أسيرة القلوب
New member
- إنضم
- 13 أغسطس 2008
- المشاركات
- 560
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
وليد كان يراقبني، و رآني و أنا أضطرب، ثم أذهب نحو المقعد و أفتّش ما حوله..
أقبل وليد يسير ببطء ، حتى وقف خلفي مباشرة
و كنت أنا جالسة على الأرض محنية رأسي للأسفل ، أتحسس بيدي الأرضية تحت المقعد ...
يا إلهي أين اختفى !؟
" عمّ تبحثين ؟ "
رفعت نظري إلى الجبل الطويل الواقف خلف
فرأيت ميلا بسيطا لإحدى زاويتي فمه للأعلى، يعني ، شبه ابتسامة ماكرة !
قلت و أنا لا أزال في وضعي أنظر إليه كمن ينظر للسقف !
" هل رأيته ؟ "
" ما هو ؟؟ "
" محبسي ! "
" أي محبس ؟؟ "
" خاتم خطوبتي يا وليد ، تركته على الكتاب البارحة ! "
تغيّرت تعبيرات وليد و قال :
" هل يعني لك فقده شيئا مهما ؟؟ "
قلت مستغربة :
" طبعا ! إنه ليس مجرّد خاتم ! "
وليد عبس بعض الشيء، ثم مد يده في أحد جيوبه، و أخرج الخاتم...
و وضعه على المنضدة ...
نهضت أنا و نظرت إلى الخاتم، ثم إلى وليد... و حرت في أمره...
ولى وليد مدبرا خارجا من المنزل ألا أنه حين بلغ الباب استدار و قال :
" لن تضعي شيئا كهذا في يدك اليسرى قبل مضي سنين !
مهما كان الطرف الآخر ! لن أسمح بذلك ..."
و انصرف !
~ ~ ~ ~ ~ ~
أخيرا حلّ الليل! كم أنا مسرورة و في قمة السعادة..
فالليلة سنرتدي أنا و وليد خاتمي الخطوبة أخيرا !
قضيت فترة طويلة على غير العادة أمام المرآة أتزيّن !
أعددت لسهرة جميلة و رومانسية مع خطيبي، في الغرفة الخارجية...
و الإعداد يشمل العشاء، و طبق التحية، و الشموع الحمراء، و فستاني الأزرق الداكن
و تسريحتي الجميلة، و خاتمي الخطوبة، و طقم الشبكة
و أيضا الكلام اللطيف الذي حضّرته لأقوله لوليد!
و هو أهم ما في السهرة، فإن في قلبي مشاعر أود التعبير عنها...
بصراحة حتى الآن لا أشعر بأنني كبقية الفتيات المخطوبات، لأن ظروف وليد لم تسمح لنا بالاستمتاع بأيام خطوبتنا كما ينبغي...
كيف نهنأ و والداه توفيا قبل فترة تعتبر وجيزة...؟؟
و الآن بعدما استرد كيانه، و اجتاز الصدمة، حلّت رغد.. كعائق دون انفرادي بخطيبي!
و اليوم هي مستاءة منّي لأنني نسيت باب غرفتي مغلقا
بعد استبدال ملابسي، و أويت للنوم !
على كل ٍ استياؤها هذا جاء بفائدة ألا وهي بقاؤها بعيدة بعض الشيء !
فتح الباب أخيرا و دخل وليد.. خطيبي العزيز..
و انبهر بكل ما حوله، فقد صنعت جوا رومانسيا رائعا !
" جميل ! ذوقك جميل ! "
" شكرا وليد! تفضّل بالجلوس ! "
اتخذنا مجلسينا متقابلين تفصلنا مائدة العشاء المميز...
و إلى جانبنا منضدة صغيرة وضعت عليها علبة الخاتمين و العقد...
تبادلنا أطراف الحديث، الهادىء اللطيف، و الابتسامات الناعمة !
و بمجرّد أن نلبس الخاتمين، سأقول له : ( أحبك يا وليد ! )
كم تتخيلون كان مقدار سعادتي؟؟
و ماذا تتصوّرون لون وجهي ؟؟
و هل لديكم فكرة عن سرعة دقّات قلبي ؟؟
ليتكم كنتم معنا...
تناول وليد علبة الخاتمين، و أمسك بخاتمي الذهبي، و هم ّ بإلباسي إياه...
إنها اللحظة الحاسمة التي كنت انتظرها ...
حينها، سمعنا طرقا سريعا على الباب جعلنا نفزع و ننهض واقفين بسرعة...
" وليد.. "
و انفتح الباب ، فإذا بها أمي تقبل مسرعة ...
" أمي .. ماذا حدث ؟؟ "
أمي كانت تنظر إلى وليد و هي مقبلة نحوه و مخاطبة له بقول :
" وليد.. أسرع .. رغد متعبة جدا ! "
وليد ، لم ينتظر حتى إلى أن تنهي أمي جملتها
رمى بالخاتم بسرعة فوقع في كأس العصير... و قفز خارجا من الغرفة يركض بقوة...
كمتسابق في الماراثون...
لم تكن غير ثانية ، أو ربما عشر الثانية أو حتى جزء من مئة جزء منها
إلا و اختفى وليد.. و تلاشى كل شيء...!
و خيّم سكون على الغرفة.. لا يعكّره إلا رنين الخاتم المصطدم بالكأس..
و ظلام لا يوتّره إلا لهيب الشمع المنصهر أمام عيني ...
و بقايا أمسية..انتهت قبل أن تبدأ..
