الصبر_وياك
New member
- إنضم
- 16 فبراير 2009
- المشاركات
- 612
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الضغوط الحياتية
لا سعادة بلا اطمئنان ولا اطمئنان بلا إيمان، وكما يقول القرآن الكريم: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وفي الحقيقة فإن الإيمان يمنحك السعادة من جهتين:
الأولى: من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة، وهي من أخطر أسباب التعاسة والشقاء، فلا شيء يضمن
ربما لا يخفى على أحد أن معظمنا يعاني العديد من الضغوط الحياتية. وهذه حقيقة نعلمها جميعا. فالطفل مثلا يشعر بضغوط الوالدين عليه خلال فترة الامتحانات وكذلك العامل يشعر دائما بضغوط الأعمال التي يتوجب عليه إنجازها ورفعها إلى رؤسائه في المواعيد المحددة لذلك ونفس الأمر ينطبق على الرياضي الذي يرى أنه مسؤول عن تنفيذ تعليمات مدربة وصولا إلى أفضل النتائج.
وبذلك نرى أن المسؤوليات الحياتية المختلفة تجعلنا عرضة دائما للوقوع تحت تأثير الضغوط المختلفة. ولا تنتهي قائمة هذه الضغوط في الحياة. فأحيانا نشعر أننا نسير في رحلة طويلة ننتقل خلالها من محطة من الضغوط لنصل إلى أخرى لا تختلف عن سابقتها إلا في شكل هذه الضغوط فقط.
ويعتقد الكثير من الناس أنه لا يمكننا الاستغناء عن هذه الضغوط. فهؤلاء يشعرون أنهم يحتاجون إلى هذه الضغوط لكي ينجزوا أعمالهم في المواعيد المحددة لذلك. وهناك من يرى أن هذه الضغوط ضرورية حتى يستطيع أن يكون عند حسن ظن الآخرين وألا يخيب آمالهم.
والحقيقة أن وقوع الشخص تحت تأثر هذه الضغوط لا يتعدى أكثر من كونه نوعا من العادة السيئة التي تدمر الفرد تدريجيا وتستنفذ طاقته وتحرقه من الداخل كما تؤثر على سعادته وكفاءته في العمل أيضا.
التقليل من حدة الضغوط :
نحتاج جميعا إلى أن نقلل من حدة هذه الضغوط وتأثيرها علينا. ولكي نصل إلى ذلك لابد أن نعرف أن سبب هذه الضغوط الحياتية لا يتمثل في الوالدين أو رؤساء العمل أو المجتمع بل إن السبب هنا ينبع من داخل الفرد نفسه. فليس من المنطقي أن نتعلل بضيق الوقت أو كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. فقد أجمع علماء النفس أن الضغوط والقلق ينبعان من داخل الشخص. وخير دليل على ذلك أننا يمكن أن نرى في حياتنا اليومية شخصين يقومان بنفس العمل ويرتبطان بنفس المواعيد ولكننا نرى أحدهما يؤدي عمله بهدوء وسكينة ونوع من الاطمئنان في الوقت الذي نرى فيه الآخر مضطربا ومتعجلا ويساوره القلق إلى أن ينتهي من مهمته ليبدأ القلق والاضطراب بعد ذلك عندما يسند إليه عمل جديدة. لأجل ذلك نقول إن الوقوع تحت تأثير الضغوط الحياتية يرجع في الأساس إلى عوامل داخلية تخص الفرد نفسه.
لماذا الاكتئاب والقلق من المسؤوليات؟
وإذا سلمنا أن وقوع الشخص تحت تأثير الضغوط الحياتية يعود إلى الشخص نفسه فمعنى ذلك أنه قادر على تغيير هذه العادة السيئة إلا إذا كان قد أدمن ذلك شأنه في ذلك شأن العديد من الناس.
ويرجع الإدمان في هذه الحالة إلى ترك الشخص لأعماله ومسؤولياته حتى اللحظات الأخيرة. وهناك مجموعات كبيرة من الناس تميل إلى ترك أعمالها وعدم التفكير في إنجازها إلا في اللحظات الأخيرة بل وعندما تطلب منها. ولكن لماذا الاكتئاب والقلق من الأعمال والمسؤوليات التي تسند إلى الشخص.
