رد : برود الاعصاب فن وهندسة
جزاكِ الله خيراً وبارك الرحمن فيكِ على هذا الموضوع الرائع المفيد أسأل الله العلي القدير أن يوفقكِ لما يحب و يرضى و أن ينير قلبكِ بالإيمان ..
أحببت أن أضيف التالي لعل الله ينفعني و إياكن بهذه الكلمات:" علاج الغضب من السنة النبوية الشريفة":
الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" متفق عليه . وعنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب رواه البخاري . فهذه أمور تعين على دفع الغضب قبل وقوعه ، وأما ما يعين على رفعه بعد حصوله ، فأمور منها:
أولا : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ؛ لقوله تعالى: "وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" وفي حديث سليمان بن صرد في الصحيحين قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبَّاً قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
ثانيا : أن يغير الغضبان هيئته التي كان عليها؛ ففي حديث أبي ذرٍ في أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع" .
ثالثا : أن يتذكر ما ورد في رد الغيظ وكظمه من ثواب عظيم ؛ فمن ذلك قوله تعالى : "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ، وفي حديث معاذ بن أنس الجُهَنِّي في سنن أبي داوود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء".
رابعا : أن يتوقف عن الكلام ؛ فقد ثبت في حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا غضب أحدكم فليسكت" رواه البخاري في "الأدب المفرد".
وليحرص المسلم على أن يعود نفسه على الحلم وكظم الغيظ ؛ فالنفوس ترتاض كما ترتاض الأبدان ؛ فبشيء من الرياضة النفسية والعقلية والاستفادة من الخبرات يصل المرء إلى ترك الغضب أو تخفيفه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم . ومن يتحرى الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه" . والله أعلم.
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد..