حضارات غريبه بوحشيتها >>>>> يمنع دخول ذوي القلوب الضعيفه

إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
10,222
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
في بابوا غينيا الجديدة .. الحزن على الموتى يتضمن تقطيعهم و التهام لحومهم!!‏

تصور عزيزي القارئ أن تدعى إلى جنازة أحد الموتى و حين يحل موعد تقديم مأدبة الغذاء او العشاء على روح ‏الفقيد يقوم أهله و أقاربه بإخراجه من التابوت ثم يقطعوه و يشاركون الحضور في التهام لحمه و هم يذرفون ‏الدمع بحرقة على ذكراه !! لا تتعجب و لا تضحك فهذه ليست مزحة و لا قصة رعب خيالية بل هي عادة حقيقية ‏مارسها لقرون طويلة أفراد قبيلة الفوري في بابوا غينيا الجديدة و كانت سببا رئيسيا لتفشي مرض غريب و قاتل ‏بينهم ساهم بصورة كبيرة في ان تنبذ هذه القبيلة تدريجيا عادة أكل لحوم البشر.‏

يعتبرون المخ الذ جزء في جسم الأنسان و يلتهموه حارا و طازجا


بابوا غينيا الجديدة (Papua New Guinea ) هي دولة تحتل الشطر الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي إلى الشمال من قارة استراليا و التي تعتبر ثاني اكبر جزيرة في العالم , و قد تميزت هذه الدولة بمئات القبائل البدائية التي عاشت في أدغال و أحراش غاباتها المطرية الكثيفة بمعزل عن العالم لآلاف السنين , و تميزت كل قبيلة بلغتها و عاداتها الخاصة بها فكانت هناك أكثر من 850 لغة مختلفة في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض , و نتيجة لعزلة هذه القبائل عن العالم الخارجي فقد احتفظت بنمط حياتها البدائي و القائم على جمع الثمار البرية و صيد الحيوانات و كانت كل قبيلة تحتفظ بمنطقة نفوذ خاصة بها و غالبا ما كانت الحروب و النزاعات القبلية تحدث للسيطرة على مناطق النفوذ هذه.

عرف البحارة و التجار في جنوب اسيا منطقة بابوا غينيا الجديدة منذ عهود قديمة و كانوا يقصدونها غالبا لصيد طير جميل و فريد من نوعه يدعى طير الجنة (Bird of Paradise ) , لكن هؤلاء البحارة لم يجرؤا على التوغل إلى ابعد من المناطق الساحلية بسبب خوفهم من القبائل الوحشية القاطنة في الغابات حيث تناقل الناس الكثير من القصص المخيفة حول ولع سكان الغابة المتوحشين بأكل لحوم البشر و تعليق الرؤوس البشرية كزينة في البيوت.
و في القرن السادس عشر وصل الأوربيين الى الجزيرة و استعمروا المناطق الساحلية حتى القرن التاسع عشر حيث بدئت بعض الرحلات الاستكشافية و التبشيرية تتوغل داخل الغابات , كانت الرحلة داخل الأدغال خطرة و غالبا ما كان الرجال البيض يتعرضون لهجمات القبائل الوحشية التي لم تتوانى عن قتل و التهام البعض منهم , لكن رغم المخاطر فأن البعثات نجحت في جذب أنظار العالم إلى الحياة في هذه البقعة المنعزلة التي تسابق العلماء في مختلف المجالات إلى دراسة انماط الحياة فيها و تقاليد و عادات القبائل البدائية التي تسكنها و التي اعتبرت نموذجا حيا لما كانت عليه حياة الإنسان في العصور القديمة , و من أهم مظاهر الحياة البدائية التي جذبت اهتمام العلماء و الباحثين هي ظاهرة أكل لحوم البشر التي مارستها اغلب قبائل غابات بابوا غينيا الجديدة , و قد جذبت قبيلة فوري (Fore ) اهتمام العلماء بشكل خاص , فالقبيلة ظلت معزولة عن العالم في الأدغال حتى عام 1950 و كان أفرادها يمارسون طقسا جنائزيا فريدا يتضمن أكل اللحم البشري , فما ان يلفظ شخص من أفراد القبيلة أنفاسه حتى تجتمع النساء من أقاربه حوله و يقمن بفصل يديه و رجليه و رأسه عن جسده ثم يقمن بشوي اللحم و التهامه و كذلك التهام القلب و الكبد و الأحشاء الداخلية , أما المخ فكان له عندهن مكانة خاصة فهو ألذ جزء في الوجبة فما أن تفارق الروح جسد الميت حتى تقوم النساء بكسر الجمجمة و إخراجه بسرعة ليأكلنه نيا و هو لازال حارا و طازجا , و تقدم النساء عادة أجزاء من الجثة لأطفالهم و أحيانا لرجالهن , طبعا ولائم القبيلة تتضمن أيضا أسرى الحروب من القبائل الأخرى إلا أنها تعتمد بشكل رئيسي على جثث الموتى من أفراد القبيلة نفسها و تكون الوليمة في الغالب مقصورة على النساء و الأطفال , كما إن جثة الميت يجب أن تكون سليمة من الأمراض فهم لا يلتهمون لحم الأشخاص الذين يموتون بسبب المرض و ذلك خوفا من العدوى.

الطريف ان أفراد القبائل البدائية كانوا يتعجبون عندما يعلمون ان رجال البعثات الاستكشافية البيض لا يتناولون لحم البشر , كان التهام اللحم البشري شيئا فطريا بالنسبة لهم و كانوا يردون على النصائح بترك هذه العادة قائلين بأنهم لا يجدون سببا واحدا يمنع أكل لحم الإنسان فهو بالنسبة إليهم مثل اللحوم الأخرى بل هو ألذ اللحوم , طعمه لدى البعض يشبه طعم البطاطا الحلوة و لدى آخرين يشبه طعم شرائح لحم الخنزير كما انه يمتاز على بقية اللحوم في سهولة هضمه و استساغة المعدة له حيث كان رجال القبائل المتوحشين يقولون بأن التهام كميات كبيرة من اللحم الحيواني قد تشعر الإنسان بالتوعك و أحيانا في الرغبة في التقيؤ أما اللحم البشري فيمكنك التهام ما شئت منه حتى تمتلئ معدتك و يتعذر عليك بلع المزيد و لن تشعر بأي سوء.

رغم ولع نساء قبيلة الفوري بالتهام اللحم البشري إلا أن القبيلة اضطرت إلى ترك هذه العادة بسبب تفشي مرض قاتل بين أفرادها أطلقوا عليه تسمية كوريو (kuru) و معناها الارتعاش او الارتجاف لأن المرض يسبب رعشة مستمرة في جسد المريض مع الم في الرأس و العظام و المفاصل و تتطور الحالة بمرور الزمن فيصبح المريض عاجزا عن الحركة و عن البلع و حتى التنفس و تنتهي بالموت خلال سنة تقريبا من ظهور الأعراض الأولى للمرض.
في البداية اعتقد الفوري بأن المرض هو لعنة من الأرواح الشريرة و لا علاقة له بعادة أكل لحوم البشر لذلك استمروا في التهام جثث موتاهم فاستمرت أعداد المرضى في التزايد مما دفع الأطباء و الباحثين الى الاهتمام بدراسة المرض و قد توصلوا الى انه يحدث بسبب اختلال في جينات خاصة تحدث تغييرا في عمل البروتينات في الدماغ فتشوهه و تؤثر على وظائفه بشكل مشابه لما يحدث في مرض جنون البقر و قد أكد الأطباء بأن تناول اللحم البشري يعتبر العامل الرئيسي في تفشي و انتشار المرض و الدليل على ذلك هو ان النساء يشكلن حوالي تسعين في المائة من عدد إجمالي الإصابات و ذلك لأن عادة التهام اللحم البشري لدى قبيلة الفوري تكاد تكون مقصورة على النساء.

ساهم الخوف من المرض , إضافة الى وصول المدنية و الحضارة الى هذه الأصقاع النائية , في ترك عادة أكل اللحم البشري و اختفائها بالتدريج و نتيجة لذلك فقد انخفضت أعداد المصابين بمرض الكوريو بصورة كبيرة باستثناء حالات معدودة ظهرت في التسعينيات و كذلك في عام 2004 و التي اعتبرها البعض دليلا على ان بعض الفوري لازالوا يمارسون عادة اكل لحم البشر سرا لكن لا يوجد دليل ملموس يثبت هذا الادعاء.
 
