الطعم فى دين الله

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
746
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الطعم فى دين الله
الطعم المقصود به هنا :
مذاق الطعام أو الشراب مثل حلو ومر وحامض ومالح وقد ورد فى كتاب الله عنه التالى :
تفضيل الناس الأطعمة على بعض :
أخبرنا الله أننا نفضل بعض الأطعمة على بعض فى الأكل فالبعض يستسيغ طعم نبات ما ولا يستسيغ ثمار نبات أخر يحبه واحد أخر وكذلك الأمر فى الحيوانات وما ينتج عنها حيث قال سبحانه :
" ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "
لا صبر على طعام واحد:
أخبرنا الله على لسان البشر حقيقة وهى أن البشرية لا يمكن أن تعيش على طعم واحد فترة طويلة أو طول العمر فبنو إسرائيل رغم أن الله أعطاهم في التيه الطعام وهو المن وهو السلوى لم يطيقوا أن يأكلوه يوميا دون غيره ومن ثم قالوا :
وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد والمقصود لن نطيق صنفا واحدا من الأكل دوما
وفى المعنى قال سبحانه:
"وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد"
طعم ماء النهر:
أخبرنا الله أن طالوت(ص)لما فصل بالجنود والمقصود لما سافر بالعساكر للجهاد قال لهم :
إن الله مبتليكم بنهر والمقصود إن الله ممتحنكم بمجرى ماء فمن شرب منه فليس منى والمقصود فمن ذاق من المجرى فليس معى فى العسكر ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده والمقصود ومن لم يذقه فإنه معى فى المجاهدين إلا من أخذ مرة بكفه من الماء ،فكانت النتيجة أن شربوا منه إلا قليلا منهم والمقصود أن معظم الجند ذاقوا الماء أكثر من مرة إلا عدد قليل منهم
وفى المعنى قال سبحانه:
"فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فل يس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده "
الطعام المغصوص:
أخبرنا الله أن لديه والمقصود عنده فى نار القيامة أنكالا وهى السلاسل وجحيما والمقصود ونار حارقة وطعاما ذا غصة والمقصود وأكلا صاحب ألم للمكذب بوحى الله وكل ما سبق هو :
عذابا أليما والمقصود ألما دائما لا ينتهى
وفى المعنى قال سبحانه:
" إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما "
أطعمة الأشربة:
أخبرنا الله :
أن مثل الجنة وهو وصف والمقصود سطح البستان التى وعد المتقون والمقصود الذى أخبر المتبعون لوحى الله فيها :
أنهار من ماء غير أسن والمقصود مجارى من ماء غير راكد فهو فيها يتغير دوما
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه والمقصود ومجارى يجرى فيها لبن لم يتبدل مذاقه
وأنهار من خمر لذة للشاربين والمقصود ومجارى يجرى فيها الخمر وهو عصير شهوة للمرتوين
وأنهار من عسل مصفى والمقصود ومجارى من عسل رائق والمقصود من رحيق مختوم
وفى المعنى قال سبحانه:
"مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى "
وفى الفقه نجد أهل الفقه عرفوا الطعم حيث قالوا :
الأول ما يُؤدّيه الذّوْقُ
الثانى ما يُشْتهى من الطّعام
وعليه فهو يستعمل بمعنى المذاق وهو :
ما عليه الطعام والشراب والدواء من حلاوة ومرارة وملوحة وحموضة ومزازة وحرق وهو ما نسميه الطعم الحريف المشطشط وألم وهو ما نسميه الغضاضة عندما نتناول دواء أو شراب عن طريق الخطأ مثل :
الخل عندما نشربه على أنه ماء
وفى الطب نجد أن كل جزء من اللسان ومعه بقية الفم هو من يشعر بالمذاق فالحلاوة وهى السكريات تظهر على طرف اللسان والمرارة فى أخر اللسان والملوحة على الجانبين الأمامين والحموضة على الجانبين الخلفيين
وأحيانا نتيجة مرض أو الخلل فى الجسم يمكن أن يحدث تبادل لمناطق التذوق أو تنعدم أو تتغير فتشعر بالحلاوة مرارة
وقد تناول أهل الفقه موضوعات فى الطعم منها التالى :
تغيُّرُ طعْم الْماء:
بالطبع أسباب تغير طعم الماء ليست واحدة فهو يتغير بما يضاف إليه ملح أو سكر أو ليمون أو بول أو براز أو ....
