- إنضم
- 3 فبراير 2019
- المشاركات
- 3,948
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0

يُقصَد بالعصر العباسيّ العصر الذي بدأ عامَ 132 هــ وانتهى عام 656 هــ، حيث قامت الدولة العباسيّة على أنقاض الدولة الأموية وامتدّ حكمُها خمسة قرون، ثمّ سقطت على أيدي المغول بقيادة هولاكو، ويُعدّ العصر العباسي أكثر العصور الإسلاميّة ازدهارًا من الناحية الأدبيّة والثقافيّة، فقد ظهر فيه الكثير من الشعراء والكُتّاب والمفكرون، ويرى المؤرّخون أنّ العصر العباسي قد مرّ بعصريْن هما العصر العباسي الأول والعصر العباسي الثاني، وفي هذا المقال حديث عن العصر العباسي الأول، وعن شعراء العصر العباسي الأول مع ذكر اتجاهات الشعر فيه.
العصر العباسي الأول :-
هو العصر الذي بدأ عام 132هـ وانتهى في 232هـ، وأطلق عليه العصر الذهبيّ، فقد توطّدت فيه أركانُ الدولة وكانت السُّلطة فيه بأيدي الخلفاء العباسيين، وقد استقرّت أيضًا الدولة بعد حركة الفتوحات التي بدأت في العصر الأمويّ فتفرّغ الناس إلى أمور العلم، فبرز في هذا العصر جمهرة من الأدباء والفلاسفة والمؤرّخين والرّياضيين ورجالات الفقه والدّين، وقد تعاقبَ على الدولة في هذا العصر تسعةُ خلفاء هم: السفّاح، المنصور، المهدي، الهادي، الرشيد، الأمين، المأمون، المعتصم والواثق، وفي هذا العصر بُنيت بغدادُ عاصمةً للدولة العباسيّة، فكانت أكبرَ وأفخمَ مدن العالم الإسلاميّ بفنونِها وعلومِها وتجارتها وثقافتها.
ويذكر أن استهلّت معظم القصائد بالمقدمات الطللية التي احتذى بها شعراء البدو في العصر العباسي بالقدماء، حيث كانت تحمل معانٍ عميقة بين ثناياها؛ كمعاني الفناء، والرحيل، والألم على رحيل المحبوبة، وتمّ توظيفها بشكل خاص في مجال مدح الخلفاء والتغزّل بالمحبوبة، ثمّ ثار البعض على المقدمات الطللية وابتكروا مقدمات جديدة تلائم عصرهم؛ كالمقدمات الخمرية، ومقدمات وصف الطبيعة، والمقدمات الحكمية