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
10,222
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


اليابان أرض الشمس المشرقة .... لكنها للآسف لم تكن كذلك قبل ردحا من الزمن حيث كانت ألإقطاعية والحروب المستمرة سمة ذلك المجتمع ليس هذا فقط ولكن المصادر الموثقة تشير إلى المحاربين اليابانيين Samurai مارسوا عادة غريبة أشبة ما تكون في أيامنا هذه بالانتحار لكنها لم تكن كذلك على ألأقل في نظرهم في تلك ألأيام .... حيث كانوا يمارسونها على أنها نوع من تكفير الذنب أو مسح عار الهزيمة خاصة أولئك الذين يؤمنون بقوانين البوشيدو Bushido.

والتي تعني حرفيا باليابانية الذي يقطع أحشاءه .... الحقيقة لا توجد مصادر تشير لحقبة زمنية معينة ولكن من المؤكد أنه تم ممارستها بعد عام 1180 م ووصلت لذروتها عام 1830 م واستمرت حتى احتكاك الغرب باليابان في حادثة فريدة من نوعها حدثت في عام 1868 وتعد من المصادر الموثقة والأكيدة على أن اليابانيين مارسوا تلك العادة قي فترة معينة من تاريخهم والقصة باختصار أنه في عام 1868 وصلت سفينة تجارية فرنسية لسواحل بلدة يابانية صغيرة يطلق عليها سكايا Sakai مما تسبب بالخوف والهلع لسكان تلك البلدة فأسرع محاربوا الساموراي إلى الساحل ودارت بينهم وبين الفرنسيين معركة حامية الوطيس سقط بسببها أكثر من فرنسي .
من أجل ذلك طالب القنصل الفرنسي بمحاكمة كل من شارك في تلك المعركة .. أحضر حاكم البلدة محاربي الساموراي وأمرهم بأجراء طقوس السيبوكو أو هارا كيري وفعلا قاموا بذلك الواحد تلو ألاخر ولشدة بشاعة المنظر وكثرة الدماء أمر القنصل بإيقاف ذلك فورا.
وقد تم رسميا منع السيبوكو أو هارا كيري في عام 1873



- طقوس السيبوكو أو هارا كيري Seppuku - Harakiri


مخطوطة قديمة تشير لطقوس السيبوكو أو هارا كيري ..وصورة لسلاح Tantō
لا يختلف اثنان على أن شعوب المعمورة لديها من العادات والتقاليد والطقوس سواء في المأكل والمشرب والملبس والاحتفالات الخاصة أو العامة الشيء الكثير واليابان بطبيعة الحال جزء من هذا العالم لديهم عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم ولأنهم كانوا يمارسون السيبوكو أو هارا كيري أصبح لزامنا عليهم أن يحيطوه ببعض الطقوس وألاجواء التي لا يصح ألا بها.

بداية عند الشروع في العملية لابد من توفر عدة شروط أولها ألاغتسال ثم يقوم بعدها بارتداء زي خاص يطلق عليه كيمونو أو Kimono هنا تجدر ألاشارة أنه لابد أن يكون من اللون الأبيض

بعدها يقوم الشخص المراد تنفيذ طقوس السيبوكو أو هارا كيري علية بكتابة وصية أخيره وهي عادتا ما تكون على شكل قصائد شعرية في هذه الأثناء يكون بجواره شخص يطلق عليه الكايشاكونين Kaishakunin وهو المكلف بإتمام العملية


"أودا نوبوناغا" أول موحد لبلاد اليابان
بعدها يقوم الشخص باستخدام نصل حاد يتراوح طوله بين 15 - 30 سم وضع أمامه لهذا الغرض يطلق عليه Tantō يغرسه في بطنه بعد فتح لباسه محركا إياه من اليسار إلى اليمين أو العكس فأن كان أكثر شجاعة وتحملا وصبرا رفعه للأعلى قليلا مشكلا بذلك حرف L بالانجليزية وعادتا لا تتم العملية ألا وقد تلقى ضربة من الكايشاكونين تفصل عنقه عن جسده مع الإبقاء على قطعة من اللحم بينهما وهي تجرى عادتا من قبل شخص متمرس ولديه الكثير من الخبرة والحرفية
هناك العديد من الشخصيات في المجتمع الياباني مارست طقوس السيبوكو أو هاراكيري ولكن أشهرها وعلي الإطلاق الجنرال أودا نوبوناغا (1534-1582) Oda Nobunaga وذلك بعد تعرضه للخيانة من أحد قادته والذي يعتبر موحد اليابان الحديثة بعد فتره من الصراعات و ألانقسامات التي كانت تعصف بالمجتمع الياباني.

