،
,
،
,
،
,
دخلت علي وهي تحمل ماسكرا خاصة بلعب الأطفال تطلب مني أن أضع لها منها على رمش عينيها الجميلتين وبصوتها الرخيم وبالفم المليان قالت لي ابنتي ذات الخمس أعوام إلا قليلا (يمه زوجيني)!! حينما قالتها لي ضحكت وكأنني لم أضحك طوال عمري الذي مضى، ولن أضحك مثلما ضحكت في ذلك اليوم! باغتتني بهذه العبارة وكأنها كانت تطلب مني أن اشتري لها علبة آيس كريم! حينما قالتها لي أول مرة ظننت أنني أتوهم فسألتها مستغربة للتأكد: ماذا تريدين؟! فردت بتودد: زوجيني! فسألتها كيف يعني أزوجك؟ فقالت أنا عندي مسكرة خلاص زوجيني! فقلت لها: تعرفين تطبخين؟ فقالت: إيه فقلت وتسكنين في بيت بروحك فقالت: إيه عادي، فقلت إذن نتوكل على الله ونضع ملابسك في حقيبة؟ فردت بسرعة: أوكيه!! وحينما استفسرت منها عن مفهومها حول «زوجيني» تفاجأت من كم المعلومات التي لديها عسى ربي يحفظها فهي تعلم أن زوجيني يعني وجود بيت و«رجل» ومسكرة! وبعد أن أخبرت من أخبرت برغبة طفلتي الجميلة بالزواج وبعد أن ضحك من ضحك، وذهل من ذهل وغضب من غضب على ردة فعلي! جلست مع نفسي وأنا أقول لها عز الله إنه جيل «يخرّع»، حينما كنت في عمر صغيرتي وأكبر بقليل! كنت أتنافس مع أقراني من البنات والصبيان على شراء مسدس الماي من بقالة لفتة، وحينما كبرت حبتين كنت مشغولة بلعبة الـ«حيلة» ولما اشتد عودي وتوردت خدودي كان كل همي محصورا في متابعة المسلسل المسلي حكايات عالمية! لم يخطر ببالي ولا حرف من «ز» «و» «ا» «ج» إلا وأنا أراني أمام الأمر الواقع ارتدي الفستان الأبيض وبيدي مسكلة الورد التي كانت أطول مني والناس من حولي يزغردون! ولن أنسى أبداً أنني أخذت غفوة وأنا بالكوشة!! ذات مرة من مرات هذا الزمن الحاضر وأنا في احد صالونات التجميل دخلت طفلة صغيرة لا أظنها قد تجاوزت الرابعة عشرة من ربيع عمرها وكل ما فيها شعرت به ينمو ببطء أمام عيني وكأنها كتكوت صغير جميل يزاحم اللبوات في أحقية الجلوس بصدر المجلس! استلت كرسياً قرب كرسيي، وضعت رجلاً على رجل وكأنها (مدام في الأربعين) وطلبت من العاملة (حف حواجب) وأنا من طبعي الكئيب أنني إذا شدهت من موقف (أتنح) فأسرح فيمن أمامي ولا شيء يعيدني إلى الواقع غير يد تهزني أوصرخة في وجهي تأتيني ممن كنت أخزه! فعدت بذاكرتي إلى عمري في الرابعة عشرة ووجدتني اصعد سطح بيتنا وأضع «سحاحير» البيبسي فوق بعضها البعض لأتمكن من الركوب فوقها ومشاهدة الفريج من كل زاوية لم أكن متصابية والعياذ بالله بل كنت عفوية وبريئة! ليت الزمان يعود بي إلى تلك السنين فأبقى حبيسة طفولتي وأرفض أسوار النضوج، ففي عمر هذه الطفلة التي تزيل شعر حاجبيها بالخيط والملقط كنت أتسمر كل أربعاء أمام التلفاز وبيدي مضرب اليد الخاص بلعبة الأتاري، وحاجباي لم يكن ينقصهما إلا مشط وشباصة! الان تأتيني رضيعتي وتطلب الزواج ولا أعلم هل أنا أهول بالأمر أم أنه فعلا هائل!! من الذي عبث بطفولة صغيراتنا ومن الذي شوه نقاء صغيرتي؟ لعب الأطفال؟ أم الرسوم المتحركة! أم الكورن فليكس!!؟!! احترت بعد أن بدأت استوعب الوضع الذي أرغمت على العيش فيه (يمه زوجيني) لازالت تجعلني اضحك وبذات الوقت أخاف مما هو آت فكيف يفترض بي أن أتعامل مع الموقف! ردة فعلي الأولية كانت موجة ضحك، وكم أخشى أن يكون هذا بمثابة تأييد لما قاده لها تفكيرها البريء! عموماً لن نبالغ إن قلنا بأن جيل هذا الوقت جيل غريب الأطوار وذكي جداً لا يمكننا مجاراته ونحن ما نزال ننام على وسادة الماضي بكل معطياته.
