قال الله له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو ساجد ، قال الله له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو عاصٍ قال الله له : لبيك ثم لبيك ثم لبيك ))
[ ورد في الأثر القدسي ]
إذاً مع الدعاء ليس هناك تشاؤماً ، مع التوجه إلى الله ليس هناك تشاؤماً ، والتشاؤم علاجه الدعاء .
الأستاذ أحمد :
التفاؤل هو حسن الظن بالله عز وجل ، فمن فوائد التفاؤل عند الله عز وجل ـ لا بد من هذا التفاؤل بثمرة ـ وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما هي فوائد وثمرات التفاؤل ؟.
فوائد وثمرات التفاؤل :
الدكتور راتب :
الحقيقة التفاؤل حينما يأتي بعده استجابة للدعاء يقوي الإيمان ، والتفاؤل يهب الإنسان طاعة سيد الأنام ، النبي علمنا التفاؤل ، والتفاؤل يجعلك إنساناً محبباً ، هناك إنسان أينما جلس يخوف الناس من الحروب ، صار هذا الإنسان مربوطاً بالشر ، صار وجوده ثقيلاً،هناك أشخاص سوداويون ، إذا جلس يعطيك الصورة القاتمة للمستقبل ، يعطيك ضعف الأمل بإنجاز ما نعاني منه ، المتفائل محبوب ، والمتفائل استجاب لقول النبي الكريم في محبته للتفاؤل ، والمتفائل ازداد إيمانه قوة ، والمتفائل ازداد مكانة عند الناس .
الأستاذ أحمد :
إذاً هل من فوائد الخُلق ـ خلق التفاؤل ـ أنه يجلب السعادة إلى النفس ، وإلى القلب ، وأنه يقوي من العزيمة ، ويحث النفس على العمل ؟.
المؤمن يكافأ بالتفاؤل وغير المؤمن يعاقب بالتشاؤم :
الدكتور راتب :
الحقيقة التفاؤل سرّ السعادة ، مثلاً ، أضرب لك هذا المثل : إنسان سيسافر إلى بلد بمركبته وهو يعلم أن العجلة الاحتياطية ليست صالحة ، الآن يركب ويمشي ، يشعر في أثناء سيره بقلق شديد ، لأنه لو تعطلت إحدى العجلات توقف ، إذا هناك خوف ، أو تشاؤم ، أو سوداوية من هذه الرحلة ، لو أن ابنه أصلح له العجلة ولم يخبره معنى ذلك أنه شعر بأسباب القلق ، والخوف ، والتشاؤم ، وهي في الحقيقة الواقعية ليست موجودة معه ، عجلة احتياط صالحة ، حالة معاكسة ، لو أنه يظن أو يعتقد أن العجلة الاحتياط صالحة لكنها في الحقيقة معطوبة ، وسار إلى بلد بعيد ، وكان في راحة نفسية ، هو شعر بالأمن والتفاؤل مع أنه لا يملك أسباب التفاؤل .
معنى ذلك أن الله قادر أن يخلق التشاؤم واليأس من دون أسباب مادية ، وأن يخلق الأمن والطمأنينة من دون أسباب مادية .
إذاً المؤمن يكافأ بالتفاؤل ، وغير المؤمن مع أنه يملك أسباب القوة ، والأموال ، وكل شيء ، هو قلق ، لذلك يكون التفاؤل أحياناً مكافأة للمؤمن ، ويكون التشاؤم معاقبة للمسيء ، فقد تكون متفائلاً ولا تملك أسباب التفاؤل ، وقد تكون متشائماً ومعك أسباب التفاؤل .
فالعبرة أن الله سبحانه وتعالى بيده قلوب العباد ، يقلبها كيف يشاء ، وفي الأعمّ الأغلب يجعل هذا القلب متفائلاً إذا كان منيباً لله عز وجل ، ويجعله أيضاً متشائماً إذا كان بعيداً عن الله عز وجل .
خاتمة و توديع :
الأستاذ أحمد :
نشكركم أستاذي الكريم على هذه الإضاءات ، وهذه اللمحات التي ألمحتم فيها إلى هذا الخُلق ، إلى لقاء آخر أعزائي وأخواتي المشاهدات والمشاهدون ، نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 

!!Princess!!

