السلخ في دين الله

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
840
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلخ في دين الله
وردت ألفاظ قليلة من جذر سلخ في كتاب الله والمعنى العام لكلمة سلخ هو:
السحب التدريجى
الانسلاخ من آيات الله :
أمر الله رسوله(ص)أن يتلو نبأ والمقصود أن يحكى حكاية الرجل الذى أتيناه آياتنا وهو الذى منحناه معرفة أحكامنا فانسلخ منها والمقصود كذب بها وبكلمات ثالثة :
انسحب من طاعتها الواحد بعد الأخر حتى عصى الأحكام كلها في نهاية أمره
وبألفاظ رابعة :
خالف أحكام الوحى الإلهى وعليه كانت النتيجة :
فكان من الغاوين والمقصود فأصبح من الكافرين وبكلمات ثالثة :
وصار من المكذبين لآيات الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"واتل عليهم نبأ الذى أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين"
انسلاخ الأشهر الحرام :
أخبر الله المسلمين :
أن إذا انسلخت الأشهر الحرم والمقصود إذا مرت أيام الشهور الآمنة الأربعة وبكلمات ثالثة :
إذا فاتت أيام الأشهر الأربعة الواحد خلف الأخر حتى دخلوا في شهر غير حرام فالمفروض عليهم هو :
أن يقتلوا المشركين حيث وجدوهم والمقصود أن يجاهدوا الكافرين حيث لقوهم وبكلمات أخرى :
حيث وجدوهم
والمفروض خذوهم والمقصود واقبضوا على الكفار إن لم تقتلوهم واحصروهم والمقصود واسجنوهم عندكم واقعدوا لهم كل مرصد والمقصود واجلسوا لهم فى كل موضع والمقصود وراقبوهم من كل موضع للعلم بتحركاتهم المعتدية
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد "
سلخ النهار من الليل:
أخبر الله رسوله (ص)أن الآية للناس وهى الدليل لخلق على قدرته هو أن الليل يسلخ منه النهار والمقصود يسحب منه النهار تدريجيا وبكلمات أخرى :
يخرج منه خروجا بطيئا فإذا هم مظلمون والمقصود أنهم فى سواد محيط بهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "
السلخ في الفقه :
في الفقه المبنى على اللغة نجد أن لفظ السلخ مرتبط بعملية هى :
ذبح الحيوانات حيث يتم نزع جلودها بالتدريج يعد الذبح وخروج كل الدم وهو ما يسمى :
همود أو خمود الجسد
وقد تناول أهل الفقه عدة موضوعات في السلخ منها :
الأول :
حرمة سلخ جلد الآدمي في حياته، وبعد مماته؛ لما في ذلك من هتك حرمته .
ودليلهم هو :
قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} .
بالطبع أحل الله سلخ جلد الآدمى الميت في حالة المخمصة وهو المجاعة او التواجد في مكان ليس به أى طعام سوى الجثة الآدمية مع الاشراف على الموت فالجائع الحى له سلخ أخيه الإنسان لأكل لحمه حتى يعيش وهى عملية كريهة من كل الجوانب سواء للأكل أو لغيره وفى المعنى قال سبحانه :
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
وقال أيضا :
" فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
سلخ الحيوانات:
سلخ الحيوانات على نوعين :
الأول الحيوانات المذبوحة وهى الأنعام التى أباحها ومعها الطيور والصيد وقد أباح الله سلخها بعد ذبحها من أجل الانتفاع بالجلود في صنع الخيام كما قال سبحانه :
"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ
وفى صنع بعض الأثاث مثل المفارش التى تستخدم في القعود وفرش النوم وفى المعنى قال سبحانه :
"وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ"
وقال :
"وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا "
الثانى :
الحيوانات التى لا تأكل مثل الحمير والخيول الميتة وهو أمر قليل الحدوث
متى يتم سلخ الذبيحة ؟
المفروض أن الحيوان المذبوح لا يتم سلخه إلا بعد نزول أخر قطرة من دمه والتى تعنى همود الجسد نهائيا بحيث لا يبقى فيه أى شىء يتحرك
وقد كره أهل الفقه "أن يبدأ الجزار بسلخ الحيوان قبل أن تزهق نفسه، ويسكن اضطرابه .
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم: بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق يصيح في فجاج منى بكلمات، منها:
لا تعجلوا الأنفس حتى تزهق، وأيام منى أيام أكل وشرب الاستئجار لسلخ الدابة بجلدها"
والرواية مكذوبة على النبى (ص) تخالف أن الأنعام تذبح داخل الكعبة كما قال سبحانه :
" ثم محلها البيت العتيق "
وقال :
" هديا بالغ الكعبة "
وما يحدث أن الهدى ولحومه لا تصل الكعبة
أجرة السالخ:
في الرواية السابقة أبيح سلخ الدابة مقابل أخذ جلدها كأجر ومع هذا نجد أهل الفقه اتفقوا على حرمة أن يكون أجر السالخ هو :
أخذ الجلد
واتفقوا على أن يكون الأجر مال معلوم والمقصود مال نقدى معروف يتم الاتفاق عليه
والحق هو أن المجتمع المسلم هو:
مجتمع منظم وليس المجتمعات الحالية فوضوى حيث يذبح من يذبح ويسلخ من يسلخ بدون أى نظام
المفترض أن يكون في كل بلدة مذبح أو أكثر وهو في نفس الوقت مسلخ وكل من يعملون به موظفون يتقاضون أجر سواء كان فيه ذبح وسلخ أو لا يوجد عمل
دية جلد الآدمي:
اختلف اهل الفقه في دية جلد الآدمى المسلوخ والمسلوخ هنا يعنى المجروح نتيجة الجر أو الاحتكاك وأشباه ذلك
وقدافترق اهل الفقه في الأمر فالبعض قال :
" أما جلد البدن، لحم الظهر والبطن، والجراحات التي في غير الوجه والرأس ففيها حكومة عدل "
وحكومة عدل هى ما نطلق عليه حاليا المجلس العرفى
وقال البعض :
" إذا سلخ جلد معصوم الدم وجب على السالخ كمال الدية؛ لأن في الجلد جمالا، ومنفعة ظاهرة، فإن سلخ جلد من كان عضو من أعضائه مقطوعا كيده، أو قطع عضوا مسلوخا جلده، سقط القسط من الدية، فتجب في الأولى دية الجلد إلا قسط العضو، وتوزع في الثانية ساحة الجلد على جميع البدن. فما يخص العضو المقطوع يحط من ديته، ويجب الباقي"
والحق أن السلخ يكون على حكمين :
سلخ الحى بسكين كسلخ البهيمة وهذا لا يكون إلا تعمدا وهذا حكمه سلخ السالخ وتركه حتى يموت ألما كالثانى فهذا إفساد في الأرض وحكمه حكم الإفساد في الأرض وهو القتل بنفس الطريقة او بقطع أطرافه وصلبه حتى ينزفه دمه أو تغريقه في الماء وفى المعنى قال سبحانه:
" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
السلخ بمعنى تسلخ الجلد وهو الطبقة الخارجية حتى تدمى وتفرك فتسقط نتيجة التهرى
والقاضى في تلك الحال يعطى المسلوخ الحكم كما يريد وهو :
القصاص بجر أو حك السالخ نفس الجر أو الحك حتى يتهرىء بعض جلده مثله أو العفو عن السالخ بدون مقابل أو بمقابل وهو ثمن العلاج كاملا
وفى المعنى قال سبحانه :

" والجروح قصاص"