بعد الملتقى وصلّت بيكه عواش وسارون وقضت مشوار ورجعت البيت ، كالعادة لا أحد سألها أين ذهبت وماذا فعلت !
صباحا بالمدرسة سارون وعواشه قاعدين في مكان التجمع المعروف يسولفون قبل الطابور ..
فجأة شافوا حوسه عند باب المدرسة شكثر بنات متجمعين وضجة وصراخ ومايدرون شالسالفة ، ركضوا حتى يستكشفون شصاير قاموا يفرقون البنات ويدخلون عمرهم وإلا
شافوا
نــــــــــوره
تـــلـــم
بيــــــــــــــــــــــكه
بقوة
والدموع على خديها
وتقولها :
مبـــــــــــــــــــــروووك الحجاب !
لم يكن هذا متوقع أبدا حيث ان أم بيكه مو متحجبة كما أن بيكه أكثر وحده تهتم بمظهرها وشعرها وتتابع الموضة أول بأول ولم يكن لبيكه اهتمام بالدين ، ارتمت كل من عواشه وسارونه على بيكه لموها وباركولها بيكه الدموع تنهمر من عينها مما جعل ساره وعواش يبكون أيضاً ، انتشر الخبر بسرعة البرق ووصل إلى المدرسات والطالبات وحتى المستخدمات ! دق جرس الطابور ومازالت الحوسة مستمرة ، مدرسات البدنية قاموا يفرقون البنات ويصرخون :
يالا كل وحده على صفها ، لكن ماكوا فايدة ، بدأت نوره بقراءة آيات من القرآن ثم عزف النشيد الوطني استقرت الأوضاع إلا أن عواش وسارون بدأوا فتح التحقيقات مع بيكه أثناء تحية العلم !
عواش : أمبي ماني مصدقة متى قررتي وشلون؟
بيكه : أمس عقب ما وصلتكم !
سارون : إنزين من وينلج الهدوم والحجاب؟
بيكه : قدّم ملوت بنت عمي عقب ما وصلتكم مريتها وخذيتهم !
سارون : انزين قلتي حق أمج ؟
بيكه : لأ محد يدري غير بنت عمي والحين المدرسة
أبلة بشره القشرة : وبعدين معاكوا ! البت تحقبت تإلبوا الدنيا ! خلاص
طبعا كان هذا حدث الموسم وما بين مؤيد ومشجع ومعارض ومثبط إلا أن بيكه كان قرارها شجاعاً حاسماً ما همها أحد يشجعها أو يعلّق عليها أو حتى شنو راح تلبس لما تلطع لأن ماعندها هدوم محجبات !
حاولت بيكه أن تقنع عواشه بالحجاب بالفرصة !! عواشة مو مقتنعة أبدا وإلى الآن مو مستوعبة شقاعد يصير أصلا مو مصدقة إن بيكه تحجبت وتتوقع إنها عادي باجر تقلّه !!
لكن بيكه صدمتهم فعلا وقالتلهم : إحنا لي موتى عايشين جذي بدون هدف ! لازم نحط حدود لنفسنا حتى لو أهلنا ما حطولنا آنا مع كل طلعاتي ولبسي وكشختي وكل شي على كيفي مو حاسه بالسعادة ، الحين آنا وايد مستانسه إني قدرت أعاند نفسي وأسوي شي عمري ما كنت أفكر فيه ، الله يخليكم عينوني لازم نتعاون على الخير أدعولي الله يثبتني ، أدعولي الله ايسر أمري وأمي ما تخانقني ، مادري شنو تكون ردة فعلها أدعولي عفيه ادعولي ..
ماتملكت نفسها ، جلست على الكرسي وغطت وجهها بيدها لتسيل قطرات كالجمان تبلل خديها ..
ساره : حبيتي صج عدل كلامج الله يثبتج احنا طول عمرنا صديقات وبنظل صديقات..
عواشه : لا تحاتين أمج ما أتوقع ترفض بس قوليلها بالهداوه ونقي الوقت المناسب ..
انتهى الدوام ، رجعت بيكه للبيت وتفكر كيف ستفتح الموضوع ،
العصر أبوها يشرب الجاي وأمها تقطع المفن..
سلمت عليهم وبعدين
قالت حق أمها : يما شرايج لو أتحجب !
أمها : استمرت بالتقطيع وظنت أن هذا مستحيل لكن بيكه تريد أن تلفت نظرهم فقالت : هذا أمر راجعلج !
بيكه : يبا إنت شرايج ؟
أبوها : بلا هالمصاخة والغشمرة البايخة ! لا بغيتي تتحجبين صج تعالي سألي !!
بيكه :
آنا قاعده أتكلم من صجي ، جاوبني يبا ترضى أتحجب !
أبوها طبعا مستبعد : إي كيفج بس فكينا !