هنا أيضا يجب التنبيه بأن النساء ايضا مارسن هذه العادة والطقوس خلال فتره معينه من تاريخ اليابان .. وفي الختام أترككم مع هذا الفيديو الذي يوضح طقوس ومراسم السيبوكو أو هارا كيري.
 
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
10,222
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ساتي .. عادة هندية ترسل الأرامل إلى المحرقة مع جثث أزواجهن

التضحية بالنساء عند موت أزواجهن أو أسيادهن هي عادة قديمة مارستها معظم شعوب الأرض في فترة ما من ‏تاريخها , و ارتبطت هذه العادة المخيفة بالجوانب الروحية المتعلقة بمعتقدات ما بعد الموت حيث ان النساء كن ‏غالبا ما يرسلن إلى حتفهن لمرافقة أزواجهن أثناء الرحلة إلى عالم الأبدية , ربما من اجل إمتاع الزوج و تسليته ‏خلال الرحلة إذ ان الرجال سريعو الضجر!. في حين إذا ماتت الزوجة أولا فليس من واجب الزوج طبعا ‏مرافقتها إلى العالم الآخر لا بل إن معظم الأزواج سيجدونها فرصة ذهبية للزواج من امرأة أخرى .. و إذا ‏احتجت المرأة و طالبت بالمساواة فسيخبرها "رجال" الدين بأنها إرادة الآلهة وعليها التسليم والقبول بها!.‏

يتم تقييد الارملة و تجبر على الاحتراق مع جنازة زوجها



اغلب الحضارات القديمة مارست التضحية البشرية , و منذ البداية ارتبطت هذه الأضاحي بالطقوس الدينية و معتقدات ما بعد الموت. ففي مدينة أور (1) السومرية مثلا تم اكتشاف عشرات الهياكل العظمية البشرية في المدافن الملكية لرجال و نساء يرتدون كامل ملابسهم الرسمية و قد وضعت إلى جانب بعضهم قيثارات و آلات موسيقية مما يدل على أن هؤلاء كانوا مغنيين و موسيقيين فيما كان الآخرون من سائسي الخيول و الحرس و الجواري , و قد تم قتل الجميع بالسم ثم حملت جثثهم إلى داخل القبر حيث رصت حول الغرفة المخصصة لدفن الملك و التي تقع في مركز المدفن. و هناك أيضا إشارات على ممارسة التضحية البشرية في الحضارة الفرعونية خلال حكم السلالة الأولى لكن يعتقد على نحو واسع أن الأشخاص الذين رافقوا الفرعون إلى قبره لم يقتلوا بل قاموا بالانتحار طوعا عن طريق تناول السم. الأوربيين أيضا مارسوا التضحية البشرية بأشكال مختلفة ذبحا و حرقا و غرقا , و قد وصف الرحالة العربي ابن فضلان أثناء رحلته إلى ارض الرس (الفايكنغ) في القرن العاشر للميلاد كيف أنهم كانوا يقتلون الجواري ليرافقن أسيادهن في رحلة ما بعد الموت (راجع رحلة ابن فضلان و حديثه عن ساحرة الموت التي كانت تقتل الجواري) , أما حضارات أمريكا القديمة (الميسوامريكا) فقد كانت في طليعة الأمم من حيث عدد الأضاحي البشرية و التفنن في قتلها و سلخها و حتى التهام أجزاء منها , و كانت قلوب هذه الأضاحي تقدم للآلهة في طقوس دموية تقام على مدار السنة (راجع موضوع الازتك و الأضاحي البشرية).

