ابتسامة لا عنوان لها

ninooo18

New member
إنضم
12 أغسطس 2009
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كتبتها: نينو
11/8/2009
6:20 مساءً
ابتسامة لا عنوان لها

جاء من عمله وفتح باب داره ليجد زوجته تستقبله بابتسامة الترحيب وهو يبتسم ابتسامة لا عنوان لها, يقبلها ويقبل يديها وينطق تلك الكلمة التي تهز معشر النساء: أنت طالق!!!!

حالة ذهول واندهاش مع حزن ممزوج بالمفاجأة, فتحجرت في مكانها ناظرة إلى عينيه كالتي تطلب منه إنهاء هذه الدعابة على الفور ولكنه لم يفعل, لملمت أغراضها والدموع لم تنزل بعد فدموع المرأة لا تنزل وهي في حالة ذهول ولكن حين تحس بالقهر أو الظلم فما أسرع شلال الدموع.
رحلت من البيت, من بيت الذكريات, البيت الذي شهد عشر سنوات من الحب والتفاهم والاحترام والعشرة الطيبة, أغلقت الباب بعد أن رمقته نظرة الوداع وهو مبتسم ابتسامة لا عنوان لها!!!

وصلت بيت أبيها وارتمت في أحضانه والأم تتوجع منذ البارحة وكأنها تعرف ماذا سيحل بابنتها ولم تنطق بكلمة واحدة سوى: أريد أن أنام, ودخلت غرفتها و رمت جسدها على السرير وأغمضت عينيها فغفوت كمن أغمي عليه.

وعندما فتحت عينيها وجدت نفسها في بيت أبيها واستاء حالها وكأنها كانت تتمناه حلما وانتهى ولكن الأحلام عادة ما تنتهي بسرعة دون أن تتحقق أما الكوابيس هي التي نصحو من نومنا ومازالت تجري أحداثها على مرأى أعيننا!
صارت تسترجع ذكريات الأمس وقبل الأمس وعادت إلى الوراء عشر سنوات لكي تصل إلى أيام الجامعة.

كان زميلها بالجامعة ولأنها من عائلة محافظة لم يتجرأ أن يحاكيها يوما ولكن كانت تحس به كثيرا فمن قال أن أبناء العائلات المحافظة مجردون من الإحساس! ولأنه كان يكبرها سنا فلحق بها عاما واحدا فقط وبعدها تخرج.
وكان ينتظر منها أية إشارة تدل على مبادلته الإعجاب ولكن نحن النساء ننتظر من الرجل مئة إشارة لكي نبادر بالإشارة الأولى ولكنه خاف أن يبادر وهي تمسكت بالانتظار وما اجتمع الحب والخوف في قلب رجل إلا انتصر الخوف على الحب حتى الممات.
ولتشاء الظروف بإذن من الله أن تجمع الأقدار فالحب عظيم والله أعظم, طلبت الجامعة من بعض الطلاب الخريجين للتطوع في تدريب الطلبة في السنوات الأولى والتكفل بالزيارات الميدانية وكان هو أول المتطوعين لكي يتكفل بطلاب السنة الثانية فقط لتكون هي منهم وهو لها وحدها فقط.
وعلى الرغم من أن التدريب كان شهرا واحدا في السنة ولكنه جعله في منهجه الجديد كل شهر وتمادى ليصبح كل يوم, ومازال الحب صامتا وهي تنتظر منه تلك الجوهرة لينطقها فكم عيب أن تبدأ بها الفتاة فما بالكم عندما تكون من عائلة محافظة!!!!!!!!
ولكن إن نظرنا من الناحية الأخرى فهو شاب من عائلة متواضعة ولم يبدأ حياته التكوينية بعد وهي شديدة الجمال والأخلاق ولن يجرؤ بجعلها تنتظر أو أن يفاتحها... كم هو غبي جنس أدم عندما يفكر بهذه الطريقة ويهدم أحلامه بسبب مجرد فرضيات ليندم بعدها بقوله ياريت ولو ولعل و و و .......
وهي كانت تصدق إحساسها أنه سينطق بها يوما وتدعو الله بأن لا يتأخر ويأتيها بعد فوات الأوان...
وانتهت السنة الدراسية وانتهى التدريب الميداني وسيضيع هذا الأبله فرصة العمر فرصة حياته فرصة حبه, والحياة فرص إن ضيعناها سنندم طوال العمر.
وها هي ترحل بخطوات بطيئة جدا ونبضات قلب متسرعة جدا ليناديها بصوت فاضح كمن فقد السيطرة على نفسه: أنا لا أملك المال ولا العز ولا أملك منزلا وأعيل أسرتي ولكن أحبك فهل تقبلين بي ؟!
استمرت بخطوات البطء نفسها ولكن بالاتجاه المعاكس قائلة: ومن قال أنني أبحث عن الأولى؟
ضحكت ضحكة الأمل والتفتت ورحلت...
فما أجمل الفتاة عندما تكون قليلة الكلام كثيرة الحكمة!