و سعادة اختفت قبل أن تظهر..
و لسان خرس قبل أن ينطق...
( أحبك يا وليد ) ....
أقبل وليد يسير ببطء ، حتى وقف خلفي مباشرة
و كنت أنا جالسة على الأرض محنية رأسي للأسفل ، أتحسس بيدي الأرضية تحت المقعد ...
يا إلهي أين اختفى !؟
" عمّ تبحثين ؟ "
رفعت نظري إلى الجبل الطويل الواقف خلف
فرأيت ميلا بسيطا لإحدى زاويتي فمه للأعلى، يعني ، شبه ابتسامة ماكرة !
قلت و أنا لا أزال في وضعي أنظر إليه كمن ينظر للسقف !
" هل رأيته ؟ "
" ما هو ؟؟ "
" محبسي ! "
" أي محبس ؟؟ "
" خاتم خطوبتي يا وليد ، تركته على الكتاب البارحة ! "
تغيّرت تعبيرات وليد و قال :
" هل يعني لك فقده شيئا مهما ؟؟ "
قلت مستغربة :
" طبعا ! إنه ليس مجرّد خاتم ! "
وليد عبس بعض الشيء، ثم مد يده في أحد جيوبه، و أخرج الخاتم...
و وضعه على المنضدة ...
نهضت أنا و نظرت إلى الخاتم، ثم إلى وليد... و حرت في أمره...
ولى وليد مدبرا خارجا من المنزل ألا أنه حين بلغ الباب استدار و قال :
" لن تضعي شيئا كهذا في يدك اليسرى قبل مضي سنين !
مهما كان الطرف الآخر ! لن أسمح بذلك ..."
و انصرف !
~ ~ ~ ~ ~ ~
أخيرا حلّ الليل! كم أنا مسرورة و في قمة السعادة..
فالليلة سنرتدي أنا و وليد خاتمي الخطوبة أخيرا !
قضيت فترة طويلة على غير العادة أمام المرآة أتزيّن !
أعددت لسهرة جميلة و رومانسية مع خطيبي، في الغرفة الخارجية...
و الإعداد يشمل العشاء، و طبق التحية، و الشموع الحمراء، و فستاني الأزرق الداكن
و تسريحتي الجميلة، و خاتمي الخطوبة، و طقم الشبكة
و أيضا الكلام اللطيف الذي حضّرته لأقوله لوليد!
و هو أهم ما في السهرة، فإن في قلبي مشاعر أود التعبير عنها...
بصراحة حتى الآن لا أشعر بأنني كبقية الفتيات المخطوبات، لأن ظروف وليد لم تسمح لنا بالاستمتاع بأيام خطوبتنا كما ينبغي...
كيف نهنأ و والداه توفيا قبل فترة تعتبر وجيزة...؟؟
و الآن بعدما استرد كيانه، و اجتاز الصدمة، حلّت رغد.. كعائق دون انفرادي بخطيبي!
و اليوم هي مستاءة منّي لأنني نسيت باب غرفتي مغلقا
بعد استبدال ملابسي، و أويت للنوم !
على كل ٍ استياؤها هذا جاء بفائدة ألا وهي بقاؤها بعيدة بعض الشيء !
فتح الباب أخيرا و دخل وليد.. خطيبي العزيز..
و انبهر بكل ما حوله، فقد صنعت جوا رومانسيا رائعا !
" جميل ! ذوقك جميل ! "
" شكرا وليد! تفضّل بالجلوس ! "
اتخذنا مجلسينا متقابلين تفصلنا مائدة العشاء المميز...
و إلى جانبنا منضدة صغيرة وضعت عليها علبة الخاتمين و العقد...
تبادلنا أطراف الحديث، الهادىء اللطيف، و الابتسامات الناعمة !
و بمجرّد أن نلبس الخاتمين، سأقول له : ( أحبك يا وليد ! )
كم تتخيلون كان مقدار سعادتي؟؟
و ماذا تتصوّرون لون وجهي ؟؟
و هل لديكم فكرة عن سرعة دقّات قلبي ؟؟
ليتكم كنتم معنا...
تناول وليد علبة الخاتمين، و أمسك بخاتمي الذهبي، و هم ّ بإلباسي إياه...
إنها اللحظة الحاسمة التي كنت انتظرها ...
حينها، سمعنا طرقا سريعا على الباب جعلنا نفزع و ننهض واقفين بسرعة...
" وليد.. "
و انفتح الباب ، فإذا بها أمي تقبل مسرعة ...
" أمي .. ماذا حدث ؟؟ "
أمي كانت تنظر إلى وليد و هي مقبلة نحوه و مخاطبة له بقول :
" وليد.. أسرع .. رغد متعبة جدا ! "
وليد ، لم ينتظر حتى إلى أن تنهي أمي جملتها
رمى بالخاتم بسرعة فوقع في كأس العصير... و قفز خارجا من الغرفة يركض بقوة...
كمتسابق في الماراثون...
لم تكن غير ثانية ، أو ربما عشر الثانية أو حتى جزء من مئة جزء منها
إلا و اختفى وليد.. و تلاشى كل شيء...!
و خيّم سكون على الغرفة.. لا يعكّره إلا رنين الخاتم المصطدم بالكأس..
و ظلام لا يوتّره إلا لهيب الشمع المنصهر أمام عيني ...
و بقايا أمسية..انتهت قبل أن تبدأ..
و سعادة اختفت قبل أن تظهر..
و لسان خرس قبل أن ينطق...
( أحبك يا وليد ) ....