الحديث حول الأضحية البشرية في العالم القديم قد يطول و يحتاج إلى عدة مقالات للإحاطة به لكننا ذكرنا هذه المقدمة القصيرة لكي تعلم عزيزي القارئ أن عادة التضحية بالبشر لم تختص بها أمة دون أخرى بل إن اغلب شعوب الأرض مارستها و حتى الكتب السماوية احتوت على إشارات عنها مثل قصة نبي الله إبراهيم عندما أراد ذبح ابنه ليثبت إيمانه القوي و طاعته لأوامر الله و قد كاد أن يفعل ذلك لولا أن فداه ربه بقربان عظيم.

في الهند , عادة التضحية بالمرأة الأرملة مع زوجها هي عادة قديمة يقال أن الاسكندر المقدوني شاهدها و حاول منعها عند احتلاله للهند في القرن الرابع قبل الميلاد , كما ورد ذكرها في بعض كتب التراث العربي القديمة إذ ذكر لنا الرحالة ابن بطوطة بأنه شاهدها بنفسه أثناء زيارته للهند و انه اغشي عليه لبشاعة المنظر فحمله الناس بعيدا. و هذه العادة يطلق عليها تسمية ساتي (Sati ) و تعني بالهندية "المرأة الطاهرة أو المقدسة" و يعتقد أن جذورها تعود إلى بعض المعتقدات الهندوسية القديمة حيث ورد أن زوجة الإله شيفا أحرقت نفسها أمام الحاضرين احتجاجا على أبيها الإله داكشا عندما تجاهل زوجها و لم يدعه إلى وليمة كبيرة أقامها لكبار الآلهة. و هناك عادة أخرى في تاريخ الهند تسمى جوهر قد يكون لها ارتباط وثيق بأصل و جذور الساتي , فعندما كان المحاربين الهندوس القدماء يخسرون معركة ما , كانت زوجاتهم يقمن بالانتحار جماعيا لإثبات إخلاصهن لأزواجهن المقتولين في ساحات الوغى و للحفاظ على شرفهن من أن يدنسه العدو. و يؤمن الهندوس بأن المرأة "الصالحة" التي تلحق بزوجها الميت إلى النار سوف تحرر نفسها و عائلتها من معاناة عملية البعث و الولادة من جديد أي عملية التناسخ (*).

لا توافق جميع الطوائف الهندوسية على نظام الساتي فهناك بعضها يحرمه لأنه يعتبر الانتحار حرقا فداءا لشخص آخر هو عملية مرفوضة و غير مقبولة , لكن هناك في نفس الوقت طوائف متشددة خصوصا في منطقة راجستان و في بعض مناطق غرب الهند لازالت تحترم الساتي و تعتبره دليلا على إخلاص المرأة و طهارتها و شرفها , و هناك من يعتقد بان من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في ترسيخ الساتي هو الفقر المدقع لبعض طبقات المجتمع الهندي , فالمرأة التي يموت زوجها لن تجد من يعيلها لذلك تخلص نفسها بالانتحار. و المفروض أن الساتي هو عملية اختيارية أي إن الأرملة ليست مجبورة على القيام به لكن للأسف في بعض المناطق لا تعطى الأرملة خيار الرفض و تجبر على الانتحار حرقا مع زوجها الميت. و حتى الزوجات الصغيرات اللواتي قد لا يتجاوز عمرهن العاشرة غير مستثنيات من تطبيق الساتي.



