بنات امانه اقروا هالمقاله كتبها الله يرحمه قبل وفاته يودع نفسه فيها مستعد للموت بجتني
بالمقلوب
أربعائيات.. الأسئلة المعلقة
كتب أحمد الربعي :
قال: كلما تأملت في الأشياء ازددت حزنا!، قلت: لا تحدق في الأشياء كثيرا.. نصف نظرة ذكية تكفي!
قال: أشعر ان عمري قصير كعمر الزهور، قلت: ان الزهور لا تذبل في الحدائق، ولكنها تذبل في يد الباعة، وفي فاترينات المحلات، وحتى في أيدي العشاق، فإذا أردت الاستمتاع بالزهور فدعها وشأنها، وإذا أردت الاستمتاع بحياتك فتوقف عن عمليات القطف اليومي لروحك الشفافة! عامل نفسك برفق وعامل جسدك برفق، الترفق سر الحياة!
قال: هل نحن نختار؟! هل لنا الحق بالقبول او الرفض؟! قلت: يموت الناس رغم ارادتهم، وباستثناء الموت والعشق، نحن نفرح ونحزن بمحض ارادتنا! نبتسم ونكشر بمحض ارادتنا، نكتب ونرسم ونغني بكامل ارادتنا!
نقرأ الشعر ونصفف الزهور ونداعب الاطفال، ونحس بدفء الشمس بمحض ارادتنا!
الانسان مسير اذا تنازل عن فكرة الاختيار، وألغى ارادته العاقلة واستبدلها بالقلق والحزن والبكاء على ما فات!، لكنه يمتلك حريته اذا توقف عن المزاح مع ما لا يمازح! المزاح مع الموت ومع العشق هو مؤامرة ضد انفسنا وضد ارادتنا العاقلة! الموت يأتي ضاربا كالبرق، ولا نملك سوى التسليم، والعشق يأتي مجلجلا كالرعد، ولا نملك امامه سوى الاستسلام! وبين صرخة الولادة الاولى مرورا بهذيان العشق الاول والاخير، وانتهاء بشهقة الموت الاخيرة، تظل المحطات تعمل بكفاءة عالية والركاب ينزلون ويصعدون بنظام كوني بديع، وستظل المحطات مكتظة بكثير من الغرباء!
قال ما قال واختفى كالطيف! لكن حضوره ظل يملأ المكان والزمان! رائحة اسئلته القلقة تحرك الساكن من الرياح! وجهه النحيل الحزين يختصر حكاية شعورنا وكأننا ريشة في مهب الريح!
ذهب وترك وراءه أسئلة معلقة كثيرة!
د. أحمد الربعي