
كتب يوسف اليوسف:
في آخر تطورات القضية التي نشرتها «الوطن» قبل يومين عن المشاجرة الدموية التي وقعت بجمعية منطقة القصور، كشفت الحقائق عن ان المجني عليهما الاثنين كانا ضحيتين لعملية غادرة اوقعهما بها شخص (ضاربة فيوزاته وماكلة قلبه الغيرة والحسد) بعدما بث اشاعة بأنهما فعلا عملا غير اخلاقي بحق الصبي (المزيون) (13 عاما) والذي صدق الاشاعة ولم يتأكد منها فاحضر اشقاءه وابناء عمومته وضربوا المجني عليهما من دون رحمة، وأظهرت التحقيقات بأن المجني عليهما بريئان مما نسب اليهما وانهما ما زالا بوضع صحي حرج في المستشفى في الوقت الذي يقبع به المتهمون في الحجز على ذمة التحقيق.
تفاصيل الواقعة
وكشفت التحقيقات التفاصيل الكاملة للواقعة التي بدأت في المعهد الديني بمنطقة قرطبة قبل عدة شهور حيث يدرس أحد المجني عليهما والذي يتميز بخلقه الطيب وسمعته الجيدة وعلاقاته الممتازة واحترام الطلبة له بما فيهم الصبي الصغير الذي كان على معرفة سطحية به بحكم الزمالة في المدرسة، حتى جاء اليوم الذي (وسوس) به الشيطان لأحد الطلبة (الشاذين فكريا) والذي كان (متولع) بالصبي الصغير نظرا لجماله الى محاولة اقامة علاقة شاذة معه الا انه ونظرا للتمكن من الدخول على الصبي وكسب وده اشاع كلاما سيئا عن المجني عليه، وأخبر الصبي بأن المجني عليه ادعى بأنه فعل الفاحشة به مما آثار غضب الاخير واختفى في عطلة الصيف و(شالها بقلبه) دون ان يتأكد من صحة هذا الكلام وعاد قبل ايام ومعه (فرقة من الكوماندوز الهمجي) احضرهم من بلد مجاور وتربطهم معه علاقة قرابة، وقام بعدها بالتوجه الى منزل المجني عليه وطرق الباب وطلب ابنهم والذي لم يكن موجودا مما دفع الصبي (وفرقته) الى الذهاب وعادوا مرة ثانية وثالثة الا انهم لم يجدوه مما حدا بوالدة المجني عليه الى سؤال الصبي عن هذا الالحاح ولماذا يريد ابنها فأخبرها بأنه يريد ان يهديه هدية احضرها له من السعودية، واعطاها رقم هاتفه وهنا (تأكدت جهات التحقيق بأن هذا الامر دليل قاطع على عدم وجود علاقة بين الصبي وبين المجني عليه) وبعدها قامت (الأم) بالاتصال على ابنها والذي كان بمنزل عمه بمنطقة القصور واخبرته بالواقعة مما حدا به الى الاتصال على الصبي والذي طلب منه رؤيته لاعطائه هدية غالية وطلب منه الحضور الى الجمعية وقال له حرفيا «ابي اشوفك بالجمعية مو بديوانية لان فيها رياييل استحي» فلبى المجني عليه الطلب وبكل حسن نية دون ان يعلم بالنوايا الغادرة للصبي، فأراد التوجه للجمعية سيرا على قدميه الا ان ابن عمه طلب منه الذهاب معه بالسيارة، وما ان وصلا الى الجمعية حتى ترجل المجني عليه وذهب الى الصبي في الوقت الذي كان ابن عمه جالسا في المركبة ينتظره، وما ان تواجه المجني عليه مع الصبي والذي كان لوحده فقال له حرفيا «تبي تشوف صورتك وانت ميت» مما آثار استغراب المجني عليه ثم تفاجأ بشخص يقوم بضربه بظهره (بصاعق كهربائي) وحضور مركبة توقفت بجانبهم وترجل منها اربعة اشخاص مسلحون بالسكاكين والعجرات وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون رحمة، وفي هذه اللحظات شاهد المنظر ابن عم المجني عليه فترجل من المركبة وتوجه نحوهم مسرعا للدفاع عن ابن عمه الا انه لم يستطع فعل شي امام كثرتهم وتسلحهم فتلقى نصيبه من الاعتداء البربري، وبعد ان انتهوا من فعلتهم لاذوا بالفرار، وتوجه الى المكان اشقاء المجني عليه واقرباؤه وطلبوا الاسعاف التي قامت بنقله الى المستشفى.
مجريات التحقيق
وفور حدوث الواقعة كثف رجال مباحث محافظة مبارك الكبير بحثهم حتى تمكنوا من ضبط اربعة من المتهمين الذين كانوا ينوون الهرب من حيث أتوا ومن بينهم الصبي المزيون (اللي شاك بعمره) بالاضافة الى استدعائهم لـ«السوسة» الذي كان العرج (الدساس) بالموضوع وسبب الفتنة باثارته لهذه الاشاعة القبيحة وقاموا باحالتهم الى نيابة الأحمدي التي باشرت التحقيق معهم واستمعت الى اقوال المتهمين بالاضافة الى استماعها صباح امس الى اقوال شقيق المجني عليه ومن المنتظر ان تستمع الى اقوال المجني عليه نفسه فور تماثله للشفاء، في الوقت الذي مازال المتهمون محجوزين على ذمة القضية.
إصابات المجني عليه
وما ان تم نقل المجني عليه وابن عمه الى المستشفى حتى تبين من الفحص الطبي تعرضهما لاصابات بليغة كادت ان تودي بحياتهم لولا العناية الالهية، حيث تعرضا لطعنات في الصدر واليد والأرجل وكسور في انحاء متفرقة ورضوض مختلفة وجروح قطعية مما استلزم معه وضع 36 غرزة في جسد احدهم بالاضافة الى (صيخ) بقدمه وعاهة مستديمة بيده واجراء عدة عمليات بالأوردة.
سمعة المجني عليه وأهله
وتبين من خلال التحقيقات بأن المجني عليه وابن عمه ذوا سجل نظيف وسمعة طيبة وليس لهما اي سوابق اجرامية بل على العكس فالجميع يمتدح سلوكهم واحترامهما للجميع ومواظبتهما على عبادتهما، بل وتبين بأن اهاليهما كانوا مصرين منذ طفولتهما على دخولهما للمعهد الديني حتى يوفر لهما البيئة السليمة ويتلقيا التعاليم الاسلامية الحميدة، الا انهما (ابتلشوا بالسوسة) الذي (كلت قلبه الغيرة) عندما قام بتشويه سمعت احدهما للنيل منه وادعى زورا وبهتانا بأنه على علاقة بالصبي حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه الحق وتبين للجميع بأن المجني عليه وابن عمه كانا ضحية لما حصل.
المصدر