New member
إنضم
9 فبراير 2009
المشاركات
464
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تكفووووووووون ادعوووووولي والله تعبت والله تعبت اللي تصلي قيام الليل ان الله ينولني اللي ابيه بالحلال عاجل غير اجل
واني اصبح على خبر حلووووو طلبتكم والله اكتب ورااااااااااااسي يعوووورني من كثر البجي
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم ارني عجائب قدرتك فيهم عسى حووبتي ما تعداهم ااارب مثل ما اظلمووني

الله يفررج همج ان شالله ، ويجمعج فيييييخ يارب العالمين
 

كويتية.

New member
إنضم
12 أغسطس 2009
المشاركات
224
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
برنسس امممممممين وجزااج الله الف خير يالغلا ولكي مثل مادعيتي لي
 

دنيا جديدة

New member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
4,283
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هلا كويتية
لا تشغلين نفسج مع اللي ظلموج ترى الشيطان يصرفج عن الدعاء لنفسج ويخليج كلة تدعين عليهم
ولان الله حق حتى لو مادعيتي عليهم الله بياخذ حقج منهم سبحانة
اللهم اشغلهم بنفسهم اللهم اجعل كيدهم قي نحرهم اللهم اصرفهم عني لا تشغلني بهم ولا تشغلهم بي كذا ادعي
والله يطمن قلبج ياكريم
 

دنيا جديدة

New member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
4,283
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
دريمي والله ماعندي افكار تغير الروتين بس مافي زاوية مانط فيها بالبيت طبعا مع جهازي المصون
 

مهندسسة

New member
إنضم
24 أغسطس 2010
المشاركات
1,494
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الاردن
السلام عليكم
كيف حالكم بنات؟؟؟
ان شاءالله الله يوفقنا ويرزقنا الي بنتمناه بكل خير ياارب


بنات صاحبتي نصحتني من شوي بكتاب اسمه عجائب الاستغفار ونزلته قبل شوي
شوفوه وحملوه عندكم واقرئوه

وادعولي وادعو لصاحبتي الي ينولنا ال في بالنا:(
 

دنيا جديدة

New member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
4,283
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
دلوعة ومطمط مابينو اليوم تواقة الجنة وواثقة
اللهم فرج هم المهمومين ودل الحيارى والمساكين وفك دين المدينين واهدي كل ضال
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
5,314
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هلا وغلا حياتي ،، ماادري طمطم احس نفسي مخنووقه :( ودي ايي اليوم اللي اتزووجه :( احس كرهت روحي احس خاقتني العبره :( ودي ادعي بس مااقدر علي تكرمين الدوره :(
 
إنضم
22 يونيو 2009
المشاركات
7,298
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بالسطح..اراقب النجوم
هلا فيج ومرحبا

لا حبيبتي لا تضعفين والدعاء عادي بكل وقت مو شرط تكونين علا طهاره الحين قومي استغفري وادعي هذا الثلث الاخير من الليل لا تطوفينه مو شرط صلاة وقراءة قرآن


صدقيني راح يجي اليوم اللي تتزوجين فيه وراح يكون قريييييييييييييييييييييييييب


الانسان بطبعه عجول
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
5,314
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فديتج طمطمـ ريحتيني والله :( بس شلون ادعي نفس الدعاء العادي لازم اجابل القبله والا لاعادي ؟

انا واثقه من ربي صار لي 5 سنين بس طمطمـ تعبت وآآيد :( رفيجاتي اللي كبري كلههم تزوجو
آ والبنات اللي كبري وأصغر مني بعايلتنا تزوجوآ :(
أحس مهمومه وآآيد دآيم حظي عكسي بالحيآه :( في نآس وآيد حظههم ماشاء الله تبارك الرحمن وأستغفر الله أهمه مايستاهلون ماامدح روحي بس والله هذآ اللي صاير لاصلاه ولا أخلاق ...الخ والحظ ماشاء الله إلا انا :(

وإنتي شعندج مونايمه ؟خلصتي دراسه والالا؟

 
إنضم
22 يونيو 2009
المشاركات
7,298
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بالسطح..اراقب النجوم
اي عادي استقبلي القبله وادعي بلا وضوء وبلا صلاة هذول مو من شروط الدعاء


الدعاء شروطه استحضار القلب واليقين بالاجابه وان تاكلين اكل من مال حلال
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.