أسعد الله تعالى أوقاتكم بكل خير و بالمحبة و السرور
.
جئتكم اليوم أطرح عليكم موضوعا ظريفا يتضمن عبرة آمل أن يحوز على إعجابكم و تتلقون منه الإستفادة و هو عبارة عن حدث ما مضى في يوم من أيام حياتي أحببت تدوينه بين طيات صفحات مذكراتي التي سأهديها لأطفالي من بعد مماتي لنيل العبر من خبراتي في حياتي. كما و آمل أن يتقدم كل من عاش يوما ذو عبرة في حياته بمشاركة ظريفة كانت أم صعبة لنشاطره إياها و نستفيد منها.
في صباح يوم جميل, عليل الرياح و صافي الشمس .. في يوم جمعة .. يوم العبادة و وصل الأرحام, رغبت الأسرة بالخروج في نزهة و ترددت كثيرا و لكني في النهاية خضعت لمحاولاتهم بإقناعي بالخروج معهم لشم الهواء النقي عللي انسى الهموم التي يعاني منها كافة الناس أجمع و أشعر بالإنشراح و لكني ... دهشت بوجهتهم. حيث اعتقدت بأنهم متجهون لمكان أخضر .. وارف الظلال .. تسمع فيه تغريدة الطيور و بمقدورنا شراء كل ما قد يلزمنا من ماء أو عصير أو لذائذ الطعام كالبوظة و البطاطا الهشة و الفشار من المحلات المجاورة لنكلل استمتاعنا بلذة الرفاهية و المعيشة الرغدة و لكن ... البر كان هو المكان المنشود. البر؟؟؟ حيث الرمال .. و الرياح السريعة .. أرض قاحلة .. لا ماء فيها و لا ظل .. و لا نباتات اللهم تلك التي قد تخطو عليها من دون ان تشعر لصغر حجمها .. ناهيتكم عن ذكر الحشرات التي قد تزعجنا كالخنافس و النمل الفارسي. فعاودت الرفض و لكني تنازلت لرغبة والدتي الملحة بمرافقتهم. فرافقتهم من بعد أن أتممت الوضوء و صعدت المركبة بوجه عابس و نفس لا تسكن عن التذمر. هل يعقل أن يتجه من يريد أن يشرح صدره و يرمي بالهموم وراء ظهره للبر؟؟؟ و هكذا, أخذت أتذمر طوال الطريق .. تارة بالملاحظات اللاسعة و تارة بالمزاح حتى شعرت بأني قد بالغت بتذمري حيث سببت لهم إنزعاجا كبيرا و لم يظهر بتصرفهم نحوي بل بان بسكونهم. حيث سكنوا و لم نكن نسمع سوى صوت المذيع الرتيب و الممل الذي كان يلقي نشرة الأخبار المهولة. فسارعت بالإعتذار بضمير بشعر بالتأنيب, و لأرد إعتبارهم قلت: لا تأبهوا لما أقول و لا تعيروني إهتماما فأنا صوت واحد معارض ضد ثلاثة متفقين. و هنيها, عاد الوضع كما وددت لله الحمد و غير أخي موجة الإذاعة لأخرى ظريفة و عادت والدتي تتحدث لأختي بشتى الأمور.
و من بعد قطع مسافة طويلة جدا اقتضتنا أكثر من ساعة عانيت فيها صمتا مريرا متظاهرة باهتمامي بما كنت أستمع إليه بعينان ترقبان الفضاء الممل .. وصلنا إلى حيث كانوا يرغبون. كما تصورت .. مكانا قاحلا .. ذو أرض رملية .. خالية الظلال و الأعشاب معا و الرياح كانت فيه شديدة السرعة. نظرت للساعة و إلا بعقاربها تشير للساعة العاشرة و النصف أي أننا كنا سنطيل المكث حيث كنا حتى يحين وقت الصلاة و من ثم قد نعاود أدراجنا للمدينة أو المنزل لتناول الغداء. كتمت على زفراتي و امتعاضي و نزلنا. تعاوننا بإنزال ما كان يلزمنا من طعام بسيط تكون من نواشف و مقليات مالحة, و بساط رقيق لا يكاد يسع لنا جميعا, و الماء و الشاي و خلافه و فرشنا البساط تحت الشمس و أسرعنا بالجلوس عليه كي لا يطير بالهواء و أخذنا نتبادل شتى المواضيع الظريفة منها و التي لها أثرا طيبا علينا كالذكريات التي اشتملت على وجود الوالد رحمة الله تعالى عليه. في البداية كان الوقت يمر بصعوبة و لكن كلما ازداد حديثنا تشعبا و ظرافة ازددت راحة و طبت نفسا و من دون أن ألاحظ سير خطى الزمان أطلعنا أخي بدخولنا وقت الصلاة. و بالرغم من وجود مصلاة واحدة معنا فقط إلا أني لم ألاحظ امتعاضي لعدم مقدرتي بأداء صلاة الجمعة بوقتها حيث تركنا الوالدة تصلي أولا و من ثم نحن الواحد يلو الآخر .. و عدنا لجلستنا المسبقة بعدئذ و تناولنا الطعام و شربنا كل ما كان في جعبتنا من ماء و شاي و ضحكنا و ابتهجت أساريري بهذ الجلسة التي رغبت بها أن تطول و لكن .. داهمنا الوقت و آن أوان الرجوع .. فشعرت بشيء غريب يختلج صدري و هو رغبة بإطالة الجلوس حيث كنا و التحدث بالمزيد من الأمور و لكن .. آن الأوان فركبنا و كانت عودتنا أقصر مما توقعت و أدركنا المنزل في لحظات حسب ظني و هناك جلست على طرف سريري أفكر بما حدث لي اليوم و كيف تبدلت نفسيتي و تبدل رأيي. كيف غادرت المنزل منزعجة و عدت مبتهجة ضاحكة سني؟ ترى ما السر؟ و فيما أنا هكذا أفكر, وجدته. أهلي .. ناسي .. الوجوه التي آلفها من حولي .. و التي ترعرعت بينها .. هم السبب في تبديل الأمور. فأدركت أن لا يهم في أي أرض تحل .. لا يهم على أي بقعة أرض تمشي .. لا يهم في أي جو أو وقت أو زمان تقضي .. كل ذلك لا يهم طالما كنت في صحبة أفراد أسرتك. صحبتهم هي التي تشرح صدرك و ليس المكان و الأجواء. فاتعظت و من يومها و أنا أرافقهم لأي مكان يرغبون به لأني أدرك في قرارة نفسي أني سأسعد بصحبتهم و ينشرح صدري بوجودهم حولي. شقيقي, شقيقتي, أمي ... سعدت بصحبتكم في كل نزهة لا علم لي إن كانت ستتكرر معكم مجددا أم لا .. و يحزنني أن والدي ليس بيننا ليقضيها معنا. صحبة الأهل أحلى من أن تكون في مكان لطيف .. أخضر .. ذو ظلال وارف .. و تسمع فيه تغريدة الطيور و لك فيه كل ما لذ من الطعام و الشراب.
دمتم سالمين لأعزازكم و رافقتكم السلامة و السعادة ترفرف من حولكم جميعا أينما حللتم
:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):
.
جئتكم اليوم أطرح عليكم موضوعا ظريفا يتضمن عبرة آمل أن يحوز على إعجابكم و تتلقون منه الإستفادة و هو عبارة عن حدث ما مضى في يوم من أيام حياتي أحببت تدوينه بين طيات صفحات مذكراتي التي سأهديها لأطفالي من بعد مماتي لنيل العبر من خبراتي في حياتي. كما و آمل أن يتقدم كل من عاش يوما ذو عبرة في حياته بمشاركة ظريفة كانت أم صعبة لنشاطره إياها و نستفيد منها.
في صباح يوم جميل, عليل الرياح و صافي الشمس .. في يوم جمعة .. يوم العبادة و وصل الأرحام, رغبت الأسرة بالخروج في نزهة و ترددت كثيرا و لكني في النهاية خضعت لمحاولاتهم بإقناعي بالخروج معهم لشم الهواء النقي عللي انسى الهموم التي يعاني منها كافة الناس أجمع و أشعر بالإنشراح و لكني ... دهشت بوجهتهم. حيث اعتقدت بأنهم متجهون لمكان أخضر .. وارف الظلال .. تسمع فيه تغريدة الطيور و بمقدورنا شراء كل ما قد يلزمنا من ماء أو عصير أو لذائذ الطعام كالبوظة و البطاطا الهشة و الفشار من المحلات المجاورة لنكلل استمتاعنا بلذة الرفاهية و المعيشة الرغدة و لكن ... البر كان هو المكان المنشود. البر؟؟؟ حيث الرمال .. و الرياح السريعة .. أرض قاحلة .. لا ماء فيها و لا ظل .. و لا نباتات اللهم تلك التي قد تخطو عليها من دون ان تشعر لصغر حجمها .. ناهيتكم عن ذكر الحشرات التي قد تزعجنا كالخنافس و النمل الفارسي. فعاودت الرفض و لكني تنازلت لرغبة والدتي الملحة بمرافقتهم. فرافقتهم من بعد أن أتممت الوضوء و صعدت المركبة بوجه عابس و نفس لا تسكن عن التذمر. هل يعقل أن يتجه من يريد أن يشرح صدره و يرمي بالهموم وراء ظهره للبر؟؟؟ و هكذا, أخذت أتذمر طوال الطريق .. تارة بالملاحظات اللاسعة و تارة بالمزاح حتى شعرت بأني قد بالغت بتذمري حيث سببت لهم إنزعاجا كبيرا و لم يظهر بتصرفهم نحوي بل بان بسكونهم. حيث سكنوا و لم نكن نسمع سوى صوت المذيع الرتيب و الممل الذي كان يلقي نشرة الأخبار المهولة. فسارعت بالإعتذار بضمير بشعر بالتأنيب, و لأرد إعتبارهم قلت: لا تأبهوا لما أقول و لا تعيروني إهتماما فأنا صوت واحد معارض ضد ثلاثة متفقين. و هنيها, عاد الوضع كما وددت لله الحمد و غير أخي موجة الإذاعة لأخرى ظريفة و عادت والدتي تتحدث لأختي بشتى الأمور.