في العادة تقام المحرقة (Pyre ) لموتى الهندوس خلال يوم من مفارقتهم الحياة , أي إن الزوجة لديها ليلة واحدة لتقرر تطبيق الساتي أم لا , و تلعب العوامل النفسية دورا كبيرا في هذا الاختيار فعادة ما يتوقع منها الأقارب و الجيران القيام بذلك و هذا يؤثر على قرارها بشكل كبير , طبعا هذا على فرض أنها تملك الخيار حقا في الموافقة أو الرفض. و في حال وافقت الأرملة على تطبيق الساتي فأنها تتعطر و تلبس أفضل ما عندها من ثياب أي الثياب التي لبستها في يوم عرسها لأن الساتي بحد ذاته يعني تجديد عهد الزواج بين الزوج و زوجته. و بعد أن تهيئ الأرملة نفسها تؤخذ إلى المحرقة و غالبا ما تدخل إليها بمحض إرادتها و تجلس إلى جوار زوجها قبل إشعال النار و أحيانا أخرى تقوم بالقفز إلى داخل المحرقة بعد أن تضطرم فيها النيران و في حالات نادرة تدخل إلى المحرقة و تجلس إلى جوار جثة زوجها ثم تقوم هي بنفسها بإشعال النار. وقد تسأل عزيزي القارئ ماذا لو دخلت الزوجة إلى المحرقة ثم حاولت الفرار بعد أن نشبت النيران في جسدها و أصابها الألم و الجزع؟ و هذه الحالة ممكن أن تحدث فكلنا نعلم كيف إن الإنسان يناضل من اجل حياته بكل ما أوتي من عزم و قوة خصوصا عن الحريق و الغريق , لذلك و تحسبا لهذه الحالة فأن الأرملة تربط أحيانا بالسلاسل لكي لا تتمكن من الفرار و هناك قصص عن نساء حاولن الفرار فقام الرجال المتجمعين حول المحرقة بدفعهن و ضربهن بواسطة العصي الطويلة حتى تمكنوا من إرجاعهن إلى النار و في بعض الحوادث قام الجمهور بإمساك الأرملة التي تمكنت من الإفلات و الخروج من المحرقة ثم أعادوها و رموها مرة أخرى إلى داخل النار. و غالبا ما يكون العنف مصاحبا للحالات التي تكون الأرملة فيها مجبرة على تطبيق الساتي , فبعضهن يتم سحلهن إلى المحرقة بالقوة من دون الالتفات إلى صراخهن و استنجادهن و توسلهن بالجمهور و يتم تقيد أطرافهن لكي لا يستطعن الفرار ثم تضرم النار , طبعا غالبا ما تموت الأرملة خلال فترة قصيرة لأنها ستختنق و تفقد وعيها بسبب الدخان حتى قبل أن تصل النار إلى جسدها , أما سيئة الحظ فستتلوى كالخروف المشوي حتى الرمق الأخير.

كما أسلفنا فليس جميع مناطق الهند تطبق الساتي بل إن هناك مناطق تمنع المرأة من تطبيق الساتي حتى لو أرادت هي ذلك و أحيانا يقوم الرجال بإخراجها من النار بالقوة قبل احتراقها عندما تفاجئ الجميع و تقفز إلى المحرقة على حين غرة. كما ان هناك ما يسمى بالساتي الرمزي , أي أن الأرملة تلبس ثياب العروس و تجلس قرب جثة زوجها الميت لكنها تغادر المحرقة قبل إضرام النار فيها.

منذ القرن السادس عشر حاول أباطرة المغول المسلمين حظر هذه العادة و كذلك قام الانكليز بمحاولة القضاء عليها عندما احتلوا الهند , و اليوم فأن الساتي ممنوعة في كل أرجاء الهند بموجب القانون و يعاقب أي شخص يساعد الأرملة على تطبيق هذه العادة أو يجبرها على القيام بها , و بسبب المنع فأن حالات تطبيق الساتي أصبحت نادرة جدا لكن تحدث مع ذلك فأحيانا تقوم بعض الأرامل بالقفز إلى داخل نار فجأة قبل أن يتمكن الناس من منعهن و أحيانا يلاقي هذا الانتحار استحسانا كبيرا من الجمهور باعتباره تجسدا لأخلاق الزوجة الهندوسية الطاهرة و المخلصة. ففي عام 2006 قامت عجوز هندية بالقفز إلى النار أثناء جنازة زوجها و احترقت حتى الموت و قبلها بعدة أشهر رمت أرملة شابة بنفسها إلى داخل محرقة زوجها المشتعلة لكن أسرتها و أقاربها تمكنوا من إنقاذها قبل أن تحترق و تموت , و عام 1987 قامت زوجة شابة بالقفز إلى محرقة زوجها وسط صيحات التشجيع و الاستحسان من آلاف المشاهدين الذين تجمعوا لمشاهدة الجنازة و هو الأمر الذي دفع السلطات الهندية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المشددة للقضاء على هذه العادة. و هناك حوادث أخرى تحدث بين الحين و الآخر و أحيانا نسمع قصصا عجيبة عن أرامل يعتصمن عن الطعام احتجاجا على منعهن من تطبيق الساتي.

