^DanaH^
New member
- إنضم
- 20 يناير 2007
- المشاركات
- 1,681
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0

شكل توضيحي للرقيقة الإلكترونية
نجح باحثون في الولايات المتحدة في بناء أول "رقيقة" إلكترونية تستطيع أن تنفِّذ آليًّا كل الخطوات المتبعة في التخصيب المجهري، وإجراء جميع خطوات التلقيح والإخصاب الاصطناعي اللازمة لإنتاج أطفال الأنابيب، حتى مرحلة تحضير الجنين للزرع داخل الرحم. ويتوقع الباحثون أن يتكون أطفال المستقبل ويعيشون الأيام الأولى من نموهم على رقيقة إلكترونية، يتحكم فيها جهاز كمبيوتر.
وقاد الباحثان "ديفيد بيب" و"ماثيو ويلر" فريقًا بحثيًّا قام ببناء أول نموذج تطبيقي يستطيع أن ينفِّذ الخطوات الرئيسة اللازمة لإنتاج الجنين، ونجحا في إنتاج أجنة فئران بسرعة وبدقة عالية، وبطريقة أكثر كفاءة من الطرق التقليدية عن طريق استخدام رقيقة إلكترونية مبرمجة دقيقة للغاية.
ويتوقّع المراقبون أن يتم استخدام هذه التقنية في البداية لإنتاج الماشية، لكن الهدف النهائي لها سيكون إنتاج الأجنة البشرية. ويهدف العلماء لتطوير هذه التقنية في النهاية، حتى يمكن تصنيف واختبار الأجنة تبعًا للعيوب الجينية والوراثية، ومن ثَم اختيار الأكثر صلاحية منها والتخلص من المعطوب منها.
تخلص من الصحن القديم!
ومن المعروف أن "تقنية أطفال الأنابيب" التقليدية، تعتمد على وضع الحيوانات المنوية والبويضات في صحن (طبق بيتري) زجاجي، ويتم حفظه في ظروف مختبرية قياسية للحصول على البويضات المخصَّبة؛ حتى تصل لمرحلة مناسبة للاستزراع داخل الرحم. ويتم تغذية البويضات ببيئات مغذية اصطناعية مختلفة، حسب مرحلة النمو؛ ولذلك يتم نقلها من صحن إلى آخر عن طريق ماصَّة.
ويشبه "بيب" المهندس الطبي الحيوي في جامعة "ويسكونسن" صعوبة ما يحدث عادة في "مختبرات أطفال الأنابيب" للحصول على بويضة ملقَّحة، كأنما يتم صيدها من المحيط الأطلسي وزرعها مرة أخرى في المحيط الهادي؛ ولهذا قام "بيب وويلر" إخصائي علم الأجنة في جامعة "إيلينويز" بتصميم هذه الرقيقة الدقيقة لتقليد الظروف المحيطة بالبويضة داخل منطقة الجهاز التناسلي للأنثى، وتسهيل الطريقة الاعتيادية المتبعة حاليًا للحصول على "طفل الأنابيب".
صنعت هذه الآلة، من مادة شفًّافة، تشبه الشريحة الزجاجية وتحتوي على شبكة من القنوات الصغيرة جدًّا، بعمق وعرض يصل إلى 0.2 ملليمتر، وتم توصيل هذه القنوات الدقيقة إلى حقنة مبرمجة لضخِّ الأغذية اللازمة للجنين في مراحله المختلفة، وإزالة السوائل، وتحريك الجنين إلى المكان المطلوب. وتمثل هذه الرقيقة عمليًّا طريقة عمل الأجهزة التناسلية الطبيعية، وقد تكون قادرة في النهاية على فحص وفرز الأجنة عن طريق تشخيص أي عيوب وراثية فيهم.
وفي مرحلة اختبار الرقيقة الجديدة زرع الفريق مجموعة من أجنة الفئران لحساب كفاءة الجهاز الجديد في التوصل لأجنة متطوِّرة يمكن زرعها بعد الوصول إلى الطور المناسب "طور البلاستوسيست" blastocyst، وجد الفريق البحثي أن 75% من الأجنة تحوَّلت إلى المرحلة اللازمة للزرع بعد 48 ساعة فقط، ومن المعروف أنه لا يتمكن أي جنين مزروع في صحن "بيتري" تقليدي من الوصول إلى هذه المرحلة في هذه الفترة الزمنية البسيطة.
واستعمل الباحثون هذه الرقيقة أيضًا لإزالة الغشاء الذي يغلف الجنين المبكر والمعروف باسم "zona pellucida"، ويستخدم هذا الأسلوب مع أجنة الإنسان كمرحلة هامة تُعرف بمرحلة "التفقيس المساعد" assisted hatching والتي تعمل على تشجيع الزرع، وتتم هذه المرحلة تقليديًّا عن طريق وضع الجنين في وسط حامضي، وإزالته بسرعة عند تحطُّم الصدفة الخارجية للجنين، وقد يتلف الجنين إذا وُضع لمدة طويلة في الوسط الحامضي في كثير من الأحيان.
ونجح الباحثون في إزالة الغشاء بسرعة كبيرة عن طريق غسل الجنين بالحامض بعد حجزه في قناة دقيقةmicrochannel ، تم صنعها خصيصًا لهذا الغرض على الرقيقة الحديثة؛ وبذلك سهلت هذه العملية أيضًا التي كانت تحتاج لجهد كبير.