و من بعد قطع مسافة طويلة جدا اقتضتنا أكثر من ساعة عانيت فيها صمتا مريرا متظاهرة باهتمامي بما كنت أستمع إليه بعينان ترقبان الفضاء الممل .. وصلنا إلى حيث كانوا يرغبون. كما تصورت .. مكانا قاحلا .. ذو أرض رملية .. خالية الظلال و الأعشاب معا و الرياح كانت فيه شديدة السرعة. نظرت للساعة و إلا بعقاربها تشير للساعة العاشرة و النصف أي أننا كنا سنطيل المكث حيث كنا حتى يحين وقت الصلاة و من ثم قد نعاود أدراجنا للمدينة أو المنزل لتناول الغداء. كتمت على زفراتي و امتعاضي و نزلنا. تعاوننا بإنزال ما كان يلزمنا من طعام بسيط تكون من نواشف و مقليات مالحة, و بساط رقيق لا يكاد يسع لنا جميعا, و الماء و الشاي و خلافه و فرشنا البساط تحت الشمس و أسرعنا بالجلوس عليه كي لا يطير بالهواء و أخذنا نتبادل شتى المواضيع الظريفة منها و التي لها أثرا طيبا علينا كالذكريات التي اشتملت على وجود الوالد رحمة الله تعالى عليه. في البداية كان الوقت يمر بصعوبة و لكن كلما ازداد حديثنا تشعبا و ظرافة ازددت راحة و طبت نفسا و من دون أن ألاحظ سير خطى الزمان أطلعنا أخي بدخولنا وقت الصلاة. و بالرغم من وجود مصلاة واحدة معنا فقط إلا أني لم ألاحظ امتعاضي لعدم مقدرتي بأداء صلاة الجمعة بوقتها حيث تركنا الوالدة تصلي أولا و من ثم نحن الواحد يلو الآخر .. و عدنا لجلستنا المسبقة بعدئذ و تناولنا الطعام و شربنا كل ما كان في جعبتنا من ماء و شاي و ضحكنا و ابتهجت أساريري بهذ الجلسة التي رغبت بها أن تطول و لكن .. داهمنا الوقت و آن أوان الرجوع .. فشعرت بشيء غريب يختلج صدري و هو رغبة بإطالة الجلوس حيث كنا و التحدث بالمزيد من الأمور و لكن .. آن الأوان فركبنا و كانت عودتنا أقصر مما توقعت و أدركنا المنزل في لحظات حسب ظني و هناك جلست على طرف سريري أفكر بما حدث لي اليوم و كيف تبدلت نفسيتي و تبدل رأيي. كيف غادرت المنزل منزعجة و عدت مبتهجة ضاحكة سني؟ ترى ما السر؟ و فيما أنا هكذا أفكر, وجدته. أهلي .. ناسي .. الوجوه التي آلفها من حولي .. و التي ترعرعت بينها .. هم السبب في تبديل الأمور. فأدركت أن لا يهم في أي أرض تحل .. لا يهم على أي بقعة أرض تمشي .. لا يهم في أي جو أو وقت أو زمان تقضي .. كل ذلك لا يهم طالما كنت في صحبة أفراد أسرتك. صحبتهم هي التي تشرح صدرك و ليس المكان و الأجواء. فاتعظت و من يومها و أنا أرافقهم لأي مكان يرغبون به لأني أدرك في قرارة نفسي أني سأسعد بصحبتهم و ينشرح صدري بوجودهم حولي. شقيقي, شقيقتي, أمي ... سعدت بصحبتكم في كل نزهة لا علم لي إن كانت ستتكرر معكم مجددا أم لا .. و يحزنني أن والدي ليس بيننا ليقضيها معنا. صحبة الأهل أحلى من أن تكون في مكان لطيف .. أخضر .. ذو ظلال وارف .. و تسمع فيه تغريدة الطيور و لك فيه كل ما لذ من الطعام و الشراب.
دمتم سالمين لأعزازكم و رافقتكم السلامة و السعادة ترفرف من حولكم جميعا أينما حللتم
:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):