أتساءلُ دائِمًا لمَ نبكي عندما يموتُ لنا قريبْ ..
ألم يكن من الأنسب أن نفرحَ له لأنّ خطوتُه باتت إلى الجنّة أقرب !
لطالما بقيَت كلمة على شفتي مفادها : لاتبكو عليّ عندما أرحل , لا تبكوا عَلى أحبابكم ..
يُؤلمهم أن يروا هذا الحُزن العميق في أعينكم ..
صَدِّقوني يُؤلمهم , مثلمَا يُؤلمهم فِي حَال حَياتهم ذلك كثيرًا ..
عِدوني ألا تبكوا على قريبٍ منكم عندما يَرحَل ! , لأجلِ الذكرى الطيِّبة , لأجلِ أنّ الجنّة أقرب ممّا تتخيّلون ..
مَن أفضل مِن حَبيبنا محمَّد ؟ ومَن أكثر الخلق نفعًا مثل محمَّد ؟ مُحمَّد مات !
إذن هذهِ الحياةُ سَخيفة إلى أبعدِ حدّ وتافهة , مَن رَحل عَنها رَحل لدارٍ أفسح , وأبقى ..
لمَ نبكي ؟
أُحسنُ الظَّنّ بالله كثيرًا , أثق أنّه سيجمع الأحباب جمعًا أجمل..
سيأتي بكلِّ نصفٍ لنصفه , سيذكِّرنا بكاءاتنا هذه , ويقول : هل مرّ بك بؤس قط ؟
وننسى كلّ مَاحدثَ ونقولُ بصوتٍ عال : لا أبدًا …
أستودعُ الله أحبابي دائِمًا , و أبشِّرهم أنّ الجنّة أقرب ..
فقط لا تبكوا على أحدٍ يحبّكم وتحبّوه , نحنُ مسلمون ونعلمُ الشيء الّذي بإمكانهِ أنْ ينفع أكثر مِن البكاء ..
ضمّوا أيديكم بالدُّعاء , وأرسلوه للسماء ؛ ولا تبكوا ..
وقولوا : إلى الجنّة وعيشٍ لا يبلى *
* طيفُ راحل ..