مشاركة: بنات سمعتوا عن بنات الرياض؟؟؟؟؟؟؟
بفتاة من بلاده تفضل لقاء صديقه الباكستاني على لقائه! رغم تحررها النسبي وعدم اهتمامها عادة بتعليقات الآخرين ، إلا أنها تمنت لو أنها تستطيع لقاء هذا الرجل من جديد حتى تستشف عن صورتها في داخله . كان يزعجها التفكير بأنه قدي يسيء الظن بها ، فمع أنها لا تعرفه ، ولكنه شاب سعودي ! قد يثير حولها زوبعة من الكلام تصل من لندن حتى الرياض ! كانت قد اعتادت أن تقضي صباح كل سبت في شارع أوكسفورد تذهب للتسوق من محلاته الكثيرة قبل أن تنهي جولتها الأسبوعية بساعات داخل مكتبة بوردرز . تتجول في أرجاء المكتبة الضخمة ذات الأدوار الخمسة لتقرأ المجلات وتستمع إلى أحدث الاسطوانات بعد أن تتناول إفطاراً خفيفاً في مقهى ستاربكس الموجود بالداخل . هناك وجدته ! رتب لها القدر لقاء لائقاً بهذا الغريب للمرة الثالثة على التوالي.لا بد وأن يعني ذلك شيئاً ! تفكر سديم وعبارة أم نوير التي تكررها دائماً ترن في ذهنها : ثلثنا وغدا الشر . كان عاكفاً على قراءة جريدة وهو يحمل في يده اليمنى كوباً من القهوة ، وعلى طاولته أوراق كثيرة مبعثرة ولاب توب . أروح أسلم عليه ؟ وإذا سوى نفسه ما يعرفني ؟ أعرف حركات الشباب لما يسوون فيها ثقل على البنات ! أكيد بيستعبط ويسوي نفسه ما يعرفني ... يالله وات إيفر! ما وراي شي خليني أسلم عليه ... اتجهت إليه وحيته بهدوء . صافحها باحترام وأزالت كيف الحال سديم ؟ فرصة طيبة ظنونها السيئة فيه . تحدثنا وقوفاً عما يفعله كل منهما في المكتبة . بعد دقائق قليلة ساعدها في نقل فنجان قهوتها وكرواسان الجبن ما مائدتها إلى مائدته حتى تتناول طعامها وحيدة . جرى بينهما الحديث سلساً وممتعاً. لسبب لم تعرفه تلاشي من ذهنها أنه الشاب السعودي الذي أرادت أن تقطع لسانه قبل أن يبدأ في نشر الأقاويل عنها . سألته عن جامعته وموضوع رسالته وسألها عن دراستها وعملها الصيفي . استفسرت منه عن الأوراق المبعثرة فاعترف لها أنه يتوجب عليه قراءة كل هذه الأوراق التي تزيد عن المائتين هذا الصباح لكنه كعادته لم يستطع أن يقاوم إغراء جريدة ، بخشخشة صفحاتها ورائحتها الورقية ! ضحكت منه عندما خبأ عنها بشقاوة طفولية ما على الكرسي المجاور لكرسيه من جرائد كثيرة وادعى أنه لم يشتر هذا الصباح سوى جريدة الحياة والشرق الأوسط والتايمز ، والتي أقر بأنه قد قرأها جميعها بدلاً من قراءة أبحاثه ! أدهشتها ثقافته الموسيقية وإطلاعه الفني بشكل عام ، فعلى الرغم من عمله في مجال السياسة إلا أنه برع في مناقشتها حول مناظر رامبرانت الطبيعية وخطوط كاندينسكي التجريدية ، وأذهلها عندما حدثها بإسهاب عن إيداع موسيقية المفضل موتزارت الذي كان يؤلف المقطوعة خلال جلسة واحدة ، ووعدها بأن يُسمعها مقطع (ملكة الليل) من أوبرا الناي السحري لموتزارت التي أبدعت في أدائها السوبرانو لويزا كينيدي ، ثم تحول الحديث إلى التعليق على السياح الخليجيين في لندن في مثل هذا الوقت من كل عام . شاركته سديم مولودة برج العذراء صاحبة النقد اللاذع متعة الذب والحش اللتان لا يجيدهما الكثيرون ، فملأت هي وفراس مولود الجدي صاحب الدم الخفيف جو المقهى بضحكاتهما الصاخبة ! عصافير الكيمستري أو الكيمياء كانت تحلق حول رؤوسهما كما تحلق عصافير توم حول رأي جيري ! لاحظت سديم أن الأمطار بدأت تهطل بغزارة بعد أن كانت الشمس ساطعة لساعات قبل دخولها المكتبة . سألها فراس إن كان معها سيارة ، فأجابت بالنفي . عرض عليها أن يوصلها بسيارته إلى شقتها أو المكان الذي تريده فرفضت بأدب . وأخبرته بأنها ستكمل التسوق في المحلات القريبة ثم تستقل سيارة أجرة أو حافلة إلى منزلها . لم يلح عليها إلا أنه طلب منها أن تنتظره لدقائق ريثما يذهب لإحضار شيء من سيارته . عاد وهو يحمل في يده مظله ومعطفاً واقياً من المطر ناولها إياهما ، حاولت أن تقنعه بالاحتفاظ بأحدهما لنفسه لكنه أصر على موقفه . فقبلتهما منه شاكرة وممتنة . تمنت قبل انصرافها لو أنه يتجرأ فيطلب منها رقم هاتفها حتى لا تنعدم بينهما وسائل الاتصال ، خاصة وأنه لم يتبق لها في لندن سوى أيام معدودة تعود بعدها إلى الرياض لتستأنف دراستها ، لكنه خيب ظنها عندما مد يده مصافحاً وشكرها بلطف على مشاركتها إياه فطوره الصباحي ، فانصرفت عائدة إلى شقتها وهي تخط بقدميها نهاية قصة لم تكتب بدايتها .