1- أور : إحدى أقدم المدن السومرية و أقدسها , تقع في جنوب العراق و بلغت أوج عظمتها في الألف الثالث قبل الميلاد و يعتقد على نحو واسع أنها كانت موطن نبي الله إبراهيم (ع) الذي تنسب إليه الأديان السماوية الثلاثة و من هنا جاءت أهميتها و شهرتها في الغرب , و هناك بعض المنقبين مثل الانكليزي ليونارد وولي , المؤمن بحرفية نصوص التوراة , نبشوا أور نبشا بحثا عن أي دليل ذي صلة بإبراهيم الخليل و لكنهم خرجوا منها خالين الوفاض مثلما نبش المنقبين قبلها الآثار الفرعونية بحثا عن أي دليل عن النبي موسى (ع) و النبي يوسف (ع) و لكنهم لم يجدوا شيئا و مع هذا يخرج علينا بين الحين و الآخر بعض الحالمين ليقولوا بأن بني إسرائيل هم من شيدوا الأهرام للفراعنة !.

* – عقيدة التناسخ : الهندوس يؤمنون بأن الروح خالدة لا تموت و لا تولد و لكنها ببساطة تنتقل من جسد إلى آخر و هذه العملية تتحكم فيها الكارما (Karma) أي أعمال و أقوال الإنسان في حياته السابقة (السيئات و الحسنات) و على أساسها يتحدد الشكل الجديد الذي سيولدون به فالرجل الميت يمكن أن يولد كامرأة في حياته القادمة أو كحيوان أو طير , و يؤمن الهندوس بأن السبب الذي يجعل الأرواح تنتقل من جسد إلى آخر هو الرغبة في الحصول على الملذات و المتع الدنيوية , و رغم إن الهندوس لا يعتبرون الملذات الدنيوية إثما بحد ذاتها لكنهم يعتقدون بأن هذه الملذات سطحية لا تحقق السعادة و السلام للنفوس. لذلك بعد عدة مرات من الموت و الولادة الجديدة تبدأ الروح تدرك محدودية السعادة التي توفرها الملذات الدنيوية و تبدأ تبحث عن السعادة عن طريق التمرينات الروحية (مثل اليوغا) حتى تصل إلى مرحلة عليا تنتهي فيها كل رغبة بالملذات الدنيوية و عند الوصول إلى هذه المرحلة الروحية السامية فأن الروح لن ترغب في الحياة مجددا و لن تنتقل إلى جسد جديد و لن تولد مرة أخرى و ستتخلص من معاناة التناسخ و تذهب إلى الجنة الأبدية مع الآلهة. (هذه الكلمات هي تبسيط كبير لمعتقدات الهندوس حول التناسخ و عقائد حياة ما بعد الموت و الغرض منها هو مجرد إعطاء فكرة عن الموضوع).

ملاحظة : هذه المقالة لا تهدف إلى انتقاد الثقافة و الديانة الهندوسية أو السخرية منها فكل الأديان تحمل في طياتها بعض الطقوس التي لو جردناها من قيمها الروحية لوجدناها مدعاة للسخرية كما إن كاتب المقال يكن احتراما كبيرا لبعض الجوانب الروحية الجميلة و السامية في الثقافة الهندية مثل (اليوغا) لذا ارجوا و أتمنى أن لا يتم نقل هذا المقال إلى المنتديات لغرض السخرية و الاستهزاء من الآخرين.
 

L I L Y

New member
إنضم
10 سبتمبر 2012
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
in the sky
الحمد لله على نعمة الاسلام
 
إنضم
29 أبريل 2013
المشاركات
1,337
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الحمــــــد لله عـلى نعمــــــة الاســـــــــــــلام
 

M!SS.LOBY

New member
إنضم
6 نوفمبر 2012
المشاركات
14,167
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكورة عالموضوووع
 

زين ودلال

*مساعدة مشرفات قسم الحمل والولاده*
إنضم
13 سبتمبر 2010
المشاركات
9,571
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
يم بنيتي
يمااااااا استغفر الله صج يخرعوووووون

اللهم لك الحمد