- إنضم
- 4 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 2,083
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرف على الله....
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة :
وهذه الوصية قالها أخشى الناس لرب الناس، واعلم الناس بما لرب الناس من جلال وكمال، واصدق الناس في الوصية للناس، وهي من حديث طويل ، حيث ركب ابن عباس رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار ...
فقال لابن عباس ، وهو في مقتبل العمر ، شاب في الطريق لا يعلم ما الله صانع به، فاختلسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصة، واهتبلها سانحة نادرة فقال لابن عباس : "يا غلام "
فالتفت الغلام ، واستمع الغلام وأنصت الغلام
قال: يا غلام إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي بسند صحيح.
ما أحسن الحديث
وما أعظم الوصية
وما أجل الخطاب
وسوف نرى كيف علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يعرفوا الله في الرخاء ليعرفهم في الشدة.
وهذه سنة الله في الخلق: ان من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة ، ولذلك كانت أمنية الصالحين قديما وحديثا، أنبياء ومن دونهم أن يحفظهم الله في الشدة
يقول إبراهيم عليه السلام :" والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين" (الشعراء - 82)، طمع في رحمة الله ونسي جهوده وبذله ونسي الصالحات التي قدم، وعد نفسه مذنبا، فقال:" والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين" وإبراهيم عليه السلام عاش الرخاء ، حافظا الله يوم أعرض الناس عن الله ، كان مصليا متوجها موحدا حنيفا مسلما ، ولم يكن من المشركين.
الناس يسجدون للأصنام، وهو يسجد لله
الناس يتعلقون بالأوثان ، وهو يتعلق بالله، الناس يقدسون الخرافة ، وهو يقدس ربه، فأوقدوا له النار بعد أن دخل على النمرود الكذاب الدجال ، يقول الله جلت قدرته :" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه" (البقرة - 258)، ألم تر إلى من ضيع حدود الله ؟ ألم تر إلى من انتهك حرمات الله ؟ الخالق هو الله، الرازق هو الله.
ألم تر إلى من كفر بالله ؟
" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت " لا يحي ولا يميت إلا الله و لا يعلم ما تكسب نفس غدا إلا الله ، ولا يعلم بأي أرض تموت إلا الله .
قال الكذاب: أنا أحي وأميت.
قال : كيف ؟
فأخرج المحبوسين فأعتق واحدا ، وقال هذا أحييته، وقتل واحدا وقال هذا أمته.
فلم يعترض إبراهيم عليه السلام ، على هذا الخطل ، لعلمه أن الحجة التي سيقذفها في وجهه أشد عليه من هذه، ولن يستطيع ان يرد عليهن وقد نص أهل المنطق والجدل على أن هذا من أعظم أساليب الحوار.
فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين" (البقرة - 258)، جمعوا لإبراهيم الحطب، وأشعلوا النار، ووضعوه في المنجنيق وأطلقوه ليهوي في النار، لا صاحب، ولا صديق ، ولا ركن ، ولا ناصر إلا الله.
فالزم يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركان
" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار" (غافر – 51 - 52).
قال ابن عباس " حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم لما ألقي في النار فنجاه الله ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم اما قيل له :" إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ، والله ذو فضل عظيم" (آل عمران - 174).
فهل قال شبابنا " حسبنا الله ونعم الوكيل"، لما أتتهم الهموم والغموم، ولما رأوا المعاصي والفتن والحوادث ؟ فهل قالته الفتيات والنساء؟
لينقلب الجميع بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، فوقع إبراهيم في النار فأصبحت بردا وسلاما بفضل الله ،
لأنه حقق " تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
تعرف على الله حق المعرفة ....
ولد موسى عليه السلام في زمن كان فيه فرعون يقتل الأبناء فأين تخفيه أمه ؟
فانقطعت بها الحبال إلا حبل الله ، فاخذت ابنها ووضعته في تابوت ، ثم ألقته في اليم تنفيذا لأمر الله سبحانه، ثم فزعت لفراقه وحزنت فاستأنست لما ربط الله على قلبها
ولكن أين ذهب موسى هذا الطفل الصغير الذي لا يعرف أن يأكل أو يشرب أو يتكلم ، أو يدافع عن نفسه؟
لقد ذهب إلى بستان رجل من الناس ، وترك البساتين حول نهر النيل وذهب إلى بستان الطاغية فرعون ...
فتأخذه الجواري ، فيضعنه بين يدي الطاغية المجرم فأراد قتله فمنعته آسيا ، زوجته المؤمنة ، التي تعرفت على الله في الرخاء فعرفها في الشدة ...
يقول أهل العلم : عذبها فرعون يوم طلبها أن تشهد أنه الذي لا إله هو ، فكفرت به، وقالت لا إله إلا الله ....
فسمر يديها في الأرض ، فما وجدت ألما
فوضعها في الشمس، فأتت الملائكة تظلها بأجنحتها
يا حافظ الآمال أنت منعتني ونصرتني
وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني
فانقاد لي متخشعا لما رآك نصرتني
فانقطعت بها الحبال إلا حبل الله ، فاخذت ابنها ووضعته في تابوت ، ثم ألقته في اليم تنفيذا لأمر الله سبحانه، ثم فزعت لفراقه وحزنت فاستأنست لما ربط الله على قلبها
ولكن أين ذهب موسى هذا الطفل الصغير الذي لا يعرف أن يأكل أو يشرب أو يتكلم ، أو يدافع عن نفسه؟
لقد ذهب إلى بستان رجل من الناس ، وترك البساتين حول نهر النيل وذهب إلى بستان الطاغية فرعون ...
فتأخذه الجواري ، فيضعنه بين يدي الطاغية المجرم فأراد قتله فمنعته آسيا ، زوجته المؤمنة ، التي تعرفت على الله في الرخاء فعرفها في الشدة ...
يقول أهل العلم : عذبها فرعون يوم طلبها أن تشهد أنه الذي لا إله هو ، فكفرت به، وقالت لا إله إلا الله ....
فسمر يديها في الأرض ، فما وجدت ألما
فوضعها في الشمس، فأتت الملائكة تظلها بأجنحتها
يا حافظ الآمال أنت منعتني ونصرتني
وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني
فانقاد لي متخشعا لما رآك نصرتني
منقوووووووووووووووول