وما ناقشه أهل الفقه هو :
أن الماء المتغير طعمه لا يجوز الوضوء به حتى ولو كان صالحا للشرب كالماء الحلو بالسكر أو الماء المالح بالملح وليس ماء البحر المالح
وقد اختلفوا فى الماء الذى تغير طعمه بمخالطته اختلافا بينا ففريق ذهب إلى التالى :
"الْوُضُوء بماءٍ خالطهُ طاهرٌ يُمْكنُ التّحرُّزُ منْهُ فغيّر إحْدى صفاته: طعْمهُ أوْ لوْنهُ أوْ ريحهُ لا تحْصُل به الطّهارةُ"
وذهب فريق إلى "جواز التّوضُّؤ بالْماء الّذي أُلْقى فيه الْحمّصُ أو الْباقلاّءُ فتغيّر لوْنُهُ وطعْمُهُ ولكنْ لمْ تذْهبْ رقّتُهُ، ولوْ طُبخ فيه الْحمّصُ أو الْباقلاّءُ وريحُ الْباقلاّء يُوجدُ فيه لا يجُوزُ به التّوضُّؤُ"
والحق أنه طالما وجد ماء لم يخالطه شىء وجب الوضوء به وأما إذا لم يوجد سوى الماء المخالط كما أسموه فيجوز الوضوء به لأن ماء البحر والنهر هو أساسا ماء يختلط ببول وبراز الأسماك وغيرها مما يعيش من الحيوانات فى الماء ولم يقل أحد بحرمة التطهر به فى الوضوء والغسل
اعْتبارُ الطّعْم علّةً لتحْريم الرّبا:
ربا النسيئة وهو ربا التبادل السلعى اتفق جمهور أهل الفقه على أنه له ستة أصناف منهما ثلاثة عناصر هم :
الذهب والفضة والملح
وثلاثة من الثمار النباتية:
البر والشعير والتمر
فهذه الأصناف عندهم لابد أن يتفق الوزن أو الكيل والنوع فيهم لصحة التبادل
أمثلة :
معك خمس جرامات ذهب خاتم وحلق عيار 18 فعند التبادل يجب أن تكون الغويشة خمس جرامات ذهب عيار 18 أيضا
معك 50 كيلو قمح من صنف جيزة 168 عند التبادل لابد أن يكون مع الأخر 50 كيلو دقيق قمح من صنف جيزة 168 ولا ينفع أن يكون الصنف جميزة 7 وهو 50 كيلوجرام
بالطبع اختلف أهل الفقه فى علة الربا هل هى الطعم أو غير هذا والحق هو:
أن علة تحريم تبادل الأصناف عند اختلاف أنواعها هى عدم الظلم وبالطبع أهل الفقه غلطوا عندما قصروا الأمر على الأصناف الستة بسبب الرواية التى خصتهم بالذكر لأن هذا الأمر وهو التبادل السلعى وارد فى أى صنف مما يباع ويشترى
كما أن الله أباح التجارة ومنها التبادل بالتراضى حتى لو كان هناك خسارة طفيفة ارتضاها الخاسر حيث قال :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ"
وعامة هذا التبادل خاصة فى الذهب والفضة أصبح فى عصرنا عنوان من عناوين النصب حيث يتم تبديل الذهب الأصلى بذهب مغشوش ولكن بكمية أكبر وهو طريقة من طرق تطميع الإنسان
وكان التبادل السلعى موجودا فى أيام الآباء والأجداد حيث كانوا يتبادلون بعض السلع كدقيق الغلة بدقيق الذرة أو يتبادلون البذور عند الزراعة لمعرفتهم أن زراعتها سنوات متوالية فى نفس الأرض يقلل من مقدار المحصول الناتج ولم يعد أحد يفعل هذا إلا نادرا فى القرى التى ما زال معظم أهلها يعملون بالفلاحة