كسرة البخوره
New member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
السؤال : أحب الاطلاع عـلى كتب ومؤلفات وكتابات
الرافضة والصوفية ، وبضاعتي فــي العلــم قليلــة ،
والحـمد لله أقف من الشبهات موقف المنكر ، لسبب
بسيط ، هو أني أعلم أن دينهم باطل ،والكثير منهم
غال أو عامي جاهل مسكين مستحق الشفقة لخداع
أسيادهم وضلالاهم .فهل ترى أن أستمر بالاطلاع
أم أترك ذلك ؟
الجواب : الحمد لله
يجب عـلـى المسلم أن يحافظ على عقيدته وإيمانه ،
ويهـتم بسلامة فطرتـه وفكره ، ويهرب بدينه وقلبه
مـن الشبهات والـفتن ، فإن القلوبَ ضعيفةٌ والشبهَ
خطَّافة ، تخطف بشـيء من البريق الذي يزينها به
أهل البدع والضلالات ، ولكنهـا في الحقيـقـة شبه
واهية ضعيفة .
والنظر في كتـــب البـدع والضلالة أو كتــب الشــرك
والخرافة أو كتــــب الأديان الأخـــرى التـــي طالهــا
التحريف أو كتب الإلحاد والنفاق لا يجوز إلا لمتأهِّل
فــي العلم الشرعي ، يـريد بقراءته لـهــا الرد عليها
وبـيـان فسادها ، أمـــا أن ينظر ويقرأ فيها مــن لــم
يتحقق بالعلم الشرعي فغالبا يناله من هذه المطالعة
شـيء من الحيرة والغواية ، وقد وقع ذلك لكثير من
الناس وحتى من طلبة العلم ، حتى انتهى بهم الأمر
إلــى الكفر والعياذ بالله ، وغالبا ما يغتر الناظر في
هذه الكتب بأن قلبه أقوى من الشبهات المعروضة،
إلا أنه يفاجأ - مع كثرة قراءتـــه - بأن قلبــه قـــد
تشرَّب من الشبهات ما لم يخطر له على بال .
ولذلك كانت كلمة العلماء والسلف الصالحين عــلى
تحريم النظر والمطالعة في هذه الكتب ، حتى ألــف
ابن قدامة المقدسي رسالة بعنوان " تحريم النظر
في كتب الكلام " .
وننقل هنا العديد من نصوص العلماء فــي تحريم
قراءة هذه الكتب لغير العالم :
جاء في "الموسوعة الفقهية " (34/185) :
" قال الحنابلة : ولا يجوز النظر في كتب أهل البدع
ولا فــي الكـتــب المشتملة عــلى الحـــقّ والباطل ،
ولا روايتها ؛ لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد .
وقال القليوبيّ : تحرم قراءة كتب الرقائق والمغازي
الموضوعة " انتهى .
كـما أفتى الشاطبي في "الإفادات والإنشادات" (44)
أن العوام لا يحل لهم مطالعة كتاب أبي طالب المكي
المسمى بـ ( قوت القلوب ) لما فيـــه من الشطحات
الصوفية .
وقال الحافظ ابن حجر في"الفتح" (13/525) :
" والأولى في هذه المسألة التفرقة بين من لم يتمكن
ويصير مـن الراسخين فــي الإيمان ، فـــلا يجوز لـه
النظر فـي شيء من ذلك بخلاف الراسخ ، فيجوز له
ولا سيما عند الاحتياج إلـى الرد على المخالف "
انتهى .
وقــال محمد رشيد رضا في " الفتـاوى " (1/137)
" ينبغي منـع التلامذة والعوام مـن قراءة هذه الكتب
لئلا تشوش عليهم عقائدهم وأحكام دينهم ،فيكونوا
كالغراب الـــذي حـــاول أن يتعلــم مِشية الطاووس
فنسي مشيته ولم يتعلم مشية الحجل " انتهى .
وجـاء في"فتاوى نور على الدرب"(التوحيد والعقيدة
/267) مــــن كـــلام الشيخ ابن عثيمين رحمـــه الله
" وأما كتب الصوفية فـــإنــه لا يجــــــــوز اقتناؤها
ولا مراجعتها إلا لشخص يريد أن يعرف ما فيها من
البدع من أجل أن يرد عليها ، فيكون في نظره إليها
فائدة عظيـمــة وهي معالجة هذه البدعة حتى يسلم
الناس منها " انتهى .