لوووووووول الله يحفظها لأمها وصج جيل يخرع
المقال للكاتبه انتصار المعتوق قريته اليوم بجريدة الوطن وقلت تشاركوني تعليقاتكم ع الموضوع
صج جييييييييل يخوووف
,
،
,
،
,
دخلت علي وهي تحمل ماسكرا خاصة بلعب الأطفال تطلب مني أن أضع لها منها على رمش عينيها الجميلتين وبصوتها الرخيم وبالفم المليان قالت لي ابنتي ذات الخمس أعوام إلا قليلا (يمه زوجيني)!! حينما قالتها لي ضحكت وكأنني لم أضحك طوال عمري الذي مضى، ولن أضحك مثلما ضحكت في ذلك اليوم! باغتتني بهذه العبارة وكأنها كانت تطلب مني أن اشتري لها علبة آيس كريم! حينما قالتها لي أول مرة ظننت أنني أتوهم فسألتها مستغربة للتأكد: ماذا تريدين؟! فردت بتودد: زوجيني! فسألتها كيف يعني أزوجك؟ فقالت أنا عندي مسكرة خلاص زوجيني! فقلت لها: تعرفين تطبخين؟ فقالت: إيه فقلت وتسكنين في بيت بروحك فقالت: إيه عادي، فقلت إذن نتوكل على الله ونضع ملابسك في حقيبة؟ فردت بسرعة: أوكيه!! وحينما استفسرت منها عن مفهومها حول «زوجيني» تفاجأت من كم المعلومات التي لديها عسى ربي يحفظها فهي تعلم أن زوجيني يعني وجود بيت و«رجل» ومسكرة! وبعد أن أخبرت من أخبرت برغبة طفلتي الجميلة بالزواج وبعد أن ضحك من ضحك، وذهل من ذهل وغضب من غضب على ردة فعلي! جلست مع نفسي وأنا أقول لها عز الله إنه جيل «يخرّع»، حينما كنت في عمر صغيرتي وأكبر بقليل! كنت أتنافس مع أقراني من البنات والصبيان على شراء مسدس الماي من بقالة لفتة، وحينما كبرت حبتين كنت مشغولة بلعبة الـ«حيلة» ولما اشتد عودي وتوردت خدودي كان كل همي محصورا في متابعة المسلسل المسلي حكايات عالمية! لم يخطر ببالي ولا حرف من «ز» «و» «ا» «ج» إلا وأنا أراني أمام الأمر الواقع ارتدي الفستان الأبيض وبيدي مسكلة الورد التي كانت أطول مني والناس من حولي يزغردون! ولن أنسى أبداً أنني أخذت غفوة وأنا بالكوشة!! ذات مرة من مرات هذا الزمن الحاضر وأنا في احد صالونات التجميل دخلت طفلة صغيرة لا أظنها قد تجاوزت الرابعة عشرة من ربيع عمرها وكل ما فيها شعرت به ينمو ببطء أمام عيني وكأنها كتكوت صغير جميل يزاحم اللبوات في أحقية الجلوس بصدر المجلس! استلت كرسياً قرب كرسيي، وضعت رجلاً على رجل وكأنها (مدام في الأربعين) وطلبت من العاملة (حف حواجب) وأنا من طبعي الكئيب أنني إذا شدهت من موقف (أتنح) فأسرح فيمن أمامي ولا شيء يعيدني إلى الواقع غير يد تهزني أوصرخة في وجهي تأتيني ممن كنت أخزه! فعدت بذاكرتي إلى عمري في الرابعة عشرة ووجدتني اصعد سطح بيتنا وأضع «سحاحير» البيبسي فوق بعضها البعض لأتمكن من الركوب فوقها ومشاهدة الفريج من كل زاوية لم أكن متصابية والعياذ بالله بل كنت عفوية وبريئة! ليت الزمان يعود بي إلى تلك السنين فأبقى حبيسة طفولتي وأرفض أسوار النضوج، ففي عمر هذه الطفلة التي تزيل شعر حاجبيها بالخيط والملقط كنت أتسمر كل أربعاء أمام التلفاز وبيدي مضرب اليد الخاص بلعبة الأتاري، وحاجباي لم يكن ينقصهما إلا مشط وشباصة! الان تأتيني رضيعتي وتطلب الزواج ولا أعلم هل أنا أهول بالأمر أم أنه فعلا هائل!! من الذي عبث بطفولة صغيراتنا ومن الذي شوه نقاء صغيرتي؟ لعب الأطفال؟ أم الرسوم المتحركة! أم الكورن فليكس!!؟!! احترت بعد أن بدأت استوعب الوضع الذي أرغمت على العيش فيه (يمه زوجيني) لازالت تجعلني اضحك وبذات الوقت أخاف مما هو آت فكيف يفترض بي أن أتعامل مع الموقف! ردة فعلي الأولية كانت موجة ضحك، وكم أخشى أن يكون هذا بمثابة تأييد لما قاده لها تفكيرها البريء! عموماً لن نبالغ إن قلنا بأن جيل هذا الوقت جيل غريب الأطوار وذكي جداً لا يمكننا مجاراته ونحن ما نزال ننام على وسادة الماضي بكل معطياته.
لوووووووول الله يحفظها لأمها وصج جيل يخرع
المقال للكاتبه انتصار المعتوق قريته اليوم بجريدة الوطن وقلت تشاركوني تعليقاتكم ع الموضوع
صج جييييييييل يخوووف