بيكه خلاص مشكورين ، آنا تحجبت باركولي ! والله تحجبت مو غشمره حتى اليوم رحت المدرسه بالحجاب ! وبروح أشتري ملابس طويله !
أبوها حط استكانة الشاي على الصحن وانسكب جزء من الشاي على الطاولة ، احمر وجهه
: بيكه بابا إنتي ينيتي ! حسبالج الحجاب لعبه ، وبعدين جذي ماكو أبو تشاورينه ، ماكو أم تقوليلها ؟!!
بيكه قبلت أبوها على رأسه لتهدئ الوضع : يبا آنا آسفه فعلا غلطانه إني ما شاورتكم لكني قررت أمس فجأة وماشفتكم حتى أقولكم ، وبعدين أنت من صغري عودتوني على الديمقراطية وكل شي على كيفي وكل واحد حر بقراراته طالما ما تعدى على حرية الآخرين فما توقعت إنكم تمانعون !
أمها صرخت :
بيكه روحي فوق تكفين ما أبي أشوفج !
صعدت دارها وهي سعيدة إن انتهت المهمة وبنفس الوقت حزينة من ردة فعل أمها ، راحت مع بنت عمها شرتلها ثلاث تنانيير تقزر فيهم يمشون مع بلوزاتها وقمصانها ، وإهي تشتري يرن بإذنها كلام نوره بالمصلى
(صج نفنوفي وسيع بس مهما كان يفصّـل جتفي وإيدي وصدري ، والرسول عليه الصلاة والسلام قال بما معناه : لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ..
يعني رب العالمين ما يقبل صلاة وحدة بالغة إلا إذا كانت لابسة خمار ..
) و (إني نفنوفج أصلا ضيّــج ! الخمار يعني لباس ينسدل من أعلى الرأس يغطي الجسم كله إلى القدمين ، لازم ما يفصل منطقة الجتف والصدر ..)
لكنها تحس إن صعب تطبقه خصوصا مع بيئتها وتظن إنها معذورة ..
اتصلت على نوره واسألتها عن نادي رياحين الجنة شنو يسوون فقالتلها إن كل أربعا أول ساعة حفظ قرآن وثاني ساعة دروس متنوعة وثالث ساعة أنشطة وبرامج للفتيات ، سألتها يصير تشترك فقالت طبعا يصير بس ممنوع تروح النادي إلا بحجاب وعباة !
تقبلت نوره الوضع واقنعت عواش وسارون يشتركون معاها ، عواش مو متقبلة سالفة العباة والحجاب إلا أن بيكه شرتلها عباة جتف مشغولة تشوّق ولفة معاها حتى تحرجها تلبسهم معاها يوم الأربعا !
أم بيكه ما كلمتها ثلاث أيام ! بيكه كل ما تشوف أمها تتكدر ، إلا أن في اليوم الرابع حست كأن أمها بدأت تلين
وقالت لها : مو معنى إنج تحجبتي تلبسين مبهذل ! أبيج تكونين أنيقة وما يمنعج الحجاب من ممارسة حياتج طبيعية !
بيكه : حاضر
وتدرجت المشاكسات في الطريق إلى الله وماهي إلا شهر وسمعنا خبر حجاب عواشة وكثير من الفتيات اللاتي تحجبن تأثرا ببيكه ..
تركوا الأغاني وبدوا يسمعون أشرطة دينية .. حسوا بلذة العبادة .. ولذة العمل الجماعي في النادي .. وحلاوة الصحبة الصالحة ..
وبعد سنتين كانت هذي أحوالهم ...
سارة : متغطية يكسوها السواد ودخلت كلية الطب ولكن بنية مختلفة ، تنوي أن تتخصص بطب النساء والولادة حتى تعالج المسلمات وتفرج عنهن وتصونهن من التكشف أمام الرجال ..
عواشه : عباة على الرأس إلا أنها ما تنقبت لأن أهلها رافضين وهي الآن في كلية الشريعة مع نوره ..
بيكه : تزوجت من أحد الشباب الملتزمين الذي أخذها معه لتدرس في المدينة المنورة ، طبعا هي متغطية بالكامل .. أمها تقبلت الوضع على مضض حيث أنها عرفت أنها لن تقدرعلى عناد بيكه وإصرارها وأنها راح تسوي إللي في بالها ، فما مانعت من زواج بييكه من هذا المعقد على حد زعمها خاصة وأن والدها موافق لأنه من عائلة مستواها عالٍ جدا وأنه يكمل رسالة الدكتوراه ..
---
وخلصت ملصت والدياية عنفصت ، وسامحوني على التأخير ، أسأل الله أن تكونوا قد استفدتم قبل أن تكونوا استمتعتم معي من هذه القصة التي هي واقع ممزوج بخيال ، أو خيال ممزوج بواقع ، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
استغفر الله وأتوب إليه ,,