" أسطورة الأدب الرفيع "
حيث لم يعد هناك أدباً ، لنقيمه ان كان رفيعاً أم لا ..؟
كنت قد نُصحت ، هذه اللَيلة بقراءة العمل البديع للدكتور / علي الوردي
" أسطورة الأدب الرفيع "
وكانت من أجمل النصائح ، التي نصحت بها .. هو عبارة عن مقالات ، بين الدكتور علي الوردي ، وبين الشاعر الدكتور عبدالرزاق محي الدين ، كتب محي الدين مقالات ينتقد فيها اراء الدكتور علي بشأن أرائه باللغه والشعر الجاهلي وعلم البيان والعروض والقوافي ، وجاء مقالات الشاعر محي الدين ، كما هي ، ومن ثم مقالات الدكتور علي الوردي ، كرد على مقالات الشاعر ، وقد جاء الدكتور علي الوردي بكتابه ، بجزئية هامه ، رأيت أن انقلها لكُم ، لما رأيته بها من رأي سديد ..
الدكتور / علي الوردي
الشاعر الدكتور ، عبدالرزاق محي الدين
" وهُنا تظهر مشكلة الناشئين من الأدباء . فكثيراً ما نراهم يشكون من أصحاب المجلات والصُحف ، ويتهمونهم بأنهم لا يساعدونهم على نشر ما تجود به أقلامهم ولا يشجعونهم عليه .
رأيت أحد هؤلاء ذات يوم وهو يسب الصحافة ، ولما سألته عن السبب قال بأنه أرسل عدة مقالات إلى المجلات والصحف المختلفة فلم تنشر منها واحدة ، وكيف يمكن أن ينبغ الأديب إذا وجد نفسه محاطاً بمثل هذا التثبيط الشامل ؟
هذا ماقاله صاحبنا ، وهو يظن ان سر نبوغ الأديب كامن في تشجيع الناشرين له ، إنه لا يدري بأن الأدباء العظام قد عانوا في بادئ أمرهم من التثبيط أشد مما عانى ، ولكنهم كافحوا وثابروا حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه .
ولو وجد الأديب التشجيع الكثير من أول أمره لما صار أديباً وانه يجب ان يرمي نفسه في بودقة الحياة ، لينصهر بها ويبرز جوهره ولولا هذه الودقة لظهر لدينا من الأباء آلوف مؤلفة ، ولوصل عياطهم الى عنان السماء ..!*(1)
لعمري يا دكتور علي انهم صاروا ملايين مولوله .. وانهم ما عادوا مثل صاحبك يسب الصحافه لعدم نشره مقالاته ، ولا يطلبون تشجيع الناشرين ، انما شجعوا انفسهم بأنفسهم واصدورا كتبهم الخاصه من غير الحاجه لهم بالمرور بالصحافه أولاً بل اشتروا المديح والكلمات الرنانه ، وما عادوا يحتاجون الى الإنصهار ببودقة الحياة ، والمثابرة للوصول ..!
رحمة الله عليك يا دكتور علي الوردي
----------------------------------------
*(1) - أسطورة الأدب الرفيع - ص 68 - 69 منشورات سعيد بن جبير الطبعه الأولى 2000 /2005
حيث لم يعد هناك أدباً ، لنقيمه ان كان رفيعاً أم لا ..؟

كنت قد نُصحت ، هذه اللَيلة بقراءة العمل البديع للدكتور / علي الوردي
" أسطورة الأدب الرفيع "
وكانت من أجمل النصائح ، التي نصحت بها .. هو عبارة عن مقالات ، بين الدكتور علي الوردي ، وبين الشاعر الدكتور عبدالرزاق محي الدين ، كتب محي الدين مقالات ينتقد فيها اراء الدكتور علي بشأن أرائه باللغه والشعر الجاهلي وعلم البيان والعروض والقوافي ، وجاء مقالات الشاعر محي الدين ، كما هي ، ومن ثم مقالات الدكتور علي الوردي ، كرد على مقالات الشاعر ، وقد جاء الدكتور علي الوردي بكتابه ، بجزئية هامه ، رأيت أن انقلها لكُم ، لما رأيته بها من رأي سديد ..

الدكتور / علي الوردي

الشاعر الدكتور ، عبدالرزاق محي الدين
" وهُنا تظهر مشكلة الناشئين من الأدباء . فكثيراً ما نراهم يشكون من أصحاب المجلات والصُحف ، ويتهمونهم بأنهم لا يساعدونهم على نشر ما تجود به أقلامهم ولا يشجعونهم عليه .
رأيت أحد هؤلاء ذات يوم وهو يسب الصحافة ، ولما سألته عن السبب قال بأنه أرسل عدة مقالات إلى المجلات والصحف المختلفة فلم تنشر منها واحدة ، وكيف يمكن أن ينبغ الأديب إذا وجد نفسه محاطاً بمثل هذا التثبيط الشامل ؟
هذا ماقاله صاحبنا ، وهو يظن ان سر نبوغ الأديب كامن في تشجيع الناشرين له ، إنه لا يدري بأن الأدباء العظام قد عانوا في بادئ أمرهم من التثبيط أشد مما عانى ، ولكنهم كافحوا وثابروا حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه .
ولو وجد الأديب التشجيع الكثير من أول أمره لما صار أديباً وانه يجب ان يرمي نفسه في بودقة الحياة ، لينصهر بها ويبرز جوهره ولولا هذه الودقة لظهر لدينا من الأباء آلوف مؤلفة ، ولوصل عياطهم الى عنان السماء ..!*(1)
لعمري يا دكتور علي انهم صاروا ملايين مولوله .. وانهم ما عادوا مثل صاحبك يسب الصحافه لعدم نشره مقالاته ، ولا يطلبون تشجيع الناشرين ، انما شجعوا انفسهم بأنفسهم واصدورا كتبهم الخاصه من غير الحاجه لهم بالمرور بالصحافه أولاً بل اشتروا المديح والكلمات الرنانه ، وما عادوا يحتاجون الى الإنصهار ببودقة الحياة ، والمثابرة للوصول ..!
رحمة الله عليك يا دكتور علي الوردي
----------------------------------------
*(1) - أسطورة الأدب الرفيع - ص 68 - 69 منشورات سعيد بن جبير الطبعه الأولى 2000 /2005