وراح ينتظرها في الصباح في الجامعة كمن ينتظر محبوبته بعد السفر, فيقول: اشتقت لك, فترد بثقة: وماذا بعد؟ فيقول: والله أحبك منذ أن رأيتك, فترد بحكمة وتقول: لن تضطر بقول المزيد إن سارت الأمور بالأصول بيننا... ورحلت بهدوء وخطوات بطيئة جدا ليلحق بها: ومن قال أنني سأتوقف عن حبك بعد الزواج, فقالت: ومن قال أنك ستتوقف عن الحب بل ستتوقف عن الكلام وتريني الأفعال وأوصلت له الرسالة بذكاء وما أجمله ذكاء المرأة وما أشقى الرجل الذي لا يقدره!
واتصلت الأم لتأخذ موعدا من أهلها وتأتي لخطبتها ولن تأتي إلا مع الابن مباشرة فلا داعي لذهاب الأم مسبقا لتقييم البضاعة للابن لأنه أوصل الفكرة كافية تماما لها مما جعلها توافق مع بعض الخوف... دخلت الفتاة لتضيف عريسها الذي لم يصبح بعد وأمه ترمقها بعين الإعجاب مرة والخوف مرات فتأتي كلمة الأب الشافية: أنا أريد لابنتي حياة كريمة فهل تعدني أنك ستهديها الحياة فرد الرجل بفرحة ونوع من المسؤولية: والله سأضعها بين رموشي ولن أفرط بها أبدا وأنا أعني ما أقول ولكن... فقاطعته الفتاة لتريح قلبه: فلتسمح لي يا أبي أن أقول مهري بنفسي, أريد ليرة سورية مقدم وليرة سورية مؤخر وأن نعيش مع أهلك في الوقت الحالي حتى نقف على أقدامنا فنشتري بيتا سوية ليكون بيت أطفالنا وهذه هي شروطي...
سكوت من الجميع وذهول من المستمعين عدا الأب لأنها استأذنت منه وقدر لها صراحتها فهو رجل يريد السترة لبناته وناهيك عن الدين الذي يسري في عروقه دين رسولنا محمد الذي قال لا تغلوا المهور و الذي طلب خاتما حديديا مهرا لابنته أعلى بنات المسلمين!!! وهي التي تربت على الدين ولم يمنعها هذا أبدا من امتلاك أسمى المشاعر!
وتزوجها وهنأت معه لأنها صابرة وليست متطلبة وأقنعته بأنها ستعمل من أجل التسلية ولم تجرحه بالحقيقة لأنها تريد أن تساعده وتحمل عنه كتفا, وكبر معها وكبرت معه, كبر بالمنصب والمال وكبرت بالمكانة والعزة ولكن السعادة لن تدوم كما نرسم لها.
تأخروا بالإنجاب وكل ظن أن الأخر هو السبب ولكن ما فتح الموضوع إلا بسبب الأمهات وكلٌ صار يضغط من طرفه للذهاب إلى الطبيب والفاجعة عرفت, والسر ما عاد سرا فهي لا تنجب وغير قادرة على الإنجاب ولدت عقيمة وستبقى كذلك...
ورغم أنه لم يعر للموضوع أهمية فهو سعيد معها وهي الحلم الذي تحقق ولكن الأم لن ترضى هذا لضناها وصارت توسوس في عقله: تزوج عليها وإن طلبت الطلاق فلا بأس لأن مؤخرها حقير القيمة ولن تتعذب, ولن يناقش أمه في الموضوع فهي ترى الأمور من جانبها ولكن هل يعقل أن نجازي كرم الأخلاق بالنكران ويؤلمها لمجرد أنها فتاة أصيلة.

ذهبت إلى أطباء متخصصين وأنفقت مالها في سبيل العلاج وهو يرد عليها ببرود شديد صدقيني لا هم لي في هذا الموضوع ولكن هناك أمر أخر يشغلني سامحيني لعدم قوله الآن ولكن سأصارحك به لاحقا.

وظلت الوساوس تلاحقه وكلمة طلّقها تتردد أكثر من أي كلمة أخرى في أذنيه وكان هو يتجاهل أحيانا ويتشاجر أحيانا ويعود في المساء ليرمي نفسه في قلبها وتلاعب شعره لتحسسه أنه طفلها الذي لم تنجبه ولن تنجب غيره, فتطبطب عليه لينام وينسى الدنيا وما فيها من وساوس أمه.
وسنوات تمر والأم تزيد من حدتها: أنا سأدفع تلك الليرة, ذلك المؤخر الحقير طلقها وإلا سأغضب عليك إلى يوم الدين.