وقـد قـالت اللجنة الدائمة كمــا فـي "مجلـــة البحوث
الإسلاميـة " (19/138) " يحــرم عــلى كــل مكلف
ذكرا أو أنثى أن يقـــرأ فــي كتـــب البدع والضلال ,
والمجلات التي تـنــشر الخرافات وتقــوم بالدعايات
الكاذبة وتدعو إلـى الانحراف عن الأخلاق الفاضلة،
إلا إذا كان من يقرؤها يقـوم بالرد على ما فيها من
إلحاد وانحراف ، وينصح أهلهـا بالاستقامة وينكر
عليهم صنيعهم ويحذر الناس من شرهم "انتهى .
فلماذا تعرِّض نفسك - أخي الكريم - للشر والشبهات
فأنت في مأمن وغنى عن ذلك ، واحـمــد الله تعــالى
عـلى السلامة والعافية ، واشكره على نعمة الهداية
والثـبات بــأن تحافظ عليهـا فـلا تعرضها لمـا قــــد
يصيبها في مقتلها .
ثــم إن العمر أقصر مـن قضائه فـي مطالعة الباطل ،
فالحق والخير والعلم النافع كثيـر ، وإذا أنفق المرء
عمره كله في مطالعة كتــب العلم النافعــة كالتفاسير
وكتــب الحــــديث والفقــــه والرقائق والزهد والأدب
والفكر والتربية لما كاد يقضي منها وطره ، فكيــف
إذا انشغل بكتب الخرافة والضلالة التــي يكـتـبـهــا
الرافضة وبعض المتصوفة ؟!!
واستمـــع أخــي الكــريم إلــى نصيحة العـــلامة ابـن
الجـوزي في الاهتمام بالنافع من العلوم حيـث يقــول
فـي " صيد الخاطر" (54-55) " أما العالم فلا أقول
لـه اشبع من العلم ، ولا اقتصر على بعضه بـل أقول
لـــه : قدم المهم ؛ فإن العاقل من قدَّر عمره وعـمـل
بمقتضاه وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر ،
غير أنه يبني على الأغلب . فإن وصــل فقـد أعـــد
لكــل مرحلة زاداً ، وإن مــات قبل الوصول فنيته
تسلك به ......
والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن
لها في العلم والعمل "انتهى باختصار .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
السؤال : أحب الاطلاع عـلى كتب ومؤلفات وكتابات
الرافضة والصوفية ، وبضاعتي فــي العلــم قليلــة ،
والحـمد لله أقف من الشبهات موقف المنكر ، لسبب
بسيط ، هو أني أعلم أن دينهم باطل ،والكثير منهم
غال أو عامي جاهل مسكين مستحق الشفقة لخداع
أسيادهم وضلالاهم .فهل ترى أن أستمر بالاطلاع
أم أترك ذلك ؟
الجواب : الحمد لله
يجب عـلـى المسلم أن يحافظ على عقيدته وإيمانه ،
ويهـتم بسلامة فطرتـه وفكره ، ويهرب بدينه وقلبه
مـن الشبهات والـفتن ، فإن القلوبَ ضعيفةٌ والشبهَ
خطَّافة ، تخطف بشـيء من البريق الذي يزينها به
أهل البدع والضلالات ، ولكنهـا في الحقيـقـة شبه
واهية ضعيفة .
والنظر في كتـــب البـدع والضلالة أو كتــب الشــرك
والخرافة أو كتــــب الأديان الأخـــرى التـــي طالهــا
التحريف أو كتب الإلحاد والنفاق لا يجوز إلا لمتأهِّل
فــي العلم الشرعي ، يـريد بقراءته لـهــا الرد عليها
وبـيـان فسادها ، أمـــا أن ينظر ويقرأ فيها مــن لــم
يتحقق بالعلم الشرعي فغالبا يناله من هذه المطالعة
شـيء من الحيرة والغواية ، وقد وقع ذلك لكثير من
الناس وحتى من طلبة العلم ، حتى انتهى بهم الأمر
إلــى الكفر والعياذ بالله ، وغالبا ما يغتر الناظر في
هذه الكتب بأن قلبه أقوى من الشبهات المعروضة،
إلا أنه يفاجأ - مع كثرة قراءتـــه - بأن قلبــه قـــد
تشرَّب من الشبهات ما لم يخطر له على بال .
ولذلك كانت كلمة العلماء والسلف الصالحين عــلى
تحريم النظر والمطالعة في هذه الكتب ، حتى ألــف
ابن قدامة المقدسي رسالة بعنوان " تحريم النظر
في كتب الكلام " .
