أمي

[المحاميه ن]

بين كفيها نبتت شجرة محبة وارفة الظلال ...سقتها من رحيق روحها  المتعبة قطرة ..فقطرة ! نمت  وتفرعت  وتعانقت أغصانها.. فكنا وكان أبناؤنا ...!أما جذورها فقد  تغلغلت وسرت في عروقنا  **كنت ألوذ بجنة فيئها الحنون  من قيظ الحياة ..فتهدأ نفسي، ويبرد خاطري ،  ويطيب  ملاذي ..! **أهدتني والجميع    ثمارها بلامقابل..ولم تخص نفسها بشيء أبداً ..كانت جدّ قانعةً..القليل   يكفيها ..وجدّ سعيدةً .. فالعطاء يغنيها..!  ***ابتسامتها العذراء لم تكن تفارق شفتيها ..حتى وإن  كان قلبها محمل بالشجن..!!وكثيراً ما كنت المح  في  عسل عينيها الجميلتين    ..غمامة حزن    لا تصمد طويلاً حين يطلع  فجر ابتسامتها يقرؤنا الأمل  ..فسرعان ماتتلاشى ..!      طيكانت بسمة فجري ..! إذا فاتني مطلع  الفجر  .. لم يفتني  في  ثغر محياها  !كيف لا ! وقد كنت أراها جنة دنياي .ورضاها المعبر لنعيم الآخرة ! ***لن أنسى ! وكيف أنسى  دعواتها بلهفة  القلب المحب وهي تتدفق بتلقائية  ..تجمع في كلماتها البسيطة كل مافي معاجم الكون من أمنيات  فتروي عروقي  ..!كالغيث يروي انتظار الأرض  التي برح بها الظمأ..    فيستحيل  في لحظةٍ  جدب  أيامي  ربيعاً...!!***أي قلب  هو كان  قلبك ياأمي ..! ذاك الذي ظل يلملم جروحنا .. وينسى جرحه النازف على الدوام ..! يقود بصمت  دفة  سفيننا ويعبر بصبر عاصف الأنواء  ولا يستريح حتى يرسي بنا  على بر الأمان..!ومن قبل .. كان  حضناً وحصناً آمناً  للطفولة الخائفة ..من  أطياف المنام  .. و أشباح الظلام..!! *** ستظلين - وإن رحلت -  نور ليلي حين يخيم الظلام   وبسمة فجري .. حين ينقشع  الظلام !بقلم  المحامية نون