ii DareeN ii
♥ ادارية سابقة .. واخت عزيزة وغالية ♥

كتبت هبة سالم:
أوضح أحد وكلاء الشاي في الكويت نواف الغربللي بأن السوق الكويتي يفتقر إلى النوعية الطبيعية من الشاي ذات الجودة العالية والنوعية الفاخرة لذلك يستورد 360 نوعاً من الشاي فهناك 64 نوعا للشاي الأسود وهناك الشاي الموسمي الذي يتوافر كل 3 أشهر 8 أصناف منه وهناك الشاي الأخضر والفواكه والأعشاب ومنها ما يتم إضافة التوابل إليه والتي تحتوي على المعادن والفيتامينا، وتقل نسبة الشوائب فيها.
غبار شاي!
وأفاد الغربللي بأن أغلب ما يتم استيراده هو غبار الشاي والذي يعطي طعم الشاي المتعارف عليه وليس لديه فوائد ويحتوي على نسب عالية من الشوائب، مشدداً على أن ثقافة الأفراد اختلفت اليوم وذلك لكثرة السفر والانفتاح الإعلامي والتكنولوجي ناهيك عن كثرة الأمراض هي ماجعلت الفرد يولي أهمية لما يأكل ويشرب، ولا يقتصر ذلك على كبار السن بل إن فئة الشباب هي أكثر المبتاعين لجميع أنواع الشايات الفاخرة تليها النسبة الأكبر من عمر 30 إلى 50 عاماً.
43 درجة شمالاً و30 جنوباً!
وأفاد نواف الغربللي بأن الشاي ينمو ممتداً كحزام أخضر يشق طريقه داخل المناطق الجغرافية والمناخية المختلفة والتي تقع على خط الاستواء ويخترق الكثير من الأمم والثقافات ولا يمكن أن نحدد شروطاً مشتركة للشاي حيث إن تدخل العوامل المناخية من سقوط الأمطار مع نوعية التربة وارتفاع المناطق الزراعية كلها عوامل تتكاتف لينتج عنها مشروب صحي وممتع في آن واحد والمتميز بالتنوع الكبير، مشدداً على أن نبتة الشاي لا تستطيع اجتياز حدود 43 درجة شمال خط الاستواء ولا 30 درجة جنوب هذا الخط.
من المزرعة إلى كوب الشاي
ويؤكد الغربللي أن هناك من الأصناف قد اجتاز مسافات بعيدة ومع كل خطوة ستحدد نوعية فنجد فترة من قطف الأوراق من نبتة الشاي الطازجة فإنها تدخل في مرحلة »التذبيل« حيث يمرر الهواء الدافئ عليها من خلال مراوح خاصة بغرض تذبيلها وجعلها أسهل لمعالجتها من خلال المرحلة الثانية وهي »اللف« وفي هذه العملية تتفتح جدران الخلايا في الأوراق مطلقة أنزيمات عصرية والتي بدورها تتفاعل مع الهواء معلنة المرحلة الأخيرة وهي »الأكسدة« حيث يتاح للزيوت العطرية بالظهور معطية الشاي الأسود شذاه بعدها يتم فرد الشاي في غرفة التخمير الخاصة لتبدأ الأوراق يتغير لونها من اللون الأخضر إلى اللون الأسود أو الأحمر النحاسي الداكن وهنا تتم المراقبة لأن هذه العملية تؤثر على نوعية الشاي وخصائصه، ومن ثم تجفف أوراق الشاي في أفران حرارية خاصة بواسطة الهواء الساخن، فتصبح الأوراق نحاسية متموجة ومسودة وهي المرحلة الرابعة وبذلك تحتفظ الأوراق بما يصل إلى نسبة %60 من الرطوبة مبيناً أنه كلما كانت أوراق الشاي رخوة وخضراء فإنها بالكاد تتغير في اللون والتركيبة، بعدها تتم غربلة الشاي الخام آليا وهي المرحلة الأخيرة وتسمى (الفرز) حيث تفرز أوراق الشاي عن طريق الحجم والنوع وتعبأ بصناديق خشبية تقليدية بغرض النقل الذي يتم غالبا عن طريق السفن البحرية.
الجودة
ويوضح الغربللي بأن الإنتاج السنوي للشاي يصل في كل أنحاء العالم إلى حوالي 2.9 مليون طن يتم استهلاك أكثر من نصف هذه الكمية في بلدان المنشأ وهنا يبقى حوالي 1.3 مليون طن يصدر للأسواق وتتم عملية الشراء عن طريق المزاد العلني في الأسواق العالمية والتي تعتمد مبدأ العرض والطلب بدلاً من النوعية والجودة التي تحدد السعر، إلا إن الشاي الفاخر يتم اختياره عن طريق الذواقين الذين يدرسون تذوق الشاي لمدة 7 أعوام متتالية وبعد مرور 30 عاماً يرقى إلى رئيس الذواقين، أي إن هناك أفراداً وظيفتهم تذوق الشاي وذلك عن طريق تصفية وتخمير وصب ورشف وشم، والتذوق الدقيق للعديد من العينات، وموسم إنتاج الشاي يكون من فبراير حتى نوفمبر.