هذا السؤال يطرحه علماء النفس على الدوام وقد توصلوا إلى أن هناك من يشعر بالخوف من هذه الأعمال. ويظهر هذا الخوف في صورة ضغوط نفسية وقلق ورعب أو مزيج من هذه المشاعر. وأيا كان الشعور الذي يظهره الشخص فهو في النهاية صورة من صور الخوف الداخلي.
خطوات على طريق العلاج :
من الممكن أن نستفيد من هذه الخطوات البسيطة للتخلص من الضغوط الحياتية التي تحيط بنا.
وأولى خطوات العلاج التي يجب اللجوء إليها أن نعطي لأنفسنا فاصلا قصيرا فتبتعد عن الضغوط النفسية بحيث يكون هناك قطع لهذا الأساس المستمر بالخوف.
أما الخطوة الثانية فتتلخص في ضرورة معرفة أنك لا تشعر بالقلق والاضطراب فحسب بل تعمل على خلق هذه المشاعر السلبية أيضا.
يأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة وهي ضرورة إمعان التفكير في مصدر هذه الأفكار السلبية. فما الذي يدفعك مثلا إلى أن تشغل نفسك بفكرة مثل ربما لا أستطيع اللحاق بالموعد. أو ربما لا أستطيع أن أنفذ الأعمال الموكلة إلي.
إذا قمت بتنفيذ هذه الخطوات الثلاثة فلابد من أن تتبعها بالخطوة الرابعة ألا وهي ضرورة التمسك باستبدال الأفكار التي تؤدي إلى الخوف والقلق فأفكار إيجابية أخرى تبعث على الثقة والهدوء والاطمئنان. ولكي يتسنى لك ذلك لابد من تغيير المعتقدات المؤدية لهذه الأفكار السلبية.
وتكلل كل هذه الخطوات بهذه الخطوة الخامسة التي تتخلص في ضرورة الوقوف على المعتقدات الخاطئة وإزالتها حتى لا تؤدي إلى التفكير السلبي.
كل هذه الخطوات تحتاج منك إلى قوة وطاقة. فإذا أردنا أن نغير درجة إضاءة الغرفة فعلينا أن نفتح الستائر حتى نسمح لضوء الشمس بالدخول أو البحث عن مصدر أخر لإضاءة المصابيح وللأسف الشديد لا يمكن استخدام ضوء الشمس أو المصابيح للتخلص من الضغوط الداخلية ولكننا نحتاج إلى طاقة أعمق.
مصباح قوة الحقيقة :
أحيانا يرمز لهذه الطاقة أو القوة بمصطلح قوة الحقيقة فالمعتقدات لا يمكن أن ترقي إلى مستوى الحقيقة. فمعظم المعتقدات عبارة عن نوع من الأكاذيب. وهذه الأكاذيب هي المسئولة بالدرجة الأولى عن شعورك بالقلق والاضطراب وإليك عزيزي القارئ بعض المعتقدات الكاذبة التي يجب التخلص منها وذلك عن طريق إعادة صياغتها من جديد بطريقة تمكننا من الوقوف على الوجه الحقيقي لهذه المعتقدات.
خدعة المواعيد:
هناك معتقد خطير يترسخ في أذهان الكثير منا. وتتلخص طبيعة هذا المعتقد في اعتقاد الشخص بأنه سوف يصاب بمكروه أو يفصل من وظيفته إذا لم ينجز أعماله في المواعيد المحددة لذلك. ولهذا السبب نراه في حالة دائمة من القلق والاضطراب.
الحقيقة الغائبة:
لا بد أن نعرف جميعاً أنه لا يمكن أن نفقد كل شيء بمجرد أننا لم نستطع اللحاق بموعد معين. كما أنه لو حدث وأن فقد شخص ما لوظيفته فهذه ليست نهاية المطاف. فهناك احتمال كبير للحصول على وظيفة أفضل وأحسن.
المفهوم الخاطئ لمستوى الأداء:
وهذا المعتقد يعتبر من أهم المعتقدات التي تسبب لنا الضغط النفسي والاضطراب الذهني حيث يعتقد الشخص بأنه ربما يقل مستوى أدائه مع مرور الوقت ومن ثم لا يستطيع الوصول إلى الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقاً.