(18)
مجتمع معجون بالتناقضات أسماء أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم : خديجة بنت خويلد ، سوداء بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر الصديق ، حفصة بنت عمر بن الخطاب ، زينب بنت خزيمة ، هند بنت أبي أمية ، زينب بنت جحش ، جويرية بنت الحارث ، صفية بنت حيي بن الأخطب ، أم حبيبة بنت أبي سفيان ، مارية القبطية ، ميمونة بنت الحارث . تزوج النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من عربيات وغير عربيات ، قريشيات وغير قريشيات ، مسلمات وغير مسلمات ، مسيحيات ويهوديات ، أسلمن قبل أن يبني بهن ثيبان وأبكاراً . عمرو خالد ، أمهات المؤمنين لاحظت أن رسائلي قد بدأت تجد أخيراً أصداءً طيبة بين أخواتي السحالي ، رغم أن غالبية رسائل التشجيع ما زالت تصلني من التماسيح ، ما تحرمش منهم ! بوسعي أن أتخيل منظر البنت كل أسبوع وهي على الإنترنيت من بعد صلاة الجمعة مباشرة بانتظار وصول إيميلي ، فإذا وصلها تصفحته بسرعة بحثاً عن دلائل تشير إليها من قريب أو بعيد ، فإن لم تجد تنفست الصعداء واتصلت بصديقاتها لتطمئن على أحوالهن المشابهة ، وكل واحدة منهن تهنئ الأخرى بمرورها سالمة من الفضيحة هذا الأسبوع أيضاً! أما إن وجدت في القصة ما يشبه واقعة مرت بها قبل سنوات ، أو كان الشارع الذي سارت فيه إحدى البطلات يشبه الشارع الذي يطل عليه منزل عمها في الخرخير ، فالويل لي! إيميلات كثيرة تصلني مليئة بالتهديد والوعيد (والله لنفضحك مثل ما فضحتينا!) حنا عارفينك أصلاً! إنت فلانة بنت عم خال حرمة أخوي! مقهورة مني لأن ولد عمك خطبني وما خطبك ! من زينه!! وإلا تكونين علانة جارتنا في البيت القديم في منفوحة ، غايرة مننا ليش نقلنا للعليا وأنت للحين منثبرة في ذاك ! واله إنكن تحف يا بنات ! وتقولون ليش البنات مو مثل العيال على قلب واحد! أنا الود ودي أكنسل على كل صديقاتي وأستبدلهن بشنبات! بس يالله ، لنا الجنة إن شاء الله !