وننقل هنا العديد من نصوص العلماء فــي تحريم
قراءة هذه الكتب لغير العالم :
جاء في "الموسوعة الفقهية " (34/185) :
" قال الحنابلة : ولا يجوز النظر في كتب أهل البدع
ولا فــي الكـتــب المشتملة عــلى الحـــقّ والباطل ،
ولا روايتها ؛ لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد .
وقال القليوبيّ : تحرم قراءة كتب الرقائق والمغازي
الموضوعة " انتهى .
كـما أفتى الشاطبي في "الإفادات والإنشادات" (44)
أن العوام لا يحل لهم مطالعة كتاب أبي طالب المكي
المسمى بـ ( قوت القلوب ) لما فيـــه من الشطحات
الصوفية .
وقال الحافظ ابن حجر في"الفتح" (13/525) :
" والأولى في هذه المسألة التفرقة بين من لم يتمكن
ويصير مـن الراسخين فــي الإيمان ، فـــلا يجوز لـه
النظر فـي شيء من ذلك بخلاف الراسخ ، فيجوز له
ولا سيما عند الاحتياج إلـى الرد على المخالف "
انتهى .
وقــال محمد رشيد رضا في " الفتـاوى " (1/137)
" ينبغي منـع التلامذة والعوام مـن قراءة هذه الكتب
لئلا تشوش عليهم عقائدهم وأحكام دينهم ،فيكونوا
كالغراب الـــذي حـــاول أن يتعلــم مِشية الطاووس
فنسي مشيته ولم يتعلم مشية الحجل " انتهى .
وجـاء في"فتاوى نور على الدرب"(التوحيد والعقيدة
/267) مــــن كـــلام الشيخ ابن عثيمين رحمـــه الله
" وأما كتب الصوفية فـــإنــه لا يجــــــــوز اقتناؤها
ولا مراجعتها إلا لشخص يريد أن يعرف ما فيها من
البدع من أجل أن يرد عليها ، فيكون في نظره إليها
فائدة عظيـمــة وهي معالجة هذه البدعة حتى يسلم
الناس منها " انتهى .
وقـد قـالت اللجنة الدائمة كمــا فـي "مجلـــة البحوث
الإسلاميـة " (19/138) " يحــرم عــلى كــل مكلف
ذكرا أو أنثى أن يقـــرأ فــي كتـــب البدع والضلال ,
والمجلات التي تـنــشر الخرافات وتقــوم بالدعايات
الكاذبة وتدعو إلـى الانحراف عن الأخلاق الفاضلة،
إلا إذا كان من يقرؤها يقـوم بالرد على ما فيها من
إلحاد وانحراف ، وينصح أهلهـا بالاستقامة وينكر
عليهم صنيعهم ويحذر الناس من شرهم "انتهى .
فلماذا تعرِّض نفسك - أخي الكريم - للشر والشبهات
فأنت في مأمن وغنى عن ذلك ، واحـمــد الله تعــالى
عـلى السلامة والعافية ، واشكره على نعمة الهداية
والثـبات بــأن تحافظ عليهـا فـلا تعرضها لمـا قــــد
يصيبها في مقتلها .
ثــم إن العمر أقصر مـن قضائه فـي مطالعة الباطل ،
فالحق والخير والعلم النافع كثيـر ، وإذا أنفق المرء
عمره كله في مطالعة كتــب العلم النافعــة كالتفاسير
وكتــب الحــــديث والفقــــه والرقائق والزهد والأدب
والفكر والتربية لما كاد يقضي منها وطره ، فكيــف
إذا انشغل بكتب الخرافة والضلالة التــي يكـتـبـهــا
الرافضة وبعض المتصوفة ؟!!
واستمـــع أخــي الكــريم إلــى نصيحة العـــلامة ابـن
الجـوزي في الاهتمام بالنافع من العلوم حيـث يقــول
فـي " صيد الخاطر" (54-55) " أما العالم فلا أقول
لـه اشبع من العلم ، ولا اقتصر على بعضه بـل أقول
لـــه : قدم المهم ؛ فإن العاقل من قدَّر عمره وعـمـل
بمقتضاه وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر ،
غير أنه يبني على الأغلب . فإن وصــل فقـد أعـــد
لكــل مرحلة زاداً ، وإن مــات قبل الوصول فنيته
تسلك به ......
والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن
لها في العلم والعمل "انتهى باختصار .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب