- إنضم
- 26 يونيو 2011
- المشاركات
- 31,855
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الشّك بطبيعته يؤدي إلى قتل المودة واختناق العاطفة وتلاشي الرحمة بين الزوجين، والشك بطبيعته أيضًا يكون بينه وبين الاستقرار عداوة، وبينه وبين الأمن الأُسري حربٌ شرسةٌ لا تنتهي، ويكون بينه وبين الطلاق علاقةٌ وثيقةٌ وصداقهٌ قائمةٌ ودائمة؛ فاحذر الشّك، وبخاصة الشّك المبني على أوهامٍ وظنونٍ وتكهناتٍ واتهاماتٍ وتزييفٍ للحقائق. فالشّك لا يقيم للحياة الأُسرية بيتًا ولا مأوى؛ فعواصف الشّك عواصف عاتيةٌ وشديدة، فيها عذابٌ أليم، ونارٌ تحرق كل ما حولها من عواطف وقيم؛ فالزوج الشكاك مريضٌ نفسيًا وقلبيًا، والحل لهذه المشكلة الحساسة يتمثل في الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]. فواجب علينا الابتعاد عن الشّك في نطاق الأُسرة وفي كل أمور الحياة، كما قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36] وقال صلى الله عليه وسلم: «إياك والظن فإن الظن اكذب الحديث» ( رواه الترمذي: 1988) ويكون الشك والظن كاذباً لأنه لا يشابه الواقع ولا يطابقه، فإذا رأيت أحد الزوجين يشك في الآخر من غير بينة مدعيًا أنه يشعر به وأن قلبه يُوحي له بذلك، فاعلم أنه مغرر به، يحاول أن يدمر الأُسرة بيده لا بيد غيره، فإذا تعلم الإنسان الأخذ باليقين والدليل ارتاح وارتاح من حوله وعاش الجميع في سعادةٍ وصفاء. والزوج الذي يتشكك في كل شيءٍ يخص زوجته إنما يعذب نفسه، وتصور له خيالاته أوهاماً لا أساس لها من الصحة، وفوق هذا وذاك فإنه بهذه الغيرة الشديدة والتشكك المشبوه قد يغري زوجته – إن كانت ضعيفة العقل والإيمان – إلى ارتكاب الجرم بدافع التشفي والانتقام. فأنت أيها الزوج المسلم قد اخترت زوجتك على أساس الدين كما أمر الشرع فهي بإذن الله مسلمةٌ مؤمنةٌ عفيفة، ولم يرد منها ما يستدعي ذلك الشك وتلك الغيرة الحمقاء، فلا تعذب نفسك ولا تعذبها معك.
رابط المادة: http://iswy.co/e18cvb
خالد سعد النجار
رابط المادة: http://iswy.co/e18cvb
خالد سعد النجار