التواضع أن لا تلقى مسلما إلا وتظن أنه خير منك !!....

إنضم
13 أبريل 2011
المشاركات
3,156
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فاروق الأمة وأميرها العادل الذي ملأ الدنيا بعدله وهيبته , ذات يوم يستأجر فرسا من رجل ليقضي عليه بعض حاجاته , وبينما هو راكب على الفرس , ومنهمك في ذكر الله وإذ بردائه يعلق في غصن شجرة وفاروق الأمة مندمج في توحيد ربه وقد مشى به الفرس بعيدا عن الشجرة ..
أحد الرعية يقول له : يا أمير المؤمنين إن رداءك قد تعلق بالشجرة ...
ينزل فاروق الأمة عمر بن الخطاب من على الفرس ويمشي على قدميه ليخلص الرداء من على الغصن , ومن ثم يعود إلى الفرس !!!...
عجبا منك يا أمير المؤمنين لمَ لمْ تبقى راكبا فرسك وتفك الرداء من على الغصن ؟؟...
يردّ عليه :
لأنني لم أتفق مع صاحبها على أن أرجع بها إذا تعلّق الرداء بالشجرة ...
أيّ صدق ووفاء وأمانة ملكتها يا أمير المؤمنين ؟؟..
يسأله الرجل : ولماذا لم تأمرني أنا يا أمير المؤمنين حتى أرجع إليك بالرداء بدلا من أن تمشي وتتعب ؟؟؟...
لنسمع معا يا أمة الإسلام الرد العظيم الذي جاء به فاروق الأمة وأميرها ؟؟....
يجيبه بكل تواضع :


وهل أنت خادم عندي حتى آمرك بهذا ؟؟....



والله ما أعظم مدرسة عمر وهي تعلمنا درسا نموذجيا في [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL]والإخلاص والوفاء !!!!....
تلك هي الجماعة المسلمة التي أعدّها الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم لتتسلم قيادة البشرية والعالم !!..
تلك هي الجماعة المسلمة التي رباها النبي الأمي لتبلغ بعلمها وتواضعها مشارق الأرض ومغاربها !!!...
تلك هي الجماعة المسلمة التي تعلمت من مدرسة الحبيب أنبل وأرق معنى [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL]والشكر لله , وهي بعيدة عن الزهو والخيلاء والكبر والتكبر !!!...

وهل هناك أنبل وأعظم من تلك الصفات النبيلة التي أمرنا الله بها ورسوله النبي الأمي ؟؟....
ننظر هنا وهناك ونرى ممن يتكبر على من حوله لأنه ذو مال أو جاه أو سلطان وكأن الدنيا قد ملكها بين يديه !!...
بل يسعى لتحقيق رغبات نفسه والتواءاتها , وأهواء قلبه والسعي وراء مطامعه ونزواته وشهواته حتى ولو كان على حساب قتل كل من حوله !!...
أما يجب علينا أن نتخلص من هذه الصفات الوضيعة ونعود إلى ما كان عليه أجدادنا ؟؟..

ألم نسمع قول الله العلي القدير في سورة القصص , تلك السورة الجليلة العظيمة ونتأمل خاتمتها العجيبة ؟؟؟


( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ولا فسادا والعاقبة للمتقين )


ليختم رب العزة والجلال والإكرام قوله العزيز:


( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كلّ شيء هالك إلا وجهه , له الحكم وإليه ترجعون )

سورة جليلة وضيئة بعدما تكلمت تلك السورة العظيمة عن رجل غرّه سلطانه وملكه وملأ الأرض طغيانا وفسقا , ورجل غرّه ماله وحسب أن لم يقدر عليه أحد , فلم يعد يعجبه شيئا بعد أن ملك هذا المال والكنوز ...
هل لنا أن نتدبر مصير قارون وفرعون ؟؟...
هل لنا أن نتدبر مصير هؤلاء المتكبرين ؟؟...
فلا مال ولا جاه ولا سلطان ولا قوة, فكل شيء هالك ومصيره محتوم إلى الزوال !!..
من كان يريد العزة فالعزة لله جميعا .. ولا يملك تلك الصفة الوضيئة إلا من نهج علومه من كتاب الله ومدرسة النبي الأميّ..
تلك المدرسة العظيمة التي جعلت من جيل محمد المصطفى رجالا عظماء يتوارى شعورهم بأنفسهم , ليملأها الشعور والاتصال مع أرحم الراحمين !!..
أولئك لا يراودهم شعور بالاستعلاء على أنفسهم والتكبر على من هم دونهم, والاعتزاز بقوتهم وسلطانهم ومالهم , لأنهم لا يقيمون حسابا لموازين الأرض ومتاعها وزينتها , ولا يبغون الفساد في الأرض .. فكل ما يملأ أنفسهم هو الشعور بالاتصال الحقيقي مع الله خالقهم , وحقا لهم أن يجعلهم الله خلفاء في الأرض فيملأوا الدنيا طولها وعرضها عدلا وحبا وإحسانا !!!....


هلّم بنا لنسمع قول الحبيب المصطفى وهو يروي عن ربه في حديث قدسي أنه قال :

( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما قصمته ثم قذفته في النار)

حديث صحيح

والله لن يرفع الله من أنفسنا ولن يزكيها إلا [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL]والبعد عن الرياء والكبر !!...
تلك هي الصفات السامية والمعاني المضيئة التي من شأنها أن ترفع من أنفسنا وتزكيها وتطهرها من الأوشاب والأوهاق والأدران لترفع بها إلى الأفق الوضيء !!..
مجموعة من العلماء اجتمعوا وكان من بينهم الإمام العالم المعلم : الحسن البصري
وهم يتحدثون عن [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL]وصفاته , وكل واحد منهم يعطي رأيه فيه , والإمام يستمع إليهم , دون أن يتفوه بكلمة ..
أحد العلماء سأله : يا أبا سعيد مالك لا تشاركنا وهو أعلمهم جميعا .. ما تقول في [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL]نراك صامتا ؟؟؟..
فقال الموضوع لا يستحق كل هذا الجدل في معنى [URL="http://www.adaweya.net/tags.php?tag=التواضع"]التواضع [/URL].. ورد عليهم قائلا:


التواضع أن لا تلقى مسلما إلا وتظن أنه خير منك !!....