** أخبرها نصف الحقيقة . قال لها أن والدته لم تؤيد فكرة زواجه منها ، وحدثها بما دار بينهما تاركاً لها مهمة استنتاج الأسباب الواضحة لغضب الأم . لم تصدق ميشيل ما تسمع ! أهذا فيصل الذي أبهرها بتفتحه ؟ يتخلى عنها بهذه البساطة لأن أمه تريد أن تزوجه فتاة من وسطهم ؟؟ فتاة غبية كالأخريات ؟ أهذا ما سينتهي إليه فيصل ؟!! مثله كباقي الشباب التافهين الذين تحتقرهم ؟! كانت الصدمة قوية جداً على ميشيل ، وكان فيصل يتجنب تبرير موقفه لإيمانه بأن ما من فائدة مما يمكن أن يقوله لها ، ولذا فقد بدا موقفه ضعيفاً وفاعله بارداً مع الصدمة . كان كل ما قاله أنه يرجو منها أن تتصور عقبات تحديه لعائلته وأنه ما من سلطة تستطيع أن تصد كيدهم له ولها إن هو أصر على موقفه بالارتباط بها . هو لم يحاول أن يعترض لأن النتيجة معروفة مسبقاً ، وليس لأنه لا يحبها . إنهم لا يؤمنون بالحب ! لا يؤمنون سوى بمورثاتهم وتقاليدهم عبر السنين ، فكيف السبيل إلى إقناعهم ؟ ظلت ميشيل صامتة في المطعم تحملق في وجهه التي لم تعد تعرفه . بلل كفيها بدموعه قبل أن ينصرف مودعاً . كان آخر ما قاله لها أنها محظوظة لأنها ليست من هذا الوسط المعقد . حياتها أبسط وأوضح وقراراتها بيدها لا بيد القبيلة . لن يلوث عقلها بأحكامهم ولن يقتل براءتها بأفكارهم السامة ، لا حاجة لإدخالها في متاهات هي في غنى عنها . ابتعد فيصل عن حبيبته ميشيل . قدم لها الحقيقة بعد أن ستر جسدها القبيح بأسماك وهلاهيل ، ثم تهرب حتى من مسؤوليته في امتصاص ردة فعلها . تركها حتى لا يرى صورته المشوهة في عينيها . لم يكن أنانياً ! كل ما هنالك أنه رغم كل شيء ما زال يريد الاحتفاظ بذكرى جميلة عن حبها له . بكثير من الجهد والصبر ورغبة صادقة في التغلب على الحزن . وبعون من الله الذي كان يعلم قسوة ما تعانيه ، راحت ميشيل تترفع عن الذكريات المؤلمة بإباء وجلد ، وتفلت من بين يديها ذيول الماضي الجميل ، بانتظار أن يعود للأشياء البسيطة في حياتها طعمها ولو ببطء شديد . لجأت ميشيل إلى طبيب نفسي بعد أن انعدمت أمامها الحلول. ذهبت إلى طبيب مصري كانت قد سمعت عنه من أم نوير التي كانت تلجأ إليه في بداية مرحلة طلاقها . لم يكن هناك شيزلونج لتتمدد عليه وتطلق للسانها وعقلها وقلبها العنان . بدا الدكتور متحفظاً في تعاطيه معها ولم يتمكن من إجابة السؤال الحزين الذي ستظل إجابته مخبأة عنها بقية العمر : What more could I've lone or said to make him stay? بعد أربع زيارات اكتشفت ميشيل أنها بحاجة لعلاج أعمق من كلمات هذا الطبيب الساذج عن خداع فيصل لها وقصة تغرير الذئب بالنعجة قبل افتراسها . لم تكن نعجة ولا كان حبيبها فيصل ذئباً ! هل هذا هو أحدث ما توصل إليه الطب النفسي عند العرب ؟ وهل يمكن لطبيب مصري أن يفهم أبعاد مشكلة تصيب نفسيتها السعودية مع اختلاف الخلفية الاجتماعية لهما ؟ على الرغم من جرحه لها إلا أنها متأكدة أن فيصل قد أحبها بصدق عنيف ، وما زال يحبها كما تحبه ، لكنه ضعيف وسلبي وخاضع لإرادة المجتمع التي تشل إرادته أفراده إنه مجتمع معجون بالتناقضات وعليها إما أن تتقبل تناقضاته وتخضع لها أو أن تغادره للعيش في مجتمع أكثر تحرراً يضمن لأفراده حياة أكثر استقلالية . عندما طرحت فكرة الدراسة في الخارج على أبيها هذه المرة لم تجابه برفض مباشر كما حدث قبل عام ، ربما كان للكيلو جرامات التي نقصتها وللشحوب الذي اعترى وجهها مؤخراً تأثير على قراره . أصبح جو المنزل كئيباً مع حزنها وكآبتها وسفر أخيها مشعل إلى سويسرا لقضاء العطلة الصيفية في مدرسة داخلية هناك . وافق الأبوان على أن تسافر ميشيل للدراسة في سان فرانسيسكو حيث يسكن خالها ، فبدأت في مراسلة الجامعات هناك في نفس اليوم وخلال الأيام التالية بإلحاح حتى لا تفوتها فرصة التسجيل قبل بداية العام الدراسي الجديد . ظلت ميشيل بانتظار قبولها في إحدى الجامعات هناك حتى تحزم أمتعتها وترحل عن هذا البلد الذي يسوس أفراده كما البهائم . لن ترضى