وعند غربلة أنواع الشاي للتأكد من النوعية فإنه يتم تقييم فترة حصاد معينة واحدة أو مكان منشأ معين واحد في كل مرة فمثلاً أول قطاف من أوراق الشاي دارجيلنخ تتم غربلتها ومن ثم يتبع نفس الاجراء بالنسبة للقطفة الثانية إلى أن تعتمد النوعية الأفضل بمقارنة أنواع الشاي من صنف معين وبالتالي تمنح المقياس الأعلى.
لون الشاي
ويبين نواف الغربللي أن الدعوة لتناول الشاي بصورة احترافية هو أفضل الطرق للتعرف على تنوع ألوان هذا المشروب القادم من كل أنحاء العالم، مشدداً على أنها تجربة شخصية يستمتع بها كل ذواقة الشاي منوهاً عن أن اختلاف ألوان الشاي في الكوب والتي تتغير درجاته باستمرار يكشف عن مكان زراعته ووقف حصاده وخصائصه فهنالك الشاي البني الغامق والبرتقالي الدافئ والأحمر المشع والأصفر الرقيق والأخضر المنعش بالإضافة إلى الكثير من الألوان التي يستحيل وصف تنوعها.
شاي بيئي وآخر تقليدي
وأفاد الغربللي بأن هناك من الشاي الذي يعتمد في زراعته على رش المبيدات الحشرية أو استخدام الأسمدة الكيميائية إلا أنه بين بأن الشاي سواء أكانت زراعته بيئية أو تقليدية هو واحد من أكثر السلع الغذائية خلوا من الملوثات وأشدها نظافة على مستوى العالم، إلا أن ما يعنيه تزايد عدد الأصناف المزروعة بيئيا مقابل انخفاض الشاي التقليدي يتعلق باتباع بعض الشركات التصدير على التحول التدريجي لوسائل الإنتاج بما يحافظ على البيئة والإنسان والطبيعة في الوقت نفسه.
تحضير الشاي
ويقترح الغربللي الابتعاد عن طقوس تحضير الشاي التقليدية مثل غليان الشاي و»تخديره« خاصة عندنا نحن في الكويت بل تجب تصفية الماء أولاً، ثم غلي الكمية المطلوبة في إبريق الشاي حتى يصل إلى الغليان وبعدها يتم وضع المعيار المطلوب من ورق الشاي في ابريق الشاي حسب كمية الماء ومن ثم يوضع الماء المغلي على الورق في الابريق بعدها يترك الشاي إلى أن »يختمر« لمدة دقائق ويرجع ذلك إلى نوع الشاي بعدها تتم تصفية الشاي في الابريق واعطاء المتذوق المعادن الكافية لجسمه ودرجة الكافيين المناسبة لجسمه.
ويذكر الغربللي بأن هناك من أنواع الشاي التي لا تحتاج إلى تحلية السكر.
أنواع مشروب الشاي
ويوضح نواف الغربللي بأن هناك مشروب الشاي الأسود بالتشكيلة التقليدية وهو في تاريخ الشاي منتج حديث العهد نسبياً وذلك بأن جندت بريطانيا جميع مستعمراتها الانجليزية حتى يتحرروا من هيمنة السوق الصينية التي كانت تقدم الشاي الأخضر، وأصبح بعدها الشاي الأسود مرتبطاً بصورة وثيقة بالعادات والتقاليد والمراسم والاحتفالات.
أما الشاي الأخضر فقد بدأت زراعته في الصين قبل 5000 سنة وفي نفس الوقت نقله الرهبان البوذيون من الصين إلى اليابان لأول مرة ثم بدأوا زراعته هناك على مساحات محدودة وبكميات ضئيلة وفي الوقت الحالي عاد الشاي الأخضر إلى مجده وأضحى يحظى بإقبال كبير، وذلك لأن الشاي الأسود ترتفع فيه كمية المادة المؤثرة أو المنبهة.
أما شاي إيدمونس فأكد الغربللي على أنه الخيار الراقي والمتميز من الشاي وذلك لقلة كمية المحصول من هذه الأنواع ويتوافر في المواسم، يليه الشاي الأبيض والذي كان حصراً على نخبة معينة من الشعب الصيني، ويتميز الشاي على براعم أوراق الشاي غير المتفتحة حتى بعد عملية القطاف، وهي لا تتعرض لعملية التجفيف والتذييل مما يعني أن جدران خلايا الأوراق تبقى على حالها وبالتالي فإن العناصر الفعالة تبقى محتجزة فيها.
وللشاي الأبيض شأن عند الصينيين في علاج بعض الأمراض لتركيزها العالي لعناصر الفوليفونول والعناصر المضادة للأكسدة والفيتامينات والمعادن.
وأيضا يوجد شاي نبتة »روي« والذي يزرع في افريقيا وله تأثير إيجابي على الصحة وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الأملاح المعدنية والفيتامينات وارتفاع نسبة الفلافانويدين وانعدام الكافيين ما يجعله مشروباً مناسباً لجميع الأعمار، وأيضا هناك شاي نبتة العسل الذي يُحمل برائحة العسل على زهور نبات هذا الشاي الذي يصل طول ساق النبتة حوالي متر وينصح بأخذ هذا الشاي في ساعات المساء.
ويأتي شاي الفواكه الذي يعد البديل الأقل تكلفة لعصائر الفواكه ففي فصل الصيف يتناول بارداً أو مثلجاً كمشروبات منعشة للغاية كما يمكن تناوله ساخناً في أي وقت ويحتوي على فيتامين C بشكل غني والفيتامينات والمعادن المتوافرة في الفواكه الطبيعية.