الحقيقة الغائبة:
لا يجب صياغة هذا المعتقد بالصورة السابقة والأفضل أن يقوم الشخص بتقديم أقصى ما لديه في ظل الظروف والإمكانات الراهنة كما ينصح بمحاولة التطوير من نفسه وبالتالي لن يكون هناك أي تقصير. الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف بعد ذلك.
عبء الالتزامات المالية:
ويلعب هذا المعتقد الدور الأكبر في وقوع الشخص فريسة للضغوط الحياتية والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب. وهنا يعتقد الشخص بأنه ربما لا يتمكن من الحصول على الأموال الكافية التي تمكنه من الوفاء بالتزاماته المادية.
الحقيقة الغائبة:
من الأفضل أن يقوم الإنسان بالتأقلم مع وضعه المادي في الظروف الراهنة وألا يسعى إلى توسيع دائرة نفقاته إلا بعد التأكد من وجود مصادر جديدة للدخل.
القلق بشأن المستقبل:
هناك مجموعة كبيرة من الناس تعتقد دائماً أن المستقبل سوف يكون أسوأ من الوقت الحالي.
الحقيقة الغائبة:
من المهم أن ندرك أن كل شيء في هذه الحياة قابل للتغير. وهناك دائماً أسباب لهذا التغير. وليس من المهم أن يكون هذا التغير للأسوأ فربما يكون المستقبل أفضل من الحاضر.
القلق بشأن أراء الآخرين:
ومن الأمور التي تسبب لنا الضغوط والاضطرابات النفسية هي الانشغال الدائم بالظهور في أفضل صورة أمام الآخرين معتقدين في ذلك أننا ننال تشجيعهم واستحسانهم. أما إذا جاء أدائنا مخيباً للآمال فسوف نفقد هذا التشجيع.
الحقيقة الغائبة:
لا يمكن الاعتماد في حياتنا على أراء الآخرين. فمهما فعلنا لن نستطيع أن نرضي جميع المحيطين بنا في كل الأوقات. ولذلك فلسنا في حاجة ماسة لمحاولة استجداء رضا الآخرين.
فوبيا المرض:
كثيراً ما نقابل في حياتنا للعديد من الأشخاص الذين يخافون من المرض بطريقة تؤرق حياتهم وتنغص عيشهم. فهؤلاء يخافون دائماً من تدهور حالتهم الصحية الأمر الذي يمنعهم من الاستمتاع بالحياة.
الحقيقة الغائبة:
لا بد أن نعرف جميعاً أن كل الأمراض العضوية ما هي إلا رسائل تنبيه تحذرنا من ضرورة تغيير شيء معين سواء كان على مستوى التفكير أو المشاعر.
هاجس الطموح والأهداف:
ويتلخص هذا المعتقد الخاطئ في انشغال الشخص طوال الوقت بضرورة تحقيق أهدافه حتى يصل إلى مرحلة التتويج والنجاح وصولاً إلى السعادة المنشودة.
الحقيقة الغائبة:
من المهم أن نعي أنه يمكن للشخص أن يحقق سعادته قبل الوصول إلى أي هدف. وهذه السعادة التي تنبع من الداخل سوف تكون الدافع الأكبر الذي يحفزنا لتحقيق ما نصبو إليه من أهداف. ويجب أن نسلم جميعاً أننا لن نستطيع الوصول إلى أي غاية ونحن في حالة من الاكتئاب والقلق. وبذلك نرى أن السبب الرئيسي في الضغوط الحياتية والاضطرابات النفسية يتلخص في الصياغة الخاطئة للعديد من المعتقدات. وهذه المعتقدات في الحقيقة لا تعد عن كونها مجموعة من الأكاذيب. فمعظم الهواجس التي تساورنا وتمنعنا من الاستمتاع بحياتنا يتم صياغتها عن طريقة سوف أفقد.... إذا لم أفعل... ويمكنك التغلب على هذه المعتقدات عندما تعلم جيداً أنه ليس هناك شيء يمكن أن تفقده. لسبب بسيط جداً وهو أننا لا نملك شيئاً من الأساس حتى أجسامنا ليست ملكا لنا. إذاً يمكنك التخلص من كل هذه الضغوط الحياتية وذلك بالتفتيش عن المعتقدات الخاطئة التي استقرت بذهنك ومحاولة إيجاد الحقيقة الغائبة عن كل معتقد بحيث تنقيه من جميع الجوانب السلبية التي ترهقك.
المصدر: مجلة الابعاد الخفية- ديسمبر 2009
لا سعادة بلا اطمئنان ولا اطمئنان بلا إيمان، وكما يقول القرآن الكريم: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وفي الحقيقة فإن الإيمان يمنحك السعادة من جهتين:
الأولى: من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة، وهي من أخطر أسباب التعاسة والشقاء، فلا شيء يضمن
ربما لا يخفى على أحد أن معظمنا يعاني العديد من الضغوط الحياتية. وهذه حقيقة نعلمها جميعا. فالطفل مثلا يشعر بضغوط الوالدين عليه خلال فترة الامتحانات وكذلك العامل يشعر دائما بضغوط الأعمال التي يتوجب عليه إنجازها ورفعها إلى رؤسائه في المواعيد المحددة لذلك ونفس الأمر ينطبق على الرياضي الذي يرى أنه مسؤول عن تنفيذ تعليمات مدربة وصولا إلى أفضل النتائج.
وبذلك نرى أن المسؤوليات الحياتية المختلفة تجعلنا عرضة دائما للوقوع تحت تأثير الضغوط المختلفة. ولا تنتهي قائمة هذه الضغوط في الحياة. فأحيانا نشعر أننا نسير في رحلة طويلة ننتقل خلالها من محطة من الضغوط لنصل إلى أخرى لا تختلف عن سابقتها إلا في شكل هذه الضغوط فقط.
ويعتقد الكثير من الناس أنه لا يمكننا الاستغناء عن هذه الضغوط. فهؤلاء يشعرون أنهم يحتاجون إلى هذه الضغوط لكي ينجزوا أعمالهم في المواعيد المحددة لذلك. وهناك من يرى أن هذه الضغوط ضرورية حتى يستطيع أن يكون عند حسن ظن الآخرين وألا يخيب آمالهم.
والحقيقة أن وقوع الشخص تحت تأثر هذه الضغوط لا يتعدى أكثر من كونه نوعا من العادة السيئة التي تدمر الفرد تدريجيا وتستنفذ طاقته وتحرقه من الداخل كما تؤثر على سعادته وكفاءته في العمل أيضا.
التقليل من حدة الضغوط :
نحتاج جميعا إلى أن نقلل من حدة هذه الضغوط وتأثيرها علينا. ولكي نصل إلى ذلك لابد أن نعرف أن سبب هذه الضغوط الحياتية لا يتمثل في الوالدين أو رؤساء العمل أو المجتمع بل إن السبب هنا ينبع من داخل الفرد نفسه. فليس من المنطقي أن نتعلل بضيق الوقت أو كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. فقد أجمع علماء النفس أن الضغوط والقلق ينبعان من داخل الشخص. وخير دليل على ذلك أننا يمكن أن نرى في حياتنا اليومية شخصين يقومان بنفس العمل ويرتبطان بنفس المواعيد ولكننا نرى أحدهما يؤدي عمله بهدوء وسكينة ونوع من الاطمئنان في الوقت الذي نرى فيه الآخر مضطربا ومتعجلا ويساوره القلق إلى أن ينتهي من مهمته ليبدأ القلق والاضطراب بعد ذلك عندما يسند إليه عمل جديدة. لأجل ذلك نقول إن الوقوع تحت تأثير الضغوط الحياتية يرجع في الأساس إلى عوامل داخلية تخص الفرد نفسه.
لماذا الاكتئاب والقلق من المسؤوليات؟
وإذا سلمنا أن وقوع الشخص تحت تأثير الضغوط الحياتية يعود إلى الشخص نفسه فمعنى ذلك أنه قادر على تغيير هذه العادة السيئة إلا إذا كان قد أدمن ذلك شأنه في ذلك شأن العديد من الناس.
ويرجع الإدمان في هذه الحالة إلى ترك الشخص لأعماله ومسؤولياته حتى اللحظات الأخيرة. وهناك مجموعات كبيرة من الناس تميل إلى ترك أعمالها وعدم التفكير في إنجازها إلا في اللحظات الأخيرة بل وعندما تطلب منها. ولكن لماذا الاكتئاب والقلق من الأعمال والمسؤوليات التي تسند إلى الشخص.
هذا السؤال يطرحه علماء النفس على الدوام وقد توصلوا إلى أن هناك من يشعر بالخوف من هذه الأعمال. ويظهر هذا الخوف في صورة ضغوط نفسية وقلق ورعب أو مزيج من هذه المشاعر. وأيا كان الشعور الذي يظهره الشخص فهو في النهاية صورة من صور الخوف الداخلي.
خطوات على طريق العلاج :
من الممكن أن نستفيد من هذه الخطوات البسيطة للتخلص من الضغوط الحياتية التي تحيط بنا.
وأولى خطوات العلاج التي يجب اللجوء إليها أن نعطي لأنفسنا فاصلا قصيرا فتبتعد عن الضغوط النفسية بحيث يكون هناك قطع لهذا الأساس المستمر بالخوف.
أما الخطوة الثانية فتتلخص في ضرورة معرفة أنك لا تشعر بالقلق والاضطراب فحسب بل تعمل على خلق هذه المشاعر السلبية أيضا.
يأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة وهي ضرورة إمعان التفكير في مصدر هذه الأفكار السلبية. فما الذي يدفعك مثلا إلى أن تشغل نفسك بفكرة مثل ربما لا أستطيع اللحاق بالموعد. أو ربما لا أستطيع أن أنفذ الأعمال الموكلة إلي.
إذا قمت بتنفيذ هذه الخطوات الثلاثة فلابد من أن تتبعها بالخطوة الرابعة ألا وهي ضرورة التمسك باستبدال الأفكار التي تؤدي إلى الخوف والقلق فأفكار إيجابية أخرى تبعث على الثقة والهدوء والاطمئنان. ولكي يتسنى لك ذلك لابد من تغيير المعتقدات المؤدية لهذه الأفكار السلبية.
وتكلل كل هذه الخطوات بهذه الخطوة الخامسة التي تتخلص في ضرورة الوقوف على المعتقدات الخاطئة وإزالتها حتى لا تؤدي إلى التفكير السلبي.
كل هذه الخطوات تحتاج منك إلى قوة وطاقة. فإذا أردنا أن نغير درجة إضاءة الغرفة فعلينا أن نفتح الستائر حتى نسمح لضوء الشمس بالدخول أو البحث عن مصدر أخر لإضاءة المصابيح وللأسف الشديد لا يمكن استخدام ضوء الشمس أو المصابيح للتخلص من الضغوط الداخلية ولكننا نحتاج إلى طاقة أعمق.
مصباح قوة الحقيقة :
أحيانا يرمز لهذه الطاقة أو القوة بمصطلح قوة الحقيقة فالمعتقدات لا يمكن أن ترقي إلى مستوى الحقيقة. فمعظم المعتقدات عبارة عن نوع من الأكاذيب. وهذه الأكاذيب هي المسئولة بالدرجة الأولى عن شعورك بالقلق والاضطراب وإليك عزيزي القارئ بعض المعتقدات الكاذبة التي يجب التخلص منها وذلك عن طريق إعادة صياغتها من جديد بطريقة تمكننا من الوقوف على الوجه الحقيقي لهذه المعتقدات.
خدعة المواعيد:
هناك معتقد خطير يترسخ في أذهان الكثير منا. وتتلخص طبيعة هذا المعتقد في اعتقاد الشخص بأنه سوف يصاب بمكروه أو يفصل من وظيفته إذا لم ينجز أعماله في المواعيد المحددة لذلك. ولهذا السبب نراه في حالة دائمة من القلق والاضطراب.
الحقيقة الغائبة:
لا بد أن نعرف جميعاً أنه لا يمكن أن نفقد كل شيء بمجرد أننا لم نستطع اللحاق بموعد معين. كما أنه لو حدث وأن فقد شخص ما لوظيفته فهذه ليست نهاية المطاف. فهناك احتمال كبير للحصول على وظيفة أفضل وأحسن.
المفهوم الخاطئ لمستوى الأداء:
وهذا المعتقد يعتبر من أهم المعتقدات التي تسبب لنا الضغط النفسي والاضطراب الذهني حيث يعتقد الشخص بأنه ربما يقل مستوى أدائه مع مرور الوقت ومن ثم لا يستطيع الوصول إلى الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقاً.
الحقيقة الغائبة:
لا يجب صياغة هذا المعتقد بالصورة السابقة والأفضل أن يقوم الشخص بتقديم أقصى ما لديه في ظل الظروف والإمكانات الراهنة كما ينصح بمحاولة التطوير من نفسه وبالتالي لن يكون هناك أي تقصير. الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف بعد ذلك.
عبء الالتزامات المالية:
ويلعب هذا المعتقد الدور الأكبر في وقوع الشخص فريسة للضغوط الحياتية والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب. وهنا يعتقد الشخص بأنه ربما لا يتمكن من الحصول على الأموال الكافية التي تمكنه من الوفاء بالتزاماته المادية.
الحقيقة الغائبة:
من الأفضل أن يقوم الإنسان بالتأقلم مع وضعه المادي في الظروف الراهنة وألا يسعى إلى توسيع دائرة نفقاته إلا بعد التأكد من وجود مصادر جديدة للدخل.
القلق بشأن المستقبل:
هناك مجموعة كبيرة من الناس تعتقد دائماً أن المستقبل سوف يكون أسوأ من الوقت الحالي.
الحقيقة الغائبة:
من المهم أن ندرك أن كل شيء في هذه الحياة قابل للتغير. وهناك دائماً أسباب لهذا التغير. وليس من المهم أن يكون هذا التغير للأسوأ فربما يكون المستقبل أفضل من الحاضر.
القلق بشأن أراء الآخرين:
ومن الأمور التي تسبب لنا الضغوط والاضطرابات النفسية هي الانشغال الدائم بالظهور في أفضل صورة أمام الآخرين معتقدين في ذلك أننا ننال تشجيعهم واستحسانهم. أما إذا جاء أدائنا مخيباً للآمال فسوف نفقد هذا التشجيع.
الحقيقة الغائبة:
لا يمكن الاعتماد في حياتنا على أراء الآخرين. فمهما فعلنا لن نستطيع أن نرضي جميع المحيطين بنا في كل الأوقات. ولذلك فلسنا في حاجة ماسة لمحاولة استجداء رضا الآخرين.
فوبيا المرض:
كثيراً ما نقابل في حياتنا للعديد من الأشخاص الذين يخافون من المرض بطريقة تؤرق حياتهم وتنغص عيشهم. فهؤلاء يخافون دائماً من تدهور حالتهم الصحية الأمر الذي يمنعهم من الاستمتاع بالحياة.
الحقيقة الغائبة:
لا بد أن نعرف جميعاً أن كل الأمراض العضوية ما هي إلا رسائل تنبيه تحذرنا من ضرورة تغيير شيء معين سواء كان على مستوى التفكير أو المشاعر.
هاجس الطموح والأهداف:
ويتلخص هذا المعتقد الخاطئ في انشغال الشخص طوال الوقت بضرورة تحقيق أهدافه حتى يصل إلى مرحلة التتويج والنجاح وصولاً إلى السعادة المنشودة.
الحقيقة الغائبة:
من المهم أن نعي أنه يمكن للشخص أن يحقق سعادته قبل الوصول إلى أي هدف. وهذه السعادة التي تنبع من الداخل سوف تكون الدافع الأكبر الذي يحفزنا لتحقيق ما نصبو إليه من أهداف. ويجب أن نسلم جميعاً أننا لن نستطيع الوصول إلى أي غاية ونحن في حالة من الاكتئاب والقلق. وبذلك نرى أن السبب الرئيسي في الضغوط الحياتية والاضطرابات النفسية يتلخص في الصياغة الخاطئة للعديد من المعتقدات. وهذه المعتقدات في الحقيقة لا تعد عن كونها مجموعة من الأكاذيب. فمعظم الهواجس التي تساورنا وتمنعنا من الاستمتاع بحياتنا يتم صياغتها عن طريقة سوف أفقد.... إذا لم أفعل... ويمكنك التغلب على هذه المعتقدات عندما تعلم جيداً أنه ليس هناك شيء يمكن أن تفقده. لسبب بسيط جداً وهو أننا لا نملك شيئاً من الأساس حتى أجسامنا ليست ملكا لنا. إذاً يمكنك التخلص من كل هذه الضغوط الحياتية وذلك بالتفتيش عن المعتقدات الخاطئة التي استقرت بذهنك ومحاولة إيجاد الحقيقة الغائبة عن كل معتقد بحيث تنقيه من جميع الجوانب السلبية التي ترهقك.
المصدر: مجلة الابعاد الخفية- ديسمبر 2009