عرفتْ الآن تلك البريئة لماذا طلقت أو أنها كانت تعلم ولكنها تبحث عن خطأ في تاريخها معه لعله السبب الأقوى في طلاقها ولكن كادت أن تصدق أنه لا يأبه للأطفال فكلما رأى طفلا اشمأز منه وصاح به وفر من صوته, أتراه كان خائفا على شعورها أو أنه فعلا لا يحبهم أو ماذا؟
لا داعي للنقاش الذاتي أكثر فالقضية حكم بها والأحجية قد حُلت والرجال هم رجال وكما يقول المثل الزن على الودان أصعب من السحر.
وها هي تقوم لتلبس اللون الأسود وتعلن للعالم أنها في حالة حداد وتبدأ من اليوم رحلة العدة التي ستنتهي بالأسر لا الحرية.
وتنام وتصحو على ذكرى تلك الابتسامة التي لا عنوان لها ولم تفهمها بعد, وهو مضى تلك الأيام العصيبة عند والدته, كان يسألها إن كانت راضية الآن وهي تذرف دموعها كأنها نادمة ولكن كبرياءها لم يسمح لها بالاعتراف وصارت تسأله بلهجة حنونة هل أذهب لأبحث عن عروس فقال لها أرجوك اسمحي لي أن أتدخل بشؤوني الخاصة ولأنتظر عدة زوجتي أن تنتهي وابتسم ابتسامة لا عنوان لها, فردت الأم بعصبية لن تكون حامل إنها امرأة عقيمة ولن تبشرك فلا تنتظرها فلم يرد عليها سوى تلك الابتسامة ذاتها.
يأتي ليزور أمه يوميا وينام على صدرها طالبا الحنان الذي تعود عليه فهو طفل وإن أبرأ الأطفال هم الرجال ولكن لم يستطع أن يخفي ألمه وخوفه وجنونه بالمرأة التي أحب ويذهب ليلا لينام في بيته وبيت زوجته رافضا مغريات أمه تماما.
لم يعد فقيرا حتما فصار يعد ما لديه من ثروة إن صح التعبير وأطلقنا هذا الاسم عليها فوجد أنه لا يملك سوى هذا المنزل الذي يساوي تقريبا سبعة ملايين في الوقت الذي ترتفع فيه العقارات وجمع ما كان يدخره في السنوات السابقة بالإضافة للأسهم التي يملك فوجد المحصلة النهائية تساوي عشرين مليون, فرح بذلك المبلغ كثيرا ولم يعتقد أن ثروة أبيه الذي ورثها وأحسن استغلالها وصلت لهذا المبلغ.

وفي اليوم الأخير من العدة وفي تمام انقضاء الساعة الأخيرة منه لتكمل أيام العدة الكاملة بساعاتها يرن جرس باب أهلها تماما كمن طرقه منذ عشرة سنوات مع فارق العمر, ويرتدي الثياب نفسها ويحمل الورد ذاته فيفتح الأب الباب بذهول ولم ينطق سوى كلمة تفضل فاستأذنه بان ينادي ابنته ليحدثها على مسمع الجميع وها هي تلف الحجاب على شعرها وتأتيه متلهفة ولكنها تتصنع الثقل فتجلس بهدوء بعد أن تسلمت الورد.

يبتسم تلك الابتسامة التي حيرتها وحيرتنا ويبدأ قائلا: عمي لقد جئتك يوما وأكرمت ضيافتي ووعدتك باني لن أفرط بابنتك ولم أخن وعدي ولكن هناك تغيير بسيط على وعدي, تزوجت ابنتك بمهر ضئيل ولا يليق بها وأموال الدنيا لن تليق بها ولكن سأقدم ما استطيع, كتبت ذلك البيت باسمها لتكون صاحبة البيت وصاحبة الشأن كله و مقدمها هو عشرة ملايين أما مؤخرها فليكن مليار إن رضت بهذا المبلغ الزهيد وإن سمحت لي وغفرت ما ارتكبته بحقها.
فصمت الجميع لتكسر الصمت بكلمة: أنا لا أنجب الأطفال ولكني والله أحبك.
فرد بابتسامة أصبح لها عنوان: ومن قال أنني أبحث عن الأولى؟؟؟!

خيالية 100%

ملاحظة: لا أشبه من هذه المرأة شيئا إلا بعض من ذكائها ولو أني أعترف أنني تمنيت كثيرا أن أكون هي وتكون أنا وهذا الرجل لا يشبه واقعي سوى جنونه!
وسامحوني على أخطاء اللغة العربية التي هجرتها منذ زمن وها أنا أعود لها لا محالة.

فضلا إن رغبت في إرسالها فلا تمسح بريدي الالكتروني منها فكم أنتظر تلك الاتهامات المشعة بالنقد بنوعيه




[email protected]
 
إنضم
30 يوليو 2009
المشاركات
434
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
 

..هموسه..

New member
إنضم
27 أكتوبر 2008
المشاركات
230
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يعطيج العافيه
القصه حلوه
يسلمووو